إلى الخاتم عدلان في وطن العُلا

Forum Démocratique
- Democratic Forum
أضف رد جديد
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

إلى الخاتم عدلان في وطن العُلا

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »


إلى الخاتم عدلان في موطن العُلا

إليك السلام
إليكَ يا شربة عطش الأحبة .

هبط الخاطر على ذهني ، تلونت أجنحته ببريق شيطاني ، وقال نَضِد بنانك لتكتب له لتطرد غولاً جديداً وقف عند تقاطعات الدنيا . نظر شرقه والغرب . هذا الشمال أم ذاك الجنوب ؟. اختار جسداً تكسرت في كل بقُعة منه ضربة رمح وطعنة سيف سياسي قُح . تخيرك أنت سيدي ولجبينك أن يُدهِنه الندى . ربما يقول لك شاب في عنفوان الصبا وقد لبس لَبوس المجد :
( لمجدك كل القداسة ، كؤوس ينابيعها وبكاء أحبائها )
لن نتخير لك من شجرة القداسة وحدها . عندما نقلب كتاب العُمر ، تُورِق من بين صفحاته زهرة ، أكمامها حالمة . وجهها أنضر من زهرة أنثى حين يلُفها( سولفان ) الزفاف . تَمجد خَاتَم البابوية وهو يُنـزَع من إصبع يوحنا بولس الثاني ، فكيف بخاتمنا وتراثه الإنساني ؟ . إنك شُعبة خيٍر أرادت محبة الفقراء في وطننا . تخيرت الدرب الأقرب ، ولقيت العنت عند كل مُنعطف .
لدُنيا الأحبة أن تلقى ( الخاتم ) . لم يكن ملاكاً ولكن له من ريحانهم الكثير ، و له من دنيا الناس نفس صافية وعطر بهيج . يصحبُك مثل كل الناس زئبق يهبط بالقلق ويصعد بالشجاعة وهي صديقتك الودود. لن تُجمِلك البطولة سيدي وأنت قد انطلقت راكِباً سوابحها ، و وهجك إلى الريح هاجراً كل لذّات الدنيا وتخيرت الوَعِر من الدروب . كان الزاد دبيب الفِكرة في تلافيف الذهن ، و قُبة أعلى الكتفين كصومعة تقول لك أنا معك .
نحن و مع كل عصير العُمر الجميل ، وبأزهارنا التي نشأت في غيبتنا عنك .لم ترهم أنت وقد صاروا في مُقتبل الشباب ، كلهم ومعهم أمهم سيدة عمرنا الجميل ، قد آن أوان جرعة الحمض الحزين أن نتجرعها .

وفي ذكراه نقول :
كان الليل شراعاً دثر الدنيا ولم يقدر عليه ،وكان القمر بدراً يتلألأ ، يصادقه دوماً .كان الكون جميلاً في صحبته ، ودوداً هو في مُحياهُ ، وأنت ترمقه في منعطفات الدنيا .كان الوطن ولم يزل يزمّـله محبة ، ويدفن هو جسده فيه صبابة . اليوم لهدير الفواجع أن تعصف بالسمَع والبصر والفؤاد ، فقد غطست نخلة فارعة إلى بطن الأرض الولود ،وتركت عناقيدها لنا . آن للوطن أن يأتزر بقلائد الرحيل ، فجوف الموت أوسع من التمني .حق على موطننا موعد مع السير في الهجير حافياً ، رماله تلظت بعذاب الشموس تلتهب لتحترِق . زهراته انطوت . إنها انعطافة تنحر الأعناق وهي تنظر وتحلم بالشروق . حجر قاسٍ في موضع البطن لا يكفي لجوع المَراحِل الصعبة . أيها الكأس الحامِض ، عرفنا طعمك . لا تشبه الدواء أنت . تنهش في غير وقتك ، وتنـزع المُشتهى من الثمر .

وفي وداعه نقول :

خَتَمْ الحِجَة
مُنَاو تَتوَسَدُو فِجَة .
أَخُو المَبْرُوكة ...
صُرُو وِجيهَكْ
وأحزِم بَطنَ الجُوع السَافِرْ
بَرقَ الضَاويَة يِجْلِي خِديدَكْ .
شُوف عَسل العينين
كَيفِنْ لامِعْ
و كَيفِنْ ناقِعْ
ضَفّرَنُو دِميعَات ريدَك
أَحَي... بُكَا النايحات
وحَيّ فَلاحْ الجَارِّي جِسيدُو
لمَطْمُورة زَاد الجيعَانيِن .
بَكوكَ فَرحْ
فِرْحوكَ بِكا

عبدالله الشقليني
27/04/2005 م

كتبنا هذا المقال في سودانايل وسودانيات وسودانيز أونلاين ، عندما استحلبتنا المشاعر .سكرت مدامعنا بالدمع ، وكبر عمرنا حُزناً .
عبدالله الشقليني
14/06/2005 م
ايمان شقاق
مشاركات: 1027
اشترك في: الأحد مايو 08, 2005 8:09 pm

مشاركة بواسطة ايمان شقاق »

الاستاذ العزيز عبدالله الشقليني،
يا له من عالم، لا يتوقف حتى للحظات .. لنستوعب احزاننا!
ويا له من فقد.


مودتي
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »

عزيزتنا إيمان
بلا ألقاب كما تُحبين .

في مرسم الدنيا ، حين يعُج النظارة مندهشين ،
نجدك دوماً في الحضور ، وقلمك الآسر
يفتح بوابة من العُمر .
كان الخاتم يُكثر من الصحاب جميعهم يأخذهم
معه إلى التدفئة والعُشرة النبيلة .
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »

عزيزنا عبدالعاطي
تحية طيبة وكثير احترام

في صالة في النادي السوداني في أبوظبي
جلسنا جميعاً أكثر من مائة وخمسون قدموا على عجل .
تقاطروا من كافة مدن الإمارات لليلة الأربعين لرحيله.
سيدة عُمرنا الجميل كانت حاضرة معنا هذه المرة ،
وتذكرت مجلسنا في الزمن الغابر:
أنا وهي والراحل ، والرائع صلاح حسن ( وفيقه في وحدة الترجمة في
الشرق الأوسط ) ، ننـزع أنفسنا نزعاً من الزحام السياسي لنُفرِّج
عن أنفسنا ، صلاح يعزف العود ، وأنا أحاول الغناء ، وسيدة عمرنا
بالتصفيق والمتابعة ، تلحظ إشراقاً في عينيه ، لا يُحس بالرصد
الحثيث يترصده للإختطاف من الطريق إلى الداخلية .

قبل الهُجود نرحل معه في جماعة ، ثم نصحبه إلى الغرفة ،
ونجد الراحل كمال النقر ثم بشير ثم صلاح الآخر ...
ونقضي بعض التفاكر ، حديث شجي .

لو أنشأت حريقاً في الذاكرة لن تُطفيء
هذا الخاتم الألمعي ، ولن تنمحي نضارته
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »

عزيزنا عبد العاطـي
ود وكثير احترام

إلى وطننا :
نقطف لكَ سيدي من دفتر أشعار الدكتور مبارك بشير ( وهو وشخصي
وأنت وآخرين ممن يودهم الراحل ) حين كتب منذ عشرين عاماً مضت : ـ
نلتقيك اليوم يا وطني ..لقاء الأوفياء
قد تنادينا خِفافاً ..
كطيور الريح في جوف العتامير
يا أرض البطولات وميراث الحضارات..
نُغني اليوم عُرس الفداء
ها هنا ..يبتسم النهر القديم ...
لبعانخي ولتهراقا وللمهدي ..
لعلي عبد اللطيف..
لعبدالقادر الحَبوب ..للقرشي
لصمود العُرس في كرري ..
وللموت الفدائي العظيم ..
نذكر اليوم جميع الشهداء ..
كل من خطّ على التأريخ سطراً بالدماء ..
نذكر اليوم جميع الشرفاء ..
كل من صاح في وجه الظلم لا ..
نحن أبناؤكِ في الفرح الجميل ..
نحن أبناؤكِ في الحُزن النبيل ..
سنغني لك يا وطني كما غنى الخليل ..
مثلما غنت مهيرة ..
تُلهم الأجيال جيل بعد جيل
ونغني لحريق المَكِ في قلب الدخيل ..
للجسارة ..
حينما استشهد في مدفعه عبدالفضيل ..
نُكحِل اليوم مآقينا بمرواد الصلابة ..
وبإيمان كإيمان الصحابة
سوف نُفديك دواما..
ونناديك هُياما
فلتعِش حُراً أبياً في مهابة

عبدالله الشقليني
27/04/2005 م

و نكتُب في رحيل الخاتم : ـ
ينسكِب ماء حزينٌ من ابريقٍ خُرافيٍ
طعم لونه حمض كثيف ،
يَحفرْ على شفاه مهترئة .
بفقده تدلّتْ دمعة
تخثرت.. لؤلؤة في المآقي .
بِها يتَختَّم الخَدّ حين تنزلقْ .
مسمار حامٍ في وَجه وَجَعِي .
على مراياها المُلوَنة ،
أرى قُبة المَاضِي السَحيقْ .
المَـكّ ثُم الحريقْ .
وهج البطُولة وصلاة الوداع
على نورك الأبيض .
زفاف الموتِ عِندنا
جَسدَاً يلتَّف أبيضا ..
ناصِعاً كثلجٍ
في فمٍ مُفَلَّجْ الأسنان
قَوي السِنانْ
لؤلؤة أنتَ في خَدّ الوطن ،
بِها ذواكِرنا تَتَخَتَّمْ

عبدالله الشقليني
28/06/2005 م
صورة العضو الرمزية
عالية عوض الكريم
مشاركات: 358
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 5:50 pm

مشاركة بواسطة عالية عوض الكريم »


من لفقدك
والنيران تعصف بالمداخل..؟
من لفقدك
والنيران تعصف بالمخارج..؟
هل يا تري دري شعبك
مقدار قدرك
وبعيون المكيدة وهي تلهو ببهو الحلم
في هذا الصباح
ام مازال يتسكع.....!
لمن ارثيك
وكيف لي
وانا ما خرجت من مرثية الا لادلف اخره"
اقوي وافجع ...
عرّافة للحزن
نصبني الموت
و سيدة المراثي
لعيون الصحبه
والابطال
بكل المنافي
من يرثي من
وانا البلاد التي ضيعت رسمك
في سهولة من ينام
وانا البلاد التي فقدت عقلها
حين اردت ان تضمّد جرحها
في عِز الخصام
وانا البلاد التي ما عشقت
غير اللئام
وانا الفكرة التي طاش صوابها
حين حبلت بدربك
وانا الحزب الذي انفجرت بوجهك
حين تعثرت بحبك
وانا الابنة التي عشقتك
فادماها اليوم فراق قلبك
وانا الابن الذي لن تلون
صباحاتة رسمك
وانا الام التي أدمتها دموعك
حين ارتمت علي صدر فقدك
انا البحار
انا الجبال
انا الجوامع
انا الرمال
انا النيلين صباح السبت
تعانقا حزنا
وباحا الدمع نيلا
عندما اسريت هذا الصبح غيله


العزيز عبدالله

مساك الود

انه بعض من دمعي سكبته هنا عل الحزن يفيض فينبض رسمه

محبتي
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »

إلى عالية
وهي تجلسنا جميعاً في صدر مائدة الحُزن
الفخيم . الذواكر ترفرف حولنا ، تلافيف الذهن :
أزعم أن رسالتها بيننا ، وروحه الفكرية تحوم حولنا .
تُنبهنا عند المنعطفات .
بكلماتك غسلتِ بعض ما بنا ،
تمجد القلم بكلماته المنضدة .
سلمت يا أخت الزمن الجميل
أضف رد جديد