من سيرة قمحة ...
-
- مشاركات: 503
- اشترك في: الأربعاء مايو 25, 2005 3:31 pm
من سيرة قمحة ...
في كتاب النبتُ حكايا قمحة :
ميلاد ونبت...
في عام ما شرط أن يكون لطيفاً بالعباد أوُلد , أنبتُ بتربة مرحاب ,
وعلي صدرها ترتاح رئةُ سليمة ومسامُها حُر , تربة خصوب ومتعافية
لا يصل رحمها عُنصر مُسم لا جرار نشط ولا حتى مُخصب أدمي مُميت.
يخالط حقلي " بلادي " ماء بمنسوب مُناسب , يغسل بذرتي -قلبي- ويعُمد
جذوري في الأرض فتشتد ونتشابك , ثم يدفع من لدانة غُصني لاحقاً .
....
....
أنمو شيئاً , فامضي صوب سطح الحياة .
أُداعب أنفاسي بمرح ومحبة ؛ أمتصُ أوكسجينة أتلذذها ثم أحررها .
ألاعب الوقت بخفة وبراءة تخص النباتات, أغذي الحيوات حولي وتغذيني .
في الصباح أنمو ومساءً أُسبح الله وأحياناً أُغني.
.....
.....
أنمو شيئاً أكثر...
يطول عودي بحنان , تورق جنباتي ضفيرتان لتتأهب نسمةُ عابرة شهوة الحراك .
أتعلم أشياء من مدرستي ومدرستي حقلي الحيوي نُعلم بعضنا البعض
من كتاب النبات والنمو , أول الدرس إنا هُنا لنحيا وتستمر الحياة ثم
نمضي تاركين المكان نظيفاً غنياً أخضراً للقادمين الأشد اخضرارا.
في درس الوراثة ؛ نفهم إنا لا نكره البشر , ففيهم من جيناتنا وفصائلنا البُسطاء
الذين لم تفسد الجُنيهات حِسهم بالوسط ، الانقياء المتفاعلين مع نظام الكون
والشعراء طبعاً . فحفظنا أن نبادلهم عطفاً بعطف وحياة باخري وان أهلكوا ضياءنا
وما فينا بالتكنلوجيا والسماد المُسم .
.....
.....
تُمر أيامي واكبر شيئاً فشيئا..
صرت قمحة مُتفاعلة, كل ما يعبرني هو لي , وهو مأثور بهدؤ جمالي لا مفر .
مر بي مرةً عاشقاً ولهاناً فألهمه نسيجي ومافيه من سُمرة لون فتاته فكتبني لها حُباً في معايدة.
ومرةُ مر بي رساماً بخيال طلق فصرت رسما بألوان الماء, شعاراً لمهرجان ثقافة وسُلم .
وبذات مرة وبينما أنا أحتفي بعودي وأغازله فيميل أراقصة ،
مر المغُني فملنا سوياً أنا والمغني وهواه الأنيس.
....
....
شيئاً وشيئاً ... تورطت في تجربة !
رأيت عوداً وسيماً لنبت كان من قمح وسيم , أهتز كلورفيلي كله ,
عرفت انه الحُب , سهرتُ الليل أمنيني بقوامه الخشن ودفئه الأليف
مال عودي عليه فرقصناً من نشوة القيا , عاشرته وعاشرني ,
فعلنا فعلاً نتجت عنه السنابل بعضها أخذه الهواء فنما بعيداً
عنا وعاش حياته بناباتيه بذاتها , وبعضها امتطي منقار طائر
إلي حقل آخر فألمه السفْر .
....
....
جارات الدائرة ودفعني العُمر ...
اصفر وجهي وشحب , مال بختي وانزويت إذ أني أدركت مأسوفاً أن الحرب
في الكون أنا موضعها ووقودها , وعلمت باني أنا القمحة البسيطة مالا
نواة للجوع والتخمة في آن , علمت هذا نعم علمته فالمني ألمني ألمني
حتى انكسرت روحي وقطفتني الريح .
________
ابراهيم الجريفاوي
ميلاد ونبت...
في عام ما شرط أن يكون لطيفاً بالعباد أوُلد , أنبتُ بتربة مرحاب ,
وعلي صدرها ترتاح رئةُ سليمة ومسامُها حُر , تربة خصوب ومتعافية
لا يصل رحمها عُنصر مُسم لا جرار نشط ولا حتى مُخصب أدمي مُميت.
يخالط حقلي " بلادي " ماء بمنسوب مُناسب , يغسل بذرتي -قلبي- ويعُمد
جذوري في الأرض فتشتد ونتشابك , ثم يدفع من لدانة غُصني لاحقاً .
....
....
أنمو شيئاً , فامضي صوب سطح الحياة .
أُداعب أنفاسي بمرح ومحبة ؛ أمتصُ أوكسجينة أتلذذها ثم أحررها .
ألاعب الوقت بخفة وبراءة تخص النباتات, أغذي الحيوات حولي وتغذيني .
في الصباح أنمو ومساءً أُسبح الله وأحياناً أُغني.
.....
.....
أنمو شيئاً أكثر...
يطول عودي بحنان , تورق جنباتي ضفيرتان لتتأهب نسمةُ عابرة شهوة الحراك .
أتعلم أشياء من مدرستي ومدرستي حقلي الحيوي نُعلم بعضنا البعض
من كتاب النبات والنمو , أول الدرس إنا هُنا لنحيا وتستمر الحياة ثم
نمضي تاركين المكان نظيفاً غنياً أخضراً للقادمين الأشد اخضرارا.
في درس الوراثة ؛ نفهم إنا لا نكره البشر , ففيهم من جيناتنا وفصائلنا البُسطاء
الذين لم تفسد الجُنيهات حِسهم بالوسط ، الانقياء المتفاعلين مع نظام الكون
والشعراء طبعاً . فحفظنا أن نبادلهم عطفاً بعطف وحياة باخري وان أهلكوا ضياءنا
وما فينا بالتكنلوجيا والسماد المُسم .
.....
.....
تُمر أيامي واكبر شيئاً فشيئا..
صرت قمحة مُتفاعلة, كل ما يعبرني هو لي , وهو مأثور بهدؤ جمالي لا مفر .
مر بي مرةً عاشقاً ولهاناً فألهمه نسيجي ومافيه من سُمرة لون فتاته فكتبني لها حُباً في معايدة.
ومرةُ مر بي رساماً بخيال طلق فصرت رسما بألوان الماء, شعاراً لمهرجان ثقافة وسُلم .
وبذات مرة وبينما أنا أحتفي بعودي وأغازله فيميل أراقصة ،
مر المغُني فملنا سوياً أنا والمغني وهواه الأنيس.
....
....
شيئاً وشيئاً ... تورطت في تجربة !
رأيت عوداً وسيماً لنبت كان من قمح وسيم , أهتز كلورفيلي كله ,
عرفت انه الحُب , سهرتُ الليل أمنيني بقوامه الخشن ودفئه الأليف
مال عودي عليه فرقصناً من نشوة القيا , عاشرته وعاشرني ,
فعلنا فعلاً نتجت عنه السنابل بعضها أخذه الهواء فنما بعيداً
عنا وعاش حياته بناباتيه بذاتها , وبعضها امتطي منقار طائر
إلي حقل آخر فألمه السفْر .
....
....
جارات الدائرة ودفعني العُمر ...
اصفر وجهي وشحب , مال بختي وانزويت إذ أني أدركت مأسوفاً أن الحرب
في الكون أنا موضعها ووقودها , وعلمت باني أنا القمحة البسيطة مالا
نواة للجوع والتخمة في آن , علمت هذا نعم علمته فالمني ألمني ألمني
حتى انكسرت روحي وقطفتني الريح .
________
ابراهيم الجريفاوي
- ÈÏÑí ÇáíÇÓ
- مشاركات: 13
- اشترك في: الاثنين يونيو 06, 2005 4:45 pm
- مكان: الشارقة - الامارات
ابراهيم سلاماً وورداً لك
تعرف.
(جميل إنك تغني الريد وما توقف غناك أبواب) زي ما قال "أسامة معاوية"
كتابتك دي جميلة ومدهشة ومن النوع البعد أقراهو بكون مزهلل وبقول الله لا كسبك يا "فلان". والله لا كسبك هنا تعني أن تبراك محبتي شقيق ما تقبل.
كان للأشجار وغيرها مما حولنا من كائنات وجود دائم في حقل الكتابة بجميع أنواعها ولكن كان وجود هذه الكائنات والعناصر دائماً وجوداً رمزياً لا يقصد به الكائن/العنصر لذاته، بمعنى أن يستخدمه الكاتب كرمز يسقط عليه أحواله أو يتكيء على خصائصه كحافز أو محرض على مصادمة ما. لكنك هنا تعبر عن ذات هذا الكائن تحديداً، تحكي عنه سيرته الخالصة بعيداً عنك وبعيداً حتى عن فكرتك عن القمح ونجحت في إبعادك -إبراهيم الجريفاوي- كذات كاتبة فلم تترك ظلك على الرؤى الخاصة بهذه القمحة.
لك التحية يا رجل.
لكن لو أصريت إنك دايماً تدهشني وتخليني مبسوط منك ومن كتابتك، المرة الجاية حا أقول ليك "الله يكتلك ويدخلك النار مع الصديقين والشهداء" زي ما بقول صديقك وصديقي من بعد "أسامة عباس".
وشنو اليمنعنا من جلب الواصايا
علي رصيف العتمة واسوار الخدر
ألقاني بيناتنا الخطايا
وشرقة الوازع إذا ما عبا كاس الجوع
وجافاهو الحذر
ضحايا
حكمة القمح اليربي ولادو
لي شهوة طحين
**
محبتي التي تعرف.
سر: (تعرف جيت بي هنا أجرب استخدام اسمي وكلمة السر الماخدم لنج ولمن لقيت الكتابة دي ما قدرت اسكت. تقول شنو الكبر يجيب كترة الخشم)
تاني محبة.
تعرف.
(جميل إنك تغني الريد وما توقف غناك أبواب) زي ما قال "أسامة معاوية"
كتابتك دي جميلة ومدهشة ومن النوع البعد أقراهو بكون مزهلل وبقول الله لا كسبك يا "فلان". والله لا كسبك هنا تعني أن تبراك محبتي شقيق ما تقبل.
كان للأشجار وغيرها مما حولنا من كائنات وجود دائم في حقل الكتابة بجميع أنواعها ولكن كان وجود هذه الكائنات والعناصر دائماً وجوداً رمزياً لا يقصد به الكائن/العنصر لذاته، بمعنى أن يستخدمه الكاتب كرمز يسقط عليه أحواله أو يتكيء على خصائصه كحافز أو محرض على مصادمة ما. لكنك هنا تعبر عن ذات هذا الكائن تحديداً، تحكي عنه سيرته الخالصة بعيداً عنك وبعيداً حتى عن فكرتك عن القمح ونجحت في إبعادك -إبراهيم الجريفاوي- كذات كاتبة فلم تترك ظلك على الرؤى الخاصة بهذه القمحة.
لك التحية يا رجل.
لكن لو أصريت إنك دايماً تدهشني وتخليني مبسوط منك ومن كتابتك، المرة الجاية حا أقول ليك "الله يكتلك ويدخلك النار مع الصديقين والشهداء" زي ما بقول صديقك وصديقي من بعد "أسامة عباس".
وشنو اليمنعنا من جلب الواصايا
علي رصيف العتمة واسوار الخدر
ألقاني بيناتنا الخطايا
وشرقة الوازع إذا ما عبا كاس الجوع
وجافاهو الحذر
ضحايا
حكمة القمح اليربي ولادو
لي شهوة طحين
**
محبتي التي تعرف.
سر: (تعرف جيت بي هنا أجرب استخدام اسمي وكلمة السر الماخدم لنج ولمن لقيت الكتابة دي ما قدرت اسكت. تقول شنو الكبر يجيب كترة الخشم)
تاني محبة.
-
- مشاركات: 329
- اشترك في: الأحد مايو 15, 2005 10:06 pm
- عالية عوض الكريم
- مشاركات: 358
- اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 5:50 pm
جارات الدائرة ودفعني العُمر ...
اصفر وجهي وشحب , مال بختي وانزويت إذ أني أدركت مأسوفاً أن الحرب
في الكون أنا موضعها ووقودها , وعلمت باني أنا القمحة البسيطة مالا
نواة للجوع والتخمة في آن , علمت هذا نعم علمته فالمني ألمني ألمني
حتى انكسرت روحي وقطفتني الريح .
الجريفاوي
صباحك ورد
شكرا علي كل هذا البهاء الذي يمتشق حبرك
محبتي
-
- مشاركات: 503
- اشترك في: الأربعاء مايو 25, 2005 3:31 pm
بدر يا صديقي المؤكد ...
يبدو انه وردك تنسمني ,
اصبحت يابن عمي أشتاق اليك بسلاسة ...
....
....
واثق من انك رأيت القمحة اياها
وهي تئن من وطأة الناس عليها .!
ومن هول ما رأت .!
هل رأيتها يا صديقي تئن من الموت الذي كان..!
ويجفل نسجها من وقع الاحذية الخشنة ...
....
....
(ِسُر) بسر
يابدري احزر , احزرفانا اعد لك عُدة...
يبدو انه وردك تنسمني ,
اصبحت يابن عمي أشتاق اليك بسلاسة ...
....
....
واثق من انك رأيت القمحة اياها
وهي تئن من وطأة الناس عليها .!
ومن هول ما رأت .!
هل رأيتها يا صديقي تئن من الموت الذي كان..!
ويجفل نسجها من وقع الاحذية الخشنة ...
....
....
(ِسُر) بسر
يابدري احزر , احزرفانا اعد لك عُدة...
-
- مشاركات: 503
- اشترك في: الأربعاء مايو 25, 2005 3:31 pm
تعرف يا جزولي
نحن بني البشر جديرون بهدم الحياة .
فكلما اذدات اعداد البشر , طموحاتهم , نهمهم لمعادن الارض
وتقدمهم التكنولجي, كلما تناقصت قدرة الكون الاستيعابية
كلما ذاد الخطر علي الغلاف الحيوي ...
....
....
أن نقراء هذا الامر علي ورق هذا شئ ,
وأن نعيشه هذا شئ اخر ....
جد مخيف يا صديقي , مخيف.!
.. .. .. .. ..
تخريمه ..
اذا نختاج الي "حبة" محبة .
نحن بني البشر جديرون بهدم الحياة .
فكلما اذدات اعداد البشر , طموحاتهم , نهمهم لمعادن الارض
وتقدمهم التكنولجي, كلما تناقصت قدرة الكون الاستيعابية
كلما ذاد الخطر علي الغلاف الحيوي ...
....
....
أن نقراء هذا الامر علي ورق هذا شئ ,
وأن نعيشه هذا شئ اخر ....
جد مخيف يا صديقي , مخيف.!
.. .. .. .. ..
تخريمه ..
اذا نختاج الي "حبة" محبة .
-
- مشاركات: 503
- اشترك في: الأربعاء مايو 25, 2005 3:31 pm
- نجاة محمد علي
- مشاركات: 2809
- اشترك في: الأربعاء مايو 04, 2005 1:38 am
- مكان: باريس
-
- مشاركات: 503
- اشترك في: الأربعاء مايو 25, 2005 3:31 pm
- طلال عفيفي
- مشاركات: 124
- اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 7:19 pm
-
- مشاركات: 503
- اشترك في: الأربعاء مايو 25, 2005 3:31 pm
- طارق ابو عبيدة
- مشاركات: 404
- اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 7:20 pm
- نجاة محمد علي
- مشاركات: 2809
- اشترك في: الأربعاء مايو 04, 2005 1:38 am
- مكان: باريس
-
- مشاركات: 503
- اشترك في: الأربعاء مايو 25, 2005 3:31 pm
-
- مشاركات: 503
- اشترك في: الأربعاء مايو 25, 2005 3:31 pm
-
- مشاركات: 774
- اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:27 pm
إبراهيم
أربكني هذا النص فما عرفت ما يمكن كتابته تجاهه،
تماما كما قال خدر-الذي يكتب لابنه القادم بنصف الزمن!
أراك استنطقت القمحة!
عند أول قراءة لي للنص
تساءلت: من سيتحدث بعد القمحة؟
هل الهواء الملوث؟
أم الماء المتناقص؟
اليومين دي العالم قايم ولم يقعد،
يحاول حل معضلة التجارة العادلة في مقابل التجارة الحرة
إفريقيا فرحة بال(ِAID)
إفريقيا هدها ال(AIDS)
يا ابراهيم لا تكتب الوجع لأنه سيوجعك
لكن، اكتبه أيضا
وبكل ما تملك
فكرتك بديعة، من الأرض وللسماء
تحياتي
إيمان
أربكني هذا النص فما عرفت ما يمكن كتابته تجاهه،
تماما كما قال خدر-الذي يكتب لابنه القادم بنصف الزمن!
أراك استنطقت القمحة!
عند أول قراءة لي للنص
تساءلت: من سيتحدث بعد القمحة؟
هل الهواء الملوث؟
أم الماء المتناقص؟
اليومين دي العالم قايم ولم يقعد،
يحاول حل معضلة التجارة العادلة في مقابل التجارة الحرة
إفريقيا فرحة بال(ِAID)
إفريقيا هدها ال(AIDS)
يا ابراهيم لا تكتب الوجع لأنه سيوجعك
لكن، اكتبه أيضا
وبكل ما تملك
فكرتك بديعة، من الأرض وللسماء
تحياتي
إيمان