حين عبر عبد القيّوم البوّابة

Forum Démocratique
- Democratic Forum
أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
إبراهيم جعفر
مشاركات: 1948
اشترك في: الاثنين نوفمبر 20, 2006 9:34 am

حين عبر عبد القيّوم البوّابة

مشاركة بواسطة إبراهيم جعفر »

[size=24][size=24] [color=brown] [/color]حين عبر عبد القيّوم البوّابة*[/b]

في رسالته لـ"ود عمّك" ([b]الطريق
، مجلة غير دورية تصدرها رابطة الديمقراطيين بألمانيا، العدد التاسع، أغسطس 1999) يتَهَمَّمُ الشاعر مصطفى بحيري بخواطرِ نَقْدٍ-تأمُّليَّةٍ منها ما هو ذو وثاقٍ بـ"مشغلة الشعر"- إن شئتَ تسميةً هولدرلينيّةً- وكونه "فنّ قلّة" (أو "أقليّة هائلة" بتعبير الكاتب اللاتيني-الأمريكي خوان رامون جمينيز)، ثمّ منها، كذلك، ما يُلامسُ ما يُشبهُ تعريفاً تلقائيّاً للشّعر، كما وللقراءةِ مُوكّدَاً، أوموصُولاً، بكلاماتٍ لأوكتافيو باث ("القراءة هي اكتشاف السبيل المؤكّدة التي تقودنا إلى انفسنا") وممدوح عدوان، الشاعر والمسرحي السوري (إذ يتحدث عن ديمومة مستمرة، رغم تبدل الزمكان التاريخي والإنساني، لأقليّةٍ نوعيّةٍ حسّاسةٍ لحياة الشعر وقادرة على رؤية المنماز منه ومتابعته وإنتاجه). "كأنّ هذه الأقليّة"- يقول مصطفى بحيري في رسالته تلك- "تنظيمٌ سرّيٌّ باطنيٌّ قابلٌ للتوريثِ بالمعنى التهجيني، لا معنى النسب" إذ هي لا تنفكُّ عن أن "تعيشَ مع اهتمامها بالشعر، فتُبقي الشعر حيّاً وتُبقي على آخرِ انفاسهِ وآخرِ ومضةٍ في فتيله" (أنظر رسالة مصطفى بحيري إلى ود عمَّكْ، الطريق، ص. 45).

ثم يقوم الشاعر مصطفى بحيري، من هناكَ، إلى "جفيلِ" ("ومن هناكَ قُمتُ للجّفيلِ...... إلخ!") لَقَيَانِهِ لنفسهِ، في آناتٍ مفروزةٍ من زمانه النفسي-الشعري، كاتباً، أكثرَ ما يكتُب، لمن رحلوا:- أبو ذكرى، على فضل، سعد الله ونّوس، فيصل سعيد، ثمّ.... على عبد القيّوم. لكنَّ ذلك هو، كما يُعايِنُهُ الشاعر مصطفى بحيري، "جفيلَ" خوفٍ من الإيغال بعيداً في سبيلٍ كان هو مُقَعَّدَاً، أصلاً، في "نكبةِ السودان" حيثُ تُصَيَّرُ الكتابةُ- أو، بالأحرى، تَصيرُ هي من تلقائها وبفعل عين ميكانيزمات حركتها النّفسيّةِ و/أو الشعوريّة- "إستعادةً" (وليس "استعاضةً") أو، ربّما، "تحايل للإحتفاظِ بالرّاهنيّة!".

على عبد القيوم، والعهدة على رواية الشاعر مأمون بحيري، كان معانياً من داء السرطان وكان عارفاً بموعدِ رحيلهِ وبأيّامه الباقية المعدودة، لذا هو قد "حمل نعشه"، بمعنىً واقعيٍّ ودقيقٍ وليسَ مجازيّاً أو تخييليّاً فحسبْ، إلى البلادِ، إلى الأرضِ اللائقةِ "بموتِ جميل مثله" (كما في عبارة الشاعر مصطفى بحيري) والتي هو قد توهّجَ بحبّها وأنضجَ لها قمحَ نشيدهِ الغنائيِّ منذ شعريّاتِهِ الشبابيّة الباكرة وذاك "الشّغلِ" الورديِّ [نسبةً إلى "محمد وردي"] المعروف، ذاك الشّغل-الرّغيف، الذي صَعّدَ، بتشاركٍ مع "الورديّات" و"المحمّد أمينيّات" العديدةِ الأخرى، فينا طفولةَ نشيدنا، كما في "منقو زمبيري":- "أنت سوداني وسوداني أنا/منقو قل معي لا عاش من يفصلنا"، إلى آفاقٍ وطنيّةٍ واجتماعيّةٍ وتخييليّةٍ وتحسيسيّةٍ جديدة سوّت فينا تُربةً نفسانيّةً، ثمّ أيدولوجيّةً، مهّدت، منذ أوائل سبعينات القرن الماضي وفي عهدي المدرستين الثانوية العامة والعليا من مراحل دراستنا، لولوجِ ثُلّةٍ منّا (وأنا كنتُ من بينَ أولئكَ) في مطالعِ آفاقٍ وطنيّةٍ وسياسيّةٍ وفكريّة حديثةٍ ومثيرة متّصلةً بهَيَمَانِ نهرِ المدِّ الإشتراكيِّ-الشعبيِّ الذي كان ما يزالُ، في تلك الأيام، موّاجَاً باختلافه وبطاقته البديلة والطازجة الجديدة وبثورتِهِ الإجتماعيّةِ-الوطنيّةِ المعافاةِ من عقدِ ضيقِ الأفقِ الفكري والتّعصّبِ وشأن "الكنيسة الواحدة المطلقة" (الذي قرأنا عنه، على سبيلِ المثالِ [أو مثالِ السبيلِ- بتعبيرِ الكاتبِ الصديق مازن مصطفى]، في بعضِ كتاباتِ الفيلسوف الوجودي جان بول سارتر). ذلكم كان- على الأقلِّ، أو على الأخصِّ- قائماً فينا حينذاكَ، بمقاديرٍ متفاوتةٍ، من عِند جهةِ حسّنا الشّبابيِّ الآنيِّ به.

في "حين عبر عبد القيّوم البوّابة"- تلك القصيدة المنشورة في ذات عدد الطريق المشار إليهِ آنفاً والمُمَهَّد لها بـ"رسالة مصطفى بحيري إلى وَدْ عَمَّكْ"- يُصوّر مصطفى بحيري شيئاً يقع في ظنّي، وفي حسّي، أنّه واحدٌ من مفاتيحِ نفسيّةِ ومِزَاجِ الرّاحل الرّائد (أو "ما بعد الرائد") على عبد القيّوم الشخصيِّ والمعاشيِّ، كما وهو (أي ذاك "الشيء" المُصوّر هناك) يُوصلُ من يقرأهُ (تقرأهُ)، برويٍّ غيرِ مُعقّدِ التكنيك، إلى حيثٍ، فيما أُرجّحُ، منشغلٍ بكيفيّات (أي ميكانيزمات) دخول الشاعر على عبد القيّوم الممكن في القصيدةِ من بابِ تفاصيلِ الحياة الصغيرة، اليوميّة الأثيرة أو البسيطة، كما قد يقولون:-

"ب" حين رأيتُكَ..
رميتَ عُقْبَ السّيجارةِ خارجاً
ودلفتَ منعطفَ القصيدةْ

ثمّ:-

"ج" هل تجد متعةً..
وأنتَ تفضُّ علبةَ السّجائرِ
بتلكَ العنايةِ الفائقةْ؟..
يُمتِعُكَ تُشعِلُ بالثُّقابْ!..
تُحدّقُ في اللّهبِ الأزرقْ
خدّاكَ بالدّخانِ ينسحبانِ
تنفضُ العودَ ثلاثاً
عيناكَ تخضلانِ
- أيّها الآبقُ-
وتسعلُ تلك الجّروحاتِ القديمةُ!


أنا أعترفُ، ليس بتظاهرٍ مُتجاهِلٍ أو مُتعالٍ على نحوٍ ما أو آخر وإنّما بحقٍّ صريحٍ ومُباشرٍ، بأنّي ما تابعتُ ما كتبه الرّاحل الشاعر على عبد القيّوم منذ زمانٍ بعيدٍ وبأنّي لم أُكَوّنْ صورةً لهيئةِ كتابته الشعريّةِ على نحوٍ مُناسبٍ على الأقل، إن لم يكن مُعتَبَرَاً أو وافياً. لم أعرف الشاعر على عبد القيوم، لا شخصيّاً ولا إبداعيّاً أعني، بالقدرِ الذي عرفتُ به، إبداعيّاً وليس شخصيّاً (ما عدا لقائين أو ثلاث بالشاعر النور عثمان أبّكر)، أناساً من مجايليه وأصدقائه من فنّاني الكتابة التخييليّة من أمثال الرّاحلين البروفسور علي المك، القاص والناقد والمترجم ومحقّق الأخبارِ والسّيرِ والشاعر (أحياناً)، والشاعر الحداثي السوداني المُجَدّد صلاح أحمد إبراهيم، كما والحداثيُّ المُجدّد الآخر الذي يقترن اسمه، عندنا، تلقائياً، بتلك الأسماء، والذي هو متفاعلٌ حتى الآن مع مجريات الثقافة والسياسة حوله بشبابٍ وطاقةٍ لم تزل صبيّة، الشاعر الدبلوماسي محمد المكي إبراهيم. وأولئك هم فقط بعضٌ ممن قد يتبادرون إلى الذهن القارئ الجّمعيِّ والسسيو-سياسي المتجذرة بداياته في القراءة والإهتمام الثقافي والأدبي، بإجمالٍ، عند عقد الثمانين من القرن الماضي وما قبله وإن انماز ذاك العقد الثمانينيِّ والسبعينيِّ الذي سبقه بانفغامهِ وبجَيَشَانِهِ، بالأحرى، بأسماءٍ أتت، من بعد أولئكَ، بهيئةٍ مختلفةٍ، أو بحساسيّةٍ ثقافيّة واجتماعيّة وإنسانيّة مختلفة إن شئت، في الكتابة وفي صوغ العبارة والصورة الشعريّة نذكر منها، على سبيل التمثيل العريض جدّاً، الشاعر الجارف الموسيقى (بحسب صلاح احمد إبراهيم) مصطفى سند والشاعرين المُتفكّرين، في كتابتيهما، بتراوحٍ واختلافٍ في مقادير ومستويات/نوعيات التوكيد والهمِّ فيما بين تلك الثيمات المختلفة، بمسائل الوجود والأنطولوجيا والمعنى والجذر والمصهر الذي هو "روح الأمة"- بمعنىً موازٍ لمعنى الشاعر الأيرلندي و. ب. ييتس الرّوحيِّ والقومي وبالتاليَ- طبعاً- بِرَكَزَانٍ في ثيماتٍ وتَخَطُّرَاتٍ سودانويّة الجّذر/التّشَجُّر والتفتّح، الراحل الحاضر د. محمد عبد الحي والحيّ المقيم النور عثمان أبّكر، ثمّ الشاعر الذي قد لا يُذكرُ، منذ آنذاك وحتى الآن، كثيراً عند مقامات الذكر الجَّمعيِّ الإحتفائيِّ السودانيّ رغم ما في شعره من إنشاءِ خطٍّ تخييليِّ وتشكيليٍّ جديدٍ ومكثّفٍ للصُّورِ وكأنّه- مثلاً- "أدونيس سوداني" والذي هو الشاعر السوداني تيراب الشريف محمد الناغي، مطلق البرقيات الشعريّة الخاطفة التخييل والجدّة في مجموعته الشعريّة المسماة "نداء المسافة"، كما وفي أشغالٍ أخرى له مثل ذاك الذي سمّاه، إن لم تخطئ ذاكرتي، "نشيد العناصر". أخيراً نضمُّ لهذه "النمذجة" اسم الشاعر الراحل عبد الرحيم أبوذكرى، ذلك المايكوفسكيّ- المأساويّ والنازع نحو البساطة الطازجة في التاليف الشعري، بشرط انطواءِ تلكَ على التجربة الشعريّة/الشعوريّة في جِماعِ عمقها وغناها وإلا- كما يقولُ هو باشتهارٍ- "فلا بساطةَ ولا يحزنون".

لكنّ ربّما كانت تلكَ "لفّةً" عند مشربِ شايٍ شعريٍّ وصُوَرِيٍّ وتجريبيٍّ آخرٍ ليس هو، آنيّاً وعينيّاً، ذاتَ مشربِ الشاي الذي متحت منه نفس الراحل علي عبد القيّوم، مع التنبُّهِ لاستثناءاتٍ ممكنةٍ قد تنطوي عليها، هنا وهناك، هيئة مزاجه الشعري وما هو موثقٌ بها من حياةٍ، خبرةٍ، تشوُّفٍ أو ذكرى.

"تلكَ بلادٌ أغلقتْ دفّتَيْ نصِّها/حَرَسَتْهُ بالقُوّاتِ../وبالآياتِ المُسَلّحة" (مصطفى بحيري، حين عبر عبد القيّوم البوّابة).... و.... وهكذا انعطف الشاعر على عبد القيّوم نحو تلك الجهة الكالحة بالنّصوعِ وبالبريقِ الصّناعيِّ المُهَنْدَسِ الخُلَّبْ والمسمّاةَ عندي (ربّما في استحضارٍ ضمنيٍّ أو مُسَرْيَلٍ للناصيةِ القرآنيّةِ "الكاذبة والخاطئة"!) ناصية المنفى الباردة والمحايدة بغيظ، بل و"الحضاريّة" على نحوٍ شرسٍ ولا إنسانيْ. ثمّ صار هو عِند، وآنَ، ذاكَ- كِشأني أنا آنما أتخيَّلُنِيْ- بل وأعلمُنِيْ- شاعراً وحسّاساً و"لا منتمياً"، كما وكشأنِ جِماعِ أصدقاءِ الشّعرِ والكتابةِ الجميلين العميقين كذلك!- كأنّهُ، ثمّ كأنّني وكأنّنا، في النفي دوماً نُداسُ في رِغامِ لأيٍ أو نُنَاءُ بكَلْكَلِ!

حسُّ ذلك الكلامُ الأخيرُ الذي هذيتُ بهِ، عِنْدَ موقفِ المخاطبة الحاليِّ والمعنيُّ به الراحل الشاعر على عبد القيّوم عِياناً، معنيٌّ أنا به- حاليّاً- بانجراحٍ وتذكّرٍ ليس هو- إن استطاعت أعضائيَ التهّدّجَ بالرّجاء وليس "بالتهاب مفاصلِ الشهوةِ القديمة هذا" (كما وصفته، تقريباً، في واحدٍ من أنسجتي الشعريّة التي هي غير قصائدي)- بالسُّدَىْ وإن كثيراً ما رأيتُهُ كذلكَ عند تواترِ انكتامِيَ بشَمْلَةِ قلقي وحيرتي. ربّما- ببساطة- تكون الذكرى- بكلّ اعتوارات تخييلها وتحسيسها- معينةً، على وجهٍ ما، للإنسانِ على أمثال "أشياءٍ من هذا الحزين" (بتعبير الصديق الشاعر أنس مصطفى أحمد في شغلة الشعري المسمّى "السيسبان الذي يمضي لحالِ حنينه"). ثمّ ربّما كانت "تقيّةُ" على عبد القيّوم لنا، على هذا السبيل، قد "دسّها" لنا- كلّها أو "شَبَهَاً" منها على الأقلِّ- الشاعر علي عبد القيوم في بعضٍ من تلافيفِ بُكائيّتهِ على صديقه الراحل البروفسور على المك المسمّاةُ "قمر السلام":-

ها أنذا أنادمُ قمراً سابحاً في فضاءِ السّديمْ
أحيّيكَ يا صاحبي مثلما جئتني في بواكيرِ ذاكَ
الصّباحْ
جئتني وابتسامتُكَ المخمليّةُ تجلو ثناياكَ
تشملني برعايتكَ الباسقة:
"يا لها من قصيدة!
(لم أكن قد رأيتَ القصيدةَ منشورةً بعدْ)
جثتَ يا صاحبي تتأبّطَ منشرحاً
باقةً من زهورِ مودتك الصادقة
وقصيدتي "الإختيار"
أوتُداعبني:
"أيّها المتدثّرُ بالشّعرِ
هل أنتَ صوفيُّ هذا الزّمانْ؟
سيقتلك العشقُ
هلا استخرت المتابا؟"
ونضحكُ.. يندهشُ البعضُ من حولنا
أنتَ صاحبهم أجمعين؟
كيف تأتي حفيّاً بشعري إلى مكتبي؟
وهم يحسبونَ فؤادي حجر!
وجلسنا
بيننا قهوةٌ لم تكن جيّدة
بيننا صحنُ الفولِ
"لا بأسَ بالفولش إن عزَّ بوخُ الشّواء"
مزاجكَ ينعشُ حتى موات المكاتبِ- يا صاحبي.
ثم تسألني فجأةً.. لغة الحزمِ تطغي
"ماذا ستفعل بالشعر
أين دواوينك السابقةْ؟
يا صديق الخليلِ
ويا أرحمَ النّاسِ بالمبدعين
لماذا تدللنا هكذا؟

ها هو الآن عبد العزيز يبكيكَ بوحاً شجيّاً
تنزّى هنا.. في العزاءِ الكبيرْ
ها صلاح توسّط عقد اليتامى
وها انتَ تاجٌ على هامةِ النّيلِ

لا يحتويكَ الغيابُ ولا يحتويكَ الرّحيلْ
تحتويك البلاد التي اوغلت في العويلْ
يحتويك الأديمُ الذي شاد مجد الطوابي
واستضاف فناء "القماير"
تحتويك المدائح صدّاحةً بين صمتِ المقابرْ
تحتويك المدينةُ تلك التي
لم تغادر دهاليزها طائعاً
انتَ غادرتها حينما سادها الجهلُ فجَّاً قبيحاً
واستباها العساكر.

إنني أجلسُ الآنَ في مرقصٍ يحتويكَ ولا
يحتويك
إنهم يرقصون ولا يرقصون
جمعوا حول نعشك ما قد تبقى في بساتينهم
من زهور الربيع
ومضوا يصعدون
إنهم يقصدون مقامك ذاك الرفيع
إنهم عاشقونَ كما كنتَة دوما
إستهاموا بسيرتكَ العبقريّة
كيف تجمع بين البساطةِ والعمقِ؟ يا صاحبي
هكذا باغتوني بهذا السؤال التليعْ
كيف تجمعُ بين البساطةِ والعمقِ حقّا؟
كيف تجمع في إلفةٍ بين هذا وذاك؟
في المآتمِ أنتَ المواسي
في الهزائمِ أنتَ الذي يتصدّى
ساطعاً للهزيمةْ
في البواكيرِ النّدى والشُّعاعْ
حينما يُحكمُ القحطُ أنتَ الذّراعْ
الذّراعُ الذي طال جوعَ اليتامى
ومضى يتنامى...
ممسكاً بتلابيبِ أحزاننا
داعياً للتّماسُكِ
مستنفراً قدرة البهجة العارمة
رافضاص سطوة السلطة الظالمة
كيف مازجتَ هذا بذاك
يا لمكركَ يا صاحبي
أتمازحنا بمماتك
منسحباً هكذا؟
وعلى غفلةٍ هكذا؟
دونما ومضةٍ من وداع!

يا عليُّ المُعلّى
يا رحاب المودة
يا طفل عصر الفضاء الرحيب ويا تاجنا قد
تجلّى
يا عليّ المُعلّى
هل يفتديكَ دعاء المريدينَ
قد زاحموا بعضهم حول نعشكَ
حين أصبح بهو المطارِ مصلي؟
هل يحيط الضريح بما فيكَ من لهفٍ للحياةِ الجميلة؟
هل تحيط المقابر بالنهر يركضُ منتعشا
ناشراً في فضاءِ البلادِ الجريحةِ أشرعةً
ناسجاً فوقَ كلّ الضفافِ خميلة؟
هل يحيطُ الضّريحُ بما فيكَ من لهفٍ للحياةِ الجميلة؟

كأنّي بصوتكَ قد جاءني خلسةً
يترنّمُ ممتزجاً بنحيبِ الأراملْ
"ويح قلبي المانفكّ خافق
فارق ام درمان باكي شاهق
ماهوعارف قدمو المفارق
يا محط امالي السلام"
ويأتيكَ رجع الصدى يا صديقي
بصوتِ البلادِ التي لا تنافق
"في يمين النيل حيث سابق
كنّا فوق اعراف السوابق
الضريح الفاح طيبو عابق
السلام يا المهدي الإمام
ماهو عارف قدمو المفارق
يا محط امالي السلام"*
السلام يا قمر السلام
السلام يا قمر السلام.


* مقتطفات من غنائيّة بالعاميّة السودانيّة للشاعر الراحل خليل فرح الذي حقّق ديوانه الأديب الراحل علي المك مضيفاً بذلك للمكتبة السودانية كنزاً حقيقياً كان عرضة للضياع.

[نشرت القصيدة- قمر السلام- للشاعر الراحل علي عبد القيّوم في مجلّة آفاق جديدة، شهرية-سياسية-ثقافية، العدد الأوّل، لندن، المملكة المتحدة، يناير 1993].

[b]هامش:-[/
b]

• ذلكَ العنوان "حين عبر عبد القيوم البوابة"، كما هو جلي من السياق، هو ذات عنوان قصيدة الشاعر مصطفى بحيري في وداع الشاعر الراحل علي عبد القيوم التي تحدث عنها هذا المقال الخاطِرِيْ.


[align=left]لندن، 5/9/2007
إبراهيم جعفر.
آخر تعديل بواسطة إبراهيم جعفر في الجمعة مارس 17, 2017 2:01 pm، تم التعديل مرتين في المجمل.
صورة العضو الرمزية
إبراهيم جعفر
مشاركات: 1948
اشترك في: الاثنين نوفمبر 20, 2006 9:34 am

مشاركة بواسطة إبراهيم جعفر »

عندما نشرت هذه الكتابة، في عام 2008، في "سودانايل" (في عهد شكلها البسيط القديم، كما وفي سودانيز أون لاين، وصلتني تواً هذه الرسالة الإنسانية الشجيّة من الأخ جمال الدين بلال بالولايات المتحدة الأمريكية- أيوا سيتي- فاستأذنته بأن أنشرها هنا حتى يتمّ حوارٌ ممكنٌ هنا عما يمكن أن تثيره- هي والمقال ورد على تلك الرسالة وردٌّ على ذاك الرد سأنشرهما هنا لاحقاً إن تيسّر لي أن ألقاهما عندَ خزانةِ وثائقي الإلكترونية- من شؤؤون وخواطر فأذن لي هو، بأريحيّةٍ، بذلك. هذه هي الرسالة:-


الأخ إبراهيم جعفر،
تحيات وأمنيات طيبة،

قرأت مقالك الرائع عن أصدقائنا مصطفى بحيري والصديق الراحل علي عبد القيوم.

أعادني هذا المقال لفترة ثرة من حياتنا اجتمعنا فيها مصطفي وعلى وشخصي في مدينة دمشق الفيحاء ربما في عام 1992. قضى معنا على وأسرته شهراً كاملاً أستعدنا فيه كثير من ذكريات الصبا في جامعة الخرطوم وتناوشنا وضحكنا وقرأنا واستمعنا لشعره في لقاءات عديدة مع بعض اخواننا من سوريا والعراق والسعودية والبحرين وبالطبع السودان. استمعنا لمرسية "قمر الزمان" طازجة قبل أن ينشرها في ديوانه " الخيول والحواجز". حتى أن كثير من القصائد التي ظهرت في الديوان جمع أغلبها في فترة اقامته تلك وساهم فيها بقدر كبير الإبن " عبد الوهاب همت" الذي كان طالباً في جامعة دمشق.

داوم مصطفي بحيري منذ ذلك الوقت على مناقشتي في كل أعماله التي مازال يحتفظ بالكثير منها دون أن يحاول نشرها. ما سمح لي بنشره يعتبر قليلاً جداً مقارنة بما هو معد في مراحل أولى من الكتابة. تشمل هذه المجموعة قصص قصيرة وأشعار وقصائد غنائية وكتابات نقدية.

قبل أكثر من ثلاث سنوات أرسل لي مصطفي نص نقدي بعنوان " الماَلات الحزينة" حاول فيه متابعة ميلاد قصيد النثر في اللغة العربية بالرجوع لقصيدتي عبد الله الطيب " الكأس المحطمة" وقصيدة المجزوب " القوقعة الفارغة". وهذه كتابة نقدية جريئة يندر أن تجد مثيل لها. غير أن مصطفي ركز على قصيدة عبد الله الطيب ووقف عندها وقدم للعمل الذي يعتبره مكتملاً وهو قصيدة المجزوب ولكنه لم يواصل في الكتابة. ارسل لي مصطفي الموضوع النقدي والقصيدتان المنشورتان في كتاب أعده على المك. توجس مصطفي من كتابته ونقده ولم يسمح لي كما هي عادته دوما أن اقوم بنشره في المكان المناسب. في زيارة للسودان في العام 2005 قابلت مصطفى. لم نجد وقتاً طويلاً للتفاكر والحديث ولكنه أفادني أنه تابع موضوع الماَلات الحزينة واجتمع بكثير من محبي شعر عبد الله الطيب في جامعة الخرطوم غير أنه لم يستطع تكملة هذا المشروع النقدي الجرئي نسبة لظروف السودان وظروف مصطفى الصعبة التي يواجهها حالياً في السودان. وهل هذا ماَل كل المبدعين السودانيين؟؟؟

أقرأ هذه الأيام رائعة ماركيز " أن تعيش لتحكي", لا أود أن أشير للدكتور طلعت شاهين الذي ترجم هذه العمل الكبير للغة العربية. ما يمكن أن أقوله أنني قد استطعت أن أفهم ما بين السطور ولكن ليس كل دارس للغات يستطيع أن يترجم. هذه الترجمة " أكبر فشل ترجمي من الأسبانية للعربية". ما يهمنا. قبلها قرأت حواراً مترجماً بين ماركيز ومندوزا، عندما قرأت ذلك الحوار قبل عقدين من الزمان أعطاني فكرة عن بذرة التحول التي اجتازها ماركيز من كاتب لمبدع. "أن تعيش لتحكي" أيضاً أظهرت كيف استطاع ماركيز أن يطور قدارته الفينة ليصبح من أفضل كتاب القرن العشرين وربما ما بعد القرن العشرين. وددت أن أقارن الجهد الذي بذله مصطفى بحيري كشاعر وكاتب وناقد بما حوته سيرة ماركيز، المقارنة واردة ولكن هل يا ترى ستسمح الظروف لمصطفى أن يجد الفرصة ليقدم ما قدمه ماركيز، وهل نستطيع نحن اصداقاءه أن نساعده كما ساعد أصدقاء ماركيز صديقهم ليقدم هذه الروائع.

الأخ إبراهيم، ربما يكون هذه هو الهم الذي اجتهدت أن أطرحه لك في خطابي هذا. ولك تحياتي وتقديري.

جمال الدين بلال،
أيوا سيتي, أيوا، الولايات المتحدة الأمريكية
20 مارس 2008
صورة العضو الرمزية
إبراهيم جعفر
مشاركات: 1948
اشترك في: الاثنين نوفمبر 20, 2006 9:34 am

مشاركة بواسطة إبراهيم جعفر »

ردّي على جمال بلال:-


الأخ الهميم: جمال الدّين بلال

سلاما جميلاً ومنىً بالعافية.

لكَ الشّكر، جمال، على الإشادة بالمقال، فما ذلك إلا اجتهادٌ وكتابة وفاء (بقدر المتاح من القدرة و"المِزاج") للشاعر الراحل علي عبد القيّوم، ثم هو تنبيه أوّلي بشأن مصطفى بحيري في الكتابة. لم يُهيئ الزّمانُ لي لقاءاً شخصيّاً ومعرفةً بالراحل الأستاذ على عبد القيّوم ولا رفيق الكتابة الطّريّة-الجديدة مأمون بحيري، لكنّي تابعت مأمون في القليل من "شُغلهِ" (كما يقول المثقفون) الذي نُشر في مجلة /الطّريق/ السّودانيّة التي كانت تصدرها، كمطبوعة ورقية (وأظنُّها، إن لم أُخيَّبْ في ذلك، الآنَ مستمرة الصدور كمجلة إلكترونية)، رابطة الديمقراطيين السودانيين بألمانيا ويقف عليها شباب مبدعون ومثقفون منهم "جاري" بكوستي عبد الله حسين وصديقي عميق الفهم والكتابة أحمد طه أمفريب.

يبدو من رسالتك، يا جمال، أنّكَ شديد القرب من الراحل الأستاذ علي عبد القيّوم وذو معرفةٍ لصيقةٍ بكتابته، بشعرهِ وبشخصه مما يؤهلّك- أكثر من أمثالي- للخوضِ في شأن سيرته (وسريرته) فلماذا لا تبدأ لنا شيئاً من التوثيق في هذا الإتجاه؟ قد كتبتُ أنا ما كتبتُ عن الشاعر الرائد الراحل علي عبد القيّوم بدعوةٍ وتشجيعٍ من الشاعر والمثقف السُّوداني عادل إبراهيم عبد الله (الشّهير بعادل كَلَرْ) وقد أنبأني عادل أن مساهمتي تلك ستنشر، على ما أذكر، في ملفٍّ عن الأستاذ علي عبد القيوم في صحيفة /الصحافة/ السودانية. قد بعثت المقال، بعد تمام كتابته، إلى عادل على بريده الإلكتروني، لكني لم أتلقى منه ردّاً على ما آل به الحال إليه هناك لذا أرسلته إلى سودانايل حيث نشر، كما وأظنني أرسلته إلى بكري أبوبكر في سودانيز أون لاين. المهم ما علينا من ذلك فالمقال قد قرئ، في النهاية، وهذا هو الشيء الأساسي في الموضوع.


أما مصطفى بحيري، وأنت أدرى منّي بحاله ومآله، فقد لفتني في ما قرأت من كتابته، حتى الآن، تجريبيته وعدم خوفه من "إدخال" اليومي والنثري وما قد يبدو عاديّاً من الكلامِ والرؤى في كتابته دون أن يخل، مع ذلك، بشعريّة تلك الكتابة، كما وله كذلك طبعٌ نوستالجيٌّ يؤهله لكتابة الرسائل الإبداعية والمذكّرات الشخصيّة الطّاعمة، ما كان منه "أتوبيوغرافيّاً" أو "بايوغرافيّاً"، وذلك، على سبيل المثال، واضح، بجلاء، في رسالته "إلى ود عمّك" التي "اتّكأ" عليها كثيراً مقالي عن الراحل الأستاذ علي عبد القيّوم، كما وفي قصيدته "عندما عبر عبد القيّوم البوّابة". (أظنني قرأتُ له، كذلك، قصيدةً، في أحد المجلات، عن المبدع الراحل عبد الرحيم أبو ذكرى،أم أنّني تشابه عليّ بعضُ أمري؟).

أتطلّع لقراءة كتاب "المآلات الحزينة" النّقديّ كاملاً، كما ولطبعه ونشره فجهده مهم، خصوصاً ما تعلّق منه بتأسيسِ موقع السّودان ومبدعي السودان الرّياديِّ في الكتابةِ العربيّة الجديدة والخلاقة في الوطن العربي والذي يسهل، لأسبابٍ وعواملٍ أيديولوجية وتاريخية معيّنة، نكرانه أو اهماله. أما ما قلته عن قابرييل قارسيا ماركيز وترجمته فلا تبتئس به فثمة عربٌ كثرٌ لا يترجمون جيداً (لكن "كلام القِصَيّر ما بنسمع"- وأظنّك تفهمني جيّداً هنا، مش كده؟!) وأذكر، مثلاً، أنّي، قديماً، قد نفرت نفوراً شديداً (وأنا دارس فلسفة) من ترجمة أحدهم (لا أذكر اسمه الآن لكنه قيل عنه أنه أستاذ ٌكبيرٌ وجهبوذٌ وإلخ إلخ) لكتابٍ عن "الفينومينولوجي" كمنهاج تفلسف (أو كتابة وتأمل) وعلاقته بالفلسفة الوجودية. لكن المقارنة واردة جداً ليس بين مصطفى بحيري وقابرييل قارسيا ماركيز، فحسب، بل، كذلك، بين ثلة كبيرة من كتاب أمريكا اللاتينية وبعض من كتابنا السودانيين ومنهم، على سبيل المثال، الروائي الشاب أحمد المك (هل قرأت له؟! أنا قرأت له رواية اسمها "الخريف يأتي مع صفاء"). أرجو لك أن "تستمزج" المضيَّ على هذا السبيل وتُهيّئُ لك العافية والقدرة الملائمة والصّبر على ما يتطلّبه من جهدٍ ومثابرة.

ثمَّ أنّ "توجس مصطفي من كتابته ونقده" هو، بالذات، ما قد يُزكّي كتابته للناس فذلك قلق خلاق ولا يتميز به، غالباً، إلا من كانت كتابتهم ناضجة ولا "تؤذي بثمرها النيء"، على حدّ فهم الشاعر الصديق حامد بخيت الشريف، صاحب "أحديّة جمع النّعوت"
.(www.sudan-forall.org)

ثمّ، أخيراً، يبقى السؤال المهمُّ قائماً:- "هل يا ترى ستسمح الظروف لمصطفى أن يجد الفرصة ليقدم ما قدمه ماركيز، وهل نستطيع نحن اصداقاءه أن نساعده كما ساعد أصدقاء ماركيز صديقهم ليقدم هذه الروائع"؟! ولا ردّ عليه، في رأيي، إلأ العمل الجّماعي في هذا الإتجاه عبر تطوير ودعم مؤسسات ثقافية طوعيّة لشباب نشطين في السودان (مثل ناس مأمون التلب وأحمد النشادر ونجلاء عثمان التوم في "جماعة برانا الثقافية" مثلاً التي استطاعت، بحماسها وجهدها الذاتي وحده، أن تصدر، على الأقل، كتابين) وكفى المتكلمين- من المقتدرين خصوصاً- كلاماً!

لكَ السّلام والمودّة.


8 أبريل 2008.

إبراهيم جعفر،
لندن، المملكة المتحدة،
13 Fosbury House, Ferndale Rd., London, SW9 8AX, United Kingdom.




آخر تعديل بواسطة إبراهيم جعفر في السبت ديسمبر 03, 2016 4:57 pm، تم التعديل مرة واحدة.
صورة العضو الرمزية
مصطفى آدم
مشاركات: 1691
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 5:47 pm

مشاركة بواسطة مصطفى آدم »

سأنام قرير العين هذه الليلة !
رغماً عن أن العين قد جفت المنام دهوراً
يا إبراهيم!
ويا جمال بلال، حيثما كنت سلاما
و للتو ودعني إبن أخيك أمير، محملاً بمحبتنا أجمعين .
ياسر زمراوي
مشاركات: 1359
اشترك في: الاثنين فبراير 05, 2007 12:28 pm

مشاركة بواسطة ياسر زمراوي »

ابراهيم جعفر


هل لى فى بوح اسميه كما يسميه عيسى الحلو ( اسميه صعلقة)
ذلك وبعد ان سألته لماذا قلت منفعلا صعلقة وانت تسمينى صديقا
فقال لانها كذلك وانا لم اسميك صديقا
it is what you did

والبوح الذى فرتك خاطرة عيسى الحلو

هو اننى قلت ( هل يمكن ان نتجاوز مرحليا سويا ونقول بان البعض من روح هذى
البلاد يثير حفيظة الصبغة لانهم مازالوا اطفالا اطفالا
فلما نبكى الراحلين)
هذا الشآآبيب الذى فى طرقته رمال الذاكرة تدفعه نحو قاطرة التكاثر المعرفى
حنينا حنينا كان يذخر بلفظه بحدة الاختيار لاحدة الغيظ والمثابرة على
دفاع مايكن للبعض ديكا يؤانسهم قبل ان يكتب على المك ذاته للجنرال
الذى لاينكر المختلفون الان فى سوح الفكر والسياسة انه من افتتح ديار
الفكر والثقافة وهم الان يذكرون تلك الفترة بسجلاته الظاهرة
والتى تم ادراكه بعد خلعه من الحكم
لكن مابين على الشاعر القاص المترجم الكاتب وبين النميرى
هو مابين المبدع وبين منظم الجمعية الادبية ومسابقات التصفية
والتاهيل للدورة المدرسية الاقليمية والوطنية
اى مابين المنظم الحريص وبين الباحث عن (نمرته)اى لحظة
اداءه الابداعى
لهذاالفيلق الرحيم كل التمنى بطول اللقاء فى المنعطفات
ولكن ان كان هذا اللقاء سيدى عند ابراهيم عند البوابة
جهارا نهارا وفى قوله صراحته نهار كبير
فمن يبلغ الشوق فاطمة الغجرية
صورة العضو الرمزية
إبراهيم جعفر
مشاركات: 1948
اشترك في: الاثنين نوفمبر 20, 2006 9:34 am

مشاركة بواسطة إبراهيم جعفر »

يا أستاذ مصطفى سلامة نومك وسلامة أيامك الباقيات السالمات ولئن استطعت أن "تُلنّك" لنا جمال هنا عبره تواً، أو عبر ابن اخيه أمير، ليقول لنا كلامه البوحيّ، لحدّ الصّعلكة وكل مدى (ما عار العري وما زهو المؤتزرين؟) النُور-عثمان- أبّكّريّة، كما عني صديقي ياسر في إشارته هنا لما دخل فيه مع العريق عيسى الحلو.

سلام ياسر ولك الصّبر، وليس السّلوان وإنّما الذكرى وقدرتها الاستحضارية المُجمّلة المُبَدّعة تلك. أين "توهماتك" تلك التي، كما قد أظن، داخلة في شأن بعض ما قلته هنا؟ إن لم يكن شَرّها هنا ممكناً فلكَ، على الأقل، أن تبعثها لي عندَ بريدي الإلكتروني [email protected] حتى أشوفها مشت على وين وبقت كيف بعد بداياتها الوريّتنا ليها هنا ديك.

[align=left]إبراهيم جعفر
صورة العضو الرمزية
إبراهيم جعفر
مشاركات: 1948
اشترك في: الاثنين نوفمبر 20, 2006 9:34 am

مشاركة بواسطة إبراهيم جعفر »

ما أزالُ في انتظار اإرسالك، إن تشاء، كتاب "التَّوَهُمات" ذاكَ عند بريدي الإلكتروني، يا ياسر :)
صورة العضو الرمزية
إبراهيم جعفر
مشاركات: 1948
اشترك في: الاثنين نوفمبر 20, 2006 9:34 am

مشاركة بواسطة إبراهيم جعفر »

...
صورة العضو الرمزية
إبراهيم جعفر
مشاركات: 1948
اشترك في: الاثنين نوفمبر 20, 2006 9:34 am

مشاركة بواسطة إبراهيم جعفر »

.......
أضف رد جديد