بعضٌ من اليوميّات .. بعضٌ من شعر

Forum Démocratique
- Democratic Forum
أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
Adil Abdelrahman
مشاركات: 73
اشترك في: الخميس مايو 26, 2005 3:34 pm
مكان: US

بعضٌ من اليوميّات .. بعضٌ من شعر

مشاركة بواسطة Adil Abdelrahman »

يوميّات الأسبوع الأوّل من أبريل 2006


مايكل أنجلو:

تماثيلك الواقفةْ
هل سهيتَ ، أمْ نسيت أن تنفخ الروح فيها ،
أمْ خشيت – إذ مشتْ – أن تضيع وسط الزحامْ
أن تهاجر نحو البلاد البعيدةْ ؟

تماثيلك الهناك مرابطةٌ تحرس ساحات روما ،
معلّقةً على صلبان كنائسها ،
مهندّمةً بصخرها المرمريّ –
هل أطبقتَ شفاهها رهبةً /
إذ نطقتْ ، أن تقول الحقيقة للزائرينْ ؟

تماثيلك الظلّت تلاحقني ،
وتحادثني برويّةْ .

( السبت )


تكْساسْ :

إنتزعها اليانكيّون من أهلها - عنوةً - في القرن التاسع عشر ،
لمْ يقاوم المكسيكيّون / الهسبانك طويلاً ،
لعقوا جراحهم وإجترّوا الهزيمة بمضض .
عملوا أُجراءَ -
عمّال بناء ، راصفي طرق وزرّاع ،
مدّوا سكك الحديد ؛
فعلوا كلّ ذلك بمهارة .
فظنّهم البعض بلهاء ،
يخدمون الغزاة بإخلاص !
ولكنّهم إذ فعلوا
إنّما كانوا يعمّرون أرضهم
تلك التي ستعود إليهم عمّا قريب
ليس بالحرب ، ولا بالمكيدةِ والقتلِِ
بل بالنعومةِ وحكمةِ الطبيعةِ
بنعمّةِ الحبِّ :
التكاثرْ .

( الأحد )


خيارُ "سقراط " :

يقالُ أن زوجة سقراط سامتهُ العذابْ
إن كان وحيداً
وقفت له بالمرصاد بينه وتأمّلاته
ولئن كان مع ضيوفه
مارست هوايتها العظمى :
مقاطعته في الحديث كلّما فتح فاههُ .
سألهُ أحد حُواريه يوماً :
" لماذا تصبر عليها ؟! "
فردّ عليه الشيخ :
" إمّا أن تتزوّج إمرأةً جميلةً وطيّبة ، فتصبح شاعراً ؛
أو تتزوّج إمرأةً قبيحةً ومتسلّطة ، فتصبح فيلسوفاً " .

ومِن يومها وأنا أنقّب في ذهن كلّ إمرأة تصبر عليّْ
علّ في رأسها مشروع فيلسوفة !

( الإثنين )


ذاكرةٌ خوّانة :

[ ليت "أسماء" تعرف أنّ أباها صعدْ
لمْ يمتْ
وهل يموت الذي كان يحيا
كأنّ الحياة أبدْ
وكأنّ الشراب نفدْ
وكأنّ البنات الجميلات يمشين فوق الزبدْ .. ]

كنت في غرفتي منهمكاً في متابعة نشرة الأخبار: الصور المأساويّة من العراق وفلسطين ، جوعى الصومال ، نكران السلطات السودانيّة لمخازيها في دارفور ، إيران وما أدراك عن نواياها النوويّة .. ولكنّ صوتاً آخر كان يأتيني من تلفاز الصالة ، رنين حوارٍ بين إمرأتين . بالأحرى واحدة تسأل والأخرى تجيب بإستفاضة . كنت أتابع هنا وأتنصّت هناك . لعنتُ رؤساء محطة "العربيّة" الذين أنهكوا جمالَ وأناقةَ هذه المذيعة بتوكيلها على إشاعة كلّ هذا القبح على لسانها وذهبت الى الصالة حيث أمّي ، سألتها :
- البتتفاصحْ دِي مِنوْ ؟!
- والله أوّل مرّة أشوفهْ ، قالوا إسمها "اسما" .
جلستُ ، ولكنّ اللقاء كان قد إنتهى . شكرتْ مقدمة البرنامج ضيفتها وذكرت إسمها كاملاً : أسماء يحى الطاهر عبد الله . هتفتُ : ( يا دين النبي ) !
- يُمّهْ ليه ما ناديتيني ، دي ما بت يحى الطاهر !
- ودهْ يطلع منو كمان ؟
- تذكّري فلم "الطوق والأسورة" ، بتاع "شريهان" و "عزّت العلايلي" الجبناهو من دكّان العرب قبلي كم شهر ؟ دهْ المألّف القصة بتاعتو .
- آيْ والله ، لاكين قصّتو تقطّع القَلُبْ !
وكان أن هبطت عليّ قصيدة "أمل دنقل" ، غير كاملة ، التي كتبها بعد سنوات من رحيل "يحيى" ، الذي إصتعصى عليه . قلتُ لأمّي :
- ليس من الضروريّ أن يكتب الإنسان قصيدةً كلّ يوم ، فاليومُ على أمل دنقل ْ
- هُوْ في زول "بيشعر" كلّو يوم ؟!
- كنتُ أظنّني سأفعل ، لهذا الأسبوع على أعلى تقدير ..
غمغمت أمّي بكلام ٍ ما . وذهبت أنا أبحث عن بقيّة أبيات قصيدة "أمل" المختبئة في مكان ٍ ما ، في ذاكرتي . ذاكرتي الداومتْ تخونني مع النسيان .

( الثلثاء )


عادل القصّاصْ :

"ذاهبون الى حتفنا"
كنّا نردّدها كلّ صحو ٍ
بعد أن نساوم النوم ببعض "عرق" –
كي يغشانا قليلا ..

ذاهبون الى حتفنا :
الى حيث ال(ندى) الذي لامَني على البوح ِ
بسرّ العشب النمى على صدريَ البوّاحْ !
ذاهبون الى ذاك ال(صباح) الفاتن ِ
الى إستثنائك لثوبه السودانيّ
من تهمة البداوة !

ذاهبون – بلا رجعةٍ – الى "ما فاتنا" .

( الأربعاء )


المقاتلاتُ الأرتريّات :

لمْ يخلعنَ أثداءهنّ كي يحاربنَ ،
كما فعلت المحاربات الأمازونيّات .
لمْ يدَّعين أنّ الله أوكلَ إليهنّ مَهمّةً ،
كما إدّعت جانْ داركْ .

ذهبنَ الى الحرب في كامل الأنوثة ،
تزوّجن وقت الإستراحات القصيرة في الميدان ،
ووضعن مواليدهنّ على أطراف ساحات المعارك .

كنت أزورهنّ عند إتكاءاتهنّ القليلةْ
نتجاذب أطراف النصر والخسارةْ
ونمعنُ في الأحلام بالأوطانْ

فسلامٌ لكنّ تحت الأرض أو فوقها ،
أو بينَ بينْ !

( الخميس )


اليوم السابع :

" اليومُ خمرٌ "
وغداً شعرُ ..

( الجمعة )
آخر تعديل بواسطة Adil Abdelrahman في السبت إبريل 22, 2006 2:58 pm، تم التعديل مرة واحدة.
ãÑíã ãÍãÏ ÇáØíÈ
مشاركات: 55
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 9:48 pm

مشاركة بواسطة ãÑíã ãÍãÏ ÇáØíÈ »

عادل,,
هذا ميلاد ثاني ,,هذه النصوص مدهشةحقا,,
استغرقتني تماما,,لك شكري .
صورة العضو الرمزية
سيف اليزل الماحي
مشاركات: 366
اشترك في: الثلاثاء مايو 10, 2005 12:00 pm

مشاركة بواسطة سيف اليزل الماحي »


تحية الكتابة الجميلة
يا استاذ عادل

قرأتها من الخميس حتى سبتئذ ... تصدق و
وجدتني مشغول بتماثيل مولانا في النحت مايكل أنجلو

تماثيلك الهناك مرابطةٌ تحرس ساحات روما


وتساءلت خارج نصك: من يحرس ساحات الخرطوم، حراسة مشددة ضد القبح حتى في الكلام.

عاكر مودتي

سيف اليزل
مـن الآن فصاعدا يجـب التمـني بقـوة !!
صورة العضو الرمزية
قصي مجدي سليم
مشاركات: 269
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 9:42 pm

مشاركة بواسطة قصي مجدي سليم »

تكْساسْ :

إنتزعها اليانكيّون من أهلها - عنوةً - في القرن التاسع عشر ،
لمْ يقاوم المكسيكيّون / الهسبانك طويلاً ،
لعقوا جراحهم وإجترّوا الهزيمة بمضض .
عملوا أُجراءَ -
عمّال بناء ، راصفي طرق وزرّاع ،
مدّوا سكك الحديد ؛
فعلوا كلّ ذلك بمهارة .
فظنّهم البعض بلهاء ،
يخدمون الغزاة بإخلاص !
ولكنّهم إذ فعلوا
إنّما كانوا يعمّرون أرضهم
تلك التي ستعود إليهم عمّا قريب
ليس بالحرب ، ولا بالمكيدةِ والقتلِِ
بل بالنعومةِ وحكمةِ الطبيعةِ
بنعمّةِ الحبِّ :
التكاثرْ .


فظنّهم البعض بلهاء ،
يخدمون الغزاة بإخلاص !
ولكنّهم إذ فعلوا
إنّما كانوا يعمّرون أرضهم
تلك التي ستعود إليهم عمّا قريب
ليس بالحرب ، ولا بالمكيدةِ والقتلِِ
بل بالنعومةِ وحكمةِ الطبيعةِ
بنعمّةِ الحبِّ :
التكاثرْ .


بنعمّةِ الحبِّ :
التكاثرْ
لو كنت فارسا: لعبأت نشابي بالفرح.. وصوبت نحو البشرية جمعاء.. لا أخطئ أحدا.
لو كنت ملاك موت: لصعدت عاليا عاليا.. وهويت الى الأرض أدق عنقي (عادل عبد الرحمن)
_________________
الفكر أكسير الحياة
(الأستاذ محمود)
صورة العضو الرمزية
Adil Abdelrahman
مشاركات: 73
اشترك في: الخميس مايو 26, 2005 3:34 pm
مكان: US

مشاركة بواسطة Adil Abdelrahman »

مريم ،
أهلين ..

هذا ميلاد ثاني

كم تمنيّت أن أولد من جديد .. لأكتب الجديد !
كما وأنّني أتمنّى أن تكوني على حق في زعمك المفرح هذا ،،

تحيّاتي ومودّتي .
صورة العضو الرمزية
Adil Abdelrahman
مشاركات: 73
اشترك في: الخميس مايو 26, 2005 3:34 pm
مكان: US

مشاركة بواسطة Adil Abdelrahman »

الفنّان / سيف اليزل ،



وتساءلت خارج نصك: من يحرس ساحات الخرطوم، حراسة مشددة ضد القبح حتى في الكلام.


أوّل ما تبادر الى ذهني وأنا أقرأ هذا ، هو : ( أبو جنزير ) .. أقصد " ميدان أبو جنزير - الأمم المتحدة " !

فحين تكون قادماً من ناحية الغرب ( كليّة الفنون ، مثلاً ) تطالعك تلك اللوحة الضخمة مكتوبٌ عليها ديباجة ميثاق المنظمة العالمية : " نحن شعوب الأمم ... الخ " ، أما إذا أتيت من جهة الشرق ( نادي ناصر ، مثلاً ) سيستقبلك ضريح " أبو جنزير " .
وخلق الله - شعب السودان يجوس ما بينهما .

وإذا بك - أيضاً - تشغلني : هل تبقّى في الخرطوم من ساحات ؟ من تماثيل ؟ من "متحف سودان" ؟ من مشية مشاترة يعلنها تشابك الأصابع ، من نشوة بالغناء عزّ الظهيرة أو هدأة الليل ؟!!


آه ! لقد تبقّى الكثير : سنحرس " سديم " نا ،،
تعرف ، آخر مرّة سمعت فيها هذا الإسم ؛ كانت المسرحية الشعريّة لأدونيس .
المسماة : ( السديم ) ، والتي يقول فيها :
( ها فراشة
بجناحيها كسى الأفق فِراشة .. )
فشكراً لفراشتك -
شكراً لمساهمتك الفذّة لكسوة أفقنا العاريَ هذا ..
شكراً لأمّها ، ولكلّ أمّهات العالم .
صورة العضو الرمزية
Adil Abdelrahman
مشاركات: 73
اشترك في: الخميس مايو 26, 2005 3:34 pm
مكان: US

مشاركة بواسطة Adil Abdelrahman »

يا قصي مجدي سليم عبد الله .. ،
وطبعاً ما في داعي نجيب الباقي !

حكايتك شنو ياخ ، أجيك بيجاي تجيني بيجاي ؟ أسبت في مكان واحد عشان الواحد يقدر يتفاهم معاك .
ولاّ البتزاوغ فينا منو ؟!
صورة العضو الرمزية
سيف اليزل الماحي
مشاركات: 366
اشترك في: الثلاثاء مايو 10, 2005 12:00 pm

مشاركة بواسطة سيف اليزل الماحي »



الفنان عادل عبد الرحمن

مالك بتقلب علينا الأماكن، خروجاً مستطاع عن النص!

تعرف كان في نهارات الكلية عادة ما تجد أحدهم يعبر الممرات بين الاقسام
وهو يصيح: السوق نفر .... السوق نفر ، وهي عبارة يطلقها من أراد رفقه وصحبة
في رحلته من كلية الفنون حتى السوق العربي قبالة اللوحة الكبيرة المكتوب عليها
نحن شعوب الأمم المتحدة ...الخ

وكنا نخرج مساء على شكل مجموعات تتناثر هنا وهناك ، كنا نسرع الخطى
لنلحق بمجموعة يقال أنها خرجت أمامنا .. أو نتأخر ونماطل الطريق في إنتظار
مجموعة قادمة، وهكذا مع تقاطعات جماهير أخرى قادمة صوب أستاد الخرطوم
تمني نفسها بنصر حاسم من الدقايق الأولى لفريقها، لكن هيهات!!!. حتى ينتهي عقدنا
المتناثر ويتفرع لمحطات تنتهي في المركز الفرنسي أو جوته أو مواقف المواصلات
لبحري وأمدرمان وضواحي الخرطوم والداخليات .. وفي جوف هذه الرحلة قضايا
ومواقف وطرف وحكايات وكلامات ومآرب أخرى ....

لكن كل ما كنا نغنيه أنطوى ( أو كما قال ود الرضي)
وأطلت ذات يوم كافتيريا أو مطعم في قلب السوق العربي علقت على بابه لوحة
كبيرة كتب عليها ( مطعم المرتع الخصيب) ولك أن تتخيل الرسومات وأنواع الأطعمة
لو أخذ الزبون أسم المطعم مأخذ جد وجوع
أصابتنا جميعا (الدحشة) وضحكنا على الحراك الثقافي في صحوته ونهيقه
وتحسسنا ما حفظنا من أسماء : السكرية ، بيمبو ، آخر ساعة ، حتى على السيد نجار الكوباني زاتو


رغم ذلك أنا خرطومي المزاج
وزوجتي من عطبرة (عاصمة الحبيب والنار)
وسديم مولودة في جدة ( أجمل مدن السودان)

مرة سألت الصادق الرضي
أن كيف يستوي المشهد الثقافي عندنا؟
وأنا أسال كيف تستوي الساحات عندنا؟
أظن هنا أن الحال من بعضو!

تحياتي وتحيات ناس سديم
على بهو نصك المبدع


مودتي

سيف اليزل
مـن الآن فصاعدا يجـب التمـني بقـوة !!
صورة العضو الرمزية
الحسن بكري
مشاركات: 605
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:51 pm

مشاركة بواسطة الحسن بكري »

Up
أضف رد جديد