صلاح المـُرْ، لعب الصورة و الكلمة
صلاح المـُرْ، لعب الصورة و الكلمة
صـــــــــــلاح الـمُــــــــــر
لــــعــب الــــكـــــلــمــة و الــــصــــورة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
" دياكيري الصغيرة"(أو ضياء خيري؟) هو عنوان الكتاب الجديد الأخير الذي صدر للصديق الفنان صلاح المر هنا عن دار نشر فرنسية متخصصة في كتب الاطفال، هي دار " ليرابيل".و الكتاب توليفة ذكية من التصاوير الملونة التي عملها صلاح المر لمصاحبة نص حكاية شعبية من موريتانيا يحكيها الحكواتي الموريتاني " مامادو سال".
و " دياكيري" حجوة تعالج موضوع العلاقة مع الآخر القريب، من خلال التناقض الأزلي بين الأم و بنتها ،عبر مسار حافل بالمواقف العجائبية على خلفية الواقع الأفريقي لمجتمع موريتانيا.
سنتناول ، لاحقا ، موضوع الكتاب بمزيد من التحليل، ضمن براح قسم" ثقافة الطفل" ، الذي هو تحت الاعداد بموقع سودان للجميع.لكني استعجلت تقديم هذا الكتاب لقراء سودان للجميع بالذات لأن عمل صلاح المر الفني لاقى اعجاب الكثيرين من المختصين بكتب الأطفال هنا منذ صدور الكتاب في الأسابيع الماضية.و لا عجب فصلاح بين نفر من مصممي كتب الأطفال الذين يتصدون للرسم بنفس الجدية التي يباشرون بها العمل على اللوحات التي تخاطب الكبار.
و قبل صلاح المر أصدرت دار نشر قراندير و دار نشر ليرابيل الفرنسيتين كتب أطفال مصورة لمجموعة من الفنانين السودانيين كـ :عبد الله محمد الطيب ( أبوسفّة) و حسان علي أحمد و محمد عمر بشارة و فتحي محمد عثمان. و سأحاول التقديم لمساهماتهم هنا كلما سنحت سانحة.
.
صلاح المر من مواليد 1966 ، و قد تخرج في قسم القرافيك، كلية الفنون ، جامعة السودان بالخرطوم عام 1989 . و هو فنان متعدد الغوايات يلون و يرسم و يحفر و ينحت و قد اشترك في العديد من معارض الرسم داخل و خارج السودان.
.و قد كتب الفنان السورى فاتح المدرس مقدما معرض أعمال صلاح المر في غاليري عشتار في دمشق عام 1995 :
"ان الرموز التي يخلقها الفنان السوداني الشاعر ، ليست غريبة على تصورات الانسان العادي الجميل في السودان. انها منه و اليه.و لكن بأشكال جاءت مختزلة و ذات تأثير بصري مباشر جعلها قريبة من الروح بعد أن استبعدت الشكوك الغامضة عن هذه الرموز.انها باقات من الرموز المتكونة من جسد الانسان الحي و الاطياف اللونية الحالمة و الدافئة للأرض السودانية التي هي غنية و تعسة كأحلام السماء.
هذه الاعمال التي نراها لصلاح هي المادة الهيولا التي يعيش فيها . و اني أستشف سعادته و حزنه التاريخي البعيد فيها، فهو نفسه كرمز من هذه الرموز التي تعايش الجو اللوني للوحة.هنالك دفء و محبة و تساؤلات غنائية و ايقاعات رقص خفي ، كلها في تكوينات ذات خصوصية و ذات ديمومة بصرية غير محدودة، وضعت أعماله في الصف الاول لروح الشرق و سرية أفريقيا و جها لوجه أمام العبث اللاوجداني للمد المعدني الغربي، الذي ظلم الانسان الحديث عندما حرمه من طواطمه السحرية القليلة..."( ف. المدرس في كتالوج معرض صلاح المر، دمشق 11 /6/1996 ).
و في عام 2003 شارك صلاح المر كمصمم لكتب الاطفال ، في المعرض الكبير الذي نظمه معهد العالم العربي بباريس تحت عنوان " رسامون عرب لكتب الاطفال".وأهمية هذا المعرض، كما عبر استاذنا الفنان محي الدين اللبّاد، هي في كونه يقدم " مجموعة منتخبة متنوعة من رسامي الكتب المصورة في العالم العربي، منهم الشيوخ الذين اقتربوا من السبعين أو جاوزوها، و منهم من تخرج في كلية الفنون الجميلة العام الماضي فقط. منهم من نشر عشرات الكتب المصورة و منهم من نشر كتابا واحدا، و منهم من لا يزال يعد كتابه الاول للنشر" بيد أن القاسم المشترك بين هؤلاء و أولئك هو الروح الابداعي الجديد و الأفق الواسع المنفتح على لقيات الفنون و الاداب الحديثة".و قد لا حظ محي الدين اللباد في مقدمة كتالوغ المعرض الحضور النوعي الايجابي للفنانين التشكيليين في فضاء النشر المتوجه للأطفال " و يقترب عدد الفنانين التشكيليين العارضين ـ ممن اهتموا برسم كتب للأطفال ـ من ثلث عدد العارضين. و قد أنجز هؤلاء أعمالا تستحق الاهتمام أنجزوها بالخبرات و بنتائج التجارب ذاتها التي حصّلوها في الفن التشكيلي الحر، دون محاولة لتبديل " أصواتهم" أو استعارة " أصوات " أخرى نمطية درج البعض على اعتبارها" الطريقة الناجحة" لمخاطبة القاريء الصغير.و غالبا ما ستنشّط هذه التجارب و الابحاث التشكيلية حقل رسم الكتب.و غالبا ما سينتشر التأثّر بها و تسطع تداعياتها الايجابية على صفحات كتب الاطفال العربية قبل مرور زمن طويل."(محي الدين اللباد، رسامون عرب لكتب الاطفال، معرض نظمه معهد العالم العربي من 13 يونيو الى 31 أغسطس 2003).و حضور صلاح المر في هذا المعرض مع فنانين تشكيليين سودانيين أكبر منه سنا ( سيف اللعوتة 1954، و حسان علي أحمد 1954، و حسن موسى 1951) ثمثل نوعا من شهادة تقدير لنوعية التجربة التشكيلية السودانية التي تمخضت عنهم و ميزتهم عن غيرهم من تشكيليي العالم العربي و غير العربي.
نشر صلاح المر عدة كتب مصورة منها:
" قسطاح" أو
Chacodile
"شاكوديل"حسب العنوان الفرنسي. هو كتاب في لسانين عربي و فرنسي أصدرته دار " قراندير " في فرنسا عام 2002
Isbn 2-84166-192-X
كما صدرت له، في نفس العام، نسخة بالايطالية و العربية في ايطاليا عن دار " جاكابوك" الايطالية و العنوان الايطالي:
Gatto Drillo
Isbn 88-16-57202-7
و فكرة الكتاب طريفة و مبتكرة فحواها اللعب بالكلمات و بالصور لتوليد مدلولات بصرية و أدبية جديدة غير متوقعة.أو كما شرحها صلاح المر في الكتاب:
" قانون اللعبة بسيط
كل واحد يسمي حيوان ما في نفس اللحظة.
فاذا سمّى كل واحد حيوانا مختلفا نتخيل رأس هذا الحيوان في جسم ذاك الحيوان و يكون حيوان جديد. و اذا سمّينا معا نفس الحيوان تنتهي اللعبة و نبدأ من جديد."
و هكذا يتفتّق خيال اللاعبين عن حيوانات عجائبية طريفة من نوع " عيك " (عنزة و ديك ) أو " كلفور" (كلب و عصفور).و قد حاز كتاب " قسطاح " ( قط و تمساح ) على اعجاب المعلمين و التربويين بين ايطاليا و فرنسا و نوهت اليه بعض مطبوعات ثقافة الاطفال في فرنسا و في ايطاليا.
تحت الطبع كتاب جديد لصلاح المر سيصدر عن دار " قراندير" تحت عنوان
Famille d’ Artistes
" أهل الفن" و هو بالعربية و بالفرنسية , و آخر كتبه صدر عن دار " ليرابيل" بعنوان : دياكاري" أسطورة من موريتانيا كتب نصها الفرنسي الحكواتي الموريتاني " مامادو سال ".
عنوان الكتاب بالفرنسية:
Diakhere, la cadette
Contes de Mauritanie
Texte de Mamadou Sal
Illustration de salah Elmur
Editions Lirabelle
www.lirabelle.fr
Isbn : 2-914216-48-3
.
