الان انا بينكم واسعد بلقائكم ...لمسة وفاء للخاتم فى ابوظبي

Forum Démocratique
- Democratic Forum
أضف رد جديد
ãÚÇáí ÇáÔÑíÝ
مشاركات: 226
اشترك في: الأحد مايو 29, 2005 7:59 pm

الان انا بينكم واسعد بلقائكم ...لمسة وفاء للخاتم فى ابوظبي

مشاركة بواسطة ãÚÇáí ÇáÔÑíÝ »

علمت بهذ الموقع الراقى من الاخوة الاعزاء عبد الجبار عبدالله والاستاذ حسن محيسي ونحن نعد لتنظيم يوم تابين فقيدنا الاستاذ الخاتم عدلان الذى رحل عن دنيانا قبل اربعين يوما وحزن على فقده كل اهل السودان ..
ونحن نقلب فى الاوراق وما كتب عن الفقيد قال الاستاذ حسن محيسي ان ما كتب عن الخاتم فى هذا الموقع من اروع ما كتب عنه وشدنى الفضول بالسؤال واخذت العنوان وهانذا اليوم بينكم اسعد باهل الثقافة الراقية من ابناء وطنى ..
وبهذه المناسبة اريد ان اعلمكم بان اصدقاء ومعارف الاستاذ الخاتم عدلان فى دولة الامارات العربية المتحدة اختاروا يوم الخميس الموافق 2/6/2005 لتابين الفقيد فى النادى السودانى فى ابوظبي وبمبادرة كريمة من صديقه الوفى الاستاذ محمد الحسن محيسي ..
ويشتمل البرنامج فى صورته الاولية حتى الان على :-
القران الكريم
كلمة ممثل النادى وسوف يلقيها الاستاذ عمر الدقير الامين العام
والمتحدثون التالية اسماؤهم
الاستاذ عمر صديق
الاستاذ مكى ابوقرجة
الدكتور ابراهيم الكرسنى
الاستاذ عبد الجبار عبد الله
الاستاذ محمد سيداحمد ..و الاستاذ خالد عويس
الاستاذ عبد المنعم عجب الفيا
معالى ابوشريف
الاستاذ ميوم الير
الاستاذ عثمان حامد سليمان
مهندس مختار عثمان
الدكتور الشاعر عزالدين هلالى
الاستاذ محمد الحسن محيسي
يقدم برنامج التابين الاستاذ عبد الجبار عبد الله
ويشارك الفنان الكبير حمزة سليمان بمرثية ..
اللجنة المنظمة تتكون من
محمد الحسن محيسي .. عبد الجبار عبد الله
معالى ابوشريف
عمر صديق
محمد سيداحمد
صورة العضو الرمزية
نجاة محمد علي
مشاركات: 2809
اشترك في: الأربعاء مايو 04, 2005 1:38 am
مكان: باريس

مشاركة بواسطة نجاة محمد علي »

.

الأستاذ معالي الشريف،

مرحباً بك إضافةً نيّرة لمنبر الحوار الديمقراطي ولصفحات الموقع. ونتمنى أن يطيب لك المقام هنا، وأن يطيب لنا جميعاً.

أحييكم على جهودكم التي تبذلونها في هذه اللمسة الوفية من أجل الخاتم الذي سيظل رحيله المؤلم المبكر يعتصر قلوبنا جميعاً. وأتمنى أن تنقلوا إلينا عبر صفحات الموقع والمنبر تغطيةً الأمسية التي تقيمونها وفاءً لذكراه.

لك خالص الود وبلغ تحياتنا للجميع.
نجاة


.
ãÚÇáí ÇáÔÑíÝ
مشاركات: 226
اشترك في: الأحد مايو 29, 2005 7:59 pm

مشاركة بواسطة ãÚÇáí ÇáÔÑíÝ »

شكرا الاخت نجاة على الترحيب
ان شاءالله سوف نوافيكم بكل الخطوات الى يوم التابين الذى سوف يكون جامعا ..وسوف نكتب عنه فى هذا الموقع
اكرر شكرى لك مرة اخرى.
محمد سيد أحمد
مشاركات: 693
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 8:21 pm
مكان: الشارقة

رد

مشاركة بواسطة محمد سيد أحمد »

احتفال مهيب يليق بالخاتم
لابد من شكر كل من شارك في التنظيم محمد حسن محيسي الذي احكم التنظيم
عبد الجبار لذي اشرف علي التقديم بصوت قوي ولغة متقنة
معالي الشريف كتلة من النشاط والتواصل
اعجبتني الكلمة التي ارتجلها عمر الدقير جاءت قوية وعامرة
رفيق درب الخاتم وصديقه محيسي قدم كلمة ضافية عن الخاتم الانسان والمناضل والمفكر المتواضع البسيط والعميق في ان كانت لحظة مؤثرة عندما تتساقط دموع محيسي ويتوقف عن القراءة كان بجانبه عبد الجبار يساعده حتي تماسك محيسي واكمل الكلمة الرائعة
عثمان حامد كلمته كانت قطعة ادبية اتمني ان تنشر
ميوم الير كما يليق بانسان جاد اتصل باصدقاء الخاتم من ابناء الجنوب وقدم شهادة عن مشاركة الخاتم في لجنة من جامعة الخرطوم حققت في حوادث قتل في الجنوب
الكتيابي قرأ باداء جميل قصيدة فضيلي جماع في رثاء الخاتم وكان يبحث عن وسيلة للاتصال بفضيلي لاستئذانه
كان الحضور لافتا وتواجد مصطفي ادم يوسف ادريس بدري الياس رئيس النادي علي ابوزيد قطب حزب الامة وزير البيترول الاسبق حبيب سرنوب الاعلامي جعفر عبد المطلب عمر صديق المحامي الفاتح التوم الاديب محسن خالد الروائي عاطف عبد الله
محمد سيد أحمد
مشاركات: 693
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 8:21 pm
مكان: الشارقة

رد

مشاركة بواسطة محمد سيد أحمد »

لازالة الالتباس
عثمان حامد في تابين ابوظبي هو الصديق الاديب عثمان حامد سليمان
عثمان حامد في تابين صنعاء الاستاذ الصديق عثمان حامد الشهير بالدبيب
عثمان حامد هولندا و الصديق المهندس عثمان حامد محمد نور


وحامد في كل بلد سوالو عثمان
ãÚÇáí ÇáÔÑíÝ
مشاركات: 226
اشترك في: الأحد مايو 29, 2005 7:59 pm

مشاركة بواسطة ãÚÇáí ÇáÔÑíÝ »

هذا ما كتبه الكيك عن التابين
شارك عدد كبير من ابناء الجالية السودانية فى دولة الامارات العربية المتحدة معارف واصدقاء الفقيد الراحل المغفور له باذن الله الاستاذ الخاتم عدلان لمسة الوفاء ويوم التابين الذى اقاموه فى النادى السودانى فى ابوظبي مساء الخميس 2/6/2005..
وكان الحضور يليق ومكانة الراحل فى نفوسهم واجلالا لما قدمه فى حياته العامرة بالنشاط والحيوية والنضال السياسي الذى لم يتوقف حتى اخر ايامه فى هذه الدنيا الفانية ..
بعد القران الكريم كان اول المتحدثين الاستاذ عمر الدقير امين عام النادى الذى رحب بالحضور والقى كلمة قوية عدد فيها مناقب الفقيد ومواقفه الصلبة التى اشتهر بها منذ ان كان طالبا وقياديا فيما بعد .. ا
المتحدث الثانى كان الا ستاذ محمد حسن محيسي صاحب المبادرة صديق عمره الذى خنقته العبرات اكثر من مرة وهو يلقى على مسامعنا اشياء كثيرة لا يعرفها احد غيره بداها منذ التقائهما لاول مرة ثم المرحلة الثانوية ومن بعد جامعة الخرطوم والتصاق بعضهما البعض اسريا وزمالة وصداقة وحياة حافلة بالعمل المشترك ..
وتبارى المتحدثون من بعده حيث شارك الاستاذ عبد القادر االكتيابى بقصيدة الاستاذ فضيلى جماع حسبتك تخدعنا ثم الاستاذ محمد سييد احمد.. الدكتور عزالدين هلالى.. الاستاذ عثمان حامد سليمان ..احد زملائه الحميمين واصدقائه وقراءات من بعض ما كتب فى موقع سودانيز اون لاين وسودان فور اوول وبعض الشعراء ..واخرين
واستطاع الاستاذ عبد الجبار عبد الله تقديم الامسية بطريقة نالت استحان كل الحاضرين وقرا مقاله الرائع عن الخاتم كاخر المشاركين ..
الحضور كان حضورا نوعيا واتسم بالتنظيم حيث اشرف الاستاذ محمد الحسن محيسي على الاخراج بهذه الصورة التى نالت رضا كل الذين حضروا .. واكثر ما نال استحسان الحضور مجموعة المقالات والحوارات التى كتبها او اجريت معه جمعت فى مغلف جميل وزعت بعد انتهاء ليلة التابين ..
هذا بايجاز شديد ما تم فى شان هذا اليوم يوم الوفاء للاستاذ الخاتم الذى لن نستطيع الوفاء له مهما عملنا..
ãÚÇáí ÇáÔÑíÝ
مشاركات: 226
اشترك في: الأحد مايو 29, 2005 7:59 pm

مشاركة بواسطة ãÚÇáí ÇáÔÑíÝ »

نص كلمة المهندس عمر الدقير التى القاها فى يوم التابين
سم الله الرحمن الرحيم وصلي الله علي رسوله الكريم
"هو الذي خلقكم من طينٍ ثم قضي أجلاً وأجلٌ مسمي عنده ثم انتم تمترون* وهو الله في السموات والأرض، يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون*
ما أصدق عبد الله بن المقفع حين قال:
"ألا إن هذا الدهر لظمآن شربه الأحرار"
وهكذا بعد مسيرٍ صعبٍ جميل .. حافلٍ بالكدح الطويل .. مترعٍ بالعطاء النبيل في دروب النضال السياسي والإنجاب الفكري .. يمضي الخاتم عدلان إلي حيث لا وجه إلا وجه ربك ذي الجلال والإكرام .. يمضي الخاتم عدلان إلي جوار ربه ونمضي نحن إلي حزننا عليه وفجيعتنا فيه .. يمضي الخاتم إلي جوار ربه ويمضي إلي ذاكرة الوطن، حكاية مثقف ثائر ومناضلٍ جسور كتب خلال مسيرته بعضاً من قصة وطن وحلم بحياة جديدة.

لم يكن طويل القامة، لكنه كان رجلاً عملاقاً .. فارعاً كان في تطاوله علي الطغيان والقوي الظلامية .. كبيراً كان إيمانه والتزامه بالقضية... دليله ذهن متوقد وروح وثابة وضمير حي يقظ وفكر ثاقب وثقافة واسعة وإيمان راسخ بحق شعبه في حياة حرة وعيش كريم .. واستعداد دائم للتضحية من أجل ذلك .. عاش صادقاً مع ذاته ومع فكرته ومع الآخرين .. وفياً لفكرته وللآخرين ..الصدق مع الذات يجعل الإنسان مستقراً منسجماً مع نفسه يطابق قوله فعله .. والصدق مع الفكرة يجعل الإنسان وفياً لها ومستعداً للتضيحة في سبيلها .. والصدق مع الآخرين يسقي بذور التواصل الإنساني وينسج نسيج المحبة والإيثار والفداء.

عاش الخاتم نظيفاً عفيفاً .. مصادماً جسوراً ثابتاً علي خط الصمود ..رب فكرٍ ورؤية .. صاحب لسان ذرب وقلم سيال .. كأنما عناه أبو الطيب المتنبئ بقوله:
الحازم اليقظ الأغر،
الأريحي الأروعا،
الكاتب اللبق الخطيب،
الهبرزي المصقعا.
كان صاحب فكرٍ ورؤية يبشر بأهدافٍ نبيلة ويحمل هموماً كبيرة .. دائم البحث .. يشغل تفكيره سؤال الوطن الأساسي .. دائم التفاؤل .. ماكان إلا مستبشراً بالغد وفي صوته ثقةٌ كبيرة بذاته وبشعبه وبالمستقبل .. وهكذا شأن المناضلين الأوفياء لقضاياهم .. لا ينال منهم اليأس رغم قسوة الحال وانحطاط الواقع وبواعث الإحباط .. تظل هاماتهم أبداً مرفوعة .. يرفضون السقوط .. يقاومون قسوة الحال وانحطاط الواقع .. يرفضون التصالح مع الواقع المنحط، ويحتفلون في عز الهزيمة بقدرتهم علي الصمود وبانتصارهم علي اليأس وجمود العقل وتخثر الروح.
لقد عاش الخاتم عدلان حياة المناضلين بكل شروطها .. بل بكل قسوتها .. أتعبه حب بلاده والوفاء لشعبها .. قضي ما يقارب الثماني سنوات من ريعان شبابه حبيساً في السجون والمعتقلات .. وقضي سنيناً أخريات تحت الأرض في المخابئ السرية .. وفي الشطر الأخير من عمره القصير خرج من وحشة الزنازين في سجون الإنقاذ إلي وحشة المنافي .. لكنه خرج ثائراً يحمل بين ضلوعه الوطن العزيز .. ومن منفاه ظل مصلوباً علي خشبة الوطن .. مشهراً قلمه ومعتجراً بقرطاسه يواصل مهمة الصمود والمقاومة.
أيها الإخوة والأخوات
إن رحيل الخاتم عدلان ليس رحيل قائد سياسي فحسب .. إذاً لهان الفقد شيئاً ما.. فما أكثر السياسيين في بلادنا .. أولئك الذين نسمع منهم طحناً ولا نري عجينا .. ولكن رحيل الخاتم هو رحيل سياسي مفكر مهموم بالبحث وتحريك البرك الراكدة ونقد الأحكام المسبقة .. ترك رصيداً ثراً من الإسهامات الفكرية والاجتهادات المعرفية والفلسفية التي حاول من خلالها أن يخدم قضايا وطنه بواقعه الشائك المتشابك، ورحل وهو في قمة نضوجه وعطائه الفكري .. لم يكن مفكراً حالماً، ولم يكن يجلس علي برجٍ عاجي مثل كثير من أدعياء الفكر والثقافة وإنما كان في حوار مستمر مع الناس بجميع مستوياتهم .. عبر القنوات الفضائية والمواقع الإلكترونية والصحف السيارة والندوات والمنتديات العامة والخاصة .. كان واقعياً عمل علي تسييل الفكر وتحويله إلي عمل ميداني يتفاعل فيه مع مجتمعه وحاول جهده أن يقدم ما ينفع الناس ..... وقد أحسن أحد الإخوة الذين كتبوا عن الخاتم بعد رحيله عندما ابتدر حديثه بأبيات شعر معبرة جاء فيها:
أنا لا أحتاج لشاهد قبر
لكن إن شئتم أن تضعوا حجرا قربي
إذاً أملي أن يُنقش فيه:
قدَّم هذا الرجل مقترحات .. و قبلناها
هذا النقش يشرفنا نحن الإثنين
ورغم التطورات والتداعيات التي طرأت علي مشروعه الفكري وانتمائه السياسي، إلا أنه ظل يمثل نموذجاً للمثقف الملتزم .. وظل يمثل نموذجاً لانسجام الفكر والممارسة .. ونموذجاً لنبل الخلاف مع الآخرين، حتي إنه عندما خرج من الحزب الذي فيه نشأ وترعرع وصلب عوده، لم ينسلخ من تاريخه وإنما اكد كامل احترامه وتقديره لمن خرج منهم .. وكان نبيلاً من صحيفة الميدان حين وصفته في نعيها له بأنه كان من أبناء السودان البررة الذين ما ترددوا في تلبية نداء وطنهم ..
أيها الإخوة والأخوات
لقد وقف الواقع الغاشم ضد تحقيق ما حلم به الخاتم وأمل .. ولكن دائماً كان أمام عينيه في الأفق البعيد كرامة شعبه ونهضة شعبه ورؤيته لمشروع التغيير والتنوير والحداثة .. غير أن الأيام كادت أن تنصفه وتنصفنا حين رأينا أشواقنا وآمالنا تكاد تتحقق أمام أعيننا .. حدث ذلك حين شرع شعبنا في خلق شروط الوجود الكريم في تلك الأيام الزاهيات التي صنع فيها إنتصاره العظيم المتمثل في إنتفاضة أبريل المجيدة .. قابلتُ الفقيد بعيد السادس من أبريل 85 حين دعوناه في اتحاد طلاب جامعة الخرطوم – الذي تشرفت برئاسته في تلك الفترة - ضمن مجموعة من الكوادر الطلابية القيادية التي تعاقبت علي الجامعة وكان اللقاء بغرض التشاور حول تعديل دستور اتحاد الطلاب .. كان مثلنا جميعاً في تلك الأيام يمتلئ أملاً ورجاءاً وثقةً في مستقبلٍ واعدٍ بالأحسن ... لكنّ الأيدي الآثمة تربصت بذلك الإنتصار العظيم وتلك الآمال البكر وأعملت فيها معاول الهدم حتي تم الإجهاز عليها في الثلاثين من يونيو 89 ... لكأننا ممنوعون من الفرح والأمل ... لقد كسّر جناة التاريخ قوادم خيولنا ... ما من فرحةٍ أشرفت على الإكتمال إلا وأطلقوا عليها النار... وما من بسمةٍ افترت عنها الثغور إلا وحولوها إلى دمعة ... وما من زغرودةٍ إلا وحولوها إلى زفرة أسى... وما من حلمٍ إلا ووأدوه حتي كدنا نكون محرم علينا أن نحلم... فأي زمنٍ هذا الذي نعيش؟ .. لقد ذهب الخاتم إلي رحاب ربه، وما زال سفين وطننا تتقاذفه العواصف والأمواج يواصل مسيره المضطرب المفزع .. ذهب الخاتم إلي رحاب ربه، وقبل أن يجف ماء الوداع الأخير الذي نثر علي تراب قبره، ها هي الأنباء تفيد دخول قوات الشرطة في مواجهة مع الجوعي والفقراء والمعدمين الذين نزحوا إلي أطراف المدائن بحثاً عن ملاذٍ آمن وبعضٍ من أسباب عيشٍ كريم .. لتسيل من الجانبين دماءٌ عزيزة هي دماؤنا وتزهق من الجانبين أرواحٌ غالية هي أرواحنا .. ذهب الخاتم إلي رحاب ربه وتركنا لا نزال نتيه في شتات المنافي بعيداً عن وطن الروح والأعماق .. تركنا تأكل المنافي من أعمارنا .. حتي تحقق فينا قول البياتي:
تمضي السنون
وهكذا.. ونحن من منفى الى منفى
ومن باب لباب
نزوي كما تزوي الزنابق في التراب
فهل كان علينا أن نبحث عن موتٍ يليق بنا حتي ولو في بيوت الأشباح وأقبية التعذيب؟ .. لكن من يدري لعل الموت هو الرحيل الحقيقي الوحيد!!
أرجو أن لا يكون هذا الحديث المفعم بالأسي والألم باعثاً علي اليأس .. فلا أظن أن الخاتم كان يقبل أن نكون أسري للألم أو نقع فريسةً لليأس والتراجع .. ولعله عندما داهمه ذلك الداء العضال كان يردد مع الثائر اللاتيني جيفارا: "لا يهمني متي سأموت ولا كيف أموت .. ولكن يهمني أن يبقي الثوار منتصبين يملؤون الأرض ضجيجاً لكي لا ينام العالم بثقله علي أجساد البائسين والفقراء والمظلومين".
لقد رحل الخاتم عدلان والوطن يعيش مرحلة مفصلية من تاريخه يشهد فيها مخاضاً عسيراً أو ربما يعيش حالة شكسبيرية "أكون أو لا أكون" يحتاج فيها لأبنائه النجباء أمثال الخاتم من أصحاب النظر الثاقب والتجرد والمواقف المبدئية .. لكن عزاءنا أن ما قدمه الخاتم سيظل رفداً لمسيرة الشرف والنضال .. ولئن رحل الخاتم، فإن الأرض ما تزال حبلي وقلب الشمس ما يزال أخضر .. الثورة ما تزال .. والنهر رغم الطحلب العائم ما يزال .. وسيبقي الغد للأجيال .. وكما هي جدلية اليأس والأمل والظلام والنور .. سينبثق الأمل من شدة اليأس .. وسيولد الفجر من رحم الليل .. يبقي واجب الشرفاء والمخلصين في جميع القوي السياسية والمدنية أن يواصلوا المسير بتجرد ونكران ذات ووضوح رؤية من أجل الوطن الكبير .. وحتماً سيطلع فجرٌ جديد .. فجر الديموقراطية الراسخة، والممارسة الراشدة .. فجر الوطن الناهض من الأنقاض .. المشرئب الي السماء .. الوطن الحر المستقل المتحد الذي يسع جميع أهله .. يسود فيه التسامح والاخاء والرخاء والسلام والعدالة والمساواة وكرامة الإنسان وكلُّ أسباب العيش الكريم، وقد انتفي الجهل والفقر والمرض والاحتراب .. وحيث يسير الراعي بغنمه في بحر الغزال أو ربوع دارفور أو تلال الشرق ولا يخشي إلا الله والذئاب علي غنمه .. وحيث يتعلم الأطفال التعامل مع أزرار الكمبيوتر لا زناد البندقية التي تقتل الشقيق.
اللهم إنا نؤمن أن رحيل الخاتم هو مشيئتك الحتمية التي لا فرار منها .. نستغفرك اللهم ونشهد أنك أنت الكريم الغفور الرحيم .. اللهم إن كان الخاتم قد جاءك بكثير الزاد أو قليله، فإن الزاد إلي بيت الكريم لا يحمل .. فنسألك اللهم أن تكرمه وتغفر له وأن تشمله وإيانا برحمتك وأن تجعل الجنة متقلبه ومثواه، وأن تجعل البركة فى ولديه وزوجته وأهله ووطنه وأبناء شعبه.
"إنا لله وإنا إليه راجعون" والسلام عليكم ورحمة الله.
أضف رد جديد