اللغة النوبية والحضارات القديمة

Forum Démocratique
- Democratic Forum
الخير محمد حسين
مشاركات: 469
اشترك في: الجمعة أكتوبر 06, 2006 2:15 am

مشاركة بواسطة الخير محمد حسين »

البعص استفسر عن معنى (التهم-Tohom ) التهم : فهوعبارة عن كرسي (سرير صغير منسوج بالألص *) مثبت على المِشِّي(العمود الرأسي للحلقة الكبيرة) ويتحرك التهم ويدور بدوران الحلقة 0وهو يقع بالضبط خلف البقر التي تجر الساقية0والاروتي يجلس على هذا التهم وبيده عصا من الجريد ينبه بهاالبقر 0
*الالص-alass عبارة عن حبل متين مصنوع من نبات الحلفا سمكه أي القطر حوالي عشرة سم، يصنع بغرض حمل القواديس : Baish`e بالنوبية الدنقلاوية وهي العلب الفخارية التي تنقل الماء من الكودى : الكوديك بالعامية السودانية وتعني بيارة الساقية 0 وعندما يتلف هذا الالص يستفاد منه في كرسي الاروتي إذ أن القديم البالي من الالص يمتاز بنعومة أكثر0
الخير محمد حسين
مشاركات: 469
اشترك في: الجمعة أكتوبر 06, 2006 2:15 am

مشاركة بواسطة الخير محمد حسين »

أجزاء الساقية النوبية

لا تختلف أسماء الأجزاء كثيرا من منطقة الى أخرى في السودان غير أن هنالك اضافة اللاحقة ( ايك-aick) أو (ال ) التعريف على بعض الاسماء النوبية عند المجموعات العربية في السودان 0 واليكم اسماء أجزاء الساقية:-
1/أرقدى دول-Argade dool وهو الحلقة الكبيرة ، ومهمتها نقل الحركة الى الحلقة الصغيرة وبذلك تزداد سرعة الصغيرة في الدوران0تتكون الحلقة الكبيرة من عدد من التروس ، الواحد منه يسمى بالنوبية (سورقدي-Surgade ) وتوجد بين هذه التروس خانة فارغة على محيط الحلقة قيل انها تستخدم لوزن تروس الحلقة الكبيرة مع تروس الحلقة الصغيرة عند بداية تشغيل الساقية 0ترنكز الحلقة الكبيرة على عمود محور رأسي يسمى (مِشِّي) هذا العمود به فتحة على ارتفاع نصف متر تقريباً من محور ارتكاز الحلقة ، في هذه الفتحة تدخل مؤخرة (التهم-tohom ) ويمتد (التهم) كنصف قطر فوق الحلقة الكبيرة ويمتد ليكوِّ ن مقعد ( الاروتي) خارج محيط الحلقة 0يرتكز عمود ( المشي ) على فتحتين : 1-الفتحة الأعلى : في (ديو) بالعربي : الديو وهو عبارة عن خشبة طويلة تصل بين جانبي الساقية وغالياً ما تكون مقوسة 0 2/ الفتحة السفلى في ال(ساب)وهو لوحة مثبتة على الارض0
2/أرقدنتود/ت-Argadentod/t )وهو الحلقة الصغيرة التي تُنتقل اليها الحركة من الكبيرة ، ولا تختلف عنها الا في الحجم، نصفها الأسفل في حفرة والاعلى تتصل بتروس الحلقة الكبيرة، يمر بداخلها عمود محور طويل يسمى (توريه-Torei ) ويرتكز على مقعد يسمى (ساب) ايضاً بالقرب من قاعدة (المشي) يمتد عمود ال( توريه) أفقياً في اتجاه البيارة (كودى ) الكوديك بالعربي ليدخل في حلقة اخرى كبيرة بدون تروس تسمى(أتِّي) بالعربي:أتَّيك 0يرتكز التوريه بعد خروجه من الأتيك على (ساب) آخر مثبت على (أسِّي كاك) بالعربي: الأسي كاك وهو عبارة عن خشبة قوية وطويلة تمتد فو البيارة وتحملها أرجل الساقية الموجودة على جانبي البيارة في حالة وجود الساقية على النيل0
3/أتِّي-Atti /أتيك بالعربي : حلقة كبيرة بدون تروس –كما أسلفنا القول-ذات محيط مسطح عليه سير مزدج طويل من (ال (ألس) الألص بالعربي :حبل متين يصل قاع البيارة0يصل بين زوجي الألص زوج من أعمدة خشبية في طول واحد قدم تقريباً وعلى مسافات متساوية حسب عدد القواديس ( العلب الفخارية التي تنقل الماء من البيارة) ويسمى العمود الواحد (أقلو- Aglo ) يُوضع القادوس على زوج ال(أقلو) ويُربط مع ال (ألص)0
4/سبلو- Sablo ، بالعربي: السبلوقة : وهو الحوض الذي يستقبل الماء الوارد من القواديس وموقعه تحت الأتيك موازياً مع الأسي كاك0تصل السبلوقة بال (دلو) الذي يوصل الماء بدوره إلى الجدول ليوزع في الأحواض0
5/ اسمل –Ismal وهو العمود الذي يُربط على عنق بقرتي الساقية وفي منتصفه حبل السحب الموصل بال(تهم)الذي يجلس عليه السائق(الأروتي)

**أسماء أخرى لها علاقة بالساقية:-
1/توقند-Tognad ويسمى:التقند عند العرب في الشمال ، وهو (السَّرابة)
2/أنقا- Anga ، الأنقاية بالعربي : وتعني مجموعة الاحواض التي تقع بن جدولين فرعيتين0
مع تحياتي،،
الخير محمد حسين
مشاركات: 469
اشترك في: الجمعة أكتوبر 06, 2006 2:15 am

مشاركة بواسطة الخير محمد حسين »

--------------------------------------------------------------------------------

وظائف لها علاقة بالساقية:-
هنالك أشخاص في المنطقة لهم نسبة معلومة من الانتاج السنوي من جميع المحاصيل التي تزرع في سوقي المنطقة منهم:-
1/ حداد المنطقة : ومهمته صيانة جميع الادوات الزراعية من محاريث ، طوريات ، مناجل 00الى آخر الادوات الحديدية0
2/صانع القواديس: ومهمته القيام بتوفير جميع احتياجات سواقي المنطقة من القواديس (العلب الفخارية) ، كما عليه أن يكون على استعداد كامل لسد أي نقص طارئ في أي وقت من الأوقات0
3/ ريس المركب ( معدية المنطقة) وهو عليه أن يقوم بتوصيل الركاب بين ضفتي النيل – حتى ولو كان الراكب من خارج المنطقة0
4/البصير: وهو النجار الذي يقوم بصيانة الساقية : كتعويض التروس التالفة والأجزاء الأخرى0

مع تحياتي،،،
Muhammad Jalaal Haashim
مشاركات: 131
اشترك في: الخميس سبتمبر 08, 2005 6:06 am

مشاركة بواسطة Muhammad Jalaal Haashim »


[align=justify]
الأخ الخير؛ لك التّحيّة والتّقدير على نشاطك المحموم في اصطناع التّاريخ بما تشتهي حتّى لو كان ذلك على حساب التّفكير السّليم، دع عنك مجافاة الحقيقة.

الآن دعني يا صديقي أسألك عن مصدر ثقتك "الجازمة" بما تقول أدناه، خاصّة الجزء المتعلّق بتفسيرك وتخريجك لكلمة "كلتوس". فما هو مصدرك في قولك إنّ أصلها "كلوت" لتزيد بعد ذلك بقولك إنّ "أوس" لاحقة أضافها الإغريق؟ أنا أسألك عن مصادرك، بمعنى: من راسك أم من كرّاسك؟ وللعلم هذا السّؤال الذي قد يستهين به البعض يعتبر بمثابة مربط الفرسفي تحديد إذا ما كان التّحليل الذي يصدع به المرء من بنات أفكاره فحسب، أي من قبيل الإلهام والحدس، أم أنّه يستند على منهج علمي موضوعي في المعرفة تتراكم كمّيّاً ونوعيّاً. إذن يا صديقي دونك السّؤال، فأرجو أن تُجيب عليه.

[عزيزي /هاشم توجد بلدة أخرى تسمى حالياً (كلتوس) وأصلها : كلوت أو كلد ، أما (أوس ) فهي لاحقة رومانية أضيفت مؤخراً0أما عن سكوت ، فأكن لرأي سيادتكم كل احترام وتقدير مع اعتقادي الجازم أكرر( الجازم) أن البلدة التي صعد اليها بنو اسرائيل (في اتجاه الجنوب) بعد أ ن حررهم موسى عليه السلام من عبودية المصريين هي بلدة سكوت (المحس)0 واسالك يابروف : أي سكوت هذه التي تقع جنوب مصر ولم تكن سكوت المحس!!! 00أرى أنه من المستحسن ان نحترم الحقيقة حتى ولو تعارضت مع موروثنا الثقافي].

ثمّ يا صديقي أرجوك ألاّ تتكرّم بما لا يحقّ لك التّكرّم به. فشخصي الضّعيف ليس بروفيسيراً، ولا ينبغي لي أن أكون. فهذا اللقب لا يترشّح لاحتيازه إلاّ من كان في سلك التّدريس الجامعي بسيرة ناصعة من العلم مشفوعة بالإنتاج الغزير والبحوث والتّدريس. فإذا كان في رأيك ـ مع اختلافي فيه معك ـ أنّ شخصي الضّعيف قد حاز العلم والإنتاج، فلستُ، ولم أكن، أتبع كمدرّس أو محاضر لأيّ مؤسّسة جامعيّة.

أمّا عن كون النّوبيّين قدموا من جهات غرب شمال دارفور، وتعليقك على ذلك بقولك:

[هذا رأي كما جاء في وصفكم ( بالرأي الأغلب) ولو راجعت البحث ستجده مسجلاً في البحث باسمك]

فلا يعفيك من تبعة كونك تستشهد بالطّارف لتفسير التّليد. فهذا من قبيل تجميع أقوال النّاس دونما أن يكون لمثل هذا التّجميع أيّ دور في النّتيجة المتحصّل عليها. ولا تنسى أنّك تزعم بأنّ لغة الأنبياء هي نفسها اللغة النّوبيّة ـ وأيّ لغة لغة نوبيّة؟ إنّها اللغة الدّنقلاويّة التي هي لغة الأم بالنّسبة لك. ولتلاحظ مدى التّحوصل والتّشرنق الذي تعيش فيه. فلمجرّد أنّك تتكلّم الدّنقلاويّة تصبح هذه اللغة هي مركز الكون والتّاريخ، مبتداه ومنتهاه. والأمر نفسه بالنّسبة للعديد من النّوبيّين أكانوا من المحس أم من السّكّوت أم حلفا أم جبال النّوبة إلخ. لكن ماذا عن الرّأي القائل بأن هبوط هذه اللغة إلى وادي النّيل من أقاصي غرب وشمال دارفور لا يعدو الثّلاثة آلاف سنة؟ قد لا يكون هذا التّقدير صحيحاً، وقد يكون صحيحاً؛ فهذا لا يهمّنا. ما يهمّنا أنّك ينبغي أن تتعرّض لهذا الرّأي طالما يتناقض مع ما تذهب إليه.

وأنكى من كلّ هذا قولُك أدناه بخصوص اتّهامي لك بأنّك واقع تحت تأثير المعلومة الشّعبيّة، غير العلميّة بأنّ اللغة المرويّة هي نفسهااللغة النّوبيّة:

[لا حول ولا قوة الا بالله 00لم اتعرض للغة المروية لا من بعيد ولا من قريب ، فالمعلومات التي أوردتها مفيدة لا شك ولكن لم الربط باعتقادي ؟؟]

فإن كان هذا هو قولُك، دعني أسألُك: فيم استشهادُك بالملوك العظام أمثال بعانخي وترهاقا؟ وإذا لم يكن هؤلاء نوبيّين، فهل هم أقدم أم أنّهم أحدث من النّوبيّين؟ ولا تنسى أنّك ذهبت هذا المذهب في استشهادك بما نُسب (أكرّر: نُسب وذلك لعدم الدّقّة التي تكتنف الاستشهاد) عن شارل بونيه نقلاً عن التّلفزيون السّيويسري. فهو لم يكن يتكلّم عن المرويّين السّابقين للنّوبيّين فحسب، بل كان يتكلّم عن الكرميّين، أي الكوشيّين السّابقين للمرويّين بألفي سنة على أقلّ تقدير. وحتّى لا تندفع في الحديث فتصدع بما لا علم لك به، أزيدك علماً بأنّ اللغة التي كان يتكلّم بها الكوشيّون من أهل حضارة كرمة مجهولة ولا نعرف عنها حرفاً واحداً دع عنك المرويّة التي نعرف عنها الحروف والأشكال الكتابيّة والعديد من النّصوص دون أن نتمكّن حتّى الآن من فكّ طلاسمها. أمّ اللغة النّوبيّة القديمة التي جاءت بعد ذلك بكثير (والتي اعتُبرت الأم المباشرة للغة المحسيّة ـ فاديجّا، وليس غيرها من فروع اللغات النّوبيّة كالدّنقلاويّة أو الأجانق بالجبال أو الميدوب أو البرقد بدارفور) فقد حُلّت طلاسمُها قبل 100 عام بالضّبط. فهل تعني يا صديقي أنّك تقوم بتحليل حركة التّاريخ منذ فجر الضّمير عبر وسيط اللغة النّوبيّة الدّنقلاويّة والتي لا نعرف لها ماضياً أقدم من 100 سنة فقط وذلك بالاعتماد على تفسير تسيلارز (1928) لكلمة oshkiin التي وردت في مخربشة على أنّها تعني اللغة الدّنقلاويّة، وهو ما اعتمده فيما بعد براون في قواموسه (1996). ولكنّا بخلاف ذلك لا نعرف أيّ شكل أو وجه لهذه اللغة والتي كانت تختلف عن لغة أهل نوباتيا أو المريس حسبما ذكره الأسواني؟

هل لك أن تشفع بإجابات واضحة ومحدّة لهذه الأسئلة يا صديقي؟


يا صديقي ما تقوم به يقع في باب التّخريج؛ ولعلمك لا يوصف العالم بالتّخريج إلاّ من باب الطّعن في علميّته. أعتقد أنّك سمعت بعالم الآثار الجليل آركيل Arkell، إذ أراك تورده أدناه بطريقة خاطئة على النّحو التّالي Arkoll:

(راجع ما ورد بشأن ذلك في كتاب آركويل عن تاريخ السودان A.J. Arokell , A History of sudun , university of London press , London , 1955 p. 124.).

آركيل هذا، مع ريادته للسّودانويّات (أي الدّراسات السّودانيّة Sudanistics) أُثرت عنه العديد من التّخريجات التي أدّت في النّهاية إلى توليد مصطلح Arkellology وذلك مقابل مصطلح Archaeology. أي باختصار: هل هذا علم آثار، أم أنّه تخريجات وفهلوة؟

يا صديقي الآن أطلب منك الإجابة على السّؤال التّالي، وذلك بناءً على تبنّيك لكلام المدعو محمّد رشد ذوق، وهو بصراحة كلام لا علاقة له بالعلم، وببساطة لأنّه ينطلق في فرضيّته الأساسيّة من الدّين، بافتراض الإيمان (لاحظ: الإيمان ـ وليس البحث) بقصّة الخلق كما وردت في الأديان الثّلاثة:

عن قدم اللغة النّوبيّة أراك تقول: أذكر هنا الشروط التي يجب توفرها في لغة الإنسان الأول كما ذكرها الباحث / محمد رشد ذوق في كتابه لغة آدم، وهي :-
1- يجب أن تكون هذه اللغة قديمة قدم الإنسان0
2- يجب أن تكون اللغات التصويرية الأولى تحتوي على معاني هذه اللغة0
3- يجب أن تكون مفرداتها منتشرة في العالم القديم والحديث0
4- يجب أن يكون للناس الأوائل الذين عاشوا في الأرض صفات مشتقة إشتقاقاً أصلياً منها0
وإذا اردنا أن نضع الشروط المذكورة آ نفاً على اللغة النوبية ، نجدها تطابق في كثير من الجوانب0


والسّؤال هو، متى خُلق الكون والإنسان؟ قبل حضارة كرمة ونبتة ومروي (أي قبل ظهور النّوبيّين لمسرح التّاريخ) أم بعد ذلك بما يسمح لك تطبيق "الشّروط المذكورة آنفاً على اللغة النّوبيّة"، لتخلص أنّها تتطابق؟


ثمّ فلتسمح لي بأن أسألك ما هو المصدر لقولك: مدينة عبري في شمال السودان : الإسم القديم هو ( أبرتي - abirti ) ؟ من راسك، أم من كرّاسك؟ هل هذا مجرّد تخريج صدع به حكم الهوى، أم أنّه تحليل استند على مؤشّرات ودلائل (دون أن تكون دلائل الخيرات طبعاً)؟ هل هناك أيّ إفادة إثنوغرافيّة، من قبيل رأي قال به أهل المنطقة نفسها؟ ثمّ ماذا عن رأي أهل المنطقة الذين يروون أنّ اسم Abri يعني "الاستراحة"، وأنّها كانت، ولا تزال تتوسّط المسافة بين فرص ودنقلا، فضلاً عن عقبة عكاشة شمالاً وعقبة أبصارة جنوباً؟

يا صديقي الخير، هذه بعض نقاط سمح بها الوقت، وسأقوم بالتّعرّض لباقيها ما سمح بذلك وقت السّودان الضّائع. وإلى ذلك الحين أرجو أن أظفر منك بإجابات موضوعيّة وعلميّة، ودمتم حميعاً ؛؛؛؛

محمّد جلال أحمد هاشم
MJH
الخير محمد حسين
مشاركات: 469
اشترك في: الجمعة أكتوبر 06, 2006 2:15 am

مشاركة بواسطة الخير محمد حسين »

اقتباس:الأخ الخير؛ لك التّحيّة والتّقدير على نشاطك المحموم في اصطناع التّاريخ بما تشتهي حتّى لو كان ذلك على حساب التّفكير السّليم، دع عنك مجافاة الحقيقة.

الآن دعني يا صديقي أسألك عن مصدر ثقتك "الجازمة" بما تقول أدناه، خاصّة الجزء المتعلّق بتفسيرك وتخريجك لكلمة "كلتوس". فما هو مصدرك في قولك إنّ أصلها "كلوت" لتزيد بعد ذلك بقولك إنّ "أوس" لاحقة أضافها الإغريق؟ أنا أسألك عن مصادرك، بمعنى: من راسك أم من كرّاسك؟ وللعلم هذا السّؤال الذي قد يستهين به البعض يعتبر بمثابة مربط الفرسفي تحديد إذا ما كان التّحليل الذي يصدع به المرء من بنات أفكاره فحسب، أي من قبيل الإلهام والحدس، أم أنّه يستند على منهج علمي موضوعي في المعرفة تتراكم كمّيّاً ونوعيّاً. إذن يا صديقي دونك السّؤال، فأرجو أن تُجيب عليه.

[عزيزي /هاشم توجد بلدة أخرى تسمى حالياً (كلتوس) وأصلها : كلوت أو كلد ، أما (أوس ) فهي لاحقة رومانية أضيفت مؤخراً0أما عن سكوت ، فأكن لرأي سيادتكم كل احترام وتقدير مع اعتقادي الجازم أكرر( الجازم) أن البلدة التي صعد اليها بنو اسرائيل (في اتجاه الجنوب) بعد أ ن حررهم موسى عليه السلام من عبودية المصريين هي بلدة سكوت (المحس)0 واسالك يابروف : أي سكوت هذه التي تقع جنوب مصر ولم تكن سكوت المحس!!! 00أرى أنه من المستحسن ان نحترم الحقيقة حتى ولو تعارضت مع موروثنا الثقافي].

ثمّ يا صديقي أرجوك ألاّ تتكرّم بما لا يحقّ لك التّكرّم به. فشخصي الضّعيف ليس بروفيسيراً، ولا ينبغي لي أن أكون. فهذا اللقب لا يترشّح لاحتيازه إلاّ من كان في سلك التّدريس الجامعي بسيرة ناصعة من العلم مشفوعة بالإنتاج الغزير والبحوث والتّدريس. فإذا كان في رأيك ـ مع اختلافي فيه معك ـ أنّ شخصي الضّعيف قد حاز العلم والإنتاج، فلستُ، ولم أكن، أتبع كمدرّس أو محاضر لأيّ مؤسّسة جامعيّة.

أمّا عن كون النّوبيّين قدموا من جهات غرب شمال دارفور، وتعليقك على ذلك بقولك:

[هذا رأي كما جاء في وصفكم ( بالرأي الأغلب) ولو راجعت البحث ستجده مسجلاً في البحث باسمك]

فلا يعفيك من تبعة كونك تستشهد بالطّارف لتفسير التّليد. فهذا من قبيل تجميع أقوال النّاس دونما أن يكون لمثل هذا التّجميع أيّ دور في النّتيجة المتحصّل عليها. ولا تنسى أنّك تزعم بأنّ لغة الأنبياء هي نفسها اللغة النّوبيّة ـ وأيّ لغة لغة نوبيّة؟ إنّها اللغة الدّنقلاويّة التي هي لغة الأم بالنّسبة لك. ولتلاحظ مدى التّحوصل والتّشرنق الذي تعيش فيه. فلمجرّد أنّك تتكلّم الدّنقلاويّة تصبح هذه اللغة هي مركز الكون والتّاريخ، مبتداه ومنتهاه. والأمر نفسه بالنّسبة للعديد من النّوبيّين أكانوا من المحس أم من السّكّوت أم حلفا أم جبال النّوبة إلخ. لكن ماذا عن الرّأي القائل بأن هبوط هذه اللغة إلى وادي النّيل من أقاصي غرب وشمال دارفور لا يعدو الثّلاثة آلاف سنة؟ قد لا يكون هذا التّقدير صحيحاً، وقد يكون صحيحاً؛ فهذا لا يهمّنا. ما يهمّنا أنّك ينبغي أن تتعرّض لهذا الرّأي طالما يتناقض مع ما تذهب إليه.

وأنكى من كلّ هذا قولُك أدناه بخصوص اتّهامي لك بأنّك واقع تحت تأثير المعلومة الشّعبيّة، غير العلميّة بأنّ اللغة المرويّة هي نفسهااللغة النّوبيّة:

[لا حول ولا قوة الا بالله 00لم اتعرض للغة المروية لا من بعيد ولا من قريب ، فالمعلومات التي أوردتها مفيدة لا شك ولكن لم الربط باعتقادي ؟؟]

فإن كان هذا هو قولُك، دعني أسألُك: فيم استشهادُك بالملوك العظام أمثال بعانخي وترهاقا؟ وإذا لم يكن هؤلاء نوبيّين، فهل هم أقدم أم أنّهم أحدث من النّوبيّين؟ ولا تنسى أنّك ذهبت هذا المذهب في استشهادك بما نُسب (أكرّر: نُسب وذلك لعدم الدّقّة التي تكتنف الاستشهاد) عن شارل بونيه نقلاً عن التّلفزيون السّيويسري. فهو لم يكن يتكلّم عن المرويّين السّابقين للنّوبيّين فحسب، بل كان يتكلّم عن الكرميّين، أي الكوشيّين السّابقين للمرويّين بألفي سنة على أقلّ تقدير. وحتّى لا تندفع في الحديث فتصدع بما لا علم لك به، أزيدك علماً بأنّ اللغة التي كان يتكلّم بها الكوشيّون من أهل حضارة كرمة مجهولة ولا نعرف عنها حرفاً واحداً دع عنك المرويّة التي نعرف عنها الحروف والأشكال الكتابيّة والعديد من النّصوص دون أن نتمكّن حتّى الآن من فكّ طلاسمها. أمّ اللغة النّوبيّة القديمة التي جاءت بعد ذلك بكثير (والتي اعتُبرت الأم المباشرة للغة المحسيّة ـ فاديجّا، وليس غيرها من فروع اللغات النّوبيّة كالدّنقلاويّة أو الأجانق بالجبال أو الميدوب أو البرقد بدارفور) فقد حُلّت طلاسمُها قبل 100 عام بالضّبط. فهل تعني يا صديقي أنّك تقوم بتحليل حركة التّاريخ منذ فجر الضّمير عبر وسيط اللغة النّوبيّة الدّنقلاويّة والتي لا نعرف لها ماضياً أقدم من 100 سنة فقط وذلك بالاعتماد على تفسير تسيلارز (1928) لكلمة oshkiin التي وردت في مخربشة على أنّها تعني اللغة الدّنقلاويّة، وهو ما اعتمده فيما بعد براون في قواموسه (1996). ولكنّا بخلاف ذلك لا نعرف أيّ شكل أو وجه لهذه اللغة والتي كانت تختلف عن لغة أهل نوباتيا أو المريس حسبما ذكره الأسواني؟

هل لك أن تشفع بإجابات واضحة ومحدّة لهذه الأسئلة يا صديقي؟


يا صديقي ما تقوم به يقع في باب التّخريج؛ ولعلمك لا يوصف العالم بالتّخريج إلاّ من باب الطّعن في علميّته. أعتقد أنّك سمعت بعالم الآثار الجليل آركيل Arkell، إذ أراك تورده أدناه بطريقة خاطئة على النّحو التّالي Arkoll:

(راجع ما ورد بشأن ذلك في كتاب آركويل عن تاريخ السودان A.J. Arokell , A History of sudun , university of London press , London , 1955 p. 124.).

آركيل هذا، مع ريادته للسّودانويّات (أي الدّراسات السّودانيّة Sudanistics) أُثرت عنه العديد من التّخريجات التي أدّت في النّهاية إلى توليد مصطلح Arkellology وذلك مقابل مصطلح Archaeology. أي باختصار: هل هذا علم آثار، أم أنّه تخريجات وفهلوة؟

يا صديقي الآن أطلب منك الإجابة على السّؤال التّالي، وذلك بناءً على تبنّيك لكلام المدعو محمّد رشد ذوق، وهو بصراحة كلام لا علاقة له بالعلم، وببساطة لأنّه ينطلق في فرضيّته الأساسيّة من الدّين، بافتراض الإيمان (لاحظ: الإيمان ـ وليس البحث) بقصّة الخلق كما وردت في الأديان الثّلاثة:

عن قدم اللغة النّوبيّة أراك تقول: أذكر هنا الشروط التي يجب توفرها في لغة الإنسان الأول كما ذكرها الباحث / محمد رشد ذوق في كتابه لغة آدم، وهي :-
1- يجب أن تكون هذه اللغة قديمة قدم الإنسان0
2- يجب أن تكون اللغات التصويرية الأولى تحتوي على معاني هذه اللغة0
3- يجب أن تكون مفرداتها منتشرة في العالم القديم والحديث0
4- يجب أن يكون للناس الأوائل الذين عاشوا في الأرض صفات مشتقة إشتقاقاً أصلياً منها0
وإذا اردنا أن نضع الشروط المذكورة آ نفاً على اللغة النوبية ، نجدها تطابق في كثير من الجوانب0

والسّؤال هو، متى خُلق الكون والإنسان؟ قبل حضارة كرمة ونبتة ومروي (أي قبل ظهور النّوبيّين لمسرح التّاريخ) أم بعد ذلك بما يسمح لك تطبيق "الشّروط المذكورة آنفاً على اللغة النّوبيّة"، لتخلص أنّها تتطابق؟


ثمّ فلتسمح لي بأن أسألك ما هو المصدر لقولك: مدينة عبري في شمال السودان : الإسم القديم هو ( أبرتي - abirti ) ؟ من راسك، أم من كرّاسك؟ هل هذا مجرّد تخريج صدع به حكم الهوى، أم أنّه تحليل استند على مؤشّرات ودلائل (دون أن تكون دلائل الخيرات طبعاً)؟ هل هناك أيّ إفادة إثنوغرافيّة، من قبيل رأي قال به أهل المنطقة نفسها؟ ثمّ ماذا عن رأي أهل المنطقة الذين يروون أنّ اسم Abri يعني "الاستراحة"، وأنّها كانت، ولا تزال تتوسّط المسافة بين فرص ودنقلا، فضلاً عن عقبة عكاشة شمالاً وعقبة أبصارة جنوباً؟

يا صديقي الخير، هذه بعض نقاط سمح بها الوقت، وسأقوم بالتّعرّض لباقيها ما سمح بذلك وقت السّودان الضّائع. وإلى ذلك الحين أرجو أن أظفر منك بإجابات موضوعيّة وعلميّة، ودمتم حميعاً ؛؛؛؛

محمّد جلال أحمد هاشم

*******************************************************************************
يا اخوي /محمد هاشم : سلامات 00 قولك بأن كلامك ضياع لوقت السودان، صدقت والله وأصبت عين الحقيقة وذلك للاسباب الآتية:-
أ/ لا أرى غرابة في أن يقوم أي ملم بدقائق لغته ان يبحث عن العلاقات المحتملة والمباشرة بين لغته وبين أشياء اخرى0 فأنا لم أخرج في بحثي من أوله إلى آخره من لغتي التي أجيدها واعتز بها ، كما اعلم جيداً إنك تجهلها تماماً 00فالكلمات المحسية التي وردت – والتي تجيدها أنت -لا تتعدى أصابع اليد الواحدة 0
ب/ناقشت هذا البحث منذ عام 1993 مع أساتذة ودكاترة كرام يجيدون اللغة الدنقلاوية وفي غيرها من ضروب المعارف هم أساتذة لي ولك، منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر، ولم يكن نقاشهم معي ضياعًا للوقت كما هو حالنا الآن ولكن كان كلمة كلمة من بداية البحث الى نهايته ،واعتز بإشاداتهم وتشجيعهم لي0 وسلمتهم نسخاً منه وما زلت أتطلع من الأحياء مهم لمزيد من الرأي الهادف والتوجيه السليم، متعهم الله بالصحة والعافية0
ج/ إنك لا تعطي أي اعتبار بالمصادر الشفهية والزيارات الميدانية –لا تنس انها علاقة لغة بالأحداث-وهذا يدل على ميلك الشديد وتعصبك الواضح لكل ما هو آت من الخارخ 000رحم الله البروف/أسامة النور بقدر ما قدم لتراثنا الحضاري0
د/ قولك المتكرر بان المحسية سبقت الدنقلاوية في المنطقة لاهتم به كثيراً، لأنه في المقام الأول رأي افتراضي قابل للصواب والخطأ 0 ثانياً –وحتى لو صدق فهو فرع من فروع اللغة النوبية الأم 0
هـ/فاللغة الدنقلاوية التي تستهين بها-لا ألومك عليه لأنها عقدتك التي جلبت لك هذا الهاجس المخيف- هذه اللغة موقعها في اقصى الجنوب لمجموعة الشمال ورغم ذلك فإن مفرداتها منتشرة اكثر عند الكنوز في مصر وكذلك عند مجموعات غرب السودان : جبال النوبة والميدوب ، هذا دليل على أنها أقرب إلى اللغة الأم 0
و/ لا يهمني كثيراً من أنت : دكتور والا طالب ، فقط يهمني ما تقول 0
ز/ اما قولك في Arkell أوArkoll فما أكثر الأخطاء المطبعة أو غير المطبعية التي نتعرض لها في حياتنا ،ولكنه يضاف إلى ما سبق بأنك صياد أخطاء ماهر 0واقول لك صادقا : أن أجد معنى كلمة نوبية عند مسن نوبي في جزرة نيلية معزولة أو من ريس مركب سفري مازال على قيد الحياة يفيدني أكثر من أي مصدر آخر سواء كان هذا المصدر حضرتكم أو اي مصدر من بلاد برة00
فكلمة (أبرتي) التي اثرتها ماخوذة من ذات المصدر ،وعشان تطمئن أكثر : المصدر من مواليد عبري والذين هاجروا الى دنقلا ، وما زال ابناءهم على قيد الحياة وكانو ينطقونها (أبرتي) الى أن وافتهم المنية0 أما كلتوس فمصدرها أستاذك -أستاذ الجغرافيا في مدرسة دنقلا الثانوية سابقاً- والباحث النوبي المعروف/عبد المعم حاج الأمين فقد عشنا فتر الاعارة الخمس سنوات في سكن واحد ، رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه في جناته مع الصديقين والشهداء والصالحين0
مع تحياتي،،،
الخير محمد حسين
مشاركات: 469
اشترك في: الجمعة أكتوبر 06, 2006 2:15 am

مشاركة بواسطة الخير محمد حسين »

صحيفة السوداني -العدد رقم: 674 2007-10-01

سودانويات:إعادة كتابة التاريخ أم قراءته؟! للاب/ فيلوثاوس فرج

إعادة كتابة التاريخ: يرى الكثير من المؤرخين اننا ينبغي ان نعيد كتابة التاريخ وعلى الاخص تاريخ السودان بل تاريخ افريقيا جمعاء وذلك، لخلق التوازن بين التاريخ المدون والتاريخ الشفاهي لان التاريخ الافريقي كتب بلغات اوروبية غير مفهومة.
والتاريخ الشفاهي بلغات غير مدونة وهناك مثلاً قبيلة الدنكا التي لها لغة غير مدونة رغم ثراء وضخامة تراثها الشفاهي وهكذا تاريخ النوبة وممالك النوبة المسيحية فاللغة النوبية عندما بدأت لغة كتابة استعارت الحروف من الابجدية القبطية بل انها تمتلئ بالكلمات القبطية ولكنا لم نعثر على كتابات باللغة النوبية سوى شذرات متفرقة ومجموعة كتابات لاهوتية كتبها الملك المسيحي سلمون الناسك الذي تخلى عن عرش النوبة سنة 1079م وكرس نفسه للحياة الرهبانية.. ولكن اين التراث المكتوب ككل.. ولهذا يرى المؤرخ السوداني انه ينبغي اعادة كتابة التاريخ ويرى الدكتور صلاح عمر الصادق أنه من المهم جداً اعادة كتابة تاريخ السودان وعلى الأخص انه في تاريخ السودان الحديث رتبت الاحداث احياناً لارضاء بعض الكيانات السياسية كما ان بعض الاحداث تعتبر مناطق ممنوع الخوص فيها حفاظاً على موازنات معينة داخل المجتمع.. ويرى الصادق ان الفترة التركية مثلاً تعرضت لمتاهات ابعدتها عن صدق التاريخ وابراز صورة مشوهة للاتراك..وايضاً ماحدث من تاريخ لفترة المهدية.. لأن من كتبوا في هذا التاريخ هم من الغرب او من مساجين المهدية الذين كالوا للجهوية كل عداء ولم يعرفوا عدم التحيز بل هم ابناء بلدانهم وزمانهم وبلدانهم هي الدول الاستعمارية وزمانهم هو زمن التسابق الاستعماري المحموم والذي يخدم كل شئ لطموحات المستعمر.. ويرى الصادق ان الذين انتصروا في معركة كرري هم الذين كتبوا التاريخ والمنتصر هو الذي يكتب التاريخ وبالطبع يكتبه تبعاً لوجهة نظر تفتخر بهذا الانتصار مكرسا فكره ونفسه له.. ويقسم عمر الصادق كتاب تاريخ السودان إلى فئات تبدأ بسجناء المهدية من الاوروبيين الذين قبض عليهم اثناء الثورة واطلق سراحهم بعد معركة كرري.. وفئة رجال المخابرات امثال نعوم شقير وادوارد عطية وهولت وفئة ثالثة هم رجال حكم امثال جاكسون وماك مايكل والفئة الرابعة من كتاب التاريخ هي فئة رجال الإدارة امثال رتشارد هل وكروفورد وانطوني اركل.. وهنا لا انسى الصحفي اللامع تشرشل الذي كتب كتاب حرب النهر..واغلب هؤلاء الكتاب كانوا اعداء لحكام السودان اتراكاً اوحكاماً وطنيين كالمهدي والخليفة عبدالله التعايشي.. ويرى الصادق مؤكداً ان المنتصر يكتب التاريخ على هواه وللنصر آباء كثر ولكن الهزيمة ابنة يتيمة..بل يرى ان هناك فرقاً بين التقارير التي لم تطبع والتقارير التي طبعت وهدفت إلى اهداف معينة ويرى الصادق ان من الأسباب التي تستدعي اعادة كتابة التاريخ إهمال التاريخ الشفاهي فيما اختزنه ابناء السودان عن تاريخ السودان المتناقل شفاهياً من السلف إلى الخلف واعتقد ان هذا ينبغي ان يتم سريعاً لانه مخزن في صدور الناس ولم يعد الناس قادرون على هذا ولاصدورهم قادرة على التخزين لان كل شئ قد تغير.
إعادة قراءة التاريخ: اما الدكتور قاسم عبده قاسم فإنه يطالب بالحاح باعادة قراءة التاريخ ويرى ان العصور المختلفة تشهد قراءات مختلفة لتاريخ الجماعة الانسانية ويرى انه في كل مرحلة تتم قراءة جديدة للتاريخ تسلط فيها الاضواء على جوانب معينة وعناصر محددة من التاريخ تساعد المجتمع على التعامل مع حاضره بشكل اكثر نجاحاً وهذه القراءات المتعددة تشكل في حقيقة الامر نظرات في مرآة الذات الحضارية للتعرف على القسمات والملامح الثقافية والحضارية التي يمكن ان تكون هادياً إلى طريق الفعل الحاضر وعملية اعادة القراءة التي تتكرر كل حين هي محاولات معادة ومتعددة لفهم الذات وهذا هو السبب في ان الشعوب تعيد قراءة تاريخها اكثر من مرة.. وإعادة قراءة التاريخ ليست تزويراً للتاريخ بأي حال من الأحوال وإنما هي عملية تأتي في سياق الوظيفة الثقافية الاجتماعية للتاريخ باعتباره ممارسة فكرية في خدمة الحاضر ومن المعروف ان الجماعات الانسانية لايمكن ان تستمر في الاحتفاظ بأي ممارسة ثقافية او أجتماعية مالم تكن لها فائدة تعود على الجماعة بشكل إيجابي.. ولهذا فإن اعادة قراءة التاريخ تهدف إلى البحث عن العناصر التي ينبغي تسليط الضوء عليها لخدمة الحاضر واستشراف آفاق المستقبل وهذا يعني ان القراءة المعادة للتاريخ يمكن ان تجعل من المعرفة التاريخية نوعاً من التاريخ الحافز الذي ينشط الفعل لدى الجماعة الانسانية.. على ان هذا لايجعلنا نتجاهل ان هناك قراءة خاصة لمصلحة من يقرأ مثل قراءة القوى الاستعمارية لتاريخ الدول التي استعمرتها بطريقة تخدم اهدافها.. وقد تنامت وكثرت اعادة قراءة التاريخ زيادة كمية ادت إلى تغير نوعي وكيفي ولكن غياب مشروع عربي متكامل لاصدار الكتب والموسوعات التي تحمل القراءة العربية للتاريخ حالت دون الإفادة الكاملة من هذه الزيادة الكمية والتغير النوعي النسبي... وقد قامت اقسام التاريخ في بعض الجامعات بترجمة وتعريب الدراسات التاريخية كما زادت الجمعيات المهتمة بالتاريخ واعادة قراءة التاريخ.. وفي اعتقادي اننا نحتاج فعلاً إلى الاثنين اعادة كتابة التاريخ واعادة قراءة التاريخ بما يحفظ التوازن بينهما وما يجعل التاريخ دفعاً لمستقبل مجيد وحياة في حاضر سعيد وسوف تنجح جهود المطالبين باعادة كتابة التاريخ.. وتنجح ايضاً جهود المطالبين باعادة قراءة التاريخ وهنا نصبح فاهمين لاننا نكتب كتابة واقعية ونقرأ قراءة واقعية ونحلم احلاماً سوف تكون واقعاً سعيداً.
Muhammad Jalaal Haashim
مشاركات: 131
اشترك في: الخميس سبتمبر 08, 2005 6:06 am

مشاركة بواسطة Muhammad Jalaal Haashim »

[font=Arial][align=justify]



يا صديقي العزيز، الخير، أرجو ألاّ تذهب بك مشارع الحوار بعيداً، كما أرجو ألاّ تحاول المراوغة في إجابتك للأسئلة التي رفعتها لك. لا يهمّني شيء بخصوص الدّنقلاويّة هل هي أقدم أم أحدث من المحسيّة. كلّ ما قلتُه لك أنّ هناك رأياً علميّاً يذهب هذا الاتّجاه، وبالتّالي ينبغي عليك تناوله تسليماً به (وعليه الانصراف عمّا تقول به) أو رفضاً له (ومن ثمّ محاولة إثبات خطئه). هناك معلومة خاطئة وردت منّي بخصوص الدّنقلاويّة والبعد الزّماني لها، إذ تعود معرفتنا بها إلى زمن العالم الإيطالي كرادوري الذي جمع قاموساً بالدّنقلاويّة والإيطاليّة قبل ما يزيد على 400 سنة. لكن ما ينبغي أن تعلم به أنّ اللغة النّوبيّة القديمة (التي اعتبرها العلماء الأم المباشرة للغة المحسيّة ـ فاديجّا) لا يزيد عمق معرفتنا الزّماني بها عن أكثر من 1200 سنة بأيّ حال من الأحوال. إذن لغة لا تزيد معرفتنا بها عن هذا الزّمن لا يمكن أنتُتّخذ وسيطاً لاستكشاف مجاهل التّاريخ منذ عصر الضّمير الأوّل. فما هو ردّك على هذه الجزئيّة يا صديقي؟

الآن، بناءً على ما ذهبت إليه أعلاه، وبناءً على تحاميك الإجابة بشجاعة، أنا أتّهمك بالجهل بعلم اللغات وبعلم التّاريخ، وبتنكّبك للمناهج العلميّة، وأنت في المقابل، بدلاً من أن تدفع عن نفسك هذه التّهمة الشّنيعة، تقوم باتّهامي بكراهيّة اللغة الدّنقلاويّة وما شابه.

حسناً، يا صديقي! دعنا نفترض ذلك لمصلحة النّقاش.

فهل أنا الذي زعمتُ بوجود علاقة بين النّوبيّة القديمة والمحسيّة؟ فكون أنا أكره اللغة الدّنقلاويّة أم أحبّها لا علاقة له بمحوريّة هذه النّقطة في تنطّعك العلمي ـ إن كان هناك تنطّع علمي. ثمّ ها أنت تُثبت أنّك متشرنق ومتحوصل في لغتك الأم فقط، متّخذاً منها مركزاً للمعرفة وتفسير التّاريخ. وهذا ما لا أقبله بالمرّة من النّوبيّين، أكانوا من حلفا، أم من السّكّوت، أم من دنقلا، أم من جبال النّوبة، أم من الميدوب. ولعلمك هذه النّقطة ذكرتُها لك في تلافيف مداخلتي، لكنّك انصرفت عنها دون أن تلتفت لها. وسبب عدم انتباهك لها بسيط وواضح؛ فأمثالُك الذين يجعلون من ذواتهم مركزاً لحركة التّاريخ والكون، عادةً ما ينحون لشخصنة أيّ كلام. وبالطّبع هذه ليست المرّة الأولى ولا الأخيرة التي يتّهمني فيها بعض النّوبيّون بكراهيّة هذه اللغة النّوبيّة أو تلك، أو حتّى بكراهيّة اللغات النّوبيّة جميعها وكراهيّة النّوبيّين كلّهم. ولكن ما أكرهه حقّاً هذه الشّوفينيّة والنّرجسيّة المضادّة؛ فهي عندي مؤشّر لتراجع الوعي النّوبي البنّاء، ومؤشّر إلى حالة التّدهور والانتحار الثّقافي عند النّوبيّين. فكلّما بعُد النّوبيّون عن تراثهم ولغتهم وأرضهم، كلّما عوّضوا ذلك بالمزيد من الانغماس في التّفكير الرّغبوي وفي الاستغراق في الذّات ومفارقة كلّ مناهج التّفكير السّليم.

أمّا إشارتُك إلى أنّك قد عرضت ترّهاتك هذه على بعض النّاس هنا وهناك، فلا يضفي مناعةً علميّة على ما تقول. فأقصر السّبل لقطع لسان المحاجاة هو أن تشرع في الرّدّ على أسئلتي. ونصيحتي لك ألاّ تتّبع حيلة الفتاة (مغلوبة الحيلة) التي تعثّرت في مشيتها في الطّريق، فتظاهرت بأنّها تختال. فالذي سلحتَ به على رؤوسنا في هذا المنبر الأغرّ ممّا يكفي أمّةً كاملة من الجهلاء والعلماء لتعيش به باقي الدّهر وهي خجلى منه.

ولتعلم يا صديقي أنّني أقول هذا ويُعتمل في داخلي أسىً عميق؛ ذلك لأنّ مثلَك قليل ممّن يقدرون على صبر الكتابة وتسويد الصّحائف والمثابرة على ذلك. ومصدر الأسى كون أنّ كلَّ هذا يضيع هباءً منثورا، بدالّة فقدانه للعلميّة. صدّقني يا الخير، ما أقوله لك ممّا يُشترى بالمال لو أنّ اللهَ هداك للحقّ، والحقُّ أولى بأن يُتّبع.

الآن دعني أضرب لك بعض الأمثلة غير العويصة في مجال علم الأسماء الجغرافيّة TOPONYMY. في شرق دنقلا يقع الموقع الأثري المعروف والمشهور باسم كوا KOWA. هذا الموقع أورده آرمبروستر في قاموسه للغة الدّنقلاويّة بالصّيغة التّالية: KAWWA، وفسّره على أنّه يعني (المكان المنبسط والمكشوف). ويرد اسم هذا المكان في الكتابات الآثاريّة بالصّيغة التّالية: KAWA بإسقاط التّشديد عن الواو كما هو الحال في كتابة الحروف المشدّدة بأغلب اللغات الأوروبيّة، ذلك لأنّ صوتيّات التّشديد عادةً ما تلتبس عليهم، ولذا يجتبون الاسم (حسن) بسين مشدّدة، مثل HASSAN. يضمّ هذا الموقع العديد من المعابد أشهرها ذلك الذي بناه إخناتون، ثمّ زاد عليه توت عنخ آمون، ثمّ المعبد الذي بناه داخل الإثنين السّابقين ترهاقا، والذي يقبع الآن داخل صالة في متحف الأشموليان بأوكسفورد من العقد الرّابع من القرن العشرين. ما يهمّنا هنا هو المعبد الذي بناه إخناتون. في اللغة المصريّة القديمة (وهي والدة اللغة القبطيّة ـ أي ليس لغة أهل كرمة أو مروي، دع عنك اللغة النّوبيّة الحديثة نسبيّاً) تُستعمل بعض العلامات الهيروغليفيّة وتسمّى "محدّدات المعاني" DETERMINATORS. من بين هذه المحدّدات، هناك علامة خاصّة تُرسم بجانب أيّ كلمة تُشير إلى اسم مكان، وهي عبارة عن دائرة بداخلها خطّان متقاطعان يتماسّان بقطرها. الآن جميعُنا يعرف ويُلاحظ عادة تعليق بعض الأدعية والتّعاويذ بجُدُر المنازل معلّقة في إطار ومزخرفة. هذه العادة يبدو أنّها قديمة؛ ففي المعابد والقصور في الحضارة المصريّة القديمة كانوا يفعلون نفس الشّيء. من أشهر تلك الأدعية التي أتى بها إخناتون مؤسّس ديانة التّوحيد في الحضارة القديمة، دعاء يُنطق على النّحو التّالي: GEMATON أو GEMATEN الذي يتكوّن من GEMA بمعنى مصدر أو منبع أو أصل أو مأتى حسب قاموس بدج وحسبما اعتمده علماء المصريّات؛ ثمّ ATON أو ATEN بمعنى آتون، أي الإله الشّمس، أو الشّمس. وترد هذه التّعويذة بكثرة في تلّ العمارنة وخلافها. لكن ما يميّز هذه التّعويذة والتي بالفعل وُجدت في معبد إخناتون الذي شيّده في KOWA (ولتلاحظوا الفرق في كتابتي لهذا الاسم) أنّها لا ترد كتعويذة فحسب، ذلك لأنّها يسبقها محدّد الاسم DETERMINATOR الخاص بأسماء الأماكن. أي أنّها تعني هنا اسم مكان وليس مجرّد تعويذة. بالعودة إلى الاسم GEMATON نلاحظ أنّه، بالاستناد إلى هانز ـ بريزه، تحرّف عبر العصور حتّى إذا جئنا إلى الفترة المرويّة، أي بعد إخناتون بحوالي ألف عام، أصبح يُنطق على النّحو التّالي: QAWATA. على هذا ذهب هانز ـ بريزه إلى أنّ KAWA أو KAWWA، هو في الأصل GEMATON باعتبار أنّ QAWATA مرحلة وسيطة. ولكن هانز ـ بريزه تخلّى عن زعمه هذا فيما بعد. في عام 2001م قام بروفيسور هبرمان بيل وكاتب هذه السّطور ضمن فريق المتحف البريطاني العامل في موقع KAWA بدراسة أسماء المواقع في المنطقة. وكان أوّل ما لفت نظرنا أنّ الأهالي (أهالي الكاسورة وتيمْنار وشرق لبب) رفضوا رفضاً باتّاً كلا النّطقين KAWA أو KAWWA، مشدّدين على أنّ اسم المكان لا علاقة له بتفسير آرمبروستر الذي قال به في عام 1909م (المكان المنكشف ـ حسبما تعني كلمة KAWWA الآن في كلا اللغتين المحسيّة والدّنقلاويّة. ولتلاحظوا معي خطورة أن يعتمد الواحد منّا النّطق الحالي على أنّه النّطق الأصلي والقديم). ومع أنّهم لم يتمكّنوا من تقديم أيّ تفسير، أصرّوا على أنّ النّطق الصّحيح هو KOWWA. بعد ذلك قمنا بمراجعة العديد من الخرائط التّاريخيّة التي تعود لسنين وبعضها يعود لقرون لنجد أنّ رسم الكلمة في بعضها التي اوردتها يتطابق مع ما قاله الأهالي. عندها قمنا بمراجعة الفرضيّة التي قدّمها هانز ـ بريزه ثمّ تخلّى عنها. حينها بدت لنا وجاهة نظريّته، خاصّةً عندما أضفنا لها بعض البيّنات الشّفاهيّة المتعلّقة بصوتيّات اللغة الدّنقلاويّة من جهة وبصوتيّات اللغة المصريّة القديمة (على رهافتها).

فما الذي خلصنا إليه يا تُرى؟

خلصنا إلى فرضيّة جديدة قائمة على فرضيّة هانز ـ بريزه القديمة (لاحظوا معي "فرضيّة"، وليس جزماً قاطعاً) تذهب إلى أنّ اسم KOWWA الحالي قد (لاحظوا "قد" هذه) يكون هو نفسه الاسم المصري القديم GEMATON وفيما بعد الاسم المروي القديم QAWATA.

من هنا تقدّمنا خطوة إلى الأمام لتقديم فرضيّة (لاحظوا قولي "فرضيّة") لتفسير السّبب الذي دفع إخناتون لتسمية المكان بصيغة هذه التّعويذة. في هذا رجعنا إلى جميع الأدبيّات التي قالت بالأصل النّوبي لوالدة إخناتون "تِيْيِ (لاحظوا أنّني أستخدم صفة "نوبي" بالتّعميم الآثاري المجازي لكلّ ما هو جنوب أسوان ممّا رفدت بها حضارة كرمة، وبعدها نبتة وبعدها مروي وبعدها الممالك النّوبيّة، وهو ما درج عليه العلماء دون أن يقصدوا بذلك أنّ جميع ذلك نوبي بحقّ وحقيق. وهذا من قبيل إطلاق الاسم "مصر" أو EGYPT، هذا مع أنّ أهل تلك الحضارة لم يعرفوا هذين الاسمين في الإشارة إلى أنفسهم). كما تعرّضنا للأدبيّات التي قالت بمكوث إحناتون في بلاد النّوبة في شبابه نسبةً لاعتلال صحّته قبيل تنصيبه كفرعون (أمنحتب الرّابع) خلفاً لوالده (أمنحتب الثّالث). ثمّ دون الدّخول في مماحكات ومغالطات، ذهبنا إلى القول بأنّه إذا صحّت (لاحظوا عدم القطع باليقين فيما لا يقين فيه) هذه الفرضيّات، فإنّها تعني ترجيح (لاحظوا عدم يقينيّة كلمة "ترجيح") أن يكون إخناتون قد اكتشف التّوحيد في هذه المنطقة عندما كان بها في باكر شبابه قبيل صعوده إلى العرش. على هذا تكون بلاد النّوبة، وتحديداً موقع KOWWA الحالي هي منبع ديانة آتون، أي منبع التّوحيد. أثار هذا الرّأي ضجّة في الأوساط العلميّة خارج السّودان بأكثر ممّا أثار في نفس الأوساط بداخله كالعادة، وذلك عندما نُشر البحث في مجلّة:
Bell, H. & Hashim, M.J.2002. Does Aten Live On in Kawa (Kowwa). Sudan & Nubia, No. 6, PP. 42-46.

إذن، ما الذي أريد أن أقوله يا الخير، فيك الخير؟ لا تتوقّع منّي أيّ مجاملة في مجال الدّراسات النّوبيّة، بخاصّة عندما تكون هناك العديد من المؤشّرات التي تٌشير إلى أنّك تتنكّب محجّة البحث الغرّاء وتصدع بغير علم فيما ليس لك به علم. ولك أن تتصوّر أنّ هذا ما كابدناه في سبيل تقديم تفسير افتراضي لكلمة واحدة. فما بالُك تأتي لتفسّر لنا التّاريخ كلّه في بحث واحد وتصدع بالأحكام الجازمة فتجور مرّاتٍ ولا تهتدي. يا صديقي هذه مسئوليّة، وأكون قد خنتُ الأمانة إلّم أبلّغها، والله يعصمُنا من النّاس، فتأمّل! ثمّ أقول قولي هذا تقديراً منّي لقدرتك الجديرة بالإعجاب في الصّبر على الكتابة والمثابرة. وقد أزيدك شرحاً بما ذهبت إليه من قبل في بحث سابق (1999) عن العلاقة بين اسمي دنقلا المعروفة وتقلي بجبال النّوبة؛ فاسم دنقلا الأصلي ليس هو "دنقلا" كما قد تعلم بذلك، بل هو "تُقُل" وفي الكتابات القديمة، حسبما ذهبتُ إليه، "تُقُلي". ثمّ قد أستعرض لك تفسير جان لوكلان لاسم المكان "أداي فار" ADAY FAAR (الاسم القديم لقرية "قبّة سليم" بالسّكّوت) على أنّه نفسُه اسم المعبد بموقع صادينقا الذي بناه أمنحتب الثّالث (والد إحناتون) وأسماه على زوجته تَيِي: HUT TAY بمعنى "منزل حوت". فتصوّر كيف تحوّر الاسم المركّب من كلمتين عبر العصور ليعطينا الاسم ADAY . أمّا FAAR فتعني القديم، وهي قد أضيفت لاحقاً، فيما ذهب إليه العالم الجليل.

إذن يا صديقي الخير، عليك ألاّ تتّخذ من غلظة أسلوبي غطاءً تهرب من تحته من مسئوليّة الإجابة على الأسئلة التي رفعتُها بوجهك. نعم أسلوبي فيه غلظة، لكنّها، علم الله، غلظة إذا قستَها بالجبماز الفكري الذي قمتَ به وأنت في مسوح العلماء والباحثين، لهان أمرُها عليك كثيراً كثيرا، ولشكرتني عليها، ولانقلبتَ إلى أهلك غانماً مسروراً.

وسأعود مرّة أخرى ما ما سمح بذلك وقت السّودان الضّائع؛؛؛؛

ودمتم جميعاً، وشكراً يا صديقي الصّدوق الصّادق ود إسماعيل.

محمّد جلال أحمد هاشم
MJH
الخير محمد حسين
مشاركات: 469
اشترك في: الجمعة أكتوبر 06, 2006 2:15 am

مشاركة بواسطة الخير محمد حسين »

اقتباس:

يا صديقي العزيز، الخير، أرجو ألاّ تذهب بك مشارع الحوار بعيداً، كما أرجو ألاّ تحاول المراوغة في إجابتك للأسئلة التي رفعتها لك. لا يهمّني شيء بخصوص الدّنقلاويّة هل هي أقدم أم أحدث من المحسيّة. كلّ ما قلتُه لك أنّ هناك رأياً علميّاً يذهب هذا الاتّجاه، وبالتّالي ينبغي عليك تناوله تسليماً به (وعليه الانصراف عمّا تقول به) أو رفضاً له (ومن ثمّ محاولة إثبات خطئه). هناك معلومة خاطئة وردت منّي بخصوص الدّنقلاويّة والبعد الزّماني لها، إذ تعود معرفتنا بها إلى زمن العالم الإيطالي كرادوري الذي جمع قاموساً بالدّنقلاويّة والإيطاليّة قبل ما يزيد على 400 سنة. لكن ما ينبغي أن تعلم به أنّ اللغة النّوبيّة القديمة (التي اعتبرها العلماء الأم المباشرة للغة المحسيّة ـ فاديجّا) لا يزيد عمق معرفتنا الزّماني بها عن أكثر من 1200 سنة بأيّ حال من الأحوال. إذن لغة لا تزيد معرفتنا بها عن هذا الزّمن لا يمكن أنتُتّخذ وسيطاً لاستكشاف مجاهل التّاريخ منذ عصر الضّمير الأوّل. فما هو ردّك على هذه الجزئيّة يا صديقي؟
-------------------------------------------------------------------------------
***رأيي 00اخوي هاشم : إذا توفرت فيها الشروط الآتية فهي جديرة بأن تكون وسيطاً :-
1- يجب أن تكون هذه اللغة قديمة قدم الإنسان وقدم حضارته (قبل أن تكون مكتوبة) بل أقدم منها ، ويجب أن تكون مستمرة بشكلها الفطري إلى يومنا هذا ، لكي يكون بامكاننا لغة فطرية ، اذ لا يمكن أي من اللغات المندثرة لغة فطرية0
2- يجب أن تكون اللغات التصويرية (بأصواتها ونطقها) التي سبقت اللغات الحديثة ( ذات الحروف ) تحوي صفات وأسماء ومعاني من هذه اللغة وتكون هذه الأصوات للصفات والمعاني دليلنا على أن اللغة التصويرية مشتقة من اللغة المنطوق بها0
3- يجب أن تكون مفرداتها منتشرة في العالم القديم والحديث وخاصة في الأمكنة التي يفترض أن الانسان الأول عاش فيها
4- يجب أن يكون للناس الأوائل الذين عاشوا في الأرض صفات وأسماء مشتقة إشتقاقاً أصلياً منها ، وأن يكون لأسماء الذين عاشوا في عصور مختلفة أيضا صفات ومعاني من هذه اللغة 0



***عزيزي هاشم 00أرى أنك تتقرب إلى موضوع البحث رويدا رويدا ،أذ انني كما ذكرت لك مكرراً أبحث في علاقة الغة النوبية بمعاني أسماء الأعلام والانبياء والأحدات، فعلى سبيل المثال- دعنا من الدنقلاوية – (هامان) يعني : الوزير أو الرجل الثاني في السلطة ، وذلك عند أخواننا في جبال النوبة0 فهل من الخطأ أن نجد معنى بالنوبية لهامان وزيرفرعون؟ وإذا كانت الاجابة بلا ، فلماذا تسلمون وتدرسون ابناءنا في المدارس بأن لفظ السودان يعني:الاسود بالعربي؟؟000البحث يسير على هذا السياق ، وهذا هو سبب تجنبي لإجابة بعض أسئلتك ، لأنك بذكائك الفريد تريد أن تسحبني إلى ما تريد نقاشه ، بعبارة أدق : إنك تريد ان تقول ما تعرفة لا المراد نقاشه فتتحمس بوصفك غيرك بالجهل ، يقتضي بالطبع انت العالم 0
فكما وجهت الي السؤال اسمح لي أن أوجه إليك أيضاً:-
1/ لماذا لا تعرض رأيك في المنتيات النوبية حيث البحث يناقش من قبل المهتمين من أبناء النوبة؟
2/أشاد بالبحث كل من البروف/صالح/آثار جامعة الخرطوم ، بروف/صلاح محي الدين وزير الثقافة في عهد مايو، فهل من الممكن عرض رأيك لهما حول البحث؟ وخاصة البروف/صالح موجود عندكم في الخرطوم ومعه صورة من النسخة التي بين أيدينا، أما صلاح محي الدين فلا اعلم افي السودان ام في الخارج0

***إذا رغبت استهلاك وقت السودان الضائع، أدخل عنوان البحث في قوقل لتتمكن من مواقع النشر في المنتديات النوبية0
مع تحياتي،،،
Muhammad Jalaal Haashim
مشاركات: 131
اشترك في: الخميس سبتمبر 08, 2005 6:06 am

مشاركة بواسطة Muhammad Jalaal Haashim »

[align=justify]



الأخ الخير؛ لك التّحيّة يا صديقي وشكراً على المثابرة.

تلاحظ يا صديقي أنّك حتّى اللحظة لم تُجب عن أيٍّ من الأسئلة التي رفعتُها لك. ليس هذا فحسب، بليبدو كما لو أنّك تتعمّد أو تتظاهر بأنّك لم تقرأها أو لم تفهمها. أراك تقول ما يلي أدناه بخصوص مشروعيّة استخدام اللغة النّوبيّة لاستكشاف مجاهل الماضي السّحيق:

إذا توفرت فيها الشروط الآتية فهي جديرة بأن تكون وسيطاً : 1- يجب أن تكون هذه اللغة قديمة قدم الإنسان وقدم حضارته (قبل أن تكون مكتوبة) بل أقدم منها ، ويجب أن تكون مستمرة بشكلها الفطري إلى يومنا هذا ، لكي يكون بامكاننا لغة فطرية ، اذ لا يمكن أي من اللغات المندثرة لغة فطرية0

لكن يا صديقي ألم أقل لك بأنّ اللغة النّوبيّة في رأي العلماء (على الأقلّ حتّى الآن) ليست هي تلك اللغة القديمة. ربّما تكون قديمة قدم الإنسان على الأرض ـ ربّما! لكن الحقيقة أنّ ما نعلمه عنها بشكل قاطع لا يسند هذا الرّأي. إذن فهي لا تستوفي هذا الشّرط الذي وضعته أنت بنفسك.

فماذا أنت قائل بهذا الخصوص؟ لا شيء طبعاً!

يا صديقي اللغة المرويّة أقدم من اللغة النّوبيّة؛ ومع هذا اللغة المرويّة نفسها غير قديمة إلى مستوى أن نتّخذها وسيطاً لاستكشاف مجاهل التّاريخ القديم ـ هل قلتُ غير قديمة؟ بل هي في الواقع غير مفهومة بما فيه الكفاية لاستكناه نصوصها العديدة، إذ لم تُفكّ طلاسمُها حتّى الآن. ثمّ هناك لغة أقدم من اللغة المرويّة هي لغة حضارة كرمة، والتي لا نعلم عنها حرفاً واحداً، ولا كلمةً واحدة. لكن اللغة القديمة التي هي أقدم من هذه اللغات جميعها (طبعاً من حيث وقوعنا على وثائق منها) هي اللغة المصريّة القديمة. وهذه اللغة لا علاقة لها لا من قريب ولا من بعيد باللغة المرويّة، دع عنك اللغة النّوبيّة القديمة.

2- يجب أن تكون اللغات التصويرية (بأصواتها ونطقها) التي سبقت اللغات الحديثة ( ذات الحروف ) تحوي صفات وأسماء ومعاني من هذه اللغة وتكون هذه الأصوات للصفات والمعاني دليلنا على أن اللغة التصويرية مشتقة من اللغة المنطوق بها0

يا صديقي كم مرّة ينبغي أن أردّد لك بأنّ اللغة المصريّة القديمة لا علاقة لها لا باللغة المرويّة ولا باللغة النّوبيّة القديمة؟ فالمصريّة القديمة تنتمي لأسرة اللغات الأفريقيّة الآسيويّة، ومنها المجموعة السّاميّة؛ هذا بينما اللغتان المرويّة والنّوبيّة القديمة تنتميان إلى مجموعة اللغات النّيليّة الصّحراويّة. يا صديقي هذه أبجديّات علم اللسانيّات، ممّا ينبغي لطلبة الصّفّ الأوّل جامعي أن يُلمّوا به. فإذا كنتَ تجهل هذا، كيف لنا أن نغوص معك فيما هو أعمق، من قبيل استخدام إحدى اللغات لاستكشاف التّاريخ؟ أمّا عن مسألة التّصاوير، فهي وسيلة كتابة كُتبت بها اللغة المصريّة القديمة مثلما كُتبت بها اللغة المرويّة فيما بعد (لاحظ: فيما بعد ـ وليس فيما قبل) بآلاف السّنين. عليه، لا تكون حالماً فتأمل في أصلٍ نوبيّ لكلمات مصريّة قديمة من عصر الأنبياء ـ هذا إذا كان في مقدور العلم أن يعالج مسألة عصر الأنبياء، وكم عمّر الواحد منهم إلخ. المنطقي هو أن نأمل في الوقوع على أصل مصري قديم (وإغريقي أيضاً ـ لاحظ: إغريقي بالرّغم من حداثة هذه اللغة والتي هي قطعاً أقدم من النّوبيّة من حيث الوثائق التي وصلتنا من كلّ واحدة على حدة) للعديد من الكلمات النّوبيّة وليس العكس. فهل لا زلت تُصرّ وتماحك أنّه في مقدورك أن تتّخذ من إحدى اللغات النّوبيّة الحديثة (لا يهمّ أكانت الدّنقلاويّة أم المحسيّة أم لغة الأجانق أو غيرها) لاستكناه أسرار الماضي السّحيق؟

3- يجب أن تكون مفرداتها منتشرة في العالم القديم والحديث وخاصة في الأمكنة التي يفترض أن الانسان الأول عاش فيها

وهذا سؤال جيّد، لكن لا معنى له في ظلّ ما ذكرناه لك بخصوص حداثة اللغات النّوبيّة. فإذا كنت نبحث عن لغة قديمة بهذا المستوى، فعليك باللغة المصريّة القديمة، وليس اللغة المرويّة التي كان يتكلّم بها ناس بعانخي وترهاقا وشبتاكا وغيرهم من قبيل ملوكنا العظام. فإذا علمتَ بأنّ اللغة المرويّة أقدم من اللغة النّوبيّة القديمة من حيث وقوعنا على وثائق بشأنها، انتفى عندك أيّ سبب لاتّخاذ أيٍّ من اللغات النّوبيّة الحديثة وسيطاً لاستقراء التّاريخ القديم. فإذا كانت اللغة النّوبيّة القديمة لا تشفع لك في هذا، فاللغات النّوبيّة الحديثة ستكون أعجز بالتّأكيد.

فما قولُك دام فضلُك على هذا؟ هل من إجابات يا هامان؟

وينطبق كلامُنا أعلاه على قولك أدناه:

4- يجب أن يكون للناس الأوائل الذين عاشوا في الأرض صفات وأسماء مشتقة إشتقاقاً أصلياً منها ، وأن يكون لأسماء الذين عاشوا في عصور مختلفة أيضا صفات ومعاني من هذه اللغة 0

نعم يا صديقي، هذا صحيح، لكن إذا تمكّنتَ أوّلاً من إثبات أنّ اللغة النّوبيّة قديمة، وهو ما فصّلنا لك عكسَه، فهل من مدّكر!

ولكن حتّى لا يُماري النّاس فيما أثبته العلماء قبل 100 عام من الآن (لاحظ يا صديقي أنت متخلّف بقرن كامل عن ركب الدّراسات النّوبيّة) سأقوم بكتابة جزء يسير من نصّ بالنّوبيّة القديمة مأخوذ من النّصّ الذي عُثر في دنقلا العجوز [See: Browne, G.M. 1989. Literary Texts in Old Nubian. Wien-Modling. P. 73]، وهو عبارة عن نصّ مأخوذ من المزمور رقم 103. وسأقوم بكتابة النّصّ بالحروف اللاتينيّة. ما أرجوه منك يا صديقي أبو الخيرات أن تتأمّل النّصّ جيّداً لتأخذ فكرة عمّا أعنيه باللغة النّوبيّة القديمة، التي أشرتُ إلى أنّ العلماء يرون أنّها والدة المحسيّة ـ فاديجّا. ولتلاحظ كيف تستغلق معانيها على متكلّمي المحسيّة اليوم، دع عنك متحدّثي الدّنقلاويّة. أرجوك ألاّ تحاول فكّ طلاسم النّص (كما فعل في نصّ آخر شخص آخر من قبل اسمه د. إدريس البنّا) إذ إنّه محلول ومشروح:

orpilloo eitin aelka pissilgirkera, ngoeilloo eitin konjka tonjnjilgirkera, paruulloo eitin aelka turgirkera

كما ألفت انتباهك إلى أن الحرف P يمكن أن يُنطق F، مثل orpilloo، يمكن نطقها orfilloo وهكذا دواليك، مثلما أوضحت أنت في مثال fenti المحسيّة ونطقها الدّنقلاوي benti. بالطّبع يمكنك الاستعانة بكتاب المزامير من العهد القديم لفهم النّص. وعلى أيّ حال جاءت ترجمة براون للنّصّ على النّحو التّالي:

Wine makes the heart of man rejoice; oil makes fair the face of man; bread makes secure the heart of man

وجوز ترجمة القطعة على النّحو التّالي:

"الخمرُ تجعلُ صدرَ المرءِ منشرحاً؛ والدّهنُ يجعلُ وجهَ المرءِ مؤتلقاً: والخبزُ يجعلُ قلبَ المرءِ آمناً"


أمّا يا صديقي بخصوص سؤالك لي:

لماذا لا تعرض رأيك في المنتيات النوبية حيث البحث يناقش من قبل المهتمين من أبناء النوبة؟

فأُجيب عليه بسؤال آخر: ومن قال لك بأنّي لم أكتب وأكتب وأكتب حتّى كلّت يداي وكلّمتني؟ كما أُضيف لك بأنّ الغالبية العظمى من النّوبيّين لا يختلفون عنك. وفي الحقيقة صار النّوبيّون ومنذ عقود وعقود أضحوكة مجالس علماء الدّراسات النّوبيّة Nubiology، وذلك للبهلوانيّات اللسانيّة التي ما فتئ المتعلّمون منهم بخريجها، من قبيل أن اسم الفرعون (توت عنخ آمون) بالنّوبي هو (تود آنجِنْ أمن)، وأنّ اسم الأرجنتين مكوّن من كلمتين (أَرِج) بمعنى اللحم، و(تيي) بمعنى البقر، بما يعني (لحم البقر)، إلى آخر التّرّهات التي تجعل البقر فعلاً ينكفئ على قفاه من الضّحك سخريّةً واستهزاءً، فتصوّر وتأمّل يا صديقي.

وكما أشرت لك سابقاً دون أن تعتبر به، لا يغرّنّك يا صديقي أبو الخيرات إشادة هذا الشّخص أو ذاك من لفيف أساتيذ الجامعات أو وزراء الحكومات؛ فلعلّهم سكتوا عنك توفيراً لأنفسهم من سخائم اللجاجة والمماحكة؛ أو لعلّهم أجهل منك، وهذا من قبيل معكوس (وفوق كلِّ ذي علمٍ عليم)، والله أعلم. لكن عليك بما قلتُه لك مع ما فيه من قسوة وفظاظة لا تقلّ بأيّ حال من الأحوال عن فظاعة ما صدعتَ به بغير علم. وقديماً قالوا (وربّما حديثاً): أسمع كلام الببكّيك أحسن ممّا تسمع كلام البضحّكك.

ودمتم جميعاً ؛؛؛؛؛

وإلى اللقاء إلى حين الظّفَرِ منك ببعض إجابات ؛؛؛

محمّد جلال أحمد هاشم
MJH
الخير محمد حسين
مشاركات: 469
اشترك في: الجمعة أكتوبر 06, 2006 2:15 am

مشاركة بواسطة الخير محمد حسين »

الأخ الخير؛ لك التّحيّة يا صديقي وشكراً على المثابرة.

تلاحظ يا صديقي أنّك حتّى اللحظة لم تُجب عن أيٍّ من الأسئلة التي رفعتُها لك. ليس هذا فحسب، بليبدو كما لو أنّك تتعمّد أو تتظاهر بأنّك لم تقرأها أو لم تفهمها. أراك تقول ما يلي أدناه بخصوص مشروعيّة استخدام اللغة النّوبيّة لاستكشاف مجاهل الماضي السّحيق:

إذا توفرت فيها الشروط الآتية فهي جديرة بأن تكون وسيطاً : 1- يجب أن تكون هذه اللغة قديمة قدم الإنسان وقدم حضارته (قبل أن تكون مكتوبة) بل أقدم منها ، ويجب أن تكون مستمرة بشكلها الفطري إلى يومنا هذا ، لكي يكون بامكاننا لغة فطرية ، اذ لا يمكن أي من اللغات المندثرة لغة فطرية0

لكن يا صديقي ألم أقل لك بأنّ اللغة النّوبيّة في رأي العلماء (على الأقلّ حتّى الآن) ليست هي تلك اللغة القديمة. ربّما تكون قديمة قدم الإنسان على الأرض ـ ربّما! لكن الحقيقة أنّ ما نعلمه عنها بشكل قاطع لا يسند هذا الرّأي. إذن فهي لا تستوفي هذا الشّرط الذي وضعته أنت بنفسك.
فماذا أنت قائل بهذا الخصوص؟ لا شيء طبعاً!
يا صديقي اللغة المرويّة أقدم من اللغة النّوبيّة؛ ومع هذا اللغة المرويّة نفسها غير قديمة إلى مستوى أن نتّخذها وسيطاً لاستكشاف مجاهل التّاريخ القديم ـ هل قلتُ غير قديمة؟ بل هي في الواقع غير مفهومة بما فيه الكفاية لاستكناه نصوصها العديدة، إذ لم تُفكّ طلاسمُها حتّى الآن. ثمّ هناك لغة أقدم من اللغة المرويّة هي لغة حضارة كرمة، والتي لا نعلم عنها حرفاً واحداً، ولا كلمةً واحدة. لكن اللغة القديمة التي هي أقدم من هذه اللغات جميعها (طبعاً من حيث وقوعنا على وثائق منها) هي اللغة المصريّة القديمة. وهذه اللغة لا علاقة لها لا من قريب ولا من بعيد باللغة المرويّة، دع عنك اللغة النّوبيّة القديمة.

**** اخوي / محمد00صباح الخير
نعم00لم تجد اللغة النوبية ولا اللغات الافريقة الاهتمام المطلوب من العلماء والدارسين ن وذلك لأن العنصر الابيض حكم مسبقاً على الثقافات المحلية بعدم جدواها وفرض ثقافته الخاصة على البلاد مما جعل من الافارقة وللأسف الصفوة منهم –امثال حضرتك يقرؤون ما يكتب لهم ويحاربون كل ما هو افريقي واصيل 0 وبحمد الله تعالى لم ينجح هذا المستعمر الابيض في غرس ثقافته على العامة وذلك بالرغم من اقتلاعهم الثقافة المحلية مما جعل الصراع بين العامة والصفوة حتى اليوم000كل من يمجد الاصول والجذور فهو متخلف جاهل ،أما من ياتينا بافكارهم ويتعالى على ما كل ما هو محلي فهو الباسل الخطر0
أما قولك : أن اللغة النوبية لا تستوفي الشروط فيذكرني بمقولة لمصطفى محمود: سأل الانسان :لما ذا خلق الله الذبابة ؟ وسألت الذبابة : لما ذا خلق الله الانسان؟؟
لم أدخل في المقارنة بين اللغات المحلية من حيث الاقدمية ولكني أثق تماماً بأن ما اقوم به سيقودنا في نهاية المطاف الى أن اللغة الوسيطة لاستكشاف مجاهل التاريخ هي لغة افريقية0


2- يجب أن تكون اللغات التصويرية (بأصواتها ونطقها) التي سبقت اللغات الحديثة ( ذات الحروف ) تحوي صفات وأسماء ومعاني من هذه اللغة وتكون هذه الأصوات للصفات والمعاني دليلنا على أن اللغة التصويرية مشتقة من اللغة المنطوق بها0

يا صديقي كم مرّة ينبغي أن أردّد لك بأنّ اللغة المصريّة القديمة لا علاقة لها لا باللغة المرويّة ولا باللغة النّوبيّة القديمة؟ فالمصريّة القديمة تنتمي لأسرة اللغات الأفريقيّة الآسيويّة، ومنها المجموعة السّاميّة؛ هذا بينما اللغتان المرويّة والنّوبيّة القديمة تنتميان إلى مجموعة اللغات النّيليّة الصّحراويّة. يا صديقي هذه أبجديّات علم اللسانيّات، ممّا ينبغي لطلبة الصّفّ الأوّل جامعي أن يُلمّوا به. فإذا كنتَ تجهل هذا، كيف لنا أن نغوص معك فيما هو أعمق، من قبيل استخدام إحدى اللغات لاستكشاف التّاريخ؟ أمّا عن مسألة التّصاوير، فهي وسيلة كتابة كُتبت بها اللغة المصريّة القديمة مثلما كُتبت بها اللغة المرويّة فيما بعد (لاحظ: فيما بعد ـ وليس فيما قبل) بآلاف السّنين. عليه، لا تكون حالماً فتأمل في أصلٍ نوبيّ لكلمات مصريّة قديمة من عصر الأنبياء ـ هذا إذا كان في مقدور العلم أن يعالج مسألة عصر الأنبياء، وكم عمّر الواحد منهم إلخ. المنطقي هو أن نأمل في الوقوع على أصل مصري قديم (وإغريقي أيضاً ـ لاحظ: إغريقي بالرّغم من حداثة هذه اللغة والتي هي قطعاً أقدم من النّوبيّة من حيث الوثائق التي وصلتنا من كلّ واحدة على حدة) للعديد من الكلمات النّوبيّة وليس العكس. فهل لا زلت تُصرّ وتماحك أنّه في مقدورك أن تتّخذ من إحدى اللغات النّوبيّة الحديثة (لا يهمّ أكانت الدّنقلاويّة أم المحسيّة أم لغة الأجانق أو غيرها) لاستكناه أسرار الماضي السّحيق؟


*** تقول : ( فإذا كنت تجهل هذا ، كيف لنا أن نغوص معك فيما هو اعمق ) بصراحة هذه أيضاً مشكلتي معك 0
يقول المؤرخ السنغالي الشيخ انتاديوب : أن الشمال الافريقي كله كان مغموراً بمياه البحر ، وأن الحضارة المصرية نشأت جنوباً في البداية ، ثم عمت تدريجياً الشمال الافريقي( مصر حالياً ) وذلك مع استقرار النيل وجفاف الشمال الافريقي0
يعني يا أخويا /محمد : دفاعك المستميت ده لو اتجت بيه جنوباً تلقانا معاك 0

3- يجب أن تكون مفرداتها منتشرة في العالم القديم والحديث وخاصة في الأمكنة التي يفترض أن الانسان الأول عاش فيها

وهذا سؤال جيّد، لكن لا معنى له في ظلّ ما ذكرناه لك بخصوص حداثة اللغات النّوبيّة. فإذا كنت نبحث عن لغة قديمة بهذا المستوى، فعليك باللغة المصريّة القديمة، وليس اللغة المرويّة التي كان يتكلّم بها ناس بعانخي وترهاقا وشبتاكا وغيرهم من قبيل ملوكنا العظام. فإذا علمتَ بأنّ اللغة المرويّة أقدم من اللغة النّوبيّة القديمة من حيث وقوعنا على وثائق بشأنها، انتفى عندك أيّ سبب لاتّخاذ أيٍّ من اللغات النّوبيّة الحديثة وسيطاً لاستقراء التّاريخ القديم. فإذا كانت اللغة النّوبيّة القديمة لا تشفع لك في هذا، فاللغات النّوبيّة الحديثة ستكون أعجز بالتّأكيد.

فما قولُك دام فضلُك على هذا؟ هل من إجابات يا هامان؟

*** هامان !! اسم نوبي ، أما عن الاجابة فأظن يكفي ما ذكرته سابقاً 0


وينطبق كلامُنا أعلاه على قولك أدناه:

4- يجب أن يكون للناس الأوائل الذين عاشوا في الأرض صفات وأسماء مشتقة إشتقاقاً أصلياً منها ، وأن يكون لأسماء الذين عاشوا في عصور مختلفة أيضا صفات ومعاني من هذه اللغة 0

نعم يا صديقي، هذا صحيح، لكن إذا تمكّنتَ أوّلاً من إثبات أنّ اللغة النّوبيّة قديمة، وهو ما فصّلنا لك عكسَه، فهل من مدّكر!

ولكن حتّى لا يُماري النّاس فيما أثبته العلماء قبل 100 عام من الآن (لاحظ يا صديقي أنت متخلّف بقرن كامل عن ركب الدّراسات النّوبيّة) سأقوم بكتابة جزء يسير من نصّ بالنّوبيّة القديمة مأخوذ من النّصّ الذي عُثر في دنقلا العجوز [See: Browne, G.M. 1989. Literary Texts in Old Nubian. Wien-Modling. P. 73]، وهو عبارة عن نصّ مأخوذ من المزمور رقم 103. وسأقوم بكتابة النّصّ بالحروف اللاتينيّة. ما أرجوه منك يا صديقي أبو الخيرات أن تتأمّل النّصّ جيّداً لتأخذ فكرة عمّا أعنيه باللغة النّوبيّة القديمة، التي أشرتُ إلى أنّ العلماء يرون أنّها والدة المحسيّة ـ فاديجّا. ولتلاحظ كيف تستغلق معانيها على متكلّمي المحسيّة اليوم، دع عنك متحدّثي الدّنقلاويّة. أرجوك ألاّ تحاول فكّ طلاسم النّص (كما فعل في نصّ آخر شخص آخر من قبل اسمه د. إدريس البنّا) إذ إنّه محلول ومشروح:

orpilloo eitin aelka pissilgirkera, ngoeilloo eitin konjka tonjnjilgirkera, paruulloo eitin aelka turgirkera

كما ألفت انتباهك إلى أن الحرف P يمكن أن يُنطق F، مثل orpilloo، يمكن نطقها orfilloo وهكذا دواليك، مثلما أوضحت أنت في مثال fenti المحسيّة ونطقها الدّنقلاوي benti. بالطّبع يمكنك الاستعانة بكتاب المزامير من العهد القديم لفهم النّص. وعلى أيّ حال جاءت ترجمة براون للنّصّ على النّحو التّالي:

Wine makes the heart of man rejoice; oil makes fair the face of man; bread makes secure the heart of man

وجوز ترجمة القطعة على النّحو التّالي:

"الخمرُ تجعلُ صدرَ المرءِ منشرحاً؛ والدّهنُ يجعلُ وجهَ المرءِ مؤتلقاً: والخبزُ يجعلُ قلبَ المرءِ آمناً"


أمّا يا صديقي بخصوص سؤالك لي:

لماذا لا تعرض رأيك في المنتيات النوبية حيث البحث يناقش من قبل المهتمين من أبناء النوبة؟

فأُجيب عليه بسؤال آخر: ومن قال لك بأنّي لم أكتب وأكتب وأكتب حتّى كلّت يداي وكلّمتني؟ كما أُضيف لك بأنّ الغالبية العظمى من النّوبيّين لا يختلفون عنك. وفي الحقيقة صار النّوبيّون ومنذ عقود وعقود أضحوكة مجالس علماء الدّراسات النّوبيّة Nubiology، وذلك للبهلوانيّات اللسانيّة التي ما فتئ المتعلّمون منهم بخريجها، من قبيل أن اسم الفرعون (توت عنخ آمون) بالنّوبي هو (تود آنجِنْ أمن)، وأنّ اسم الأرجنتين مكوّن من كلمتين (أَرِج) بمعنى اللحم، و(تيي) بمعنى البقر، بما يعني (لحم البقر)، إلى آخر التّرّهات التي تجعل البقر فعلاً ينكفئ على قفاه من الضّحك سخريّةً واستهزاءً، فتصوّر وتأمّل يا صديقي.

وكما أشرت لك سابقاً دون أن تعتبر به، لا يغرّنّك يا صديقي أبو الخيرات إشادة هذا الشّخص أو ذاك من لفيف أساتيذ الجامعات أو وزراء الحكومات؛ فلعلّهم سكتوا عنك توفيراً لأنفسهم من سخائم اللجاجة والمماحكة؛ أو لعلّهم أجهل منك، وهذا من قبيل معكوس (وفوق كلِّ ذي علمٍ عليم)، والله أعلم. لكن عليك بما قلتُه لك مع ما فيه من قسوة وفظاظة لا تقلّ بأيّ حال من الأحوال عن فظاعة ما صدعتَ به بغير علم. وقديماً قالوا (وربّما حديثاً): أسمع كلام الببكّيك أحسن ممّا تسمع كلام البضحّكك.

ودمتم جميعاً ؛؛؛؛؛

وإلى اللقاء إلى حين الظّفَرِ منك ببعض إجابات ؛؛؛

محمّد جلال أحمد هاشم

*** لا تعليق000لأنك ضحكتني لمن وقعت على ضهري، والأوراق طارت000

مع تحياتي،،،
آخر تعديل بواسطة الخير محمد حسين في الخميس يناير 31, 2008 7:29 am، تم التعديل مرة واحدة.
الخير محمد حسين
مشاركات: 469
اشترك في: الجمعة أكتوبر 06, 2006 2:15 am

مشاركة بواسطة الخير محمد حسين »

أسبقية الحضارة السودانية للحضارة المصرية

من الحقائق التاريخية الثابتة بأن السودان من مناطق الإشعاع الحضاري في العالم، كما يوكد ثابت حسن ثابت ومدرسة الآثار الألمانية وشيخ أنتا ديوب ، بأسبقية الحضارة السودانية للحضارة المصرية
لإثبات تلك الأسبقية بشكل علمي ، يستند ذلك على علم الآثار الذي بامكانه إثبات ونفى تلك الأسبقية ، لكن المشكلة الحقيقية لتاريخ السودان القديم ، انه لم يكتب حتى ألان بشكل علمي دقيق ، بسب غياب تنقيب الاثارى المنظم الذي يهدف لكتابته بصورة علمية ، حتى إذ أسفر تنقيب عن كشف اثارى هام يتم تغيبه لماذا ؟ نموذج لذلك اكتشاف طفل محنط يرجع تاريخه 12000 ق.م ، ما يرتبط بذلك تحنيط من عبادة وتقاليد وتطور لمجتمع من حيث الاستقرار والتمدن ، هو موجود في متحف الخرطوم ، يعنى هذا إن الحضارة في السودان بدأت قبل 12000 ق.م
بنما يؤرخ للحضارة الإنسانية 5000 ق.م ، كما بدا تحنيط في مصر 3100 ق.م ، يتميز التاريخ القديم بأنه يرتعش ، على حافة أي اكتشاف اثرى هام قد يقلبه رأسا على عقب ، استنادا على ذلك يكون السودان هو اصل الحضارة الإنسانية ،بتالي أسبقتها للحضارة المصرية ، المكتشف بصورة علمية دقيقة لذلك يورخ بها لحضارة الإنسانية ،أقدم أثار لها ترجع 4300 ق.م ، بينما في الحضارة السودانية قد تم اكتشاف أثار ترجع لعصر الحجري القديم ،يرى علماء الآثار ومعهم الجيولوجيون انه استمر من 700،000 . 14،000 ق.م ، في ثلاث مراحل هي الأسفل والأوسط والأعلى ،في 1966 م عثرت بعثة جامعة كلورادو الأمريكية في خور ابوعنجة على أدوات ترجع لعصر الحجري القديم ، كما عثر فيه على أثار ترجع 12،000 ق.م ، كذلك عثر في وأدى عفو على أثار ترجع للعصر الحجري القديم ، وكذلك في الفاشر هي موجودة في متحف أكسفورد ، خور الهودى على بعد 3كلم من التقاء الخور مع نهر عطبرة ، وفى سنة 1924 م عثر على جمجمة لإنسان في مدنية سنجة ترجع للعصر الحجري القديم بذلك تكون الحضارة السودانية مهمة لمعرفة اصل الإنسان .
أما في العصر الحجري الوسيط
نجد حضارة الخرطوم القديمة 7،000 .4000 ق.م ، على أثارها اقيمت مستشفى الخرطوم ، هي أنتجت للعالم أول اوانى فخارية ، و إنسانها يشبه إنسان القبائل النيلية في جنوب السودان .
أما في العصر الحجري الحديث
نجد حضارة الشهنيات غربي النيل على بعد 48 كلم شمالي امدرمان ، غيرها من المواقع الاثارية ، التي جعلت من السودان الدولة الوحيدة التي يوجد بها أثار لكل عصور الحضارة الإنسانية ،ويرجح كثيرون من علماء الاثار إن أجمل ما خلفه العالم القديم من أثار يوجد تحت باطن الأرض السودانية فقط على رغم من ذلك ينظر للحضارة السودانية ، على أنها نسخة كربونية من الحضارة المصرية ، لتفنيد ذلك واثبات أسبقية الحضارة السودانية للحضارة المصرية ، استند على أثار الحضارة المصرية لأنها مكتشفه بشكل علمي ، بنما أثار السودان ألمكتشفه يتم تغيبها وتخربيها وسرقتها ؟
فيما يتعلق بأصل المصريين تدل أثارهم على أنهم نوبيون
إذ نجد في اللوحة رقم 48 ، لتصنيف الأجناس البشرية كما صورها المصريون القدماء ، بمقبرة رمسيس الثالث <1198. 1168 ق.م ، التي توضح صلات القربى بين المصري والنوبي باعتبارهم خير البشر
نعر مر (اومينا ) نموذج للنوبي الأصيل هو يمثل أول فرعون مصري وحد الصعيد والوجه البحري لأول مرة في تاريخ مصر خفرع فرعون من الأسرة الرابعة الدولة القديمة بنى هرم الجيزة الثاني نوبي أصيل، كذلك منتوحتب مؤسس الأسرة الحادية عشرة الدولة الوسطي
تحتمس الثالث مؤسس الأسرة الثامنة عشرة نوبي أصيل ، كذلك توت عنج آمون الأسرة الثامنة عشرة هجرة الشعوب الباحثة عن مستقر كانت تتم بالانحدار مع النهر المصريون أنفسهم يعترفون بالاصولهم النوبية اى أنهم جاءوا من بلاد الإمام التي تعنى سلف الإمام هي الارضيى النوبية اى أسلفهم . خلاصة القول فيما يتعلق بأصل المصريين أنهم نوبة ،فزيارة لمتحف المصري تويد ذلك
ما فيما يتعلق بالعبادات
كافة أدوات العبادة المصرية أصلها نوبي ،لذلك يفترض (كايوه )إن جذور الحضارة المصرية في النوبة السودان )
كان المصريون القدماء يخرجون كل عام اله آمون تجاه النوبة لانها موطن الالهه الاصلى يشترط في اختيار كاهنة آمون في طيبة ،الموقع الأعلى في مصر أن تكون نوبية تمثال الإله اوزيرس ، معظم تمثال المصرية المكسورة الأنف تبين أنها نوبية بتلك الأدلة الاثارية والمنطقية التي توضح بما لا يدع مجال لشك أسبقية الحضارة النوبية للضارة المصرية ،التي تعتبر اصل الحضارة الإنسانية ،بذلك يكون السودان اصل الحضارة الإنسانية في الوقت الذي يفسر فيه تأثير الحضارة السودانية بحضارات أحدث واقل شان منها كالحضارة المصرية واليونانية والرومانية ،لكن استفراغ الحضارة السودانية من أصلها لم يقف عند ذلك الابتذال ،فاخترعوا أسطورة الرجل الحكيم الذي جاء من الصحراء في القرن 16م ليؤسس الحضارة والدولة في السودان
خلاصة القول أن ائ انتماء في السودان لا يستند على حقائق تاريخية واجتماعية وثقافية بشكل علمي دقيق يكون مجرد وهم ينتج أشباح ملتحية تغيب التاريخ وتذبح الوطن على مذبح الصراع الدموي بين الثقافة العربية الإسلامية والثقافة الأفريقية في السودان ، الذي لا يوجد به الا ثقافة السودنة ، كذلك لاعرب ولا أفارقة بل سودانيين من حضارة تشكل اصل الحضارة الإنسانية
مراجع
¨ الأصول الزنجية للحضارة المصرية / الشيخ انتا ديوب
¨ تاريخ السودان القديم / محمد إبراهيم بكر
¨ السودان و الافريقانية / عبد الهادي صديق


https://amirelbasher.maktoobblog.com/309 ... 9%8A%D8%A9
Muhammad Jalaal Haashim
مشاركات: 131
اشترك في: الخميس سبتمبر 08, 2005 6:06 am

مشاركة بواسطة Muhammad Jalaal Haashim »

[align=justify]


الخير فيك الخير! لك التّحيّة يا صديقي.

أراك تتهرّب يا صديقي، ولات حين تهرّب!

إذن فقد كابدتَ نفسَك حتّى تطايرت شَعاعاً أو كادت لتأتي لنا بمثل هذا الرّدّ الذي لا أرى له وجهاً:

لا تعليق000لأنك ضحكتني لمن وقعت على ضهري، والأوراق طارت000

كذا إذن!

فما الذي أضحكك فيما سقناه لك يا صديقي حتّى انقلبت على قفاك وتطايرت منك أوراقُ روعِك شَعاعاً؟ يا صديقي ما كنتُ لآبه بما تسلح به على رؤوسنا لو أنّك فعلت هذا في أحد المواقع النّوبيّة التي قام البعضُ بتصميمها لمثل هذه التّرّهات. فالمشكلة أنّ اختيارَك وقع على أحد المواقع التي نّعدّها لملمّات الأيّام وليالي الجهل الحوالك عسى أن تُبدّد عنّا ظلام الجهل. فهذا أحد أكثر المواقع السّودانيّة احتراماً من حيث توخّيه روح العلميّة فيما يصدر من كتابات.

أفلا تخشى ما سيقوله عنك النّاس إذا ما قرأوا ردودَك على تعليقاتي، وهي تعليقات إنسان متخصّص؟ ولا يحتاج كلامي لنُلحق به صفة التّخصّصيّة، إذ يكفي ما يحتويه كلامي من منطق وقوّة عارضة وحجّة. بينما يكفي كلامُك لإسقاط المرء من حالقٍ حتّى لو كان قد جاء من رجل تُدبّج صدرَه نياشين العلم ويجلس في أكبر دكّة للعلم.

فلننظر يا سادتي لهذا القول النُّكْر:

نعم00لم تجد اللغة النوبية ولا اللغات الافريقة الاهتمام المطلوب من العلماء والدارسين ن وذلك لأن العنصر الابيض حكم مسبقاً على الثقافات المحلية بعدم جدواها وفرض ثقافته الخاصة على البلاد مما جعل من الافارقة وللأسف الصفوة منهم –امثال حضرتك يقرؤون ما يكتب لهم ويحاربون كل ما هو افريقي واصيل 0 وبحمد الله تعالى لم ينجح هذا المستعمر الابيض في غرس ثقافته على العامة وذلك بالرغم من اقتلاعهم الثقافة المحلية مما جعل الصراع بين العامة والصفوة حتى اليوم000كل من يمجد الاصول والجذور فهو متخلف جاهل ،أما من ياتينا بافكارهم ويتعالى على ما كل ما هو محلي فهو الباسل الخطر0

هل فعلاً كنّا نتناقش حول ما إذا كانت اللغات الأفريقيّة قد نالت حظّها من الدّراسة أم لا؟ لماذا تفترع الرّدود على المواضيع التي لم نتطرّق لها؟ لماذا كلّ هذا التهرّب يا صديقي الذي يريد أن يشرح لنا تاريخ الكون دون أن يملك الشّجاعة لشرح منهجه الذي يستخدمه في مسعاه الخائب هذا؟

ثمّ من قال لك بأنّ اللغات الأفريقيّة لم تجد حظّها من الدّراسة والاهتمام المطلوب من العلماء؟ من قال لك هذا؟ وماذا تقول في كتاب:

Greenberg, Joseph. 1963. The Languages of Africa. Indiana University, Bloomington: Mouton & Co., The Hague

هذا الكتاب، ولتلاحظ أنّه صدر قبل أكثر من نصف قرن، قد قام بإجراء تصنيف لجميع لغات أفريقيا. وبالطّبع لا يمكن أن يكون مثل هذا التّصنيف قد تمّ دون أن تكون قد سبقته العديد من الدّراسات. وكنت قد ذكرتُ لك بأنّ الأب كارادوني قد جمع قاموساً للغة الدّنقلاويّة قبل ما يزيد عن 400 سنة. ثمّ هل تعرف معهد اللغات الصّيفي (Summer Institute of Linguistics- SIL)؟ وهل تعرف شيئاً عمّا قام به من جهود مقدّرة في دراسة اللغات الأفريقيّة. تأسّس هذا المعهد بدوافع تبشيريّة وبغرض ترجمة الإنجيل للغات غير المكتوبة. ولكن تورّطه في مجال اللسانيّات طغى وطغى على مرّ السّنين والعقود حتّى كاد أن يُغطّي على رسالته الأساسيّة. ولدي مقال في هذا الموقع بمجلّة احترام فيه استعراض لجميع اللغات بالسّودان. التّصنيف الوارد في مقالي إيّاه استقيته مباشرةً من موقع SIL مباشرةً.

فماذا تقول في كلّ هذا يا صديقي؟ هل لا تزال تُصرّ على أنّ اللغات الأفريقيّة لم تنل حظّها من الدّراسة والاهتمام؟ إذن عليك بالدّليل؟

وطبعاً لا أريد أن أردّ على ما أثرته من كلام حول تحامل الأوربّيّين البيض ضدّ الأفارقة السّود. فهذا القول أنت تسمع به من قبيل أن تسمع بالمعيدي دون أن تراه. ولكنّي يا صديقي اصطدمتُ بهذه المركزيّة الأوربيّة البيضاء، وعانيتُ منها وربّما لا أزال أعاني بوصفي أفريقيّاً أسود يعمل في مجال دراسة التّاريخ واللغات الأفريقيّة. ولتعلم بأنّني اعتذرتُ عن العمل بجامعة بإنكلترا مفضّلاً العودة إلى بلادي التي أعيش فيها الآن عاطلاً عن العمل. فيا صديقي ها أنت مجدّداً تتكلّم فيما ليس لك به علم ولا تجربة. وربّما يُقيّض الله لك قريباً الحصول على معلومة بسيطة بخصوص المعركة التي أخوضها ضدّ المركزيّة الأوربيّة في مجال كتابة اللغات الأفريقيّة، وذلك إذا ما صدر كتاب لي جديد في هذا المجال من مركز الدّراسات والتّوثيق النّوبي. عندها قد تعلم شيئاً مفيداً بخصوص النّضال ضدّ المركزيّة الأوربيّة دون أن يعني مثل هذا النّضال الانصراف عن مشارع العلم الوهيطة، أجاءت من تلقاء أوربّا أم من أفريقيا أو خلافه.

ثمّ أراك يا صديقي تستعجب قولي لك بأنّه لا اللغات النّوبيّة ولا اللغة المرويّة قبلها، ولا لغة أهل حضارة كرمة قبلهم جميعاً (والتي لا نعلم عنها حرفاً واحداً) مستوفية للشّروط التي وضعتَها أنت بنفسك الأمّارة للسّوء مقياساً للغة الإنسان الأوّل وصولاً إلى لغة الأنبياء ـ وهي اللغة التي ذهبت جميع كتاباتك إلى أنّها هي نفسها اللغة النّوبيّة الدّنقلاويّة التي تتكلّم بها الآن. وقد سبّبتُ قولي هذا بالعميق من المحاجّاة، فإذا بردِّك يأتي أقرب للاستهزاء:

أما قولك : أن اللغة النوبية لا تستوفي الشروط فيذكرني بمقولة لمصطفى محمود: سأل الانسان :لما ذا خلق الله الذبابة ؟ وسألت الذبابة : لما ذا خلق الله الانسان؟؟

فإذا كان اسم إقليم "سكّوت" بأدنى إقليم المحس يُنطق قبل ما يزيد على ألف عام بقليل على النّحو التّالي: ساكلودا (بمعنى "الحكّام السّبعة")، عليه لا يبقى أماك أيّ سبيل للزّعم بأنّ النّطق الحالي "سكّوت" يعود إلى عهد كتابة التّوراة التي تُشير إلى اسم مكان بنفس النّطق. وعليه، لا يمكن الزّعم بأنّ اللغة التي عبرها تكلّم أهل ذلك الإقليم التّوراتي المسمّى "سكّوت" هي نفسها اللغة النّوبيّة. هذا ما أزعم به؛ فهل لك اعتراض عليه؟ أرجوك أن تقوم بتفصيل اعتراضك بنفس الاسلوب الذي نُحاجِّك به، لا بأسلوب الاستهزاء الذي هو في الواقع تغطية لتهرّبك من الإجابة.


ثمّ أراك تقول:

لم أدخل في المقارنة بين اللغات المحلية من حيث الاقدمية ولكني أثق تماماً بأن ما اقوم به سيقودنا في نهاية المطاف الى أن اللغة الوسيطة لاستكشاف مجاهل التاريخ هي لغة افريقية0

ما هذا الكلام الفارغ يا صديقي؟ فمجرّد الزّعم بأنّ اللغة النّوبيّة هي لغة الإنسان القديم قدم أنبياء الله على الأرض من قبيل آدم ونوح وإبراهيم ـ مجرّد أن تقول مثل هذا الكلام تكون قد وقعت في الحمى وفي الحرام. فهذا الكلام يفترض بالبداهة أنّ اللغة النّوبيّة هي أقدم لغة على الأرض. وكلُّ ما سعيتُ إليه حتّى الآن هو نقض هذه القناعة غير العلميّة التي تلبّستك كما يتلبّسُك الشّيطان. فمختصر قولي يا صديقي أنّ اللغات النّوبيّة ليست عتيقة بهذا المستوى حسبما وصل إلينا من وثائق بشأنها. وحتّى إذا ما سايرناك في قولك أعلاه، يبقى قولي بأنّ هذه اللغة الأفريقيّة التي تبحث عنها لن تكون النّوبيّة بأيّ حال من الأحوال، ما لم تتكشّق وثائق جديدة لم نقع عليها بعد.

يا صديقي الخير، فيك الخير، الكلام الذي سلحتَ به على رؤوسنا يمكن أن نستمرّ في التّعليق عليه إلى ما شاء الله؛ يعني لغاية يوم القيامة، دون أن يكون في مقدورك (حسبما رأينا من ردود حتّى الآن) تقديم أيّ ردّ عليه. ويمكننا أن نسكت عليك عند هذا الحدّ، كما سكتنا عليك طيلة الشّهور الماضية حتّى قمت بنشر واحدة من هذه السّلحات في مجلّة احترام، وهو شيء يمكن أن يفقدها احترامها إذا ما واصلت على هذا المنوال. كلّ هذا في مقدورنا؛ لكن ما ليس في مقدورنا أن نسكت عليه هو الحقّ. ولهذا قمنا بتحرير هذه المداخلات التي كلّفتنا الكثير من وقت السّودان الضّائع (وأراك حتّى الآن لم تفهم ما نعنيه بمسألة وقت السّودان الضّائع، فمعليش). فبالله فارفق بنفسك يا صديقي من هذا الهوان. إذ أيسر من كلّ هذا، بما عندك من روح مثابرة مشهودة، أن تقوم بتحصيل العلم من مظانّه والتّسلّح به عند القول. وصدّقني ربّما لا يأخذ منك هذا الأمر أكثر من عامين أو ثلاثة، فإذا أنت أحد الأعلام التي يُشار إليها بالبنان عند الاختصام. عندها ربّما لا تحتاج إلى أيّ شهادة، دنيا أو عليا، ولنا في العقّاد أسوة حسنة. فلماذا يا صديقي تستبدل فرصة أن تكون سُلْطة Authority في هذا المجال مفضّلاً أن تكون من زمرة الجهلة الذين زادوا على جهلهم بأن اتّخذوا الجهل مذهباً لهم في الحياة، والعياذ بالله ؛؛؛؛

ودمتم جميعاً ؛؛؛

محمّد جلال أحمد هاشم
MJH
صورة العضو الرمزية
نجاة محمد علي
مشاركات: 2809
اشترك في: الأربعاء مايو 04, 2005 1:38 am
مكان: باريس

مشاركة بواسطة نجاة محمد علي »


الصديق محمد جلال هاشم

يا عزيزي، وبصراحة، صُدمت حقيقة منذ أن قرأت أول مداخلة لك في هذا الخيط. وذلك أولاً للغة العنيفة وغير اللائقة ـ وأنا جد آسفة لأن أجد نفسي مضطرة لمخاطبتك بهذه الصورة ولوصف لغتك بأنها غير لائقة، ولكن هذا هو ما حدث للأسف ـ التي استخدمتها في حديثك الموجه للأستاذ الخير، والتي كانت أقرب إلى لغة أستاذ قاسٍ يوبخ تلميذاً. مع أنه لا يحق للأستاذ توبيخ تلاميذه أو استخدام أيٍ من أساليب العنف معهم. كما لا يحق لأيٍ منا مخاطبة الآخر بمثل هذه اللغة.

حينما كتب الأستاذ الخير موضوعه في احتـرام، قال في استهلاله أنه يبتغي الوصول للصلة "المحتملة والمباشرة بين اسماء الأنبياء...والأعلام والمواقع والأحداث مع اللغة النوبية". فينبغي عليك، وأنت الباحث المدقق، أن لا تغفل هذا التنويه الذي حدد به الأستاذ الخير مقصده: "ابتغاء الوصول إلى صلة محتملة". وقد دعم في كل ورقته هذه "الاحتمالات" بالمراجع، وبملاحظاته، وبمعرفته باللغة النوبية. وهذا هو على وجه التحديد دور جامع المعلومات، الذي يمكن للباحثين والمختصين أن "يغربلوا" ويصنفوا المعلومات التي يقدمها لتوظيفها في البحوث المتعمقة. وهذا جهد يشكر الأستاذ الخير عليه لا أن يواجه بمثل هذا العنف الذي لا يليق صدوره من شريك حوار، ومن باحث رصين مثلك، وقبل كل شيء عن مدافع عن حرية التعبير.

يا عزيزي، بل يشرف احتـرام أن تفسح صفحاتها لغير المتخصصين لإبداء رأيهم وتقديم معلوماتهم وملاحظاتهم التي يمكن الاستفادة منها في طرق قضايانا المتعلقة بتعددنا الثقافي والإعلاء من شأنه. خاصة وأن هناك بالفعل من "ينتابهم الشعور بالقلق كلما أثير الحديث عن اللغات الإفريقية ودورها في الحضارة الإنسانية"، كما ذكر الأستاذ الخير في مستهل مقاله.

هذا، وأرجو منك أن تراجع كلامك الموجه للأستاذ الخير، وسيزيد من قدرك العالي علواً أن تعتذر عن ما بدر منك من كلام أقرب للإساءة، إليه وللمتابعين ولشركاء الحوار في هذا المنبر.

وتقبل صادق معزتي واحترامي اللذين تعرفهما.

نجاة

Muhammad Jalaal Haashim
مشاركات: 131
اشترك في: الخميس سبتمبر 08, 2005 6:06 am

مشاركة بواسطة Muhammad Jalaal Haashim »

[align=justify]

الأخ الخير؛ فيك الخير يا صديقي. أراك لم تعلّق، فلعلّ المانع خير (اسم على مسمّى). وما أخشى ما أخشاه أن يكون المانع تهرّباً من مواجهة عجزك المعرفي الماحق.

يا صديقي بالأمس فقط، عندما انتهيت من تحميل مداخلتي الأخيرة، علمت بأنّ مجمل موضوع البوست الذي قمتَ بافتراعه ما هو إلاّ المقال الذي نشرته لك مجلّة احترام. والله هانت الزّلابية! فلا أحتاج إلى تنبيه هيئة تحريرالمجلّة إلى أنّهم يتحمّلون المسئوليّة الأخلاقيّة والعلميّة لما يُنشر بمجلّتهم. في هذه الحالة سأقوم بالتّعليق على بعض الشّطحات التي ما أنزل الله بها من سلطان، عسى ولعلّ يفتح الله عليك أو عليهم بكلمة.

1. الشّطحة الأولى: ورد في مقالك ما يلي في تفسير اسم الفرعون إخناتون:

أخناتون : يوجد اسمان في النوبية أقرب إلى أخناتون ، 1/ أقِن-Agin : جالس أو باق، تنى-Tennei : على الدوام ، والمعنى العام جالس على الدوام0 2/آنجن:حي 0أما المقطع الثاني فهو نفس المعنى السابق : على الدوام0والمعنى العام: حي على الدوام0 حرف الخاء غير موجود في اللغة النوبية وهو دئماَ يأتي بدلاَ عن حرف نوبي ينتج بنطق النون مع الجيم كحرف واحد وهو أقرب إلى نطق ch في كلمة chair الإنجليزية 0ورد نفس الحرف في اسم توت عنخ أمون كما ذكرت ذلك في البحث ، قلت أن حرف الخاء لا يوجد في اللغة النوبية وكلمة(عنخ) أصلها( أنجي)وتعني الحياة، توت: الإبن ،آمون أو أمنق:الماء بالمحسية0 ويمكن قراءة الإسم بطريقتين ليكون المعنى العام : ( إبن ماء الحياة) ، أمنق آنجي تود ، أو توت آنجي أمنقندي0لاحظ أداة الإضافة (ندي) ، وكلتا العبارتين تعني : ابن ماء الحياة0

1.1. التّعليق:

يرد اسم إخناتون على النّحو التّالي في:
Budge, E.A. Wallis. 1920. An Egyptian Hieroglyphic Dictionary. New York:Frederick Ungar Publisjing Co. P. 933
Aakhu-en-Aten
ونجد شرح الكلمات التي يتكوّن منها هذا الاسم في نفس المرجع في الصّفحات 24 للكلمة: Aakhu التي تعني (روح)، وفي الصّفحة 98 للكلمة: Aten التي تعني (قرص الشّمس. أمّا الواسطة: -en- فتعني ما يوازي معنى of بالإنكليزيّة. عليه يكون معنى الاسم إخناتون حسبما يرد في اللغة التي كان يتكلّم بها إخناتون (دقّقوا معي في هذه النّقطة) يكون على النّحو التّالي: روح الشّمس، أو روح أتون.

ويمكن مراجعة معنى هذا الاسم في أحد أحدث المراجع ذائعة الصّيت الصّادرة ضمن قائمة مطبوعات المتحف البريطاني مؤخّراً والتي كُتبت للعامّة من غير المتخصّصين الذي يريدون أن يتعلّموا المصريّة القديمة، ألا وهو الكتاب الذي حقّق مبيعات عالية كأحد أكثر الكتب توزيعاً:

Collier, M. & Bill, M. 2006. How to read Egyptian (International Best Seller). The British Museum: London. PP. 28-29

إذن يا سادتي، نعلم من هذا أنّ اللغة التي كان يتكلّم بها إخناتون ليست هي اللغة النّوبيّة بأيّ حال من الأحوال. عليه لا مجال لأخينا الخير أن يذهب هذا المذهب لمجرّد أن تقطيع هذا الاسم بهذه الطّريقة غير الممنهجة يصادف بعض معاني باللغة النّوبيّة الدّنقلاويّة. وهي مصادفة مدبّرة في الكثير من الاعتساف. كما نلاحظ أنّ هذا الاسم لا يشتمل لا من قريب ولا من بعيد على أيّ علاقة بلفظة Ankh التي تعني (الحياة). كما لا علاقة له لا بالحلوس ولا بالوقوف.

المشكلة يا سادتي أنّنا بإزاء تفكير معوّج وملتوي اصاب الله به النّوبيّين خاصّة وعامّة، والله يبتلي من عباده من يشاء. هذه مشكلة أولى، أمّا المشكلة التي تعنينا هنا في هذا المقام، أنّ هذا النّمط من التّفكير الذي يفتقد إلى الفكر السّليم قد تمكّن من اختراق هذا الموقع في لحظة غفلة غير مغفورة، فقام بنشر هذه التّرّهات في هذا الموقع عبر أحد أرصن وسائطه العلميّة، ألا وهو مجلّة احترام.

أنظروا إلى هذا القول النُّكر في تفسير اسم الفرعون تو عنخ آمون Tutankamen:

تود عنخ آمون:الإسم يتكون من ثلاثة مقاطع ، تود أوتوت : تعني الإبن ،ونجدها في أحمنتود: إبن أحمد – أمبابتود: إبن أبينا-شمنتود: إبن شمد، وهكذا00 كلها أسماء نوبية 0 عنخ: أصلها (آنج-Anch )وتعني الحياة، ويوجد نفس المقطع في الإنجيل كما بينا ذلك في الحلقات الماضية 0 أمون: تعني الماء وهي مرادفة لكلمة (أسي) والمعنى الكلي :إبن ماء الحياة0 ويوجد نفس المقطع في المدينة السودانية (أمون تقو)الإسم القديم لدنقلا العجوز وتعني :وادي أمون0

فآمون هو نفسه الإله آمون Amen or Amun؛ وعنخ Ankh، يمكن أن تعني الحياة، ولكنّها هنا تحديداً تعني "الحيّ" living. أمّا "توت" Tut، فلا علاقة لها بكلمة "ابن" في النّوبيّة tood أو toot، وذلك حسب اللغة التي كان يتكلّم بها سيد الاسم نفسه الفرعون توت عنخ آمون. "توت" تعني "الصّورة" Image أو الأيقونة. عليه يكون معن اسم توت عنخ آمون هو "صورة آمون الحيّ".

الآن تعالوا معي يا سادتي نقوم باستعراض سريع لبعض التّخريجات التي صدع بها أخونا الخير ضربة لازب، دون أن يخالجه أيّ شكّ في أنّه يخوض في بحور لا قبل له بأمواجها، وقد تلبّسته حالة شيطانيّة ظنّ بها أنّه يصدع بالعلم، وما درى أنّه لإنّما يسلح على رؤوس القوم، والوقمُ في المحفل، فتصوّروا!

*اسوان: تتكون من مقطعين (أسي)تعني الماء( وان)صفة للإندفاع المياه بممر ضيق كما في الشلالات مثلاً0

الحقيقة أنّ النّطق الحالي لاسم هذا المكان المشهور ليس هو نفسه النّطق القديم للكلمة ولا حتّى النّطق الحالي لها في اللغة النّوبيّة الحالية. فالاسم يرد في اللغة النّوبيّة وفي العديد من المصادر على أنّه شيء أقرب إلى Suen. وفي هذا نكتة من نوع تخريجات صديقنا الخير حبق بها في وجهنا أحد النّوبيّين في معرض تخريج لاسم "أسوان". قال ذلك الرّجل انطلاقاً من واقع أنّ أسوان الآن تحبس أمواهاً ضخمة تمتدّ مدى النّظر والبصر: تتكوّن من Essi بمعنى "الماء" + waanj بمعنى"الواسع والممتدّ"؛ وبذلك يعني اسم "أسوان" "بحيرة الماء". وطبعاً فات عليه في استغلاقه المعرفي المنيع أن يلاحظ حقيقة أنّ أسوان أصبحت تضمّ إحدى أكبر البحيرات الصّناعيّة قبل سنوات قليلة وذلك بعيد إنشاء السّدّ العالي. وهذا ممّا يسلح به أخونا الخير. ألا أثاب الله أستاذنا الواثق إذ قال: وحَبْقةُ العلم دون الأنف مشمومة.

ثمّ يقول صديقنا الخير (فيهو الخير):

كربة: أصلها : كرب : وتعني العنكبوت ، أما تاء التأنيث فهي لاحقة عربية للتصغير.

وواضح أنّه لم يقم بزيارة ميدانيّة للمنطقة يسأل فيها أهلها عن معنى ذهذه الكلمة، وذلك من قبيل توسّم المعلومة الإثنوغرافيّة في مظانِّها. فلو فعل ذلك لعلم أنّ بعض دلالات هذا الاسم عند أهله يُشير إلى الحجارة البركانيّة السّوداء التي تستخدمها النّساء في تنظيف أقدامهنّ حكّاً لها حين غسلها بالماء. ولعلم أنّ هذا المعنى نفسه يستخدمه بعض النّوبيّين في الإشارة لنفس الحجر. أمّا من هو الأصل، ومن هو الذي أخذ من الآخر، فهو ما لا نعلم به، ويحتمل الحالتين. ولحسم مثل هذا التّساؤل يلزمنا الكثير من العمل الحقلي واستعراض الأدبيّات التي كتبت بشأن اللغتين النّوبيّة (بلغاتها العديدة) والعربيّة العامّيّة. وهو جهد ما أحوجنا إليه فيما هو ضروري. إذ لا يُشكّل حسم هذا السّرال أيّ مفاصلة معرفيّة قائمة حتّى الآن. ثمّ إنّنا لسنا في معرض تجميع قاموس لغوي مقارن بين النّوبيّة من جهة والعربيّة العامّيّة من جهة أخرى.

ولتنظروا معي إلى هذه الحبقة التي يُشتمُّ زخمُها من المكان البعيد، وربّما عكس الرّيح:

كوستي : كو :يعني الأسد ، أتي : قرب أو بجانب ، وعندما تقول (كوسنتي) تعني قرب الأسود ، أي بجوار الأسود. أما الجزيرة فتسمى بالنوبية : آرتي كما في حسينارتي ، بنقنارتي= جزيرة الجراد.

فلو اختنق أخونا شلقامي بالمغصة القلبيّة (وهذا نوع أفظع من الذّبحة الصّدريّة) لكان له حقّ، ولتغمّده الرّمنُ بواسع رحمته. فهذا الشّخص (الخير) لا يقوم بأيّ واجب منزلي Homework من قبيل التّنقيب في الكتب رصداً لأدبيّات الموضوع الذي يريد الكتابة فيه لعلّه يقع منها على كسبٍ ثمين. أفلا يعلم بأمر الأقصوصة التي تذهب إلى أنّ الاسم "كوستي" يعود لخواجة عاش بتلك النّاحية، وذلك قبل عقود قليلة؟ هل فعلاً لم يسمع بكتاب اسمه كوستي: القصّة والتّاريخ قام بنشره شلقامي قبل سنوات، وقد نفد فأعيد نشره مرّة أخرى قبل عامين تقلّ أو تزيد قليلاً؟ وطبعاً لا نريد أن نُماحك فنسأل عن علاقة الجزيرة باسم كوستي، ممّا سلح به أخونا الخير.

والآن أدعوكم إلى أن تنظروا كيف يبتلي اللهُ عباده الصّالحين والطّيّبين، فإذا بهم في سورة فَكَران (وهذه لغة خاصّة بنا في "فكر" ويمكن أن تُقرأ "فَقَران" وهي أيضاً لغة خاصّة بنا في "فقر") بائس يتبنّون آراء ما أنزل الله بها من سلطان دون أن يكلّف الذين يصدعون بها أنفسهم بتقديم أيّ برهان عليها. هذا من قبيل:

أما عن أصل : شندي ، دنقلا ، الجعليين :
فقد ذكر المرحوم الاستاذ/ عبد المنعم حاج الأمين في بحث له عن التاريخ النوبي ما يلي :-
أ-دنقلا : أصلها دِبْ قيلي ، ومعناه : القلعة الحمراء0
ب-شندي : أصلها : شوندي-Shondi وتعني الفعل ينفض بالعامية السودانية ، سميت بذلك عندما نفض بعانخي ابنيه أسكنهما هناك وقسم لهما أراضي المنطقة الى قسمين متساويين ( مروي) أصلها (مر أوي) أي : قطعتان0
ج- جعلي : أصله : جولي ويطلق بالنوبية على الانسان الذي يسير ماشياً باستمرار 0 ويقول الاستاذ / عبد المنعم : أن الجعليين هم نوبيون ولكنهم هاجروا الى جزيرة العرب ضمن اتفاقية البقط التي تمت بين ملك النوبة وخليفة المسلمين ( 360 شخص سنوياً ) واستمر الحال عدة سنوات إلى أن قامت الدولة العباسية ، وبعد مفاوضات بين ملك النوبة والخليفة العباسي تم إعادتهم مرة أخرى ، وجاؤوا بنسائهم وابنائهم وكامل عتادهم الحربي. وخشي ملك النوبة من شرهم وأمرهم بالاقامة عند البوابة الجنوبية للمملكة وهي منطقة كبوشية وتعني الأبواب بالنوبية0 اما العباس عم النبي صلى الله عليه وسلم فله من الأبناء : عبدالله ، محمد ، الفضل ، ذرية عبد الله ومحمد0 معروفة في كتب انساب العرب ، أما الفضل الذي الذي يزعم أنه جد الجعليين فلم ينجب أبداً ، فهم ينتمون الى الدولة العباسية لا عباس عم النبي(انتهى المصدر)



تُرى من هو هذا العبد المنعم حاج الأمين، وما هو بحثة الموسوم (تُقرأ "المزعوم) عن التّاريخ النّوبي، ثمّ ما هو الاقتباس كما ورد في البحث المزعوم، ثمّ ما هو وجه الاستشهاد والاحتجاج به. فقد يكون الباحث جيّداً ومجيداً، دون أن يكون بحثه المعني هنا بنفس قدر الجودة؛ وقد يكون الباحث والبحث جيّدين معاً، دون أن يكون الجزء المراد اقتباسه جيّداً دون باقي البحث؛ وقد يكون جميع ذلك جيّداً، دون أن يكون وجه الاحتجاج والاستشهاد بالنّقطة المعنيّة في البحث إيّاه في محلّها، وذلك من قبيل أن يقرأ المرء دون أن يعي ما قرأ. وهل البحث هو أن نقوم بتبنّي آراء الآخرين دون بسطها للقرّاء حتّى يقوموا بمشاركتنا في تقييمها ومن ثمّ تبنّيها معنا، أو الاختلاف معنا في ذلك ورفضها بالتّالي؟

أرأيتم يا سادتي مثل هذا الضّعف والتّضعضع المنهجي فيما يسلح به علينا أخونا الخير؟

ولكن لا بأس من أن نقوم باستعراض بعض جوانب الفقر المنهجي وسوء التّغذية العلميّة، فضلاً عن عسر هضم وإمساك معرفي. ولنبدأ باسم الكلاكلة، ففيها نشأت، وعنها كتبت. قد اعتمدت كتابتي عن الكلاكلة (في كتابي: جزيرة صاي: قصّة الحضارة: صراع الثّقافات وقضايا التّنمية والتّهميش في بلاد النّوبة ـ تحت الطّبع) على العديد من الرّوايات الشّفاهيّة التي وقعتُ عليها مي مسيرة حياتي بالكلاكلة، فضلاً عن السّفر الهام الذي ألّفه ابن الكلاكلات الأستاذ سعد الدّين محمّد أحمد:

* سعد الدّين محمّد أحمد. 2004. حصاد القرون في تاريخ الكلاكلة والفتّاياب وأصهارهم القدماء من السّلطنة الزّرقاء 954 هـ وحتّى 2000م. الجزء الأوّل. الخرطوم.

جاء في كتابي عن الكلاكلة وعنى الاسم، وذلك في معرض توثيقي لدور النّوبيّين في تطوير منطقة الكلاكلات ما يلي:


فقد جاء في الأثر أنّ هناك 13 كلاكلة على أقلّ تقدير هي جماع مضارب ومساكن إخوة كانت أمهم تُدعى "كُلْكُلة"، وقد كانت امرأةً فارسة قبل زواجها تقطع الطّريق على المسافرين في هذه المنطقة التي كانت خلاءً حتّى قال عنها النّاس: "كُلْكُلة الرّبّاطة .. الشّايلة عصاتا في أباطا". وقد عاثت في الأرض فساداً حتّى تصدّى لها فارس صنديد، هزمها ونزع اللثام عنها فلمّا وجدها فتاةً تزوّجها فأنجبت له 13 ابناً ربّما عاثوا بدورهم في الأرض فساداً، أو ساحوا فيها فروسيّةً ورجولةً (كيفما كان) حتّى قبضهم إليه ربّ العالمين.
وفي الحقيقة خبرُ الكلاكلة أجلُّ وأكبر من ذلك الذي شاع عنها بين من هاجروا إليها من نوبٍ وخلافهم منتصف القرن العشرين فما بعده. والفارسة التي كانت تستعرض النّاسَ وتقطع عليهم الطّريق اسمها "فاطنة" بنت المك حسب الله الفونجاوي الذي كان يُقيم في مكانٍ يُقال له "ألمي ضحّي" بأعلى بلاد الجمّوعيّة إزاء الكلاكلات من جهة غرب النّيل، وهو المكان الذي يُقال له الآن "فتّاشة" والذي يُستخدم من قبل الجيش في تدريبات إطلاق النّار بالذّخيرة الحيّة [سعد الدّين محمّد أحمد، 2004، ج 1: 48]. هناك كانت فاطنة الفونجاويّة تستعرض للنّاس فتقطع عليهم الطّريق، وليس في منطقة الكلاكلة الحاليّة. وهناك صادفها الفارس حمد العوضي ومعه مجموعة من أبناء عمومته، وهم من قبيلة "الصُّفر" الجعليّين، وكانوا في طريقهم إلى بلدتهم المسمّاة بالجوير غرب شندي. فلمّا اعترضتهم وهي بلباس الفرسان، هزمها وعرف حقيقة أنّها امرأة، فأخذها معه لتقوم بتدريب أبنائه على الفروسيّة، ففعلت على أحسن وجه. وكانت تقول لهم أثناء التّدريب: "كلكلوا الخيل"، أي أهمزوها بالمهماز، فينقبض جسمها إلى مقدّم صدرها، فيكون ذلك أدعى إلى أن تجمح وتُسرع [المرجع السّابق: 48-49]. ولا أعتقد أنّ الإشارة في مقولة "كلكلوا الخيل" تعود إلى الكلمة العامّيّة "الكلْكلة" بمعنى الدّغدغة؛ فالمعني هنا بكلمة "الكلكل" وهو "الصّدر"، وذلك في معنى الإشارة إلى ما يترتّب من إعمال المهماز في هيئة الخيل. وفي هذا أنظر قول علقمة الفحل:
إلى الحارث الوهّاب أعملتُ ناقتي *** بكَلْـكَلِها فالقُصْرَيَيـْنِ وجيـبُ

وأوّل من قدم إلى المنطقة المسمّاة اليوم باسم الكلاكلة من الجعليّين العوضاب هو حمد (حمدت الله)، وجاءها من منطقة المنجرة (مقرن النّيلين حاليّاً)، فأطلق عليها اسم "الكلاكلة"، وذلك أواخر عهد دولة الفونج [المرجع نفسه: 46]. والكلاكلة بلدةٌ طيّبة، بركاتُها واصلة، عمّرها أشياخٌ بلغوا حدّ الولاية، وتبعوا بعضهم بعضاً كابراً عن كابر وما بدّلوا تبديلا [لمزيدٍ من التّفاصيل، يُرجى مراجعة المرجع السّابق بجزئيه].


هذا ما قلناه عن اسم الكلاكلة، لا ما قمنا بتخريجه صادعين بالقول ضربة لازب دون علم ودون حذر. وقد توخّينا الحذر فيما ذهبنا له، فاتحين الباب على مصراعيه لأيّ رأيٍ آخر قد يختلف معنا. كما لم تأخذنا أيّ عصبيّة لرأي بعينه إزاء رأي آخر. وقد تحرّينا المراجع السّلطويّة Authoroitative في هذا المجال، ضاربين صفحاً عن الصّحف السّيّارة أو المجلاّت غير المتخصّصة، إلاّ إذا كان المراد خبراً سائراً، لا معلومة علميّة أو رأياً علميّاً. في المقابل، فلتنظروا إلى المراجع المرجوعة التي يستشهد بها أخونا الخير، أو إلى صيغ الجزم والتّأكيد التي يصدع بها أخونا أبو الخيرات من قبيل: دنقلا : أصلها دِبْ قيلي ، ومعناه : القلعة الحمراء. فالرّجل يأخذ النّطق الحالي على أنّه النّطق الأصلي، هذا بينما تتابعت إفادات الرّحّالة منذ قرون وإفادات العلماء حول أنّ النّطق النّوبي لاسم دنقلا العجوز هو: تُقُل Tugul، وتُنقُل Tungul، وجاء في النّوبيّة القديمة اسم المكان Tugguli، ,وأكّدت مسوحنا الإثنوغرافيّة بالمنطقة أن هذا هو واقع الحال إلى الآن. ولكن يأتي رجل دون أن يكلّف نفسه أيّ جهد، فيقوم بترفيه نفسه بالعديد من التّخريجات، من ثبيل ما أتى به الدّكتور جعفر ميرغني من قبل في مجلّة حروف (1990 العدد الثّاني والثّالث مزدوج) حول اسم دنقلا على أنّه يعني "مقرّ الكبير، أي الملك": Duwi-in-gool. وقد كان ذلك تخريجاً من "راسو لا من كرّاسو"، إذ اعتمد على النّطق الحالي بوصفه النّطق الأصلي، مثلما يفعل الآن أخونا الخير.

أمّ عن تخريجات الأخ الخير فيما يتعلّق بشندي والجعليّين، استناداً على بحث عبد المنعم حاج الأمين المزعوم، فلا أعرف له وجهاً من علم التّاريخ أو الآثار؛ غذ ربّما كان لهم شيطان يأتيهم من وادي خرّج يُخرّج فهو مخرّج يحكي لهم أساطير الأوّلين. أنظروا إليه كيف يحكي لنا عن القوم الأوّلين كما لو كان لا يزال يعيش بين ظهرانيهم. فهل علم أنّ اسم "مروي" الذي وقع عليه العلماء في ذلك الزّمان كان يُنطق: Berewi أو Bedewi؟

ثمّ يتساءل أناس: من أين جاء هؤلاء؟

يا سادتي جاؤوا من بنية الجهل وتحامي العلم التي أسقطتنا من حالق الحضارة إلى قاع التّخلّف، ثمّ زادوا على ذلك بالتّنطّع.

لك الله يا وطني!

ودمتم جميعاً.

محمّد جلال أحمد هاشم
MJH
Muhammad Jalaal Haashim
مشاركات: 131
اشترك في: الخميس سبتمبر 08, 2005 6:06 am

مشاركة بواسطة Muhammad Jalaal Haashim »


[align=justify]
الأخت نجاة، كنت أكتب مداخلتي أثناء إنزالك لمداخلتك، فلم أرها إلاّ بعد أن أنزلت مداخلتي. يا صديقتي وفّري نصائحك هذه لهيئة مجلّة احترام، وذلك لنشرها كلاماً أرى أنّه "خارم بارم".

فهل هذا ما تسعى إليه مجلّة نالت احترام القرّاء في فترة وجيزة؟ وقد نالت هذه السّمعة جرّاء سياساتها التّحريريّة الرّصينة، فضلاً عن سمعة عن القائمين بأرها سبقتها قبل ذلك.

الموضوع لا علاقة له بالتّخصّصيّة أو عدمها، بل بالعلميّة، ولهذا ضربنا له مثلاً بالعقّاد. فهل المجلّة منصّة لإطلاق صواريخ الكملام المتطايرة والمتناثرة في أيّ اتّجاه دون ضابط لها؟ هل هي منصّة لإطلاق القول على عواهنه؟


ولعلمك، كلامي للأخ الخير، وأنا لا أعرفه ولم أقابله أبداً، هو امتداد لمعركة أخوضها لسنين وسنين بين أهلي النّوبيّين وخلافهم، الذي بلغت بهم قلّة الحيلة الحضاريّة ومخايل الانهزام الذّاتي إزاء آليّات التّمركز والتّهميش درجة شرعوا معها في تخدير أنفسهم بأضغاث الأحلام التي تصوّرها لهم أنفسهم المنهارة على أنّها حقيقة لا يتطرّق لها الشّكّ من أمامها ولا من خلفها.

صدّقيني ستفقد مجلّتكم وموقعكم هذه المكانة التي أشرت لها إذا ما واظبتم على نشر مثل هذا الكلام الفارغ.

ودعك من أسلوبي، فهو موزونٌ موزون، و بدرجة تقلّ كثيراً عن فداحة ما صدع به أخونا الخير، ودونك تحليلي لما قال به. فإذا أغلظنا له القول، فهذا ما نقصد، ولا اعتبار لما إذا كان هذا قد جاء من موقع الاستاذيّة أو التّلمذة، بل المهمّ إذا ما كان هذا صحيحاً أم لا. إذ لا يقف الموضوع ي في حدّ مفارقة العلميّة فيما قال به الخير فحسب، بل لأنّ مثل هذه الكتابات التي ليس فقط لا تعرف للعلميّة من سبيل، بل وتتحامى العلم، فضلاً عن أنّها تقوم بتزييف العلم والتّاريخ، قد أصبحت ظاهرة. وأخشى أنّ الظّاهرة قد استقوت حتّى شملت موقعاً رصيناً مثل سودان فور أوول. فنحن لسنا بإزاء مقال غير موفّق قام به شخص حاول أن يُحسن دون أن يحسن؛ يا صديقتي نحن بإزاء ظاهرة تقوم بتزييف التّاريخ بعد اطّراح العلم جانباً، وذلك بعد أن عجزت عن أن تصنع التّاريخ.

الآن دعينا من كلّ هذا، وحاولي أن تكوّني فكرة عمليّة لمجمل المعلومات غير الصّحيحة التي اشتمل عليها المقال المنشور في مجلّة احترام للأخ الخير. ودونك كلّ وسائل وآليّات التّحكيم. قومي بأخذ مقاطع ممّا صدع به أخونا الخير، واذهبي بها إلى الصّديق كلود ريللي، دون أن تقولي له بأنّ هذا ما ننشره في مجلّتنا. فمثل هذا الاعتراف قد يفق مجلّتكم كلّ احترام علمي.

فهل هذا ما خطّطتم له عندما أسميتم المجلّة باسم احترام؟

وهل مربط الأزمة الآن غلظة قولي للأخ الخير؟ أم مخاطر الانزلاق في هاوية اللاعلميّة التي تتعرّض لها المجلّة؟

على أيّ حال، أنا في انتظار ردّك، وسأعود لاحقاً لمزيدٍ من التّعليق على ترّهات الأخ الخير ؛؛؛؛

ومتم جميعاً؛؛؛؛؛؛

محمّد جلال أحمد هاشم
MJH
صورة العضو الرمزية
الوليد يوسف
مشاركات: 1854
اشترك في: الأربعاء مايو 11, 2005 12:25 am
مكان: برلين المانيا

مشاركة بواسطة الوليد يوسف »

ومتم جميعاً؛؛؛؛؛؛


يا محمد جلال كمان جابت ليها دعوات بالموت الجماعي ؟ :lol: :lol: :lol: :lol:

ومتم جميعاً بالضحك

وليد يوسف
السايقه واصله
Muhammad Jalaal Haashim
مشاركات: 131
اشترك في: الخميس سبتمبر 08, 2005 6:06 am

مشاركة بواسطة Muhammad Jalaal Haashim »



الأخ الوليد وباقي الإخوة؛ لكم جميعاً التّحيّة. الحقيقة يا وليد بقدر ما عاودت قراءة مداخلتك بقدر ما عجزت عن إدراك مغزى كلامك. ولكن اليوم اتّصل بي الأخ مامون التّلب وقام بمشاغلتي بنفس الموضوع ومسألة أنّي تمنّيت الموت للجميع. وعندما وجد أنّني لم أفهم، ضحك وشرح لي اللبس. طبعاً هو كان فاهم إنّو المسألة عبارة عن خطأ فنّي إملائي، وهو ما أظّنّ أنّك أيضاً تفهمه على هذا النّحو وجميع الإخوة. فوالله كلّي أسف على هذا الخطأ وإنشاء الله ما تشوفو عوجة طول عمركم ـ وربّنا يطوّل عمر الجميع بالخير والبركة والصّحة والعافية.

ودمتم جميعاً؛؛؛

محمّد جلال أحمد هاشم
MJH
Muhammad Jalaal Haashim
مشاركات: 131
اشترك في: الخميس سبتمبر 08, 2005 6:06 am

مشاركة بواسطة Muhammad Jalaal Haashim »




طلبت منّى الأخت العزيزة نجاة الاعتذار عن لهجتي التي وصفتها بأنّها غير لا ئقة (دون أن يفوت عليها الاعتذار عن استخدام هذه الصّيغة). واليوم قرأت زوجتي الحبيبة هالة مجمل مداخلاتي؛ وبقدر ما ارتاعت لفظاعة التّخريجات التي صدع بها أخونا الخير، راعتها الفظاظة التي اشتملت عليها مجمل تعليقاتي، مثنية على كلام الأخت نجاة، بل ومصدرة أوامرها بالاعتذار ـ وفوراً!

صحيح أنّنا نحن النّوبيّين نؤمن بالمثل الذي يقول: "الرّاجل اللي ما بخاف من مرتو ما راجل"؛ إلاّ أنّ اعتذاري الذي سأرفقه بعد قولي هذا يأتي اعتماداً لنصيحة الأخت العزيزة نجاة، وليس لأوامر هالة (هل يمكن أن أوفّق بينهما بأن أقول: "نجالة" أو "هجاة"؟).

إذن فلتسمحوا لي جميعاً بأن أعتذر عن مجمل ما جاء في مداخلاتي من كلام رأيتموه فظّاً، عنيفاً، متخطّياً حدود اللياقة واحترام الآخرين، ولا أقبل أن أتعذّر بفائق غضبي واستهجاني لمجمل الأخطاء التي أزعم بأنّ الأخ الخير قد ارتكبها؛ فالخطأ لا يُقارع بالخطأ.

كما أتوجّه إلى الأخ الخير الذي، مع كامل إيماني أنّه ارتكب أخطاء لا يمكن ولا يجوز السّكوت عليها، أعتقد أنّه شخص مجتهد ومثابر، ويستحقّ الإشادة عن ذلك، كما يستحقّ النّقد البنّاء لا النّقد الهدّام ممّا رأى البعض أنّني أتيت به. والحال كهذا فإنّي أتوجّه إليه كيما يقبل اعتذاري عن مجمل الفظاظة في أسلوب تناولي لآرائه.

أقول قولي هذا، دون أن أسحب أيّ نقطة موضوعيّة دفعتُ بها في وجه آراء الأخ الخير، ودون أن أتراجع عن مطالبتي له بالإجابة عن التّساؤلات التي رفعتُها في وجه ما قدح به، ودون أن أتراجع عن مطالبتي لهيئة تحرير مجلّة احترام بإعادة النّظر في معايير التّحكيم التي يتّبعونها لدى نشر بحوث الكتّاب وآرائهم.

ثمّ أختم مرّة أخرى بتكرار اعتذاري العميم عمّا يكون قد لحق أخي الخير من فظاظة غير لائقة في مجمل مداخلاتي ؛؛؛؛

ودمتم جميعاً ؛؛؛؛؛

محمّد جلال أحمد هاشم
MJH
الخير محمد حسين
مشاركات: 469
اشترك في: الجمعة أكتوبر 06, 2006 2:15 am

مشاركة بواسطة الخير محمد حسين »

الاخوات/نجاة وهالة أشكركما على التوجيهات الصادقة، وكما اشكر الأخ العزيز /محمد هاشم على تقديره لآراء الاخوات سائلا الله ان يؤلف بين قلوبنا جميعاً لنعيش أخوة متحابين في احترام ومودة0
مع تحياتي،،،
صورة العضو الرمزية
الوليد يوسف
مشاركات: 1854
اشترك في: الأربعاء مايو 11, 2005 12:25 am
مكان: برلين المانيا

مشاركة بواسطة الوليد يوسف »

العزيز محمد جلال...... سلام وتحياتنا للأسرة الصغيره

كنت قايلك بتفهمها وهي طايره او هكذا عهدناك في الأرض ساخراً لماحاً ومَنْ لا يعرفك من الممكن أن يقول عليك غليظاً وفظاً وحاشاك أن تكون كذلك.لكن الظاهر أنو فاتت عليك المره دي معليش خيرا في غيرا.
فرحت كتير لي هبشة الرأس وزي ما بيقول المثل ( أتنين لو قالوا ليك راسك مافي أهبشو ) وأي أتنين ؟ او بالعربي الفصيح مسألة أعطاء الأعتبار اللازم للرؤي الخارجه عن الذات وأعتمادها كوسيط مفهومي ٌيَمكِن بل يساعد علي تكبير او تصغير عدسة الموضوعيه التي ربما تحجب وتشوش بفعل الذات والنفس الأماره او المستثاره والحقوق محفوظه لي حسن موسي مع أنو "المستثاره" الأخيره دي مني . خاصة أن كانت مصادر هذه الرؤي من المقربين والمحببين والموثوق فيهم. عارفك طبعاً حتقول لي زي كلام (أمفريب) الله يطراهو "بالخير" لكن ما مشكله.
المهم أرجو أن نتابع معكم أنت والخير محمد حسين ما يفيد العلم والمعرفه والثقافه النوبيه وغير النوبيه علي هذا النحو الأطلاقي الخالي من المؤثرات الصوتيه والبلاغيه التي تفسد أجواء المعني وتربك الخواطر، لننعم بخطاب علمي علي درجة من الدقة والصدق المفهومي الكفيل بالمحافظة علي أرضية الحوار وتداول وجهات النظر وادارة الخلاف.بالنسبة لي أنتما الأثنين علي درجة من الأهمية مع الأحتفاظ لكلاكما بقدره وبمكانته وخصوصيته ومجال عمله وعلمه وأهتماماته .دون الأنتقاص من ذلك في شئ.

ومتم جميعاً حباً ومودةً وأحتراماً

وليد يوسف
السايقه واصله
أضف رد جديد