تجارب شخصية جداً (خواطر قاهرية ) رحلة اغسطس 2005م.

Forum Démocratique
- Democratic Forum
أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

تجارب شخصية جداً (خواطر قاهرية ) رحلة اغسطس 2005م.

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

[font=Microsoft Sans Serif]اعترف باني من عشاق ( مصر ) .. احبها .. لا احس فيها بالغربة مهما طال امد الاقامة .. قبل خيار الغربة الحقيقية كانت وجهتي السنوية المفضلة .. اتحايل على ارباب عملي حتى استطيع مدّ ايام الاجازة .. احيانا بشهادة مرضية مزورة .. واحيانا بقول الحقيقة المجردة .. انني فقط لم استطع مقاومة البقاء هناك ... بيني وبين شوارع القاهرة الفة وود ... بيني وبين شواطئ الاسكندرية رباط خفي غامض ... في آخر رحلة لي كان امامي الخيار بين السكنى في احدى الاحياء الراقية والشعبية .. وبلا تردد اخترت الحي الشعبي المالوف حيث اعتدت البقاء في كل اجازاتي السابقة .. حيث تعرفت على الجميع بالاسم .. سمعت قصصهم المفرحة والمحزنة .. شاركتهم في حفلاتهم التي تقام فجاة وبلا اسباب ... تمتعت بوصلات الردح بين جارتين تخاصمتا على سبب تافه .. ثم تصالحتا بزغرودة جميلة ...
احببت ان اشرككم معي في زكرياتي عن القاهرة ...
ولنبدأ ...

مصر أم الدنيا ... قاهرة المعز ... مدينة الالف مئذنة ... الاهرامات ... المتاحف ... مكتبة مدبولي ... النيل ... الزحام ... المسارح ...ميدان التحرير ... السيدة زينب والحسين ... شارع 26 يوليو ... سور الازبكية ... مبنى ماسبيرو ...
نصيحة صغيرة اهمس بها في اذن كل من يريد ان يعيش متعة القاهرة ... ابتعدوا عن المناطق الراقية والمدن الجديدة ...
غوصوا في قلب القاهرة القديمة ... الحواري ... الشوارع الضيقة .. هناك تتعرفون على القاهرة الحقيقية ... تتذوقون طعم الاماكن .. وتعلق في اذهانكم ملامح البشر ... وعندما يحين اوان الرحيل .. سترحل معكم روائح تذكركم بمواقف عايشتموها وانتم هناك ...عطر الاماكن لا يوجد في الزمالك او المعادي ... لايسكن مصر الجديدة ولا المهندسين ... انه في ( وسط البلد ) في ازقة الكيت كات وحواري شبرا والسيدة زينب ... في الفجالة والسبتية ..في رمسيس والعتبة والموسكي .. في الازهر والحسين ...
وللذكريات بقية ...
للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

تجارب شخصية جداً (خواطر قاهرية ) رحلة اغسطس 2005م.

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

[font=Microsoft Sans Serif]صباح القاهرة ....

صباح هادئ ساكن ملئ بالضباب يكاد يكون الفترة الوحيدة التي يهدا فيها سكان القاهرة الذين ادمنوا السهر حتى ساعات الفجر الاولى ... هذا الهدؤ تمزقه احداث روتينية ثابتة لا تتغير ....
في السادسة صباحا تاتي بائعة اللبن التي لا يحلو لها الوقوف الا تحت نافذتي ويعلو صوتها الجهور لينادي على أم سمير زبونتها الوحيدة في الشارع بالحاح لا ينقطع الا عندما ينزل سبت القش المعلق في حبل طويل من بلكونة ام سمير فيوضع فيه اللبن ويرتفع الى اعلى ...
يسود الهدؤ برهة وجيزة...

في السادسة والنصف ياتي بائع الغاز يحمل الاسطوانة على كتفه والمفتاح على يده وغالبا ما يكون فتى يافع السن انظر اليه واشفق على كتفه الرقيق من هذا الحمل الثقيل ... ويتبخر اشفاقي لحظة ترتفع يده الصغيرة لتضرب الانبوبة بقوة ويصدر عنها صوت يوقظ الموتى من قبورهم واصاب انا بصداع لا يجدي معه البندول الاحمر ...

في الساعة السابعة ترتفع عقيرة بائع الفول والبليلة بنغمة مميزة ليعلن عن وصوله بكلمات لا افهم معظمها .. ( فهمت كلمة فول وقشطة يا بليلة ) ... وعند وصوله تمتد الرؤوس من البلكونات وفجاة تتدلى غابة من الحبال المنتهية بسبت القش الشهير وينتقل (جمال) بائع الفول من سبت لآخر بكل همة ونشاط ليضع هنا كيس فول وهناك كيس بليلة أو الاثنين معاً..

الساعة الثامنة بائع الروبابيكيا الذي لم يكتفي بصوته العادي .. فاحضر مايكرفون ليزيد معاناتي الصباحية وهو يدعو الجميع للتخلص من الكراكيب القديمة علما بان العربة التي يقودها هي في حد ذاتها روبابيكيا ... والحصان الذي يقود العربة يمشي برحمة رب العباد عليه ...

الساعة التاسعة ... الموال اليومي بين (أم مصطفى ) ذات الحبال الصوتية التي قد تضعها في مصاف نجمات الاوبرا وهي تأمر ابنتها بالاستيقاظ مع وصلة من الدعاء عليها بكل ما تتخيله في قاموس الادعية ... وتنتهي الوصلة حسب مزاج ابنة ام مصطفى ورغبتها في الاستيقاظ بغض النظر عن رغبتنا نحن في النوم ...

الساعة العاشرة يبدا اهل البيت في الاستيقاظ لتنادي الحاجة نوال ( أم محمد ) من الطابق لارضي على الحاجة عديلة ( أم هاني ) بالطابق الثالث للذهاب الى سوق الخضار ... في هذه اللحظة اكون قد وصلت الى مرحلة الياس في امكانية النوم وانظر الى شقيقتي النائمتين بكل غيظ واتساءل كيف امكنهما النوم وسط هذا الضجيج المتواصل ؟؟ واجرجر قدمي ليبدا يوم جديد قد يطول حتى فجر اليوم الثاني بنفس الترتيب الذي لا يتبدل فيه اي شئ ...
وللذكريات بقية ...
للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

تجارب شخصية جداً (خواطر قاهرية ) رحلة اغسطس 2005م.

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

[font=Microsoft Sans Serif]نيل القاهرة

النيل في القاهرة له شكل غريب ... متلون .. على حسب الوقت الذي تراه فيه .. بالنسبة لنا نحن السودانيين الذين اعتدنا نيلنا دائم الحركة ... يتسابق موجه ليضرب الشاطئ غاضباً احياناً .. مزمجراً كاسحاً احياناً ... ننظر إلى نيل القاهرة بدهشة واستغراب ... فهو ساكناً متعباً كأنما أضناه طول الطريق فقرر أن يمشي الهوينى ...
في الصباح الباكر يكون ملفوفا بغلالة من الضباب الأبيض الخفيف التي تضفي عليه جو من الغموض الآسر ... وتصبح العوامات المنتشرة على ضفتيه كانها حيوانات خرافية من ما قبل التاريخ ( تعتبرالعوامات سكنا رخيصا ومريحاً لبعض الناس )...
خلال فترة الظهيرة وعندما تنعكس أشعة الشمس على صفحته يبدو وكأنه مخلوق عملاق يتمطى ويحاول أن ينفض عن عيونه النعاس استعدادا لنشاط قادم ... تبدا حركة القوارب الصغيرة التي تقطع المسافة بين الضفتين وهي تحمل البشر والبضائع والحيوانات لقاء مبلغ صغير ... في بعض المناطق اصبحت هذه القوارب بديلا عن البيوت .. برغم ضيقها وانعدام الخصوصية فيها تكتشف ان اسرة كاملة تقطن في قارب صغير تمارس فيه كل طقوس الحياة اليومية من طبخ ونشر الغسيل في حبال معلقة بطريقة غريبة .. اطفال يلعبون ضمن المساحة المتاحة ...
أجمل ما يكون النيل في القاهرة ليلاً .. يمتلئ بالحياة والحركة .. يصبح عالماً من الألوان ...والأصوات .. والروائح .. والعواطف ...
للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

تجارب شخصية جداً (خواطر قاهرية ) رحلة اغسطس 2005م.

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

[font=Microsoft Sans Serif]النيل هو المكان المفضل لعشاق القاهرة ... فعلى طول الكورنيش تمتد المقاهي الصغيرة والسفن الفخمة .. وكل حسب ميزانيته ...
اضافة الى ذلك ينتشر باعة السميط والبيض والترمس ... باعة الشاي والحاجة الساقعة ... اضافة الى توفر خدمة تاجير الهواتف المتحركة حيث يتباري شباب صغار السن في الترويج لاجراء مكالمات من هواتفهم الخاصة باسعار متدنية ...
على أبعاد متفاوتة تنتشر المراسي الخاصة بالمراكب ... ولكن نصيحة أخوية خالصة ... إذا فكرتم في يوم من الأيام النزول إلى هذه المراسي .. عليكم ان تتحلوا بروح المجازفة والمغامرة لان السلالم قد تكون سطح أملس به بعض الحفر التي يمكن أن نطلق عليها جزافاً درجات ... أو درجات من الحديد الصدئ المهدد بالانهيار في أي لحظة ... أو خشب قديم يحكي صريره المزعج عن قدمه وبلاه ... أو درجات من السيراميك المبتل الذي يحتاج إلى لاعب جمباز ليحتفظ بتوازنه فيه ...
ولكن تأتي المكافأة في نهاية السلم .. يمكنك أن تؤجر مركبا شراعيا لمدة ساعة بأربعين جنيه مصري أو إذا كنت من محبي السرعة والصوت العالي يمكنك تأجير مركب بموتور وساعته بسبعين جنيه مصري ...ليقطع بك مسافة قد تطول او تقصر حسب مزاج قائد المركب ...
وللحديث بقية ...
للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

تجارب شخصية جداً (خواطر قاهرية ) رحلة اغسطس 2005م.

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

[font=Microsoft Sans Serif]أجمل ساعات قضيتها على ظهر المركب الفسيح بقيادة ربانه النوبي الدمث الأخلاق ... كان كريما في حساب التوقيت فاعطانا اكثر من ما اعطيناه ..ربما هو تقارب الملامح والسمات .. تطوع بالوقوف امام كافيريا ( نعمة ) الشهيرة في شارع نوال بالعجوزة وبنشاط وهمة ابن البلد قفز مسرعا لاسكات همهمات الجوع التي غذاها هواء النيل العليل ...
ساعات من الزمن لا تقدر بثمن ... المركب يتهادى ... وصوت أم كلثوم يتعالى ( أنت عمري ) هواء عليل يداعب وجهي وكأنني انتقلت إلى عالم آخر حيث السكينة والجمال ... حيث تتبدد كل الهموم والخيالات والأحزان حيث يتلاشى كل شئ إلا أنت وعالم تحبه وتهواه ... لاشيء يعدل نزهة ليلية على مركب في وسط النيل ... خصوصا إذا كانت الصحبة جميلة ...
نيل القاهرة ... حديث يطول ... فقط اقتطفت لكم منه أجمله ... أما القبح فيه فلا داعي لذكره
ولنا عودة ...
__________________
للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
كمال قسم الله
مشاركات: 158
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:29 pm

مشاركة بواسطة كمال قسم الله »

ألأستاذه سناء
يا سلام عليك

دخلتها آ منا باحثا عن العلم ، كان ذلك فى النصف الثانى من سبعينيات القرن الماضى، أدمنت عشقها . بدأت بأزهرها الشريف الذى أتاح لى فرص التعامل مع ناسها وموضوعاتها . تعرفت على أحياءها الشعبيه ، حواريها ، عطفاتها ، أزقتها ، سرجاتها ، كؤوسها السفنجات ، وبوبها .
شعبها شعب عظيم عركته الحياة ، استطاع أن يباصرها بتكنيك مدهش . أم أحمد ، أم محمد ، سحر ، عزه ، سعيد عبد الحليم أحمد خطاب ، عم محمد ، سيد بيجو ، جميعهم كانوا أساتذتى تعلمت منهم ما لم أعلم ، لأن علمهم نادرا لا يوجد حتى فى أمهات المؤلفات.
تعاملت مع جمله من مثقفيها المشاهير ، د/ عبد العظيم أنيس ، عالم الرياضيات والأحصاء واليسارى الشهير ، الأستاذ / محمود أمين العالم ، الأستاذ القديس / أحمد نبيل الهلالى ، الشيخ / مبارك عبد فضل النوبى الأزهرى الشيوعى.
زرت (حارة قدم ) فى الغوريه حيث كان يسكن زعيم المتمردين المصريين الشيخ امام عيسى المقرىء المغنى اليسارى ، ويستهمه السكن الفقير، الشاعر المشاغب أحمد فؤآد نجم.
انها مصر وبهيه واللبناها فى الأصل كان حلوانى.
ÂãäÉ ÃÍãÏ ãÎÊÇÑ
مشاركات: 145
اشترك في: الاثنين أغسطس 21, 2006 9:15 pm
مكان: بورتسودان

مشاركة بواسطة ÂãäÉ ÃÍãÏ ãÎÊÇÑ »

العزيزة سناء..
انا أيضا من عشاق مصر، عشقتها منذ الصغر ، ثم اخترت الدراسة فيها فى الكبر ، ثم أضطررت الى زيارتها كثيرا ..لأسباب كثيرة .

يشدنى تاريخها وحضارتها ، وشعبها الصابر ، ويتعبنى فيها الضوضاء والزحمة والتلوث...
خصوصا طرقات بائع الغاز .
Blogger:a-mukhtar.blogspot.com
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

اللي بنى مصر كان في الاصل حلواني ...

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

[font=Microsoft Sans Serif]الاخ/ كمال قسم الله
يتغنى المصريون بان اللي بنى مصر كان في الاصل حلواني ,,, علشان كدة يا ولاد ,,, مصر يا اولاد حلوة الحلوين ...
يا كمال ... المصريون شعب تتالت عليه الجيوش الغازية منذ الهكسوس وحتى جيش نابليون والانجليز والاتراك ...
استطاع ببراعة مذهلة ان يمتص كثير من المحن ويتعامل مع الجيوش الغازية بسياسة ( اللي ما تقدرش تضربه في قفاه .. بوس ايده ) .. حتى حين ... الشعب المصري شعب جميل وفهلوي يلعب بالبيضة والحجر ... يبيع السمك في المية ... ويضرب الهوا دوكو ... العلاقات بين السودانيين والمصريين تحمل الكثير من كل شئ ... بعضنا يحبهم وبعضنا يبغضهم .. بعضنا يوافق على سياستهم في التعامل مع الشئون السودانية .. وبعضنا يرفضها ...
لكن ...
تظل مصر في قلوبنا الاقرب الينا من كل الدول الاخرى ... ويظل شعبها الاثير لدينا برغم كل شئ ...
زرت الغورية .. وتهت بصورة جميلة وسط الازقة والحواري الضيقة .. احيانا كان يخيل لي انني ان مددت زراعي سوف احتضن الجدران .. برغم تمدد الزمن منذ آخر زيارة لهذا المكان المميز ... الا ان عطره ما زال عالقاً بخياشيمي ...
للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

الضوضاء والتلوث .. آفة القاهرة الكبرى

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

[font=Microsoft Sans Serif]العزيزة آمنة ...
انها مصر المؤمنة كما تغنى لها شيخنا البرعي ( رحمة الله تتنزل على روحه الطيبة ) ...
اكثر ما يتعبني فيها فيها اضافة للضوضاء والتلوث والاستهبال هو الطريقة المستفزة التي يتعامل بها ضباط المطار مع الزائر السوداني ... طريقة غريبة تحمل قدرا كبيراً من التحامل وعدم الاحترام .. وتجعلك تشعر بالغبن ...
بغض النظر عن العلاقات السياسية بين البلدين ... في كل الاحوال يعامل الزائر السوداني كانه شخص غير مرغوب فيه .. يحتجز جوازه دوناً عن بقية الركاب ويخضع للتدقيق كانه مطلوب في جريمة ما ...
المحير في الامر ان هذا التعامل البغيض يتم في صالة المطار القديم فقط .. .. عند زيارتي في يوليو 2004م ذهبت عن طريق الخطوط المصرية من دبي ..تم احتجازنا لمدة تقارب الساعتين وبعد ان خلت الصالة تماما من جميع الركاب ..وبدا النزق السوداني الاصيل يبين في تصرفاتنا وملامحنا .. قام احد الضباط باقتيادنا الى مكتب الامن في المطار عن طريق ازقة داخلية ضيقة وقذرة اشعرتنا بالخوف .. وفي مكتب صغير باهت الملامح ..جلس الضابط بكل صلف وغرور الفرعون يسالنا عن اسباب قدومنا لمصر ؟؟!! عندها بدات ثورتنا تظهر بعنف .. طالبنا باعادتنا الى دبي ورفضنا اسلوب التعامل المقيت .. اخبرناهم باننا اتينا لنصرف اموالنا لديهم عن طيب خاطر .. مباشرة تغير الاسلوب وبدات سلسلة من الاعتذارات المملة .. تبعتها سلسلة من الكلمات الممطوطة عن كوننا ابناء النيل والبلد بلدنا ؟؟؟!!!
في اغسطس 2005م سافرت بطيران الامارات عن طريق المطار الجديد .. استغرق خروجي فقط مسافة تدقيق الجواز بسرعة واحترام .. واستلام العفش ... مما جعلني اتساءل ... هل المشكلة في مبنى المطار ؟؟؟ ام في الموظفين ؟؟؟ ام في نوع الطيران ؟؟ او ربما في الزي ... هل اعتبر مسئول الجوازات انني مواطنة اماراتية متنكرة في جواز سوداني ؟؟ فقد اتيت بالطيران الوطني الاماراتي وارتدي الزي الوطني الاماراتي ( العباءة السوداء ) ؟؟
منذ شهرين سافرت صديقتي من دبي بالطيران المصري وعن طريق المطار القديم ...
واتاني صوتها مرتجفا عبر الهاتف وهي تخبرني عن سؤ المعاملة وحجز الجواز واستجواب ضباط الامن ؟؟!!
الان عرفت السر ... كي اضمن حسن المعاملة سوف اركب طيران الامارات ( حتى لو لم اكن بالامارات ) .. وارتدي عباءة سوداء ...
وبرغم هذا ما زلت احب مصر .. الا استحق صفعة على هذا الحب ؟؟
للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

تجارب شخصية جداً (خواطر قاهرية ) رحلة اغسطس 2005م.

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

[font=Microsoft Sans Serif]سيدنا الحسين ( سلام الله عليه )

الحسين ... من أحب الأماكن إلى قلبي في مدينة القاهرة ... عالم يجذبك إليه بلا عناء ...
سائق التاكسي المصري يتبرم عند سماع كلمة الحسين لما تعنيه من دخوله وسط الزحام ولكنه في نفس الوقت يتمم بعبارات ( شاالله يا حسين ) ( مدد يا ابن رسول الله ) .. ثم يبتسم بحبور من يعلم بركة المكان الذي سيذهب إليه ...وسرعان ما ينسى كلامه عن الزحام...
عند الوصول إلى المنطقة أول ما ترى عيناك ساحة كبيرة جزء منها صحن المسجد حيث البشر بالمئات يفترشون الأرض جلوساً ووقوفاً ... أفواج تدخل من باب المسجد المشرع .. وأخرى تخرج منه .. إذا تأملت في وجوه القادمين ترى نظرات مليئة بالرجاء واللهفة ... وفي عيون المغادرين لمعات دموع حبيسة في العيون ... للمكان رهبة غريبة ... وحضور طاغ يجعلك تحس بضآلتك...
جو صوفي حميم ... رائحة البخور تملا الأنوف .. ودخانه يعلو في طبقات متناغمة ترسم أشكالا سريالية غريبة ...
على جانب الشارع تصطف المقاهي والمطاعم التي تقدم كل ما لذ وطاب من مشروبات ومأكولات .. وأمام كل مطعم يقف أحد العاملين ليدعوك للجلوس بإلحاح ثقيل فالمنافسة على اشدها لاجتذاب الزبائن الغافلين أو المتغافلين عن غلاء الأسعار بالجلسة الجميلة ... وفي لحظات وبمناداة لا تفهم منها حرفا تأتى الطاولة ومعها المفرش القديم والكراسي الخيزران ... ويهل عليك صبي يجدر به أن يكون في مقاعد الدراسة ... وبلسان حلو معسول الكلمات وابتسامة عريضة ممزوجة بقفشات منتقاة دعمتها خفة الدم الموروثة في الشعب المصري تجد نفسك قد طلبت كل ما يعرضه عليك حتى وان لم تكن ترغبه ... كوب من السحلب الدافئ ممزوج بجوز الهند والمكسرات ... قهوة زكيه الرائحة تأتيك في صينية حديد مستديرة أكل عليها الدهر وشرب .. تتصاعد حولك رائحة معسل الشيشة وصوت قرقرتها المثير للأعصاب ..
للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

تجارب شخصية جداً (خواطر قاهرية ) رحلة اغسطس 2005م.

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

[font=Microsoft Sans Serif]يدور حولك بائعين لكل شئ .. محافظ جلد من الدرجة الثالثة .. مناديل ورقية بضعف الثمن ... سبح .. تحف صغيرة ... أسلوب أنيق للتسول لانك غالبا ما تدفع مقابل سلعة لن تأخذها من البائع الذي قد يكون طفلاً في الثالثة او الرابعة من عمره .. او امراة عجوز تجاوزت السبعين ... واحيانا شاب قوي مفتول العضلات ... على البعد مجموعة من الصبية يحملون دفوف متنوعة يضربونها بمهارة ويرقصون على أنغامها ... نساء يجلن بأكياس الحناء ( غالباً سودانيات الجنسية ) ويعرضن نقوشها على السائحين المتعطشين لكل ما هو شرقي ... خلف المسجد تراصت مجموعة من الاكشاك الصغيرة وغالبية البائعات من النساء ... يبعن بضاعة متنوعة وتحت تاثير الالحاح المتواصل لا تملك الا ان تشتري سبحة زرقاء او آية قرآنية مكتوبة على ورق البردي ... وربما قوارير عطر زجاجية صغيرة تاسرك بالوانها واشكالها المبتكرة ...في الحواري الداخلية تصبح المحلات اكثر فخامة وطريقة العرض اكثر جاذبية .. على الواجهات الزجاجية يتجاور الذهب مع الفضة والعقيق والمرجان مع الحجارة المقلدة .. في الاركان تجد باعة الجلاليب والعطور ... وفجاة تداهمك روائح الينسون وجوز الطيب والفلفل من احد دكاكين العطارة المنتشرة ...
وآهـ من بائع عقود الياسمين .. بائع الجمال .. تعلن بضاعته عن وصوله بأفصح ما تكون الرائحة الجميلة ... يأتيك بثقة العارف بانهيار مقاومتك أمام لون الياسمين الأبيض وأريجه البديع ...
ثلاث عقود منضومة في خيط رفيع لم استطع مقاومة إغراءها لبستها في يدي فعطرت الكون حولي وأخذتني معها إلى دنياها ...
طافت معي أزقة الحسين وحواريه ... أهدتني ابتسامة من القلب ... ربطت بيني وبين أحبتي بسر العطر الغامض وروح الذكرى الهائمة ..
الحسين ... سلام الله على أهل بيت رسول الله ...
الحسين ... بقعة يفوح منها الطيب وتحفها الآمال ...
الحسين قلب القاهرة العامر بالجمال الأصيل ..
الحسين ... كم اشتاق إليه ... كم اود العودة اليه ...
للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
كمال قسم الله
مشاركات: 158
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:29 pm

مشاركة بواسطة كمال قسم الله »

[b]سناء ، سلامات

خرمو التعريفه - يلعبو البيضه مع الحجر - يبيعو السمك فى الميه - يضربوا الهوا دوكو- وأخيرا قتلوا الرئيس فى العرض العسكرى.
عندما أغتيل السادات فى العرض العسكرى ، كنت طالبا فى مصر ، وعضوا بالجبهة الديموقراطيه، وكنت مسرورا بذلك الحدث الرهيب ، وأعتبرته من مآثر الوطنيه المصريه - دى ليها علاقه بحديثك عن بن لادن - لكن وبعد أن مضى الزمان ، وأشتعل الرأس شيبا وحسن الكبر ، تعاملت مع ذلك الحدث الرهيب من خلال ابداعات الأنسان المصرى وابتداعاته.
هادى مصر وشعب مصر

يالشكِكتم فى مصر

لا العساكر أو أنابل يمنعوا الثوره فى مصر.........الخ

شعب مصر شعب مدهش ، فى المساجد آلاف الناس ، فى المعارض آلاف البشر ، فى الكنائس آلاف الناس ، يزور معرض الكتاب فى اليوم أكثر من مليونى بشر فى بلد نسبة الأميه فيها لا تقل عن نسبة الأميه فى السودان.
عالم الأوتوبيس عالم المتعه والدهشه المستدامه ، بالأخص أوتوبيسات الأحياء العريقه، باعه من نوع خاص ، مشكلات من نوع مختلف ، مواقف انسانيه قلّ أن تتكرر . لخصها الشاعر أحمد فؤآد نجم فى الأبيات التاليه:

يا كمسرى يا كمسرى

يا نص عسكرى

مسيح مع الغنى ومع الغلابه مفترى

سيبنى ابيع لا تغضِب السما
واد رضيع مالوش لبن يضيع

فى آخر النهار أعد غلتى واشد معدتى
بنصف لقمه لاجل تشبع العيال

بكره ايه ماعرفش بكره ايه
تلات مشاط بأِرش دستة مواس يابيه شخليله فلايات


انها بهيه ام طرحه وجلابيه

الزمن شاب وانت شابه
هو رايح وانت قايه
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

ميزة الشعب المصري .. التوالف ...

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

[font=Microsoft Sans Serif]الاخ كمال قسم الله ...
تحية وتقدير ...
تدهشني سرعة بديهة المصري ومقدرته على تجاوز اصعب الامور بكلمات بسيطة قد تبدو ساذجة في اول وهلة .. لكن بعد تأملها تجدها تحمل حكمة ودلالة .. اعتقد انها صفة كامنة في جينات كل المصريين .. مقدرتهم على امتصاص الازمات .. سرعة التاقلم مع اي وضع يفرض عليهم ..



عندما أغتيل السادات فى العرض العسكرى ، كنت طالبا فى مصر ، وعضوا بالجبهة الديموقراطيه، وكنت مسرورا بذلك الحدث الرهيب ، وأعتبرته من مآثر الوطنيه المصريه - دى ليها علاقه بحديثك عن بن لادن - لكن وبعد أن مضى الزمان ، وأشتعل الرأس شيبا وحسن الكبر ، تعاملت مع ذلك الحدث الرهيب من خلال ابداعات الأنسان المصرى وابتداعاته.


[font=Microsoft Sans Serif]
أكره السياسة لانها تمتلك مقدرة رهيبة لتدمير الاشياء الجميلة وتحويلها الى قبيحة ..
اتعاطاها من وقت لآخر لسبب بسيط ... هو انني سودانية وبالتالي اعيش السياسة واتنفسها ...
أتامل ما يدور حولي بنظرة المشاهد العادي ( اللي ما لوش في التور ولا في الطحين ) ...
وتاتي ارائي حول بعض الامور بناء على نظرتي العادية البعيدة عن الاحتراف والتعمّق ..
اشتعل راسي شيباً وما زلت امارس طريقتي المعهودة في النظر والتامل ..
ربما احتاج لوقت اطول منك حتى اغير اسلوبي .... وزاوية نظري ...
للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

تجارب شخصية جداً (خواطر قاهرية ) رحلة اغسطس 2005م.

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

[font=Microsoft Sans Serif]شوراع القاهرة

اكثر ما يميز شوارع القاهرة هو الفوضى المرورية الغريبة ... وصوت ( البوري ) الذي يصمّ الاذان ..
كثيراً ما اصاب بالذعر ان اضطرتني الظروف لقطع احد الشوراع الرئيسية للاتجاه المعاكس ..
وتنحبس انفاسي وانكمش داخل جلدي عندما يصّر سائق التاكسي على الدخول في مساحة نظرياً لا تكفي لمرور السيارة .. لكنه بقدرة قادر ( يحشرها ) حشراً .. وتكون المسافة بينه وبين جيرانه سنتميترات قليلة تهدد بحدوث الاصطدام في اي لحظة ...
سائق التاكسي في مصر قد يكون نعمة ... وقد يصبح نقمة ... بعضهم مؤدباً .. مثقفاً .. يعرف الشوارع فيوصلك الى هدفك مباشرة ... وبعضهم يكون مخلوق حاد الطباع يختار الفاظ السباب بعناية فائقة وهو يشتم كل من حوله ( يحب اللف والدوران ) حتى يسلبك اكبر قدر ممكن من ( الفلوس ) خصوصا ان ابديت جهلك بالعنوان الذي ترغب في الوصول اليه ...
ويشتركون جميعاً في صفة واحدة ( حب الرغي والتسامر مع الزبائن ) ...
هناك شوارع معينة احرص على زيارتها في كل مرة بلا كلل ولا ملل ...
ابدا رحلتي سيراً من ميدان الكيت كات فاقطع شارع السودان واخترق شوارع مدينة المهندسين ... اختار الشوارع الهادئة حتى اتفادى الضوضاء واستمتع بالسير ... تتهادى خطواتي حتى اصل الى وجهتي الاولى (محل فرغلي ) الشهير باجود انواع العصائر اطلب كوب ( الفخفخينا ) العملاق ... ويذوب قلبي مع قطع الفراولة الحادقة ومكعبات الموز اللذيذ واتفادى بصعوبة قطع التفاح لابحث عن حبيبتي المانجا .. بعد هذه الاستراحة الدسمة تنشط خطواتي حتى اصل الى شارع شهاب فاقطعه وعيناي تدوران في مهمة محددة للبحث عن اماكني المفضلة ... بعدها اتجه الى شارع جامعة الدول العربية وجولتي الحميمة في محلات سور نادي الزمالك .. نادراً ما اشتري .. فالاسعار في هذه الاماكن تبلغ اضعاف مضاعفة لنفس البضائع في اماكن اخرى ( حجة البائعين ان الايجار هنا غالي والزبون لازم يتحمل عشان خاطر المكان الحلو والبضاعة النضيفة ) ...
للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

تجارب شخصية جداً (خواطر قاهرية ) رحلة اغسطس 2005م.

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

[font=Microsoft Sans Serif] شوراع الكيت كات
الكيت كات حي شعبي صغير .. يفصله النيل عن حي الزمالك الراقي ... عندما تنتقل بينهما ..كانك انتقلت من عالم الى آخر في غمضة عين ... ( شارع مراد ) هو اشهر شوارع الكيت كات واكثرها اتساعاً .. احب التجول فيه ليلاً ... عندما تطأ قدماي اول الطريق .. يتملكني احساس بانني قد دخلت احدى قصص نجيب محفوظ ... جو الحارة التقليدي ... المقاهي الشعبية .. اصوات الجرسونات تتعالى بطلبات الزبائن .. شيشةهنا .. وشاي كشري هناك .. سحلب وحلبة وقهوة ... بين الموائد يتجول درويش بملابسه الخضراء التقليدية وهو يحمل مبخر حديد بسلاسل طويلة ... يرش البخور ويتمتم بكلمات غامضة ... فتمتد الايدي الى الجيوب وتعطيه ما فيه النصيب الذي يتقبله بابتسامة وقبلة ..يضعه في جيبه بخفة ...ويمارس هواية الدوران ...
على جانبي الشارع تناثرت محلات العطارين التي لا تهدا حركتها طوال الوقت ... ومحلات الكشري .. وعربات تبيع سندويتشات الكبدة والسجق ...
في موقع مختار بعناية جلست فلاحة جميلة بزيها الاسود وعيناها الكحيلتان تبيع الجبنة ( الاريش ) ...
النشاط يعم ( السرجة ) وهواسم يطلق على محلات بيع العسل والطحينة ...
بينما تزدحم محلات عصير القصب بمحبي الخلاصة الباردة المنعشة بسعرها الرخيص ( 25 قرش للكباية الصغيرة ) ...
من بعيد ياتيك صوت الصاجات الخاصة ببائع العرقسوس وهو يروج لبضاعته ذات الطعم اللاذع ...
في نهاية الشارع يوجد سوق صغير اسمه ( سوق الابيض ) يبيع الثياب السودانية اضافة لبضائع متنوعة .. كان مملوكاً للرئيس السابق جعفر نميري .. وما زال اهل الشارع يذكرون زياراته التي كانت تتم بسيارة مرسيدس امامها دراجة بخارية يقودها شرطي !!
اذا رفعت راسك الى البلكونات الصغيرة ترى رؤوس ممتدة تستمتع بالنظر لما يدور تحتها ... وجه شابة فاتنة تتيه دلالاً بكلمات الغزل التي تسمعها من المارة .. او رجل عجوز بوجه حفر فيه الزمن اخاديد عميقة ... امراة وحيدة تتناسى وحدتها بالصخب الذي يملا الشارع ...
للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

تجارب شخصية جداً (خواطر قاهرية ) رحلة اغسطس 2005م.

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

[font=Microsoft Sans Serif]شوارع القاهرة ...
وسط البلد ..
ابدا رحلتي في وسط البلد عادة من ميدان التحرير ... تدور عيناي وهي تصافح الاماكن المالوفة ..مبنى مجمع التحرير الكئيب حيث اعتدت ان اسجل حضوري الى مصر في كل زيارة .. الساحة الامامية التي يتفرع منها الشارع جنوباً ليدخل ( جاردن سيتي ) وشرقاً حيث مبنى الجامعة الامريكية وشمالاً حيث وجهتي ( شارع قصر النيل ) انحشر وسط البشر في الزحام وتبدا جولتي الطويلة واتوقف بين الحين والآخر امام باعة الكتب المنتشرين على الارصفة فالتقط كتابا من هنا وصحيفة من هناك .. ( تصبيرة صغيرة ) لحين الوصول الى مكتبة مدبولي في 6 ميدان طلعت حرب ... هناك انسى المكان والزمان ... في النهاية ينبهني ألم قدماي المنتفختان لطول المدة التي قطعتها وانا ادور من رف لآخر ..
اخرج محملة بغنائمي وانحرف في شارع طلعت حرب وانا اتطلع بلهفة الى العنوان الذي ابحث عنه ... واخيراً ارى لافتة ( حلويات العبد ) ... وهناك انظر لكل الاشياء بلامبالاة .. شئ واحد فقط يجتذب نظري وحواسي ... صواني البسبوسة بلونها الذهبي ورائحتها الزكية .. نقطة ضعفي التي تخرق كل انواع حميتي العاجزة ... امامها انسى وزني الزائد ورغبتي في الرشاقة ... انسى قراري الذي قطعته قبل حضوري بمقاطعة البسبوسة .. انسى كل شئ الا طعهما الشهي وهي تذوب في فمي .. قطعة تلو الاخرى ...
للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

تجارب شخصية جداً (خواطر قاهرية ) رحلة اغسطس 2005م.

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

[font=Microsoft Sans Serif]شوارع القاهرة
شارع 26 يوليو
من اكثر الشوارع الفة ... فيه اجد كل ما احتاجه .. الاسعار معقولة مقارنة باماكن اخرى .. احبه ليلاً حيث الحركة الدؤوبة تعطيه جاذبية الالتقاء بالبشر وتفادي الشمس الحارة ... باعة ( الطبالي ) يروجون لبضائعهم بالاغاني والتصفيق ... وفجاة يرتفع صفير حاد طويل .. تعقبه حركة غير عادية .. وفي لمح البصر تختفي الطبالي في ازقة الشوارع الجانبية ( الكشة جات ) ومن اللامكان يظهر بوكس الشرطة وعلى ظهره بعض تعساء الحظ الذين خانتهم السرعة فوصلت اليهم ايدي الشرطة وصادرت بضائعهم بلا رحمة ...احيانا اقف واتامل ظلم الانسان لاخيه الانسان .. واصاب بالحزن من اجل البائع الصغير المنكمش خوفاً من الشرطي القاسي المستمتع باستعراض سطوته بشتى انواع السباب التي قد تطال الام والاب والاسرة كلها .. وربما اعقبتها ضربة يتردد صداها على ( قفا ) الانسان الضعيف المغلوب على امره ..

شارع عباس العقاد
اكبر شوارع مدينة نصر ..حاولت جهدي ان اقطعه في يوم واحد ففشلت ... شارع عريض به كل ما تتخيل من مطاعم ومحلات لكل شئ .. برغم اتساعه لكنه بالنسبة لي شارع بلا روح ... جميل ولكن جمال مصنوع ... ربما لان مدينة نصر نفسها من المدن الحديثة نسبياً...

شارع الخليفة المامون
من اشهر شوارع مصر الجديدة لانه يؤدي الى ميدان روكسي ... حيث الاسواق العامرة ووسائل الترفيه المتنوعة ... مراكز تسوق حديثة ..دور سينما ... اكثر ما يميزه هو الاسواق التحت ارضية ... في معظم الشوارع تجد ممر صغير بدرجات تؤدي الى اسفل ... تنزل لتفاجا بعالم فسيح تحت الارض ... اسواق تبيع منتجات غالبا ما تكون من الدرجة الثانية واحيانا الثالثة ولكن لها جمهورها وروادها .. عالم مغمور بالاضاءة الصناعية ولا يرى ضؤ الشمس ... تفوح منه روائح الجلد المدبوغ والرطوبة .. وتختلط فيه الاصوات ما بين القرآن الكريم بصوت ندّي رخيم .. وصوت شعبان عبد الرحيم وهو يجاهر بحب عمرو موسى ...
او بكراهية اسرائيل ...

شارع رمسيس
اكثر شوارع القاهرة زحاماً .. اعتقد بسبب وجود محطة القطارات الرئيسية الى كل مناطق مصر في الميدان الذي يوجد في وسط الشارع ... اضافة الى التفرعات الموجودة لمناطق كثيرة مثل السبتية والفجالة ومصر الجديدة ووسط البلد ... انه شارع مجرد ذكراه تصيبني بالصداع ..

شارع البرازيل
من شوارع الزمالك الجميلة ... اقطعه بهدوء وانا اتامل المباني القديمة الطراز والتي توحي بان لا احد خلفها ... الشوارع نظيفة ومزينة بالاشجار ... مباني السفارات واضحة من الاعلام المرفوعة واكشاك الحرس الكائنة امامها ... قاطنو الحي الراقي نوعية معينة تفوح منهم روائح الثراء والجاه والسلطة ... ادخل المحلات واكتفي بالفرجة فقط ... الاسعار ( مولعة نار ) .. متعة الشراء الوحيدة التي امارسها هي تناول البيتزا في ( بيتزا هت ) علي شارع الكورنيش .. بعدها انزل الى المرسى واركب المعدية بعشرة قروش ... اسرح في مياه النيل المتكاسلة حتى يدلني الاصطدام الخفيف بالشاطئ على وصولي الى الجهة المقابلة ...
للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
أضف رد جديد