رجال حول حرف الدال! - نسخة مصححة (المشرف: برجاء حذف السابق)

Forum Démocratique
- Democratic Forum
عادل السنوسي
مشاركات: 839
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 8:54 pm
مكان: Berber/Shendi/Amsterdam

مشاركة بواسطة عادل السنوسي »

حذف لعدم مناسبتة للمبادي المرعية للحوار في هذا المنبر المحترم .....
عبد الله بولا
مشاركات: 1025
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 7:37 am
مكان: الحرم بت طلحة

مشاركة بواسطة عبد الله بولا »

الأخ مصطفى،
أكرم تحياتي،

ياخي ما كنتُ أتمنى أبداً أن تكون إحدى مداخلاتي التي ظللت أنتوي المساهمة بها في هذا البوست من صنف هذه المداخلة الحاضرة.
إلا أنني وجدتُ في مداخلتك الأخيرة ظلماً بيناً يتصل بجوهر الحوار الدائر، و"إجحافاً" لا يليق، وقع من جانبك في حق مبدعٍ ومثقفٍ بعينه، وبأشخاصٍ "بغير عينهم"، وتهاوناً في ضبط منهج الحصول على المعلومات التي تفيد التعرف على مخالفٍ في الرأي، بدا لي مما لا يمكنني السكوت عليه.
إلا أنني مدفوعٌ أيضاً بإحساسٍ قوي بالتقدير لموقف الأخ عادل السنوسي الذي قام، بكل طيبة خاطر ونقاء قلب، بشطب مداخلته الأخيرة حين أخطرته الإدارة بأن المداخلة المعنية تتعارض مع مبادئ الحوار المرعية في هذا المنبر. ولذا فقد رأيتُ، وأنت القادم الجديد، أن أساهم في تعريفك بالأستاذ عادل السنوسي. ولعل مما استلزم هذا التعريف بصفةٍ خاصة قولك مخاطباً الأخ عادل:

ياخي انا و الله بدون ما اسأل بمجرد ما البوست بتاعك نزل وصلوني مليون ايميل من هولندا و فرنسا بيتطوعوا بي معلومات عنك وعن الباكقراوند الجميل بتاعك، وقبلها مليون ايميل بكلموني عن غيرك من ناس والله ما بعرفهم جو من وين ولا عارف بلدانكم دي فيها الخلوق دي كلها، والله لامن خفت علي كمبيوتري يطرشق.


فاسمح لي أن أقدم إليك وإلى "المليونين"، ("من هولندا وفرنسا")، الذين "تطوعوا" بأن يقدموا لك : "معلومات" عن عادل، وعن "الباكقراوند الجميل بتاعه معلومات عارفٍ محقق. واسمح لي أن أضيف استطراداً مستهدياً بقولٍ سبق أن صدر عنك، بأن عدم القدرة على استنتاج دلالة كلمة الجميل التي تصف بها "الباكقراوند بتاعه"، في السياق الدلالي البلاغي للمعلومات التي تبرع بها المليون شخص "من فرنسا وهولندا" ومليون آخر من "ناس و الله ما بعرفهم جو من وين" (على حد تعبيرك)، عن عادل، لا يمكن أن يغيب "إلا عن إنسانٍ مريض" (وحاشاك وحاشا عادل). واسمح لي أن أعبر عن اعتقادي بأن "المعلومات" التي تبرع بتقديمها لك هذان المليونان، ليست مما يجوز الاعتداد به أصلاً والإخبار عنه في السياق الموضوعي للحوار الدائر في هذا البوست، كما أن الأسلوب الذي عبرت به عن اعتدادك بمن "تطوعوا بمعلومات" عن عادل يعبر بصورةٍ مباشرة عن استعدادٍ مسبق لديك لقبول "معلوماتٍ" لا معرفة محقَقَّة لك بمرسليها، متحيزة فيما يبدو من منطوق نصك ضد محاورك المخالف. فليس بإمكان المرء أن يفخر بمعلومات تقدم بها مليونا شخص، عن إنسانٍ يصفه بأنه أدبه "ادب المدائح وحيّره "حيرة ما بعدها حيرة"، إذا كان في هذه المعلومات ما يمتدح المعني، أو يحاول إنصافه على الأقل. وهذا مذهبٌ في الاعتداد ب"المعلومات"، وقبولها والاعتماد عليها، لا يحتاج فساده إلى برهان. لاسيما في حوارٍ حول قواعد وأسس جدارة الدرجات العلمية. وهذا مما سأعود إليه في مداخلةٍ أخرى. أما الآن فدعني أبتدئ بالتعريف بالأستاذ عادل السنوسي.
وأقول "الأستاذ" لا من منطلق الدعم أو المؤازرة الشخصانية، بل لأن عادل السنوسي أستاذٌ بالفعل درس مادة الفنون الجميلة بالمدارس الثانوية لمدة خمسة عشر عاماً، بعد تخرجه في كلية الفنون الجميلة والتطبيقية في عام 1981.
وهو فنانٌ تشكيلي معروف، عرض في العديد من قاعات ومراكز العرض الكبرى في عددٍ من البلدان (منها هولندا وفرنسا).
وقد كتب العديد من المقالات في الملاحق الثقافية بالصحف السودانية وغيرها، قبل أن يُضطر للهجرة إلى هولندا.
وهو عضوٌ بهذا المنبر يتمتع أسلوبه الساخر، الجريء على كشف المستور الثقافي والفكري، والخروج على مسلمات التابو، مما هو من عناصر الحداثة الجذرية الصميمة، باحترام الكثيرين والكثيرات من أعضاء وقارئات وقراء هذا المنبر. كما أن الأستاذ عادل السنوسي يحظى أيضاً بمحبة وإعزاز الكثيرين والكثيرات من المساهمات والمساهمين، في حركة الحداثة الثقافية والسياسية والاجتماعية الديمقراطية في هولندا وفرنسا، والسودان، إلى جانب جمهور كبير، متنوع الانتماءات، ممن زرنَ وزاروا معارضه أو استمعوا واستمعن إلى أحاديثه وتعقيباته الجريئة في الندوات، خاصة تلك التي يتحدث فيها "الكبارات"، وتطيب فيها المجاملات الكاذبة والنفاق المكشوف. وهو مع ذلك يحرص على احترام مخالفيه الذين يلتزمون الموضوعية ويعتَّدون بالحجة المؤسسة والبرهان القوى والسياق الصلب المتماسك، وإن جاء من مخالف جذري في الرأي.
وقد جاءت تعقيباته على ما جاء في بوستك، في تقديري، مزيجاً من الإعزاز والمدح والسخرية، كنايةً عن اعتقاده بأن في طرحك صواباً تجاوره أخطأ التهاون في الضبط والتحقيق، والتحقُق، مجاورةً حميمة، في تصوره وفي تصوري أنا أيضاً، مثل خلو نصك من التوثيق المرجعي المحدد الدقيق، وميلك إلى التعميم الطليق أحياناً، ثم تأبيك بشتى الطرق على الاعتراف بقوة الحجج الموثقة التي طرحَتْها، في النموذج الحواري الذي يمثله هذا البوست، الأستاذة نجاة رداً على ما جئتَ به من "استخفاف" لا حذر فيه بأساتذةٍ أجلاء، وإداريين متميزين قضوا سنواتٍ من زهرة العمر في البحث والتنقيب والتحقيق التخصصي لنيل دكتوراه الحلقة الثالثة، التي يستغرق تحضيرها من أربع إلى خمس سنوات، لا من باب الوجاهة، بل من باب الحرص على التأهيل العلمي والمعرفي الحقيقيين بين الغالبية الساحقة منهم. وقد أدليتَ في شأنهم بتأكيدات جائرة مطمئِنَّة، قائمة على "الظن" و"الترجيح" من دون توثيقٍ وبراهين يعتد بها. وامتنعت عن النظر بعين التحري الحازم في طلب الحقيقة، بكل البراهين التي قدمتها لك الأستاذة نجاة حول كون دكتوراه الحلقة الثالثة هي المعادل لل Phd البريطانية. وبإمكاني أن أزعم أن نجاة، التي تلقت كل دراساتها الجامعية بفرنسا، من أعرف السودانيين، أن لم أقل أعرفهم، بفرنسا، وبدرجاتها الجامعية. وقد ساءت عادل الحقَّاني جد جد، هذه المعاظلة في أمرٍ هو بهذا القدر من الوضوح، و"البساطة".
وهو بالتالي، على مستوىً آخر، لكل هذه المعلومات والأسباب التي أوردتُها أعلاه، ليس بالشخص الذي يجوز للمرء أن يصفه بأنه "شخص يري أن اكبر انجازاته في الحياة هي حصوله علي الجنسية الهولندية". وأنت، في تقديري، أذكى من أن "تخفى" عليك سخرية عادل و"زبلعته" في سياق حديثه عن حيازته ل"الجنسية الهولندية". إلا أنني أعتقد أنه قد خَفِيَ عليك أمر امتزاج المعقد، في مداخلات عادل، من الإعزاز والتقدير والغضب والحزم الناقدَين، مع "الزبلعة" التي هي سمةٌ في شخصية المبدع عادل السنوسي وعنصرٌ، لمتعة كتاباته وونسته.
ثم إن عادل، يا عزيزي أستاذ مصطفى، من بربر. وهي مدينة "الزبلعة" والتفكُّه الممزوجان بالحزم والحقانية و"المكاواة" مزيجاً لا انفكاك له، عنصر بنيوي في تكوينها الثقافي والإثني الفريد.

ثانياً، ثمة كلمةٌ لم أرضها منك بصورةٍ جذرية (أعني أنها ليست مجرد كلمة لوم فقط من جانبي، كشأن بقية نصي هذا)، رغم أنها تبدو لدى النظر غير المتمعن، خارجةً على سياق موضوع الحوار الأساسي، أو على جوهره، هي قولك وأنت تخاطب عادل، في غمرة غضبٍ ما (والغضب عندي مشروع في السجال، على أن يتحرى المرء الانزلاق إلى الخروج على المبادئ المؤسسة لخطابه)، هي قولك:


كمان عايز اسألك، يعني شنو لمن تقول لي عن نفسك انا عندي جنسية هولندية؟ يا خي هولندا دي انا عشت فيها و شفت ناس حياتهم كلها جوة هولندا ما عملوا حاجة غير غسيل العدة في المطاعم وبرضو عندهم جنسيات هولندية.



في هذا الحديث من حيث المبدأ، دون أن أسيء الظن بمقاصدك، استخفافٌ بصنوفٍ من العمل تعتبرها "الصفوة" الأفندوية عندنا "وضيعة" في ذاتها. وأعتقد أنك بهذا القول قد أسأت من دون أن تقصد، إلى كل الذين واللاتي حرفتهم ووسيلة عيشهم في الحياة، المعاصرة اللئيمة بالذات، هي غسيل العدة، وكافة أشكال أعمال النظافة. هذا من حيث المبدأ كما أسلفت. أما من حيث التجليات الأخرى الاستثنائية، مثل ظاهرة حَمَلة الشهادات الجامعية وغيرها، الذين تجدهم في المهاجر الرافهة "ما عملوا حاجة غير غسيل العدة في المطاعم وبرضو عندهم جنسيات هولندية." كما ذكرت، فهذه أيضاً بحاجة إلى نظر ناقد في إطار سياق مقالك الذي تنتقد فيه، (من حيث المبدأ أيضاً)، "التعالي" والتوسل إلى التعالي بالحرص على ذكر الدال، أو ادعائها، ممثلاً في ممارسات وسلوكيات بعض حَمَلة شهادات الدال أو منتحليها. وهو سياق ينبغي فيه التحفظ من التعميم خشيةَ إجحاف وتجريح النفر الغالب من حَمَلة وحاملات الشهادات الجامعية وغيرها، الذين واللاتي لا يجدنَ ولا يجدون سبيلا غيره للعيش، ولتمويل دراساتهم العليا أو تدريبهم المهني الدقيق. إلى جانب حاجة أسرهم في السودان، التي لا تحتاج معاناتها إلى إقامة دليل، لمساعدتهم. بل لعلها تعتمد على مساعدتهم أصلاً (هذا حال الأغلبية). وهُم وهن لا يجدن ولا يجدون غضاضةً في امتهان أي عمل لفترةٍ قد تطول أو تقصر، وقد تدوم، إذا لم يكن من ذلك بد. وهذا مسلكٌ يستحق التمجيد لا السخرية المسيئة. ربما كنت أنت مبعوث دولة في فترة دراستك، لم تعرف معرفةً حقيقية معاناة المغتربين واللاجئين من بلدان "العالم الثالث" إلى "العالم الأول"، والصعوبات التي يواجهونها في سبيل البحث عن عمل، والحصول على عمل. وهي صعوباتٌ تزداد يوماً بعد يوم، ويُعَد وجود أي نوعٍ من العمل فيها ضرباً من ضروب الحظ والحظوة والسعادة العظيمة أحياناً. وذلك بالنظر إلى قاعدة قوانين العمل الليبرالية الجديدة، التي تُطلق أيدي أرباب العمل في التوظيف وتحديد الرواتب، والمعاشات، وحيازتهم المطلقة على حق الفصل الجماعي، وعدم مسئولية الدولة التامة عن توفير العمل. والتي أصبحت، إلى جانب ذلك، في شروط العولمة الليبرالية الجديدة أيضاً، شديدة الشح في توفير الحد الأدنى من "المساعدات الاجتماعية" ل"العاطلين" والمفصولين عن العمل.
ويبدو لي أنك في صياغة فكرتك وعبارتك لم تتذكر أن هناك أيضاً هولنديين (وفرنسيين وبريطانيين و"عالم أولويين" آخرين)، جد جد يشغلون هذه المهن التي ذكرت، وأمثالها، طول حياتهم أيضاً، ويتلقون مقابلها رواتب في غاية البؤس. لا تكفي لسد الرمق حقيقةً لا مجازاً. عدد هؤلاء في فرنسا حوالي 30 مليون يعيشون في خط الفقر، بل أغلبهم تحته. وهل خطر ببالك وأنت تكتب ما كتبت، ذنب من هذا، وعيب من هذا؟ هل نظرت إلى المسألة في هذا الإطار؟

مع مودتي وتقديري لمثابرتك
على الكتابة، وتقديري أيضاً لنزوعك النقدي.
بـــولا
آخر تعديل بواسطة عبد الله بولا في الثلاثاء مارس 04, 2008 12:59 pm، تم التعديل مرة واحدة.
مصطفى مدثر
مشاركات: 935
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 10:26 pm
مكان: هاملتون-كندا

مشاركة بواسطة مصطفى مدثر »

الدكتور عبدالله بولا
تحية طيبة
أرجو أن أسجل تحفظي، كعضو بهذا المنبر، على
مداخلتك الأخيرة في هذا الخيط.
فلقد تداخلت هذه المرة تاركاُ وراءك أدوات تداخلك
المعهودة وعمداُ فيما يبدو. فليس هناك "توقير المحاور"
وليس هناك تهمة "الملاحقة" وما إليهما. بل أتيت
ومعك أداة بائسة وهي محاولة تقديم الأستاذ عادل
السنوسي للرجل صاحب الخيط وكاتب المقال.
وتلك كانت أداة بائسة لأن تعريفك بالرجل لم يكن
مما يعتد به ولم يكن ذكرك لخصائص ناس بربر
إلاّ إمعاناُ في تأكيد بؤس أداة تسويق صورة الأستاذ
عادل.
الاستاذ عادل يا بولا ومنذ مداخلته الأولى تجنى
على الاستاذ البطل و تحدث معه عن بناته
الامريكيات اللاتي لا يعرفهن " توقير المحاور".
وعندما فوجئ بأن البطل درس بهولندا قام
الاستاذ عادل ب"ملاحقته" أين درست ومتى
ودرست شنو.
فمن أحق بالملامة؟ البطل أم السنوسي؟
هنا يتضح أنه حتى بولا يمكن أن يكيل
بمكيالين ويمكن أن يتحيز. فمثل مخاطبة السنوسي
وملاحقته التي أرجعتها لكونه من ناس بربر،
لم تكن مقبولة لديك عندما صدرت عن آخرين
"منهم شخصي" في سياقات أو خيوط أخرى.
أقول هذا وأشفعه بأنني لا أعرف الاستاذ البطل
ولا أجد في كتابته سوى لغة جيدة ولكن هناك
كما فندت الاستاذة نجاة غياب للتحقق ورقة
حال في المضامين نفسها "والأخيرة من عندي".
ولا أقرأه في الجريدة درجة تالتة التي يكتب فيها
بل أنتم من أتى به هنا على الرغم من أفكاره
اليمينية وإفتتانه الغريب ب"نظام الحياة" في
أمريكا.
إذن الإعتذار واجب للقراء لتحيزك الواضح
لعادل السنوسي وواجب للبطل المجنى عليه.
ونحن يا عبدالله بولا لا نخشى قول الحق
ولا التسلط.
ÚíÓì íæÓÝ
مشاركات: 26
اشترك في: الأربعاء يوليو 26, 2006 10:38 pm

مشاركة بواسطة ÚíÓì íæÓÝ »

الأخ مصطفى والجميع،، تحية طيبة،،
بالطبع، وحسب ترتيب المداخلات،، فكرت في كتابة هذه المشاركة مباشرة بعد قراءتي لما ذكرت عن مسميات الشهادات الهولندية، وذلك قبل أن أقرأ نقاشك مع الأخ عادل السنوسي،، وأنا أيضاً أردت التعليق بسبب الدراسة والإقامة في هولندة.. ومن جهة أخرى؛ أتمنى أن يستمر الحوار في هذا الإتجاه،، ليس فقط في (ولع) البعض باللقب، ولكن لنقاش كثير من مشاكل الدراسة والتعليم العالي خاصة في السودان الخ؛؛
أول شي أرجو أن أوضح أن النظام الهولندي الذي تطرقت إليه قد ألغي قبل سنوات قليلة واستبدل بالنظام الإنجليزي (نظام بكالوريوس ـ ماستر)،، والفرق أن درجة (الدكتورال) التي تعادل الماستر والتي أشرت أنت لها،، والتي كانت تمنح في خمسة سنين قد قسمت لفترتين،، إذ أن الطالب يستطيع أن (يتخارج) بعد تلاتة سنين مكتفياً بالبكالوريوس أو أن يواصل سنتين تاني ليحصل على الماستر.. أما الدكتوراة فهي دراسة لاحقة للماستر وغالباً ما تستمر حوالي الأربعة سنين،، يعني في النظام السابق كان الطالب الجامعي يحمل الماستر من أول مرة دون المرور بالبكالوريوس،، ولعلك تعرف هنا أن التركيز الأكبر هو على الدراسة المهنية التي يمكن مقارنتها بنظام معهد الكليات التكنولوجية زمان والتي تعادل أيضا البكالوريوس،، وتستمر أيضاً أربعة سنين بعد الدراسة الإعدادية، وأقول أنها تعادل البكالوريوس عندنا بحسب المكتوب على النسخة الإنجليزية للشهادة من جهة، ومن جهة أخرى بحسب ترجمة إسم (المدرسة العليا) فالتعليم المهني أو الفني العالي المعروف باسم Hogerberopsondrewijs (HBO) والذي يمكن ترجمته ل High Professional Education وكما ذكرت فبالهولندية يقولون المدرسة العليا Hogeschool ولكن بالإنجليزية يسمونها أيضاً University،، والغالبية العظمى من الطلاب هنا تكتفي بالتعليم الفني لوجود فرص العمل فيه،، أما الدراسة الجامعية فهي تركز على الجانب النظري (حتى في المجالات التطبيقية زي الكمبيوتر أو الفيزياء) أي مجال البحوث،، فخريج ال HBO يتوجه مثلاُ ليعمل مهندس في مصانع فيلبس،، أما خريج الجامعة صاحب الماستر فيذهب أيضاً لفيلبس، ولكن لمراكز البحوث ليساهم في تطوير النظرية المستخدمة في المصنع (ذكرت فيلبس لأنها مثال لأكبر جهة مخدمة ومرغوبة للطلاب الخريجين في الكمبيوتر والفيزياء وحتى في التجارة وإدارة الأعمال!)،، وهذا النظام ينطبق حتى على المجالات النظرية كالإدارة..أقصد من ناحية العمل (كفني) أو باحث.
في السابق لم يكن حامل الدكتورال يزعم أنه يحمل الدكتوراة ولن يستطع ذلك فقط لأن الأسماء متشابهة،، ولكن زي ما قلت في النسخة الإنجليزية من شهادتو ح يكون مكتوب ماستر،، بالإضافة للشي الأهم: وهو الموضوع الرئيسي في كتابتك: إنو الناس في الغرب عموماً وعلى العكس من الحال عندنا تماماً،،لا تهتم للألقاب،، وهو ما تحثت عنه أنت بتفصيل أكبر،،وهذا ما لاحظه حتى الأساتذة والفنيين الهولنديين الذين يذهبون للسودان متطوعين في إجازاتهم للمساعدة في الدراسة في الجامعات السودانية،، فقد حكى أحد الفنيين من جامعة أمستردام أنه وعندما ذهب لتركيب جهاز حديث بجامعة الخرطوم، كان الطلبة هناك يسألون: إنت عندك دكتوراة، فيرد:لا، فيسالوه: طيب ماجستير، فيقول لا ،، يقولون له: يعني بكالوريوس، فيجيبهم: برضو لا! ويسألونه في دهشة: وكيف يسمح لك بالقيام بهذا العمل!!..دي مشكلتنا نحنا؛؛ ال status،، ودا نوع التعليم المحتاجين ليه في السودان لا الدكتوراة ولا الدكتورال،، على فكرة خريج المدارس العليا هنا في المجالات التطبيقية يحمل لقب مهندس ويسبق اسمه في المكاتبات الرسمية،، أما في الدراسة النظرية ولأن الشهادة اسمها دكتورال فيسبق اسمه drs... مع تحياتي وإحترامي
عادل السنوسي
مشاركات: 839
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 8:54 pm
مكان: Berber/Shendi/Amsterdam

مشاركة بواسطة عادل السنوسي »

الأخ مصطفي البطل سلام و1000 تحية ، و بعد ...
بعض ما جاء مني في البوست الأول هنا، فهذا الخيط ، لم يكن أكثر مما ذكره أستاذنا الكبير بولا، فهو خليط من ( رصد ) و مزاح ممزوج بالسخرية وان فهم منه غير ذلك ، وهذه هي طريقتي في الكتابة ، و في الحياة أيضا كما ذكر العزيز بولا ، وبما انك طبعا لا تعرفني و لم تقرأ لي من قبل ، فحق لك أن تغضب ( مع اني لم أكن أقصد اغضابك و لكن (مكاواتك بالفعل كما قال أستاذنا ) ، فلك العتبي حتي ترضي...
مثلا عندما ذكرت جنسيتي الهولندية ..و (أحلم ) باللغة ... الخ ، كنت ( أتهكم ) علي نفسي هذه المرة ، و لكن من ناحية أخري ، قصدت في نفس الوقت أن أؤكد علي فكرة كوني عليم ببواطن الأمور هنا في الموضوع المذكور، فأنا (أقيم ) علي الأرض منذ سنين عددا ، و أتابع كل ما يستجد في الشأن المذكور الذي هو شأني ، فلا يمكن لي تقبل فكرة أن يأتي شخص outsider ( مع ان حالتك لا ينطبق عليها الوصف تماما ، ولكن ما ذكرته لم يكن دقيقا بحكم قدم معلوماتك عن الموضوع المعني ) و يحدثني عن ما يجري هنا ، مهما كانت درجة متابعته و رصده .... و أما عندما ذكرت بناتك (الأمريكيات ) كنت أود صادقا ، التعبير ( مع شييء من التهكم ) عن مدي حبي لكتاباتك حقا و ليس لغرض اخر كما يفعل البعض ، ويبدو أنك أخذت المسألة من زاوية أخري ، و ربما كان لك الحق ، و ربما كان (التهكم ) في هذا الموضع بالذات لم يكن مناسبا ، فأرجو المعذرة .
ما جاء في البوستات الأخري ، بما فيها البوست المحذوف ، كانت مشحونة بالانفعال طبعا نتيجة للرد و الرد علي الرد و رد الرد علي الرد. ...الخ.
أتمني أن نقفل الموضوع في هذا الجانب و نواصل في الموضوع الأساسي للبوست ان كانت هناك بقية ، ففيما يختص بالجامعات و نظام الدراسة في هولندا ، أري ان الأخ عيسي يوسف أعلاه ، قد أوفي ولم يترك لي شيئا ...
ما زلت أتابع غربا و باتجاه الشرق و سأظل .
أما أنت يا مصطفي مدثر ، فأن (حشرة روحك ) في هذا الخيط ، ليس الا محاولة منك ، في تقديري ، للصيد في المياة التي لم تعكر بعد ! وهذه هي عادتك دائما ، فأي بؤس في تقديمي و تعريفي من جانب أستاذنا الكبير بولا- وهي شهادة أعتز بها ايما اعتزاز- للأخ البطل ؟ فالرجل لم يقرأ لي و لم يسمع عني من قبل ؟ أن ماكتبته أعلاة هو عندي أيضا (ملاحقة ) لبولا و ( عكلته ) لا أدري ماهي أسبابها حقيقة . ثم عن ماذا يعتذر بولا أصلا اذا كان يري في بعض ما كتبت أنا صوابا (سميته أنت تحيزا ) و يتحيز لي ليهي ؟ ثم ياخ أنا الأدارة طلبت مني حذف بوست كامل رأت انه يجانب الأسس المرعية للحوار و قد فعلت بدون أدني تردد .
آخر تعديل بواسطة عادل السنوسي في الخميس فبراير 28, 2008 12:57 am، تم التعديل مرة واحدة.
صورة العضو الرمزية
نجاة محمد علي
مشاركات: 2809
اشترك في: الأربعاء مايو 04, 2005 1:38 am
مكان: باريس

مشاركة بواسطة نجاة محمد علي »


الأخ مصطفى مدثر،
كتبت في مداخلتك:

"أنتم من أتى به هنا على الرغم من أفكاره
اليمينية وإفتتانه الغريب ب"نظام الحياة" في أمريكا".


أولاً، نحن نرحب بكل من يعرب عن رغبته في الانضمام لهذا المنبر ما دام وجوده يتفق مع ما تنص عليه قوانين المنبر. وليس من شروط العضوية أن يكون العضو يسارياً (إن كان هذا ما تعنيه). فالخلاف في الرأي وتنوع الانتماءات السياسية ركيزة أساسية من ركائز الحوار الذي نبتغيه.
ثانياً، لم ألمح خلال ما قرأته حتى الآن للأخ مصطفى البطل ما يكشف عن افتتان ("افتتان غريب"!) ب "نظام الحياة في أمريكا"، كما تقول؛ ولكني أعرف أن لك نصوصاً في هذا الموقع تعكس، في رأيي، افتتاناً بالحياة في كندا. فما هي المشكلة؟ وماذا يضر في أن يكون الأستاذ مصطفى ـ أو لا يكون ـ مفتتناً بنظام الحياة في أمريكا أو في غيرها من بلاد الله؟ هذا تضييع للوقت في أمور أقلّ بكثير من أن نسميها ثانوية.

تصف الصحيفة التي يكتب بها الأستاذ مصطفى البطل (يبدو أنك تعني صحيفة الأحداث) بأنها صحيفة "درجة تالتة". الصحف "درجة تالتة" هي الصحف المخصصة لفارغ الكلام. وصحيفة الأحداث التي ظهرت حديثاً، تتناول مثل غيرها من الصحف مواضيع راهنة وتتطرق لقضايا تشغل الناس. إن وصفها بأنها صحيفة درجة تالتة وصف متعسف ومتعالٍ. ليتني أعرف من أين تستمد مثل هذه الثقة المفرطة في نفسك، وكيف تأنس فيها مثل هذه الكفاءة في تصنيف الصحف إلى درجات! نحن من بلاد تواجه فيها حرية الرأي والتعبير الكثير من القيود. لذلك فإن استغلال المنابر المتاحة (باستثناء صحف النظام بالطبع) هو فرصة تصب في خدمة حرية الرأي والتعبير. إن مصادرة حرية الرأي جاءت أساساً من مثل هذا التعسف: أن ترى الرأي المخالف غير جدير بالتعبير عنه.

وأخيراً، تقول:

إذن الإعتذار واجب للقراء لتحيزك الواضح
لعادل السنوسي وواجب للبطل المجنى عليه.
ونحن يا عبدالله بولا لا نخشى قول الحق
ولا التسلط.

كان من الممكن أن يكون كلامك مقبولاً لو أنك كنت تعبر عن رأيك أو عن اعتقادك الخاص. لكن عبارتك جاءت تقريرية ("إذن الاعتذار واجب"). وما هو التسلط إذن، إن لم يكن مثل هذه النزعة الآمرة، وفي يقين تام؟

نجاة


صورة العضو الرمزية
ãÍãÏ ÅÓãÇÚíá ÚÑíÞ
مشاركات: 113
اشترك في: الخميس ديسمبر 14, 2006 1:47 pm
اتصال:

المثقفين الجعليين و زبلعة ناس بربر

مشاركة بواسطة ãÍãÏ ÅÓãÇÚíá ÚÑíÞ »

"كل اجاويد شاهد زور" و ما انا بأجــاويد"

أبتدر حديثى بهذه العبارة لأنفى صفة الجودية عن دخولى هذا الخيط السجالى، الذى بدأ بنقاش حول الدرجات العلمية ممثلة فى الدكتوراة و تصنيفاتها و عرج بشكل محدد على الدرجة العلمية التى حصل عليها الدكتور حسن الترابى من عدمها و قدمت فيها الاستاذة نجاة مشكورة عدد من البينات لاثبات ذلك، لكن لم يستمر الخيط على ذلك النهج بل انحرف فجاة الى شكل من اشكال التحقيق البوليسى غير المشروع مع صاحب الخيط نفســـه، اذ جاء السيد عادل السنوسى يطالب صاحب الخيط بأثبات شهادته التى حصل عليها من هولندا كل ذلك مسبوقا بعبارات و كلمات كنت و لازلت أرى انها متجنيه فى حق صاحب الخيط و فى حق بناته، و أنتهى السجال بمحاوله من الاستاذ بولا لتقديم السيد عادل السنوسى لصاحب الخيط لان البطل جديد على الموقع، و فى اعتقادى ان محاولته للتعريف قد جانب فيها الحقيقة و الصواب فى آن واحد.
فى البداية كان دخولى لهذا الخيط فقط من أجل تنبيه عادل الســـنوسى و بقية الاعضاء الى اللغة التى يستخدمها عادل السنوسى مع الصحفى مصطفى البطل و اذا بى أفاجأ بأشكال حقيقى يستحق النقد و التوضيح ظهر لى من خلال ردود عادل الاخيرة لصاحب الخيط.
فيما سيأتى من سطور سأحاول و بشئ من الايجاز اٍبداء رأئى فى ما اقترفه كيبورد عادل السنوسى من اٍشكالات تبدو بسيطة للناظر المستعجل لكنها تحمل اِلتباسات مفهومية لا يمكن تجاهلها. قبل هذا أود أن أنبه الى أننى لا اعرف أى من أطراف هذا السجال، كل ما اعرفه عنهم هو حصيلة ما اقترفته أيديهم على أسافير الموقع، و كما قال أشعب "أعرف الطعام و لا أعرف أصحابه" و فى الموقع كثير من الاطعمه منها ما يفيد البدن و يُصحه و منها ما يُسم البدن و يُعله، و فى طيلة عهدى بهذا الموقع كنت أتحرى أطيب نِعمة و أقتات منها و لا أتردد فى تصويب الطبّاخ اٍذا ما سمنى طبخه، و ها أنا مسموم امامكم معلول من طبيخ السيد عادل فى تلك الطبخة المصائبية و التى سماها بولا "بزلبعه ناس بربر".
هذه الاشكالات التى ذكرت أنها قد تكشفت من حديث عادل السنوسى، هى اٍشكالات مفاهيمية تتخطى تلك المشاكل البسيطة مثل ركاكة لغته فى مخاطبة محاورية مثل قولته لى حين رفعت اقتباسات من كلامه فى خيط "قالوا:" {شايفك جاى تزازى بى جاى} و ما هى المزازة يا عادل ام هى جزء من الزبلعة؟؟.
حقيقة انا لا أود أن أنزل الى هذا المســتوى المنحدر من اللغة، و لعل من يعرفنى فى هذا المنبر يعرف اننى نشأت فى حوارى و أزقة ديوم الخرطوم حيث لا يصعب على ان أستلف حزمة من المفردات التى تعودت سماعها هناك و الرد بها عليك لكن .....؟؟
كذلك يا سيد عادل أنا لا احب ان ادخل معك فى سجال من النوع الذى أحببت أن تُدخل فيه الصحفى صاحب الخيط حيث طالبته باٍثبات شهادته الهولندية، لانى اراك تتبع نفس الطريقة معى حينما حاولت تسخر من انجليزيتى، و للمعلومية هذا المستوى من الانجليزية الذى أراك تسخر منه كنت و لا ازال استخدمه و بنجاح فى توصيل افكارى للناس فى المحافل و الملمات حتى تلك التى يحسبها بولا من ملمات "الناس الكبار"، فلقد اسعفتنى الظروف لأشارك به فى العاصمة البلجيكية بروكسل عاصمة الاتحاد الاوربى، فى جلسات الاتحاد الاوربى الخاصة بمناقشة مشاكل التغيير المناخى كعضو فى فريق موفد من Bleking Institute of Technology السويد، و شاركت بنفس هذا الانجليزى فى لوكسمبورغ فى ورشة لمناقشة نظرية الحوجات الانسانية للشيلى ماكس نيف، و شاركت به فى هولندا التى تحمل جنسيتها فى ورشة أقامتها منظمة "فير فود" الهولندية و مقرها امستردام و نجحت فى ان اعكس أرائى هناك حول الشركات المتعولمة و دورها فى التجارة الغير متكافئه بين دول الجنوب كمصدر للخام و كفناء خلفى للصناعات التجميعية التى تحتاج لعمالة رخيصة و يسمح فيها بتشغيل الاطفال و دول الغرب كمستثمر مجحف يستعمل شعارات العولمة و النيولبرالية كتقية يستغل بها موارد هذه الدول المنكوبة(عمايل شركة شل فى نيجيريا و طريقة تصدير الشاى من كينيا الى شركة ليبتون كأمثلة) و سأشارك مستخدما نفس هذه اللغة التى لم تعجبك فى مؤتمر كبير فى مدينة روفيكو الاٍيطالية فى ابريل القادم لتقديم بوستر حول كيفية دمج المهاجرين مثل حالتك و حثهم للمشاركة فى عملية تخفيض اٍنبعاث الغازات الذى يسمح به برتوكول كيوتو الخاص بالاحتباس الحرارى. و ربما اشارك فى مؤتمر لتجديد برتوكول كيوتو نفسه و الذى مقرر له ان ينعقد نهاية هذا العام فى الدنمارك. فقط يا سيد عادل و من سويداء ضميرى انا لا اود ان انحدر معك الى هذا المستوى و سأحاول ما وسعتنى الحيلة الابتعاد عن استخدام الفاظ و مفردات مثل "تزازى" التى جادت بها قريحة زبلعتك البربرية فى معرض تبرمك و ضيقك من ايرادى لكلامك فى خيط قالوا مع اننى لم اضف اى كلمة من عندى و كل ما قمت به هو عملية قص و لصق لكلامك مع توقيع اسمك فى نهاية الاقتباس. مرة اخرى يا سيد سنوسى انا لا احب الانحدار الى هذا المستوى لأنى اتعامل مع الكتابة كوسيلة جادة فى مشروعى للتغيير الاجتماعى أتوسل بها توصيل ما يعتمل به عقلى من مفاهيم و افكار احاول قدر الامكان ان اجعلها نقية و خالية من شوائب الانحدار و الركاكة، لقراء أحترمهم و يحترموننى و لانها تقطتع وقتا ثمينا من زمنى الذى احب أن يصرف على ما ينفع الناس. و انا باى حال لست نادم على هذا الزمن الذى سـأنفقة لتوضيح الاشكالات المفاهيمية التى كشف عنها كلامك و مداخلاتك.

-دياسبورا العالم الثالث و اٍشكال الهوية:

"لبس البرنيطة لا يجعل الانســـان أوربيا"
هذا مقتطف من حديث لأمراة مسنه قابلتها فى الحدود بين زمباوبوى و زامبيا فى مدينة بلوايو، قالت هذا الكلام بلغة الشونا الافريقية و قد قام احد الاصدقاء بترجمته لى، و ها انا اقوم بترجمته مرة اخرى الى لغة العربان لانتفع به فى توضيح معتقدى حول أشكال الهوية الذى يعترض منفيى و مهاجرى العالم الثالث. من خلال تجوالى المحدود فى عدد من مدن اوربا خلال الاشهر الماضية، و بحكم البحث الذى اقوم به حاليا حول المهاجرين تحديدا "السايلم سيكر" لاحظت أن العديد منهم - و لا اقول كلهم لاننى اعرف عدد مقدر منهم لا تعترضه هذه الاشكالية- يعانى صراع داخلى حول انتمائه و هويته من حيث التناقض ما بين بلده الام و بلده الحالية. و كما تعرفون ان الهوية عرفت حديثا كواحده من اهم الحوجات الانســانية التى لا يمكن المفاوضة عليها من حيث الحوجة لها و الدور الذى تلعبه فى تحقيق ذات الفرد وسط الجماعة (ماكس نيف)، و فى هذا الصراع حول اشكال الهوية ترى المهاجر يتراوح ما بين رغبته فى الاندماج فى ثقافة البلد الجديدة التى يحمل جنسيتها "لبس البرنيطة الهوية الزائفة" و بين هويته الاصلية القابعة تحت برنيطة الافرنجى، فترى عدد مقدر من مهاجرينا يجهدون النفس فى محاولة مستميته كى يقنعوا انفسهم و محيطهم بأنهم شخصية طبق الاصل من الاخر النيتف المستقر او الاٍندجنوس التقليدى و تصل هذه الحالة المتناقضة الى درجة يتخيل فيها المهاجر أن احلامه اصبحت تأتيه بلغة البلد الجديدة كما ظهر فى نموذج اخونا عادل السنوسى و ان جاء منطوق كلامه بغير ذلك، و برر لهذا القول بأنه يحاول التدليل على طول فترة وجوده فى هولندا. ربما كان عادل صادقا حين عبر عن انه يحلم بالهولندية ليعرب عن طول فترة وجوده فى هولندا و لكن الا يعبر هذا عن حالة ذهنية ذهبت بعيد فى اقناع النفس بهوية زائفة، فكم كان من السهل عليه ان يكتفى بذكر عدد السنين التى قضاها فى هولندا كتعبير عن طول الفترة التى قضاها فيها بدلا عن ما قاله؟؟ هذا فى رأيى انعكاس لحالة اٍشكال الهوية و البحث عنها فى دماغ السنونى. الغريب فى الامر أن السيد السنوسى تبرع بكل ذلك من عنده مجانا و لم يسأله احد و لم تكن طبيعة الحوار من الاصل تستلزم ذكر اى شئ عن وجوده فى هولندا او غيرها بل كان باٍمكانه يطرح وجهة نظرة و الحقائق التى يراها مباشرة مثل ما فعل بعده الاستاذ المحترم عيسى يوسف.
ذات الصراع يقود الكثيرين من ابناء المهجر الى الحالة النقيض الرافضة لكل مظاهر الحياة فى بلدهم الثانية فترى كثير من المهاجرين يصرون على الظهور بمظهر بلدهم الاصلى من حيث الاحتفاظ بالعادات و التقاليد لبلدهم الام و يذهبون للحد الذى يجعلهم لا يتورعون عن محاولة ختان بناتهم كما حدثنى احد الاصدقاء عن محاولة اسرة نيجيرية ختان بنتها داخل اوربا!! و لعل امثلة شوقى بدرى و مصطفى البطل التى اوردوها فى مقالاتهم تكفى كأمثلة تستعرض هذه الحاله الملتبسه التى يظهر فيها المهاجر كلوحة ركيكة ينشذ فيها العراقى الســـودانى تحت برنيطة الخواجة الاوربى. يظهر هذا الاشكال حين تبدل فجأة موقف اخونا السنوسى من شخص فخور بأنه يحمل الجنسية الهولندية و يتحدث و يحلم باللغة الهولندية الى موقف بائس يظهر فى صورة الشجرة التى نبتت فى ارض الجعليين و أمتدت لتشمل كل القرى و الحضر و الحلب. هذا التبدل بائس و ليس ادل على بؤسه اكثر من اختياره لطريقة الرد حول اظهار اٍنتماءه الى الجعليين و الاثر المعنوى المنتظر من خلف هذا الانتماء لاننا نعرف دلالات هذا الاعتداد بهذا الانتماء فى خاطر عيال العــرب المسلمين المنتمين الى حقل الثقافة العربسلامية " هيييع نحنا اولاد جعل نقعد نقوم على كيفنا و فوق رقاب الناس محكر سيفنا، و نحنا اهل الكرم و الشجاعة و نحنا قمة رأس هرم الترتيب الاجتماعى و العرقى فى السودان و كلنا نعرف مثل هذا الاوهام المجانية التى اورثتنا حمام الدم جراء هذا التعالى الاجوف" كأن باقى اقوام الســودان لاهم بالشجعان و لاهم بالكرماء، بل تتمدد حبال الاوهام لتربط شجرة النسب بالعباس و الرسول شخصيا و كل شئ فى الحياة جايز. اقرأ كل ذلك فى جملة عادل السنوسى المشتقة من النص القرآنى بتاع الشجرة التى اصلها ثابت و فرعها فى السماء، فهل هنالك بؤس اكثر من هذا المبذول من على موائد المثقفيين الجعليين؟.
يتكشف هذا البؤس اكثر اذا علمتم أن لا احد قد طالب عادل بأثبات حسبه و نسبه او رسم شجرة انتمائه العائلية و لا كان المقام مقام شرح الانساب انما كان سؤال البطل له فى قوله انتا مقطوع من شجرة حول علاقته بالســودانيين الموجودين معه فى هولندا!! و قال له ما معناه مافى زول ساى يذكر ليك اسم البطل الذى كان قد درس فى هولندا التى تحمل جنسيتها و تحلم بلغتها. لكن السيد السنوسى اهتبل الفرصة للتعبير عن خوابى النفس التى لا زالت تستبطن ترسبات التعالى و امتيازات الانتماء الى الجد الاعلى العباس بن هاشم القرشى فاراد ان يُفحم مصطفى البطل بطريقة درامية صاعقة ، فلم يتورع فى ذلك عن استثمار راس المال العرقى الرمزى الباسل فى خواطر عيال العربسلاميين، ليتكشف لنا فجأه عراقى المثقف الجــعلى الذى تعلوا راسه برنيطة الخواجة و يا له من هجين عجيب من التنازع و التناقض بين هويات عديده. يا سيد سنوسى يبدو بالفعل انك ممن يجيدون الكشف عن المستور الثقافى و دلقه حتى فى منابر المستنيرين و الصفوة بدون ادنى تحسُب او اٍكتراث. و يا دهـــــر اهوالك تســـارق هى كم كم شابت مفارق.
ها هو السنوسى يكشف لنا عن هويته المخبوءة تحت برنيطة الافرنجى و ينحاز لجعليته فتنكشف عورته الفكرية هازمة كل محاولاته و التى قد تكون جادة فى التخلص من هذه الازمة المتعلقة بمشكل الهوية و تشابكاتها. يا سيد سنوسى ليس بلبس البرنيطة يتهولند الانســـان و لا بالجعلية ياخذ الانســـان موقعه او مركزه فى دروب الحياة المختلفة.

-المثقف و اٍشكال النقد الذاتى:

اهلنا فى غرب الســــودان بقولوا "الدواس حار الا ونسته سمحه" و اهلنا العربان و فى رواية اخرى الجعليين بقولوا "الاعتراف بالذنب فضيلة". لا ارغب فى اٍعادة الاسطوانة المشروخة عن النقد الذاتى و اهميته و دورة فى تربية النفس و صقلها و ربما اكتفى بما ذكره الاستاذ مصطفى مدثر لوليد يوسف عن النقد الذاتى. انما ارغب فى الاشارة فى حالة التناقض الذى يقع فيه المثقف حين يندفع و بلا تحسب فى مهاجمة الاخر و فى معظم الاحوال لا يختلف الاول عن الثانى اللهم الا من رحم ربى، و لا استطيع اٍدخال اى شخص تحت هذه الرحمة و لكنى فى رحلة دائمة للوصول لهذا المبتغى.
يتجلى هذا التناقض بوضوح فى مثال مصطفى البطل نفسه و مثال السنوسى، فبالرغم من البراهين التى قدمتها الاستاذة نجاة للصحفى البطل حول صحة حصول الترابى على الدكتوراة الا انه يظل يتحاوم حول الموضوع و يجد لنفسه المسوغات فى عدم الاعتراف بانه شكك فى درجة الترابى العلمية حتى ان أتى ذلك تلميحا من بين سياق مقاله. و المثال الثانى عندما قام عادل السنوسى بالتجنى على مصطفى البطل و بالرغم من تنبيهى له بأن هذا الكلام قد لا يتماشى مع اسس الحوار المرعية الا انه لم يرعوى و أصر على المواصلة حتى أضطر الى سحب مداخلته، و بدون معرفه اتهمنى بصداقة مصطفى البطل مع اننى ما زلت متقاصرا عن هذا الشرف، و الحقيقة أنا لم اعرف البطل الا من خلال كتابته المنشورة فى هذا المنبر و اعترف بتقصيرى فى الاطلاع على ما يكتب فى الجريدة التى يكتب فيها، كل هذا و عادل لم يعتذر بل الادهى ان يأتى الاستاذ بولا و يدافع عن كتابة عادل السنوسى بل ينفى عنها صفة التجنى و يزيد ليسبغ عليها صفات جديدة، قد تكون الفائدة الوحيدة من مداخلة بولا هى اضافة كلمة زبلعة لقاموسى المعرفى و يأتى عادل مستفيدا من هذه المدافعة الجائرة و يؤكد ان ما فعله كان فيض اعزاز مشوب ببعض المكاوة و الحنق و الدعابة "زبلعه ناس بربر" مع انى لا اجد اى دعابة فى زرزرة الناس ليأتوا بشهاداتهم الجامعية و مصادرها فى المنبر و ليس هناك دعابة فى التشكيك بهذه الصورة البولسية فى اقوال الصحفى صاحب الخيط. يا عادل كان من الاعدل لنا و لك ان تأتى و تقول لصاحب الخيط (اخوى مصطفى انا و الله أسف زرزرتك بطريقة مزعجة حينما قلت لك درست وين و درستا شنو و فى ياتوا جامعة، وتجنيت على بناتك بالكلام ) كذلك الاعتزار عن دلالة الاستخفاف الواضحة المحمولة فى تعبير "يا بطل" التى كررتها مرارا فى مسيرة الملاحقة رغم ان الرجل اسمه الاخير البطل اذا اردت مناداته به وليس بطل هكذا التى لا تهدف الى شئ سوى الاستخفاف برجل لم يسئ لك فى شئ.
اتمنى الا يعود السنوسى الى تكرار هذا السيناريو مرة اخرى مع احد ليأتى بعد ذلك و يقول لنا كنتم مع فاصل من زبلعة ناس بربر فينطبق علية الحال بئس القول و بئس المنقلب.
أقول قولى هذا و قبل ان اضغط كلـــيك لرفع البوست أود ان أقول للسنوسى بأنى حاولت بقدر ما املك أن ابعد مساهمتى عن الشخصنة و اسلوب المعادة الشخصي و بذلت جهدى لتعميم الحوار ليكون مبذولا لمس القضايا العامة و ليس السجال الخاص، و كمان عافى ليك كلمة "تزازى" عفو الله و الرسول مع خالص أمنياتى بأحلام هــادئه باللغة التى تحبها و تراها مناسبه.
صورة العضو الرمزية
الوليد يوسف
مشاركات: 1854
اشترك في: الأربعاء مايو 11, 2005 12:25 am
مكان: برلين المانيا

مشاركة بواسطة الوليد يوسف »

كتب مصطفي مدثر:
فرصة يا مرسي!
وليد قال كل المعلومات التي قرأها عن المغنية الحافية القدمين
كانت مكتوبة بالألمانية.
طيب يا أستاذ Barefoot الإنجليزية هي قريبة من الألمانية،
Barfuss (الحرف بيتا ما بيتكتب هنا.)
في حين أن Bearfoot التي نجرتها إنت هي BarFuss
بنقطتين فوق حرف الa
فيا ربي هم كتبو ياتو واحدة في السي دي العندك؟
ثانياُ يا أخي أرى أنك لم تتقبل تصويب الأستاذة إيمان بما
علموك له من تقبل النقد بل والنقد الذاتي ذاتو. فكان حرياُ
بك أن تقول صح يا إيمان وشكراُ عوضاُ عن محاولة التبرير
التي جرجرت ألمانيتك ذاتها إلى دائرة التساؤل.


وعريق كتب :
لا ارغب فى اٍعادة الاسطوانة المشروخة عن النقد الذاتى و اهميته و دورة فى تربية النفس و صقلها و ربما اكتفى بما ذكره الاستاذ مصطفى مدثر لوليد يوسف عن النقد الذاتى.


فقط للتنيه يا عريق....... شايفك مجرجر اسمي هنا في هذه المعركه وكمان بدون مناسبة ! سبحان الله..... وبالمناسبة اذا كنت تعتمد علي أعتبار كلام مصطفي مدثر عن مفهوم "النقد و النقد الذاتي" الذي قام بتوجيهه لي في مكان آخر من هذا الموقع كمصدر يغني عن ضرورة اعادة الأسطوانة المشروخة عن المفهوم المعني اي "النقد والنقد الذاتي" ذات نفسه فستكون مخطئاً بلا ادني شك فالذي قام مصطفي مدثر بفعله معي وكما عبر عنه هو تماماً في مطلع مكتوبه "فرصة" لتصفية حسابات تانية وأظنك متابعاً وتملك من الفطنة ما يؤهلك للأنتباه لهذا الأمر، لذلك أري أن كل من يتناول مفهوم "النقد والنقد الذاتي" علي هذا الأساس المغرض فأنه بالضرورة يسير في الأتجاه الخاطئ ويجب نقده "فالنقد والنقد الذاتي" لا يعني تصيد الأخطاء بغرض تصفية الحسابات وما الي ذلك، أذن يتوجب عليك اعادة الأسطوانة المشروخه لنري ماهية تصورك "للنقد والنقد الذاتي" فالظاهر أن هناك مفاهيم كثيره مختلفة حول هذا الشأن.وسبحان الله واحدة تانية عندما يرتبط مفهوم مثل هذا بأسم مصطفي مدثر ؟؟.
وبعدين كدي النسعلك هو مصطفي مدثر قال شنو عن " النقد والنقد الذاتي " الشئ الخلاك تكتفي فقط للأشارة لذكره ؟

وليد يوسف
السايقه واصله
مصطفى مدثر
مشاركات: 935
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 10:26 pm
مكان: هاملتون-كندا

مشاركة بواسطة مصطفى مدثر »

كتبت الأخت نجاة محمد علي:
[quote=][size=24][color=indigo]
الأخ مصطفى مدثر،
1-... وليس من شروط العضوية أن يكون العضو يسارياً (إن كان هذا ما تعنيه).
2-....ولكني أعرف أن لك نصوصاً في هذا الموقع تعكس، في رأيي، افتتاناً بالحياة في كندا. فما هي المشكلة؟ ...
3-...هذا تضييع للوقت.

4-.. ليتني أعرف من أين تستمد مثل هذه الثقة المفرطة في نفسك....

5-...كان من الممكن أن يكون كلامك مقبولاً لو أنك كنت تعبر عن رأيك أو عن اعتقادك الخاص. لكن عبارتك جاءت تقريرية ("إذن الاعتذار واجب").
وما هو التسلط إذن، إن لم يكن مثل هذه النزعة الآمرة، وفي يقين تام؟
[/quote]
في النقطة واحد:
نعم أعني أن يكون العضو يسارياُ. هذا الرد له دلالات خطيرة أقلها فقدان الموقع لتميزه وهويته..أو تمييعهما. وهذا لن يقودكم لأهدافكم.
في النقطة أثنين:
ليس لي نصوص تعكس إفتتاناُ بالحياة في كندا. وما أي شخص يستطيع أن يفهم ما وراء الكتابة الأدبية. والأرجح أن قراءتك كانت غير
موفقة فأنا ناذر نفسي لإثبات فساد الحياة الرأسمالية جملة وتفصيلاُ وأنت وأنا والبطل والخائن ذاتو نعيش في هامشها سعداء بما يدهشنا
وبئس السعادة.
في النقطة ثلاثة:
تضييع لوقت من؟ وقت القارئ؟ القارئ يدخل هنا لأن لديه وقت ليضيعه هنا. تضييع لوقتك؟ إنت لاحقة شنو؟ وبعدين ممكن ما تكتبي.
مجبورة ولا شنو الحصل؟
في النقطة الرابعة:
هذه عبارة جارحة. لماذا هذا التمني؟ فيما سيفيدك؟ إن ثقتي بنفسي لا حدود لها. هكذا أحمي نفسي من الإنهيار؟ وأرجو ألا تشغلي نفسك
بالإجابة عن هذا السؤال المسيئ والمغرض.
في النقطة خمسة:
يا ستي ما تفلسفي كلامي، أنا قلت الإعتذار واجب ودا إستنتاج وليس تقرير.
كلامك دا الخواجات بسموهو Beating around the bush يعني ما في زول عايز يعتذر إبتداءاُ من وليد يوسف، مروراٌ بعبد الله بولا وإنتهاءاُ
بشخصك. ( وليد بختك أوردنا إسمك قبل الأساتذة.)
والله يا نجاة ومادام المنبر حقكم وكدا وبس فيحق لكم أن تعرفوا كيف تثق الناس في أنفسها، حتى، ومن غير ليتني.[/color]
صورة العضو الرمزية
الوليد يوسف
مشاركات: 1854
اشترك في: الأربعاء مايو 11, 2005 12:25 am
مكان: برلين المانيا

مشاركة بواسطة الوليد يوسف »

يا مصطفي مدثر ..عندي ليك سؤال محرقني ليهو زمن وما كنت عايز أسألو ليك لكن مادام أنت مصر.
أنت "حشرات الروح" بتاعتك دي فيها كم قٌراده ؟ سؤال وبس.

وليد يوسف
السايقه واصله
عبد الله بولا
مشاركات: 1025
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 7:37 am
مكان: الحرم بت طلحة

مشاركة بواسطة عبد الله بولا »

عزيزي عريق،
أخلص تحياتي ومودتي بالجد وليس ب"الجودية".
(وسوف تعرف ليه "بالجد" في مناسبةٍ أخرى ظللت أتمنى اغتنامها منذ اللحظة الأولى التي قرأتُ فيها اسمك على صفحات المنبر. وأقول في "مناسبةٍ أخرى" لأن طبيعة السياق الجدالي للحوار الذي يجري في هذا البوست، وعلى وجه الخصوص مداخلتك الأخيرة، مما لا يناسب في تقديري، ما ظللتُ أتصيد المناسبة اللائقة لأفصح لك عنه).

نجي لموضوع مداخلتك التي أعتقد أن كلمة الافتتاح منها، التي تنفي فيها عن نفسك، محقاً، صفة الأجاويد، تُدخلني في ورطةٍ معك، ومع المتابعات والمتابعين. هي ورطة ضرورة التعقيب بغرض توضيح مسائل تتعلق برأس السوط الذي وصلني من عنصر افتتاحيتك الاستهلالي الأساسي الذي تقول فيه: "كل اجاويد شاهد زور" وما انا بأجــاويد".
المشكلة يا محمد هي إن في مداخلتي وتدخلي بين عادل ومصطفى، "جودية" بالفعل. الغرض منها توجيه لومٍ وُدي لمصطفى لأحكامه غير المنصفة على عادل، وتعريفه به. وهذا ما فعلتُه أيضاً مع صديق العمر حسن موسى لما رأيت منه شيئاً من الجور في نقده للصديق محمد المكي إبراهيم، وفعلته في نفس السياق، ونفس سلسلة المداخلات، مع مكي، بخصوص أحكام صدرت عنه سابقاً في حق حسن موسى فيها استهانةٌ وجهلٌ به وبمساهمته المتميزة في حركة "الثقافة السودانية" وغيرها من الثقافات. مداخلتي في ذلك السياق كانت تنطوي على "تذكيرٍ" لحسن بأنه تجاوز لغة النقد الصادر عن الإعزاز، حتى حين يكون نقداً غاضباً وحازماً ولائماً عن حق، وتنطوي في ذات المعنى على تعريفٍ، ناقدٍ، لمكي بحسن موسى، الذي استخف به مكي استخفافاً لا يليق بمبدعٍ بحجمه وقامته. ومذهب "الجودية" الناقدة للطرفين المتخاصمين ليس جديداً في منهجي ومذهبي النقديين، حين يقوم عندي اعتقادٌ بأن كليهما يستحق التقدير، وبأن في ما بينهما من عناصر الخلاف التي أدت إلى تحوله إلى خصومةٍ أخذت تنحو إلى "الفجور" في لغتها وعناصر بناء خطابها، هو عنصر جهل كلا الطرفين، أو أحدهما، بمساهمات الآخر وبطبيعة أسلوبه أيضاً إذا اقتضى الأمر. وهذا ما فعلته مع الأستاذ مصطفى عبد العزيز البطل في مداخلتي ببوسته "رجالٌ حول حرف الداال"، وقد كنت، وما أزال، اعتزم فعله مع الأستاذ عادل السنوسي، بتخصيص مداخلةٍ حامية الوطيس له، في شأن ترتيب وتركيب مقامات الخطاب وسياقاته، وكيفية مقاومة ميل النفس وزجرها عن إيراد عناصر الزبلعة والهذر فيها، في المواضع التي لا تتحمل ذلك، ولا تليق على وجه الخصوص بمحاورٍ أعلن مبدئياً احترامه لمساهمات محاوره وإعجابه بأدائه. وهذا ما فعله عادل، دون أن يلتزم بما يترتب عليه بالضرورة من حرصٍ على التوقير اللائق بمحاروه وفقاً لم صدر عنه من تأكيدٍ لإعجابه بكتابته. فقد نسي عادل كل ذلك حين اشتجر الخلاف بينهما، عندما أخطأ محاوره في حقه (وحق آخرين يعزهم)، خطأً مُر المذاق والحق يقال، من باب عدم معرفته بمساهماته وبه. واسمح لي بأن أزعم أن توضيحاتي دائماً لا تستهدف الأشخاص فقط (عادل ومصطفى في هذه الحالة) بل تستهدف المنهج والمبدأ أيضاً. كنتُ، وما أزال، إذاً أعتزم نقد أسلوب عادل، نقد أجاويدٍ حازمٍ جداً، إلا أنك سبقتني بنقدٍ لعادل، انطوى على حكمٍ على بعض ما جاء في مداخلتي بخصوص مسعاي للتعريف به كمبدعٍ أصيل، وبعناصر ومكونات أسلوبه النقدي، وبمصادر عنصر "الزبلعة"، "الأصيل" هو الآخر، بين عناصر أسلوبه المكوِّنة. وهذا عنصرٌ مكونٌ أيضاً في مسعاي "الجودي"، الذي لا أنكره، والذي قيمته أنت من جانبك بأنه "فارق الحقيقة والصواب في آنٍ معاً" وهذا تسليبٌ ما بعده تسليب:


و أنتهى السجال بمحاوله من الاستاذ بولا لتقديم السيد عادل السنوسى لصاحب الخيط لان البطل جديد على الموقع، و فى اعتقادى ان محاولته للتعريف قد جانب فيها الحقيقة و الصواب فى آن واحد.


وبالتالي، فإن مجانبة "الحقيقة والصواب في آنٍ واحدٍ" هذه، توحي، حتى لا أقول تنطوي بالفعل، على احتمالٍ قويٍّ جداً بأن "محاولتي"، تنطبق عليها صفة "شهادة زور الأجاويد" التي جاءت تحمل صيغةً صمدةً من التأكيد في مداخلتك، جعلَتْ منها صفةً لاصقةً بكل "الأجاويد"من دون تمييز، بل من دون ما حاجةٍ إلى تمييزٍ أصلاً. أها كيف الدبارة؟ يبدو أنني لا أملك، في هذه الحال، حلاً أَسلَكَ سبيلا وأكثر احتراماً لك، ولجمهرة المشاركات والمشاركين في هذا المنبر، ولقارئاته وقرائه سوى التوضيح، على الرغم من ظروفي الصعبة، (العمل والمراجعة مع البنيات، وغير ذلك من المهام العسيرة)، التي تعرقل انتظام مشاركتي في المنبر عرقلةً مرهقة جداً لنفس مشاركٍ في الحوار شديد الحرص على المساهمة. وبوضوحٍ وصراحة أكبر، أقول لك إنني توجستُ بعض الشيء، ومن وجوهٍ عديدة، من الدلالة الضمنية الممكنة التي تحملها عبارتك الافتتاحية هذه من نسبة "شهادة الزور" المطلقة إلى مساعي "الجودية". وبالتالي نسبة "شهادة الزور" الواحدة إياها، لمداخلتي إياها، التي اعترفتُ أنا أعلاه، عن طيب خاطر، بأنها جاءت بالفعل من موقع "الجودية" وإصلاح ذات البين بين الأستاذين مصطفى عبد العزيز البطل، وعادل السنوسي. ذات البين التي، تأتت في أهم جوانبها، في اعتقادي، من عدم معرفة مصطفى بعادل، وبأعماله التشكيلية والكتابية، وبأسلوبه "الزُبُلعي الساخر "المشاتر" أحياناً. وتأتت أيضاً من أن الأستاذ مصطفى لم يقف وقفة جد عند تأكيد عادل بأنه متابعٌ دؤوب لكتاباته ومعجب بها أيما إعجاب. وهو عين المسعى الذي حكمتَ عليه أنت بأنه "جانب الحقيقة والصواب آنٍ واحد".

مع كل مودتي وتقديري
ولي عودة، وعوداتٌ أُخر، ربما ابتدرتها غداً.
آخر تعديل بواسطة عبد الله بولا في الاثنين مارس 10, 2008 9:00 pm، تم التعديل مرة واحدة.
عبد الله بولا
مشاركات: 1025
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 7:37 am
مكان: الحرم بت طلحة

مشاركة بواسطة عبد الله بولا »

عزيزي عريق،
تحياتي ومودتي، (تاني من غير "جودية")،

أرجو أن تسمح لي باستهلال هذه المداخلة بالاعتذار للاتي والذين قرأوا وقرأن المداخلة السابقة قبل التصحيحات المتعددة التي أجريتُها عليها، والمتعلقة بأخطاء طباعية وصياغية، سببها، في تقديري، الظروف الصعبة التي كُنتُ، ومازلت، أكتب فيها. وهي ليست ظروفاً صحية فقط، فالصحة لا بأس بها الآن، وإنما هي ظروف العمل، المضني والممتع في ذات الوقت. فقد اضطررتُ، على سبيل المثال، أو اضطر مخدميَّ في الواقع، إلى تكليفي، بعد انتهاء وقت العمل الرسمي، بحضور وتلخيص مؤتمر، (وهذا هو عملي. مثل هذا يحدثفيه كثيراً)، أقامهُ وزير الخارجية الفرنسي، ناشط حقوق الإنسان السابق، والمؤسس المشارك في إنشاء منظمة "أطباء بلا حدود" الفرنسية الشهيرة، و"عضو" الحزب الاشتراكي الذي انضم، في منتصف العام الماضي، إلى حكومة ساركوزي. وقد أقيم المؤتمر بمبادرةٍ منه، بمناسبة "يوم المرأة العالمي". واستمر المؤتمر لمدة ثلاث ساعات، بعد ساعات الدوام الرسمية، إلا أنه كان يستحق تحمُّل هذا الرهق. ليس لأنه أنطوى على مساهماتٍ نظرية قائمة على معرفةٍ مؤكدة بالعمل في مجال حقوق الإنسان المتعددة الوجوه، والتي من أهمها حقوق المرأة، بل لأنه أنطوى أيضاً على نماذج من تعقيدات العلاقة بين الخطاب، والسلوك، والآليات الواعية وغير الواعية المحركة للخيارات، هي في غاية الاستعصاء والتحدي للنزعات التبسيطية في قراءة الخطأ والصواب، في جوانب دقيقة وعصية من علاقة الخطاب والسلوك الإنسانيين. وهذا أمرٌ ليس عديم الصلة بمفاهيم ودوافع ومبادئ "الجودية" الناقدة. وهكذا، فإن طبيعة عملي المرهقة والممتعة، واختلاط الأمور فيها بين الضرورة والمتعة، والمسئولية المعرفية، تحرمني في كثيرٍ من الأحيان من الكتابة في المنبر، وفي أبواب الموقع الأخرى من ناحية المبدأ، وتتسلط على إرادة ضبط وتجويد الخطاب وخلوِّهِ من الأخطاء المطبعية، والسياقية، والصياغية، وذلك حين تجود عليَّ بفسحة من الوقت والطاقة للكتابة. فأرجو المعذرة وأتمنى أن ينصلح الحال: حالنا جميعاً بفض النزاع القائم بين مجابدات "ضرورات البقاء"، وضرورات العطاء الفكري والإبداعي مما جميعو. و"هيهات"؟ ونرجع لموضوع الحوار.

فيا عزيزي عريق دعني، (وهذه الفاء "غير السببية"، كما كنا نسميها، بشرى الفاضل وشخصي، هي فاء صديقي المالي وزميلي في الدارسة، فوق الجامعية، بفرنسا، ورفيقي في العناء الشديد الذي لقيناه في سبيلها، البروفيسور الآن، في أقسام اللغة العربية بجامعات بلاده، حيدرا إسماعيلا. وقد عرفتُ فيما بعد أنه من سلالة آل "حيدرا" ملوك، أو في الحقيقة أباطرة، مالي وعلمائها، في الزمان الذي كانت فيه أفريقيا موطناً لإمبراطوريات وممالك عتيدة. ولم يحدث قط أن كلمني إسماعيلا عن ذلك، ولا سمعته يذكره لآخرين غيري، أو يفاخر به. ناهيك عن أن يفاخر بالدكتوراه أو حتى بال Professorship. وهذه قرينةٌ جيدة وسعيدة، في اعتقادي، للاحتفاء بعلاقة إسماعيلا بموضوع هذا البوست عموماً ومداخلاتي فيه على وجه الخصوص). ونرجع للمداخلة الثانية من سلسلة مداخلاتي، في التعقيب على ما جاء في مداخلتك الأخيرة المطولة مما يخصني، ومما يتعلق بمجمل موضوع البوست.

فأقول دعني أولاً أختلف معك ومع الكثيرين والكثيرات من بنات وأبناء "جيلك"، وأجيال "مدينية"، "حداثية"، أخرى، في معنى "الجودية" و"الأجاويد" الذين شاع عند الكثيرين والكثيرات منهن ومنهم اعتقادٌ بأنه ملازمٌ، أو مقابلٌ، على إطلاقه، للكذب والنفاق و"التمليس". وليس لهذا الاعتقاد سندٌ قوي في واقع الممارسة والنظرية، ناهيك عن سندٍ مطلق، من الصحة في تاريخ مؤسساتنا الاجتماعية والثقافية والسياسية "التقليدية"، السابقة "لحداثة القوة" الاستعمارية. والذي هو منهجٌ ابتدَعَته واتَّبعته، في حل الخصومات والمشاكل والنزاعات بين المؤسسات، والجماعات، بمختلف تكويناتها، وبين الأفراد أيضاً. وهو منهجٌ جاء في أعقاب تاريخٍ طويلٍ من العنف والعدوان، عرفته كل البشرية، وعلى وجه الخصوص، مناطق التعدد الثقافي والإثني الفريدة، مثل بلادنا. وما تزال له بقايا في مجتمعاتنا المتعددة والمختلفة (بكِلا معنيي الاختلاف والخلاف)، إلى يوم الناس هذا، أو "لي هذا يوم الليلة دا" كما كانت تقول المعلمة الكبرى في مؤسسة الأجاويد ببربر وضواحيها العمة زينب بت الحرم بت فاطنة بت الشريفية، بت بشير ود احمد ود الفكي حسن اللجواد. وكل الأشخاص المذكورة أسماؤهن وأسماؤهم بعد اسم زينب هنا، من أساطين الجودية، اللاتي والذين كانوا يجودون ويجُدن على مجتمعات المدينة وضواحيها المذهلة التعدد الإثني والثقافي، بكسر أشواك فجور الخصومة والتعصب والتعالي. لاسيما إذا كانت الخصومة بين أشخاصٍ لا يوجد بينهم ما يبررها، ولا يليق بهم ارتكابها من وجهة نظر "الأجاويد" الجد جد. بل من وجهة نظر مبدأ الجودية القويم أصلاً. أي عندما يكون الفجور في الخصومة نتاج للحماقة وطغيان الذات وغفلتها عن قيمة العقل والتعقل، وضرورة وجود حدٍ أدنى من احترام الآخر لا ينبغي تجاوزه بفعل الخصوصة مهما كانت أسبابها.
وهناك من استخدامات "الجودية" ما يشذ عن ذلك بلا شك فقد تقف وراءه مصالح وأغراض لئيمة تتطلب تكتيك اللجوء المظهري إلى "الجودية" بدافع الوصول إلى هذا الغرض أو ذاك، ومن غير أية عنايةٍ بالمبادئ والضوابط الأخلاقية التي تقوم عليها الجودية الحقة، أو أية دوافع أخرى أبعد من المنفعة، إلا في المظهر. إلا أن هذا لا يطعن في مبدأ "الجودية" كمسعىً أصيل للتعقل والجنوح إلى السلم في مجتمعات، وبنياتٍ اجتماعية متعددة، ومختلفة ومتخالفة، لم تنشأ فيها بعد، مؤسسات "الحداثة" القضائية والإدارية. أو بين جماعاتٍ، أو أشخاص، من سكان المدن التي عرفت قبل غيرها المؤسسات الحقوقية "الحديثة"، ترى "الجودية المبدئية"، مع ذلك، أنه لا لزوم أصلاً لتصعيد أمور الاختلاف بينها إلى الإدارة والقضاء الأفندويين الرسميين.
وعلى صعيد آخر موازٍ، من قال إن الإدارة الكولونيالية، والنيوكولونيالية، والعولمية التابعة التي هي صاحبة الشوكة والسيطرة في بنياتنا الإدارية والحقوقية، والدستورية، التابعة في بلادنا، (وفي غيرها من بلدان العالم) هي أكثر سعياً للإنصاف والعدل والتعقل والحفاظ على حقوق الإنسان من مؤسسات "الجودية" الحقة، وإنها نقيضٌ مطلقٌ لها؟ ومن قال إن صفات الحيدة والنزاهة والإنصاف قائمة بالفعل بكامل سلامتها في المنظمات "العالمية" "الحديثة"، ومجردة من سوء استخدام "الجودية" الزائفة في مجتمعٍ "عالمي" أساسه الغميس تغطية الظلم والتبعية والاستغلال ب"الكلام الحلو"، وبالمباصرات، ودعاوى المصالحة الكاذبة بين الظالم والمظلوم، التي هي في أصلها العميق مسعى لدفع جانب من أطراف النزاع الدولي إلى الاستسلام والقبول بالأمر "الواقع"؟ ومن قال إنها تخلو من الكذب والنفاق والتكتكة في حل النزاعات القومية والإثنية والمطلبية والطبقية، لصالح مصالح القوى العظمى وأتباعها وخدامها، حتى في أعلى مؤسسات دعاواها الحقوقية والإنسانوية؟ (أنظر إلى ما يسمى بالمفاوضات "الإسرائيلية ـ الفلسطينية، ودور أمريكا فيها على سبيل المثال، وتحريكها وتخويفها للمنظمات "الدولية")! وأرجو أن تسمح لي بالتوقف هنا من عرض هذا الموضوع الشديد التعقيد، متمنياً على الأقل أن لا تعتبر قولي في هذا الخصوص يجانب "الحقيقة و الصواب في آن واحد"، هذه المرة، شأن حكمك على الجزء الأول من نَص جوديتي بين مصطفى وعادل اللذين لا يليق بكليهما، في تقديري، غلو الخصومة الذي شهدناه منهما في مداخلاتهما الأخيرة بالذات. واسمح لي أن أقول إن نموذج جوديتي الذي تقدمت به في حالتهما، يتجاوز (فيما أتصور أو لعلني أتوهم) شخصيهما إلى جودية ضمنية بين كل اللاتي والذين تجاوزوا، أو يتجاوزن، حدود الاختلاف إلى مغالاةٍ في الخصومة، لا تليق بهن وبهم. أما الخصومات التي تبدأ وتنتهي بالفجور وتنتهي به، فإنني امتنع عن الدخول فيها. كما أن منبرنا وموقعنا، يمنعان استمرار نشر الخصومات التي تتكبر على النقد والنصح والمراجعة في شأن فجور الخصومة. وبهذه المناسبة دعني أقول لك ولمن يتبنون مذهبك في تصنيف مبدأ الجودية، ويلا يميزون بين ميادئ الجودية ومؤسساتها الحقة الصادقة، و"الجودية" المغرضة المزعومة، إن مناهج ومجالس أساطين الجودية التقليدية والحديثة التي تستلهمها بصورةٍ ما "جوديتي"، تنطوي تقاليدها على نقدٍ مريرٍ للطرفين المتخاصمين في غير ما مدعاةٍ حقيقيةٍ للخصومة "اللديدة". وعلى نقد أكثر مرارةً على الطرف المبادر إلى الفجور في الخصومة.

هناك بالطبع أحياناً أسباب موضوعية حقيقية للغضب وللخصومة وللثورة لدى أحد الأطراف، أو بعضها إن كانت متعددةـ، عندما تتعلق الأمور بالظلم والعدوان والاستغلال والاضطهاد، من أحدها أو من عددٍ منها إزاء الأطراف الأخرى، المتعايشة، أو المتجاورة. إلخ، وهذه لمجالس الجودية التقليدية الحقة والصادقة، مبادئ وتقاليد مَصونة ومُصانة ومرعية، يمثل الحزم النقدي الذي يصل إلى حد إنزال عقوباتٍ قاسية، بالطرف، أو الأطراف الظالمة والمعتدية، العنصر المحرك الأساسي فيها. ولها في مؤسسات "الجودية" "الحديثة" الجد جد، مؤسسات المجتمع المدني العالمية، أيضاً مبادئ، ونصوص وتقنيات وضوابط، يسعى مناضلات ومناضلو المجتمع المدني إلى إكسابها شريعةً ونفوذاً على المستويين الوطني والدولي. ولها مؤسسات دولية (ويقال "عالمية")، يبذل دعاة حقوق الإنسان، ودعاة قيم العدل الاجتماعي والسياسي والثقافي، جهوداً جبارة في انتزاعها من احتكار "القوى العظمي" وحلفائها، وأتباعها، لكي تصبح مؤسساتٍ عالميةٍ "رسمية" (لا اعتراض عندي على رسميتها إلى جانب مؤسسات المجتمع المدني)، تقوم على قوانين إدارية حازمة وصادقة يتساوى بموجبها الجميع أمام القانون الدولي، والمنظمات الدولية المتخصصة. مؤسساتٌ لا تفرض على أحد حلولاً وشروطاً تفاوضية جاهزة، آلياتها مُعدَّة سلفاً، وممثلو البلدان أو الأقاليم، أو الشعب أو الشعوب والجماعات المعنية، فيها يتم اختيارهم سلفاً. بل تقوم مؤسساتُ تقوم مساعي المفاوضات فيها على مبادئ تلعب فيها قاعدة الشعوب والجماعات المتنازعة دوراً استشارياً أساسياً في اتخاذ القرار.
قد يكون هذا حلماً بعيداً بالنظر إلى "الواقع" الذي تحكمة مؤسسة الرأسمالية العولمية، والمؤسسات "العالمية" أو "الدولية" الخاضعة لها. إلا أنه ليس بالحلم المستحيل الذي ليس له من أصلٍ ولاقاعدةٍ في الواقع. وفي اعتقادي أن حركة نضال منظمات المجتمع المدني على مستوى العالم، والحركات السياسية والنقابية الساعية للتغيير الذي يقارب بين المواطنين ومطالبهم، وحقوقهم، وتراثهم، وثقافاتهم، وتجاربهم، وبين السلطات القضائية الرسمية، إلى جانب قضايا وعناصر تغيير أخرى، قد قطعت شوطاً لا يُستهان به في تقريب هذا الحلم للممكن والواقع.

وأختتم مداخلتي هذه التي هدت حيلي بتعقيداتها، إلى جانب صعوبات الوقت والحيز، بالتذكير بأن القوانين "الحديثة" القائمة في عالم اليوم، على علاتها، تترك هي الأخرى حيزاً ل"الجودية " يسمى في القانون الفرنسي على سبيل المثال ب"التسويات الودية" ("arrangements à l’amiable")، عندما تكون الخصومة مما لا يدخل في باب الجرائم الكبرى، ويكون بين الطرفين سُعاة من الأهل والجيران والأصدقاء، يستعينون بالقضاة أنفسهم، ويستعين بهم القضاة أيضاً، في الوصول إلى تسويةٍ وديةٍ للخصومة. وربما كان هذا من تراث الثورة الفرنسية الشعبي، وتراثها الثوري الحق، القائم على مساهمات مثقفين من المفكرين والحقوقيين والقضاة إلخ، ما يزال أثرها الأخلاقي المرجعي، قائماً في الوعي والقيم القضائية والدستورية، بعد استيلاء الرأسمالية على الحم وتنكرها للمبادئ الإنسانية التي توسلت بها لإقصاء العناصر التي شاركت في هزيمة الإقطاع. وقد قوَّت من حضور هذه القيم بالطبع، في الدساتير والقوانين، وتطوير هذا الحضور بصورٍ متصلة، الانتفاضات الشعبية والتظاهرات والمطالب الداعية إلى المساواة والإنصاف، ووضع أراء ومقترحات الشعب، عبر حركات المجتمع المدني في الاعتبار، وتضمينها في القوانين والدساتير. تلك التظاهرات التي لا تتوقف في فرنسا بالذات، وغيرها من البلدان التي فرضت فيها قوى الشعب العاملة الحديثة العريضة، الديمقراطية على الأسياد. وما تزال تفرض عليهم تطويرها الحقوق الحقيقي في اتجاه المساواة والعدالة والكرامة الإنسانية.

وإلى المداخلة القادمة التي لا تسمح ظروفي بكتابتها حالياً،
أو في الواقع بمراجعة لا تسمح لي نصها المكتوب قبل يوم الجمعة الجاية،
لك وافر تقديري واحترامي.

بـــولا
إيمان أحمد
مشاركات: 774
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:27 pm

مشاركة بواسطة إيمان أحمد »

السيد صاحب المقال
مع كامل احترامي لمقالك وكتابتك
please allow me to disagree with you - in principle
حيث أنك تلجأ لتعميم واسع لا أجده منطقيا (لدي على الأقل)

There is too much generalization in your judgements which you take as a point of departure to sythesize your whole idea

على العموم هو رأي.

وشكرا
إيمان
أضف رد جديد