======================================
[/quote]الأعزاء والعزيزات، أعود لكم والشوق بملأني، ولطالما إفتقدت وجودي بينكما، وأعود لكم، بقراءة خاصة لإصدارة اليونسكو "كتاب في جريدة" والتي صدرت اليود 1/6/2005م بعنوان مختارات من الشعر السوداني إعداد مجذوب العيدروس رسوم د.أحمد إبراهيم عبدالعال، ولا أنكر أن قراءتي هذه قد تشوبها الإنطباعية، ولهذا لن أدخلها دائرة النقد الأدبي، الذي أقر بأنه "شعر ما عندي ليهو رقبة".
فقد إنتظرت ولفترة طويلة صدور "مختارات الشعر السوداني" ضمن سلسلة كتاب في جريدة، الذي تشرف على إنتاجه اليونسكو، وينبع إنتظاري له من معرفتي لإهتمام كثير من قبيلة المثقفين العرب بما تحتويه هذه الكتب من مادة تسلط الضوء على تجارب أدبية مختلفة، ولكن أتى كتاب "يونيو 2005م، والمخصص لمختارات من الشعر السوداني، مخيباً للآمال، وخاصة أن إختيار الأستاذ مجذوب العيدروس كان قد رفع سقف توقعاتي إلى حدود السماء.
فمن الواضح أن عملية الإختيار لم تعتمد أي منهجية محددة، الأمر الذي سيربك أي دارس لمسيرة - الشعر السوداني –ولا أود أن أقول تطوره رغم قناعتي بهذا بحدوثه.
وسأضع بين أيدي بعض الذين سيتعذر عليهم الحصول على نسخة منه، عناوين وأسماء الشعراء "النماذج"، وقد إفتتح الكتاب بمقدمة إعترف المعد (الأستاذ عيدروس)، بصعوبة مهمة تقديم مختارات من الشعر العربي في السودان، لاحظوا عبارة العربي هذه مع أن عنوان الكتاب تحدث عن الشعر السوداني، ولإزالة هذه الربكة، كان لابد من تغيير عنوان الكتاب ليصبح "مختارات من الشعر العربي السوداني"، وبالتالي يمكن إخراج هذه المختارات من دائرة التعالي الثقافي، حيث مفهوم ضمنا أن هذه السلسلة مخصصة للقاريء العربي.
أتي الكتاب في 31 صفحة بحجم صفحات الجرائد الصغيرة، (حجم صفحات الجرائد الرياضية)، وأعتقد أنها كانت مساحة كافية جداً لتسليط الضوء على الشعر العربي السوداني، لو أستغلت بشكل أفضل، ولو عمل الأستاذ عيدروس، على أسس منهجية في إختيار النصوص النموذج، وكذلك لو سعى لعمل جماعي يستقطب له بعض زملائه وأصدقائه، حتى يبعد الأمر عن المزاجية الخاصة، والتي من الواضح انها قد حكمت هذه الإختيارات وبلا شك أن هذا العمل الجماعي كان يمكن أن يمثل بديلا للمؤسسة الرسمية الغائبة أو المغيبة.
وإليكم الأسماء وعدد النصوص المنشورة:
الشاعر محمد أحمد المحجوب 3 نصوص (السودان الشاعر/النغم المبهم/ذكراك) صفحة 5
الشاعر التيجاني يوسف بشير نص واحد (الصوفي المعذب) صفحة 6
الشاعر عبدالقادر الكتيابي نص واحد (الفراش) صفحة 7
الشاعر محمد نجيب محمد علي نصين (أناشيد المدينة الهاربة/الجمال النائم) صفحة 8
الشاعر عبدالله الشيخ البشير نص واحد (تقرير عن الشنفري وبني غبراء وسيل العرم) صفحة 9
الشاعر صلاح أحمد إبراهيم نص واحد (علي المك ومدينته) صفحة 10/11/12
الشاعر محمد عثمان كجراي نص واحد (في مهرجان الكلام الفصيح) 13
الشاعر محمد عبدالقادر سبيل* 3 نصوص (قوس/البرج/شيخ الربيع) 14
الشاعر مصطفى سند نص واحد (مقاطع إستوائية) 15
الشاعر محي الدين فارس 3 نصوص (أغنية نوبية/الطفلة الحالمة/المرسى وإيقاعات المماشي) صفحة 16
الشاعر تاج السر الحسن نص واحد (المستنقع) صفحة 17
الشاعر عبدالله شابو نص واحد (حجر) صفحة 18
الشاعرة نجلاء عثمان التوم نص واحد (حكايات صغيرة) صفحة 18
الشاعر كمال الجزولي نص واحد (سلاماً سلاماً، وداعاً وداعاً) صفحة 19
الشاعر علي عبدالقيوم نص واحد (من ترى أنطق الحجر؟) صفحة 20
الشاعر عبدالله محمد عمر البنا نص واحد (تحية العام الهجري 1339هـ) صفحة 21
الشاعر عالم عباس نص واحد (ماريا وأمبوي) صفحة 22/23/24
الشاعر محجوب كبلو نص واحد (ألواح الرعي) صفحة 25
الشاعر خالد فتح الرحمن نص واحد (غير هذا الصهيل...لك) صفحة 25
الشاعر بابكر الوسيلة سر الختم نص واحد (ورقة) صفحة 26
الشاعر الياس فتح الرحمن نصين (لا أحد يسعف الخيل/بلدي لك الاسئلة) صفحة 26
الشاعر محمد سعيد العباسي نص واحد (عهد جيرون) صفحة 27
الشاعر محمد محيي الدين نص واحد (أعلقها على صهوة البرق) صفحة 28
الشاعر محمد المكي إبراهيم نص واحد (بعض الرحيق أنا والبرتقالة أنت) صفحة 29
الشاعر محمد عبدالحي نص واحد (البحر) صفحة 30
الشاعر جيلي عبدالرحمن نص واحد (الجواد والسيف المكسور) صفحة 31
يلاحظ غياب تاريخ كتاب النص من كل القصائد المنشورة ماعدا في قصيدة المستنقع للشاعر تاج السر الحسن.
تجاوزت هذه المختارات مجموعة من الشعراء/القصائد ومن أجيال مختلفة تمثل محطات هامة وأساسية في تاريخ النص الشعري السوداني المكتوب باللغة العربية.
فإن وجدنا للعيدروس العذر، في إسقاطه لشعراء العامية، رغم قناعتي أن مثل هذه المناسبات كان يجب أن تستغل في تعريف الآخر بتمايزنا، ومن يستطع ان يتجاوز "الأبنودي/نجم) في قائمة الشعر، ولكن من أين نجد له العذر في إسقاط شعر المرأة السودانية، والتي لخص تجربة المرأة شاعرة في نص يتيم للأخت نجلاء عثمان التوم، ورغم إيماني بموهبتها وعذوبة نصها إلا أنها لا تمثل كل التجربة الشعرية للمرأة السودانية.
بل ما أبكيه هنا هو الفرصة الضائعة التي أهدرها الأستاذ مجذوب عيدروس، الفرصة التي كانت تكفي لإضاءة شمعة في ظلام تعريف القاريء العربي بإبداعنا الشعري، فقد تعمدت أن أرصد عدد الصفحات والأعمال التي نشرت لكل مبدع قدم كنموذج، ولتأكيد أن هناك مساحات كانت كافية لزيادة العينة الإبداعية