اللغة النوبية والحضارات القديمة

Forum Démocratique
- Democratic Forum
Muhammad Jalaal Haashim
مشاركات: 131
اشترك في: الخميس سبتمبر 08, 2005 6:06 am

مشاركة بواسطة Muhammad Jalaal Haashim »




لأخ الخير (فيك الخير كلّ الخير)، لك التّحيّة يا صديقي، أرفق معها اعتذاري مكرّراً لما بدر منّي من قول غير لائق (باستخدام ألفاظ الأخت نجاة) بحقّك. لكنّي يا صديقي لم أعتذر عن وجهات النّظر التي التي رفعتُها لك بخصوص تحليلاتك اللغويّة المستندة على اللغة النّوبيّة.

وحتّى لا تتوه بنا مشارع الأسئلة دعني ألخّص لك وجهة نظري في عدد بسيط من الأسئلة الأساسيّة بإجابتها يمكن أن ينطلق الحوار في سلاسة ويسر.

والسّؤال الأوّل هو:

السّؤال: ما هو الزّمن الذي يمكن تقديره للفترة التي عاش فيها الأنبياء من قبيل آدم ونوح وإبراهيم وموسى؟
وللمعلوميّة يمكن أن أمدّك ببعض الإفادات التي صدع بها بعض علماء الآثار التّوراتيّين بهذا الشّأن ـ هذا بالرّغم من عدم اقتناعي بخلط العلم بمسائل الإيمان والعقيدة.


السّؤال الثّاني: ما هي الفترة الزّمنيّة التي يمكن أن تقدّمها لتاريخ ظهور اللغات النّوبيّة إلى الوجود وفق صوتيّاتها وصرفها وقواعدها ودلالاتها الحاليّة، بما في ذلك اللغة النّوبيّة القديمة؟


هذه بداية للأسئلة التي أرى أنّها يمكن أن تساعد في دفع عجلة النّقاش إلى الأمام؛؛؛؛

ودمتم (هذه المرّة "دمتم" يا وليد) جميعاً ؛؛؛؛؛

محمّد جلال أحمد هاشم
MJH
الخير محمد حسين
مشاركات: 469
اشترك في: الجمعة أكتوبر 06, 2006 2:15 am

مشاركة بواسطة الخير محمد حسين »

الأخ العزيز/ الوليد يوسف
صباح الخير والمحبة0
لك جزيل الشكر على اهتمامك ورأيك السديد 00فالكلمات النوبية ( الدنقلاوية) التي قمت بجمعها –مع علاقاتها المحتملة والمباشرة- أرى أنها تحفزني وتزيدني إصراراً لأتخذ منها مدخلاً لمزيد من البحث لاعن علاقة اللغة النوبية بالاحداث والمعالم والأنبياء فحسب ، بل باللغات الافريقية الأخرى0 لذلك أجد نفسي في بداية مشوار طويل حافل بالعقبات والعثرات ، زادي فيه : إيماني القاطع بأنه سيأتي اليوم الذي يجد فيه الباحث الحاذق ضالته في هذا الجهد المتواضع لتظهر الحقيقة الغائبة للعيان0
مع خاص ودي،،،
الخير محمد حسين
مشاركات: 469
اشترك في: الجمعة أكتوبر 06, 2006 2:15 am

مشاركة بواسطة الخير محمد حسين »

كلمات ميدوبية ------------- ما يقابلها بالدنقلاوية

كوسو:الفعل يفتح------------- كوس : يفتح
كوسني :يخمر -------------- كوس: يخمر
دِيَر :الموت --------------- دِيَر : الموت
دَسْ :الدهن---------------- دَسْ : الدهن
أدي :السوط--------------- أدي : يوجع/ مريض
واندي :الجمل--------------- واندي: يظهر /يبان
كسفريت : الكبريت------------ كسفريت: الكبريت
كوسِرتي : المفتاح------------ كوشَر : المفتاح
كََشي : العشب الجاف---------- كَشي : العشب الجاف

مع تحياتي،،،
الخير محمد حسين
مشاركات: 469
اشترك في: الجمعة أكتوبر 06, 2006 2:15 am

مشاركة بواسطة الخير محمد حسين »

بعض ما جاء في مجلة المجلة ترجمة لما أوردته مجلة National Geographic-مارس/2008 تحت عنوان : الفراعنة السود0


النوبة ومصير أتلانتس
وثمة تهديد تواجهه آثار الفراعنة النوبيين ويعيد الغموض ليسيطر على مصيرها. ويتمثل هذا التهديد في اتجاه الحكومة السودانية لإقامة سد ضخم على النيل يبعد 600 ميل عن السد العالي في أسوان والذي تسبب إنشاؤه في الستينيات في إغراق العديد من القرى النوبية تحت مياه بحيرة ناصر (التي تسمى في الجنوب ببحيرة النوبة). وبنهاية عام 2009 سيتم الانتهاء من بناء سد ميرو, ومن المتوقع أن تكون أول نتائج إنشائه أن تقوم البحيرة بامتداد 106 أميال بغمر آثار قائمة إضافة لآلاف الأماكن التي لم تكتشف بعد. وخلال السنوات التسع الماضية نشط علماء الآثار في رحلاتهم الاستكشافية في تلك المنطقة ولم يخفوا الغصة التي يشعرون بها من أن هذه الأرض التي شهدت فترة تاريخية غاية في الأهمية ستلقى نفس مصير أتلانتس. إلا أنهم يشيرون إلى أن أتلانتس لم يتأكد بعد مدى واقعيتها بعكس النوبة التي سيتم إغراقها للمرة الثانية خلال أقل من نصف قرن حضارة عاشت على أرض الواقع ولا تزال شواهدها تؤكد للعالم بأسره مدى الازدهار الذي وصلت إليه.

أصل الفراعنة
لم تكن مسألة اللون أو العرق لتشغل البال وقت قيام الغزو التاريخي لأرض مصر على يد ملك النوبة (بيا) الذي يطلق عليه (بعنخي) و (منخبر رع). ففي التاريخ القديم كان فنانو مصر واليونان والرومان يبدون اهتماماً واضحاً بكل تفاصيل الجسد لاسيما تلك التي تميز عرقاً عن الآخر, وكذلك بلون البشرة. ولكن لا يوجد دليل على أن لون البشرة الأسود كان يضع صاحبه في مرتبة أدنى إذ أن مسألة اللون لم تكن ذات أهمية إلا أن هذا تغير منذ احتلال القوات البريطانية قارة أفريقيا في القرن التاسع عشر حين بدأت الدراسات تبدي اهتماماً أكبر بمسألة لون بشرة النوبيين.
وقد قام المستكشفون بإعلان اكتشاف معابد وأهرامات بديعة التصميم من حطام حضارة قديمة اسمها (كوش). وعمل بعضهم على تدمير تلك الآثار بحثاً عن الكنوز كما فعل الإيطالي جسيبو فرليني الذي نسف قمم بضعة أهرامات نوبية بل إنه دعا الآخرين أن يحذوا حذوه0
تجاهل تاريخ قارة
ويبدو تجاهل فترة حكم النوبيين مصر في عدم تعرض المؤرخين لهذه المرحلة المهمة من التاريخ القديم ففي كتاب "عندما حكمت مصر المشرق" الذي قام بتأليفه عدد من علماء المصريات الأوربيين 1942 لم يتم التعرض للأسرة النوبية التي حكمت مصر ولا لمؤسسها (بيا) إلا بثلاث جمل فحسب تخلص إلى أن تأثيرها تلاشى سريعاً.
وقد تسبب هذا التجاهل في جهل العالم بحقبة مهمة من التاريخ إضافة إلى الجهل بحضارة قارة كاملة ظلت لقرون في دائرة النسيان حتى أن العالم السويسري الشهير تشارلز بونيه يقول إنه تعرض للاتهام بالجنون عندما أعلن أنه سيدرس حضارة النوبة. ولم تتغير تلك النظرة إلا منذ حوالي أقل من خمسين عاماً في إطار الحملة الدولية لإنقاذ آثار النوبة قبيل إنشاء السد العالي وذلك بالاكتشافات المتعاقبة لقطع تنتمي لحضارة النوبة القديمة, ومن هنا بدأ اهتمام المستكشفين بتلك البقعة الثرية.
وتمضي السنوات ليأتي بونيه في 2003 بعد أن أمضى أربعة عقود من الأبحاث ليعلن الكشف عن سبعة تماثيل حجرية لفراعنة نوبيين بعد عشرات السنين من التنقيب أسفرت عن التوصل للعديد من الحقائق عن أصحاب تلك الحضارة. ومن ذلك أنها كانت تعتبر مركزاً زراعياً مهماً بما فيها من حقول غنية وإنتاج حيواني. كما أن أهل النوبة كانوا في قمة الثراء نتيجة تجارتهم في الذهب والأبنوس والعاج. ويخلص بونيه إلى أن تلك المملكة كانت بمعزل عن مصر وأن لها طابعا مميزاً إضافة لاختلاف الطقوس الجنائزية. ويؤكد أن هذه الحضارة كانت في أوجها عندما انتهت المملكة الوسطى في مصر بين عامي 1785 – 1500 ق.م
Now our understanding of this civilization is once again threatened with obscurity. The Sudanese government is building a hydroelectric dam along the Nile, 600 miles upstream from the Aswan High Dam, which Egypt constructed in the 1960s, consigning much of lower Nubia to the bottom of Lake Nasser (called Lake Nubia in Sudan). By 2009, the massive Merowe Dam should be complete, and a 106-mile-long lake will flood the terrain abutting the Nile’s Fourth Cataract, or rapid, including thousands of unexplored sites. For the past nine years, archaeologists have flocked to the region, furiously digging before another repository of Nubian history goes the way of Atlantis.

The neglect of Nubian history reflected not only the bigoted worldview of the times, but also a cult-like fascination with Egypt’s achievements—and a complete ignorance of Africa’s past. “The first time I came to Sudan,” recalls Swiss archaeologist Charles Bonnet, “people said: ‘You’re mad! There’s no history there! It’s all in
Egypt!

https://www.sudan-forall.org/forum/viewt ... 9b5773333e

مع تحياتي،،،
الخير محمد حسين
مشاركات: 469
اشترك في: الجمعة أكتوبر 06, 2006 2:15 am

مشاركة بواسطة الخير محمد حسين »

أثري مصري: (رمسيس الثاني) هو فرعون موسى
جريدة الجزيرة السعودية 28 ربيع الأول 1429 العدد 12973
Al Jazirah NewsPaper Saturday
05/04/2008 12973

القاهرة - طه محمد

رجح الدكتور زاهي حواس الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار في مصر أن يكون (رمسيس الثاني) هو فرعون الخروج، في إشارة إلى خروج بني إسرائيل مع نبي الله موسى من مصر (على الرغم مما لم تؤكد الاكتشافات والشواهد الأثرية بشكل قاطع حتى الآن).

وجاء ذلك الإعلان في لقاء له بالصالون الثقافي بدار الأوبرا المصرية مساء الأربعاء لتكون المرة الأولى التي يبوح فيها مسؤول أثري بهذه الخلفية التاريخية ولو على سبيل الترجيح بعد أن كان يتجنب مسؤولو الآثار الحديث حول فرعون الخروج لعدم تشويه المصريين القدماء.

وقال: إنه حتى الآن لم يظهر ما يثبت للأثريين بشكل قاطع هوية هذا الفرعون وأنه يمكن من خلال الاكتشافات المقبلة، أن تبرز علاقة القدماء بأنبيائهم (خصوصاً أن 70% من الآثار المصرية لم يتم اكتشافها حتى الآن).
الخير محمد حسين
مشاركات: 469
اشترك في: الجمعة أكتوبر 06, 2006 2:15 am

مشاركة بواسطة الخير محمد حسين »

دلائل من القران ان رمسيس الثاني هو فرعون موسى

**من موقعDVD4ARAB

اولا جاءت بعض ايات القران الكريم في وصف فرعون موسى واولى تلك الايات
(ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون)
(وفرعون ذي الاوتاد)
وناتي على تفسير الابه الاولى لوجدنا انا معظم اثار رمسيس الثاني قد حاق بها الدمار ولم نجد منها الا قطع من الاحجار عليها اسم رمسيس الثاني ولم تتبقى الا عدد قليل من التماثيل لندرك عظمة الفرعون وقوة الذي شيدها ولو جئنا على اثار رمسيس الثاني ونراها
1_اثار مدينة بررعمسيس وكانت العاصمة الجديدة للدولة في عهد رمسيس الثاني لوجدنا كل معابدها تهدمت واعمدة محطمة ومسلات مكسرة وكانت 24 مسلة لم تتبقى منها واحدة سليمة
2_بقايا معبد حتحور في منف
3_بقايا معبد الاله بتاح
4-تمثال مريت امون ابنه رمسيس الثاني وزوجته وتقد سقط على وجهه وتحطم تماما
5-قاعة العرش في معبد الرمسيوم وقد تحطمت ولم تبقى منها الا قواعد الاعمدة فقط
ثانيا (وفرعون ذي الاوتاد)
الوتد في المعجم وهو ما رز في الارض او الحائط من خشب والوتد كما هو معروف قطعة من الخشب يبلغ طولها 50 سم وعرضها عند القاعدة من 5 الى 7 سم ويقل هذا العرض تدريجيا الى ان يصل الى 3الى 4 سم عند القمة
ثانيا
ولو نظرنا لوجدنا وجه الشبه الكبير بين الوتد وبين المسلات وقادنا ذلك الشبه الى ان نرى ان رمسيس الثاني وهو اقوى المرشحين لكي يكون فرعون موسى لوجدناه قد بنى اكبر عدد من المسلات في العهد الفرعوني كله بل ونجد ان عدد المسلات التي بنيت في عهده تفوق عدد المسلات التي بناها الفراعنة الاخرين مجتمعين وهذه احصائية لعدد المسلات وبناتها
سنوسرت الاول 2مسلة
حتشبسوت 6 مسلات
تحتمس الاول 2 مسلة
تحتمس التالت 9 مسلات
امنحتب التالت 2 مسلة
سيتي الاول 2 مسلة ولو جمعناها لوجدنا عددها 23 مسلة بينما عدد المسلات التي بناها رمسيس التاني 35 مسلة
الخير محمد حسين
مشاركات: 469
اشترك في: الجمعة أكتوبر 06, 2006 2:15 am

مشاركة بواسطة الخير محمد حسين »

00000
الخير محمد حسين
مشاركات: 469
اشترك في: الجمعة أكتوبر 06, 2006 2:15 am

مشاركة بواسطة الخير محمد حسين »

المساهمة التالية وصلتني عبر البريد من الأخ/محمد نور عثمان وهو من أبناء النوبة المهتمين بالتراث النوبي




الاستاذ/الخير
السلام عليكم و رحمة الله
و كل عام و انتم بخير و ان شاء الله تكون في نعمة و عافية
و عسى ان تكون اخبار الدكتور و الاولاد طيبة
ارجو ان تكون مواصلا اهتماماتك و جهودك النوبية و التي نرجو الله ان
تسفرعن نتائج طيبة
مرفق لك ملف فيهااشارات ذات صلة بدراساتك
آمل ان تجد وقتا للاطلاع عليه
الاخوان هنا عموما بخير
و دمتم في حفظ الله
أخوك/محمد نور عثمان

دراسة تاريخ العقائد الكتابية بين الموضوعية والهوى (1/2)
د. خالد محمد فرح [email protected]

استوقفني وشد انتباهي بقوة وأنا اتفحص عناوين الكتب المعروضة للبيع بالواجهة الزجاجية لإحدى المكتبات بالخرطوم مؤخراً ، كتاب بعنوان: " السودان وطن الأنبياء " ، فما ترددت في شرائه لحظة ، على الرغم من " بنود الصرف " الأخرى الكثيرة وذات الأولوية التي باتت تزاحم شراء الكتب واقتناءها الذي صار ترفاً ، أوكالترف في أيامنا هذه.
صدرت الطبعة الأولى من هذا الكتاب الذي يقع في 485 صفحة من القطع المتوسط ، عن شركة " القناة " للطباعة والتجارة المحدودة بالخرطوم في العام الماضي 2007 م ، ومؤلفه هوالأستاذ/ مختار عبد السلام مختار. وقد جاء في النبذة التعريفية للمؤلف المنشورة على الصفحةالخلفية لغلاف هذا الكتاب أنه من مواليد جزيرة " مساوي " بشمال السودان في عام 1944 ، وأنه تلقى تعليمه الأولي والمتوسط والثانوي بمدينتي عطبرة وبورتسودان على التوالي ، وأنه عمل معلماً بالمرحلة المتوسطة وتدرج في سلك مهنة التدريس حتى وصل إلى وظيفة كبير موجهي مرحلة الأساس بولاية البحر الأحمر ، إلى أن تقاعد للمعاش في مطلع العام 2004 م.
وما من شك في أنّ عنوان هذا الكتاب " السودان وطن الأنبياء " ،عنوان جاذب ومثير للنهم والفضول المعرفي ، وهو قمين بأن يستثير شهية العلماء والباحثين والطلاب في مجالات التاريخ ، واللغات ، والآثار ، والدراسات التوراتية Biblical studies ،وتفسير القرآن ، وعلم المقابلة بين الأديان ، فضلاً عن سائرصنوف القراء بمختلف مشاربهم وطبقاتهم.
وملخص فرضية الأستاذ مختار عبد السلام في هذا الكتاب هي أنّ البيئة التاريخية للعبرانيين هي كوش ، أي شمال السودان الحالي ، وأن عبور البحر كان فيه ، وهو بالنسبة للمؤلف كان عبورا للنيل بمنطقة " أرتولي " شمال نهر عطبرة بالتحديد ، وأن التيه كان في صحراء السودان الشرقية وليس في جزيرة سيناء ، وأن جبل " حوريب " المذكور في التوراة على أنه الجبل الذي كلم الله تعالى فيه موسى ، هو جبل " التاكا " الكائن بالقرب من مدينة كسلا بشرق السودان.وبالجملة فإن المؤلف يجعل كثيراًمن الوقائع والمسميات التوراتية في شمال السودان وشرقه. وفيما يلي طرفاً من هذه الفرضية كما عبر عنها الكاتب في الفقرةالتالية المقتطفة من الصفحتين 290 و291 من الكتاب المذكور:
".. إنّ البيئة التاريخية للعبريين هي كوش. والتيه كان في قفر السودان الشرقي ،ومنه انتقلوا إلى شمال إريتريا حيث استقروا فيه لفترة ما كتجمع عشائري وليس مملكة قادهم فيها لبضع سنوات داؤود وسليمان عليهما السلام... وانتقلت خلالها بعض عشائرهم إلى غرب جزيرة العرب ،وانتقل أكثرهم إليها بعد السبي إلى بابل العراقية.وقد توجدوا في مصر من قبل عهد الخليل. فبعد خروج بعضهم من مصر بقيادة موسى عليه السلام ساروا إلى منطقة السكوت النوبية ، ومن السكوت اتجهوا جنوباً وليس شمالاً إلى سيناء ، فليست سيناء متاهة... ومن منطقة أرتولي شمال نهر الأتبرة منالنيل عبروا شرقاً حيث تاهوا في مثلث ( توقرين – شدياب – أروما ) ". أ.هـ
وتشبه الدعوى العريضة التي يطرحها هذا الكتاب في تقديري ، طائفة من المقاربات الأخرى التي عرضت من قبل لبعض الروايات والوقائع وسير الشخصيات ذات الصلة بالعقائد الدينية الكتابية ، أوما تعرف بالأديان السماوية ، وذلك على اختلاف وتفاوت في حظوظ تلك الدعاوى والافتراضات من إصابة الحقيقة.
فمن ذلك على سبيل المثال كتاب عالم النفس السويدي الشهير:" سيقموند فرويد " الموسوم ب " موسى والتوحيد " ،الذي زعم فيه أن موسى كان أميراً مصرياً ،ولم يكن عبرانياً من بني إسرائيل وفقاً لم جاء في التوراة والإنجيل والقرآن أيضا ، وذلك بقرينةاسمه المصري الأصل كما قال: موس/ميس الذي يوجد في أسماء مثل تحوتموس ، ورمسيس الخ. وقد راقت هذا الفرضية لنفر من الباحثين من العرب والأوروبيين وغيرهم على حد سواء ، مثل ما راقت الفرضية الأخرى القائلة ضمناً بأنّ موسى قد تعلم عقيدة التوحيد من الفرعون المصري امنحوتب الرابع المعروف بأخناتون الذي عاش في القرن الرابع عشر قبل الميلاد. هذا مع العلم بأن إخناتون لم يقل إن ربه هو الله سبحانه وتعالى ،وإنما كان من أمره أنه استبدل عبادة الإله الوثني أمون الخروف ، بالإله الوثني آتون قرص الشمس ، فضلاً عن أنه لم يؤثر عنه أنه ذكر أنبياء التوحيد الذين سبقوه تاريخيا مثل: إبراهيم وإسحق ويعقوب ، ومن قبلهم نوح وإدريس وغيرهم.
ومن بين تلك المقاربات أيضاً ، المحاولات التي ظل يبذلها علماء التاريخ والآثار ومفسري التوراة والقرآن الكريم في الشرق والغرب ،من أجل تعيين زمان ومكان خروج بني إسرائيل من مصر ، فضلاً عن تحديد اسم فرعون موسى. ولعلنا لا نعدو الحقيقة إذا ما قررنا أن البحث في تلك الأمور كان من أهم الدوافع والبواعث على التطور المذهل الذي ظل يشهده علم الآثار Archeology من حيث هو منذ القرن التاسع عشر ، بل إن كثيرا من رواد علم الآثار إنما كانوا من رجال اللاهوت في الأساس مثل الأمريكي وليام أولبرايت وغيره.
ولعل من آخر المصنفات في هذا الشأن ، وأجدرها بالنظر والمراجعة كتاب الطبيب الفرنسي المسلم الدكتور " موريس بوكاي " بعنوان " موسى وفرعون " ،الذي رجح من خلاله أن يكون الفرعون رمسيس الثاني هو فرعون الاضطهاد ، وان يكون الفرعون " مرنبتاح " ابنه هوفرعون الخروج الذي هلك غرقاً في اليم ،وذلك في مقاربة منه توفِّق بين الروايتين التوراتية التي تقول بوجود فرعونين معاصرين لموسى ،والقرآنية التي يدل ظاهر سياقها على وجود فرعون واحد فقط . على أنه لا يمتنع من سياق الرواية القرآنية في تقديرنا أن يكون موسى عليه السلام قد عاصر فرعونين بالفعل. ذلك بأنّ قوله تعالى على لسان فرعون مخاطباً موسى " ألم نربك فينا وليدا " الآية ، كأنه يشي بذلك ، والله تعالى أعلم. ثمّ إن القرآن لم يذكر اسم أي فرعون وإنما أشار إليه بلقبه الذي ثبت الآن من واقع فك شفرة اللغة المصرية القديمة أن حقيقته هو " برعو" و معناه: " البيت الكبير" ، يعني " ساكن البيت الكبير " ،وهو تعبير مماثل لتسمية رعايا الامبراطورية العثمانية للسلطان العثماني ب " الباب العالي ".
ولما كان القرآن الكريم يفسر بعضه بعضا من شتى الوجوه ، فإنّ بوسعنا ان نذكر في هذا المقام مثلاً ، أن الله سبحانه وتعالى قد ذكر عزيزيْن في سورة يوسف هما: العزيز الذي اشترى يوسف وكادت له امرأته الكيد المعروف ، ويوسف الصديق نفسه الذي صار عزيزاً من دون أن يذكر لنا القرآن شيئاً عن ملابسات صيرورته تلك وتفاصيلها ، وإنما يخبرنا بها مباشرة في مثل قوله تعالى:" يا أيها العزيزإن له أباً شيخاً كبيرا " الآية. ولذلك ربما كان من الجائز كما يرجح الدكتور بوكاي رحمه الله ، أن يكون رمسيس الثاني الذي حكم 67 عاما هو فرعون ميلاد موسى واضطهاد قومه ، وان يكون ابنه الفرعون "مرنبتاح " الذي مات في العام العاشر من حكمه هوفرعون الخروج.
وكان الراحل الدكتور بوكاي قد أجرى تشريحا لمومياء مرنبتاح المحفوظة بالمتحف المصري بالقاهرة ، بعد أن أخذ إذناً بذلك من الرئيس السادات في عام 1974 م، ثبت له من خلاله أن مرنبتاح قد مات ميتة عنيفة مفاجئة ،نسبة لما وجده في جثته من رضوض وكسور مركبة عديدة ، وتهتكات وفقدان لبعض الأعضاء ، هذا إلى جانب بعض البينات التاريخية والآثارية والظرفية الأخرى التي عرض لها الدكتور بوكاي في كتابه. ( انظر كتابه بالفرنسية Dr. Maurice Bucaille, Moise et Pharaon, Editions Seghers, Paris, 1995.
على أنّ كتاب اللبناني الدكتور كمال الصليبي الموسوم ب " التوراة جاءت من جزيرة العرب " الذي صدرت الترجمة العربية له في حوالي منتصف ثمانينيات القرن الماضي ، يظل أبرز تلك الدعاوى العريضة التي تلبس لبوس العلم والبحث العلمي الحديث ،وأكثرها غرابة وجرأة في تناول الروايات التوراتية والأخبار الدينية على وجه العموم. وأذكر بهذه المناسبة ، أنّ تلك الطبعة قد خرجت بعد تخرجنا بوقت قصير في جامعة الخرطوم ،فاستهوت مادة الكتاب وجراءة طرحه زميلنا طالب الدراسات العليا آنذاك ، والدكتور الآن: محمد جلال هاشم ، الناشط المدني ، والأمين العام لاتحاد الكتاب السودانيين ، فتحمّس لذلك الكتاب حماسة ملحوظة ، لدرجة أنه نظّم ذات مساء ، حلقة مدارسة حوله بقاعة البروفيسور مكي شبيكة بكلية الآداب بجامعة الخرطوم ، أمّها عدد من الأسلاتذة والطلاب وغيرهم من المهتمين من داخل الجامعة ومن خارجها.
وفحوى كتاب الصليبي المومى إليه ، أنّ الجغرافيا التاريخية للتوراة لم تكن ساحتها أرض فلسطين وما اتصل بها وجاورها من بلدان مثل الشام والعراق ومصر وكوش التي هي بلادنا السودان هذا كما هومشهور ، وإنما وقعت أحداثها برأيه في جنوب غربي الجزيرة العربية ، أو بلاد " السراة " تحديداً ، أي تلك السلسلة الجبلية الواقعة على محاذاة الساحل الشرقي للبحر الأحمر ،ابتداءً من جنوب بلاد الحجاز ،وحتى التخوم الشمالية لأرض اليمن حيث نواحي: نجران ، وجيزان ، وعسير .. الخ. وزعم الصليبي أنه قد استند في إثبات تلك الفرضية على أدلة اكتشفها في مجالي اللغة والآثار ، مقابلاً ما بين تلك الأدلة والمألوف السائد في الجغرافيا التاريخية.
والحق أنّ أدلة الصليبي المزعومة ليس فيها من الآثار أو التاريخ أوالروايات الشفاهية ، أو التواتر المعرفي الذي ينتج عادة عن التراكم الثقافي ، والتواصل والاستمرار الحضاري شئ يعتدّ به ، وإنما كانت جل بيناته بينات لغوية فقط Linguistic evidence ، تستند إلى محض التشابه اللفظي ، أومجرد التوهم لتشابه لفظي بين ما يعتقد أنها مسميات لأعلام معاصرة بعينها موجودة إلى الآن في جنوب غربي الجزيرة العربية ، ومسميات أخرى ورد ذكرها في كتاب العهد القديم من الكتاب المقدس. وهو يصدر في كل ذلك عن محض مقاربات انطباعية متعسفة ، تقرب من العبث والاستخفاف بالعقول في كثير من الأحيان. فتراه يعمد مثلاً إلى اسم القرية أو "االديرة " أو العشيرة من عشائر تلك المنطقة التي زعم أنها كانت مسرحاً لأحداث التوراة ،لا يتعدى عمرها المائتي عام على سبيل المثال ، فيربط بينها وبين مسمى آخر من مسميات التوراة يكون قد مضى على ظهوره آلاف السنين. وعلى الرغم من أن الصليبي قد تجمّل عرضاً بذكر أسماء بعض العلماء الأثبات في مجال تاريخ الجزيرة العربية وجغرافيتها ،مثل العلاّمة الشيخ حمد الجاسر رحمه الله ، إلاّ أنني أشك في أن يكون الصليبي قد جالس الجاسر وراجع معه تاريخية بمعنى " كرونولوجيا " تلك المسميات المعاصرة في المنطقة المعنية.
ثم إنّ الصليبي لا يستقيم على حال واحدة ،بمعنى أنه لا يتبع منهجاً متساوقاً ومضطرداً في التخريج ، فتراه يجعل المسمى الواحد صالحاً لأن يكون هو ذاته: إلهاً وثنياً ، وطوطماً ، وعشيرة ، وجبلاً ، ووادياً ، وقبيلة ،وقريةً في آنٍ واحد.
وفيما يلي مثالاً على ذلك التمحُّل ، وتشقيق الشّعَر ، وإبعاد النجعة التي ألزم بها الصليبي نفسه في غير ما طائل في هذه الفقرة المقتطفة من صفحة 247 من كتابه آنف الذكر ، والتي ، يزعم المؤلف من خلالها أنه قد تعرّف على أسماء الأعلام المذكورين في التوراة على أنهم حام بن نوح عليه السلام وذريته ،من خلال جغرافيا غرب شبه الجزيرة العربية:
حام (حم): ربما كانت الحمّ في منطقة القنفذة ، أو الحمّ ،في منطقة قنا والبحر.
"كوش " (كوش): الكوثة في جوار خميس مشيط .. ( وفي الهامش بأسفل الصفحة ): يمكن للاسم كوش أن يتمثل أيضاً ب " كيسة " (كيس)، وكوس (كوس) في منطقة جيزان ، وب "كواث" (كوث بلا تصويت) قرب غُميْقة ،في منطقة الليث.
"مصرايم"(مصريم): ربما كانت هنا مضروم (مضروم) في سراة غامد. والمرجّح أنها المصرمة في جوار أبها ، أو مصر في وادي بيشة ، أو آل مصري (ءل مصري ، نسبة إلى مصر) في منطقة الطائف. أ. هـ
فهولا يرضى كما ترى أن تكون البلاد المعنية بالذكر في التوراة هي مصر المعروفة لكل الناس بمختلف أجيالهم منذ آلاف السنين ، ويقترح هو أربعة مواضع مغمورة وخاملة الذكر ، لا على سبيل الترجيح الناتج عن التمحيص وإرجاع النظر والدرس العميق ، فما إلى هذا ندب نفسه فيما يبدو ، وإنماهكذا: " خبط لزق " كما يقولون. أما بخصوص " كوش " ، فقد لاحظت أن الصليبي قد تجنب الحديث في كتابه عن أسماء بعض الأعلام المذكورة في التوراة مرتبطة ب " كوش " التي هي بلاد السودان الحالي ، على الرغم من أنّ وجودها التاريخي قد بات مقطوعاً به بصورةلا يتطرق إليها الشك ، من مصادر وضعية مستقلة عن الكتاب المقدس ، مثل: " ترهاقا " ملك كوش ، ثالث فراعنة ما يسمى بالأسرة الفرعونية الخامسة والعشرين الكوشية ،والمدفون داخل هرمه الكائن إلى الآن بالقرب من جبل البركل بشمال السودان.
وبالجملة فإنّ كتاب كمال الصليبي المذكور ، لم يكن في تقديري سوى تشويش وشغب معرفي ، ربما كان مقصوداً لذاته لأسباب لا نعلمها ، بل هو في الحقيقة محض هراء لا غَناء فيه لا للمتدين ، ولا للملحد ،ولا لطالب الحقيقة المجردة. ونواصل..




Last Update
دراسة تاريخ العقائد الكتابية بين الموضوعية والهوى 2/2
د. خالد محمد فرح [email protected]

لعلَّ أكبر ما يمكن أن يؤخذ على الدكتور كمال الصليبي من وجهة النظر " العلمية الحديثة " ، هو كأن الصليبي يعتقد في صدقية veracity الوقائع التاريخية الواردة في التوراة جميعها اعتقاداً مطلقاً لا يتطرق إليه الشك ، في الوقت الذي يكذب فيه جغرافيتها جميعها تكذيباً مطلقاً ، لا يترك معه أدنى احتمال لصدق الرواية التوراتية التي يصفها بالتقليدية ،أي على النحو الذي ظلت تفهمه بها ملايين البشر من المؤمنين وغيرهم عبر الحقب المتعاقبة ، ولا حتى في جزئية صغيرة منها ، وهذا محال ، كما أنّ فيه تناقضاً وفصاماً بيِّنا. فهو في التاريخ ، مؤمن إيماناً حرفيا لاهوتياً كإيمان العجائز ، وهو في الجغرافيا متسائل ، ومتشكِّك ديكارتي " على طريقة طه حسين " ، وتابع مخلص للمنهج الوضعي لعلماء الأنثروبولوجيا الثقافية في تناولهم للأساطير والأديان بصفة عامة.
فجلُّ هؤلاء – أي علماء الأنثروبولوجيا – كما هو معلوم ، يعتبرون سائر الأديان سماويةً كانت أو غير ذلك ، يعتبرونها مجرد أنساق من النظم والاعتقادات والممارسات الاجتماعية والثقافية والروحية التعبدية النابعة في الأساس من بنية المجتمع وواقعه المادي المحض بخصائصه الاقتصادية و الاجتماعية المميزة ، والتي تكمن أهميتها و صدقيتها أيضاً ، في " وظيفتها " داخل المجتمع المعني ،ولا تتعداه بالضرورة إلى خارج نطاق دائرة معتنقيها لكي تلامس آفاق الحقائق المجردة والمطلقة. وهذا هو بالضبط رأيهم في الأساطير التي يتحمسون لها ويناصرونها ، مناصرةً أكاديمية باردة ومتعالية ،ومشوبة بغير قليل من السخرية والمداهنة أحيانا. فهم يتحمسون للأساطير ويعنوْن بها ليس من حيث أنها تنطوي على حقائق مطلقة يمكن الاستيثاق من صدقيتها أو عكس ذلك عن طريق مناهج الاستقصاء والبحث العلمي المعروفة ، ولكن من حيث أنها تؤدي وظائف وتشبع حاجات ثقافية واجتماعية وروحية في مجتمع معين ،ولا يبالون بعد ذلك إن كانت تنطوي على حقائق مجردة ، أوأكاذيب ملفقّة تخالف واقع الحال. فهم يزعمون أنه لا ينبغي أن تحاكم الأساطير محاكمة أخلاقية ، أو أن تطلق عليها الحكم القيمية. فهي هي نفسها معيار صدقها وقيمتها.
ونحسب أنّ الدكتور محمدأحمد خلف الله رحمه الله ، وقد قيل إنه مصري من أصول سودانية ، قد تأثّر بهذا النهج " الأنثروبولوجي " في تناوله للقصص القرآني في كتاب له مشهور في هذا الباب ، زعم فيه أنّ القصص القرآني لا يعبِّرعن حقائق تاريخية محددة حدثت بالفعل ، وإنما المقصود منه محض الوعظ والإرشاد عن طريق السرد وضرب المثل الخ . فكأن القصص القرآني كان في نظره عملاً أدبياً ذا " وظيفة " تربوية وإرشادية وتعليمية. وهو لعمري ذات المنهج الذي أغوى أستاذه الدكتور طه حسين ليقول قبله في كتابه: " في الشعر الجاهلي ": " للتوراة والقرآن أن يخبرانا عن إبراهيم وإسماعيل ،غير أنّ ورود هذين الاسمين في التوراة والقرآن لا يقف دليلاًعلى وجودهما التاريخي ".
بيد أنّ من الملاحظ بصفة عامة ، أنّ المقاربات البحثية المعاصرة لقصص الأنبياء وتاريخ العقائد الدينية عموماً ،على ضوء مناهج البحث العلمي المعاصر ، والاستعانة بالمعارف والعلوم المستحدثة ، قد جعل كثيراً منها ينحونحو الذاتية والشوفينية في كلا حالي الإنكار والإيمان. فمن الأمثلة على الضرب الأول: الزعم بالأصل المصري لموسى ، وحكاية توحيد اخناتون اللتين مر ذكرهما ، فضلاًعن الادعاء بأن قصص طوفان نوح وما إليها من القصص الديني ، مستقاة من تراث الأكاديين والبابليين والأشوريين الخ. أما مقاربات بعض المؤمنين بالعقائد الدينية والمعتقدين في صدق الوقائع الواردة في الكتب السماوية ، فهي أيضا لا تخلومن ذاتية وشوفينية على نحوما ، بمعنى انها تسعى إلى تعزيزالزهو الوطني national pride ، أو إلى التماس البركة " الوطنية " ،عن طريق محاولة إثبات الصلة بين بلد ما ، ووقائع ورموزحدث ديني بعينه في الزمان السابق ،كما أنّ هذه المسائل قد ارتبطت في الآونة الأخيرة أيضاً ، بمحض الرغبة والسعي معاَ إلى الترويج و الدعاية لما يسمى بالسياحة الدينية أو الروحية ،وماتدره تلك التجارة الرائجة من أموال طائلة.
هذا ، ولأهل السودان نصيب لا بأس به من الروايات الشفاهية المتداولة والمتواترة من قديم الزمان فيما يبدو ، حول صلة أرض السودان بقصص الأنبياء ،ووببعض مرويات الكتب السماوية عموما. فمن ذلك على سبيل المثال: الرواية الشعبية التي تربط بين مدينة وميناء سواكن السوداني على البحر الأحمر ، وسليمان بن داؤود عليهما السلام ، وكيف أنّ اسمها الأصلي هو " سواجن" ، لأنّ سليمان عليه السلام كان يسجن فيها مردة الجن. ومن ذلك زعم السودانيين أنّ سحرة فرعون الذين استجلبهم لتحدي موسى عليه السلام كانوا من جزيرة " ناوا " بشمال السودان. ومنه ما ينسب لبعض أهل الكشف والصلاح في السودان من أنّ " مجمع البحرين " ، حيث التقى موسى عليه السلام بالعبد الصالح " الخضر " ،هوملتقى النيلين الأزرق والأبيض في الخرطوم عند جزيرة توتي. ومن ذلك أيضاً خبر قرأه كاتب هذه السطور في كتيب صغير من تأليف العلامة عبد الله الطيب ، صدرباللغة الإنجليزية قبل سنوات عنوانه: " Heroes of Arabia " ، ومضمونه ذاك الخبرهوأنّ فصيل ناقة صالح عليه السلام قد فرّ لاجئاً إلى فيافي السودان بعد أن عقر قدار والملأ من ثمود أمه ، فهو ما يزال يرعي بنواحي " وادي الهوّاد " شرق كبوشية ،وقدعزا عبدالله الطيب إلى السيد الحسن المرغني رحمه الله.
وكان عبد الله الطيب من المؤمنين ب " بركة " السودان في هذا الجانب ، وله فرضية مشهورة طرحها من خلال محاضرة قدمها في السعودية في سنة 1982 بعنوان:" هجرة الحبشة وما وراءها من نبأ " ، رجح فيها أن تكون الحبشة المعنية في خبر هجرة المسلمين الأوائل هي جزء من بلاد السودان الحالي ، وليست الحبشة التي هي اثيوبيا الحالية . وقد سار المرحوم بروفيسور حسن الفاتح قريب الله على نهجه ، ونسج على منواله ، وأصدر كتاباً بعد ذلك أسماه " السودان أرض الهجرتين " . وكنا نتسامر ذات ليلة في " البركس " ، فقلت لمن كانوا في المجلس إن عبد الله الطيب يعتقد أن لقمان الحكيم كان من شمال السودان ، فقال أخونا محمد القاسم بحماسة على الفور: " أيوة .. بديري دهمشي !! " ، فضحكنا من الطرفة المنطوية على ما يسمى بالمفارقة التاريخية أو ال Anachronism .
وكذلك كان الجمهوريون ،وما يزالون يعتقدون في " بركة " أرض السودان وتميزها الروحي ،ومما يؤثر عن زعيمهم الأستاذ محمود محمد طه أنه كان يشبه شكل خريطة السودان بالقلب ،وربما استشهدوا أيضا للتدليل على ذلك التميزالروحي للسودان ، ببعض ما جاء عن بلاد كوش في أسفار الكتاب المقدس.
وفي السنوات الأخيرة نشر الدكتورجعفر مرغني مديرمعهد حضارة السودان عدداً من المقالات والأبحاث المحكمة ،والمتصفة بقدر كبير من العمق و الموضوعية حول صلة بلاد السودان بأدبيات التوحيد وبقصص الأنبياء بصفة عامة ، لعل من أبرزها ترجيحه للرواية التي سبق أن ذكرها الحبر اليهودي والمواطن الروماني " جوزيفوس فلافيوس " Josephus Flavius ،الذي عاش في القرن الميلادي الأول ،في كتابه " تاريخ اليهود " The Jewish Antiquities من أنّ ملكة سبأ المذكورة في القرآن وفي الإنجيل ،والمعاصرة لسليمان عليه السلام ، إنما كانت ملكة كوشية ،أي سودانية ( راجع مقاله بعنوان: من أدبيات التخوم السودانية المصرية ،بمجلة "حروف " ، دار جامعة الخرطوم للنشر ، سنة 1991 م ). وكان الدكتور جعفر مرغني – حسب علمي – أول باحث ربط بين اسم الملك المروي الفيلسوف " أركماني " الذي عاش في القرن الثالث قبل الميلاد ، وبين اسم " لقمان الحكيم " الذي يجمع مفسرو القرآن الكريم على أنه كان " نوبيا ".
وقد أورد الدكتورجعفر في أبحاثه تلك ، جملة من الحجج والأدلة التاريخية والجغرافية واللغوية ، والحضارية ، فضلاً عن بعض البينات الظرفية التي لا يملك القارئ إلا أن يتوقف عندها ويتأملها مليّاً على أقل تقدير ، وذلك نسبة لما تنطوي عليه من قدر كبير من الموثوقية والقابلية للتصديق Plausibility .
وتجدر بنا الأشارة أيضاً إلى سلسلة المقالات التي كان ينشرها الأستاذ أحمد سليمان المحامي بالصحف السودانية خلال السنوات التسعين من القرن المنصرم حول علاقة إبراهيم وموسى عليهما السلام بأرض السودان ،كما نود أن نشير أيضاً إلى الاهتمام الملحوظ الذي ظل يبديه الباحث والأستاذ الجامعي ،بروفيسور حسن مكي منذ بضعة أعوام بما يسميه " الدائرة الإبراهيمية " أو" الملة الإبراهيمية " ، والصلات التاريخية القائمة بين مكوناتها ، ودور السودان فيها ، وذلك من خلال زوجتي إبراهيم عليه السلام السيديتين السودانيتين: " هاجر " و " قطورة " ، ثم السيدة " صفورة " الكوشية زوجة موسى عليه السلام ،التي ما يزال اسمها متداولا كاسم علم على النساء في السودان ، وخصوصاً بين الحلفاويين إلى يوم الناس هذا ، وانتهاءً بخبر الكنداكة ملكة " مروي " التي ذهب وزير خزانتها الذي كان يشدو – فيما يبدو – شيئاً من عقيدة التوحيد الموسوية ، قبل أن يتم تعميده مسيحياً على يد الشمّاس " فيلبوس " في مدينة القدس في ثلاثينيات القرن الميلادي الأول.
ولا يقتصر " الزهو الوطني " المتولد عن حقائق أو أوهام الصلة بين السودان وتاريخ ومرويات ورموز العقائد التوحيدية على المسلمين فحسب بطبيعة الحال ، بل يشاركهم وربما يتفوق عليهم أخوانهم ومواطنوهم المسيحيون في ذلك للاعتبارت الدينية المعروفة. ومما يذكر في هذا الباب أن الكنيسة السودانية قد أصدرت كتيباً صغيراً قبل بضعة أعوام بعنوان: " السودان في الكتاب المقدس " ، أوردت فيه جميع الإشارات إلى السودان بمسمياته التوراتية القديمة " كوش/إثيوبيا " ، وماتنطوي عليه تلك الإشارات من دلالات البركة والصفات الحميدة والبشارات الطيبة لكوش ولأهل كوش.
والحق الذي لا مراء فيه أنّ أرض السودان الحالي بمختلف المسميات التي أطلقت عليها عبرالحقب المختلفة: " كوش ، اثيوبيا ، مروي ، النوبة الخ " ، قد كانت وثيقة الصلة بالأرض المقدسة في فلسطين ، وبما كان يمور بداخلها من وقائع وأحداث. يدلك على ذلك كثرة الإشارات إليها ،وقد أحصى كتيب الكنيسة المشار إليه ثلاثين موضعاً في الكتاب المقدس ذكرت فيها بلاد السودان. فليس السودان أرضاً مجهولة أو Terra Incognita ولم يكن كذلك في يوم من الأيام ، كما يصفه بعض المؤلفين الأوربيين المعاصرين لأسباب تخصهم ، وذلك على الرغم من علمهم بتلك الإشارات التوراتية للسودان ،فضلاً عن ورود اسم اثيوبيا/السودان في إلياذة هوميروس التي يعتقد انها قد ألفت في القرن التاسع قبل الميلاد ، بالإضافة إلى ذكر اثيوبيا ومروي في مؤلفات الكتاب الكلاسيكيين من لدن هيردوتس وحتى استرابو وبليني وغيرهم.
فلقد شرّق الباحثون وغرّبوا على سبيل المثال ، وخصوصاً الغربيين منهم ، في محاولات مضنية من أجل تحديد موضع " أوفير " المذكور في التوراة على أنه الموضع الذي كانت تذهب إليه أساطيل وقوافل سيدنا سليمان عليه السلام لاستجلاب الذهب والنحاس وغيرهما من المعادن والحجارة الكريمة ، ومضوا في فرضياتهم إلى أماكن بعيدة مثل الهند ، والصومال ، وزمبابوي ،ومدغشقر وغيرها ، ولم يشاءوا ان يفترضوا أن تكون أوفير المذكورة موجودة في بلاد البجة من شرق السودان. فهذه المنطقة قريبة جغرافياً من فلسطين ،وهي منطقة مشهورة بتعدين الذهب والحجارةالكريمة وخصوصاً الزمرد منذ عصر الأسرات الفرعونية الأولى ، ثم إن الاسم " أوفير " هو الأقرب فيلولوجياً للغة البجة إلى يوم الناس هذا من أية لغة أخرى. ذلك بأنّ السابقة " أو " في كلام البجاة تعادل أداة التعريف . فالبجة يقولون في " الشيخ .. أوشيك " ،وفي " الحاج .. أوهاج " ، كما أنّ من أقدم المراسي على البحر الأحمر في بلاد البجة ميناء " أوسيف". وعليه يرجح كاتب هذه السطور افتراضاً وليس قطعاً، أن تكون " أوفير " التوراتية مطمورة في مكان ما في شرق السودان ،وذلك في انتظار المزيد من البينات الآثارية والخطية. ولا ينبغي أن يكون ذلك مستبعداً من الناحية التاريخية ، ذلك بأن مؤرخاً وعالم مصريات فرنسياً مرموقاً هو البروفيسور " جان يويوت "، بات يرجح ان تكون " بلاد بونت " الوارد ذكرها في النصوص المصرية القديمة ، هي منطقة حوض نهر القاش بشرق السودان ، وليست الصومال البعيدة كما هو شائع. ولذلك فإن أسطورة سواكن السودانية وربطها بسليمان عليه السلام ، تنطلق في تقديرنا من عناصر تاريخية وجغرافية واقعية ومنطقية ،وغير مستبعدة البتة.
ومن المرجح أيضاً أن أرض السودان قد عرفت التوحيد والديانات التوحيدية منذ قديم الزمان ،وقد مضى خبر وزير كنداكة الذي جاء عنه في سفر أعمال الرسل أنه كان يعرف سفر أشعياء قبل أن يتحول إلى المسيحية ،ومن قبله لقمان الحكيم الذي يقول المفسرون أنه كان معاصراً لداؤود عليه السلام ، أي في حوالي القرن العاشر قبل الميلاد.
ويعتقد الأستاذ مختار عبد السلام في كتابه الذي عليه مدار حديثنا هذا ، يعتقد أيضاً أنّ التدين التوحيدي في السودان قديم جدا ، وأنه أعرق من أي تدين آخر في كل الأرض على حدزعمه. ويوضح هذه الفكرة على نحو ما يجئ في الفقرة التالية من صفحتي 340 و341 من الكتاب ، والتي استقى بعض نصوصها من كتاب القس الإيطالي الأب جيوفاني بعنوان " الممالك النوبية المسيحية ":
" يقول ديو روس المؤرخ الإغريقي الذي عاش في القرن الأول قبل الميلاد عن أهل كوش (أنهم أول الخلق على ظهر الأرض ، وأنهم أول من تدين وقرب القرابين). كما أنّ علماء الآثار يؤكدون أنّ أهل كوش كانوا يعتقدون في حياة بعد الموت.وهذا يعني طوراً من التدين قد يكون فطرياً بسيطاً أحياناً ،وقد يسمو إلى ذرى التوحيد فترات.. وقد سبق أن طرحنا أنّ أولي العزم من الرسل ومعهم موحدون آخرون كانوا هنا بشروا بعقيدة التوحيد... ويستلفت النظر هذا النص الذي أورده الهمداني (أنّ النوبة المسيحيين كانوا يختتنون ،ولا يقربون النساء في أيام الحيض ، ولا يغتسلون من الجنابة .. وهذا يشير إلى أنهم رغم مسيحيتهم يحافظون على بعض شريعة إبراهيم (الختان) ،وبعض شريعة موسى (الحيض)..كما أنّ الدعاء الذي كان يكتب على بعض شواهد القبور في النوبة المسيحية ( يا الله يا خالق الأرواح وربها ارحم المدفون وأسكنه في مقر النور والسعادة والسلام في حضن إبراهيم وإسحاق ويعقوب ) ،يؤكد توحيدهم وارتباطهم برسالة سماوية هي الحنيفية دين إبراهيم عليه السلام ، رغم الشقة الزمنية الواسعة بين عهدهم بالخليل وتمسّحهم. " أ.هـ
وفي مقال له بعنوان: " ديانة بني إسرائيل منذ البدايات وحتى السبي البابلي " نشر ضمن الجزء الأول من كتاب: " تاريخ الأديان " Histoire des religions من إصدارات دار نشر غاليمار Galimmard الفرنسية ، يذكر الأستاذ أندريه كاكو Andre` Caquot أنّ أول ذكر على الإطلاق ل " يهوه " ، وهو اسم الله تعالى عند اليهود ، قد عثر عليه في نقش بع بمعبد امنحوتب الثالث بموقع " صولب " الأثري بشمال السودان. وأوضح ان ذلك النقش يتحدث عن " بدو الشاسو " ،الذين وصفهم النقش ب " بدو ياهو ". وذكر البروفيسور كاكو أنّ تاريخ ذلك النقش يعود إلى أوائل القرن الرابع عشر قبل الميلاد ، أي قبل بعثة موسى عليه السلام نفسه ، ونزول التوراة عليه ، فتأمّل.
وبالجملة فإنّ كتاب الأستاذ مختار عبد السلام مختار وأطروحته ، يندرجان في إطار هذا الجو العام المفعم بالإحساس العميق لدى سائر السودانيين بأن بلادهم ، بلاد طيبة ومباركة ، وقديمة الصلة بالتدين من حيث هو ، وبعقيدة التوحيد تحديداً ، وهومن بعد رجاء صادق ،وأمنية طيبة pious wish من قبل المؤلف ، أراد من خلالها ، أن يثبت لبلاده ولقومه حضوراً بهيّاً ، ومشاركة فاعلة في أنضر فصول تاريخ العقائد الكتابية ، وتلك لعمري هي قمة الوطنية ، وغاية حب الوطن.
آخر تعديل بواسطة الخير محمد حسين في الخميس ديسمبر 18, 2008 2:38 pm، تم التعديل مرة واحدة.
صورة العضو الرمزية
ÚãÑ ÇáÃãíä
مشاركات: 328
اشترك في: الاثنين أكتوبر 02, 2006 1:26 am
مكان: حالياً (مدينة ايوا) الولا يات المتحدة الامريكية
اتصال:

جزيت خيراً

مشاركة بواسطة ÚãÑ ÇáÃãíä »

الأخ الأستاذ حسين محمد الخير
هذا بحث هام ومتفرد ويستحق أن يفرد له العمر كله.
ولقد طالعت فيه ما قادنى فى سهولة ويسر عبر تسلسل منطقى يسد الكثير من الفجوات التاريخية. وربما تعلم يا أخى أنها فجوات تم افراغها مما كان يفترض أن يكون مبذولاً فيها. وأن ذلك قد تم بفعل فاعل.
حقاً لقد بلغت بى حالة من الإثارة مداها أن أطالع فرضيتك التى تقول أن الطوفان العظيم كان قد حدث فى نهر النيل وليس البحر. إذ لا توجد شواهد لطوفانات بحرية. فتلك فرية تاريخية تشابه الفرية الأوروبية الكبير ة عن قارة (اطلانطس) المفترضة كأصل للحضارة المصرية . فتلك فرضية لم يأت عليها ويجتثها الباحثون والعلماء الآثاريون السويدون من خلال عملهم التنقيبى وحسب، بل وتمكن منها قبل ذلك ومن خلال استخدام منهج التحليل الوصفى التاريخى فى إعادة قراءة المفردات التاريخية بواسطة الباحث السنغالى (الشيخ انتا ديوب). و لم يتمكن من ذلك إلا بسبب فرط سذاجة فرضيات المؤرخين الأوروبيين عن الحضارة المصرية.
وتلك يأخى هى نفسها السذاجة فى تقرير أن اللغة المصرية القديمة هى من اللغات الآسيوية السامية. فالأخ محمد جلال هاشم لا يفهم أن ما يراه ثوابت فى علوم التاريخ مما خطه المؤرخون الأوربيون منذ حملة نابليون على مصر ، فذلك هو اكثر ما يحتاج للمراجعة العلمية الدقيقة ، ثابت على أيامنا هذا وبفعل فواعل أوروبية ناقدة لتك الرؤى أنها مليئة بالروح (الكولينيالية)غير العلمية ، فترى أنها فى غالبها مختلقة بقصد وعنية. ولو أراد الأستاذ محمد جلال هاشم جدلاً وثائقياً وتاريخياً لإثبات أن كل ما هو ثابت عنده من الدراسات النوبية والمصرية والمروية هى بالفعل دراسات مختلقة ومخترقة فأنا على اتم الإستعداد لذلك.
ويقينى أن محاولاتك الربط بين النصوص التنزيلية ومضاهاتها بما هو حيى من اللغات، فذلك يحتوى على عبقرية تاريخية حقيقية من ناحية، ومحاولة لإعادة تركيب منهج القراءة والتنقيب اللغوى من ناحية أخرى. فالنصوص التنزيلية هى الأقدم فى تسجيل الوقائع التاريخية، ولكثير من هذه الوقائع حضور فى ذاكرة الشعوب كما ذكرت من تطابق الروى و المسميات حول أسطورةالطوفان الهندية. فإذا ما كانت الأسطورة حاضرة، فما يمنع جدلاً أن تعيش مفردات ومقاطع بل وقصص بكاملها فتسافر عبر التاريخ لمئات القرون.
وليس بمقدور نقد شكلانى كالذى دفع به محمد جلال هاشم بكل تكاسل مباحثى أن يقرر حقيقة فى أهمية أن اللغات المعاصرة لا يمكن أن يتم استعمالها للبحث والتنقيب فى التاريخ. فهذا تقرير مزاجى لا يشفعه تثبت تحليلى كاف.
لك الشكر والتقدير، ونرجو أن يعينك الله مواصلة الجهد.
صورة العضو الرمزية
ÚãÑ ÇáÃãíä
مشاركات: 328
اشترك في: الاثنين أكتوبر 02, 2006 1:26 am
مكان: حالياً (مدينة ايوا) الولا يات المتحدة الامريكية
اتصال:

مشاركة بواسطة ÚãÑ ÇáÃãíä »


الأخ الأستاذ الخير محمد حسين
هذا بحث هام ومتفرد ويستحق أن يفرد له العمر كله.
ولقد طالعت فيه ما قادنى فى سهولة ويسر عبر تسلسل منطقى يسد الكثير من الفجوات التاريخية. وربما تعلم يا أخى أنها فجوات تم افراغها مما كان يفترض أن يكون مبذولاً فيها. وأن ذلك قد تم بفعل فاعل.
حقاً لقد بلغت بى حالة من الإثارة مداها أن أطالع فرضيتك التى تقول أن الطوفان العظيم كان قد حدث فى نهر النيل وليس البحر. إذ لا توجد شواهد لطوفانات بحرية. فتلك فرية تاريخية تشابه الفرية الأوروبية الكبير ة عن قارة (اطلانطس) المفترضة كأصل للحضارة المصرية . فتلك فرضية لم يأت عليها ويجتثها الباحثون والعلماء الآثاريون السويدون من خلال عملهم التنقيبى وحسب، بل وتمكن منها قبل ذلك ومن خلال استخدام منهج التحليل الوصفى التاريخى فى إعادة قراءة المفردات التاريخية بواسطة الباحث السنغالى (الشيخ انتا ديوب). و لم يتمكن من ذلك إلا بسبب فرط سذاجة فرضيات المؤرخين الأوروبيين عن الحضارة المصرية.
وتلك يأخى هى نفسها السذاجة فى تقرير أن اللغة المصرية القديمة هى من اللغات الآسيوية السامية. فالأخ محمد جلال هاشم لا يفهم أن ما يراه ثوابت فى علوم التاريخ مما خطه المؤرخون الأوربيون منذ حملة نابليون على مصر ، فذلك هو اكثر ما يحتاج للمراجعة العلمية الدقيقة ، ثابت على أيامنا هذا وبفعل فواعل أوروبية ناقدة لتك الرؤى أنها مليئة بالروح (الكولينيالية)غير العلمية ، فترى أنها فى غالبها مختلقة بقصد وعنية. ولو أراد الأستاذ محمد جلال هاشم جدلاً وثائقياً وتاريخياً لإثبات أن كل ما هو ثابت عنده من الدراسات النوبية والمصرية والمروية هى بالفعل دراسات مختلقة ومخترقة فأنا على اتم الإستعداد لذلك.
ويقينى أن محاولاتك الربط بين النصوص التنزيلية ومضاهاتها بما هو حيى من اللغات، فذلك يحتوى على عبقرية تاريخية حقيقية من ناحية، ومحاولة لإعادة تركيب منهج القراءة والتنقيب اللغوى من ناحية أخرى. فالنصوص التنزيلية هى الأقدم فى تسجيل الوقائع التاريخية، ولكثير من هذه الوقائع حضور فى ذاكرة الشعوب كما ذكرت من تطابق الروى و المسميات حول أسطورةالطوفان الهندية. فإذا ما كانت الأسطورة حاضرة، فما يمنع جدلاً أن تعيش مفردات ومقاطع بل وقصص بكاملها فتسافر عبر التاريخ لمئات القرون.
وليس بمقدور نقد شكلانى كالذى دفع به محمد جلال هاشم بكل تكاسل مباحثى أن يقرر حقيقة فى أهمية أن اللغات المعاصرة لا يمكن أن يتم استعمالها للبحث والتنقيب فى التاريخ. فهذا تقرير مزاجى لا يشفعه تثبت تحليلى كاف.
الخير محمد حسين
مشاركات: 469
اشترك في: الجمعة أكتوبر 06, 2006 2:15 am

مشاركة بواسطة الخير محمد حسين »

الأخ الأستاذ/عمر الأمين
تحية طيبة00تعمدت تأخير التعليق وذلك لأفسح المجال لأكبر عدد ممكن من الاخوة القراء للاطلاع على ما تفضلت به من رأي سديد وتوجيه مفيد، إن دل على شيء وإنما يدل على غزارة علمك ووسع معرفتك وإيمانك القاطع بأن معرفة الفرد لماضي أمته وتأكده من أنها أمة ذات جذور ضاربة في التاريخ سيقوي حتماً من شعوره بأصالته والاعتزاز بانتمائه لهذا الوطن العزيز00 شكراً جزيلاً الأخ الأستاذ وخليك قريب0
مع ودي،،،
الخير محمد حسين
مشاركات: 469
اشترك في: الجمعة أكتوبر 06, 2006 2:15 am

مشاركة بواسطة الخير محمد حسين »

كنداكة وذو القرنين

هذه القصة أُخذت عن النسخة الحبشية لكتاب سيرة الأسكندر ذي القرنين ومغازيه، أوردها الدكتور /جعفر ميرغني في مجلة بلادي- العدد الثالث عشر مايو 1997 تحت عنوان : من قصص السودان القديم ( كنداكة وذو القرنين) 0قبل الخوض في القصة ، دعوني أقف قليلاً مع إسم (كنداكة) 0كنداكة: لقب نوبي (دنقلاوي) كان يطلق على الملكة في مروي ، وهو من
مقطعين أصله : قَندِ آقا-Gendi a`aga 0 قندِ : لها عدة معاني: الكمال، حسن،طيب، اعتدال،استواء0أما (آقا) فتعني:الجالسة ، الباقية0وإليكم بعض الأمثلة للتقريب: قندِ نوق : امش بطريقة صحيحةً0 قندِ تيب: قف معتدلاً 0 قندِ تيق: اجلس جلسة صحيحة، وتجد المفردة (آق) هذه في التحية الدنقلاوية للسؤال عن الحال(سرين آق مي ) ، وكذلك في اسم الملك النوبي( طهراقا ) (طهر آقا) 0 فالترجمة الحرفية لـ كنداكة (قَندِ آقا) : الجالسة جلسة صحيحة ، وتعني ضمنياً : المتمكنة على العرش0

فمعاً إلى قصة كنداكة وذي القرنين:

قال الراوي:-لما استولى الاسكندر الاكبرعلى مصر بعث رسالة إلى كنداكة ملك السودان يقول فيها( لقد علمنا انكم حكمتم مصر قبل مجيئنا إليها 0وانكم لما خرجتم منها استوليتم على كنوزالذهب والزبرجد وغيرهما من المعادن النفيسة التي توجد في أقصى جنوب مصر 0 وبما أن مصر صارت الآن من أملاكنا فإني أطالبكم بإعادة كل ما استوليتم عليه من تلك الكنوز0
كانت كنداكة سيدة واسعة العلم معروفة بالحكمة والعدل وحسن التصرف0 ولما جاءتها رسالة الأسكندرجمعت الملأ من قومها للشورى في الامر على عادتها وعادة ملوك السودان القديم قبلها 0فاستوثقت من تصميمهم على الحفاظ على أرض المعدن التي لا يشكون قط أنها من الاملاك السودانية وأنهم لن يتهاونوا في مواجهة الأسكندر إن حدثته نفسه بالتقدم بجنودها إليها0 ثم طرحت عليهم رأيها فوافقوها على أن ترسل إليه رداً مهذباً وقاطعاً ترفض ما ادعاه وترد طلبه ، فكتبت إلى الأسكندر رسالة تقول فيها : ( إن كنوز الذهب والزبرجد وسائر المعادن النفيسة ليست هي في أقصى جنوب مصر كما حسبته لأو صوره لك بعضهم لكنها في أقصى شمال السودان0انها أملاك سودانية لا يسعني التنازل عنها وتسليمها لك) 0
ثم أن كنداكة بعثت إلى الأسكندر مع تلك الرسالة بهدية ثمينة ودست بين سفرائها إليه رجلاً موهوباً في فن الرسم وطلبت منه أن يرسم لها صورة للاسكندر مطابقة لصفته على أن لا يطلع على تلك الصورة أحدا كائنا من كان حتى يأتي بها إليها ويسلمها إليها هي شخصياً يداً بيد 0
ثم لما وصل سفراء كنداكة إلى بلاط الاسكندر واطلعوه على ردها وسلمه هديتها رد الهدية وأظهر الغضب الشديد لرفضها طلبه بتسليم أرض المعدن0 وظن أن الفرصة قد حانت ليبدأها بالحرب فيستولي على ما أراد وفوق ما أراد0 فكتب رسالة شديد اللهجة يقول فيها : أنا الأسكندر الأكبر ذو القرنين ملك الدنيا من مشرقها إلى مغربها فاتح بلاد فارس ،وقاتل ملكها العظيم (دارا) وفاتح بلاد الهند، وقاتل ملكها المحنك القوي (فور) واعلمي أنه لا يحول بيني وبين ما أريد أحد من الخلق مهما كانت قوته 0ولا تقوم بحربي امرأة مثلك أو تمتنع على بلاد كبلادك 0 فأذنوا إن لم تسلموا إليّ تلك الكنوز بحرب لا تجنون منها إلا الذلة والصغار0
ثم انطلق مع سفراء كنداكة سفراء ذي القرنين حاملين إليها ردها العنيد، الناطق بالتهديد والوعيد وكان رَجُلها الموهوب في الرسم قد أعد في تلك الأثاء صورة تطابق صفة الأسكندر التي رآها وتدبرها جيداً حين وقف أمامه وطوي الرجل الصورة وأخفاها حتى على زملائه في الوفد فلما عادوا إليها سلمها يدا بيد فدستها في خزانتها الخاصة0 ثم اطلعت على رد الاسكندر فلما رأته لا يريد إلا الحرب كتبت إليه تقول : (لسنا كما تظن ، نحن أعظم من ( دارا) على ما وصفت من عظمته وأكبر قوة وحنكة من ( فور ) ملك الهند على ما رأيت من قوته وحنكه ولا تحسب إني حين بعثت اليك بتلك الهدية كنت خائفة من سطوتك أو طامعة فيما عندك0 لكني رأيت أن الرفق أوفق الحالين وأن السلم أحسن عاقبة 0فان ابيت الا الحرب فهلم الينا فانك لن تجد منا الا بأسا شديدا ولن تجني من حربنا الا الخسارة عليك) 0
ثم خرجت كنداكة بكامل جنودها في أثر السفراء الحاملين ردها الأخير حتى ضربت معسكرها في الاطراف الشمالية لبلادها تأهبا لملاقات ذي القرنين ان حدثته نفسه بغزوها واتفق في تلك الاثنا ان ابنها الاصغر خرج مع زوجه في معسكره في رحلة الصيد يروح بها عن نفسه فداهمه جماعة من قطاع الطرق وأخذوه على غرة فاستولوا على جميع ما معه وأخذوا زوجه ونساء حاشيته سبايا0 أما الامير نفسه فجلبوه ليباع في أسواق الرقيق بمصر0
تعرف بعض جند الاسكندر على الامير الصغير ابن كنداكة المعروض للبيع في سوق النخاسة فاخذوه وجاءوا به الى القصر الذي كان ينزل فيه الاسكندر مع اكابر قواده واتفق حين وصولهم بالامير الى القصر أن كان الاسكندر نائماً فاطلعوا نائبه وكبير قواده بطليموس به واستجوبه واستيقن أنه ابن كنداكة حقيقة وتاكد من صدق روايته بان قطاع الطريق اخذوه على حين غرة وجلبوه الى مصر0
ابقى بطليموس الامير عنده حتى اذا استيقظ الاسكندر قام ودخل عليه وقال : ( ان ابن كنداكة ملكة السودان التي تريد حربها يامولاي قد وقع اسيراً في قبضتنا) 0 وقص عليه الخبر بتمامه0 عند ذلك صرف الاسكندر كل من كان في حضرته 0 واغلق على نفسه باب غرفته واخذ يفكر بقية يومه ذاك و كل ليله كيف يستفيد من هذا الامير في مواجهة امه0فلما كان من الغد دعا ذو القرنين بطليموس وأمره أن يتنكر في ثيابه هو وان يضع التاج على راسه ثم اجلسه على العرش مكانه أما ذو القرنين فانه تنكر في زي بطليموس ووقف خلف العرش مع سائر القادة كأنه واحد منهم ثم امر بادخال الامير المأسور0
دخل الامير فهاله أن يرى القائد الذي استجوبه بالامس جالسا على العرش فخر راكعا بالتحية ثم رفع راسه مخاطبا بطليموس المتنكر في زي ذي القرنين وقال: أعذرني يا مولاي فقد ظننت امس انك بطليموس القائد ولو كنت اعلم انك ذو القرنين لضاعفت من اكبارك وقابلتك بما يليق من التحية والتجلة0
فقال بطليموس المتنكر في زي الاسكندر مخاطبا الامير الصغير( لا عليك ولعلك من حسن الصدف ان تقابلني البارحة في زي القادة فلا تعرفني حتى تنبسط في الحديث الي دون خشية أما وقد عرفت قصتك كاملة وتحققت من صدق ما اخبرتني به من امرك فلعله يسعدك ان تطلع على ما قد قررته بشأنك00نحن معشر الملوك على اختلاف بلادنا واحوالنا ينبغي ان نتعامل في رعاية المكانة والحق والحصانة كما لو كنا اسرة واحدة عليه وان كنا على حافة الحرب ان اعيدك الى وطنك سالماً مكرماً0 ولا ينبغي في من هو في مثل مقامي ان يرى اميرا مثلك مسلوباً من قبل اللصوص والمارقين مهما كانت الحالفرايت الا اعيدك الى ديارك الا بعد ان اخذ لك حقك من قطاع الطريق وان ارد اليك زوجك وسائر ما اخذوه منك)0
عقب هذا الكلام التفت بطليموس المتنكر في زي ذي القرنينالى القواد الواقفين حول العرش وقال ك اريد ان انتدب احدكم للاضطلاع بمهمة رد هذا الامير الى بلده في سلام بعد ما ياخذ له كامل حقه من قطاع الطريق0انها لمهمة دقيقة وعسيرة فمن لها؟؟
عند ذلك قال ذو القرنين المتنكر في زي بطليموس القائد ( انا لها يا مولاي ان اردت ان تبعثني وتأذن لي بان اختار بنفسي ألف فارس مغوار اقتحم بها الصحراء في مواجهة الخوارج قطاع الطريق فاسترد للامير حقه ثم اقوم معهم على حراسته حتى نعيده الى ارضه سالماً) 0
فقال بطليموس المتنكر في زي دي القرنين ( لك ذلك ايها الفارس فاختر جنودك بنفسك) انتخب ذو القرنين التنكر في زي بطليموس ألفا من اكفأ جنوده الاغريق وبني امره على ان يدخل بهم مدينة كنداكة مع ابنها ثم يستولى عليها من الداخل فسار في ملاحقة الخوارج اولاً0 وما كاد يصلهم حتى هربوا اجمعين من وجهه تاركين وراءهم كل ما اخذوه من الامير0 بعد ذلك توجه ذو القرنين المتنكر في زي القائد بطليموسفي صحبة فرسانه مع الامير وحاشيته حتى دخلت بهم مدينة كنداكة حيث كانت تضرب معسكرها استعداداً لحربه0
وكان الامير قد بعث بالبشارة بخلاصه الى امه فخرجت وخرج امراؤها واكابر دولتها وسائر قومها لملاقات الامير فرحة بقدومه سالماً ، وضربت الطبول واقبلت الام على ولدها تعانقه واقبل الامراء اليه يهنئونه بالسلامة 0 وذو القرنين قائم بينهم متنكراً لا يحسون به0ولا يخافون منه بأساً فخاطبهم الامير قائلاً : لا تشغلكم الفرحة بقدومي سالماً عن مقابلة هذا البطل الاغريقي بما يستحقه من الكرامة فانه ندب نفسه دون قواد ذي القرنين لمناصرتي واسترد لي حقي وعاد بي سالماً اليكم ) 0
فاقبلت كنداكة على ذي القرنين التنكر شاكرة حامدة له حسن صنيعه ووعدته بالمكافأة واقبل عليه امراؤها شاكرين مقدرين بطولته وشهامته ثم امرت كنداكة بإنزاله هو وجنوده في منازل الضيافة كل حسب مقامه 0 وان يبالغ في اكرامهم0
في صبيحة اليوم التالي ظهرت كنداكة في افخر ثيابها واضعة التاج على رأسها فجلست على عرشها ومن حولها أمراؤها واكابر دولتها وسائر حاشيتها ثم دعت بالقائد الاغريقي لتقابله مقابلة رسمية تشكر له فيها حسن صنيعه ولتبعث رسالة معه الى ذي القرنين سيده تشكره على رد ابنها اليها سالماً وان كانا متخاصمين0
ما كان ذو القرنين المتنكر في زي بطليموس يرى كنداكة في تلك الأبهة حتى راعه جلالها ووقارها وتذكر بها امه الملكة (هيلين ) فلم يتمالك ان بكى وكاد يفضح امر نفسه لولا ان تنبه على صوت كنداكة تسأله (ما بك ايها القائد00ما يبكيك ؟؟) 0
فقال : دموع فرحة يا مولاتي انها لسعادة ما بعدها سعادة ان اقف هنا تكرمني من هي في مثل جلالك وامتع طرفي بالنظر الى وجهك الكريم واطلع من حسن طلعتك و هيبة وقارك ما لو رآه ذو القرنين نفسه لاغتبط به أشد الغبطة0 )
فسرت بذلك الجواب منه سروراً بالغاً ثم امرت الملا من قومها ان ينصرفوا اجمعين وامرت بابواب القاعة ان تغلق حتى اذا لم يبق أحد يراهما أو يسمعهما بادرته قائلة : ( يا ذا القرنين !!أنا كنداكة !! )
فقال: ( مولاتي ، لست ذا القرنين انما انا عبد من عبيده وقائد من جملة قواده) فجعلت كنداكة تضحك ملء شدقيها ، فقال في أدب شديد ( هل تطلعني مولاتي على سر ضحكتها؟؟) فأجابته كنداكة : (يا ذا القرنين هل تظن أنك خدعتني منذ اليوم؟ ) وأخرجت له الصورة التي كان قد رسمها لها فنانها قائلة : (لقد عرفتك متنكرا لأول لحظة رأيتك فيها ) فأسقط في يد ذي القرنين ولم يدر ما ذا يقول وأحس مرارة الاخفاق حين علم انه استدرج بحيلته00فتابعت كنداكة كلامها قائلة : ( ما رأيك الآن أنت الاسكندر الأكبر ذو القرنين مالك الدنيا من مشرقها إلى مغربها فاتح بلاد فارس ،وقاتل ملكها العظيم (دارا) وفاتح بلاد الهند، وقاتل ملكها المحنك القوي (فور) قد صرت في قبضتي أنا ، قبضة امرأة! واعجب ما في الامر انك سعيت الى اسرك بقدميك وأُخذت بذكائك0لقد كنت اتابع تدابيرك وادرس مكيدتك في كل حرب خضتها قرأيتك تركن إلى لطف الحيلة واحكام المكيدة في كسب النصر وتب الظفر بعدوك بالدهاء قبل المخاطرة بدفع الجند في ميدان القتال 0 ولكم تمنيت متعة نزالك في ميادين التخطيط وسياسة الحرب0 انا التي زينت لولدي الخروج الى الصيد وانا التي اوعزت الى رجال البوادي لياخذوه على غرة ويجلبوه الى مصر تحسبا لمثل هذا الموقف ومن قبل بعثت المصور وامراته باعداد صورتك التي لم يطلع عليها احد سواي00)
قعد الاسكندر حين قامت كنداكة تلقي على مسامعه ذلك الكلام يضرب جبهته بقبضته ويعض على شفته في غيظ شديد فقالت له كنداكة : ما كل هذا الغيظ والأسف ؟؟) فقال لها : إني إنما الآن آسف على شيء واحد) 00قالت : ما هو ؟؟ قال: إن سيفي ليس معي الساعة0 قالت : ما كنت تصنع به ؟؟ فقال : اقتلك به أولاً ثم اقتل نفسي 0 قالت : وما ذا تفيد من ازهاق نفسي ونفسك ؟هذه ايضاً ذلة محسوبة عليك أما أنا فبمقدوري الآن أن اصفق بيدي فيدخل رجالي وفي ايديهم السيوف القواطع ثم هي كلمة مني وأنت في عداد الموتى لكن لن افعل بك هذا لقد احسنت بي إذ رددت إلي ولدي سالماً) فقال لها : كفى تهكماً تعلمين الآن ومن قبل إني ما جئت اليك بولدك الا مكيدة ارمي بها الى قهرك0 فتجيبه كنداكة (إني لا اتهكم أنت قائد كبير وملك عظيم سأرسلك حراً لتعود الى مملكتك مع فرسانك المغاوير وسوف لن افشي سرك للرعية 0أجل سأعطيك الحرية والأمان بشرط واحد00)
ذوالقرنين : ( أنت الرأس المتوج الوحيد الذي غلبني في الدهاء00فما شرطك؟؟) 0
كنداكة : ( أن تكتب بيننا عهداً تقر فيه بسيادتنا على كامل أرض المعدن) 0
ذو القرنين : ( قد قبلت 00) 0

---------------------------------
أُخذت عن النسخة الأثيوبية لكتاب سيرة الأسكندر ذي القرنين ومغازيه0
الخير محمد حسين
مشاركات: 469
اشترك في: الجمعة أكتوبر 06, 2006 2:15 am

مشاركة بواسطة الخير محمد حسين »

الآثار السودانية المنهوبة والمقتسمة

لقد تم نهب الآثار في بلدان عالم الجنوب في فترة الاستعمار من قبل بعثات رسمية أرسلتها الدول أو المتاحف في الدول الأوربية التي كانت تسعى لامتلاك ذاكرة الدنيا، كما تم ذلك بأيدي أفراد جشعين للكسب المادي حيث يقومون ببيع تلك التحف للمتاحف العالمية وللأفراد المهتمين بجمع التحف في العالم. من قراصنة الآثار السودانية المشهورين الطبيب العامل في الإدارة الإيطالية د. فرليني الذي وصل للإهرامات الملكية في مروي متعاملا مع الآثار كلص. "واحد من الأهرام والذي كان الفضل من حيث محافظته على شكله تعرض بمعنى الكلمة للهدم من قبل فرليني الذي توجت أعماله التدميرية بالكشف عن الكثير من التحف الفنية الذهبية والفضية والمعادن الأخرى، جزء منها وصل لاحقا إلى ميونيخ وآخر إلى برلين".. وقد قام بنهب المدفن الوحيد الباقي حتى تلك الفترة لملكة مروية، وكان قد قام قبل ذلك هو ورفيقه ستيفاني بتدمير أربعة إهرامات أخرى. يقول كاتسنلسون "ولحسن حظ البحث العلمي لم يحاول أحد بعدهما "التنقيب الاثاري" في السودان حتى نهاية القرن التاسع عشر". (ص5). وقد ذكرنا من قبل خبر الجبانة المنهوبة في النيل الأزرق والتي غرق جزء كبير من منهوباتها في سفينة متجهة لإنجلترا.. وكثير من تلك المنهوبات وجدت طريقها إلى أوروبا وأمريكا وهي الآن في متاحف عالم الشمال.. كذلك، كان التنقيب في بدايته، كما هو الحال اليوم، يقسم المواد المكتشفة في السودان بين المؤسسة المنقبة ومصلحة الآثار السودانية، ولذلك توجد العديد من الآثار السودانية في كافة بقاع لدنيا إذا لاحظنا تعدد البعثات المنقبة في السودان وجنسياتها.
• كثير من الأواني والزينة والمنقوشات الأثرية السودانية موجودة الآن في متاحف عالمية مثلا:
o متحف بوسطن. كانت هنالك بعثة تنقيب من جامعة هارفارد اقتسمت مكتشفاتها مناصفة مع مصلحة الاثار السودانية، وهي الآن بمتحف بوسطن حيث توجد العديد من المصنوعات التي يرجع تاريخها للعصر المروى من المصادر في إطار الإمبراطورية الرومانية موجودة حالياً في مخزن متحف بوسطن للفنون الجميلة أو في صالة العرض والتي يمكن مقارنتها مع المواد التي تجرى دراستها كجزء من مشروع المصنوعات الرومانية في متحف السودان القومي.
o متحف وارسو والذي يحتوي على العديد من لوحات كنيسة فرس.
o المتحف الآثاري البولندي: ويحوي مجموعات آثارية سودانية راجعة لأعمال بعثات تنقيبية بولندية تابعة لكل من: الكدرو (أدوات زينة وأواني)- النقعة (تماثيل ورسومات).


--------------------------
*المصدر: آثار السودان
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
الخير محمد حسين
مشاركات: 469
اشترك في: الجمعة أكتوبر 06, 2006 2:15 am

مشاركة بواسطة الخير محمد حسين »

حول اللغة النوبية (الدنقلاوية) بطيبة برس
بواسطة: admino
بتاريخ : الثلاثاء 05-01-2010 10:16 صباحا

فيصل: نيفاشا نصت على احترام التنوع الثقافي، لكن الاهتمام باللغات النوبية ضعيف
صابر: الدولة لا تلقي بالا للغات المحلية، وإذا لم نهتم بها سنفقد هويتنا
ماركوس: لا يصح تسمية لغة الدناقلة بالرطانة لأنها تمتلك أسس اللغات العالمية

كتب/ يعقرب سليمان

ضمن سلسلة منتديات تطوير اللغات النوبية، التي أقيمت سابقا بالشارقه، أقام الأستاذ (ماركوس جيقر) الألماني، وهو من المهتمين باللغات السودانية، ومحضر بحث لنيل درجة الدكتوراة في المانيا عن اللغة

الدنقلاوية والكنزية، ورشة بعنوان اللغة النوبية (الدنقلاوية)، مستنداً على بحثه عن لغة الدناقلة (كتابةً ومخاطبة)، وأدار الحوار د. صابر عابدين، وتجدر الإشارة إلي ان الورشة عن لغة الدناقلة اقيمت بطيبه برس/ قاعة محمد عبدالحي بمتحف السودان للتاريخ الطبيعي.





افتتح مدير طيبة برس فيصل محمد صالح، النقاش مؤكدا علي دورهم في المساهمة التي من شانها أن تدفع بالحراك الثقافي من أجل إثبات الهوية السودانية، كما أشار إلي إضافة إلى التنوع الثقافي في السودان، وقال: لم تجد الاهتمام والتمثيل الثقافي الذي من شانه أن ينمي تلك الثقافات ويعبر عن الهوية السودانية، وأضاف: رغم أن اتفاقية نيفاشا نصت على احترام التنوع الثقافي، لكن يلاحظ إلي أن الاهتمام باللغات النوبية ضعيف، مبيناً أن معظم الدراسات اللغوية لا تعطي أولويات أو برامج كافية للغات المحلية، وأستدرك قائلا: رغم أن اللغات المحلية معترف بها، ولكن الاعتراف هو في نهاية الأمر (نظري) ، وقال إن اللغة النوبية لديها وضع خاص لأنها تمثل أقدم الحضارات ولابد من الاهتمام بها والعمل على تطويرها .

التمثيل اللغوي:

وتحدث أ. صابر عابدين مدير النقاش مبيناً أن اللغة الدنقلاوية مثلها مثل أي لغة عالمية، لأن لديها أسسها وقواعدها، وهي سائدة في مملكة المقرة ودنقلا، وأوضح أن كل المناطق الثقافية/ اللغوية لديها وضعها الخاص وثقافتها وتراثها القديم، غير إن الدولة لا تلقي بالا لتلك اللغات المحلية، فضلا عن أن اللغة هي الهوية وإذا لم نهتم بها سنترك التراث نفسه، مشيراً إلى أن أزمة الدولة السودانية تتمثل في عدم اهتمام الباحثين والمختصين السودانيين باللغات السودان وما نشاهده هو أن الاهتمام يأتي مختصين من خارج السودان، ونجد أن اهتمامهم باللغات السودانية أكثر من السودانيين أنفسهم وأضاف قائلاً : أن اللغة هي هويتنا وعلينا أن نعمل على تطويرها وتعليمها للأجيال القادمة.

لغة وليست رطانة:

كما تحدث أ. ماركوس عن اللغة الدنقلاوية وإيجاد أدوات بحث لكتابة اللغة الدنقلاوية، مشيراً إلى أن اللغة النوبية كتبت في السابق بالحروف القبطية واليونانية ولغة (الزويتك) الذين كتبوا الحروف اليونانية في جنوب إفريقيا، ولكن بعد القرن الرابع عشر أهملت اللغة النوبية، وأضاف: أول من كتب اللغة النوبية هو كنزي صمويل وقال عند كتابة اللغة لابد أن نراعي التوافق مع الكلام، إضافة إلى القواعد، وعن قواعد اللغة الدنقلاوية يقول ماركوس: هنالك خمسة حروف متحركة وتسعة عشر حرف صامت، إضافة إلى اللغة الكنزية التي لديها نفس الحروف، ودعا إلى احترام لغة الدناقلة مبيناً أنها لغة وليست رطانة كما يقولون، لأنها تمتلك كل أسس اللغات العالمية، وفي اللغة النوبية هنالك أصل الكلمة، إضافة إلي تصريف الكلمة، وأوضح أن صعوبة ومشكلات اللغة النوبية يكمن في الاختلاف والحروف المتحركة الطويلة، والحروف المتحركة القصيرة؛ عكس اللغة الإنجليزية التي ليست بها مساحات إضافةً إلى الإضافات في الكلمات، فمثلاً الأجانق يعتبرون بعض العبارات إضافة لكلمة، والدناقلة يعتبرونها كلمة، ويضيف: من الصعوبات أيضا ضمير الملكية، والنوبيون بعضهم يكتبون بكلمتين والبعض الآخر بكلمة، والإضافة إلى الكلمات عن طريق الكلام يختلف عن طريق الكتابة، ودعا إلى ضرورة توفير فصول لمحو الأمية للمتحدثين باللغة النوبية، لتسهم في جعلهم يكتبون الشعر والقصص باللغة الدنقلاوية وبالحروف النوبية القديمة، وبين ميزة لغة الدناقلة من اللغات الأخرى وقال: في لغة الدناقلة تكتب الكلمة وتكون لها دلالة وأحده عكس اللغات الاخري.

وتجدر الإشارة أن المنتدى تخللته عدة مداخلات من المثقفين النوبيون، وأكدت المداخلات علي ضرورة إيجاد فصول محو الأمية للغات النوبية (الدناقلة) وضرورة إيجاد آليات للإرتقاء باللغات المحلية وتوحيد كتابة اللغة النوبية، والإهتمام بالتراث والمحافظة على اللغة النوبية وتطويرها.

**نقلاً عن جريدة أجراس الحرية
الخير محمد حسين
مشاركات: 469
اشترك في: الجمعة أكتوبر 06, 2006 2:15 am

مشاركة بواسطة الخير محمد حسين »

كثيرة هي الألفاظ النوبية التي حُولت إلى العامية السودانية ، وهي متدولة إلى يومنا هذا بين المجموعات العربية في السودان0 فاللاحقة (آيق) وأداة التعريف (ال) هي إضافات عربية (عامية سودانية) أُدخلت على النوبية لتناسب العامية0
1-الكارديك :كاردي :بالنوبية ، وهي آلة زراعية بسيطة ذات أسنان في شكل (T ) تستخدم لجمع بقايا الأعشاب والنباتات من سطح الحوض عند اعداده للري0
2-البسديق: بسُدّي: وهي قطعة من القماش تستخدم لمسح الدوكة0
3-الكريق:كرّي: وتعني الراكوبة0
4-الكُريق:كورى- kurei نوع من التمر شبيه بود لقاي0
5-الكُريق:كورا، اناء للشرب والبعض يسمونها بالعامية (الكوريّة)0
6- النوريق:نورى-noorei وهي عملية فصل البذور من الثمار في المحاصيل مثل القمح والذرة والفول وذلك باستخدام الحيوانات(البقر والحمير) و هنالك آلة أخرى- حديثة نسبياً - ذات عجلات حديدية تُسحب بواسطة الثيران و تسمى بالنوبية(نورج) تستخدم لنفس الغرض0
7-الدوليق:دلو: من أجزاء الساقية وهي عبارة عن قطعة من خشب النخيل تُشق إلى نصفين لتشكل نصف أسطوانة( ماسورة مشقوقة إلى نصفين) لتوصيل الماء من السبلوقة(سبلو) إلى الجدول0
8-المتيق: متّي: عملية قطع الأجزاء العليا من النبات (القص)0
9-القارسيق:اصلها :كورسي: وهو الجريد اللين الذي يستخدم في (ألص ) الساقية0
10-الكاويق: كاوى- kawei وهي الأوراق الجافة التي تتساقط من نبات اللوبيا، والوصف واضح في الأغنية الشايقية :بت البلد للفنان محمد جبارة0

تقعد تحش اللوبي لي الكاويق تقش
تصل البحر والموج يداعبا فوق هدوما ينط يرش
بعدين تشيل القش تفوت

11-البتيق:بُتّي: وتعني الخِلفة 0عنما يتم قطع نبات الذرة( القصب) يُترك الجزء الأسفل منه لينبت من جديد ليشكل نبات جديد من نفس النوع وهو ما يسمى بالبتيق0
12-الدفيق:دُفّا: وهو البلح الأخضر ، قبيل مرحلة ( الرُّطب ) 0

مع تحياتي،،،
الخير محمد حسين
مشاركات: 469
اشترك في: الجمعة أكتوبر 06, 2006 2:15 am

مشاركة بواسطة الخير محمد حسين »

عثر منقبون أثريون على تماثيل ضخمة من الجرانيت في السودان تعود لأحد الفراعنة و غيره من الملوك في اكتشاف أذهل علماء الآثار بإشارته إلى مدى توغل الإمبراطورية الكوشية جنوباً. و أسفر التنقيب عن العثور على أربعة تماثيل ملكية للفرعون طهرق (690-664 قبل الميلاد) والملوك سينكامانيسكان (643-623 قبل الميلاد) واسبيلتا (593-568
قبل الميلاد بالإضافة إلى تاج ملك رابع لم يتم التعرّف عليه بعد. وقال مدير الموقع عن الهيئة الوطنية للآثار و المتاحف صلاح محمد أحمد إنّ السودان يملك أهراماً أكثر من تلك الموجودة في مصر و يجري اكتشاف المزيد منها كل يوم. وقالت جولي أندرسون وهي الأمينة المساعدة لإدارة مصر و السودان القديمتين في المتحف البريطاني إن العمل في السودان "مثير للغاية" لأنه لم يجرِ التنقيب عن الكثير و أضافت "العالم يكتشف السودان و تاريخه الرائع المثير" مشيرة إلى أنّه يجري التخطيط لإجراء المزيد من أعمال التنقيب في المستقبل. وكان الملك الفرعوني طهرق (تاهركا) المذكور في الكتاب المقدس على أنه أنقذ اورشليم من الاشوريين كوشيا من شمال السودان ولكنّه حكم إمبراطورية كبيرة تمتد عبر مصر إلى حدود فلسطين0

*نقلا عن صحيفة اجراس الحرية 13/1/2010
الخير محمد حسين
مشاركات: 469
اشترك في: الجمعة أكتوبر 06, 2006 2:15 am

مشاركة بواسطة الخير محمد حسين »

السلام عليكم كتير كتير في الإدارة والمنبر..إن شاء الله كلكم صحة وعافية.
ÅÓãÇÚíá Øå
مشاركات: 453
اشترك في: السبت سبتمبر 10, 2005 7:13 am

مشاركة بواسطة ÅÓãÇÚíá Øå »

وو الخير بن عوف مسكاقلو ويفينا. هوي الم اولمناني امنقسكو كوجا دافهيتر , كر امن جربيل اورك اوسنكتن دفو؟ وين الغيبة الطويلة ؟ وبعدين الموضوع دا موضوع عويص وشايك, ولازال الغموض يلف به , وهو في نهاية الامر اجتهاد وتشكر على اجتراحه , مش مباراة في كرة القدم, عشان يجي اخونا محمد جلال هاشم ينهي الامر هكذا , مثبطا من همتك ولياقتك, بضربة زمارة, ويديك كرت احمر ويقول ليك اطلع بره ميدان البحث لانو لعبك دا كلو كلام خارم بارم وينهي المباراة, ثم يتراجع عن قراراته بعد تدخل رجال الخط, نجاة محمد علي وزوجته هالة. ايه الحكاية ؟ على اي نتابع ما تكتبه واذا كان هناك ما تيسر لك من معلومات في تاثير النوبية وتاثرها باللغات الاخرى ولا سيما العربية موضوع النظر والتامل هنا , وهذا هو حال وديدن اللغات البشرية فهي جمعيها تؤثر وتتاثر بمحيطها وببعضها, فارجو ان تواصل في هذا الخيط. لقد نهلت العربية قديما من لغات شتى مثل لغات الحبوش , الفرس, اليونان, الرومان, الارامية, العبرية, اللغات الهندية, ربما, ثم لاحقا من لغات الفرنسيس والانجليز ودخلت مفرادات من هذه اللغات في جسد العربية وشكلت سداتها ولحمتها, اشمعنا ما يتاثرش بالنوبين, وقد كانت لغة حضارة راسخة لها خصوصيتها ومميزاتها؟
الخير محمد حسين
مشاركات: 469
اشترك في: الجمعة أكتوبر 06, 2006 2:15 am

مشاركة بواسطة الخير محمد حسين »

كيفك أخوي اسماعيل وكيف الاسرة..انا الحمد لله بخير مع الوليدات... آي إندو سوداناغربال آقري.( إركانا غربال آقري) إنين دورو آي نال دككمو..برضو : كمبيوتر دامونين دورو موبايلوقو شغلهيري.
الخير محمد حسين
مشاركات: 469
اشترك في: الجمعة أكتوبر 06, 2006 2:15 am

مشاركة بواسطة الخير محمد حسين »

اللغة النوبية تمتاز بمميزات قلما تجدها في لغة أخرى ،على سبيل المثال :المؤثرات الصوتية التي تصاحب الحديث لتعزيز الاتصال.وانتقلت تلك المؤثرات إلى العامية السودانية فصاروايستخدمونها إلى صارت صفة ملازمة للعامية السودانية. مثلا:ضربو كف طاخ...طعنو جك...وقع بب..فتح العلبة كك..اكلو نم نم..شرب قلق قلق..وقف دت..دخل توش..ضحك قرقر..قام من النوم فرتك..ماشي بالمركب شللل(صوت الماء ).. وقع بردراو او بردروب. مع تحياتي.
أضف رد جديد