مانفستو ضد الرايخشتاغ وكافة القبائل الرعوية

Forum Démocratique
- Democratic Forum
عادل إبراهيم عبد الله
مشاركات: 230
اشترك في: الأربعاء يوليو 20, 2005 12:22 am
مكان: أم درمان

مانفستو ضد الرايخشتاغ وكافة القبائل الرعوية

مشاركة بواسطة عادل إبراهيم عبد الله »

مانفستو ضد الرايخشتاغ
وكافة القبائل الرعوية *
ـــــــــــــــــــــــــــــــ عثمان جمال الدين
(مهداة إلى الكريستاليين) .

مرهقون لا نزال ياحبيبي

تباعدت خطاي قبل أن أزف فيك قادراً وممكناً ،جناح عافية
مرهقون لا نزال ياحبيبي تحت قهوة التفتيت ،ومن يحصي الظمأ .
مرهقون كأنه اليقين عشقك العزيز ذاك يشجب الرئة .
لو يهزه الإعصار ؟ مرة هنا وينسج الأنفاس وهج فوضى .
لو يعود مثل ما إبتدأت عارماً كما الضحى الصباح
كأنه الحشا وجهرة السلام ضوئك ، آه .

مرهقون لا نزال ياحبيبي .
لا نزال ياحبيبي ..
تعطر النهار بالتراب ،نلعق الخنى صعود
نمد من أصابع البطون دونما خيار
نبتل بالبصاق كلما تباعدت موائد العرق .
نظل في _ الظل_حتى تبرح النجوم سافرة ،
مسافرة
إلى قتالها القديم بين الجرح والإحساس
حبيبي مرهقون لا نزال بالموت واللون والعبارة
والحراس والتفتيش والكتب المعارة
مرهقون بالشتاء والنساء والصيف والمطر المعطوب بالأصداف .
مرهقون بالحرفيين ولحم النمل المتعفن .
لا نزال :
ووطني ميراث بين ظهور الخيل ودبيب الترحال
(وما زلنا في ديباجات البهر اعمى نمتدح العقل )
حبيبي ،
ياكيمياء الحب والغرابة ،
مرهقون .


ـــــــــــــــ
* من إرشيف جريدة (الأيام) عدد الثلاثاء 15 مارس 1977م _صفحة ألوان الفن .
صورة العضو الرمزية
الوليد يوسف
مشاركات: 1854
اشترك في: الأربعاء مايو 11, 2005 12:25 am
مكان: برلين المانيا

مشاركة بواسطة الوليد يوسف »

أي جهد توفره اللغةٌ هنا ولمصلحة اي مِنْ الرؤي المحتشدهِ عبثاً في كرتها الكريستاليه المنحدره الي أسفل سكونها وطمأنينة الأرهاق المستكينه ؟


الأستاذ عادل ابراهيم عبد الله .......سلام

متيمُ أنا بهذه اللغه السبعينيةِ الرصينةِ والنزقه في آن واحد

وليد يوسف
السايقه واصله
صورة العضو الرمزية
ÍÇãÏ ÈÎíÊ ÇáÔÑíÝ
مشاركات: 186
اشترك في: الأحد إبريل 01, 2007 9:17 am

مشاركة بواسطة ÍÇãÏ ÈÎíÊ ÇáÔÑíÝ »

شكراً عادل على هذا البعث النبيل
عادل إبراهيم عبد الله
مشاركات: 230
اشترك في: الأربعاء يوليو 20, 2005 12:22 am
مكان: أم درمان

مشاركة بواسطة عادل إبراهيم عبد الله »

حذف للتكرار
آخر تعديل بواسطة عادل إبراهيم عبد الله في الأربعاء إبريل 18, 2007 4:55 pm، تم التعديل مرة واحدة.
عادل إبراهيم عبد الله
مشاركات: 230
اشترك في: الأربعاء يوليو 20, 2005 12:22 am
مكان: أم درمان

مشاركة بواسطة عادل إبراهيم عبد الله »

الأعزاء
الوليد يوسف

" متيَّمٌ أنا كذلك ،بذاك..الإشتعال .."
ولك الآتي مما توافر وتوفَّـر من جهد البلور ..

الحامد شريف
"ثاني إثنين إذ هما في سلتي "*
جيب من ..تلك الجهة وتعال .

*(أ.الصادق ،ع.شابو)
عادل إبراهيم عبد الله
مشاركات: 230
اشترك في: الأربعاء يوليو 20, 2005 12:22 am
مكان: أم درمان

الفاشست والبَلور ..نص شعري لنايلة الطيب

مشاركة بواسطة عادل إبراهيم عبد الله »

الفاشست والبَلور
ـــــــــــــــــــ نايلة الطيب

(((فرغت الفنانة التشكيلية نائلة الطيب من كتابة ديوانها الشعرى الأول المسمى (الفاشست والبلور)وتقول أنها بصدد طبعه إذا توفرت الأسباب.وننشر هنا قصيدة "الفاشست والبلور" والتي تحمل إسم الديوان.))) * .
ابدأ بسكر المرآيا ولا أحزان
بسطح النهر
سيدي... كان أزيز الشمس
لقيانا
ابدأ بسكر المرآيا ومايشبه الرمان
توسد حبيبي التذكار
وانا أرضى
توسد حبيبي المساء
هذا شأنه
القسم بالبلور
يوم جاء يبحث عنها
كان في يده صولجان وعنب
وزهر أحمر
الصبية حوله مبتسمين
لحظتها كان الزمن اغريقياً
وهناك على البعد وفي أعلى الرف
عرائس مولد آخر المرسلين
مواكب أحبار واطهار فريسين
زقة فرسان مكعبة مكعبلة
بقيادها المرسن
حشد مزامير .. تراث نبيين
الكل حضور وغياب
"ضحى رسول الله "ص" بكبشين
املحين اقرنين "
ذاك موسى يلقي عصاه للسحرة أجمعين
أنا شاعرة
وتلكم فجوة .. حبيبي...
يدهشني المسيح
أنا شاعرة
وذاك سكر ليل يحتلم الذكري
أنا شاعرة اسقي الكلمة بكفي
حبيبي .. نعود للذي كان هو
الزهر الاحمر والقريب
تعوي الطبول
تعوي الطبول وتجف
فالحنين عذراء القرية
جالسة صوبه "كاشفة" عن
ساق وفخذ سمين
صه
دوى حدسه المجنون
جئت اخبركم ماذا خلف التل؟
كنز من البلور
وشمس تسطع من البلور
وحين أفاق
كانت حوله أسطورة للتفاح
كانت تعبث باللغة ومراقي
التذكار
والصبية مازالوا هناك مبتسمين
وبقايا رؤى الحدس ..تتجمد
في عينيها الواسعتين
وأنا أرضى
(ماجئت لانقض الناموس)
ولكن على مشارف مدائني الغرقى
باركت حجافل الفاشست وسدنة
التاريخ
على مشارف مدائني الغرقى
بادلته الأحلام
بعض شرائح وقبس من الكلمة
قسماً بالبلور مرة أخرى
يوم جاء يبحث عنها
كان في يده صولجان .. وأيضاً
غيب
ولا أذكر ماذا أيضاً
لحظتها كان الزمان فرنسياً
الذي يعرف مكانها
مسيح أحمر
احضر غدا سيدي
اخلط عود من الصندل
وعود من الذهب
وقليل من السكر
بلل به شفتاك
نادي على المطر
يتساقط قدر من البلور
اقسم بالبلور وشفتاها
وبالطوفان العظيم
ربما العصر الجليدي
لايهم هذا
فالسفينة توشك على الابحار
ونوح هذا في مقدمتها
انفه مبلل
يراقب إله يغرق إنسان
وينجي حيوان
المفارقة معه في السفينة
قسما بالبلور مرة أخرى
(يأتي المدينة في كل صباح
مسيح)
وأنا خلف الزجاج
ارقب مسيحي الذي (لما ياتي من
بعدي)
كان يترنح في الأزقة
وينفجر الدم القاني
من يديه وأطرافه الأخرى..
حدثني عن الخطيئة..
كرهته
بشرني بأرض الميعاد
قبلته
فزعت الي النافذة..
جزعت .. يداي وقدماي
تفجرتا دماً قانياً..
الخلاص كان في الوصايا
الجديدة
شرخ غائر في السماء
منه تتدافع اسراب حمائم بيضاء
كيفما اتفق. عيونها خزف ازرق
وفي منطقة وسطى بين السماء
والارض..
نهر شفيف
عنده تتلاشى اسراب الحمائم
البيضاء
ويقى الخرز الازرق..
ــــــــــــــ
*جريدة الأيام _8/2/1976م.صفحة ألوان الفن .
إبراهيم الجريفاوي
مشاركات: 503
اشترك في: الأربعاء مايو 25, 2005 3:31 pm

مشاركة بواسطة إبراهيم الجريفاوي »

مساء الكريستال ياعادل ...

ياخ والله انا أول مرة أشوف لي نص شعري لي نايلة الطيب ،
مع إنو سمعت بسيرتها الف مرة ، فتشكر علي" الرايخشتاغ "
" الرايخشتاغ "
ده إنجليزي ده يامُرسي !؟
الرايخشتاغ دي كلمة يعني في القاموس ؟
ولا علي شاكلة الطفابيع والكعبوريين وكده ، اللهم ذدنا علماً بعد شعر...

لكن نص نايلة فنان ، حي ، نابض، فيه خيالات شاعرة وتصاوير بديعة

شرخ غائر في السماء
منه تتدافع اسراب حمائم بيضاء
كيفما اتفق. عيونها خزف ازرق
وفي منطقة وسطى بين السماء
والارض..


في كل مرة تذداد حيرتي الشديدة ، بتعلقك الشديد بالأرشيف
والحداثة السبعينية وباحوالها وناسها ، مع إنو موبايلك ملتيميديا !

كانت فترة مُشرقة ولكن ..؟
آخر تعديل بواسطة إبراهيم الجريفاوي في الجمعة إبريل 20, 2007 3:30 pm، تم التعديل مرة واحدة.
صورة العضو الرمزية
الوليد يوسف
مشاركات: 1854
اشترك في: الأربعاء مايو 11, 2005 12:25 am
مكان: برلين المانيا

مشاركة بواسطة الوليد يوسف »

أبراهيم يا جريفاوي الرايخشتاغ هنا مقصود بها علي ما أعتقد الرايخستاغ (Reichstag) وكلمة (رايخ) باللغه الألمانيه تعني أمبراطوريه وكلمة ( تاغ )(Tag) تعني مجلس والمقصود بكلمة الرايخستاغ بالتحديد هو البرلمان كما كان في تصور أول دوله موحده فيما عرف لاحقاً بدولة المانيا الأتحاديه وهو برلمان (بروسيا) والي يومنا هذا يطلق هذا الأسم علي مبني البرلمان الألماني الكائن في مدينة برلين بالرغم من أن أسم المجلس التشريعي المنصوص عليه في الدستور الألماني هو(Bundestag) اي البرلمان الأتحادي.وأظن أن المشار اليه بهذه العباره هنا هو الرايخ الثالث الألماني تحت قيادة الزعيم النازي (أدولف هتلر) في اشاره الي الفكر الدوغمائي التوتالتاري والله اعلم يا مرسي .أما القبائل الرعويه أتخايل لي ما دايره ليها شرح وكلك نظر .


وليد يوسف
السايقه واصله
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

القبائل الرعوية؟

مشاركة بواسطة حسن موسى »

الوليد و الصحاب
" القبائل الرعوية " دايرة شرح ، و شرح كتير كمان.
لو في زول في الخرطوم ممكن يمشي يسأل نايلة الطيب و لاّ محمد شداد و لاّ صلاح حسن عبدالله أكيد حيلقى عندهم شرح يطول.و كان غلبتكم حيلة أمهلوني شوية عشان وثائقي مفرّقة بين الأضابير.
سلام
إبراهيم الجريفاوي
مشاركات: 503
اشترك في: الأربعاء مايو 25, 2005 3:31 pm

مشاركة بواسطة إبراهيم الجريفاوي »

يعني "القبائل الرعوية" ديل ما البقارة ولا المهيداب والكبابيش ولا الشُكرية ولا الطيب محمد الطيب؟
.
ممهول ياحسن ، حتي تشرح وفي إنتظار شمل الأضابير والإتصال بشداد ونايلة أوربما صلاح !
عادل إبراهيم عبد الله
مشاركات: 230
اشترك في: الأربعاء يوليو 20, 2005 12:22 am
مكان: أم درمان

مشاركة بواسطة عادل إبراهيم عبد الله »

الاعزاء
إبراهيم الجريفاوي
الوليد يوسف
د.حسن موسى

بعد الشكر الحميم وحتى لملمة الأضابير وإلتقاء الشمل مع نائلة أو شداد (طبعاً أ.صلاح حسن عضو بالمنبر) وكبداية ماسيأتي
لكم إفادة د.النور حمد عن "ريادة شداد" والمدرسة الكريستالية نقلاً عن سودانيز أون لاين ..
ريادة شداد:

بدأ محمد حامد شداد أعماله التي كنا نراها غرائبية، في استوديو التلوين الذي ضم تلك الدفعة الكثيرة الحيوية. عدنا مرة من الدور الثاني في سينما غرب، وكنا جائعين جدا. فقد غشينا الكشك الواقع في ركن مصلحة السجون عند ناصية المربوع الثاني، شرقي المعهد، ولكنا وجدناه قد أغلق. ولأمر ما غشينا أستوديو التلوين، قبل أن نعود لداخليات الـ إس تي إس. وأذكر أن المجموعة قد كانت مكونة من حسن موسى، ومحمود عمر، وشخصي، وربما آدم الصافي. حين دخلنا الأستوديو، وجدنا رغيفة مربوطة إلى لوحة خشبية، ومعلقة على الحائط وسط اللوحات. وأذكر أن في تلك اللوحة عناصر أخرى غير قطعة تلك الرغيفة. وعرفنا من طبيعة معرلافتنا ببعضا بعضا، أنها واحدة من أعمال شداد الفنية. قام حسن موسى بنزع الرغيفة من اللوحة الخشبية، فتقاسمناها، والتهمناها. في الصباح جاء شداد ووجد أن رغيفته قد اختفت. فأخبره حسن موسى بقصة الليلة البارحة. وافتعل شداد مشهدا مسرحيا، تقمص فيه حالة فنانٍ أُتلف له عمل فني مهم، بواسطة قوم من الهمج. وأخذ يردد، وهو يلوح بذراعه في الهواء: (عالم ما بتقدر الفن)، وكان يبتسم من طرف فمه. فرد عليه حسن موسى: (يا شداد، الفن للحياة)!

لم أحك هذه القصة على سبيل النكتة فقط، وإنما أيضا لأدلل على أننا لم نكن نأخذ بعض الأمور التي كان يأتي بها شداد مأخذ الجد. الشاهد أن شداد قد كان الوحيد ذي الأصل الخرطومي، بيننا في استوديو التلوين. كما كان الوحيد بيننا الذي جاء من أسرة ميسورة الحال. كان شداد يسافر إلى أوروبا، وكان اتصاله بالتطورات الجارية في ساحة الفن في أوروبا حارا. أما نحن فقد كنا نقرأ ما يمكن أن أسميه، تاريخ حقب سالفة. وأظن أننا لم نتعد في دراستنا في تاريخ الفنون، في تلك المرحلة، التكعيبية، والسريالية والوحشية. وكلها من مدارس النصف الأول من القرن العشرين. ورغم أن كبار رواد تلك المدارس الفنية كانوا، وقتها، لا يزالون حيين ـ فبيكاسو كان لا يزال حيا حتى قبل عام من تخرجنا. فهو قد توفي في عام 1973. و سلفادور دالي، قد كان حيا، حينها، ولكن هنري ماتيس، توفي في عام 1954 ـ إلا أن حركة الفنون في أوروبا كانت قد تجاتوزت كثيرا ما كان مدونا في الكتب الموجودة في مكتبة الفنون. كما أن في أمريكا، لم تكن مشمولة في المنهج، آنذاك. ما كنا ندرسه كان في عمومه محصورا في النصف الأول من القرن العشرين. لم تكن هناك متابعة حية، من طاقم التدريس، في الكلية، لحركة الفنون الحية، في العالم. ولذلك، فقد انحصرت خبرتنا بالفن الغربي المعاصر، فيما كان موجودا في كتب المكتبة، التي ظلت في الرفوف منذ عشرات السنين. ولا أذكر إطلاقا أننا اطلعنا على أي مجلة دورية متخصصة في الفنون، طيلة فترة دراستنا في الكلية. وأشك كثيرا في أن الكلية قد كانت مشتركة في أي مجلة دورية متخصصة في الفنون، عربية كانت أم أروبية!

أقام شداد معرضا في حجرة تاريخ الفنون، وقد كان عبارة عن أشياء متنوعة. اذكر منها مقعد مرحاض قديم، وخضروات وفواكه، ولحم، شغلت معظم حجرة تدريس تاريخ الفنون. وقد كانت الحجرة في لحظة الإفتتاح مظلمة. وقد أدخل شداد بعض الذين تجمعوا للإقتاح إلى داخل الحجرة المظلمة، وكانت هناك موسيقى غربية، لا أذكر الآن نوعها. وأخذ شداد يطوف بالزوار على ضوء بطارية من جزء إلى جزء, ثم فتح المعرض بشكل عام، وأضيئت الإضاءة. كنا مندهشين، وكان بعض الأساتذة محرجين. وقد كنا أيضا لا نظن أن شداد جاد فيما صنع، وأن الأمر لا يعدو كونه مجرد مزحة، وطرافة.

حين جاء معرض التخرج، أتى شداد بصفائح قديمة، مما يستعمله عمال البناء في نقل الخرسانة، وكانت حوافها العليا قد أخذت تلتف على نفسها. قام شداد بلحام تلك الصفائح على لوحة كبيرة من الصاج، ثم علقها على الحائط، فأصبحت تشبه (أبراج الحمام). جرى تعليق هذه اللوحة ضمن مشروع التخرج، خارج الأستوديو. أما في داخب الأستوديو فقد أتي شداد بأكياس نايلون، وملآها بماء ملون بألوان مختلفة، ووضعها بطريقة معينة في إحد أركان المعرض، وكتب إلى جانبها، (ألوان مائية). وأظن أن فكرة الكريستالية قد نبعت من شفافية تلك الأكياس المملؤة بالماء الملون.

كان شداد متابعا بحكم سفره الكثير إلى أوروبا. أما نحن فمن فرط عزلتنا فقد كنا نظن أن ما كان يقوم به شداد، ليس سوى مجرد "صرعات"، من بنات أفكاره، هو، ولا علاقة لها بالممارسة الفنية الرصينة، كما كنا نفهمها. ورغم ظننا في أنفسنا، بأننا متفتحين وليبراليين، إلا ان العزلة قد جعلت منا محافظين، رغم أنوفنا. حين تركنا السودان والتحقنا بالجامعات الغربية، بدأن ندرس ما يسمى بفن (الخامات البديلة alternative media)، وفن (التراكيبinstallations & assemblage ). و(الفن الأدائي performance). وقد أشتهر حسن موسى مؤخرا، بالطقوس التشكيلية، وهي عمل فني حي يتم أمام جمهور، مما يعطي العمل، بعدا مسرحيا. دُعي حسن لإقامة طقوسه التشكيلية في كل من لندن، والولايات المتحدة الأمريكية. وقد أستضافته جامعة كورنيل بولاية نيويورك، بدعوة من الدكتور صلاح حسن (صلاح الجرق)، الذي يعمل منذ سنوات طويلة بتلك الجامعة. وقد وجدت طقوسه اهتماما أكاديميا، وإعلاميا كبيرا. خلاصة القصة، أن محمد شداد كان مطلعا، وكان رائدا، وكان شجاعا في توسيع دائرة ما ظل يُصطلح على تعريفه بكلمة (فن).

أما الكريستالية، التي تعاملنا نحن معها، كواحدة من "صرعات" شداد فقد أصبحت مدرسة لها ذكر في مجال التوثيق للحركة الفنية في الدول الإفريقية. وقد أصبح الدكتور صلاح حسن، رئيس قسم تاريخ الفنون بجامعة كورنيل، بولاية نيويورك، والذي سبق أن درس في كلية الفنون الجميلة بالسودان، أحد القلائل المتخصصين في حركة الفن الإفريقي المعاصر، وقد نشر عددا من الكتب، أصبحت مراجع في هذا الصدد. كتب صلاح حسن عن الكريستالية، في معرض حديثه عن الفنانة كمالا إبراهيم اسحق، ما نصه:

Ishaq, and two of her students, Muhammad Hamid Shaddad and Naila El Tayib, issued the Crystalist Manifesto in which they tried to outline the philosophy and aesthetic of their art. Echoes of ideas of the avant garde, existentialism, and other art movements in Europe could be traced in the Crystalist Manifesto. Though not directly stated, the Manifesto was certainly intended as a critique of the Khartoum School. According to the Manifesto, the essence of the universe is like a crystal cube, transparent and changing according to the viewer's position. Within these crystal cubes human beings are prisoners of an absurd destiny. The nature of the crystal is constantly changing according to degrees of light and other physical conditions. As a demonstration of the Crystalist's project, Shaddad held an exhibition in 1978, in which he exhibited piles of melting ice cubes surrounded by transparent plastic bags filled with colored water


الباقي في هذا الرابط :
https://www.sudaneseonline.com/cgi-bin/s ... 7595&rn=91
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

تصحيح

مشاركة بواسطة حسن موسى »

الأخ عادل
شكرا على إيراد كلام النور ، و هذه أول مرة أقرأه فيها.و قد أدهشني أن النور حشرني حشرا في تلك الجماعة الريفية المنقطع بها عن ما يحدث في عالم الفن في النصف الثاني من القرن العشرين.و لا شيئ عندي ضد أهل الريف الذين لا يبالون بالفن المعاصر ،فلهم فنهم المعاصر الذي يشرّف العصر و لو كره الأوروبيون من حرّاس فن الـ " مين ستريم ".
إنما "أنا ابن المدينة "المعاصرة المتعولمة بمشيئة حضارة رأس المال( بغير " تنبُّر" كما عبد الحي الذي كتب مفتخرا:"أنا شاعر المدينة". و خاطره مشغول بسنار/التقاطع حيث يتقاطع قدر الغابة الزنجية بقدر الصحراء العربية و الله أعلم).حين التقينا في كلية الفنون في مفتتح السبعينات جئناـ محمود عمر و شخصي ـ من الأبيض و في متاعنا خبرة مدينة إقليمية ضالعة في ثقافة العصر بذرائع شتى، من حياتها السياسية (نسخةمحلية من ثورة أكتوبر 64 بشهيدها كمان) و من" فرقة فنون" كردفانها (جمعة جابر وأبراهيم موسى أبّا و عبد الرحمن عبدالله و عبد القادر سالم و أم بلينا السنوسي إلخ)،و من دارين للسينما( سينما كردفان و سينما عروس الرمال) على شاشتيهما شهدنا مجمل أيقوناتات السينما المعاصرة، و من مكتبتين عموميتين (مكتبة البلدية و مكتبة المجلس البريطاني)كنا نطل منهما على العصر في الكتب و المجلات و الدوريات المنتظمة، و بجريدتها الإقليمية(جريدة كردفان كانت تصدر صباح الجمعة و مساء الأثنين) و بمتحفها(متحف شيكان) و..هلمجرا.
و النور على حق في كوننا لم نكن نأخذ لقيات محمد شداد الفنية مأخذ الجد ، لا عن جهل بمراميها ، و لكن ببساطة لأننا جميعا لم نكن نأخذ أي شيئ ـ بخلاف ممارسة الرسم ـ مأخذ الجد، و كان في موقفنا جميعا شيئ من رعونة الشباب ـ كنا شايلين الكتاب و شايلنا الشباب ـو بالذات محمد شداد الذي كان يتذبذب بين الماوية و الدادائية قبل أن يرسى على الكريستالية و توفير الجهد و تحرير الغرائز(و ربما آخذنا محمد شداد على استهانته بالرسم في البعد الحرفي للممارسة). و لم يكن محمد شداد بأقل منّا طلاشة.( و كان ما نخاف الكضب لقلت أن محمد صديقي الصدوق ما زال على طلاشته تلك إلا أنه صار يقنّنها ضمن قناة الدين و هذه قصة أخرى)..المهم يا زول محمد شداد كان صاحب" ريادة "، مافي ذلك شك ، لكن الريادة في ذلك العهد العامر بالإحتمالات كانت في هواء المكان . أخلص من هذا إلى أن تقديم النور لجماعتنا كجماعة منبتة عن المبادرة الجمالية المعاصرة فيه عدم دقة.و سأعود لذلك كله حين تكتمل وثائقي في موضوع محمد شداد ورهط الكريستاليين الأماجد.
سلام
صورة العضو الرمزية
Elnour Hamad
مشاركات: 762
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:18 pm
مكان: ولاية نيويورك

مشاركة بواسطة Elnour Hamad »


عادل
الكلام دا لقيتو كيف؟
لقد نسيت تماما أنني كتبته
وعموما شكرا لك فقد استمعت بقراءته، وأدهشتني كثرة أخطائه الإملائية (دفن الليل أب كراعا بره) كعادة كتابتي في المنابر الإسفرية عندي.

حسن موسى
يا قاطن دويمسارق
سلام جاك،
وسلام يغشى باتريشيا والعيال الذين أحسب أنهم قد شبوا عن الطوق.
أكتب إليك في يوم الجمعة. والجمعة كما قال عمي زروق ود حمد "بطالة". وأنت دائما تجعلني أعمل حيث لا ينبغي أن أعمل.

هذا الحديث إلى ((عبدالله بولا وحسن موسى، وسائر القبائل الرعوية في الفن التشكيلي)) كما كتب الكريستاليان: شداد ونائلة.

فيا موسى
كنت أظن الأبيض والنهود ريفا، ولم أحسب أن سينمتي كردفان وعروس الرمال، وجمعة جابر، وابراهيم موسى أبا، وصديق عباس، وكرياكو، ومحمد علي الأمي، والفاتح النور، وعبدالله الحيوان، وكل انجازات فرقة فنون كردفان، ومكتبة البلدية يخرجون تلك القرية الكبيرة المسماة الأبيض من كونها ريفا للخرطوم، التي هي نفسها قرية أكبر. كما أنها تقع في أبأس دساكر أرياف العالم، وأشدها عزلة.

حين جئتُ إلى كلية الفنون، جئتها بعد أربع سنوات أمضيتها في حنتوب الثانوية. ونحن قد دخلنا حنتوب بعد تسع سنوات فقط من خروج الإنجليز "أمسكوا الخشب". ولذلك فقد كانت حنتوب حين دخلناها، لا تزال تحتفظ بشيء من تقاليد التعليم الإنجليزية، ومن ثراء المدرسة الإنجليزية المعروفة بموسوعية المعرفة. كنا نعبر النهر بـ launch وهو قارب أنيق مميكن، ويعمل بالديزل (مميكن دي حلوة .. مش كدا؟) يقود ذلك القارب العم عبدو، المعطون في التقاليد الإنجليزية. كما كنا نعبر إلى ودمدني أحيانا بالبنطون الذي جاء وصفه في "مونولوج" البنطون:

"البنطون
لا مرسى لا مينا ولا قانون
ولا يحزنون
ريِّسو التقول تمثال غردون،
زمانو فات وغنايو مات
ما كِلُّو سبعة مكافأات"
(بالمناسبة، التهجئة بتاعة "مكافأات" دي، غلبتني، وما حداي قواميس ولا الذي منه، فكتبتها على النحو الذي ورد) .. أو كما قال.

المهم يا زول، كنا نغشى مدني أسبوعيا تقريبا، لنمتع أعيننا بأضواء النيون، ولنغشى المطاعم الحلوانيات والمكتبات، وقيل البارات، ولنرتاد سينمتي الجزيرة والخواجة. كما أن مكتبة حنتوب الثانوية وقتها كانت "أجعص" من أي مكتبة في جامعات السودان اليوم. "وأزيدك من الشعر بيت" كما يقول عرب الخليج، كان أستاذنا هو عبدالله بولا، الذي لم يترك لنا شاردة أو واردة في شجون وشؤون الفن المعاصر، لم يغشها. وكمان، بالـ slide projector والـ opaque projector المسمى بالفانوس السحري. لا أقول ذلك لأتباهى بمدينيتي، وإنما لأوكد أن كل ذلك لم يخرجني من ريفيتي ومن (مائة عام من العزلة). ومن ان ما ندرسه هو ما كان مدونا فيما يسمى كتب تاريخ الفنون. والتاريخ إنما يتم تدوينه بعد فترة من وقوع الأحداث، وليس خلالها. الشاهد الإطار كله كان إطار عزلة، وللأسف فقد ازدادت العزلة فلم تبق اليوم شيئا ولم تذر.

الكلام يا مولانا، وأنت سيد العارفين، يتلخص في أننا لم نكن على اتصال حي بالحراك الجاري وقتها في أوروبا، خاصة حين تتم مقارنتنا بشداد. فشداد كان كثير التردد على أوروبا وكان ألصق منا بما يجري فيها. وقد انعكس كل ذلك في ما كان يصدمنا به ويصدم به أساتذة الكلية الذين ذهبوا إلى أوروبا لبعض الوقت وعاد أكثريتهم منها بخفي حنين. وعشان ما تجيني راجع وتقول لي نحن برضو عندنا حداثتنا أذكرك بأن المقصود هنا هو الإلمام بآخر التوجهات في تلك اللحظة التاريخية والت أسهمت بقدر وافر في إعادة تعريف ما هو فن وما هو غير ذلك. أنا ذكرت أن عالما كاملا، مثل عالم الفن الأمريكي كان خارج وعينا. تاريخ الفنون الذي كنا ندرسه هو تاريخ فنون أوروبا الذي يقفز منهجه من كهوف ألتميرا إلى العصور الوسطى دفعة واحدة ليحصرنا بين الرومانسيك والقوطي والنهضة والركوكو عبورا بالرومانسية والتأثيرية والمدارس الحديثة ومولانا بيكاسو. لم ندرس الفن الأمريكي، لا ولا حتى الفن الإفريقي الذي يحيط بنا احاطة السوار بالمعصم، باستثناء شذرات عن فن مصر القديمة.

لقد أشرت تحديدا إلى فن التراكيب installation و الـ assemblage . وهذا النوع من الفن تعود جذوره إلى ستينات القرن الماضي، وقد أصبح ملء السمع والبصر في حقبة السبعينات. ونحن دخلنا كلية الفنون عام سبعين. (أمسكوا الخشب مرة أخرى). لم يحدثنا أساتذتنا في كلية الفنون عن وجود مثل هذا الشيء الذي بدأ يخرج بالفن من أطره الأكاديمية التقليدية في التمثال واللوحة المؤطرة، بما فيها التجريد الذي كنا نظنه آخر الصيحات. أكياس النايلون التي ملأها شداد بسوائل ملونة وطرحها على أرضية الأستوديو في كلية الفنون في معرض الدبلوما 1974، كانت installation. وقد علا صيت هذا النوع من الفن في أوائل السبعينات. و"صفائح الأسمنت التي جرى لحامها على صاج ضخم ونصبت خارج الأستوديو كانت شيئا جديدا على توقعاتنا لما يمكن أن نصفه بأنه "فن". ومعرض "اللحم والخضروات" 1973ومعرض "الثلج" في قاعة أبي جنزير في نهاية السبعينات، كلها كانت أمورا جديدة، وصادمة، وباعثة على رفع حواجب أكثر الناس تحررا وقتها، بالدهشة، وقيل بالإستنكار. كان شداد رائدا، وأهم من ذلك كان شجاعا، وكان غير منصاع للأنساق القائمة، وكان مصادما مثابرا في صدامه. ربما كان شداد وقتها مجرد مقلد لأشياء شهدها في أوروبا، وهذا وارد، غير أنه تميز علينا بأنه كان عارفا ما يجري خارج نطاق عزلتنا التي فرضتها علينا "جغرافية وتاريخ السودان". كان شداد قد بدأ يعرف أن ما يسمى بالفن الحديث قد بدأ يتسع لمثل هذه الممارسات. أما نحن فقد كان أفق معرفتنا مجرد ضحية لأحوال المحاربين القدامي الذين كانوا يدرسوننا على طريقة الـ baby sittingبعد أن تخلوا هم كلية عن تحصيل المعرفة وأصبحوا يركضون ليل نهار نحو "عدادات" الإتحاد الإشتراكي العظيم، والإنخراط في جهاز بروباقاندا الدولة النميرية.

يا حسن!!
أول رحلة للعبد المفتقر إلى ربه إلي خارج السودان كانت في عام 1973 ضمن رحلة السنة الثالثة التي كانت تتم سنويا لمصر. وقد تخلفت أنت عن تلك الرحلة. وذهبنا أنا وشداد، ومحمود عمر، والعوض مصطفى، والمرحوم، آدم الصافي، مع بقية الدفعة. ولا أظنك قد غادرت السودان للمرة الأولى، سوى في نهاية السبعينات وبعد بضعة أعوام من التخرج. أهلنا يقولون "شقة البلد تفتيحة". وشداد "شق البلد" ولذلك فقد كان مفتحا أكثر منا. ولو رأيتني قد ضممتك إلى رهطنا دون وجه حق، فتعال بمدوناتك. ويا ألف مرحب.

نعم لقد كنا قراء ممتازين وكنا ذوي ذائقة وبصيرة بصرية عالية. غير أننا لم نكن نقرأ أو نطلع على سوى ما تصل إليه أيدينا، وقد كان ما تصل إليه أيدينا قليل، ومتناثر، بحكم الإطار الذي ضمنا حينها.


((يجب مقاومة ما تفرضه الدولة من عقيدة دينية، أو ميتافيزيقيا، بحد السيف، إن لزم الأمر ... يجب أن نقاتل من أجل التنوع، إن كان علينا أن نقاتل ... إن التماثل النمطي، كئيب كآبة بيضة منحوتة.)) .. لورنس دوريل ـ رباعية الإسكندرية (الجزء الثاني ـ "بلتازار")
عادل إبراهيم عبد الله
مشاركات: 230
اشترك في: الأربعاء يوليو 20, 2005 12:22 am
مكان: أم درمان

مشاركة بواسطة عادل إبراهيم عبد الله »

الاعزاء
د.حسن
د.النور
حميم التحايا ،وعن الذي تطرقتم إليه وبما أنني لم أك شاهداً على تلك (السبعينيات) ،
أقتطف من دفاترها "قطار الغرب " لمحمد المكي إبراهيم والتى يتناول فيها
بعضاً مما ذهبتم إليه وفيه وفي البال أيضاً (السكة حديد قربت المسافات..كثيراً)
لعبدالله على إبراهيم :

عفواً عفواً يا أجدادي شعراء الشعب
يا من نظموا عقد الكلمات بشكَّة سهم
أنا أعلم أن الشعر يواتيكم عفو الخاطر ،
عفو الخاطر.
وسبقتونى فى هذا الفنِّ : وداع الأحبابِ
خُضتم أنهار الدمع وراء أحبَّتكم
باركتم بالدعوات مسار أحبتكم
من أسكلة الخرطوم إلى الجبلين ، إلى الرجاف
قاسيتم ، وأنا يا أشياخى قاسيت
كل السودان يقاسى يا شعراء الشعب
فدعوني أُسمعكم شجوى :
شَجْوى أدعوه قطار الغرب



اللافتة البيضاء عليها الاسم
باللون الأبيض باللغتين ، عليها الاسم
هذا بلدى والناس لهم ريحٌ طيب
بسماتٌ وتحايا ووداع متلهِّب
كل الركاب لهم أَحباب
هذى امرأةٌ تبكى
هذا رجلٌ يخفى دمع العينين بأكمام الجلباب :
"سلّم للأهل ولا تقطع منا الجواب "
وارتجَّ قطار الغرب ، تمطَّى فى القضبان
ووصايا لاهثة تأتى وإشارات ودخان
وزغاريد فهناك عريس فى الركبان



ها نحن تركنا عاصمة الأقليم ، دخلنا وادى الصبر
كل الأشياء هنا لا لمعة تعلوها
كل الأشياء لها ألوان القبر
الصبر ، الصبر ، الصبر .
الكوخ المائل لا يهوى
والشجر الذاوى ليس يموت
والناس لهم أعمار الحوت
أحياء لأن أباً ضاجع أماً
أولدها فأساً يشدخ قلب الأرض
يحتاز كنوز الأرض ويبصقها دمّاً
لتظل البورصة حاشدة والسوق يقام
وقطار الغرب يدمدم فى إرزام.
تتساقط أغشية الصبر المترهل حين يجىء
ألوان الجدة فى وديان الصبر تضىء
والريح الناشط فى القيعان يمر
يا ويل الألوية الرخوة
يا ويل الصبر





ساعات الأكل تعارفنا
الصمت الجاثم فى الحجرات إنزاح
وتبادلنا تسآل فضوليين
تحدثنا فى ساس يسوس
وتحذلقنا عن جهد الانسان الضائع
فغرسنا كل الأنحاء مزارع
جئنا بالجرارات حرثناها
هذى الأرض الممتدة كالتاريخ
حبلى بالشّبع وبالخصب المخضل
والناس هنا خيرات الأرض تناديهم ،
لا أذن تصيخ
دعنا منهم – وتدارسنا تحديد النسل
وتجولنا عبر الدرجات
عربات شائخة تتأرجح بالركاب
ومقاصير للنوم بها أغراب
الأولى خشخش فيها الصمت
والرابعة العجفاء بها إعياء
ضاعت تذكرة المرأة ذات محط
ورجال يكتتبون ورجرجة وضجيج
ومآذن فى الأفق المدخون تضيع
كوستى وأناس ينصرفون بلا توديع
وأناس يشتجرون على الكنبات



ها نحن دخلنا ما بين النهرين
الناس هنا جنس آخر
فقراء وثرثارون ولهجتهم فى لين القطن
والباعة مِلحاحُون وحلاّفون
ولهم آذان تسمع رنة قرش فى المريخ .
هذا نوع فى كل نواحى القطر تراه
جنس رحَّال منذ بدايات التاريخ
أرض الذهب البيضاء بهم ضاقت
رغم الخزَّان المارد والذهب المندوف بهم ضاقت
فانبثُّوا فى كل متاهات السودان
الشىء المفرح أن لهم آذان
وعيوناً تعرف لون اللصِّ الرابض للقطعان
وسواعد حين يجدُّ الجدُّ تطيح
هذى ليست إحدى مدن السودان
من أين لها هذه الألوان
من أين لها هذا الطول التيَّاه
لا شكَّ قطار الغرب الشائخ تاه
وسألنا قيل لنا الخرطوم
هذى عاصمة القطر على ضفات النيل تقوم :
عربات
أضواء
وعمارات
وحياة الناس سِباقٌ تحت السوط
هذا يبدو كحياة الناس
خير من نوم فى الأرياف يحاكى الموت
ما أتعسها هذى الأرياف
ما أتعس رأساً لا تعنيه تباريح الأقدام


ونزلنا فى الخرطوم بلا إستقبال
فتذكرتُ الحشد المتدافعَ فى إحدى السْندات
بِرتينَتِهم وقفوا فى وجه الريح
وأطلَّ من الشباك فتى القرية
قد عاد أفنديا إبن القرية
وانهالت بالأحضان تهانيهم
وأنا لا حضن سوى الشارع
يتلقَّفني ، يتلقف أجدادى الشعراء
هم فى الطرقات وفى المذياع بكاء
خلف المحبوب من الجبلين إلى الرجّاف
ما أحلى أياماً لا تحمل إلاَّ همَّ الحب
ها نحن الآن تشبَّعنا بهموم الأرض
وتخلخلنا وتعاركنا بقطار الغرب
إنى يا أجدادى لست حزيناً مهما كان
فلقد أبصرت رؤس النبت تصارع تحت الترب
حتماً ستظلّ بنور الخصب ونور الحب
حتماَ حتماً يا أجدادى شعراء الشعب .
________________

ومن ثم أتسائل :

(و ربما آخذنا محمد شداد على استهانته بالرسم في البعد الحرفي للممارسة)




وماذا عن الضلع الثالث في "رهط" الكريستاليين : الاستاذة كمالا إبراهيم إسحق ؟؟؟



كمالاإبراهيم إسحق
عادل إبراهيم عبد الله
مشاركات: 230
اشترك في: الأربعاء يوليو 20, 2005 12:22 am
مكان: أم درمان

مشاركة بواسطة عادل إبراهيم عبد الله »

كــنز البـــــــــلوط الأســــــــــــــود
** نائلة الطيب**
كنز من البلوط الأسود ..
ملقى على الشاطيء
هذا نص ما روته عجفاء
رأت العجفاء أن نلتقي ..
في ثلاث وثلاث
زينت للملك قرنين
وأعلن الكهان
سر الملك مكتوب بقبه الداخلي
وتساءلت الدمي داخل البطن المنتفخ
عن الصغيرة "سنوهوايت" وعن ..
سر الملك ذي القرنين
وقرنا بدء الأولى ..
وحملت الأمواج تابوت القديس
قطعة من شجر البلوط الأسود
بجوفها جثة الحرمان
وعلى الضفاف ..
مخلوقات فكهة تنتظر القديس
في صورة تابوت من البلوط
وبعد حين ..
لفظته الموجه اللعوب
أخرجت الدمية لسانها ..
من شجرة البلوط
أقيمت المحاكم الذاتية
وخسرنا الرهان
وأعدنا الكره
وجاء نبي آخر ..
يلوك الخفاء بالداخل
وأرسل تابوته ..
يحمل نفسه ..
بالعنوان :-
" سلفادور توماس "
" أمريكو _ألبرت دامينو"
(طائر البطريق)
وضاع التابوت فوق الأهداب
حينما ضاع العنوان
في الثالثة ..
أوثقنا الحبال
وحزمنا باقات شوق
صنعتها عذراواتنا .. من مداخل
الأيام
وجاءت المحطة
محاطة بالفاكهة والخضر
تنزلق على موج منخفض
أشتجر الكبار
وعاودنا الجلوس .. رب إنتظار
الوعد كنز البلوط
وحكمة خفيفة يحملها تابوت
وخاضت السيقان وحلا
وشحب الأبيض وكافة الألوان
بالتابوت كانت قصاصة
موثقة من مجلس المدينة
(الغيث الرحلة ..حضوري في
زمان شكس)

*من مطبق المعرض الفردي الخامس للفنانة التشكيلية نائلة الطيب
هيلتون الخرطوم 23/11/1985م_29/11/1986م .
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

والضلع الرابع

مشاركة بواسطة حسن موسى »

عادل ابراهيم عبدالله
سلام جاك
شكرا على إيراد نصوص الصديقة الفنانة نائلة الطيب.
أنا ما زلت عند وعدي بالكتابة ـ كان الله رفع القلم ـ
و حديث الكريستاليين شجون.
أراك تتساءل عن " الضلع الثالث " في رهط الكريستاليين كأنما القوم كانوا مثلثا، و في هذا جور كبير في حق الضلع الرابع: الدرديري محمد فضل، و هو ـ في نظري الضعيف ـ أكثر أصالة من أستاذتنا كمالا أبراهيم اسحق الملونة العظيمة التي تعلمنا منها أكثر صناعتنا.و أظن أن كمالا التحقت بالـ " مدرسة " الكريستالية ـ بعد أن ثبّتها الثلاثي محمد شداد و نائلة الطيب والدرديري ـ كما يلتحق الكبار بفصول الدراسات المسائية، في حين أن أعضاء المثلث المذكور الذين ساهموا ـ كل منهم بطريقته ـ في تشييد البناء الكريستالي فرحوا بمقدم كمالا المتأخر كما يفرح صغار الضباط الإنقلابيون بإنضمام " ضابط عظيم " لرهطهم.و ليس في زعمي هذا إجحافا في حق كمالا كفنانة و ككريستالية متأخرة. بل هو مما يحمد لها و يشرّفها كونها تمكنت، بغريزتها الفنية و بحساسيتها الفكرية، من أن تنسل ـ كما الشعرة ـ من عجين المؤسسة المحافظة لتحمل لتلاميذها الكريستاليين خبرتها الجمالية و وزنها الرمزي الكبير الذي انتفعوا به نفعا بينا في تلك السنوات.( و بالمناسبة انتفعنا نحن بدورنا ـ و كثيرا ـ من خبرة أستاذتنا كمالا و من علمها رغم أننا لم نكن نتحرك من خلال شكل " مدرسة" ما).
أما الدرديري محمد فضل ، " الضلع الثالث" فهو ما زال حيا يبدع الشعر في العربية و الإنجليزية ـ و ربما الإغريقية و كل شي في الحيا جايز، فهو يقيم في اليونان منذ سنوات ـ يعالج الرسم و الموسيقى و الفن المشهدي السينمائي.
سأعود ( كان الله خارجنا من المناقرات الشايفها دي).
مودتي
صلاح حسن عبد الله
مشاركات: 212
اشترك في: الثلاثاء مايو 10, 2005 11:40 am

مشاركة بواسطة صلاح حسن عبد الله »

فى وقت جرتنى فيه متابعة صدور العدد الثانى من الوسيلة ( الإصدارة الخاصة بالتشكيليين الديمقراطيين ) واعداد الموقع الخاص بالإتحاد العام للفنانين التشكيليين السودانيين على شبكة الإنترنت وأشياء اخرى من هذا القبيل ، اتصل بى الأخ عادل ابراهيم ليبلغنى بما دار على موقع سودان فور اوول حول الكريستالية ، وطلب الشهادة الماثل امامى حول الكريستاليين وأطروحاتهم . ولا شك أنَّ الإدلاء بالشهادة هو حق وواجب .
وقبلاً عن ذلك اقول ليك ياوليد إنو القبائل الرعوية المقصود ة هى فعلاً ما قبايل البقارة والكبابيش . . . و . . . إلخ . وزى ما قال حسن موسى هى فعلاً دايرة شرح وشرح كتير كمان . فنص العنوان الذى أورده الكريستاليون كان هو ( إلى حسن موسى وبولا وصلاح حسن وكافة القبائل الرعوية فى الفن التشكيلى ) وصلاح حسن ده بالمناسبة هو صلاح حسن احمد وليس صلاح حسن عبد الله . ولكن ذلك لم يكن ليعفى صلاح حسن عبد الله وآخرين كثيرين من إدارجهم داخلا التعميم الذى شمل مؤخرة العنوان ( كافة القبائل الرعوية فى الفن التشكيلى ) . فمرحلة الرعى فى ما يمكن ان نستنتجه من أطروحات الكريستاليين هى مرحلة متخلفة من مراحل تطور الحياة البشرية . والكريستاليون اسبغوا على انفسهم صفة الطليعية والريادة على الآخرين ، ويمكن ان نطالع فى أدبهم الكثير من الشواهد على ذلك . وطبعا من حقهم أن يسموا انفسهم او يسبغوا عليها ما يروقهم . ومن حقهم أيضاً توصيف خانة خصومهم بما يرونه ملائماً فى حق خصومهم . ودى اظنها مفهومة ضمن ملابسات الصراع الإجتماعى والذى يبيح لكل طرف ان يختار ادواته فيه . ونفس المنطق ينسحب ايضاً على خصوم الكريستالية . وعليه فلا مناص امام الريستاليين سوى ان يتحملوا تبعات أطروحاتهم ( يمكن الرجوع إلى كتاب مساهمات فى الأدب التشكيلى / التيار الثانى ) . وفى ما أرى ان خصومات هؤلاء الخصوم مع الكريستالية كانت اكثر طليعية من مساهمات الكريستاليين . وقبل الدخول فى التفاصيل ذلك ، فمساهمات خصوم الكريستالية مازالت تملك نفس القدر من الحيوية مما يؤكد قدرتها على الإستمرارية ويؤكد قابليتها للتطور اكثر من أطروحات الكريستاليين ( بعد ما إنقطع نفسهم ) .
ولى عودة
صورة العضو الرمزية
الوليد يوسف
مشاركات: 1854
اشترك في: الأربعاء مايو 11, 2005 12:25 am
مكان: برلين المانيا

مشاركة بواسطة الوليد يوسف »

صلاح حسن ........أزيك


وقبلاً عن ذلك اقول ليك ياوليد إنو القبائل الرعوية المقصود ة هى فعلاً ما قبايل البقارة والكبابيش . . . و . . . إلخ . وزى ما قال حسن موسى هى فعلاً دايرة شرح وشرح كتير كمان .


شكراً كتير علي التوضيح والشرح الكتير. لكن بس أنا أصلاً ما قصدته أتكلم عن ما هية او من هم المقصودون بعبارة (القبائل الرعوية ) في بيان الكريستاليين .فقط كان تبرع مني بي تقديم تفسير او قول ترجمة مرتجلة لكلمة ( الرايخستاغ ) ذات الأصل الألماني من حيث المعني اللغوي ليس الا بعد سؤال الجريفاوي :

ده إنجليزي ده يامُرسي !؟
الرايخشتاغ دي كلمة يعني في القاموس ؟
ولا علي شاكلة الطفابيع والكعبوريين وكده ، اللهم ذدنا علماً بعد شعر...


وبما انو عبارة (القبائل الرعوية ) كتبت باللغة العربية قمت قلت (ما دايره ليها شرح وكلك نظر ) يعني ما دايره ليها شرح من حيث اللغة برضوا. وتاني حاجة انا ما قلت انو القبائل المقصودة هي قبايل البقارة والكبايش ولا حاجة زي دي بل القال كدة في صيغة تساؤل او مزاح وربما خفة دم هو برضو ابراهيم الجريفاوي يعني ما انا ولا شتين .
لكن البركة في الشرح الكتير ودة المهم.

ليك الود الشديد

وليد
السايقه واصله
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

مشاركة بواسطة حسن موسى »

.

صورة
.
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

مشاركة بواسطة حسن موسى »

.

صورة
.
أضف رد جديد