مفردات العامية بين الأصالة والتقليد

Forum Démocratique
- Democratic Forum
الخير محمد حسين
مشاركات: 469
اشترك في: الجمعة أكتوبر 06, 2006 2:15 am

مفردات العامية بين الأصالة والتقليد

مشاركة بواسطة الخير محمد حسين »

مفردات العامية بين الأصالة والتقليد
الخير محمد حسين-

من السهل جداً أن تقنع أهلنا في السودان بأن الإنسان الأول كان سودانياً ، ولكنك تقف عاجزاً حائراً إذا ما حاولت إقناعهم بأن القبائل العربية في السودان هي سودانية الأصل0ولاأحد يسأل لماذا نحتفظ بهذا الكم الهائل من المفردات العربية القديمة في عاميتنا السودانية؟0 فكثيرًُ من الكلمات العربية القديمة التي لا يستخدمها العرب في الجزيرة العربية ولافي المغرب العربي ما زالت متداولة في العامية السودانية0ومن الملفت أيضاً القناعة السائدة لدى الكثيرين ، بأن جميع القبائل العربية في السودان أتت إليه من الخارج ، وكأن السودا ن بحضاراته المتجذرة في القدم كانت أراضي خالية من السكان لتأتيها القبائل العربية من الخارج وتعمرها0 ومعلوم أن ثقافة المهاجر تذوب وتندثر تحت طغيان حضارة أرض المهجر، كما هو ماثل إلى يومنا هذا في كثير من دول المهجر ، ويبدو ذلك جلياً إذا ما دققنا النظر للهجرات المنظمة التي غزت الغرب من دول الشرق الأوسط والشرق الأدنى وإفريقيا0 ومن المحال أن تجد في الدول الغربية - بإعتبارها أرض المهجر لكثير من الشعوب، ثقافة مهاجر ما أولغته محتفظة بمفرداتها كما هوالحال في بلده الأصل- بلد المنشأ0
وإذا ما نظرنا إلى آراء الكتاب والمؤرخين ، نجد معظمهم يؤيدون الإفتراض القائل بأن القبائل العربية السودانية تنتمي إلى أصول في الجزيرة العربية 0 فإذاكان الأمر بهذه البساطة ، لكان جميع القبائل العربية في السودان تحولت إلى قبائل رطّانة 0فلماذا إذن ظلت الكلمات العربية القديمة تتداول في العامية السودانية إذا لم تكن لها أصول سودانية تحميها من الذوبان؟ ، وإذا افترضنا أن الحضارة السودانية كانت ضعيفة الأثر للحضارات الوافدة بحيث أنها لم تؤثر
على ثقافاتها، فهذا يضحضه الإنتشار الواسع للمفردات النوبية داخل وخارج السودان0 ولا أدل على قوة ثقافة المنشأ من التسمية النوبية في إتفاقية (البقت)المشهورة التي تمت بين المسلمين الوافدين والنوبيين أهل البلاد0 فكلمة (البقت ) كلمة نوبية تعني القسمة أو المعاهدة ، فقبلها العرب المهاجرون وصارت من المسلمات0 والإصرارعلى حتمية نزوح القبائل العربية السودانية من الجزيرة العربية إلى السودان ينقصه البحث الموضوعي والأدلة المنطقية0 فالكلمات العربية العتيقة المتداولة في العامية السودانية قد يسخر منها السامع في الجزيرة العربية أو يعتبرها أعجمية 0 ومعظم المفردات ذات الأصول العربية في العامية السودانية لاتستخدم في أي دولة من الدول التي يظن البعض أن القبائل العربية السودانية أتت منها رغم وجود هذه الكلمات في أقدم المعاجم وأمهات الكتب العربية0فالقاعدة الصحيحة هي : أن ثقافة الأمة تبقى في بلد الأصل وتتلاشى في أرض المهجر بمرور الزمن، وهذا يؤيده الرأي القائل بأن هجرة العرب الأولى كانت من السودان إلى خارجه وليس العكس كما يرددها الكثيرون 0 نعم كانت هنالك هجرات شبه فردية أو في شكل جماعات قليلة العدد وذلك بغرض التجارة وأحياناً بحثاً عن الكلأ، ولكنها لم ترقى إلى مستوى الهجرة المنظمة التي تنقل شعباً بكامله من بلد إلى بلد0وإليك بعض الكلمات المتداولة في العامية السودانية وقد جمعتها بمعانيها كما وردت في قاموس المعجم الوسيط- مجمع اللغة العربية0
*بلّص الشئ: طلبه في الخفاء ، في السودان :البلصة تعني الرشوة 0
*جفل :أجفل – مضى وأسرع0 نفس المعنى0وقد وردت الكلمة في الشعر الشايقي، عندما يصف إبن الريف وهو راقد على العنقريب( السرير
كرابه اتقطع نزل والنوم من البيفوقو روّح تب جفل0
* شنف: رماه بنظرة فيها إستنكار وكره0 نفس المعنى في العامية السودانية0
*حتيتة:الحتّاتة من كل شئ:ما تناثر منه ويقال ما في يدي منه حتيتة 0نفس المعنى في السودان، ويستعملونها السودانيون للتعبير عن الشئ اليسرأو الصغير0
*بلّص الشئ: طلبه في الخفاء ، في السودان :البلصة تعني الرشوة 0
*دعك: دعك الجلد : دلكه ولينه 0نفس المعنى في العامية السودانية0
*دفره: دفعه في قفاه أوفي صدره 0كذلك المعنى في العامية السودانية 0
*إندل الماء :إنصب0في السودان تعني : نزل0 وفي قبيلة الشايقية عندما يقول أحدهم (صادر ومندلي) يقصد(طالع ونازل)0 وفي كردفان عندما يقال (دلاني )يراد بها نزلني 0
*الذرا:ما أستتر به ، ويقال أنا في ذرا فلان 0في السودان تقلب الذال ضاداً في كثير من الكلمات، ذرا:ضرا 0 ذنب: ضنب0 كذب: كضب 0 أذن :أضن ، وهكذا0
*رطن: خاطبه بالأعجمي0 نفس المعنى في العامية السودانية0
*الرطانة: يقال كلمه بالرطانة أي بكلام أعجمي ، أو بكلام لا يفهمه الجمهور0والمعنى كذلك في العامية السودانية0 ويطلقون كلمة الرطانة على جميع اللغات غير العربية0
*الزريبة :زرب للماشية ، أي عمل لها زريبة 0 في العامية السودانية ، هو السور الذي يحيط بالماشية
*زنق: زنق على عياله : ضيق بخلاً أوفقراً0في العامية السودانية ، الزنقة تعني الضيق0
*الزول : الخفيف الحركات والفطن- والشخص الشجاع الذي يزول الناس من شجاعته 0 في إحدى الجلسات في اليمن ، طلب مني أحد الأخوة اليمنيين أن أشرح له معنى (الزول) ، وعندما عرفته بالمعنى قال لي : من الآن أدعني بـالزول0
*السلبة : ضرب من الحبال0في العامية السودانية ، تطلق على الحبل المتين المصنوع من ألياف النخيل أو شرائح الجلد أو سعف الدوم0
*الشين: العيب والقبح 0نفس المعنىفي العامية السودانية0
*العتّار:مبالغة من عتر وهو المكان الخشن القفر0 في السودان : عترله حجر، معناه منعه من المشي
*العكاز : عصا يتوكأ عليها( نفس المعنى)
*عكّ : ردده حتى ما طله 0في السودان يقال فلان أداه عكّ- أي ماطله ولم يفي بوعد0 *فرفر:سارع إلى الحماقة0 في السودان: لم يطاوعه وعاكسه 0
*فرهد : امتلأ وحسن 0 نفس المعنى في العامية السودانية 0
فلع :فلع الشئ : شقه- يقال فلع رأسه بالسيف0 نفس المعنى في السودان0
*الفلقة :عود يتصل بها حبلان تمسك بها القدمان للجلد 0في السودان كان سائداً في الخلاوي ، وكان شيخ الخلوة يجري عملية الفلقة في التلميذ الذي يرتكب خطأً جسيماً أو يتغيب عن الدراسة0
*كرباج : السوط 0 نفس المعنى في العامية السودانية0
*القلة : الجرة من الفخار 0 في السودان تطلق على الجرة أياكان نوعه0
*كركر: ضحك ضحكاً يشبه القهقهة0نفس المعنى ولكنها تنطق في السودان بالقاف (قرقر)0
*الكانون : الموقد 0 نفس المعنى في العامية السودانية0
*اللبخ: يطلق على نوع من شجرة السنط من الفصيلة القرنية ، تنبت في البلاد الحارة 0أشجار اللبخ معروفة في السودان0
*اللبد: مايوضع تحت السرج 0 نفس المعنى وتطلق ( اللبادة) في السودان0
*الملطي :القشرة الرقيقة التي بين عظم الرأس وجلدته 0في السودان تعني: العريان0
*مرق : من الدين خرج،وفي الأرض ذهب0في السودان تعني : خرج0
*امتعط :تساقط الشعر0 نفس المعنى، ويقال معط فلان شعر فلاناً أي خلعه0
*الملص : العريان 0نفس المعنى ، ويقال فلان ملص هدومه أي خلع ملابسه0
*النبوت : العصا الغليظة0 كذلك تعني العصا في السودان0
*الهذر :سقط الكلام0 في السودان تنطق ( الهذار ) أو الهظار و يقال: فلان هاذر مع فلان أي مازحه0
*أبّ-أبا :تهيء وتجهز للسير 0 نفس المعنى ، وتقال للطفل0 الصغير عندما يراد تدريبه على المشي 0
الخير محمد حسين
مشاركات: 469
اشترك في: الجمعة أكتوبر 06, 2006 2:15 am

مشاركة بواسطة الخير محمد حسين »

العامية السودانية بين الأصالة والتقليد(2)
الخير محمد حسين—
ذكرت في الحلقات الماضية بعض المفردات في العامية السودانية والتي لها أصول في اللغة العربية ، وذكرت عن أهمية تداولها بإعتبارها فصحى0 وفي هذه الحلقة أريد أن أسلط الضوء على بعض الجمل التي اصطلح السودانيون على إستعمالها في ظروف معينة وتجاوزت كلماتها معانيها الأصلية التي تدل عليها في اللغة لتشير إلى معان بلاغية إصطلاحية أخرى، مثلاً عندما نقول: فلان سخّن ، المعنى الأصلي في القاموس لكلمة(سخن):ارتفعت حرارته، ولكننا في المصطلح نقصد شيئاً آخراً تماماً ، وهو أن هذا الشخص انفعل وثار، وهذ النوع من التعابير كان سائدا عند العرب الأوائل ، وماتزال تزخر بها العامية السودانية0 وإليكم بعض الأمثلة عن ذلك:-
• أرخى له الحبل: نقول في عاميتنا فلان رخى لفلان ، أي تركه يتصرف كما يريد وفي القاموس المراد: وسع عليه في تصرفه0 أخذوه من ارخاء الحبل للدابة لترعى0
• إبليس : في عاميتنا نقول فلان شيطان أو إبليس ونقصد بذلك أنه زكي ولبق0 ورد في مروج الذهب أن المعتصم قال لعلي بن الجنيد :يا علي مالي لا أراك ، ويلك أنسيت الصحبة وما حفظت المودة ؟0 فقال علي : بالغ الكلام الذي كنت أريد أن أقوله قلت أنت ، ما أنت إلا إبليس0
• أكل فلان فلاناً: نقول في عاميتنا فلان أكلني أي أخذ مالي ظلماً، وفي المعجم المراد: استباح حرمته ومثله أكل فلان حق فلانا وفي القرآن الكريم(الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا )0
• ثعلب: نقول في عاميتنا : فلان كالثعلب أي أنه محتال عجيب 0 قال الشاعر يعطيك من طرف اللسان حلاوة ويروغ منك كما يروغ الثعلب
• حطه على رأسه: نقول في عاميتنا شلته فوق رأسي أي أكرمته، وفي المعجم : حط فلان فلانا على رأسه يريد أنه اهتم به وبالغ في اكرامه0
• حماته تحبه:في عاميتنا نقول للشخص الحظوظ وخاصة في الطعام0
ويقول ابن نباتة:
كلماعجت في حما ةعلى خير موطن أجد الأكل والندى فحماتي تحبني
• حيص بيص: نقول في عاميتنا فلان دخل في حيص بيص كناية عن المأزق الذي لا مخرج منه ، وفي المعجم وقع القوم في حيص بيص أي سقطوا في ضيق وشدة لا مخرج منها0 قال الشاعر :
صارت عليه الأرض حيصي بيصي حتى يلف عيصه بعيصي
• دقّ صدره: في عاميتنا نعني بها الإستعداد، ويقول الفنان ود الأمين: أقيف وسط البلد وأدق صدري وأقول بريدك0
• خفيف العقل: نقول في عاميتنا فلان خف رأسه أي أنه غير مكتمل العقل ، وفي المعجم كناية عن الأحمق أو من فيه خفة وطيش وعدم اتزان0
• ركب رأسه: نقول في عاميتنا فلان ركب رأسه أي تعصب على رأيه ولم يستشر أحدا ، وفي المعجم المراد : مضى على وجهه بغير روية لا يطيع مرشدا أو تمسك برأيه0
* سحابة صيف: نقصد بها الأمر القصيرالذي يزول سريعا 0قال عمران بن حطان في ذم الدنيا:
أرى أشقياءالناس لايسأمونها ملالاً وهم فيهاعراة وجوع
أراها وإن كانت تحب فإنها سحابة صيف عن قليل تقشع
* سكران طينة: قول تقوله العامة لمن سكر سكرا شديدا ونفس المعنى في العامية السودانية0 قال المعمار :
وجرة أبرزها والروح فيها كمينة
شممت طينة فيها فرحت سكران طينه
* شرب الكلام : نقول في العامية فلان شارب اللغة شراب أي أنه متضلع فيها وفي المعجم المراد : فهم الكلام0
* ضحك على ذقنه: نقول فلان ضحك على ذقن فلان أى خدعه ولم يحترمه0 وفي المعجم المراد: خدعه أو سخر منه واحتال به ، قال إبن أبي حجلة :
وإذا بدا لك ثقره متبسماً فاضحك على ذقن العزول وقهقه
* طار إليه: نقول في عاميتنا فلان طار إلى بيته أي أسرع إليه ، ونفس المعنى في المعجم 0 وقال الشاعر :
قوم إذا الشر أبدى ناجذيه لهم طاروا إليه زرافات ووحدانا
• طار بها فرحاً: نقول في العامية فلان طار من الفرح أي فرح فرحا شديدا، وفي المعجم كناية عمن أصيب بموجة من الفرح الشديد جعلته يشعر كأن له جناحين يطير بهما0 قال الشاعر :
إن يسمعوا هيعة طاروا بها فرحاً
مني وما سمعوا من صالح دفنوا
* طار النوم من عيني: نقول في عاميتنا عند الأرق وعدم القدرة على النوم0 قال أبو العتاهية:
أرقت وطار عن عيني النعاس ونام السامرون ولم يؤاسو

الخير محمد حسين
مشاركات: 469
اشترك في: الجمعة أكتوبر 06, 2006 2:15 am

مشاركة بواسطة الخير محمد حسين »

مفردات العامية بين الأصالة والتقليد( 2)
الخير محمد حسين
ذكرنا في ما سبق الأسباب التي ساهمت في أن تكون العامية السودانية محتفظة بأصالتها العربية دون غيرها من العاميات في الجزيرة والمغرب العربي، وأن القبائل العربية السودانية هي من أصول سودانية وليست وافدة من الخارج كما يزعمها البعض0 ففي هذه المرة سأواصل الحديث لمزيد من مفردات العامية فكلما تعمقنا في دراسة عاميتنا كلما زدنا قناعة بأصالتها ، وأملي كبير في أن تتغير نظرة موجهينا التربويين في منع المدرسين من إستخدام العامية في التدريس ، رغم تفهمي الأسباب من وراء ذلك إلا أنني أرى أنه من المستحسن أن يشجع المدرس التلميذ لإستخدام مفردات العامية الشائعة والتي ترجع أصولها إلى اللغة العربية الفصحى وينا قش معه معانيها الأصلية ليقف بنفسه على الحقيقة، لأن ذلك يذلل من صعوبة الفهم ويزيد من عنصر التشويق لدى التلاميذ كما تحبب إليهم المادة بجانب أنه يربط الدارس ببيئته ووطنه مما يساهم إيجاباً في التربيته الوطنية0 فكثير منا يتجنب الحديث بعاميتنا مع غير السودانيين من العرب ، ولو كنا علمنا منذ الصغر أن هذه المفردات هي من صميم اللغة الأم لما وجد أحد منا حرجاً في ذلك 0
وإ ذا أردنا أن نتفهم دواعي التغير الطفيف الذي طرأ على مفردات العامية السودانية نجد سبب التغيير فيه يرجع إلى قلب مكاني أوإبدال أو ترخيم أونحت أو إدغام إلى آخر قائمة فروع فقه اللغة العربية0وإليك بعض الأمثلة :-
*إتلمّ :نقول في عاميتنا إتلم الناس في الطريق أي اجتمعوا والأصل في القاموس إلتم :إجتمع0 هنا حدث قلب مكاني وهوأن يقدم بعض أحرف الكلمة على بعضها مع احتفاظ اللفظ بمعناه أو تغيره تغيراً طفيفاً ، ومن أسباب القلب المكاني الميل إلى تخفيف اللفظ أو التفنن فيه 0
*اللمّة : نقول في عاميتنا رأيت لمة في بيت فلان أي جماعة 0وفي القاموس اللمة:الجمع والأصحاب0
*تمحك : نقول في عاميتنا فلان متمحك أي متردد يبحث عن سبب يخلصه 0 وفي القاموس محك :لج في المنازعة وتمادى في اللجاجة عند المساومة0
*إتلوى :نقول في عاميتنا المسمار إتلوى أو إتلوى الثعبان0والأصل في القاموس إلتوى ، وهنا حدث قلب مكاني وفي القاموس إلتوى : ثني وتعرج0وفي الشعر الأندلسي للركابي :
والماء أسرع جرية متحدراً متلوياً كالحية الركضاء
*زاح: في العامية نقول زاح فلان أو نأمر أحداً بقول: زح من هنا أي أبعد0وفي القاموس زاح يزيح زيحاناً: بعد وذهب0
*زاغ: في عاميتنا نقول فلان زاغ من التفتيش أي هرب ، وفي القاموس الزَّيغ: الجوز عن الحق0
*سبهلل:في عاميتنا نقول فلان سبهلل أي لا يكترث، وفي القاموس سبهلل: غير مكترث لا في عمل دنيا ولا في الآخرة ، ويمشي سبهللاً إذا جاء ومشى في غير شئ0
*القفة: تعني المقطف ،وفي القاموس المقفة: المقطف الكبير أو الزنبيل0
*القربة:ظرف من الجلد يخرز من جانب واحد وتستعمل لحظ الماء، نفس المعنى في القاموس0
*القادوس : في عاميتنا نطلق على الوعاء الخزفي الذي يستعمل في الساقية لنقل الماء، وفي القاموس، القادوس:وعاء خزفي كالجرة تنتظم منه سلسلة تديرها الناعورة فتغرف الماء من البئر إلى المزرعة0
*الغشيم:في عاميتنا نطلق على الجاهل ،وفي القاموس الغشيم:الجاهل بالأمور ، وأصله من الغاشم والحاطب بالليل يقطع كلما قدر عليه بلا نظر ولا فكر0
*العِور:نقول في عاميتنا فلان عوير أي غير مهذب ، وفي القاموس العِور:هو الشخص الرديء السيرة ، ومن الأشياء الذي لاحافظ له0
*العكد: بلدة عند ملتقى نهر عطبره بنهر النيل، في القاموس العكد: أصل القلب بين الرئتين0
*العتود: في عاميتنا تعني الماعز الصغير، وفي القاموس العتود:من أولاد المعزى0
الطنبور:في القاموس :آلة من آلات اللهو والطرب ، ذات عنق وأوتار، والمعنى نفسه في العامية السودانية0
*زيطة:في عاميتنا نقول الجماعة عاملين زيطة أي ضجة، وفي القاموس زاط: صاح والزياط : المنازعة وإختلاف الأصوات0
*المطمورة:في عاميتنا تعني الحفرة العميقة التي تحفظ فيها الغلال، وفي القاموس المطمورة:ملأها بالطعام أو غيره ، وأصلها من طمر في الأرض واستخفى أي ستره حيث لا يدرى ولايرى0
في الختام أقول أنه ليس من مصلحة الفصحى أن نعزلها عن العامية أو أن نتعامل مع العامية كأنها لغة أجنبية ، فنحن نقتبس أحياناً من لغات أجنبية مفردات وجمل فما أحرانا أن نفتح الباب لمفرداتنا المحلية التي لها أصول في الفصحى لتداول على أوسع نطاق0
الخير محمد حسين
مشاركات: 469
اشترك في: الجمعة أكتوبر 06, 2006 2:15 am

مشاركة بواسطة الخير محمد حسين »

-----
عبد الماجد محمد عبد الماجد
مشاركات: 1655
اشترك في: الجمعة يونيو 10, 2005 7:28 am
مكان: LONDON
اتصال:

مشاركة بواسطة عبد الماجد محمد عبد الماجد »

الأستاذ الفاضل الخير محمد حسين

مبحثك هذا مبحث أصيل عميق. ولذا لا أستغرب أن لم تكن الردود عليه كافية وافية. ذلك أنه يلزم الآخر باقتطاع وقت كبير وبذل جهد شاق جاد. وهذا لا يتوفر لغير المختص أو المستعد للالتزام بمتابعة لا تنقطع. ولكن يخشى الناس الدخول في ما يصعب الخروج منه طالما تطلب منهم الأمر الالتزام بالإتقان. وبرغم ذلك أتجشم التعليق على كلمتك التي تستحق تفرغا لا يتيسر في الوقت الراهن.
مثلك جذب اهتمامي وجود مفردات عربية جد قديمة في عامية عرب السودان. مفردات تكاد لا تسمع في عاميات بقية العرب. واحترت زمنا في تفسير الأمر وعنّ لي في ما عنّ أن بعض العرب دخلوا السودان قبل بزوع الإسلام أو أن قبائل منهم دخلت السودان (لا يهم متى) وانحصرت جغرافيا في بؤر معزولة فحكم عليها أن تتداول ألفاظا محدودة وانقطعت عليها سبل الاستلاف من لهجات عربية أخرى كانت متاحة قبل العزلة (وهو أمر قد ينطبق على مجموعات عربية تعرضت للعزلة في بلدان غير السودان (وهذا أمر يحتاج التأكد من صحته لسفر كثير ومخالطة ويحتاج لقدر كاف من علم اللغة العام (علم يمكن الباحث من البحث في أي لغة عربية طانت أو غير عربية)). وبانتشارالأمية لا بد لنا من اصطحاب الفاظ القرآن الكريم والحديث النبوي ذلك بافتراض أن العرب لا يمكنهم الاستغناء عن هذين المصدرين ولو باستئجار فقيه ممن حذقوا العربية ولو انحدر من أصول غير عربية (واستصحاب الفقهاء من غير العرب شواهده كثيرة في كل انحاء السودان ولكنهم لا يلبثوا إلا قليلا حتى يمنحوا جنسية القبيلة وتتم مصاهرتهم ويذوبون فيها تماما وينسون أصولهم البعيدة أو يتانسون طالما أن العرب يكثر بينهم التمايز بالأعراق. ومن المفارقات أن صفة التمايز بالانساب هذه هي نفسها التي جعلتهم يدونون تسلسل أنسابهم, وهو ما يفسر معرفة أصول كثير من افخاذ القبائل الممنوحة جنسية القبيلة إكراما (من وجهة نظر الأعاريب الخلّص أو كما يدّعون).
واستصحاب الفلكلور مهم وكذلك الأحاجي (برغم قابلية هذين المجالين للتغير تأقلما مع مستجدات بفعل تغير البيئة العامّة.)

وحتى ناتي بأمثلة وشواهد في المشاركة التالية، استودعك الله
.


عبدالماجد محمد
المطرودة ملحوقة والصابرات روابح لو كان يجن قُمّاح
والبصيرةْ قُبِّال اليصر توَدِّيك للصاح
الخير محمد حسين
مشاركات: 469
اشترك في: الجمعة أكتوبر 06, 2006 2:15 am

مشاركة بواسطة الخير محمد حسين »

الأخ الأستاذ/عبد الماجد ، سعدت جداَ بملاحظاتك القيمة ، وأوافقك الرأي بأن متابعة الفلكلور والأحاجي مهمة في مثل هذا الحقل0 0في جلسة عابرة كنت أناقش أحد الأخوة من دارفور عن عادات القبائل عندهم ، وأثناء ذكره للقبائل العربية ذكر لي أسماء قبائل عربية عديدة تطابق إسماَ قبائل الجزيرة العربية ولكنها لا ترتبط بها نسباَ، وكما أن المفردات العربية القديمة المتداولة عندهم هي شبه منقرضة في الجزيرة العربية0هذا مما شجعني في هذا البحث لأقول أن هنالك هجرة أولى للعرب خرجت من إفريقيا ، أما ما يرددها الكثيرون بدخول العرب في السودان فهي هجرات شبه فردية أو بمجموعات قليلة العدد حدثت معظمها بعد ظهور الإسلام 0ذكرت في بحث مماثل للغة النوبية –منشور في الموقع- معنى لفظ (عرب وعجم)0عرب: أصلها بالنوبية:أرِّبو-Arribo ) ويعني الواضح والباين ، أما (أعجمي) : فأصله : أقمي –Agumi) بمعنى يجتر والإسم منه(أقميد – Agumid) والمعنى الضمني للإجترار هو عدم الوضوح أي عكس ما هو عربي، إذ أن عملية الإجترار تتم داخلياَ في الحيوانات بين الفم والمعدة0 يقول الدكتور /جواد علي في كتابه المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام – الجزء الأول- صفحة (14) : إذا ما سألتني عن لفظ (عرب ) عند علماء العربية ، فإني أقول لك :إن لعلماء العربية آراء في المعني ، تجدها مسطورة في كتب اللغة وفي المعجمات ولكنها كلها من نوع البحوث المألوفة المبنية على اقوال وآراء لا تعتمد على نصوص جاهلية ولا على دراسات عميقة مقارنة ، وضعت على الحدس والتخمين 00 إلى أن يقول في صفحة (24): والنص الوحيد الذي وردت فيه لفظ (العرب ) علماَ على العرب جميعاَ من حضر وأعراب ، ونعت فيه لسانهم باللسان العربي هو القرآن الكريم 0 وقد ذهب (د0هـ0ملر) إلى أن القرآن الكريم هو الذي خصص الكلمة وجعلها علماَ لقومية تشمل كل العرب 0 (إنتهى المصدر) 0 مع تحياتي ،،،
عبد الماجد محمد عبد الماجد
مشاركات: 1655
اشترك في: الجمعة يونيو 10, 2005 7:28 am
مكان: LONDON
اتصال:

مشاركة بواسطة عبد الماجد محمد عبد الماجد »

الاخ العزيز الخير

لا أقول أن مفردات كثيرة لها أصول عربية في عامية السودان بل أقول أن معظمها عربي وأن ما استعير من اللغات السودانية تم استيعابه فاستعرب. وأقول أن اللغة العربية كانت لغة قوية ولكن لأنها انتشرت سلميا لم تقض على اللغات الأخرى ولك أن تقول كما ان الصراع العربي النوبي انتهي سجالا فكذلك انتهى أمر اللغات الأخري احتفظت بقوتها ولا أعلم أن لغة ماتت بسسبب ضغط عربي او إسلامي. أما موت لغات أفريقية أو سبب احتضارها - كالبرقد او الميما - جع لأسباب أخرى, ويحتاج لبحث.
أمثلة:
الفولة (رجل الفولة)
رجل الفولة مدبنة معروفة ونعلم أن عرب المسيرية يقولون لكل بركة أو بحيرة جارية أو راكدة رجلا أو كوعا تشبيها لمسار جريانها والتفافه بالرجل والكوع. ولأنهم يزرعون حولها الفول أو لأن تربتها تصلح لزراعته أضافوا لها لفظة فولة . ويمرور الزمن اسقط المضاف وبقي لمضاف اليه وله في الفصحى نظائر.
وصارت لفظة فولة تستخدم إلي جانب البركة والتمد (الثمد) والأضاة (الإضية) والمشرع والتردة (واضح أنها مستقد من الورود ولكن لم ابدأ في تحليل أسباب التحول اللغوي).
اتضح أمر الفولة وبقي أمر الرجل. كبف أطلقوها على منهل الماء ؟! هذا حير الكثيرين وحيرني حتي عثرت على الإجابة يوما في ديوان الأعشى وكان يصف بركة في الخريف فقال:

والرجل زينها نبت الخريف وكانت قبل معشابا

ولم يستعص المعنى علي ولكنه استعصي على الشارح اللبناني الذي قال في ما أذكر أن الرجل قد تكون رجل الجرادة ... قلت في نفسي جرادة في عينك
.
المطرودة ملحوقة والصابرات روابح لو كان يجن قُمّاح
والبصيرةْ قُبِّال اليصر توَدِّيك للصاح
عبد الماجد محمد عبد الماجد
مشاركات: 1655
اشترك في: الجمعة يونيو 10, 2005 7:28 am
مكان: LONDON
اتصال:

مشاركة بواسطة عبد الماجد محمد عبد الماجد »

I will come back
المطرودة ملحوقة والصابرات روابح لو كان يجن قُمّاح
والبصيرةْ قُبِّال اليصر توَدِّيك للصاح
الخير محمد حسين
مشاركات: 469
اشترك في: الجمعة أكتوبر 06, 2006 2:15 am

مشاركة بواسطة الخير محمد حسين »

أشكرك أخي الأستاذ/عبد الماجد على هذا التعليق الوافي وإعادة الروح إلى هذا الموضوع الذي ظل مهملاَ طوال فترة شهر ، وحقيقة سعدت واستفدت من مداخلاتك كثيراَ، فأواصل معك في تعريف لفظ ( عرب)0 يقول الدكتور /جواد علي في كتابه تاريخ العرب قبل الاسلام -ج 1–ص 16 - عن معنى كلمة (عرب): أما المستشرقون وعلماء التوراة المحدثون فقد تتبعو تاريخ الكلمة وتتبعو معناها في اللغات السامية وبحثو عنها في الكتابات الجاهلية وفي كتابات الآشوريين والبابليين واليونان والرومان والعبرانيين وغيرهم 0فوجدوا أن أقدم نص وردت فيه لفظ (عرب ) هو لفظ آشوري من أيام الملك ( شملنصر الثالث )(الثاني؟) ملك آشور0 ( إنتهى المصدر)0 الملاحظ يا أخي عبد الماجد أن كثيراَ من المؤرخين والباحثين ( البيض ) يتجنبون الخوض في اللغات الإفريقية في جهودهم لمعرفة أصول الألفاظ ، ولم أسمع أحد منهم يقول أن هذا اللفظ أوذاك ، يعني في لغة الهوسا أو النوبة أو البجا كذا وكذا ، بينما يتعمقون في لغات أخرى هي أقل عراقة من معظم اللغات الإفريقية0والملك سملنصر كما ورد في كتاب لغة آدم لمحمد رشيد ذوق هو إسم لتمثال نوبي يحمل غزالة ويمسك برقبة نعامة ،مصنوع من عاج ،إرتفاعه13.3سم موجود في متحف بغداد0وكلمة آشور نفسها لها معنى باللغة النوبية، معليش لو خرجت قليلاَ من موضوعنا الأساسي : معنى كلمة (عرب) 0يقول الدكتور /جواد علي :اختلف العلماء في كيفية المنطق بها (عرب) ، فقرئت :Aribi ) ) و (Arubu ) و (Aribu ) و (Arub ) و (Arabi ) و (Urbi ) و (Arbi )الى غير ذلك من قراءات0(إنتهى المصدر )0 لما ذا لا تبحث معاني هذه الصيغ في اللغات الإفريقية كما تبحث في اللغات الأخرى - وفي الغالب بطريقة قسرية-؟، ربما لو حدث شئ من هذا القبيل لدعم وعزز من جاذبية العربية للمتحدثين باللغات الإفريقية ، ولحدثت نتائج أكثر أهمية في ميدان البحوث 0 أما عن رجل الفولة ، فأضيف إلى تعريفك : ربما المقصود جذور نبات الفول بإعتبار ثماره أرجلاَ و التي تتفرع وتمتد تحت الرمال في شكل أرجل 0 أخي /عبد الماجد ، أنا لست متخصصا في هذا المجال ولكن مجر اجتهاد وملاحظات0ومما لاحظتها أيضاَ : فإن الألفاظ العربية القديمة أكثر إنتشار اَ في دارفور وكردفان من أي ولاية أخرى في السودان ، وكذلك أسماء القبائل والبطون والفخوذ العربية، وأتساءل لما لاتدرس هذه الظاهرة ، وما السبب في إحتفاظ هذه المنطقة بهذا الكم الهائل من التراث العربي والذي لا نجد الكثير منه في الشمال والوسط والشرق ؟؟0 أخي الأستاذ/ عبد الماجد : يستحسن أن يعاد النظر في مقولة ( دخول العرب في السودان ) وأن يبحث في الأصول الأفريقية للقبائل العربية0
عبد الماجد محمد عبد الماجد
مشاركات: 1655
اشترك في: الجمعة يونيو 10, 2005 7:28 am
مكان: LONDON
اتصال:

ن

مشاركة بواسطة عبد الماجد محمد عبد الماجد »

أخي الأستاذ الخير

حيّاك الله

هذه المباحث متعددة وتحتاج لأكثر من بوست وأحبذ تركيز المساهمة في موضوع المفردات في هذه المرحلة، ذلك لأن مبحث الأصول الأفريقية للعربية (إن صحّ الافتراض ) يحتاج لجيش جيد الاعداد وتدعمه مؤسسة حريصة سخيّة، ولكن لا أعهد عرب اليوم يولون وجودهم الفيزيائي أهميةً دعك عن تاريخهم والأفارقة يغوصون في محاربة الجوع والمرض والفقر. أنا شخصيا أؤمن بتداخل اثني أو لغوي بين سكان الجزيرة وأفريقيا من قدم، ولكن ليس لدي ما أرجح به المنشأ الأن. وبرغم ذلك اعتقد بقوة العلاقة العرقية بين العرب والحبش (لعلها أقوي من العلاقة العرقية مع عرب السودان) وبرغم ذلك فإن عروبة الحبشة تلاشت وبقيت عروبة السودان أقرب نسبيا ذلك لأن مدار الأمر عندي هو اللغة نفسها. فطالما لم تعد اللهجة مفهومة للطرف الآخر لم يعد بالإمكان التحدث عن كيان واحد. وهكذا يصبح الأقل عروبة دما هو الأكثر عروبة ثقافة. وإذا أخذنا بهذا المعيار نجد أن قبيلة سودانية خرجت عن عروبتها فتأفرقت واخرى عكست الوضع فخرجت من إفريقيتها واستعربت، وهما قبيلتا بنوعامر والحلنقة على التوالي. غير أن الجغرافيا والترسيم السياسي غلبّا الإفريقية. وأمر الجغرافيا والوحدة السياسية لا يستهان به وإلا لوصفنا الأمريكيين والأستراليين بأنهم إنجليزا.
غير أن الدراسة الجادة للمفردات والنحو للغات الأفريقية هي التي ستجلو الحقائق مستقبلا. والتعويل على النحو وتراكيبه أهم من دراسة الألفاظ لأن الألفاظ يسهل اقتراضها وانتشارها جغرافيا ويصعب استلاف النحو لأن استلافه يعني استلاف الأمهات المرضعات على طول سنيّ الطفولة الأولى. فاللفظة المفردة يمكن جلبها بجلسة في السوق ولكن النحو يكتسب لا شعوريا في بيئة لغوية مستقرة.

عودة للأمثلة

باجٍس على مَن هاجٍس !

كانت بعض جداتي يسخرن من الرويجل لا يعرف قدر نفسه فيتطاول على ذوات العز يريد ودّهٌنّ ويتظرّف فيردعنه قائلات: : " باجٍس على مَن هاجٍس !". وباجس كان اسما لكلب جبان لا يعيره السيّارة بالا ولا يخشاه الصبية. والهاجس هو الخطر على البال. يقلن له: ( من أنت حتى تتطاول، فاقعد ) ، وما من شيئ أشق على المرأة من أن يتطلع لها من هو دونها (أنا مالي شايفني متردية ولا نطيحة؟!)
أوردت هذا المثال لقوة تركيبه النحوي: استخدام اسم الموصول " من" بفتح وتسكين كما هو في الفصحي ولم يقلن " على منو أو على مين" وانظر للانكار البلاغي والجناس.
واضح أن المثل قديم والأمثال لا تبلى بسرعة وتدل على حال اللغة قبل أن تطالها قوانين التحول اللغوي.
ولهم حكم ووصايا يستخدمون فيها اسم الموصول (من) بصورته الفصيحة أيضا:

من تغدّى تمدّي ومن تعشّى تمشّى.

نصيحة طبيّة تبيّن وقت الراحة ووقت الرياضة.
ومثل هذه النصيحة قديمة تتوارث. وكله يدل على فصاحة المراحل الأولى.

وسأعود إن شاء الله
المطرودة ملحوقة والصابرات روابح لو كان يجن قُمّاح
والبصيرةْ قُبِّال اليصر توَدِّيك للصاح
الخير محمد حسين
مشاركات: 469
اشترك في: الجمعة أكتوبر 06, 2006 2:15 am

مشاركة بواسطة الخير محمد حسين »

الأخ الأستاذ/عبد الماجد00لك التحية من الأعماق ، صدقاَ لما ذكرته عن معنى (رجل الفولة) ، سمعت بالصدفة مثلاَ عامياَ يرمي إلى نفس المعنى0المثل ( الفولة بتتملى والبقارة بيجو)0فعلاَ الفولة تعني البركة كما ذكرت0ولك شكري و تقديري يا أستاذي0
الخير محمد حسين
مشاركات: 469
اشترك في: الجمعة أكتوبر 06, 2006 2:15 am

مشاركة بواسطة الخير محمد حسين »

الأخ الأستاذ/ عبد الماجد 00 ما زلت مع رجل الفولة0وجدت في كتاب معجم البلدان ،الجزء الثالث- ص/28 الآتي :
*الرجل: جماعة رجلة: وهي مسايل المياه في الأودية0 قال جرير:
ولا تقعقع الحي العيس قاربةَ بين المزاج ورعْنَيْ رٍجْلَتَيْ بقرٍ
*رجلة التيس: موضع بين الكوفة والشام ، والرجلة واحدة الرجل ، وهي مسايل المياه0
الخير محمد حسين
مشاركات: 469
اشترك في: الجمعة أكتوبر 06, 2006 2:15 am

مشاركة بواسطة الخير محمد حسين »

ملاحظة : معليش لو خرجت من الموضوع ، بس داير أعرف : مالعلاقة بين ( أكي ) :بمعنى موجود بلغة الهوسا الافريقية و(أكى ) العراقية التي تحمل نفس المعى0 وكذلك (مولا) : بمعنى الشيخ بالأفغانية و(مالاً) : الهوساوية التي تحمل نفس المعنى : الشيخ 0؟ هل الأصول عند الهوسا في افريقيا أم عند الأفغان وأهل العراق ؟0 اعتقد أن الأصول في إفريقيا أيضاً0
ÚÈÏ ÇáÚÒíÒ ÈÑßÉ ÓÇßä
مشاركات: 14
اشترك في: السبت فبراير 03, 2007 10:36 am

مشاركة بواسطة ÚÈÏ ÇáÚÒíÒ ÈÑßÉ ÓÇßä »

الأستاذان الجليلان،

الخيرمحمد حسن و الأستاذ عبد الماجد عبد الماجد

لكما التحية و الأحترام
حقيقة أنا سعيد و مستمتع بالحوار العميق في العامية السودانية الدائر بينكما كفارسين و عالمين و دارسين لها،

بداية : أنا قليل الدراية بما تعملان فيه من ادوات بحث مقارن و قليل في علمي بشكل عام في هذا البحر المعرفي الشاسع، ولكن قلت أشارككم من باب ( قول خشم خشمين)

لذا أرجو أن تأذنا لي،بأن أبدي بعض ملاحظات في الموضوع
1-الأحتفاء بالعامية السودانية و غيرها من مغاربية و مصرية و سعودية الخ علي انها فصحي او تكاد ان تكون كذلك، علي ما أعتقد هذا المدخل بالرغم من انة الأكثر قبولا وشعبية إلا انه يغض النظر عن حيقة ان اللغة كائن حي ينمو ويذبل و يموت ، وهذا الموضوع ذو حساسية خاصة في بلاد زي السودان فاللغة العربية -معروف عنها-انها لغة متسامحه وسهلة التعايش و ما ذللك الا لأنها لا تسعي لاقصاء اللغات الأخري بل تتعايش معها لدرجة انها قد تسمي لغة اخري و المثال علي لك اللغة السواحلية
2-اظن أن التعامل مع العامية يستحسن ان ان يكون من مدخل التأسيس لها كلغة تتلمس طريقها للكمال وتكوين شخصيتها الخاصة بها و أضرب مثلا بالمغاربة حيث أنهم اليوم (أقصد العامة)يكتبون عاميتهم بصورة تبدو مدهشة، و تطور الغات الأروبية من اللاتينية ليس ببعيد.

سوف أواصل
الخير محمد حسين
مشاركات: 469
اشترك في: الجمعة أكتوبر 06, 2006 2:15 am

مشاركة بواسطة الخير محمد حسين »

الأخ العزيز/عبد العزيز ساكن00شكراً على ملاحظاتك القيمة ، وأكون سعيداً لو واصلت المشوار بآرائك وتعليقاتك المفيدة . صحيح أن اللغة عندما تتحرر من قبضة النخب تجد طريقها نحو الإنطلاق والإنتشار0 مع تحياتي ،،،
الخير محمد حسين
مشاركات: 469
اشترك في: الجمعة أكتوبر 06, 2006 2:15 am

مشاركة بواسطة الخير محمد حسين »

أواصل في علاقة مفردات العامية السودانية بالفصحى:-
1/ الرتيلا: نوع من العناكب ، نفس المعنى في العامية السودانية0
2/ الحقة: الوعاء الصغير 0في العامية السودانية تطلق على علبة الصعوط0
3/ الرواق : تعني : المصفاة في الفصحى ، أما في العامية السودانية فيستعمل الفعل ( روَّق) مثلاً: روق المنقا أي : صفيها، روق يازول أي : أهدأ0
4/ السخلة : ولد الضأن والمعزى للذكر والأنثى .نفس المعنى في العامية السودانية0
5/ شرموزة : الحذاء الضعيف 0حولت الزاي طاءً 0أما في العامية السودانية فتنطق (شرموطة) وتعني : العاهرة 0 وشرموط لشرائح اللحم الجاف، وتبديل الحرف بالآخر ظاهرة مألوفة في العامية السودانية كما في :ذهب= ضهب ، ذنب = ضنب ، ظهر = ضهر000وهكذا 0
6/ الصفر : النحاس ، نفس المعنى في العامية السودانية 0
7/ العذار :الشعر الذي ينبت بمحاذاة الأذن من جانب اللحية ، وتنطق ( العدار) في العامية السودانية وتعني النبات الطفيلي أي غير مرغوب فيه0
8/ المزراق : نوع من الرماح ، وفي العامية السودانية يستعمل الفعل منه (زرَّق) أدخل بعنوة 0 زرَّقها ليهو في الشبكة أي أدخل الكرة في الشبكة0
9/ جسارة : الشجاعة والاقدام والجرأة ،نفس المعنى في العامية السودانية0
لنا عودة
عبد الماجد محمد عبد الماجد
مشاركات: 1655
اشترك في: الجمعة يونيو 10, 2005 7:28 am
مكان: LONDON
اتصال:

مشاركة بواسطة عبد الماجد محمد عبد الماجد »

الاستاذ الخير.
لك التحية

تقول:
ذكرنا في ما سبق الأسباب التي ساهمت في أن تكون العامية السودانية محتفظة بأصالتها العربية دون غيرها من العاميات في الجزيرة والمغرب العربي،

وأقول أن العامية السودانية فرع من العربية القديمة (لغة القرآن وغيره من لغات العرب الضابة في القدم) وإزيد أنها في تفرعها هذا لا تنميز أو تقل قيمة عن بقية اللهجات المنتشرة في ما يعرف بالعالم العربي. ليس هذا من باب كل فتاة بابيها معجبة ولكن من باب أن كل هذه اللهحات (أو اللغات) تطورت في اتجاهات شبه مختلفة ظاهرياوأن أوجه القربى بينها عميقة . والسب في ذلك أنها جميعا مقيدة بالمكتوب عبر العصور من كتاب مقدس ودووايين شبه مقدسة كالمعلقات التي كانت تعلق علي جدران الكعبة (ولا تنس أن العرب كانت تشد الرحال للأسواق بحثا عن فرائد اللغة و ابداعات المشغولين بأمرها, وهو رحيل يشبه الحج من أوجه عديدة.

هذه اللهجات كلها أصيلة, ولا يوصف بالتقليد إلا أكثرها عيوبا (أشعار موؤيتانيا وغرب أفرييقيا (مؤلفات دان فوديو مثلا)). هذه مؤلفات علماء يتقيدون بما تلقوا في المساجد والجامعات التي تعني يما هو سلفي لغةً ودينا وثقافة (ليتني أعثر على ديوان السلطان علي دينار. ويتجلّي التقليد أكثر ما يتجلّي في أسماء الأعلام : زكريا , موسى , إساغة (‘سحق) , عمرين ، يا ولي (الأول) , ساني (الثاني) سالسو (الثالث) أي المحمدون الأول والثاني والثالث. وبرغم ذلك فإن مراحل التكوين الأولى للمبدع العربي توجب عليه الإلمام بما جاء به الأوائل، إلا إن هذا الدارس سيبتعد عن الأصالة ساعة اكتفائه بزاد الأوائل وقلبه ظهر المجن للمبدعين نت فصحاء العامية. المطلوب حال من التوازي والمحاذاة تتجدد فيه الفصحى مما تلد العامية وتس فيها العامية بفنِ ومهارة من الفصحى القحّة. أما امتزاج الفصيح والدارج في مقطع كلامي واحد فهو تشويه للقديم و مسخ للجديد (ومثله شعر الحقيبة كا هو وارد أدناه).

ولو نظرت لأسماء القرى والبلدان , مثلا, لوجدت ألف طيبة (المدينة المنورة) ولوجدت بيشة (أسد بيشة الحرّم شراب سيتيت) وبيشة الأصلية في الجزيرة العربية ونقل الرشايدة الاسم تيمنا وحنينا مثلما فعل الساكسون في أمريكا وأستراليا (بندن , ييل, كنجستون الخ). هذا نموذج من التقليد المحض وتتفاوت فيه هذه اللهجات. وأرى أن هذا التقليد هو ضد الأصالة.

من هذا المنطلق استطيع القول أن العامية السودانية تقترب من الأصالة كلّما رسخت طرقا في التعبير غير مألوفة في التراث و‘ن جاءت بلفظ عربي قح. وهو ما فعله العرب في الأندلس في موشحاتهم وما فعله السودانيون في أشعار الحردلو وو ضحوية والداسوقي الخ. أما شعر الحقيبة فهو برغم روعته فهو الأقل أصالة من ناحية المزج التعسفي بين العامية والفصحى. ولعل السبب في هذا الخلل هو أن معظم ناظمية من أهل الحواضر الذين شوّش عليهم التعليم الحديث (منذ رفاعة الطهطاوي) وإلى عهد قريب لمّا رفع الشعراء الحرج باستخدام الدارجة فقط وفي إبداع لم يك في مقدور الأولين (الدنيا يا ناس تنقسم, يا سايق يا رايق النظرة ماشة وراك الخ) أنظر للإبداع اللغوي: من قسم الدنيا قبل كامل عبدالماجد (واستبعد تأثره بسورة اقتربت الساعة وانشق القمر) ؟ ومن مشّى النظرة غير أحمد عبدالصادق حماد (وفي معظم أشعار الأقدمين نرى النظر ينطلق انطلاقا ولكنه لا يمشي على مهل) ؟ والتعليل البعيد لأغنية أحمد عبدالصادق هو أن الأقدمين كانوا يسترقون النظر بل يخطفونه خطفا ووراءهم جلّاد وسيّاف ورقيب, بينما هذا السوداني لا يأبه من رقابة وهو يتريّث (ياخد راحتو) إذ لا خوف من أحد طالما أن الشوف السوداني لا يقتل غزالا.
الموضوع طويل.

وسوف أخلص إلى أن اي لغة ليس في وسعها إلا أن تكون أصيلة طالما هي أداة للتوصيل لا غير وبرغم ذلك فإن الأكثر أصالة هب اللغة التي تطور الإبداع وتأتي بالجديد. فإذا كان هذا ما ترمي إليه فلن يفيدنا أن نقارن بين الحردلو وبيرم أو بين محجوب شريف وأحمد فؤاد نجم , مثلا , لإن المقارنة لن تكون موضوعية لاختلاف البيئة والظروف المنتجة للفنان وآلياته اللغوية. كل لهجة لها أصالتها ,إذن.

أما الذي يمكن أن أن يوصف بالأصالة حقا فهو المتلقي الذي يفك طلاسم القصيدة أو النثر المعنيين بغض النظر عن البقعة الجغرافية التي ولّدت الأديب ونتاجه.
أمّا ما يتردد من أن اللغة كائن يتطور وينحط , فهو كلام فيه كلام وأجده ماسخا لما فيه من مغالطة: اللغة ظاهلرة حيوانية تنتشر وتنحسر لأسباب تتعلق بالحيوان نفسه وليس بالظاهرة المتعلقة به. وقصدت أن لا أقول إنسانية لأن الموضوع يتعلق بخيط أخر في هذا الموقع استعد للدخول فيه على مهل
.
المطرودة ملحوقة والصابرات روابح لو كان يجن قُمّاح
والبصيرةْ قُبِّال اليصر توَدِّيك للصاح
الخير محمد حسين
مشاركات: 469
اشترك في: الجمعة أكتوبر 06, 2006 2:15 am

مشاركة بواسطة الخير محمد حسين »

الأخ الأستاذ / عبد الماجد00 لك التحية ،وأسأل الله أن يمتعك بالصحة والعافية0
أحب أن أوضح لك بأن المفردات العربية التي أوردتها في حديثي الأخير ، لم أجمعها من المعاجم كما كان الحال في مقالاتي السابقة ، وإنما وجدت جميعها وبمعانيها في هوامش مؤلفات عربية مختلفة باعتبارها كلمات صعبة المعنى وغريبة على المتلقي العربي ، ولاحظت أن هذه الكلمات من صميم عاميتنا السودانية وأن الزول لا يحتاج في فهمها بطريقة ( الكلمة ومعناها) زي العرب الآخرين 0 وأتساءل : ألا يقرب هذا إلى حل السؤال القائم: من الأصل ومن الفرع؟0
أخوي عبد الماجد 00الحقائق تتوالى يوماً بعد يوم ، وما كانت تحسب نظرية صارت حقيقة 0 فنحن إن شئنا أو أبينا ، فإن عرب الجزيرة العربية هم فرع من عرب إفريقيا، وقد هاجروا إلى أماكنهم الحالية ضمن المجموعات البشرية التي هاجرت خارج موطنها الأصلي ( افريقيا) وذلك في الأزمنة الغابرة0ولا أظنك في حاجة لإشارتي لك إلى مقال الأخ/ قصي همرور عن النظرة الجينية للهوية السودانية:
مع تحياتي،،،

https://www.alsudani.info/index.php?type ... 10349&bk=1
الخير محمد حسين
مشاركات: 469
اشترك في: الجمعة أكتوبر 06, 2006 2:15 am

مشاركة بواسطة الخير محمد حسين »

ورد في مجلة الدراسات السودانية -ديسمبر1982 مقال للأستاذين / محمد مهدي محمد و زكريا علي أحمد عن اقتراض اللغة العربية من اللغات النوبية ، فالمقال لا يتحدث عن اقتراض الالفاظ وانما عن اقتراض التراكيب والصيغ وهو الأمر الذي لم يبحث فيه الدارسون كثيراً كما هو الحال في الألفاظ ، واليكم بعض نا جاء في المقال :
كان بين العربية والنوبية صراع طويل الأمد كانت الغلبة فيه للغة العربية ، فاندثرت لغة النوبيين من السودان الأوسط بكامله ، وانكمشت رقعتها فانزوت من ناحية من بيئتها بين الشلال الأول والرابع 0 وربما فر بعض الناطقين بها غرباً واحتموا بالجبال في جنوب اقليم كردفان طلباً للأمن 0
ولما كانت اللغة المتنقلة الى بيئة جديدة تاخذ شكلا يستمد بعض جذورها من لغات البيئة الجديدة التي صارعتها ، فقد انتقلت الى اللهجة العربية بعض الخصائص الصوتية من اللغة النوبية، فالخلاف الصوتي الذي تتميز بها اللهجات العربية المعاصرة في الأقطار العربية لا يمكن تفسيره على ضوء اختلاف لهجات القبائل العربية التي هاجرت الى هذه البيئات فحسب ، ذلك لان الاسانيد التاريخية تبرهن على ان بعض القبائل ذات اللهجة الواحدة قد توزعت بين معظم هذه البيئات ولم يكن من المالوف –كما يذهب بعض الدارسين – أن تختص كل قبيلة بقطر من الأقطار 0
ومن آثار هذا الصراع ونتائجه ايضا أن اقترضت العربية في السودان من اللغة النوبية مفرداتها الحالية المرتبطة بالزراعة وأدواتهاوأسماء نباتها وغلاتها وشجرها الذي لم يكن لنازلة ضفاف النيل من أبناء الجزيرة العربية مدرها ووبرها بها عهد 0 وهذ ما يعرف عند الدارسين باقتراض الالفاظ وهوامر لم تنج منه لغة ما لانه وليد الحاجة 0 ومن امثلة الكلمات النوبية المقترضة Loan words في اللهجة العربية السودانية : المريق ،المقاد ، الاشميق ، البرتمودة ، الدوكة ، المترة ، الاسكاق ، التقند والالس 00000الخ0وبعض هذه الكلمات تحمل ميسم تعريبها وهو اضافة اللاحقة ( آق ) Suffix eg
ونحن نضرب صفحاً عن اقتراض الالفاظ ، مكتفين بالامثلة القليلة التي سقناها لنقدم نوعا آخرا من الاقتراض يتعلق بالتراكيب والصيغ وهو أمر لم يتعرض له الدارسون المنشغلون باللغة النوبية فيما نعلم 0
والامثلة التي نقدمها هنا مستقاة كلها من من لغات المجموعة النوبية وهي النوبيين Nubin أو لغة المحس / الفادجا كما يسميها نفر آخر من الدارسين ، ولتوضيح الصلة بين النوبيين وأخواتها ، نقدم هنا شجرة ال المجموعة النوبية كما وضعها رولاند استيفن(راجع اللغة النوبية والحضارات القديمة)
وترتبط لغة المحس الفاديجا Nubin بصلات قربى وشيجة مع الكنزية الدنقلاوية Oshker على نحو يحملنا على الاعتقاد بأن الصيغ المستعارة من النوبيين Nubin في العربية السودانية تقابلها مثيلاتها في الكنزية الدنقلاوية حتى ولو تباينت المفردات الموظفة في كل من اللغتين في اداء هذه التراكيب والمعاني ، الا اننا نرجئ البحث في هذه المسالة الى حين تناولها في دراسة اخرى منفصلة في المقايسة النحوية للغات النوبية 0

*في الحال ( المضارع)
الامثلة :
1- قاعد = آق
تستخدم اللغة النوبية الفعل (آق-ag ) للجلوس، وهو يتصرف تصرفا كاملا تبعا للازمنة المختلفة ووضع الفاعل معه مفردا كان او جمعا ، وتبعا للضمير من متكلم او مخاطب او غائب ، او فردا كان او جمعا ايضاً 0( يستخدم (آق) في النوبية كفعل مساعد مع فعل آخر ماضيا كان اوحاضرا بغرض صياغة الماضي المستمر والحاضر المستمر) ان صياغة مثل هذه الجمل تكون في النوبية على النحو التالي :
الاسم او الضمير +الفعل المساعد (آق) +الفعل
وقد انتقلت هذا التركيب الى اللهجة العربية السودانية التي اخذت تستخدم الفعل المساعد (آق –ag )مترجماً الى (قاعد ) في تراكيبها0 ويمكننا توظيف اللهجة العربية السودانية للفعل المساد على النحو التالي:-
الاسم او الضمير + الفعل المساعد (قاعد )+ الفعل
الامثلة :
الولد/هو قاعد ياكل
البنت/هي قاعدة تاكل
انا قاعد آكل
انتو قاعد+ين تاكلو
هم قاعد+ين ياكلو
هن قاعد+ات ياكلن

*في الماضي
الولد /هو كان قاعد يشرب
البنت/هي كان+ت قاعد+ة تشرب
(وهكذا بقية الضمائر)
هذا وقد تولدت من هذه الاستعارة للفعل المساعد في اللغة النوبية عبارات مربكة الدلالة في اللهجة العربية السودانية لا تستقيم للمنطق العام نحو:-
1/قاعد يصلي بالناس ( فهي لا تعني انه يصلي بالناس قاعدا ، بل انه يصلي بالناس اماما فحسب0
2/قاعد يلعب كورة ، كذلك لا يعني انه يلعب جالساً0

يذكر الكاتبان كثيراً من الصيغ النوبية التي انتقلت الى العامية السودانية منها :
( أ)عاد=wida
1/ عاد حنسوي شنو؟
Wida minna ha –awru?
2/ شنو حنسوي عاد؟
Minna ha-awru wida?
3/شنو عاد حنسوي؟
Minna wid ha_awru?

(ب) ساكت
قاعد يتكلم ساكت ( السكوت والكلام ضدان لا يجتمعان والمقصود انه يتكلم دون هدف)

(ج)ناس
يقول الشاعر الحاردلو :
الزول الصباه فات الكبار والقدرو
كان شافوه ناس عبد الله كانو يعذرو
وليس ناس عبد الله هو سوى اخيه عبد الله الذي يخاطبهالشاعر في شعر ينسب اليه :
يا عبد الله اخوي السيسبان مانوس
وفي ضل الرهين راتعات معيز ام روس
ال في عينو حمره وفي ايديه فلوس
أكان ختاها الملم ما اظنه يلقى عروس

وفي اغنية شعبية :
يا حليل ناس آمنه وقت الليل يجن
فليس حنين الشاعر حين يدلهم الليل الى اهل حبيبته آمنه ، انما حنينه اليها وحدها0
تجد في النوبية مثلاً :
احمد تو= ناس احمد
عبد الله قو= ناس عبد الله

(د) ما
ما اكلت : بمعنى قد اكلت
ما شربت: بمعنى شربت
(ما ) للحض في الجمل الدالة على الامر:-
ما تاكل : بمعنى : كل
ما تشرب : بمعنى اشرب
(هـ) واحد( جمع ) we ku (pl)
في سلائق اللغة النوبية اضافة اللاحقة الدالة على الجمع الى واحد : واحد+ين -we +ku
وقد روى صاحب اللسان تثنية ( احد) وانشد عن ابن الاعرابي :
فلما التقينا واحدين علوته**بذي الكف اني للحماة ضروب
كما ورد جمعه على حد المذكر السالم في قول الكميت :
فقد رجعوا كحي واحدينا
اما في اللهجة السودانية ( وكذلك في النوبية ) لا توجد تثنية للواحد بل الجمع فقط :
1/واحدين ماشين المدرسة
2/شفنا واحدين ماشين
3/جينا مع واحدين من حلتكم

(و) قايل=Igedagi
تعبر اللغة النوبية عن معاني الظن والحدس والتوهم والاعتقاد ب(القول) فهي لا تعبر عن هذه المعاني الا على هذا النحو0ونحسب ان هذه التراكيب قد انتقلت الى اللهجة العربية السودانية من اصولها النوبية فاستقرت فيها حتى اوشكت ان تطغى على ما عداها ، فليس من المالوف في عربية اهل السودان استخدام اسماء الفاعلين من ( ظن ) أو ( توهم ) وما اليها من افعال دالة على مقاصدهما ، اذ يفرون منها كلها الى استخدام ( قايل ) للدلالة على مثل هذه المعاني اقتراضاً لأساليب اللغة النوبية0
انتهى المصدر0
مع تحياتي،،،
الخير محمد حسين
مشاركات: 469
اشترك في: الجمعة أكتوبر 06, 2006 2:15 am

مشاركة بواسطة الخير محمد حسين »

[u] لتعميم الفائدة إليكم تعليقات المختصين من علمائنا الأجلاء وغيرهم ممن سأورد تعليقلتهم لاحقاً ، علماً بأن التعليقات وردت في الأعداد التالية للعدد المذكور من مجلة الدراسات السودانية:-[/u]
(1) تعليق المرحوم/ البرفسور/عبد الله الطيب عن المقال السابق:
عزيزي د/ عبد الله علي ابراهيم
تحياتي – اشكر لك ارسالك المقال الحسن على ملامح التراكيب والصيغ الخ 0000000
والملاحظات فيه ذات بال ، ولكنها لا تثبت كل الثبات مسألة التأثر بالنوبية 0 فكلمة (ساكت ) تصلح لأن تكون عبار مساعدة ، والعرب تكثر من الافعال المساعدة وما يشتق منها :-
مثلا : قعد ( بمعنى صار )
أرهف 000000حتى قعدت كأنها حربة
قاعد ساكت ( أي صار ذا سكون ) 0قاعد يتكلم ساكت ، ( ساكت ) تابعة لـ ( قاعد ) لا لـ (يتكلم ) ، وعليه فلا تناقض 0
وناس فلان –عربية وقد استعملت العرب ( نويس ) تصغير ناس 0الذي أرجححه أن النوبية تأثرت بالعربية 0 وكنت مرة أسأل عن معنى بت تمودة ولا شك أن تمودة لها صلة بالتمد أي الماء والبت والبنت كأن ذلك محرف من (بث) أي تمر مفرق جاف ليس برطب –في رسالة الغفران :
وحوّ أرى ببث
أو بتمر جاف مفرق
وصيرورة الثاء تاء في دارجتنا أمر معروف 0
والفرق بين البركاوي وبت مودة أن بت مودة تقطس في الماء – فهذا اللفظ الذي ربما ظنه المرء اول الامر نوبيا –وانما هو عربي وهلم جرا0
خالص تحياتي0
انتهى المصدر0
--------------------------
(2) تعليق البرفسور/الأمين أبو منقة محمد عن المقال السابق :
في المقال الذي نحن بصدد التعليق عليه يتعرض الكاتبان الى بعض ملامح التراكيب والصيغ النوبية في اللهجة العربية السودانية باعتبار انها امر لم يتعرض له الدارسون والمشتغلون باللغة النوبية ، وفيما اعلم ان الدرارسين لم يتعرضوا حتى لعملية اقتراض الالفاظ والكلمات الافريقية في اللغة العربية بصفة عامة ، ناهيك عن التلراكيب والصيغ (1) 0 فكل الدراسات في مجال الاحتكاك اللغوي المتعلق باللغة العربية تركز اهتمامها على اثر هذه اللغة على اللغات الافريقية وليس العكس 0 فمن هنا يتضح ثراء وخصوبة هذا الحقل من البحث الذي قام باكتشافه كل من الكاتبين د/محمد مهدي أحمد و د/زكريا علي احمد 0
في البحث الذي بين يدينا يكاد كل مثال ورد فيه أن يكون موضوع مقال متكامل قائم بذاته 0فلذلك رأيت في تعليقي هنا ان احصر نفسي في المثال الاول فقط ، أي في عبارة ( قاعد ) التي تقوم مقام السابق prefix – ag المأخوذ من الفعل النوبي a gir بمعنى يجلس أو يكون موجوداً ، وتوظيفها نحويا للتعبير عن الاستمرارية 0
تعرف عملية توظيف الكلمات والالفاظ لمهام نحوية حسب الدراسة التي قام بها بروفسور/بيراند هايني و د/مشتيلد ري ( 1984) ب Grammaticalization يلي ذلك عملية اعادة تحليل هذه الكلمات داخل اللغة ( re –analysis ) على ضوء وظائفها النحوية الجديدة ، اذ لابد في هذه الحالة ان تنحرف هذه الكلمات بدرجات متفاوتة عن معانيها القاموسية ، ويمكن ملاحظة وجود هذه الظاهرة في عدد من اللغات الافريقية ، وخاصة فيما يتعلق باستعمال عبارة ( يجلس ) أو يكون موجودا ( be there ) للتعبير عن الاستمرارية أو الحالة المستمرة ( progressive aspect ) 0 ففي لغة كيرا ( لغة تشادية ) مثلا تقوم عبارة جالس بنفس الدور النحوي الذي تقوم به (قاعد) في اللغة النوبية ( عن لغة كير انظر كرين ابرت 1979 ) وكذلك أن الأداة النحوية للتعبير عن الاستمرارية في لغتي الفلفادي ( الفولانية ) والهوسا هي عبارة (يكون موجودا )
هو موجود O don
هو موجود يأكل ، أي في حالة أكل O don nyaama
الهوسا:
هو موجود
هو موجود يأكل ، أي في حالة أكل
ويجب ملاحظة أن فكرتي التواجد والجلوس تشتركان في الكثير من الخصائص الدلالية 0 فتواجد الشخص في مكان ما يفترض ان يكون فيه جالساً ، أي في وضع محايد بين الوقوف التبط بالمشي والرقاد المرتبط بالنوم 0 ففي اللغة السواحلية يعبر عن الجلوس والسكنى في مكان ما بنفس الكلمة 0 وهي كلمة ka كما في :
اجلس على الكرسي ninaka kitini
اسكن في المدينة ninaka mjini
نكتفي بهذا القدر فيما يخص فكرة توظيف كلمة ( آق ) النوبية كسابق للتعبير عن الاستمرارية في اللغة النوبية 0
أما ترجمة كلمة ( آق ) وكذلك بقية التعابير الواردة في هذا المقال واستعمالها نحويا في اللهجة العربية السودانية للتعبير عن الاستمرارية ايضا ، فهذه ظاهرة تعرف في الدراسات اللغوية الاجتماعية( sociolinguistics ) بالترجمة المقترضة ( Loan-translation) ، وهي أن تؤخذ الافكار من ( ثقافة ) لغة ما ويعبر عنها بكلمات لغة أخرى 0 فهي أشبه ما تكون بالترجمة الحرفية 0والاتجاه السائد في معظم الحالات هو أن يفكر الانسان بلغته الاولى ( لغة أم )ويضع أفكاره في قوالب لغوية من اللغة الثانية 0 ولا يحدث العكس الا في الحالات النادرة والخاصة جدا 0 لأنه في المراحل الاولى لتعلم اللغة الثانية كثيرا ما يلجأ المتعلم الى عملية ترجمة الافكار من لغته التي يجيدها الى اللغة التي يسعى لتعلمها 0وبهذه الطريقة ينقل المتعلم تراكيب سليمة من لغته الاولى الى اللغة الثانية ويحدث ألا تستقيم بعض هذه التراكيب في قواعد اللغة الثانية 0فعليه يمكن أن نسمع عبارة ( قاعد يتكلم ساكت )نقلاً عن النوبية 0
(بسمع جوع) = جائع نقلا عن الفولانية ( mi nanai weolo ) أو السواحلية ( ninasikia njaa )
فعليه يمكن القول بأن اللهجة العربية السودانية التي نتحدثها اليوم قد نشأت وربما تطورت في بالد النوبة 0 فالسؤال الهام : كيف حدث أن انتشرت هذه اللهجة وعمت جميع أواسط السودان ووصلت بقاعا لم تطوها قدم نوبي ؟؟
الدراسة التي بين يدينا تفتح آفاقاً واسعة ، ليس فقط لعالم اللسانيات المهتم بقضايا نشأة وتطور اللهجة العربية السودانية ، بل للمؤرخ المهتم بموضوع دخول وانتشار العرب انفسهم في السودان 0 وهذا ما لم يذكره الكاتبان في مقالهما القيم للغاية 0
انتهى المصدر0

(1) للأخ/ المحسي بحث في اقتراض الالفاظ والكلمات النوبية في العامية السودنية ، تجده في موقعي سودانيات وسودانيزأون لاين0

**اواصل 000
آخر تعديل بواسطة الخير محمد حسين في السبت سبتمبر 29, 2007 3:44 pm، تم التعديل مرة واحدة.
أضف رد جديد