سيكولوجية التنازع في زمن الهجرة

Forum Démocratique
- Democratic Forum
أضف رد جديد
ãÌÏí ÅÓÍÞ
مشاركات: 17
اشترك في: السبت يونيو 18, 2005 9:56 pm

سيكولوجية التنازع في زمن الهجرة

مشاركة بواسطة ãÌÏí ÅÓÍÞ »

الاعزاء



الهجرة اصبحت جزء اصيل من تركيبة واقعنا المعاصر. ومثل اي تجربة اوظرف نجد اثاره السلبية و الايجابية علي الفرد و المجتمع.تكون المحصلة عادةافرازا للعلاقة الجدلية بين الفرد و المجتمع الجديد.عادة ياتي الفرد مشبعا بثقافته الاصليةمختلطة ببصماته الخاصة ووعيه.بصورة واعية او غير واعيةيتم التنازع بين المفاهيم و نمط الحياة المكتسبة مع معطيات الوطن الجديد.نجد ان الحراك الاجتماعي يتحرك بين قطبين من التقوقع حول ما نحمل او التخلي عن ما نحمل و الاندماج في الواقع الجديد.عادة يتارجح الاغلبية بين المستويين وتختلف مدي اقترابنا لاحد الاقطاب استنادا علي الاختلاف في مكوناتنا الذاتية من سيكولوجية و اجتماعية.ان أي اختيار لاي موقف يصاحبه كثير من الدفوعات السايكولوجية الواعية و غير الواعية لتساعد في التفسير و التبرير لهذا الموقف حتي تقلل من احتمالات الالم النفسي لهذا الاختيار.
رغم انه من الصعب ان تصف خريطة سايكولوجية لكل شعب ولكن تشتطيع ان ترسم السمات العامة التي قد يتشابه فيها افراد شعب مجدد نسبة للسمات الثقافية المشتركة.
نجد ان ظاهرة الهجرة بالنسبة للسودانيين ظاهرة حديثة نسبية لذا من الصعب ان نقول لوجود سمات عامة تعكس نوع التفاعل السايكولوجي.ان من اهم الاسباب التي ساهمت في ازدياد ظاهرة الهجرةهو المتغيرات الاقتصادية و السياسية التي صاحبت مجئ الانقاذ للسلطة مما ادت لهجرة شرائح اجنماعية متباينة.وسط هذه الشرائح الاجتماعية نجد الشريحة التي ارتبط خروجها بالواقع السياسي و انعدام الحريات.هذه الشريحة هي الاكتر عرضة للضغوط النفسيةمن غيرها من الشرائح.من اكثر العوامل ضغطا هو احساس الفرد بالمسئولية لما يجدث في الوطن.يزداد هذا الاحساس تعمقا بوجود الفرد بعيدا من حركة التغيير المباشر وخاصة ان معظم افراد هذه الشريحة تشكل وعيهم ويتحقق ذاتهم بوجودهم العضوي في حركة التغيير.ايضا نجد ان واقع الهجرة من طبيعة العمل والالتزامات الجديدة تمثل ضغطا نفسيا جديداو استلابا من نوع مختلف.فشل هذه الشريحة في ايجاد شكلا مؤثرا في حركة التغيير داخل الوطن قد افرزت انعكاسات سلبية من احاسيس متباينة من الاحباط الضياع العدمية و عدم الجدوي.يصارع كل فرد بمقدار متفاوت هذه الاحاسيس ونجد ان القلة قد نجحت في رسم مسالك جديدةلتحقيق ذاتها حني تستطيع ان تحافظ للفرد علي حزء مت التوازن السيكولوجي.الجزء الاكبر مازال يصارع للوصول لهذا التوازن.
في هذا البوست اريد ان افتتح الحوار لجزئية صغيرةمن هذه الظاهرة المعقدة و المتشابكة.اريد ان ننظر في اثر هذا الواقع عليناو تجلياته في المنتديات الالكترونية.نلاحظ ان هذه المنتديات قد وفرت للكثيرين فرصة ان يعيشوا هموم الوطن من حلال هذا التواصل الاثيري بل تعدي ذلك عند البعض لتصبح تعويضا للوطن الغائب.نجد ان الكتابة في هذه المنابر تمثل ادوات التغيير التي افتقدهاالناس وساهمت كمية الانفعالات المكبونة في تضخيم دور المنتديات وليصبح تعويضا للوطن المفقود. ويتضخم احساس الفرد التعويضي ليبدا يشعر بالامان والتوازن السايكولوجي لنتيجة لشعوره المزيف بقيمة تعويضيةتتجاوز امكانيات هذه المنتديات الفعلية والحقيقية. في داخل المنتدي سريعا ما يتكتل الأفراد بحثا للامان تحت غطاء الجماعةوتقوم الجماعات المضادة للحماية من هذه المجموعات مما يخلق روح التكتل والانتماء يزيد من حدة الانفعالات الاحساس بضرورة حماية الذات و حماية الجماعة. تنطلق كل الانفعالات التي تحلم بان تكون جزء من عجلة التغيير لذا لا نستغرب من تضخم هذه الانفعالات لتغطي النقص الموضوعي لهذا الدور وتتزايد هذه الاحاسيس بمدي حوجة الفردلغطاء سيكولوجي ليغطي نواحي القصور من الشكل الجديد لاشباع الذات المتعطشة للتحقق.يصاحب فذا التغيير تشكيل وعيا موازيا قد يشعر الفرد ان كلمة يكتبها هي سطور للتاريخ تستحقق الدراسة و ستساهم في حل ازمات الوطن.فتصب الانفعالات في غير مصبها و ليصبح الحماس بداية للعنف اللفظي و العنف يفرز العنف المضاد.العنف اللفظي قد يتفاوت من انفلات غير واعي لكل المشاعر السالبة المكبوتةالي سلوك واعي يمارس القسوة والحدة لحماية الذات من التعرية ومن الخوف من الاقتراب من الذات الغير مستغرة و الباحثة عن الامان.
واكتفي هنا بهذه المداخلة وقد يفتح الحوار افاق اوسع تستوجب الرد ولكم الود
ãÌÏí ÅÓÍÞ
مشاركات: 17
اشترك في: السبت يونيو 18, 2005 9:56 pm

مشاركة بواسطة ãÌÏí ÅÓÍÞ »

شكرا العزيز عادل و لنواصل
العنف وجد اهتمام واسع من مدارس علم النفس السلوكي و قد تباينت الاراء في اصله وجوهره.كانت البدايات عند فرويدو ادلر و تتطورت في المدرسة الوجوديةالتي لخصها مايي عندما اعتبر القوة هي المحرك الجوهري للفعل الانساني والعنف هي احدي الادوات الاساسية المعبرة عن هذه الطافة.قسمت المدرسة الوجودية تطور الفرد كسلسلةللتجاوزات لمراحل تراتبية من القوة تبدأ من النقطة البدائية وهي مرحلةاكتشلف وخلق الذات ثم تليها اثبات الذات وبعدها تاني مرحلةخلق وجود مؤثر وفاعل ثم مرحلة تجاوز العقبات المانعة للتطور.يعتبر العنف مرحلة ضرورية عند فشل الادوات غير العنيفةفي التنقل من مرحلة لاخري.العنف كسلوك وجودي يعتبر ضرورة لكن واضعين في الاعتبار ان العنف يتشكل علي حسب مستوي الوعي والبعد الثقافي.يعتبر مايي ان سلوكنا يتشكل من خليط من العنف الايجابي و العنف السلبي ويعتبر الايجابي ضرورة وجودية و السلبي هو مرحلة القسوة و عادة ما تظهر عندما يفشل دفع العنف الايجابي في المساهمة في التطور.امثلة العنف الايجابي مثلا في قوة الثبات و الصراع للتعبير عن الذات او محاولة التاثير واستلاب الاحري ويتجسد في العنف العاطفي والحب و رغبة تملك المحبوب اما العنف السلبي فهو مرحلة الاقصاءو الالغاء للاخر.
اذا حاولنا النظر لواقع العنف اللفظي في المنتديات الالكترونية من خلال التحليل الوجودي فاننا نري ازمة فشل العنف الايجابي في الانتقال بالفرد من مرحلة تاكيد الذات الي مرحلةالذات صاحبة الدور في التغيير.التوقف في مرحلة وجودية محددة يصاحبه تراكم للقوة الذاتية التي يصاحبها زيادة التوتر والقلق.قد يستطيع الفرد بادوات الوعي الوجودي والعنف الايجابي ان يتجاوزها حيث يتم فيها استيقاظ الوعي المؤلم و الذي بدوره قد يقود الي مراحل اعمق من التوتر نتيجة لما يعرف بالقلق الوجودي. عندما عندما يفشل العنف الايجابي للانطلاق بهذه الطاقة لمرحلة اعلي يستدعي العقل اللاواعي ادوات جديدة متمثلة في العنف السالب حتي يساعد الفرد المتازمة في تفريغ شحنات الطاقة النفسية المحتبسة.وحيث ان العنف السالب يساعد في تفريغ الشحنات النفسية ولكنه لايستطيع الانتقال بالذات لمراحل اعلي من تحقيق الذات يصبح الواقع دوامةمستمرة من الشحن والتفريق بدون تحرك ايجابي نحو تحقبق الذات.لذا نري دوامة العنف المتصاعد والتي قد تصل لهدم الذات او المنبر المحدد للحوار.
ونكتفي هنا لنواصل مع الحوار لكم الود
إيمان أحمد
مشاركات: 774
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:27 pm

مشاركة بواسطة إيمان أحمد »

Dear Dr. Magdi Ishag
Salam, and thank you for the analysis

Part of the whole problem too is what I call (Internet bullying). I also noticed it on some of those Sudanese discussion sites.

I can't find any other name for it, but I will try to explain.
It may include bullying women away from expressing their opinions (could be done by either men or other women),
bullying others from disagreeing with you, or bullying whoever is percieved as a (rival/competitor) on any level!

Although these are all virtual (battlefields), some people feel a real threat when exposed on them. And I observe many interesting ways in which a person is put to test with regards to (respecting/accepting/leaving alone)
the other.

Thanks
Iman
ãÌÏí ÅÓÍÞ
مشاركات: 17
اشترك في: السبت يونيو 18, 2005 9:56 pm

مشاركة بواسطة ãÌÏí ÅÓÍÞ »

قبل ان ننظر لقضيتنا من وجهة علماء التحليل النفسي من المفيد ان نقف لحظة مع رؤية علم النفس الاجتماعي.
في مرحلة عدم التوازن النفسي والاجتماعي تطفو علي السطح كثير من الممارسات الاجتماعية المستندة علي واقع نفسي مختل.من اكثر الظواهر علاقة بظاهرة العنف هي خطأ التبرير الذاتي و التبرير الموضوعي.يبحث الفرد عادة لتفسير متناسق ومتسق لفهم الذات و العالم.الخطأ التبريري يحدث عندما يستعمل الفرد معايير مختلفة ومتناقضة عند محاولة فهم سلوكه و عالمه مقارنة مع محاولاته لفهم سلوك الاخرين وعالمهم.حيث يستعمل ادوات التحليل الموضوعية عندما ينظر لعالمه و سلوكه بينما يستعمل الادوات الذاتية لفهم الاخرين.خير مثال لشرح هذه العملية هو اذا نظرنا لقضية مثلا عدم الوفاء بالالتزام بعهد محدد فعندما يفع هذا السلوك من الفرد يستعمل ادواته الموضوية لتحليل الاسباب ليخرج بنتائج تشرح العوامل التي ساهمت في الظاهرة ولكن عندما تتم من الاخرين يستعمل ادوات الدمغ الذاتية لترمي المسئولية في الاخر ومقدراته و دوافعه الشخصية.
نجدهذه ا لممارسة في محاولة الفردلتفسير ظاهرة العنف حيث نجد تفسير الفرد لسلوكه العنيف مستندا علي العوامل الموضوعية فيبحث عن سوابق تاريخية و الضغوط النفسية والاجتماعية التي صاحبت الممارسة لتصبح الذات البريئة هي ضحية للعوامل الموضوعية ولكن عندما يقوم الاخر بممارسة العنف يستعمل الفرد معايير الحكم الذاتي علي الاخر ويصبح الاخر هو المعتدي لان طبيعته الشريرة و تركيبته الذاتية هي السبب الحقيقي والدافع الوحيد لعنفه.
و لنكتفي هنا ولنواصل الحوار ولكم الود
صورة العضو الرمزية
عثمان حامد
مشاركات: 312
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 7:04 pm

مشاركة بواسطة عثمان حامد »

العزيز دكتور مجدي
سلامي، وكل الود
إنها فعلاً، كما أشار المتداخلين، دراسة مختلفة، وجديدة. والظاهرة جديرة بالوقوف عندها.... أنا متابع
ãÌÏí ÅÓÍÞ
مشاركات: 17
اشترك في: السبت يونيو 18, 2005 9:56 pm

مشاركة بواسطة ãÌÏí ÅÓÍÞ »

الاعزاء ايمان وعثمان شكرا للمرورواتمني ياايمان ان تجدي بعض الاجابات لتساؤلك المهم وكما تري فاني اسعي لقراءة الظاهرة و لفتح نقاطا للحوار ولا ازعم بانها ستكون فيها الاجابات النهائيةولكنها بحثا عن التساؤلات التي ستثري البحث.
يعتبر فرويد اب علم النفس السلوكي وفي بدايات كتاباته كان العنف هو عبارة عن طاقات جنسية غير مشبعة. ثم اضاف نظرية العنف كجزء اصيل من مراحل التطور وخاصة مرورا بعقدة اوديب والكترا التي يفترض للفرد تجاوزهم في مراحل تطوره الطبيعيو يؤمن فرويد باستمرارية العنف للافراد الذين فشلوا في تجاوز هذه المرحلةوفشلو في تحقيق نضوجهم العاطفي والنفسي.في كتاباته المتاخرة ظهر العنف كمرادف سلبي لغريزة الموت او كازاحة لهذه الغريزةالتي يصعب تحقيقها.
كتب فروم عن العالم الحديث باعتباره واقعا يفرض علي الفرد كثير من القيود احتراما لسلطة المجتمع فارضة علي الفرد ضرورة التمثل بهذه القيم مما يؤدي لاستلاب الفرد واحساسه بالعدميةوالسلبية مما يولد غضب داخلي ضد هذه الالة الشرسة.هذا الاحساس يولد احاسيس الغضب والعنف ضد هذا المجتمع.نجد ان الهجرة تفرض واقعا جديدا باعراف و قيم اجتماعية تفرض علي المهاجر ضرورة الالتزام بها.مثلايجد مواطنيننا ان الغرب لايتسامح مع بعض السلوكيات والمفاهيم التي تتسامح فيها ثقافتنا ان لم نقل لا تعيرها اهتماما فمثلا ثقافة الديمقراطية رفض العنصرية رفض العنف عامة وخاصة ضد النساء والاطفال احترام البيئة و احترام حقوق الحيوان والامثلة تطول.كل هذه المعايير عبء ثقيل مطالب المهاجر التشكل به حتي ولو ظاهريا حتي يضمن القبول الاجتماعي.هذا الضغط الاجتماعي يمثل للكثيرين ضغطا نفسيا يحاولون التوازن معه بافراغهم هذا التوتر في شحنات متزايدة من العنف و الغضب.
تطورت مدارس التحليل النفسي وتشعبت وهنا نحاول ان نتلمس ثلاث من المدارس التي قد تستطيع مساعدتنا في فهم الظاهرة تحت البحث.
قام لورينز بمزاوجة بين فكر فرويد و دارويين و قدم تفسيرا للعنف مستندا علي ارتباط الانسان بجذوره الحيوانية واعتبر العنف هو جزء اصيل من غريزة البقاء حيث هو معبر عن قانون مملكة الحيوان حيث البقاء للاصلح لذا يصبح العنف سلوكا طبيعيا للحفاظ علي الفرد وذاته و غريزة داحلية طبيعية عند كل البشر.حاولت المدارس التالية تفسير الاسباب التي تجعل هذه الغريزة متفاوتةو قد تصل للانعدام عند بعض الجماعات والافراد.اكثر التفسيرات التي وجدت قبولا هي ربط العنف بدوافع محددة تساعد في انطلاقه. اكثر هذه الدوافع دراسة وهي حالة القلق المدمرFRUSTRATION .يؤمن اعضاء هذه المدرسة ان هذا القلق المدمر ينتج من تراكم انفعالي نتيجة للفشل في تحقيق هدف محدد وعادة ما يكون هذا الهدف له اهميته النفسية للفرد في محاولته لاكتساب التوازن النفسي والتخلص من الطاقات المتوترة الباحتة عن منفذ.هذا الهدف قد يتراوح عند الكاتب من تحقيق القبول الاجتماعي او الفوز بموقع اجتماعي ويتضحم هذا الهدف مع تركيبة الفرد الذاتية وحوجته السايكولوجية لتحقيق هذه الاهداف.
المدرسة الثالثة قد وضعت كثير من الاهتمام علي الاحساس النفسي بعدم الامان EMOTINAL INSECURITIYواعتبرته الدافع الاساسي لانطلاق شرارة العنف حيث يصبح العنف محاولة يائسة لتعويض الاحساس القاهر بعدم الامان.في واقع الهجرة اليوم نجد تزايد الاحساس بعدم الامان المادي النفسي والاجتماعي بدرجات لا يمكن تجاهل تاثيرها علي مستوي وعينا وعلي واقعنا السايكولوجي.
نكتفي هنا وليتواصل الحوار ولكم الود
خالد الطيب
مشاركات: 300
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:33 pm
مكان: أديس أبابا

مشاركة بواسطة خالد الطيب »

عزيزي مجدي اسحق

أوافق الراي في ماذهبت اليه في تحلبل بعض السلوكيات التي ارتبطت بالمشاركة في منديات الانترنت .. أرجو أن أضيف ايضا ان الوضع " الاستثنائي" الذي يعيشه حملة لواء التغيير في مهاجرهم و غربتهم يدفع ببعضهم الي السير أحيانا في اتجاه عكس أفكارهم و رؤاهم ويوقعهم في تناقض القول مع الفعل " مع العلم انه كله قول و لكنه قول مكتوب" .. ولذلك قد نري نماذج , اذا بحثنا فيها عميقا نجد أن لها أسباب ذات طبيعة نفسية ومن مظاهرها الانفصام و التعامل العاطفي المتشنج مع الذي يخالفك الرأي .. و لكن قد لانستطيع ارجاع كل الاسباب للخلل السايكولوجي الذي بعيشه "حامل لواء التغيير" .. ربما قصور التربية الديمقراطية لدينا كان من الأسباب , فنحن أتينا من منظمات سياسية و حزبية لاتزال بعيدة كل البعد عن الديمقراطية الحقيقية .. قبول الأخر شرط مهم لاستمرار العطاء وليس هذا فحسب بل الاقرار بأن مامن أحد يمتلك ناصية الحقيقة المطلقة هو شرط يعفينا من التعصب الاعمي و الذي بدوره يولد العنف اللفظي وحينما يكون العنف اللفظي هو السائد تضيع الحقيقة ويتوه الشخص الباحث عن المعرفة ... أتفق معك بأن المنابر قد وفرت مساحة للتواصل و تبادل الأفكار لم توفرها الأحزاب لعضويتها المبعثرة هنا و هناك وذلك لان الناس يطرحةن أراءهم بصدق و ربما يكون للغياب العضوي للرقيب الحزبي دور في ذلك .. وهذه من محاسن المنتديات ان أحسنا التعامل معها و الاستفادة منها وذلك لما توفره من سرعة في تبادل المعلومة و معرفة الرأي و الرأي الاخر ..
من مظاهر العنف في المنتيات و بالاضافة الي الالفاظ و العبارات الغليظة و التهجم علي الاشخاص , الاتيان بالمعلومات الكاذبة عن قصد وعدم التحري الكافئ عن مصادر المعلومة مما يوقع سوء الفهم وفي هذه الحالة قد يعزف العضو عن المشاركة او تكون مشاركته رد فعل عنيف و متشنج .. و هذه بالمناسبة ظاهرة تشكل كل المنتديات وهي خلق غبار كثيف من الاكاذيب و الافتراءات ويروح الموضوع الاسااسي في هذه الزحمة و لوجاز لنا أن نوجد تشبيها لذلك لقلنا أن ذلك أشبه باللاعب الذي يلعب علي جسم الخصم و ليس الكرة .. و انت كما تري فان ذلك اسلوب الضعيف غير الواثق من نفسه و قدراته ..

أرجو أن يكون تعليقي في اطار الموضوع ..

شكرا جزيلا

خالد
ãÌÏí ÅÓÍÞ
مشاركات: 17
اشترك في: السبت يونيو 18, 2005 9:56 pm

مشاركة بواسطة ãÌÏí ÅÓÍÞ »

العزيز خالد
شكرا علي مداخلتك وكما قلت لتشابك الموضوع فانني قد ذكرت في بداية الطرح ان الحوار سيساعد في قيادة النقاش الي تلمس مناطق مختلفة و دفع الحوارلمناطق اكثر عمقا.
رغم ان كلمة السايكولوجي تعبر عن الواقع النفسي و العاطفي ولكن هذا الواقع النفسي هو افراز لعوامل متشابكة بيولوجية اجتماعية و ثقافية. ما طرحت يقع في دائرة الاثر الاجتماعي ودور التعلم في تشكيل واقعنا السايكولوجي.
من رواد هذه المدرسة باندورا الذي ذكر في قضية العنف ان العنف سلوك مكتسب يتعلمه الفرد نتيجة لعاملين هما التعلم من مشاهدة الواقع الاجتماعي والتجربة الخاصة المرتبطة بالمكاسب الذاتية لاي سلوك مرتبط بالعنف تساهم في استمرارية العنف لتحقيق هذه المكاسب.
لو نظرنا لواقعنا لوجدنا ان العنف يمثل وجودا فاعلا في تشكيل وعينا ولانشعر بوجوده نسبه للتقبل الاجتماعي له وظاهرة ضعف النقد الايجابي لارثنا.
اذا نظرنا الي التركيبات الاجتماعية الثلاثة التي تساهم في تشكيل وعينا من الاسرة والمدرسة والعمل نجد بذور العنف في كل مفاصلها.
ان البداية و القاعدة الاجتماعية الاساسية لبذرة العنف هو اقصاء الاخر واستعمال القوة لتحقيق مكاسب اجتماعية.
اذا بدأنا بلاسرة فاننا نري ان سلطة الاب ودوره في التربية شكلها مفهوم التربية وادواته التي ترتبط في مجتمعنا بالعنف الجسدي والعنف اللفظي.هذا قد أدي لان تصبح في معظم الاحيان علاقة الطفل بابيه هي علاقة احترام مبني علي الخوف.الاستلاب الواقع علي المرأة كزوجة جعل منها مواطن من الدرجة الثانية حتي في داخل العلاقة الزوجية ورغم ان العنف الجسدي غير منتشر نسبيا ولكن وجود الحق الديني للزوج في ممارسته وحقه في تاديب الزوجة له اسقاطاته في وعي الطفل في مرحلة نموه. في الجانب الاخر نجد العنف اللفظي منتشر وعادة ينتصر فيه الزوج باعتباره صاحب الصوت الاعلي المسنود بواقعنا الثقافي والاجتماعي.
في مدارسنا و جامعاتنا نجد ان التعلم مبني علي الحوف من العقاب البدني او الفشل الاكاديمي ويمارس المعلم دوره القمعي باستعمال ادوات العنف البدني واللفظي وسلاح التهديد بالفشل الاكاديمي.هذا السلوك لايختلف من مدرس الابتدائي او الاستاذ الجامعي مما يساهم في تشكيل وعي المتلقي بضرورة التماهي مع من بيده القلم وقتل اي روح للتفرد مما يساهم في ارتفاع اسهم قوة العنف مقابل اسهم قوة المعرفة.هذه التراتبية تظهر باقسي صورها في ميدان العمل ورغم عدم وجود ممارسات منتشرة للعنف اللفظي لكن الاستلاب والاقصاء يظهر بصورة اكثر وضوحا.
هذه المؤسسات الاجتماعية تستند في ممارساتها علي ارث ثقافي و تاريخي ضخم .نجد هذا الوعي السالب يغذيه تراكم مكثف من الترث الادبي والفني الذي يشكل وعينا و تركيبتنا السايكولوجية.
نراكم هذه الممارسات و مشاهدة الفرد اللاواعية لها وكيف انها نجحت في تحقيق الاثر الاجتماعي تصبح جزء من الوعي السلبي للفرد والمجتمع.فمثلا الذي يري ان القمع والقهر قد نجح في التزام الطفل بسلوك اجتماعي معين سيؤمن بفاعلية العنف وضرورته للتربية. والي هنا نكتفي وليتواصل الحوار ولكم الود
ãÌÏí ÅÓÍÞ
مشاركات: 17
اشترك في: السبت يونيو 18, 2005 9:56 pm

مشاركة بواسطة ãÌÏí ÅÓÍÞ »

الاعزاء
احد الاصدقاء حاورني عن اهمية محاولة قراءة العنف في المنتديات الاثيرية مقارنة بما يجري في دارفور الان.
اجبت باني لا اؤمن بالفصل بين الظاهرتين ابتداء رغم اختلاف كل ممارسة.
اني اعتقد انه ليس هنأك ليس اختلافا منهجيا في طريقة دراسة العنف كظاهرة عامة فالعوامل التي تشكل وعينا وتجعلنا مهيئين لممارسة العنف واحدة ولكن تختلف خصوصية كل موقف والمعايير الاجتماعية التي تشكل نوع و مستوي العنف المقبول.علي مستوي اخر العنف الجماعي له عوامل اخري اضافية مثل تنامي العنف نتيجة تناقص كوابح المسئولية الفردية.
مثالنا هو محاولة لقراءة الجذوروالسمات العامة التي شكلت بذور العنف لدينا و خصوصية هذه المنابر انها يفترض ان تضم شريحة تمتلك مستوي اعلي من الوعي السياسي والاجتماعي يساعدها في تقبل الاخر.ان وجود العنف وسط هذه الشريحة يساعدنا منهجيا في تفهم انتشار الظاهرة وسط الشرائح الاخري. لكن من الاهمية بمكان انه عند دراسة اي ظاهرة يجب ان نقرأ تداعياتها في واقعها التاريخي المحدد.لأذا هذا السملت العامة هي نقاط التقاء عامة لكن عند النظر للعنف في دارفور سيفتقد للعلمية اذا لم يقرأ الظاهرة في اطارها الاجتماعي الثقافي والسياسي.
ان التساؤل عن العنف في دارفور قد يصبح ازمة في نفسه اذا جردها من واقعها التاريخي.حيث اننا لا نختلف في ان العنف مرفوض بكل مستوياته وتصبح محاربته ضروة عندمايحصد ارواح الاف الابرياء.وحدوث العنف سابقا لايبررحدوثه الان.لكن المرفوض ان يكون التساؤل مطروحا ليقرربانها ظاهرة جديدة علي مجتمعنا سلوكا وممارسة. حيث نجد هذا التساؤل هو انعكاس للتساؤل المسطح الذي طرحه اديبنا الطيب صالح عندما سال من اين اتي هؤلاء الناس؟
وهو تساؤل يعكس صدمة العقل الشمالي بالعنف السياسي الظاهري وتناسي كل مظاهرالعنف والاستلاب الضاربةفي جذور مجتمعنا والعنف التاريخي و الابادة التي اكتوي بها السوداني الجنوبي.
ان الواقع السياسي الذي افرزته الانقاذ له سماته الخاصة جذوره في دواخل الحركة الاسلاموية ثقافتها الاحادية المنغلقة العاجزة عن التطور والخائفة من الاخر المؤهلة لتعرية ضعفها.ولكنها ايضا تعكس خصوصية انها حركة سودانية بكل سلبيات وايجابيات ارثنا الثقافي.
عندما صرح البشير بانه لن يفاوض الا من يحمل السلاح فانه كان يحمل في دواخله ثقافة نحن اولاد بلد نقعد نقوم علي كيفنا مغسولا بارث العنف من حسن البنا ممزوجا برقصة العاجكو واعدام الاستاذ محمود.
ونكتفي هنا و ليتصل الحوار ولكم الود
أضف رد جديد