حمى الرواية

Forum Démocratique
- Democratic Forum
صورة العضو الرمزية
åÇÔã ãíÑÛäí
مشاركات: 55
اشترك في: الاثنين مايو 14, 2007 8:32 am

حمى الرواية

مشاركة بواسطة åÇÔã ãíÑÛäí »

التحية للجميع بالمنبر ..والتحية لي أيضا (ما دام ما في واحد رحب بي في المنبر ولاحتى الأصدقاء عصام أبوالقاسم ، والحسن البكري (قول ليهو مشتاقين! ) ،وياسر زمراوي وغيرهم ) .. هذه هي مساهمتي الأولى المباشرة (وإن كان قدسبق لبعض الأصدقاء إرسال مواد منشورة )..آمل هنا أن أفتح ملف السرد السوداني واسعا.. منطلقا من سؤال مركزي : هل يمكن لنصوصنا السردية في مجملها أن تحتل باطمئنان مكانا في رفوف المكتبة العربية والعالمية ؟ .. أبدأ هنا بفتح ملف الرواية بهذه المقاربة النقدية بعنوان (حمى الرواية : مقاربة للمشهد الروائي السوداني ) .. آمل أن تثير ما تستحقه من اهتمام .. ومن وجهات نظر مختلفة .. وأن يصبر القراء المتعجلون على طول المادة .. وللجميع الود عاليا ..


حــمى الرواية
(مقاربة أولى للمشهد الروائي السوداني )

د.هاشم ميرغني


فجأة انتابت حمى الرواية الجميع : الشعراء الذين لم يكتبوا حرفا في النثر ،العشاق الذين انتظروا على أرصفة الصبر قرونا وهم يضبطون ساعات معاصمهم ، البحارة الأشداء الذين لم يروا سوى صورتهم في المياه ، موظفي الخدمة المدنية الذين أفنوا زهرة شبابهم ولم يتبق في أيديهم سوى حبر الحنين ، المهاجرين الممروضين بنوستالجيا العظام ، المطاليق ، طلاب الثانويات المداهمين برعب الحب الأول ……

لا بصيص رغبة في المبالغة، ولكن هذا هو الحال: الأصدقاء جميعا يكتبون الرواية .
أيضا لا وصاية على قلم أحد في خدشه الأعمى لبراءة البياض ، ولكن أي كتابة لا تضيف جديدا ، لاتنزاح عن السائد وما تمت كتابته آلاف المرات لا تلبث أن تؤول إلى هناك: قبو النسيان .

قبل عقود طويلة، قبل أكثر من سبعين عاما، في 22 أكتوبر 1934 كتب معاوية محمد نور ذلك الحاضر الغائب (1909ـ1941 ) مقاله العلامة " أصدقائي الشعراء هذا لا يجدي " ، وفيه تحدث عن الشعراء/الشعراء الذين يعود كل منهم من رحلته الشعرية " وحقيبة وعيه ملأى بالأحاسيس المختلفة ،ملأى بالثعابين التي تبرق كاللولؤ ، وبالسلام الذي تعقبه أشد فترات الحرب تمزيقا للأجسام والأرواح ،وبالذهول الذي يسمو إلى طبقات السماء ، وبالسحر الذي يرى " القمر في أمسية حب أشبه ببالون يلعب به الأطفال" ، ثم كانت مطالبته الحازمة للشاعر :" نطلب منه إذا لم يكن لديه ما يؤلم ويحير ، ويسعد ويشقي ،أن يريحنا ففي الحياة من التفاهات اليومية ما يجعلها عسيرة الاحتمال فليس بنا ثمة حاجة أن نقرأها في عالم الحبر والورق" .

ويبدو أننا بعد هذه العقود الطويلة مضطرون أن نذكر كتاب الرواية في السودان بهذه الأسطر المضيئة لمعاوية محمد نور ، فمنذ بداية التسعينيات انهمر سيل من الروايات السودانية عبر دور النشر التي انفتح بابها واسعا دون أي معايير نقدية.

لقد انجلت إشكالية النشر التي كانت قائمة حتى سنوات قليلة مضت عن إشكالية أخطر : عدم امتلاك دور النشر الحالية ـ التي قذفت في وجوهنا المتعبة بعشرات الكتب في غفلة من الزمن ـ لأهلية النشر ، أعني عدم امتلاكها لهيئات تحرير رصينة تجيز النصوص، وافتقارها لأي استراتيجية نشر واضحة المعالم ، أو لأي حساسية أدبية للنصوص المنشورة ، بل لأي مراجعة لهذه النصوص المنشورة ولو في جانب أخطائها اللغوية الساذجة المريعة ، فإذا أضفنا إلى ذلك خضوع بعض دور النشر لأيديولوجية الهلام الإنقاذي السلطوي التي تسعى إلى تمريرها عبر كل المنافذ وفتح باب النشر للمحاسيب، والمؤلفة قلوبهم، فيمكن أن نرى بوضوح ساطع صورة مشهد النشر السوداني ، و الدأب الذي يمكن أن يمارسه الجهل النشط في تمرير نصوص ضعيفة وترويجها ، بل ورفعها لصدارة المشهد ... وهكذا فإذا كنا نقول إن الأدب السوداني يتكون مما لم يتم نشره بعد ، فيمكن القول الآن ـ حتى بعد اتساع مجال النشر _ إنه لازال يتكون مما لم يتم نشره بعد ، لأن ما نشرـ في غالبه ـ لايرتقي عاليا للقناديل التي لاتشبه سوى بصمة دمنا ...

لماذا استباحة الرواية إذن ؟
لماذا الرواية تحديدا؟
لسهولتها الخادعة ؟ لأنها ترضي نزعتنا العميقة للمشافهة والتي تتسع لها الرواية باندياحها اللامحدود وتوهم افتقارها للتكثيف والاختزال ؟
للأثر الطاغي الذي مارسته في وعينا ولا وعينا شهرة الطيب صالح العريضة ؟
أم لأسباب دلالية : اتساعها لخيبة الأمل التي تغلفنا جميعا ، رسائل الحب التي لم تنشر، وارتباكات الحب التي صادرها الواقع ؟ .

ما المغري في الرواية إلى هذا الحد ؟
فرارا من القصة القصيرة التي تفضح كاتبها فورا فهي إما جيدة أو رديئة ؟سهولة تمريرها في ظل الهرجلة الثقافية التي تغلفنا منذ سنوات ؟ اتساعها لتهويمات الشعر المجانية ووهم السيولة والاندياح (العاطفي) وهي سمات أضحت شبه ملازمة للكتابة ؟ ندرة الإرث الروائي السوداني مما يغري بالتجريب في أرض شبه خالية ؟ سهولة دس السيرة الذاتية في ثنايا السرد بحيث يصعب الفصل بين الواقعي والتخييلي ؟.

لماذا استباحة الرواية تحديدا؟
لضعف الضمير النقدي غير القادر على ترصد الأخطاء والتشوهات؟ بسبب باب النشر الذي انفتح واسعا بلامعايير نقدية ؟بسبب الهلام الإعلامي القادر على رفع نصوص ضعيفة لذرى عالية لم يحلم بها أصحابها ، والسكوت عن نصوص مغايرة لم يستطع أن يدرجها في منظومته التقليدية ، أم هكذا ببساطة : لأن البعض أعجبه أن يكون كاتبا روائيا في هذا الوطن المحزون ؟.

هذه هي صورة المشهد :روايات تنشر ، وحوارات لا تنتهي مع أصحابها ، وأعمدة صحفية لا يجف حبرها ، ومقالات (نقدية! ) هنا، وهناك ، ثم ما يلبث الأمر أن يتكشف عن فقاعات تأخذ مجراها نحو مصب العابر الذي لا يثبت في ذاكرة أحد حتى صاحبه .

وفي غبار هذا المشهد يضيع الحديث الحصيف الدقيق عن إشكاليات الرواية السودانية .
تلك الإشكالات التي يمكن أن نجملها فيمايلي مستضيئين في بعض ذلك ببعض الإشارات المكثفة التي وردت في تقريري لجنة التحكيم لجائزة رفيعة للرواية هي (جائزة الطيب صالح للإبداع الروائي) اللذين نشرا بصحيفة الأضواء في اكتوبر من العام الماضي2004 وقبل الماضي2003 مضيفين إليها العديد من الإشكاليات عبر متابعة متأنية وصبورة للمشهد الروائي :
• افتقار العديد من الروايات إلى نعمة التكثيف والاقتصاد اللغوي ، والإغراق في التفصيل والترهل السردي القادم عبر تراث ضخم من المشافهة لم نحسن استثماره في الكتابة ( مجمل أعمال أبكر آدم إسماعيل : الضفة الأخرى ، المدن المستحيلة ) .
• تأثر بعض الأعمال برواسب التيار الرومانسي الغارب بكل ميراثه الروائي في تضخيم ذات الراوي وتزييف العالم عبر تل من التنهدات ( قطرات قاسية لغادة ).

• تأتي العديد من الأعمال اجترارا لقراءات أكثر من كونها نتاجا لذات مبدعة وحساسة ، أي أن هذه الأعمال نتاج تأثر ظاهري غير متجذر بأعمال هبت علينا رياحها من هناك ، وتكفلت رغبة التقليد عبر لغة ـ لم تخل من نعمة الركاكة ـ بتسويد براءة البياض ، ترى هل يمكن توصيف حالهم هكذا : لقد قبضوا قبضة من أثر قراءاتهم المرتبكة في الرواية العالمية فأخرجوا للناس " عجلا جسدا له خوار " .. إذا استعرنا توصيفا للبروفسير عبدالله الطيب في سياق حديثه عن أخذ الشريف الرضي من أبي الطيب المتنبئ (انظر التماسة عزاء : 188 )

• الضعف الواضح في تمثل تقنيات السرد الروائي ، وعدم تشرب منجزاته التطبيقية والنظرية على الصعيدين المحلي والعالمي ، على المستوى النظري فيبدو وكأن الروائي يسبح بعيدا عن الإرث النقدي الضخم الذي شاده نقاد أمثال : تودوروف وكريستيفا ولوكاتش ولوسيان غولدمان وسعيد يقطين وصبري حافظ وعبد الملك مرتاض ورجاء نعمة ويمنى العيد وسيزا قاسم وعبد المحسن بدر،وعبدالله إبراهيم ومحمد عزام والسريحي ....إلخ إلخ ، ولذا تبدو الروايات السودانية وكأنها تبدأ من درجة الصفر محرومة من ثمار هذا الحقل السردي بكل عطاياه البهيجة .

• تهافت الدلالة الكلية لبعض الأعمال وغياب الرؤيا الكاملة التي يمكن أن تمنح العمل عالمه الكامل الموازي لعالم الواقع في غناه واتساعه .
• ضعف المغامرة التجريبية التي تنحو صوب التجريبي ، والمغاير ، والمختلف ، والاكتفاء بالنسج على نول الجاهز والمتداول .
• ضعف القدرة على استبطان الواقع ، وتعقيداته ، وكشف جبل الجليد العائم تحته ، واقتناص الجوهري ، والسرمدي ، والباطني ، والمستتر الثاوي عميقا هناك كلؤلؤة ، والاكتفاء بمضامين الواقع القريبة والمتداولة ، بمجاز عابر : لقد نقلوا لنا حجارة المنجم ، وترابه ، ونحاسه بدلا من النزول عميقا إلى هناك : عروق الذهب .


• إشكالية اللغة التي لا يعي أصحابها أن اللغة الفقيرة تنتج نصا فقيرا بالضرورة ، وأن اللغة المتعثرة بوحل أخطائها اللغوية والنحوية والإملائية تنتج نصا متعثرا بالضرورة ، إذ لا تنفصل اللغة عن الدلالة التي تحملها في قلبها .

لقد نفض اللغويون والنقاد والأدباء أيديهم من تقرير حقيقة ارتباط اللغة بالدلالة ، و برهن دي سوسير عبر بحث لغوي شاق أنه لا يمكن فصل الكلمة عن الدلالة إلا إذا استطعنا أن نفصل صفحتي الورقة عن بعضهما ، وأقر بول فاليري أن الأدب لا يمكن أن يكون إلا توسيعا لبعض خصائص اللغة واستعمالا لها ، وكتب جورج أورويل في روايته "1984 " أنه بقدر ما يقل رصيد الإنسان من مفردات اللغة يزداد عجزه عن التفكير ، أو عن التعبير عن الفكرة في ذهنه" .

ويقول د. محمد عبد المطلب في كتابه القيم " البلاغة والأسلوبية " إن كل تغير في تركيب الجملة إنما يرجع إلى المعنى ومتطلباته ، وأدنى تغيير في التركيب النحوي للجملة يؤدي إلى معان ثانية تتأتي من صيغة التركيب وطبيعته ، فموضوع النحو ليس قاصرا على دائرة الخطأ والصواب بل يمتد إلى دائرة النسق والتركيب ، وقد وجد عبد القاهر الجرجاني الإمكانات النحوية قائمة في تركيب الجملة وبنيتها الداخلية فقاده ذلك إلى فكرة قوية الصلة بالإمكانات النحوية وهي فكرة النظم ، ويخلص عبد المطلب إلى أن تركيب الصيغ والعبارات شديد الالتحام بعملية الإبداع فلو نظرنا للغرض أو المعنى دون النظر إلى العلاقات النحوية من حيث فعاليتها فإننا نبتعد عن الإدراك الحقيقي لعملية الإبداع ..…… فالنحو ليس عنصرا هامشيا أو جانبيا ركنيا في العملية الإبداعية بل هو لحمة هذه العملية وسداها في الشعر والنثر ، والنحو بإمكاناته الواسعة هو الذي يقدم للمبدع احتمالات الأوضاع الكلامية التي ترتبط بعضها ببعض في وحدة من المعاني والأفكار التي تتمثل في الذهن .

فلماذا يبدو الخطاب الروائي في السودان _ إذا استثنينا نماذجه المضيئة ـ لماذ يبدو وكأن الكاتب لا يمتلك غير تلك اللغة الفقيرة الشائعة في الاتصال اليومي، والمستهلكة على نطاق عريض عبر الصحافة ، والإذاعة ، ووسائط الإعلام المختلفة ، وما الذي يقذف به بعيدا عن كثافة اللغة وغناها الذي يمكن أن يحتضن العالم ؟ ولماذا تبدو اللغة عبر خطابنا الروائي السوداني وكأنها تعاني تعسرا حادا في ولادتها ؟ .

تدليلا على هذه الحالة المتمثلة في في عدم إدراك بعض كاتبي الرواية في السودان لـ" اللغة " التي هي ألف باء الكتابة ، وصلصال خلقها ، أهدي مثالين للتدليل على الضمير اللغوي والفني اليقظ الذي يتعامل به غيرنا مع الكتابة ، ودليلا ثالثا على الجهل اللغوي الفظ الكفيل بالإطاحة بكل البناء الروائي .

الدليل الأول سوف نقتطفه من غارثيا ماركيز .
في ختام روايته " الجنرال في متاهته " كتب ماركيز ما أسماه بكلمة شكر ، التي قدم فيها ما يمكن أن أسميه درسا ماكرا للروائيين المتعجلين الذين يسلقون الروايات سلقا ، فلكي يكتب ماركيز رواية ـ نكرر رواية _ "الجنرال في متاهته" في سيرة الجنرال سيمون ديبوليفار، ورحلته الأخيرة في نهر مجدلينا استعان بحشد من العلماء والأصدقاء .. لايكاد يحصرهم عد ..فمثلا: قام الجغرافي غلادستون أوليفار والفلكي خورخي بيريث دوفال من أكاديمية العلوم الكوبية بتقصي الليالي التي كان فيها القمر بدرا خلال السنوات الثلاثين الأولي من القرن قبل الماضي ، ليستعين ماركيز بكل ذلك في جملة أو جملتين تردان عرضا في الرواية ، أما أنطونيو بوليفار غويانيس فقد راجع الأصول معه في تصيد مليمتري للتأويلات المناقضة للواقع ، والتكرارات ، والأخطاء المطبعية ، وفي التحري الشرس للغة والإملاء حتى استنفاذ سبع صياغات للرواية .

الدليل الثاني نجده عند كاتب روائي مثابر مثابر هو علي الرفاعي الذي يكتب بمثل هذا الضمير اللغوي والفني اليقظ ، فقد انتهي من روايته " قبيلة من وراء خط الأفق " في 16/12/1986 ، واستمر في تنقيحها حتى فراغه من كتابتها بنفسه على الكمبيوتر 22/11/2003، ثم استمر في ضبطها بعلامات الإعراب حتى 14/3/2004.. أي أنه انتظر حوالي ثماني سنوات تقريبا ـ من التدقيق اليقظ ـ ليذهب بكتابه إلى المطبعة (انظر في ذلك ص: 184من الرواية ) .

هل من الضروري أن نستمر في سرد مثل هذه الأمثلة ؟ هل من الضروري مثلا أن نقول أن فوكنر قد كتب روايته " الصخب والعنف "خمس مرات ، أو نذكر بمقولة الروائي ترومان كابوت الذي كتب عن نفسه مرة أنه" من الممكن أن يسيطر على الكتاب ذوي الأسلوب المتميز أحساس سيء حول وضع الفاصلة ، أو أهمية الفاصلة المنقوطة .. إن الأفكار المتصلة من هذا النوع .. والوقت الذي أبدده في سبيلها يؤرقني فوق ما أحتمل " .

هل من الضروري أن نقلب العملة على وجها الآخر ، لنشهد مثالا صارخا على (كلفتة) الكتابة ،وفقرها ، وتعثرها اللغوي والنحوي ، فنقول أنه في صفحات قلائل من رواية ـ سأتناولها عشوائيا دون ترتيب مسبق من الرف ـ ، ولتكن مثلا "تخوم الرماد " لمنصور الصويم " نستطيع أن نرصد منذ صفحاتها الأولى هذه الأخطاء الساذجة القادمة من دفتر تلميذ في الثالث الابتدائي :
• " ضمور يوشي يالتلاشي " ص 5 ،و الصواب " ضمور يشي بالتلاشي " .
• فاجاءهم ذات صباح ص 2 والصواب فاجأهم ذات صباح .
• الرجال اليقظين نيام ص 4 والصواب الرجال اليقظون نيام .
• تركنا العربة ورائنا ص 6 والصواب تركنا العربة وراءنا
• شربت أطنان من المريسة والبغو 8 والصواب شربت أطنانا
• لأشتري له صنفا خاص من الشطة ص 11 والصواب صنفا خاصا .
• هؤلاء الرجال جميعهم خائفين ص 14 والصواب جميعهم خائفون .
• وهكذا ...

والإشكالية التي يواجها النقد الحديث مع مثل هذه الأخطاء في النص السابق أنه يتعامل مع النص باعتباره بنية لغوية مكتملة ، ومن ثم فإن أي إشارة لغوية واردة في النص يتم تناولها بجدية متناهية ، أي أن أي إشارة لغوية واردة في النص يجب أن تحتضن حمولتها المعرفية والانفعالية ، وأدنى تغيير في هذه الإشارات (صرفيا أو نحويا أو نسقيا) يوهم الناقد بتغيير طبيعة الدلالات التي تحملها، وما يمكن أن تقدمه في سياق الرؤيا الكلية للنص .. ولكن الناقد ما يلبث أن يكتشف أن هذه التغييرات النحوية ـ سنسميها الأخطاء الآن ـ هي تغييرات خاوية من الدلالة .

بداهة فإن مثل هذه الأخطاء الساذجة لاعلاقة لها بما اصطلح على تسميته بتفجير اللغة عن طريق علاقات التضاد والتناقض والتجاور والانحراف الأسلوبي واللغوي ، وخلخلة سكونها ، وانزياحها عن مستوياتها الصارمة ، لسبب بديهي فتفجير اللغة له علاقة وثيقة بالدلالات الجديدة التي يمكن أن يخلقها هذا الانزياح ، أي أن كل انزياح لغوي يتضمن بالضرورة توسيعا لأفق الرؤيا التي يمكن أن تحتجزها اللغة، فما الدلالات التي يمكن أن تكشف عنها مثل هذه الأخطاء على مستوى النص عند الصويم أو بركة أو أبكر آدم إسماعيل أومحمد هرون أو بثينة خضر ؟ .. ولماذ يستحيل تقريبا أن نجد مثل هذه الأخطاء في نصوص كتاب أمثال : أدونيس ، أو محمد بنيس ، أو الخراط ، أو الغيطاني ، أو سليم بركات ، أو الحسن البكري ، أو محفوظ ، ولماذا نفتقدها حتى في أكثر الكتابات العربية ـ وغير العربيةـ شطحا لغويا حيث مغامرات اللغة ، وجيشانها العضوي المضطرم لايكاد يقف عند حد؟.

هل يمكن توصيف إشكالات ذوات كاتبي الرواية السودانية على هذا النحو إذن : إنها مشكلة ذوات ساذجة ، بسيطة ، تحاول مجابهة هذا العالم الغني ، الموار ، الملتبس ، الغامض ، وهي غير مسلحة سوى بالقليل من الوعي ، الأقل من عتاد اللغة والحدس ، والكثير من عمى البصيرة ، ثم فيض من العاطفة المجانية التي لن تقوى قط على اقتناص شراسة العالم وكثافته ، دعك من اختراقه، وتغيير نواته.

[font=Arial]
الخطاب النقدي الروائي في السودان إذا استثنينا بعض نماذجه الناصعة لعب دورا متواطئا مع الرواية في بعض الأحيان عن طريق علاقات المجايلة ، أو الرفقة السيكولوجية أو الأيديولوجية ، أوغيرها ، وبمثل ما خدم هؤلاء النقاد هذه النصوص الضعيفة فإن هذه النصوص قد خدمتهم بتعزيز حضورهم في الساحة، بحيث يكاد يستحيل وقوفهم دون الاستناد لعكازة هذه النصوص .

و في ندوة عن إشكالات الرواية عقدت بمركز عبد الكريم ميرغني أواخر العام الماضي 2004 حذر الشاعر محجوب كبلو ، حذر الناقد السوداني من لعب دور الناقد الوطني الذي يقتصر دوره على تشجيع "الإنتاج الوطني " دون أن ينتبه لمزلق تشجيع أعمال ضعيفة، ورفعها ، وترويجها تحت تأثير هذا الدافع الوطني الذي لاعلاقة له بصرامة ونزاهة النقد ودوره التنويري والتحليلي والتقويمي.
ذلك الدافع "الوطني" الذي لايصمد طويلا أمام هشاشة النصوص ، فغالبا ما يكتشف القارئ الحصيف أن تلك الروايات التي أريق حولها حبر كثير لا تستطيع أن تصمد أمام أي ذائقة مدربة ، أو أمام أي حساسية جديدة ، ولاتقوى على إغوائنا للدخول لعالمها.وسرعان ما يكتشف بألم أن بعض هذه الأعمال يصعب وضعها باطمئنان في رفوف أي مكتبة عربية أو عالمية .

وقد أشار الناقد مصطفى الصاوي في سياق ورقته القيمة التي قدمها عن النقد الروائي في السودان في المؤتمر الثاني للرواية السودانية بمركز عبدالكريم ميرغني في أكتوبر 2004 إلى الإشكالات العديدة التي يعاني منها هذا النقد مثل : غياب الجهد الجماعي ، وضعف الصوت المنهجي ، وسيادة النقد الصحفي السريع ، وغياب المجلة النقدية المتخصصة على غرار مجلة مثل " فصول " في مصر، وقصور هذا النقد عن متابعة المشهد الروائي ، وغياب الحوار النقدي الخلاق في مناخ صحي ديمقراطي يسمح بازدهار شجر الأسئلة .

وما لم يشر إليه الصاوي ، هو ما يمكن أن أسميه بظاهرتي الكسل النقدي ،والتكريس النقدي فقد أدى الكسل النقدي في تناول الأعمال المميزة إلى ترديد أسماء بعينها حتى حافة الملل ، خذ مثلا روائيا مثل الطيب صالح الذي لايكاد يختلف أحد حول قامته السامقة في المشهد الروائي .. ماالذي حدث؟
لقد تم ترديد اسمه حتى الابتذال ، وصار مادة ثابتة للملاحق الثقافية ، وللمحررين الكسالى، وتم تكريس اسمه حتى الهوس بالصورة التي كادت تختزل كتابة أمة بأسرها في فرد ، وتم غض الطرف عن الإنجازات السردية الهامة لروائيين آخرين (إبراهيم بشير ، يوسف العطا ، محمد الحسن البكري أحمد حمد الملك ، علي الرفاعي، إبراهيم سلوم ، عبد الفتاح عبد السلام ، أمير تاج السر، حامد بدوي ، إلخ إلخ ) ، وتم اغلاق باب الاجتهاد الروائي ، وعمد (بضم العين وتشديد الميم المكسورة ) الطيب صالح سقفا للرواية السودانية لايمكن اختراقه إلى الأبد .

وتفاقمت ظاهرة الافتتان بالطيب صالح بصورة تنذر بالخطر ، فإذا كان البعض يتحدث عن ظاهرة مثل الـ EGYPTO MANIA أي ظاهرة الهوس بالمصريات القديمة ، فيمكن لنا أن نتحدث في الصحافة السودانية عن ظاهرة الـ TAYEB MANIA أي ظاهرة الهوس بالطيب صالح ، ذلك الهوس الذي يمكن أن يحجب نصوصه عن النقد النزيه والخلاق و الحوار الخصب حول رؤاه الغنية ، كما يحجب نصوص غيره عن مثل هذا النقد ، تصور مثلا لو أن النقد المصري اكتفى بالتسبيح بإنجازات نجيب محفوظ ليلا ونهارا ، هل كان لمصر أن تنجب كل ذلك الرتل من الروائيين : فتحي غانم ، جمال الغيطاني ، إدوار الخراط، إبراهيم أصلان ، صنع الله إبراهيم ، محمد البساطي خيري شلبي ، يوسف القعيد ، لطيفة الزيات ، سلوى بكر ، مجيد طوبيا ، سليمان فياض ، بهاء طاهر ...إلى آخر هذا العقد الذهبي والذين تجاوز أكثرهم الإنجاز المحفوظي ؟ .

لقد كتب غاستون باشلار في كتابه العلامة " جماليات المكان" عن استعارة الأدراج عند برجسون في حديثه عن الذاكرة ، حينما قرر أن الذاكرة لا تشبه الأدراج لكي نحفظ بها ذكرياتنا .. تلك الاستعارة التي رددها حتى الأعياء كل من تحدث عن الذاكرة عند برجسون ، يقول باشلار :" وقد أصبح بإمكاننا حين نصغي لبعض المحاضرات أن نتنبأ بأن استعارة الدرج على وشك الظهور" .. فهل يمكن قول شيء مثل هذا عن اسم الطيب صالح : أي إننا عندما نفتح أي ملحق ثقافي ، أو نقرأ حوارا أدبيا ... فإننا نستطيع أن نتنبأ أن اسم الطيب صالح أو صورته على وشك الظهور ... ألا يحق للطيب صالح أن يهتف حينها : أنقذونا من هذا الحب القاسي .. كما هتف محمود درويش من قبل عندما كان يتم ربط اسمه اعتسافيا مع كل حديث عن القضية الفلسطينية ، بينما تنزوي فتوحات نصوصه بعيدا .

أيضا يمكن للمتابع أن يلحظ بأسى أن كل هذا الهوس الإعلامي حول الطيب صالح لم يقربنا من عوالمه شبرا واحدا ، لم يضف لمعرفتنا به سطرا ، فقد ظل يردد حتى الإعياء المقولات الجاهزة التي لاكتها الأقلام منذ السبعينيات عن الصراع بين الشرق والغرب ، تلك المقولات التي تلتقط الإشارات الظاهرة للنص وتلصقها بالواقع دون أن تنتبه إلى أن هذه القراءة المتعجلة كفيلة بإفقار النص ، واختزال خصوبته وتحويله إلى خطاب مضموني مباشر من الدرجة الثانية كاختزال عالم "موسم الهجرة" بتلك المقولة الجاهزة عن الصراع بين الشرق والغرب .

إن هذه القراءة الجاهزة لموسم الهجرة تشبه مثلا أن نقول " رواية " ذهب مع الريح " لمرجريت ميتشل " تتحدث عن الحرب الأهلية الأمريكية ، أو أن رواية " البحر والسم" للروائي الياباني " شوساكوندو " تتحدث عن الضعف المهني الأخلاقي للأطباء ، لأن مقالا واحدا مدعما بالوثائق والإحصاءات والبراهين يمكن أن يفي بالغرض ، فالرواية " "لاتتحدث عن" "، إنما " تخلق عالما " كاملا مكثفا غنيا يمد (بضم الياء ) فيه جسر الحدس بين الباطني بعوالمه الحدسية المروعة ، وأفاعي فراديسه ، وطمي غرائزه البدائية ، وأحلامه المنتهكة بضراوة واقع قاس ، ورغباته المستترة بمطارق التابو ...، وبين الخارجي بكل جزيئاته التي تتفلت من البصيرة الكليلة ..كل ذلك معجون بفتنة السرد وحرائقه وشهد ثماره المضيئة ... وفي ركن صغير من هذا العالم نستطيع أن نرى الأطباء في" السم والبحيرة " وهم يشرحون الأسرى الأحياء ، منحدرين رويدا "لأقصى ما يمكن للمرء أن ينحدر إليه" .

لماذا استباحة الرواية إذن ؟ الرواية التي نعنيها هي تلك الرواية التي " تتحول إلى فخ هائل يرقص فيه الموت ، وتنوس الحياة ،حين تصير حلما للمخيلة فيه ينفجر الزمان والمكان ،وحيزا لأفكار أبعد ما تكون عن الفكر …..تبدأ كلعبة لامتلاك الزمن ، وتنتهي بمرآة يبحث فيها الخاسر عن جهة خامسة ، وزمن رابع " كما يقول الراوي في رواية" توقيت البنكا " لمحمد علي اليوسفي .

هل من الضروري سرد قائمة طويلة بتلك الروايات ليشهر أصدقاء جوبلز مسدساتهم الصدئة ؟
يظل قوس السؤال مفتوحا ..
صورة العضو الرمزية
الحسن بكري
مشاركات: 605
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:51 pm

مشاركة بواسطة الحسن بكري »

[color=violet]مرحبا الصديق العزيز هاشم ميرغني،

عرفت دكتور هاشم أول ماعرفته من خلال قصائد بديعة وقصص قصيرة مكتوبة بعناية كان ينشرها بالصحف السيارة، وعلى وجه الخصوص، إن لم تخني الذاكرة، بالملحق الثقافي لصحيفة "الخرطوم"، إذ كانت الوحيدة التي تصل إلينا في "الدوحة" من منفاها بالقاهرة. ثم قرأت له وسمعت به كقاص وشاعر وناقد نشط في جماعة "شرفات" التي أسسها مع نفر من الشعراء وكتاب القصة والنقاد الشباب. لكنني لم التق بهاشم ميرغني إلا في مؤتمر الرواية السودانية الذي رافق الاعلان عن "جائزة الطيب صالح للابداع الروائي" في دورتها الأولى التي كان أحد محكميها الثلاثة.

ما أن تلتقي بهاشم إلا يأخذ لبك بثقافته الواسعة وتواضعه الجم إضافة إلى فصاحته وحضوره اللغويين المدهشين. إنه حاليا واحد من الأساتذة المرموقين في الجامعات السودانية وهو من جيل من أساتذة الأدب العربي الجدد الذين نعول عليهم كثيرا في العبور بأقسام اللغة العربية إلى آفاق الدراسات الأدبية واللغوية الحديثة.

مرحب هاشم وقطعا سأعود للتعليق على هذا الخيط النيّر عن الرواية السودانية.
[/color]
صورة العضو الرمزية
åÇÔã ãíÑÛäí
مشاركات: 55
اشترك في: الاثنين مايو 14, 2007 8:32 am

مشاركة بواسطة åÇÔã ãíÑÛäí »

سعادتي بالغة بهذا التواصل عزيزي الحسن البكري .. لن أقول الكثير .. ولكن واحدا من أهم أسباب مشاركتي بهذا المنبر هو وجودكم .. ما ذكرته أعتبره بحق من باب حسن الظن بي لا أكثر.. فما أنا إلا ـ مع آخرين عديدين ـ كادح كدحا في هذا الدرب الوعر المسمى جوازا بالكتابة .. (أضرب مترب القدمين أشعث في الدروب متخافق الأطمار ، أبسط بالسؤال يدا نديه) كما كتب السياب ذات وجع ..
نأمل أن نراك في السودان قريبا ..فثمة أصداء ونسات لم تكتمل ....وحوارات بعثرتها المنافي .. وأمطار من حنين ...
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

نقطة ابن غطّوس

مشاركة بواسطة حسن موسى »

هاشم ميرغني
شكرا لك على هذا الغضب النافع، فأنا و الله أحس بالذنب من تقاعسي عن إكمال النصوص الروائية التي يكتبها أصدقاء أعزاء ( أصدقاء آيديولوجيون و غير آيديولوجيين)، و حين يثقل علي التأثيم غير المبرر ينتابني غضب لا أجد له متنفسا و أمني نفسي بيوم أتفرغ فيه لتصفية حساب أصدقائي ممن استفردوا بالكتابة و اتخذوها دواءا لأدواء الغربة المادية و النفسية و السياسية و غمروا السوق بأيات التضجير المزعوم أدبا.
طربت لموقف علي الرفاعي و صبره على صناعته.
هل أتاك حديث ابن غطوس الخطاط؟
إن لم تكن سمعت بحكاية ابن غطوس
أرجو أن تتقبلها على سبيل الترحيب

قالوا أن الخطاط الاندلسي الشهير أبو عبدالله محمد ابن غطُّوس ، من أهل بلنسية،(1169 ـ 1213 م)، كان ،على براعته و تجويده ، رجلا أديبا وعالما ورعا. قال عنه ابن الأبار في " كتاب التكملة" أنه كان يخط القرآن تقرّبا الى الله، فكتب منه ألف نسخة لم يزل الملوك و الأمراء يتنافسون في اقتنائها الى اليوم.
و روى الصفدي في كتاب " الوافي بالوفيات" أن رجلا موسرا من محبي خطه جاء اليه من بلد بعيد ، مسيرة أربعين يوما، واشترى منه مصحفا اقتناه و رجع به. وبعد رحيل الرجل بأيام تذكر ابن غطوس أنه أخطأ في وضع نقطة على حرف ، على صفحة من صفحات المصحف الذي باعه للرجل. فأقلقه الأمر و روّعه فحمل أدواته و سافر مسيرة الاربعين يوما حتى بلغ دار الرجل الذي اقتنى المصحف. قالوا أن ابن غطوس طلب من الرجل أن يرد له المصحف ، فتوهم صاحبنا أن ابن غطوس رجع في البيع.
فقال له:
قبضت الثمن مني و تفاصلنا فماذا بك؟
قال ابن غطوس:
هوّن عليك، لم أرجع في البيع و لكن لابد أن أرى المصحف.
فدخل الرجل و أتى بالمصحف لابن غطوس.
قالوا أن الخطاط فتح المصحف في الصفحة التي بها الخطأ و أخرج أدواته و حكّ موضع الخطأ و أصلحه و رد المصحف الى صاحبه و ركب ورجع الى بلده.





كانت المـصاحـف التي يخطـّها قلم ابن غطـُّوس
تحفا خطوطية غنية بخبرة ابن غـطوس و درايـته.
وعرف عنه أنه كان يضع المسـك في دواته فيضيف
إلى متعة البصر حلاوة الطيب المنبعث من الصفحات
كلّمـا قلـّب القـارئ صـفـحـات المـصـحـف.

صورة العضو الرمزية
ÚÕÇã ÃÈæ ÇáÞÇÓã
مشاركات: 814
اشترك في: الأحد أكتوبر 23, 2005 4:48 am
مكان: الخرطوم/ 0911150154

مشاركة بواسطة ÚÕÇã ÃÈæ ÇáÞÇÓã »

العزيز د. هاشم ميرغني الف مرحب ، ولعلك تدرك الملابسات التي غيبتني لوقت من هنا . بالتأكيد سعيد بوجودك هنا ، بوجود حسك النقدي الرفيع ..
ومرحب لمرات ..
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

مشاركة بواسطة حسن موسى »

.

صورة

.
ياسر زمراوي
مشاركات: 1359
اشترك في: الاثنين فبراير 05, 2007 12:28 pm

مشاركة بواسطة ياسر زمراوي »

العزيزالدكتور
هاشم ميرغنى
فقط الان انتبهت الى دخولك المنبر وانك صرت عضوا فيه
لااملك excess ثابت للانترنت
اهلا ومرحبا بك فيه وسعدنا بوجودك فيه
وهاانت تبتدر مساهماتك بمساهمة قوية وقيمة [font=Arial]
صورة العضو الرمزية
إبراهيم جعفر
مشاركات: 1948
اشترك في: الاثنين نوفمبر 20, 2006 9:34 am

مشاركة بواسطة إبراهيم جعفر »

سلام عليك يا دكتور هاشم ميرغني ولك المودّة. كنتُ أودّ أن أدخل عليكَ في داركِ الجديدةِ هذي منذُ "في محبّة محجوب شريف"، وذلكم لأني أدرك أن كتابتك مجوّدة، صبورة ومتأملة وذات قيمة أساسية، مرشدة ومضيئة. لكن لك العذر، ولي العفو، حتى نرضى معاً! كن هنا واشربْ معنا "شاي" هذه "الأم العريقة"- السودان للجميع: Sudan-forall- إذ "نُهبهِبُهُ" سويّا بجماعِ وُسعِ-أو قُلْ شُسْعِ- ما فينا من كبدٍ وأشواقْ...

لك اللهُ يا صديقَ فيما أنتَ كائنٌ به وفيه، ولنا نحنُ الأوبةُ إليكم، في البلد-الرّحمِ والمآل، ومِن ثمّ موصولُ السَّعي على آثارِ ما قد كنّا بدأناهُ من مرتقى خَلقٍ قديمٍ، حميمٍ، هناك.

سلامٌ لكلِّ أهيل المُدامِ الذين رحّبُوا بكَ وبِمدادِكْ- أو أنّهُ كانَ عليّ أن أقولَ "مَدَدِكْ"؟؟

[align=left]إبراهيم جعفر.
بشرى الفاضل
مشاركات: 353
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 8:31 pm

مشاركة بواسطة بشرى الفاضل »

عزيزي هاشم ميرغني
أحييك وأحيي مقدمك إلى هنا .إن كنت تتحدث من الداخل فأرجو أن تدعو معك الكتاب عبدالعزيز بركة ساكن والصويم ومحرري مجلة القصة وأعضاء نادي القصة.دعهم يأتون كي يثبتوا هنا ركنا للمفاكرة.وهؤلاء الشعراء الجدد من حدثني عنهم انس مصطفى .
ذلك اجدى لزوم التفاهم عياناً بدلاًعن رواية النعمان عن ماء السما كيف يروي مالك عن انس .
ومن ناحية أخرى تجدني آسف اشد الاسف لكون حوارنا ذاك لم يكتمل ومسعانا ذاك لم يتم أيام مركزعبدالكريم ميرغني.على كثرة ترددي على السودان في الآونة الاخيرة وآخرها في نوفمبر الماضي.
دعني اقول لك أن صورة الرواية والقصة ليست بائسة مع كل ما سردت هنا.إن كل هذا الزخم ياتي لملء فراغ هائل موجود في الساحة.وهو زخم يأتي وغضبه معه فالأجيال الجديدة التي أغضبتها الكارثة التي حاقت ببلدنا أصبحت غاضبة بما لا يقاس على كل الأجيال السابقة وتعاملهم ككتلة صماء .أنا اسميهم جيل "النترة".كلهم suspicious بمعنى أنهم نزاعين إلى الإرتياب في كل اداء الاجيال السابقة الكتلة الصماء علماً بأن الأجيال السابقة واجهت كوارث في الوطن وقاومتهامن بينها الفصائل الديمقراطية الأكثر وعياً .الاجيال السابقة هي من ادخلت الحداثة في السودان .
دعني أقول لك إنه يجب الا تنتقد حالة أن تكتب تلك المقالات التي بلا حصر عن روايات الطيب صالح.لقد سبق الطيب صالح عصره في السودان وروايته لم يتم تخطيها حتى الآن من قبل كل كتاب الرواية في السودان لسبب موجود في بنيتها نفسه.ومع ذلك فهي ليست رواية معجزة أو مقدسة واحتمالات تخطيها قائمة لدى هؤلاء الشباب لدىأي منهم ولدى الأجيال المقبلة.
ومن ناحية اخرى يكتب شباب باللغات الاجنبية : ليلى ابو العلا هل أشرت لروايتها المترجمة التي قام بنقلها للعربية الاستاذ الخاتم عدلان؟وجمال محجوب بالإنجليزية وهناك من يكتب بالإسبانية وسيفاجئون اسودانيو الشتات في هذا المنحى كل يوم بجديد.
ومن ناحية ثالثة ارجو ألا تقلق بسبب أخطاء الصويم وغيره اللغوية .مثل هذه الاخطاء يمكن تفاديها مستقبلاً حين يكون لدينا ناشرون مجودون وقد بدات طلائعهم تظهر الآن فلو كنت ناشراً فسأدفع بالنص هدف النشر لمحكمين ومصححين يقرأونه ويحبرونه كله بالاحمر ويعيدونه لكاتبه فإما صححه أو أقر بالتصحيح أو تأجل نشره.لكن العبرة بإبداع الصويم الذي انتزع إعجاب قارئيه -انا لم اقرأ له حتى الآن -لكنني أثق في آراء بعض الاصدقاء ممن قرأ له. قرات لعبدالعزيز بركة ساكن وأعجبت بالكثير مما كتب.ولآخرين كثيرين لا أريد ان اعددهم هنا لأن لي نظرة في التتابع أعتقد بها في تصنيف الكتاب الروائيين.
الحديث يطول ياصاحبي لكن حالة الإرتياب التي أشرت إليها هنا أصبحت تطال كل شيء وحسبك ان يزل لسانك أو قلمك في كلمة فتحاسب بها أبد البوستات.
دمت.
انس مصطفي
مشاركات: 172
اشترك في: الأربعاء يوليو 20, 2005 12:15 am

مشاركة بواسطة انس مصطفي »

العزيز د.هاشم ميرغني

هذا مرور أول للتَّرحيب والسلام
وجودك هنا اضافة كبيرة للمشهد الأدبي..(أهو بديت جد طوَّالي)

سأعود لقراءة (حمَّى الرواية ) بتأنِّي وأرجو أن يكون لدي ما أضيفه للحوار
نصار الحاج
مشاركات: 120
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:59 pm

مشاركة بواسطة نصار الحاج »

[font=Arial]يا صديقي الجميل هاشم ميرغني
مرحباً بك هنا

وكنا من زماااان نأمل في أن تكون حاضراً في هذه المواقع
مع معرفتنا الكاملة بأنك تتابع وتقرأ ...
صورة العضو الرمزية
åÇÔã ãíÑÛäí
مشاركات: 55
اشترك في: الاثنين مايو 14, 2007 8:32 am

مشاركة بواسطة åÇÔã ãíÑÛäí »

سعدت كثيرا بالردود والتعليقات على الموضوع التي فتحت بابا مواربا كادت تغلقه المجاملات السودانية التي أضرتنا كثيرا .. وسأعود تفصيلا فيما بعد للحوار مع هذه الردود والتعليقات .. ولكن ما أود الإشارة إليه في عجالة هنا أنني لم أقل أن المشهد الروائي قاتم .. فهناك أسماء قدمت إنجازات سردية بالغة الأهمية .. من هذا الأسماء نذكر تمثيلا لا حصرا :إبراهيم بشير ، يوسف العطا ، محمد الحسن البكري أحمد حمد الملك ، علي الرفاعي، إبراهيم سلوم ، عبد الفتاح عبد السلام ، أمير تاج السر، حامد بدوي ، إبراهيم الطيب سليم إلخ إلخ .. والقائمة تطول .. ولكن قائمة النقاد المسبحين بحمد الطيب صالح .. وغبار الادعاءالكثيف حول أعمال متوسطة القيمة[color=darkred] [/color][size=18] ] ..والاستعاضة عن فقر النص بـ " حضور المؤلف " .. وشبح الاستسهال المريع .. وعلاقات المجاملة والمجايلة والرفقة السايكولوجية ....وعدم الصبر على " قعدة الكتابة الحارة " .. كل ذلك حجب عنا القيمة الحقيقية لأسماء عديدة .. والتحية للجميع ..
صورة العضو الرمزية
مصطفى آدم
مشاركات: 1691
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 5:47 pm

مشاركة بواسطة مصطفى آدم »

أخونا هاشم ميرغني ، سلام و تحية
و مرحباً بك كثيراً،
فرحت فرح خاص باستهلالك المشاركة في المنبر بهذه المقاربة ، من معرفة لصيقة بمشهد الكتابة الأدبية في السودان.
و أدعو المهتمين بهذا الأمر من مبدعين ، باختلافهم الخلاّق ، إلى جعل هذا الخيط " ملف" شامل للكتابة الأدبية في السودان ، الروائية أولاً ، بحكم العنوان ، و غير الرواية إن شاء البعض ، فالفضاء متسع لما تعارف عليه الناس ، تقليدياً ، بالنقد الأدبي!
مع خالص المودة.
صورة العضو الرمزية
ÍÇãÏ ÈÎíÊ ÇáÔÑíÝ
مشاركات: 186
اشترك في: الأحد إبريل 01, 2007 9:17 am

مشاركة بواسطة ÍÇãÏ ÈÎíÊ ÇáÔÑíÝ »

دكتور هاشم مرحب
سعيد والله بوجودك معانا وبدخولك هذا القوي
ربما اعود للحوار فيما بعد
بس يا حبيب اليومين دي مشغول
ومابقدر علي الكتابة ولا قعدة الكيبورد الحارة دي
تحياتي ومحبات
حامد
انس مصطفي
مشاركات: 172
اشترك في: الأربعاء يوليو 20, 2005 12:15 am

مشاركة بواسطة انس مصطفي »

مساء ودود العزيز د. هاشم ميرغني


هنا تعقيب ما على حمى الرواية كجزء أوَل سأحاول اكماله متى ما تهيأ الوقت



حُمَّى الرِّواية


ربَّما ليس من الصّواب الذهاب باتجاه الاجابة مباشرة، الا أنني تفاؤلاً سأقول أن الاجابة على السؤال المركزي أقرب لِنعم، بوسع الكتابة السرديَّة السودانيَّة أن تحتلَّ مكانها الرفيع على المكتبة العالمية، لن أقول العربيَّة لأسباب تتعلق بعدم ثقتي في نزاهة المشهد الأدبي في سياقه العربي حيث تتدخل عوامل سياسية، أيدولوجية، مصلحيَّة بشكل أو بآخر في المسألة الأدبية، للأسف أيضاً يبدو أن الممر الأسرع للمكتبة العالمية يتطلب ولحدِّ ليس بالقليل المرور عبر دهاليز المشهد العربي، الا أنّ هناك فرصة مواتية للسَّاردين السودانيين ممن يكتبون بلغات أجنبية مثل: جمال محجوب وليلى أبو العِلا لتجاوز شرط القبول في الوسط الثقافي العربي والذهاب مباشرةً باتجاه العالميَّة اعتماداً على الجودة وحدها للنصوص كمعيار، وهو ما أظنُّه ولحدٍّ ما قد حدث بالفعل، هذا لا يعني بالتأكيد انهم وباطلاق أفضل من الكتاب داخل الوطن العجيب الا أنه ولاعتبارات عديدة فرصتهم أكبر، يضاف اليهم كتَّاب المهاجر الآخرين مثل أحمد الملك وطارق الطيِّب وغيرهما ذلك بفعل حركة الترجمة النشطة شمال المتوسط والمناخ الرَّصين والفعَّال بدرجة كافية، أظن وبناءً على ذلك أن الكتَّاب السَّابق ذكرهم قد يشكَّلون طليعة سودانية باتجاه العالم الفسيح وذلك كخطوات أخرى ما بعد الخطوات الواسعة لأستاذنا الطيب صالح..

من ناحية أخرى يبدو الاقبال الكبير على الكتابة والاهتمام بها من قبل الجميع ظاهرة منعشة وجميلة من طرف رغم ما قد يترتب على ذلك من أشياء قاسية، من الجيِّد أن يحاول الجميع ممن يأنسون في أنفسهم شبهة ملكة كتابية الكتابة، سيضل العديدون الطَّريق دون شك وسيصل البعض من البحَّارة وموظَّفي الخدمة المدنية والعشَّاق المهجورين الى مصاف كتابة سرديَّة رفيعة، المهم في الأمر الحراك في الكتابة سيفضي لشيءٍ ما، فقط وكما أفدت يا د.هاشم يلزم ان يكون النَّشر أكثر انضباطاً ورصانة، لكن وكما هو واضح لجميع من مرَّ بتجربة النشر في سياقها السوداني سيكتشف ومن أوّلِ وهلة أنَّه لا توجد لدينا دور نشر بالمعنى المتعارف عليه للكلمة، لا هيئات تحرير لاجازة النصوص، لا تصحيح لغوي، لا ارتِسْت، ولا شيء بالمرَّة أكثر من طباعة حزينة ومُوجِعَة تخصم الكثير من قيمة الكتاب، لذا من المستبعد وفق شروط النشر الماثلة الآن الحلم باختراق كتب الداخل للعالمية، الا اذا تمكَّن الكتاب من النشر لدى دور نشر عربية كبيرة كما فعل الأديب عبدالغني كرم الله (المؤسسة العربية للدراسات والنشر) والروائيان خالد عويس (دار الساقي) ومحسن خالد (المؤسسة العربية للدراسات والنشر) مع ملاحظة ان ثلاثتهم من كتَّاب المهاجر العربيَّة مما وفَّر لهم فُرصة القرب من دور نشر جيَّدة، الا أنه وبنفس المقدار النشر لدى دور عربيَّة يحرم الكتَّاب من قرائهم داخل السودان وذلك لعدم اهتمام المكتبات السودانية وخصوصاُ المكتبات التي تطبع/تنشر بتوفير كتب سودانية (خرجت من طوع) هذه المكتبات وهذه مسألة تستحق الانتباه أيضاً لأن أهم المكتبات المعروفة في الخرطوم تمثِّل الآن محلات عرض لدور النشر المالكة لها وحسب تجربتي الشخصية يرفضون أو يكادوا وضع أي انتاج أدبي سوداني قادم من أماكن أخرى سوى مطابعهم على أرفف المكتبات، وبالتالي الطباعة في الخارج لها ما بعدها من الصعوبات..


فيما يخص جودة النصوص الروائية السودانية المُعَاصِرَة فهناك دون شك وكما أسلفت أنت يا دكتورأسماء تشي بكتابة جميلة وَوَاعدة وممتعة، قد يحدث تفاوت في تحديد هذه الأسماء لأسباب كثيرة تتعلق أحياناً بالذَّائقة، وأحياناً أكثر بسبب العلاقات الاجتماعية أوالسيكولوجية المعروفة في السودان، ولا زلنا نعوِّل كثيراً على نقد فعال ومنهجي ودقيق، وهذا يقودني الى طرح سؤال حول غيابك كناقد لفترات طويلة، هل هو بسبب اليأس من الوضع الثقافي الرَّاهن؟ أيضاً ما هي أسباب التركيز النَّقدِي على الكتابات السرديَّة ونزوحِه بعيداً عن الكتابات الشعرية فيما عدا قلة من النقَّاد أذكر منهم د. عبدالماجد الحبوب.


ما أود التعقيب عليه أيضاً النقطة التي أثرتها حولَ طباعة الكتب وهي مليئة بالأخطاء النحوية، الاملائية، الطباعية وغيرها من الأخطَاء، وهنا لا أود الدفاع عن أحد فمسؤلية الكاتب في المقام الأول أن يحرص على خروج كتابه خالياً من الأخطاء، فقط يهمني ومن خلال تجربتي الشخصية في نشر كتابي أن أشير للصعوبة المرعبة في انتاج كتب بلا أخطاء من دور نشرنا في السودان، دور النشر المحلية لا تمتلك مصححين في مجملها، فيما يخص تجربتي مع دار نشر سودانية بالقاهرة ورغم حرص الدار واهتمامها بمسألة التصحيح اللغوي فقد تأخَّر نشر الكتاب لشهور عديدة (حوالي 6 شهور) بسبب التَّصحِيح، أذكر بعد تصحيح الكتاب في القاهرة بواسطة دار النشر واعادته لي قمت بمراجعة التصحيح بنفسي واكتشفت أخطاء ما في التشكيل، فأعدته مرَّة أخرى للقاهرة، ليصحح مرةً ثانية وأراجعه مجدَّداً لأجد أخطاء لم أعثر عليها في المرَّة الأولى ومن ثم بدأت رحلتي في البحث عن مصحِّحين في الخرطوم، ولحسن الحظ –بعد عناء وزمن طويل-عثرت على الأستاذ خالد شمبول (عن طريق أحد الأصدقاء) فصحح نسخة من الكتاب، ونسخة أخرى صحَّحها أستاذ بكلية آداب الخرطوم (أيضاً بفعل الصداقات)، الصعب في المسألة كان وجود اختلافات بين النسخ المصححة، لذا يخالجني الظن وبعد كل العناء والتعب باحتمال وجود أخطاء في الديوان، فتأمَّل ما كان يمكن تفاديه لو توفَّرت دارَ نشرٍ واحدة مؤهَّلة للنَّشر فالكاتب ومهما بلغ المامه باللغة فانه في الغالب سيحتاج لمراجع متخصص أكثر في المتاهات النحوية.


قرات باهتمام ما كتبته حول الكتابات الروائية للجيل الحالي ونقاط ضعفها فيما يخُص تكنيكات السَّرد والافتقار للكثافة اللغوية وغياب الفكرة الجوهرية للعمل الأدبي وغيرها، ولأسباب تتعلق باطِّلاعي على جزء من هذه النصوص فقط لا يسعني الآن الادلاء برأي أطمئن له، الا أنه وكملاحظة ما، انتبهت في العديد من الرَّوايات السودانية الرَّاهنة الميل الواضح للكتابة باسلوب الواقعية السحرية بدرجة (في بعض الاحيان) تجعلها تكاد تتماهي مع كتابات ماركيز مثلاً، (وكانك تقرأ ماركيز بأسماء ومدن وشخصيات سودانية)، لدرجة حسب تقديري تؤدي لفقدان النصوص لنكهتها الشخصية، بامكانك ونسبة لاطلاعك الاوسع على الكتابات السردية الراهنة تناول هذه النقطة لو رأيت أنها genuine

دمت

أنـس مصطفـى
صلاح شعيب
مشاركات: 121
اشترك في: الاثنين مايو 30, 2005 12:06 pm

مشاركة بواسطة صلاح شعيب »

د.هاشم
تحياتي

هذه الكتابة أفادتني كثيرا..والحقيقة إنني لا أعرفك ولم نلتق إطلاقا، ولكن أحس إني من قرائك
الذين يحتسون حساء المادة التي تدلقها هكذا في الصحف منذ أمد يتجاوز العقد..ولأن شبهة التمجيد تنتفي، فإنني لم أقرأ في الآن الاخير كتابا مثابرا وعميقا وجريئا ودافئا كما تفضلت به هنا..وربما يشجعني هذه الكتاب بمداخلة أكثر تفصيلا..وآمل أن يتسع خرق الوقت عندنا..ومرحبا بك.
مازن مصطفى
مشاركات: 1045
اشترك في: الأربعاء أغسطس 31, 2005 6:17 pm
مكان: القاهرة
اتصال:

مشاركة بواسطة مازن مصطفى »

..
آخر تعديل بواسطة مازن مصطفى في الأحد يناير 06, 2013 1:26 pm، تم التعديل مرة واحدة.
iam only responsible for what i say, not for what you understood.
صورة العضو الرمزية
åÇÔã ãíÑÛäí
مشاركات: 55
اشترك في: الاثنين مايو 14, 2007 8:32 am

مشاركة بواسطة åÇÔã ãíÑÛäí »

سعادتي بالغة بردود الجميع ... لاسيما أستاذنا بشرى الفاضل .. والدراسة القصيرة المكثفة لأنس مصطفى .. والجميع .. لاحقا سأحاول أن أمضي بالموضوع المثار إلى مدى أبعد وأفضل .. ولكن ما تجب الإشارة إليه على عجل هنا .. هو إبداء سعادتي بما كتبه مازن مصطفى حول استدراك الصويم لأخطاء روايته الأولى (تخوم الرماد) .. ومن المهم هنا القول بأني لم أقصد (الصويم ) في حد ذاته .. إنما كان (الصويم ) مجرد مثال من بين أمثلة عديدة ....واهتمامي باللغة هنا كما أشرت خارج عن دائرة الخطأ والصواب ،وهي دائرة ضيقة ، بل ومدرسية نوعا ما ...ولكنه متصل بهم عميق ومؤرق حول آليات اشتغال اللغة في الخطاب الأدبي ، وآمل فتح هذا الملف قريبا بمساهمات الآخرين ... أحييك أخي مازن أيضا على جهدك الجميل مع (برانا ) ...
عبد الماجد محمد عبد الماجد
مشاركات: 1655
اشترك في: الجمعة يونيو 10, 2005 7:28 am
مكان: LONDON
اتصال:

مشاركة بواسطة عبد الماجد محمد عبد الماجد »

الأستاذ هاشم ميرغني
تحايا وترحيب

جميل أن يكون معنا أديب ناقد يشهد له جمع كبير يطول باع في مجاله.

أستاذي, أنا لست بقاص أو ناقد. ولكني ولجت هذا الباب مؤخرا. هؤلاء الشباب الجدد هم الذين حفزّوني للاهتمام بهذا الباب من الادب.

وبرغم حداثتي هذه وقلة خبرتي وجدت شيئا يجول بخاطري ترددت في تحبيره ولكنب قررت اليوم البوح به.

حمى الرواية:

لكأنك تقول بأن انتشار الرواية وولوج أبوابها من جماعة غير مؤهلة جيدا, يضر بالرواية أو الأدب. فإذا صحّ فهمي أستطيع أن أقول أن العكس هو الصحيح: هذه بشارة : نحن على أعتاب صحوة أدبية. الجماهير ستفصل في الأمر وتفرز الجيد وتترك الأقل جودة.
ثم أن الكتاب أنفسهم سيستفيدون من تجارب بعضهم البعض ومن ازدهار في الحركة النقدية: ستلقى عليكم تبعات جديدة ومسؤليات إضافية.
لفظ " حمى" له ظلال سالبة لأنه يوحي بأن حالة مرضية أو وباء يمرّ بالبلاد. الصحيح هو أن التنافس لا يولد إلا جوا أفضل ونتاجا أحسن.

وإذا أخذنا المسألة من زاوية تسجيل الأراء فإن جميع الكتاب سيكون لهم قدر من الأهمة ولو كمسجلين للمرحلة التاريخية أو التاريخ الاجتماعي كلّه.
كل رواية مشروعة وبأي لغة جاءت.

سأأعود
المطرودة ملحوقة والصابرات روابح لو كان يجن قُمّاح
والبصيرةْ قُبِّال اليصر توَدِّيك للصاح
ÚÈÏ ÇáÚÒíÒ ÈÑßÉ ÓÇßä
مشاركات: 14
اشترك في: السبت فبراير 03, 2007 10:36 am

مشاركة بواسطة ÚÈÏ ÇáÚÒíÒ ÈÑßÉ ÓÇßä »

الصديق الدكتور هاشم ميرغني
كيف حالك، الناس البيت الأسرة و المشغوليات
لقد كنت بعيدا في دارفور التي اصبحت بلا فور أرصد الأحزان هنالك
مما جعلني بعيدا عن الدوائر التكلنوجية و لم اعرف بهذا المقال الا اليوم
هي شهور كثيرة مضت منذ ان قرأنا لك هذا المقال في الصحافة السودانية، و كنت اظنك خلال هذه الفترة قد تطورت أفكارك و انتبهت لوظيفة الناقد و ادواته، و لكن للأسف انت ماذلت ناقدا في مجالي النحو و الصرف فقط. و اريد ان ابشرك يا صديق ان هذا الباب سوق ينقفل قريبا لأن بعض الناشرين سيقومون بواجبهم و ربما يتم استيعابكم مع احدي دور النشر للعمل كمصحح،
بالتالي لا سبيل لك سوي العمل علي اكتشاف مواهبك الحقيقية في النقد وهي موضوع الدكتوراة ، حتي تنفع الناس.
الشيء الآخر : هل قرأت مذكرات ماركيز؟
سوف تحزن كثيرا اذا عرفت أن الرجل قد خدع القائمين علي جائزة نوبل : انه يخطيء في اللغة وله مصححون؟
ولدي سؤال ايضا لكم: كيف تستطيع بمنهجكم هذا الحكم علي الآداب التي تكتب باللغة الأنجليزية ؟ و الفرنسية وغيرها ولم يتخصص سيادتكم في صرف و نحو هذه اللغات بعد؟


علي كل،
مجهودكم مقدر، ولكم منا الشكر
أضف رد جديد