ثــرثــرة حـمـيـمــة ....

Forum Démocratique
- Democratic Forum
أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
الحسن بكري
مشاركات: 605
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:51 pm

مشاركة بواسطة الحسن بكري »

مرحب سناء.

وإليك يا سيف الدين هذا الإقتباس من ويكبيديا عن شجرة الدر، التي "حكمت مصر" أيضا.

هي شجر الدرّ (أو شجرة الدّر)، الملقبة بعصمة الدين أم خليل، تركية الأصل، وقيل أنها أرمينية. كانت جارية اشتراها السلطان الصالح نجم الدين أيوب، وحظيت عنده بمكانة عالية حتى أعتقها وتزوجها وأنجبت منه ابنها خليل الذي توفي في 2 من صفر 648هـ (مايو 1250م). تولت عرش مصر لمدة ثمانين يوماً بمبايعة من المماليك وأعيان الدولة بعد وفاة السلطان الصالح نجم الدين أيوب، ثم تنازلت عن العرش لزوجها المعز أيبك التركماني سنة 648هـ (1250م). لعبت دوراً تاريخياً هاماً أثناء الحملة الصليبية السابعة على مصر وخلال معركة المنصورة.
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

[font=Microsoft Sans Serif]حياك الله يا حسن البكري ...

من مدونتي ...

انكفــاءة الصمــت ..

يربطني ود غريب مع كل ما هو هادئ ومنخفض ...
يزعجني الضوضاء .. يوترني ... ويجعل خلايا عقلي ترتج ...
وعشقي للهدوء طال كل شئ حتى فصول السنة ومناخها ...
بت اكره الصيف لأنه فصل الأصوات العالية والضجيج ...
وأحب الشتاء لأنه فصل السكون ..

الضوضاء تلوث أذني .. تخنقها ... وتمنع عنها القدرة على التجاوب مع المحيط الذي يجاورها ..
الصمت يمنحني سكينة وصفاء لا حدود لهما ...
لذلك ... أمارسه أمام كل اشيائي المفضلة ..
وأعيش متعة ( صمت الرفقة ) مع أصدقائي الحميمين ...
لان الصديق الحميم وحده من يفهم أن صمتي في وجوده هو تقدير لا حدود له ...
مع الغرباء .. نفتعل الكثير من الضجيج لنغطي على جهلنا بهم .. وعدم قدرتنا على التعامل معهم إلا بوجود طرف ثالث يكون وسيطاً مهمته فتح قنوات التواصل وتسهيل إجراءات التعامل ...
مع الأصدقاء ارفع شعار ( الوسطاء يمتنعون ) ... واختزل صخب العبارات في كلمة واحدة ... أو همسة ... أو صمت .. أدرك بان صديقي يفهمه ... ويقدره ...

اندهش من إحساس البعض بالغضب والاهانة أمام صمت احدهم في حضرته ...
كأَن الكلام قد أصبح دليل محبة واحترام !! ....
في زماننا هذا ... يتسابق الكل لإصدار أعلى الأصوات وملء الكون ضجيجاً صاخباً ... ويتساوى في ذلك البشر والآلات ..
في زماننا هذا ... أصبح الصمت عملة نادرة لا تجد من يقدرها حق قدرها ...
فيا محبي الضجيج والأصوات العالية ..
جربوا متعة الهمس .. والصمت في حضرة بعض الأشياء .. لتكتشفوا بهجتها ...


للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
صورة العضو الرمزية
ÓíÝ ÇáÏíä ÅÈÑÇåíã ãÍãæÏ
مشاركات: 481
اشترك في: الأربعاء مايو 25, 2005 3:38 pm
مكان: روما ـ إيطاليا

مشاركة بواسطة ÓíÝ ÇáÏíä ÅÈÑÇåíã ãÍãæÏ »

العزيزة سناء
سلام
كنت أود لو أن سؤالك " لماذ نكتب عن الجنس ؟؟!! ... " حظي بإجابة أكثر إفاضة . فبعد النبذة التاريخية الموجزة ، جاء الرد :-
"تختلف الأسباب التي تدفع احدهم للكتابة في أدب الجنس ..
وحسب نوع الدافع يكون الأسلوب المتبع في الكتابة والذي يتدرج من التلميح المتحفظ .. إلى الصراحة المغلفة ... إلى الفجاجة المبتذلة .."
ولم يشر الي بعض هذه الأسباب ، من باب التنوير . يبدو لي أن ما يجد الرواج بقدر أكبر اليوم ، ليس الكتابة عن الجنس كمادة ملهمة للخيال ، وإنما الصورة الرقمية عالية التحديد ، التي تطالعنا في مختلف وسائل الإتصال واإلاعلام الغربي ، بصورة لا فكاك منها علي شاشات التلفزيون ، والكمبيوتر ، ولوحات الإعلانات المتحركة في الطرقات ، والحافلات ، ومحطات المترو ، وحتي الهواتف النقالة . وعصر الصورة هذا جعل من جسد المرأة سلعة إستراتيجية لبيع الملابس الداخلية ، وكل مسلتزمات المرأة من عطور وملابس ومساحيق ، وموانع الحمل ، ليس لتغذية النظام الربحي الرأسمالي فحسب ، ولكن أيضاً لتغذية شعور متسربل في الوعي ، واللآوعي ، بأهمية الجنس كغريزة من أقوي غرائز الكائن الحي . وبين الفلسفة المادية الربحية ، ونظرات علم النفس الفرويدي ، يجد الإنسان المعاصر نفسه بين المطرقة والسندان .
ولا شنو ؟
الأستاذ البكري
سلام
إنتبهت لموضوع شجرة الدر مباشرة بعد إرسال مداخلتي أعلاه ، ووجدت نفس المعلومات في الموقع ، ولكن بدا لي أن شجرة الدر هذه كشجرات أخينا المتفائل حسن موسي ، توقفت عن المشي بعد ثمانين يوم فقط ، فقلت أحسن أعمل نايم .
شكراُ للتوثيق .
سيف
" جعلوني ناطورة الكروم .. وكرمي لم أنطره "
نشيد الأنشاد ، الذي لسليمان .
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

كنت أود لو أن سؤالك " لماذ نكتب عن الجنس ؟؟!! ... " حظي بإجابة أكثر إفاضة . فبعد النبذة التاريخية الموجزة ، جاء الرد :-
"تختلف الأسباب التي تدفع احدهم للكتابة في أدب الجنس ..
وحسب نوع الدافع يكون الأسلوب المتبع في الكتابة والذي يتدرج من التلميح المتحفظ .. إلى الصراحة المغلفة ... إلى الفجاجة المبتذلة .."
ولم يشر الي بعض هذه الأسباب ، من باب التنوير . يبدو لي أن ما يجد الرواج بقدر أكبر اليوم ، ليس الكتابة عن الجنس كمادة ملهمة للخيال ، وإنما الصورة الرقمية عالية التحديد ، التي تطالعنا في مختلف وسائل الإتصال واإلاعلام الغربي ، بصورة لا فكاك منها علي شاشات التلفزيون ، والكمبيوتر ، ولوحات الإعلانات المتحركة في الطرقات ، والحافلات ، ومحطات المترو ، وحتي الهواتف النقالة . وعصر الصورة هذا جعل من جسد المرأة سلعة إستراتيجية لبيع الملابس الداخلية ، وكل مسلتزمات المرأة من عطور وملابس ومساحيق ، وموانع الحمل ، ليس لتغذية النظام الربحي الرأسمالي فحسب ، ولكن أيضاً لتغذية شعور متسربل في الوعي ، واللآوعي ، بأهمية الجنس كغريزة من أقوي غرائز الكائن الحي . وبين الفلسفة المادية الربحية ، ونظرات علم النفس الفرويدي ، يجد الإنسان المعاصر نفسه بين المطرقة والسندان .
ولا شنو ؟


[font=Microsoft Sans Serif]

العزيز سيف ...

اشكرك لانك طرحت سؤالك لانه قادني الى البحث عن اسباب كتابة الآخرين في موضوع الجنس .. مما قادني الى معرفة كتابات لم اكن اعرف بوجودها ... وكاتبات لم اقر لهن من قبل ... ساحاول ان اورد لك اراء مختلفة عن الاسباب والدوافع المشجعة للكتابة في هذا الموضوع الشائك .

نبدأ بـ ( داليا الشيمي )
مصرية .. حاصلة على ليسانس آداب من قسم علم النفس جامعة عين شمس (1997)
• حاصلة على ماجستير في علم النفس من كلية الآداب جامعة عين شمس في موضوع الخصائص الشخصية للطبيب الكفء دراسة ميدانية بتقدير ممتاز مع التوصية بالطبع والتبادل مع الهيئات العلمية 2003 العام.
عنما سئلت لماذا تود ان تكتب عن الجنس كان ردها :

ظهرت فى السنوات الأخيرة محاولات كثيرة للحديث حول العلاقة الجنسية بين الزوجين وأخذت أشكال متعددة ، وبالطبع يرجع ذلك إلى عدد من الأمور نذكر منها الانفتاح الإعلامى وإستطاعة الوسائل الإعلامية المختلفة التحدث عن عدد من الموضوعات لم يكن يسمح لها بالتحدث فيها ، وكان المانع هو تقبل المشاهد أو القارئ أو المستمع ، أما وقد أصبح الحديث مرغوباً من هؤلاء ، بل مطلوباً وبإلحاح فأصبح التحدث عنه تلبية لرغبات مستهلكى هذه السلع من قراء الكتب والجرائد والمجلات ، ومستمعى الإذاعة ومشاهدى التليفزيون ..
إضافة إلى أن الطفح الجنسي الذى حدث باعتبار الجنس المتعة الأرخص سعراً (بين الزوجين) وكذلك دراية المتخصصين بوجود عدد من الأفكار السلبية التى تحيط بالموضوع من كافة النواحى وبالتالى تؤثر على تحقيق المتعة المطلوبة منه ، كل هذا كان له دوراً فى هذا الإهتمام.
لكن مع هذه التغطيات الواسعة ، لازلنا نشاهد فى مجال التخصص بعض المفاهيم المغلوطة ، سواء لدى المقبلين على الزواج والذين يدخلون بتوجه معين قد يكون من الصعب تغييره أو من حديثى الزواج الذين حدث لهم صدام بين الواقع وما كان متخيل ، أو حتى لدى من تزوجوا من فترة حدث لهم تخبط شديد نتيجة لما يتم عرضه من معلومات جديدة عليهم ، قد يتعرض لها طرف دون الأخر أو يقبل تطبيقها دون الأخر باعتبار أن الشخص عدو ما يجهل .
لهذا كله ، ولاستمرار بعض هذه المفاهيم المغلوطة عن الحياة الجنسية بين الزوجين ، وكذلك لأن الكثير من محاولات تناول العلاقة الحميمة جاء فى صورة إهتمام بها بوصفها علاقة آلية لم تهتم التناولات فيها بالجانب النفسي الذى هو تخصصي ، كانت رغبتى فى تناول الموضوع على موقعى هنا ، فى صورة علمية ومفاهيم بسيطة ، وكثير منها سأتحدث فيه من خلال حالات عملية قابلتها بالطبع دون الإقتراب منها فى التناول الذي يوضح الشخصية نظراً لأن بعضهاً مما أقوم بإرشادهم فى هذا الإطار يدخلون موقعى هذا مع الطرف الثانى فى العلاقة أى يدخل الزوجين معاً .

الكلام منقول من الموقع الخاص بالكاتبة ...

وللحديث بقية ...



للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

[font=Microsoft Sans Serif]فضيلة الفاروق .. اسمها الحقيقي فضيلة عبد الحميد ..

كاتبة جزائرية ( حصلت على الجنسية اللبنانية ) ..لها العديد من القصص والروايات الحافلة بالمشاهد الجنسية .. وصاحبة رواية اكتشاف الشهوة التي اثارت الكثير من الجدل لجراءتها الشديدة ..

قالت في رد على سؤال عن كتاباتها ..


الحديث عن الجنس موجود في تراثنا. وكان رجل الدين هو من يتحدث عنه، وسأله الناس عما يجب أن يفعلوا إذا واجهتهم مشكلة جنسية. اليوم اختلف رجل الدين بعد أن أقحم نفسه في أمور أخرى وأصبح الأدب هو البديل. وأنا أكتب عن الجنس حتى أخبر الناس كيف يمارسون الجنس بأسلوب صحيح. ولا أخجل من أن أقول في الرواية أن الرجل يجب أن يداعب زوجته قبل أن يمارسا الجنس، وأن أخبره كيف يؤذي مشاعرها عندما يوقظها في منتصف الليل ليمارس معها الجنس بعد أن أمضى نصفه الأول مع إحدى العاهرات. من هنا يجب أن نخرج كل الكلام المكبوت في داخلنا عن الجنس على الورق حتى لا نمارس سلوكاً جنسياً خاطئاً أصبح للأسف مكرساً ! وعندما يشعر القارىء الرجل بالأذى في مشهد جنسي يقرأه في رواية فهذا هو ما أريده لأن هذا ما تشعر به المرأة في الحقيقة عندما يمارس معها الجنس. فمثلاً عندما أتحدث عن العلاقة الجنسية بين الرجل والمرأة وكيف تغتصب المرأة في ليلة الزفاف بأسلوب شرعي يباركه المجتمع فتشعر بالإهانة أما الرجل فيشعر بفحولته.


كل شئ موجود في الكتابات النسائية اليوم، بل أظن حسب نظرتي الخاصة أن النساء تفوقن في السرد و قلن ما لم يستطع الرجال قوله. ذلك أن القضايا الشائكة جدا في هذا الثالوث تتعلق بالمرأة و الرجل لم تكن تعنيه كثيرا مشاكلنا و مواجعنا . صحيح أنه كسر الطابوهات لكن بالشكل الذي يعجبه، و أستطيع أن أقول مثلا أن الجنس عنده صور جميلة مثيرة يزين بها نصه فيما الجنس في النصوص النسائية قضية بأكملها. للأسف عـند الكتاب العرب الجنس لم يـتـخـط حـدود الإثـارة و قـلـيلا ما نصادف روائيين يتطرقون له كـقـضية هامة في حـياتـنا .
للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

الكاتب اللبناني علي سروريقول : الكتابة عن الجنس عمل إبداعي
كاتب يقدّر الحياة الجنسيّة إلى أبعد الحدود ويعتبرها المحور الأساسيّ الذي تدور حوله الموضوعات الأخرى. يكتب عن الجنس أو ما يسمّيه "الحياة الطّبيعيّة للإنسان"، بأسلوب واضح و"فاضح" وبانفتاح لا محدود، محاولاً أن يُجري تغييراً جذريّاً في المجتمع العربي على أمل أن تصبح الثّقافة الجنسيّة أساس في هذا المجتمع. فهذا برأيه يختصر الكثير من المشاكل الزّوجيّة ويساهم في إصلاح الحياة بين الرّجل والمرأة. يقدّر المرأة ويستوحي كتاباته من تجربته معها. مُنعت كتبه في عدد من البلدان العربية، لأنّه يكتب بصراحة وبطريقة مباشرة عن الجنس وعالمه.
لماذا تكتب عن الجنس؟
أنا لا أكتب عن الجنس. بكل بساطة أنا أكتب عن الحياة، وإن بدا للقارىء أنّ هناك بعض المشاهد الجنسيّة في الرّواية، فهذا أمر طبيعيّ خصوصاً في رواياتي التي صدرت في الفترة الأخيرة "أخت المتعة" و "ميكانيك الغرام". فمثلا في "ميكانيك الغرام" كان الموضوع الأساس هو الحرب الأهليّة أمّا الجنس فكان جزءاً من الرّواية وليس كلّها، ولكنّني حاولت أن أخلط بين الثّورة والجنس. فلقد ارتبطت تجربة اليسار اللّبنانيّ في تلك الفترة بالتّحرّر. وما أردت بحثه في هذه الرّواية هو إن كانت الثّورة كالجنس عابرة أم كان لها أفكار وجذور ثابتة. كما إنّ روايتي لم تنته بعد وربما سيتبعها جزء ثانٍ أو ثالث. فهذا أمر تتحكّم به الشّخصيّات. من ناحية أخرى تعتبر الكتابة عن الجنس عملاً ابداعيّا خصوصا أن من أهمّ أهداف وشروط الكتابة الجيّدة توفير المتعة للقارىء.
للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

[font=Microsoft Sans Serif]الكاتب السعودية زينب حفني ...

قالت الروائية السعودية زينب حفني إنها تستخدم الجنس في أعمالها الأدبية بغية الوصول إلى أغراض نبيلة وليس من أجل الشهرة، مشيرة إلى أن زمن الرسول (صلى الله عليه وسلم) شهد مساحة حرية ليست موجودة الآن، حيث كان الصحابة يتعلمون من السيدة عائشة أدق الأمور الجنسية. وشنت حفني هجوما على الصحافة السعودية منتقدة تغييب المرأة عن منصب رئيس التحرير.
وأضافت حفني .. أن أبطال أعمالها الأدبية يستخدمون الجنس للوصول إلى أهداف نبيلة مثل التحرر من الفقر، وقالت إنها لا توظف الجنس في أدبها من أجل الشهرة.
وتابعت "الصحابة تعلموا من السيدة عائشة كيف كانت تعامل الرسول وأدق الأمور الجنسية، حيث كانت هناك مساحة حرية ليست موجودة الآن".
للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

[font=Microsoft Sans Serif]ولي عودة لمناقشة جزئية تسليع المراة واستخدامها كعامل جذب في الاعلانات ...
للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

يبدو لي أن ما يجد الرواج بقدر أكبر اليوم ، ليس الكتابة عن الجنس كمادة ملهمة للخيال ، وإنما الصورة الرقمية عالية التحديد ، التي تطالعنا في مختلف وسائل الإتصال واإلاعلام الغربي ، بصورة لا فكاك منها علي شاشات التلفزيون ، والكمبيوتر ، ولوحات الإعلانات المتحركة في الطرقات ، والحافلات ، ومحطات المترو ، وحتي الهواتف النقالة . وعصر الصورة هذا جعل من جسد المرأة سلعة إستراتيجية لبيع الملابس الداخلية ، وكل مسلتزمات المرأة من عطور وملابس ومساحيق ، وموانع الحمل ، ليس لتغذية النظام الربحي الرأسمالي فحسب ، ولكن أيضاً لتغذية شعور متسربل في الوعي ، واللآوعي ، بأهمية الجنس كغريزة من أقوي غرائز الكائن الحي . وبين الفلسفة المادية الربحية ، ونظرات علم النفس الفرويدي ، يجد الإنسان المعاصر نفسه بين المطرقة والسندان .
ولا شنو ؟

[font=Microsoft Sans Serif]
العزيز سيف .. عودة الى موضوع تسليع المراة ...

من الواضح أن البعض أصبح ينظر للمرأة في القرن الحالي .. كما كان ينظر إليها في عهد قصص ألف ليلة وليلة .. مجرد جارية يجب أن تجيد فنون الغنج والدلال والرقص والتمايل .. والوقفة المغرية .. والبسمة التي تجذب .. والضحكة التي تتسربل بثياب إبليس وتصبح رسول الغواية ...
جارية عصرية .. الفرق بينها وبين تلك التي وجدت في ذلك العهد البعيد .. أنها تملك حق رفض ما يحدث لها ... ترفض أن يختزل احدهم وجودها في جسد مهمته الوحيدة هي جذب الزبون إلى سلعة محددة قد لا تكون من ضمن اهتماماتها الأنثوية ..
فنساء عصر الجواري كن يبعن في سوق النخاسة بوصفهن سلعة قابلة للتداول .. ولا يملكن حق الرفض ولا الاعتراض .. يؤمرن فيطعن وإلا كان مصيرهن سؤ المعاملة , جلد السوط .. وربما القتل ..
لكنني اندهش من بعض نساء هذا العصر اللاتي يتموضعن أمام سيارة سباق أو في خلفية لإعلان عطر رجالي .. أو شفرات حلاقة .. أو يتمايلن خلف مطرب لا يختلف عنهن كثيراً في الليونة والنعومة .. يعرضن بضاعتهن المزجاة التي تتماشى مع مبدأ ( خير الملابس ما قل .. واظهر)
( وخير الدلال ما جذب وابهر ) ..

استخدام المرأة لترويج السلع ظاهرة قديمة .. تطورت بتطور الثقافة الاستهلاكية في المجتمعات
وأصبحت لازمة في أي إعلان مهما كان نوعه .. ابتداء من زيوت الطبخ والمعدات الكهربائية والأثاثات المنزلية والمكتبية .. مرورا بمزيلات العرق الرجالية والعطور .. وانتهاء بسيراميك الأرضيات والحمامات والسجائر والكحوليات ..

من نحاكم ؟؟ المرأة نفسها التي ارتضت القيام بهذا الدور وحولت نفسها إلى سلعة ؟؟ أم الرجل الذي يرغب و يشجع وجود المرأة في هذا المجال المدر للربح ؟؟ أم المجتمع الذي تقبل فكرة تسليع المرأة ؟؟

نحن في عصر يمكن لكل امرأة أن تتبنى كلمة ( لا ) لكل تصرف أو قول أو فعل يشينها ويحط من قدرها ..
ويمكن لكل امرأة أن ترفض وبشدة معاملتها كجارية وظيفتها الأساسية ( الترويح ) عن الحضور بأي وسيلة كانت ..
ويمكن لأي امرأة أن ترفض لعب دور قرد السيرك المدرب الذي يفعل ما يؤمر به لتسلية الجمهور ...

أظن انه لم يعد بالإمكان النظر إلى المرأة التي ترضى بتسيلع نفسها كضحية ..
فهي عنصر مساهم في فيما حدث ويحدث لها ..


للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

[font=Microsoft Sans Serif]وعكــة عاطفيــة

[font=Microsoft Sans Serif]
عندما نصاب بوعكة صحية تكون الأعراض واضحة لنا ولغيرنا ...
وتتفاوت في حدتها حسب نوع المرض ما بين الوهن والحمى ... الإعياء والاقياء ... الرعشة والسكون ... التعرق والخمول ...
الوعكة العاطفية لها نفس الأعراض .. ويكمن الفرق بينها وبين الوعكة الصحية إن أعراضها تتعمق وتفتك بالدواخل ... أكثر بكثير من تأثيرها الخارجي ...
الوعكة العاطفية تصيبنا بوهن الروح وحمى الخيال ... تملأنا بإعياء الشك واقياء الغيرة ...
تصيبنا برعدة الشوق وخوف الفراغ ... تجعلنا نتعرق المأ من إرهاصات النهاية بينما يصفعنا خمول الحواس المرافق للفراق ...


نحن نعيش زمن الوعكات العاطفية ... زمن العواطف المزيفة ...
زمن اغتيال المشاعر الصادقة التي أصبحت مثل المخلوقات النادرة المهددة بالانقراض ...
حتى بتنا نحتاج إلى محمية عاطفية يمنع فيها صيد المشاعر وجرح الأحاسيس ..
محمية يتعايش فيها صخب أرواحنا مع شراسة رغباتنا مع تعقيدات همومنا وأسبقيات أولوياتنا ..
مع كثافة مشاعرنا تجاه آخر .. واحتياجنا إليه ....
نحتاج إلى محمية عاطفية تقينا خطر الصيد الجائر على أيدي راغبي متعة القتل لأجل القتل ...
نحتاجها كي تكون هناك مساحة آمنة تكبر فيها المشاعر بلا خوف ..
نحتاجها ... كي لا تنقرض عواطفنا ...


للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

[font=Microsoft Sans Serif]

المنطقة الرمادية ... والشخصية الرمادية ...


اللون الرمادي لون غريب نتج عن اختلاط الأبيض بوضوحه وصراحته مع الأسود بغموضه وحبه للإسرار .. فأتى مخالفاً لمكوناته ولا يحمل أي من خصائصها ..
فهو لا يتمتع بجمال ووضوح الأبيض .. ويفتقر إلى وقار وتعالي الأسود ...
أعتدنا أن نستخدم البياض الفصيح رمزاً للخير ... والسواد المتحدي رمزاً للشر..
أما الرمادي فهو لون باهت ومتأرجح ما بين هذا وذاك ... لذلك يصعب تصنيفه ...
وكذلك هي المنطقة الرمادية في حياتنا .. منطقة ضبابية مشوشة ليست لها حدود معروفة ... تعج بالمتاهات والمزالق ... منطقة ليست لها معايير تقاس بها ..
ولا يحكمها قانون إلا قانون الاختيار بين الأخلاق والضمير ... واللاخلاق واللاضمير
فهي تقع في مساحة هلامية بين الحلال والحرام ... بين الخطأ والصواب ... بين الموقف و اللا موقف ...

أما الشخصية الرمادية فهي شخصية مخيفة .. غير مأمونة .. يلبسها لونها المتأرجح فتتماهى معه باقتدار .. تميل أحياناً إلى البياض حتى نكاد نظنها رمزاً للخير ..
ثم تفاجئنا بلونها الأسود حتى تكاد تفقدنا إيماننا بالبشر وثقتنا فيهم ... الشخصية الرمادية تحدد مواقفها وتستمد قيمها من نظريات العرض والطلب ...
ودستورها يوجد به قانون واحد هو قانون المصلحة ... وقناعاتها تتشكل حسب مبدأ ( الغاية تبرر الوسيلة ) ....
إيقاع الحياة في هذا العصر أدى لازدياد المناطق الرمادية ... وتكاثر الاشخاص الرماديون بتسارع مفرط ...
نسال الله أن يجنبنا شر المناطق الرمادية ... والشخصيات الرمادية ...


للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

[font=Microsoft Sans Serif]

عندما تُطفأ الحرائق الكبيرة .. على عجل ...


للنار شهوة لانهائية للافتراس والقتل والتدمير ... وللهب جوع دائم ومريض ...
عند إندلاع الحرائق الكبير .. يهب الجميع لإطفائها على عجل ...
ويصبح الصراع بين الماء والنار لعبة حياة أو موت ...
لا تنتهي إلا بفناء احد الطرفين مخلفاً وراءه خسائر عنيدة ... ومفضوحة ..
في حموة القتال بين أصل كل شئ واصل الشياطين ...
تصبح العجلة هي ديدن الطرفين ..
وغالبا ما تكون الغلبة لأصل الأشياء ...
ففي النهاية ... النار ان لم تجد ما تاكله تاكل نفسها .. حتى تفنى فيها ...
تعجل الماء لإنهاء الصراع قد يؤدي به إلى إغفال جمرة صغيرة توارت بسؤ نية مبيت بانتظار هذه الفرصة ..
وفي لحظة غفلة نبتت من بطن احساس النصر الكاذب ... تعيد نفخ روحها الخبيثة وتعاود الاشتعال في محاولة لإشباع جوعها الملعون ...
وهكذا تستمر الحرب بين الماء والنار إلى ما لا نهاية ...

نحن البشر أيضاً لنا حرائقنا التي تشتعل بداخلنا ونعجز أحياناً في السيطرة عليها ...
ولا يكون أمامنا سوى خيارين ..
إما أن نتركها تقضي على الأخضر واليابس وتحيلنا إلى بقايا مدمرة وحطام اسود لا يصلح لشئ ..
أو نحاول إخمادها على عجل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وتلافياً للخسائر ...
دون أن ننتبه لتلك الجمرة الصغيرة المتوارية بخبث تحت الأنقاض ..
الأذكياء فقط هم من يطفئون نارهم بتؤدة .. ويعاملونها بما يليق بها من حرص حتى يامنوا غدرها ..

كل الحرائق لابد وان تطفأ على مهل .. وخصوصاً حرائق الغرائز ..
إطفاء غريزة الجوع على عجل يضعنا في مرتبة اقل من الحيوان ...
لأننا نأكل دون أن نعي ما نأكله ..
لا نتوقف عند مذاق أو نكهة .. ولا يهمنا مظهر أو محتوى ...
وعندما نظن أننا وصلنا إلى الشبع .. نخطئ في ظننا ... فما وصلنا إليه لا يكون إلا تخمة كاذبة ..
وتظل جمرة الجوع الخبيثة متوارية ومتقدة .. ومستعدة لإشعال النار من جديد ...
إطفاء غريزة الجنس على عجل .. يورثنا الإحباط والرفض والألم ...
ومزيد من الجوع الذي يتوق للوصول إلى نقطة نحسها حتى نكاد نلمسها ...
ثم نجد أنفسنا ابعد ما نكون عنها ...
فالجنس كالأكل ..
يحتاج إلى تأن وتمهل حتى نستطيع التمتع بالمذاق والنكهة المتفردة قبل الوصول إلى مرحلة الشبع ...
غريزة الحياة نفسها ... يجب أن تطفأ كل مرحلة منها ببطء ...
كل مرحلة يجب ان تعاش بعمق متمهل ...
مع تفادي محاولات القفز بزانة العمر من مرحلة إلى أخرى الى الامام او في الاتجاه المعاكس في سباق حميم للفوز بكل المتع ...
كل مرحلة يجب أن يطفأ لهيبها بماء الحكمة الذي يحارب لهب التسرع والغباء ويخمد نار الغضب والحقد والغيرة والكراهية ..
فلنتاكد من اطفاء جذوة كل مرحلة بما يليق بها .. والانتباه لتلك الجمرة الصغيرة المتوارية التي تسعى لاشعال نار الفتنة بين الواقع والأمنيات ...
إذن ... فلنطفئ حرائقنا الكبيرة على مهل ... بلا استعجال ..
حتى نأمن غدر اللهب ومكره ...


للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
صورة العضو الرمزية
ÓíÝ ÇáÏíä ÅÈÑÇåíã ãÍãæÏ
مشاركات: 481
اشترك في: الأربعاء مايو 25, 2005 3:38 pm
مكان: روما ـ إيطاليا

مشاركة بواسطة ÓíÝ ÇáÏíä ÅÈÑÇåíã ãÍãæÏ »

سلام يا سناء
عندما تطفأ الحرائق الكبيرة علي عجل..
مقال مريح ، إن كان مع الحرائق ، كبيرها وصغيرها، ما يبعث علي الشعور بالراحة .
لست أدري لماذا قفزت إلي ذهني ، بشكل تلقائي ، صور أطفالنا التعساء في دارفور وأنحاء السودان المختلفة ، وأنا أقرأ عبارتك :-
" غريزة الحياة نفسها ... يجب أن تطفأ كل مرحلة منها ببطء ...
كل مرحلة يجب ان تعاش بعمق متمهل... "
كم من أطفال سوداننا الحزين قفزوا فوق مراحل الطفولة مباشرة لمراحل النضج ، والشيخوخة الباكرة تحت وطأة الحاجة والحروب ؟
أقول ذلك وتحت نظري أطفال الغرب الأوربي الذين يحظون بحماية فائقة من أسرهم ودولهم ، ينضحون بالصحة والعافية في مجتمع الرفاه ، ويعيشون الطفولة كما ينبغي .
لكم الله ، أطفالنا الشيوخ .

سيف
" جعلوني ناطورة الكروم .. وكرمي لم أنطره "
نشيد الأنشاد ، الذي لسليمان .
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

كم من أطفال سوداننا الحزين قفزوا فوق مراحل الطفولة مباشرة لمراحل النضج ، والشيخوخة الباكرة تحت وطأة الحاجة والحروب ؟
أقول ذلك وتحت نظري أطفال الغرب الأوربي الذين يحظون بحماية فائقة من أسرهم ودولهم ، ينضحون بالصحة والعافية في مجتمع الرفاه ، ويعيشون الطفولة كما ينبغي .
لكم الله ، أطفالنا الشيوخ .

[font=Microsoft Sans Serif]

العزيز سيف ...

الحروب عبارة عن آلة زمن مبرمجة على الذهاب الى مكان واحد فقط .. مكان معبأ برائحة الموت والقصص المجنونة عن طفولة مفقودة .. وكهولة بائسة ..
وشباب ضائع .. اجيال تقفز بزانة العمر الى الامام والخلف دون تمييز ..
اطفال دارفور تجسيد لمأسآة يعجز اللسان عن وصفها .. اطفال لم ينالوا من طفولتهم غير صفة الكلمة ..اطفال سُحلوا تحت اقدام الجوع والفقر والجهل ..
اطفال ترتسم في نظراتهم الذابلة جراح عجز الجيمع عن تضميدها ..اطفال بماض دموي .. وحاضر مخيف .. ومستقبل مظلم ...
لا نملك الا ان نقول .. لكم الله يا اطفال دارفور .. يا جرحنا ... يا عجزنا ... يا وجعنا .. يا غصة في حلوقنا ..
ما اسوأ حظكم الذي جعلكم تنتمون الى وطن لا يعرف قيمتكم .. ولا يهتم بكم .. ويقف متفرجاً على مهرجان موتكم اليومي ..
ما اسوأ حظكم الذي جعلكم تنتمون الى وطن سرق طفولتكم ...


للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

[font=Microsoft Sans Serif]

صفقة مع غيمة ...

ذات عمر .. وبينما كنت افترش الأرض بزهد مريح ... وأتأمل السماء بصمت مبهور ... طالعتني غيمة
كانت بيضاء كندف ثلج تآمر مع لونه لتكدير صفو الزرقة التي تحيط به ..
كانت موحية .. غامضة ... متحدية ... مبهجة .. متعرجة كثنايا الروح ... مأخوذة بنفسها عما حولها .. مغرورة بجمالها ..
أسرتني بسحرها .. وطفقت أتابع بتركيز حركاتها المتموجة ...
وفجأة .. بدأت تتحول إلى ملامح وجه أكاد اعرفه .. وجه يبتسم لي بالفة وحنان وعيناه تغمزانني بشقاوة ..
وجه يدعوني لحبه ...
بادلتها الابتسام ... والحب ...
فتحت لها قلبي المتعب .. وأخبرتها بكل أسراري ... ترافقنا لزمن طويل ... وعندما حان وقت الفراق طلبت منها أن نعقد صفقة ...
سألتها أن تصبح صديقتي المفضلة .. وان لا تتخلى عني أبداً ...
طالبتها أن تعود لتراني كل يوم في نفس الزمان والمكان .. تمنيت عليها أن تخصني وحدي برزازها ...
وعدتها أن التزم بالحضور يومياً لرؤيتها والتسامر معها ... وبأنني سوف احمل لها كل يوم سراً جديداً ...
وافترقنا على وعد اللقاء ...


في اليوم التالي ... انتظرتها طويلاً .. لكنها أخلفت وعدها لي ...
التمست لها الأعذار ... ربما تأخرت في الطريق ... ربما عاندتها الريح ... ربما ... وربما ...
وعلى وقع الأعذار ظللت أدوام على الحضور يومياً إلى نفس المكان ... وفي نفس الزمان ...
لكنها لم تحضر قط ...
زارتني مئات الغيمات .. إلا هي ... وهطلت على وجهي آلاف القطرات .. ولم تكن منها ...
فانا اعرف غيمتي جيداً .. واستطيع أن أميزها من بين ملايين الغيمات ...
غضبت ... تألمت ... بكيت ... ثم وعيت الدرس ...
أدركت أن عقد صفقة مع غيمة ومحاولة احتجازها بدعوى الصداقة أو حتى الحب ... هو قمة الغباء ...
الغيمة وحدها هي التي تقرر أين ومتى .. وعلى من ستصب رزازها ...
ومن بعدها ... اعتزلت مصادقة الغيوم ...
وبت أعاتب رزاز كل المطر ...


للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

[font=Microsoft Sans Serif]
فلنحارب ما تبقى من عادة الختان .. فلنحارب وأد احساس النساء ... فلنتبى دعوة لتركهم كما خلقهم الله .. فلنرفض بتر الاعضاء بحجة العادات والتقاليد والعرف والدين وصيانة العفة ...

مقاطع متفرقة من رواية ( حوش بنات ود العمدة ) ...



بعد شهر ونصف من عقد القرآن كانت تزف الى عبد العظيم .. الى رجل غريب لا تعرف عنه شيئاً ..كان شهر العسل هو بداية رحلة العذاب التي استمرت حتى نهاية الزواج القصير ... كانت معلوماتها عن العلاقة الخاصة بين الرجل والمراة قليلة وسطحية حصلت عليها من صديقاتها المتزوجات بالجامعة وكتب قرأتها خفية وعلى استحياء لتتعرف على اسباب مشاكلها الصحية التي بدات مع وصولها الى مرحلة البلوغ ... لم تكن مهيأة لطلبات عبد العظيم الشبقة ولا خبرته العميقة بعالم النساء .. في اول ليلة لهما معا دفعها خوفها للتعلل بالتعب ورغبتها في النوم بعد عناء النهار الطويل حتى تتفادى أي تواصل حميم بينهما .. كان نومها قلقاً متقطعا ً .. استيقظت منه مذعورة قرابة الفجر على ملمس شئ رطب يتجول ما بين وجهها وعنقها ...
فتحت فمها لتبدا بالصراخ لكن عبد العظيم اغلقه بشفتيه في قبلة طويلة انقطعت معها انفاسها .. حاولت ان تتملص من الهجوم العنيف لكن يبدو ان حركاتها المقاومة وهي ترزح تحت ثقل جسده الضخم جعلته يزداد ضراوة واصراراً ... وفي لحظات تحول قميصها الابيض الناعم الى قطع متناثرة ظل بعضها معلقاً بجسدها وتناثرت البقية على الارض .. توقف عبد العظيم عن هجومه وهو يطل عليها من عل متاملاً بعيون لامعة جسدها شبه العاري المصبوغ بلون البرتقال الناضج .. ابتسم برضا وبدا يحدثها همساً بغية تطمينها وازاحة نظرة الرعب المرتسمة على ملامحها ..
- تعرفي يا بلقيس .. انتي حلوة شديد .. انا ما كنت قايلك حلوة للدرجة دي ... اول ما جيتي البلد حكوا لي عنك لغاية ما اصريت اشوفك .. ومن اول لحظة قررت انك تبقي حقتي ..
جفلت بلقيس من جملته الاخيرة ... وحاولت جذب الغطاء لستر نفسها لكنه قبض عليه بيد بينما اتكا بالاخرى على جنبه وعيناه تقومان بعملية مسح كامل لجسدها المسجي امامه بلا حول ولا قوة .. وواصل همسه المحموم ..
- انتي عارفة لو ما كنت عرستك كنت جنيت .. ما عاوزك تخافي يا بلقيس .. سلميني نفسك بس .. انا عارف انو ما عندك خبرة برغم انك قاعدة في العاصمة ومشيتي الجامعة انا سالت عنك في كل مكان .. واكتر شئ عجبني انك بت خام وانا حكون الاول في أي شئ ..
خرجت ضحكته متحشرجة من فرط الاحاسيس التي تعتمل في صدره .. وبدا يفقد السيطرة على حركات يديه فانطلقت تجوب الجسد المتخشب بجراة وحرية ... كانت لمساته خبيرة ... متأنية .. شعرت بها احيانا رقيقة كلمسة الفراشة .. واحياناً مؤلمة ولاسعة كقرصات النحل ..
بدأ جسدها المتشنج يلين ويسترخى تحت تاثير الكلمات الناعمة واللمسات التي تعرف مكامن الاسرار ودخلت في مرحلة خدر لذيذ وانتابتها مشاعر لم تشعر بها قبلاً ... كانت قد بدات تستسلم للمتعة الغامضة عندما سمعت صرخة الاستنكار الصادرة من زوجها ... أحست كانها في بئر عميق وجاهدت كي تطفو على سطح وعيها مجدداً .. تحولت الكلمات الهامسة الى سيل من اللعنات جعلتها تنتفض مذعورة وتعود الى تشنجها .. رفعت رأسها بدهشة وهالها منظر زوجها .. كان ضوء الفجر الشاحب قد تسلل من النافذة وانعكس على ملامحه التي ارتسمت عليها تقطيبة حادة .. وتحول لون بشرته الذهبي الى لون داكن غير مميز ... تصلبت عضلاته وجمدت حركاته وهو ينظر اليها بغضب شديد ... وقبل ان تستطيع سؤاله عما حدث كان قد هب واقفاً .. ارتدى ملابسه على عجل .. وغادر الغرفة دون كلمة واحدة تبدد حيرتها وتهدئ خوفها ...





صبيحة زواجهما غاب عبد العظيم طيلة النهار ..كانت تشعر بالخوف والالم والجوع لكنها لم تجرؤ على طلب خدمة الغرف ..كل ما فعلته هو الاستحمام وتبديل قميصها الممزق ثم الجلوس والتفكير فيما حدث .. ظلت ساعات طويلة تحدق في الباب وهي تامل دخول زوجها ليخبرها ما الخطا الذي ارتكبته ... كان الوقت يتمطى ببطء حقود ... فكرت في الاتصال بامها .. لكن ماذا ستخبرها ؟؟ بأن زوجها هجرها في ليلة زفافها ؟؟ اذا انتشر الخبر سوف تصبح فضيحة مدوية لها ولاسرتها .. كيف ستواجه ابيها ؟؟؟ لابد انها اخطات في شئ ما .. لابد انها فعلت او قالت شيئاً اغضبه .. كانت تحفر عقلها باصرار حتى تتذكر احداث الفجر الغريبة ... لكن معظم ذكرياتها كانت مطموسة ومشوشة وتشعرها بالخجل .. ربما هي قلة خبرتها ؟؟ ربما لانها رفضته وتعللت بالتعب لتتهرب منه في بداية الليلة ؟؟ غلبها النوم وهي متقرفصة في الكرسي الضخم المواجه للسرير ... استيقظت فزعة على وقع خبطة قوية فقفزت حتى كادت تسقط ارضاً... كان زوجها يقف في فتحة الباب مترنحاً بعينان دمويتان ... كانت ملابسه متسخة ومجعدة .. ملامحه مجهدة وجامدة ... اقتربت منه بحذر ..

- عبد العظيم ؟؟ انت كنت وين ؟؟ مشيت وين وخليتني براي الوقت دة كلو ؟؟ في شنو ؟؟ انا عملت ليك شنو زعلك مني ؟؟

خطا خطوة الى الداخل واغلق الباب بكعب حذاؤه .. تقدم نحوها بمشيته المهزوزة والكلمات تخرج من فمه ثقيلة ..

- كنت في السما الاحمر ... مشيت في ستين داهية ..

كانت تتراجع خلفاً وقد ازداد خوفها من اسلوبه ومظهره .. ورائحته ..

- عبد العظيم ؟؟ انت سكران ؟؟

- ايوة سكران ... عندك مانع ؟؟
تعثرت خطواته المترنحة بطرف السجادة المفروشة على الارض وكاد يسقط .. فسارعت اليه بيد ممدودة لتساعده لكنه نفضها عنه بقسوة ونظر اليها شزراً ... ابتعد عنها وارتمى على طرف السرير وهو ما زال مرتدياً حذاؤه ... ومنذ تلك اللحظة بدا يمارس هوايته المفضلة بصب قطرات الاسيد الحارق على روحها ...

- تعرفي يا حرمنا المصون انك طلعتي صفقة خسرانة ؟؟ بضاعة مغشوشة ؟؟

انعقد لسانها من قسوة الكلمات وسالت دموعها غزيرة ..

- بس يا بت السرة انا عاوز اسالك سؤال ... دة شنو ده العندك ده ... يعني عيب اتولدتي بيهو ولا شنو ؟؟ واهلك الطالعين بيك السما ديل وعاملين فيها انو بتهم مكملة .. ما عارفين انك مشوهة كدة وما بتنفعي تعرسي ؟؟ ما تقولي لي انك مطهرة فرعوني وكلام من النوع دة ... انتي ما اول مرا اشوفها .. شفت كتار قبلك ... والظاهر حشوف اكتر بعدك.. يا زولة اقول ليك كلام ؟؟ انتي ميح خالص .. انتي شئ ما مفهوم شئ مقرف ..

خرجت من لسانه اصوات رفض واستنكار بينما كانت يداه تطاردان اشباح وهمية تحوم في الهواء فوق راسه ... فجاة رفع كفه امام وجهها الشاحب ...

- عارفة كفة يدي دي فيها تضاريس اكتر من العندك ؟؟ ... انا في الاول كنت قايل المشكلة في يدي ... لكن بعد شوية عرفت انو المشكلة فيك انتي ... المشكلة فيك انتي المشكلة فيك انتي...
ظل يردد هذه الجملة لفترة طويلة حتى اصبحت معلقة في فضاء الغرفة الساكن .. وعندما صمت اخيراً رفعت رأسها لتجده غارقاً في النوم براس معوج وقدم متدلية خارج السرير ... إنهارت ارضاً وبدات ترتعش من الالم الذي اجتاحها وسلب كل قواها ... هل من الممكن ان تنتهي حياتها الزوجية قبل ان تبدأ بسبب خطا لم يكن لها يد فيه ؟؟!! ...



كانت في السابعة من عمرها عندما اخبرتها امها بان ختانها هي وبدور سوف يكون الاسبوع المقبل صورته لهما وكأنه شئ يستحق الاحتفاء به ... كانت تجهيزاته تشبه تجهيزات العيد ... حضرت الخياطة الى المنزل واحضرت الاقمشة فاختارت بلقيس اجمل الالوان .. وقبل يومين من تاريخ الختان حضر والدها مبكرا وهو يحمل اربع اساور ذهبية عريضة وقلادة طويلة واقراط لكل واحدة من ابنتيه فتوارى الخـوف خلف فرحة الهدايـا والملابس الجديدة ... في اليـوم المشهود حضرت ( الدايـة ) في وقت مبكر ومعها مساعدتها بحقيبتها السوداء الكبيرة ... تم الختان بسهولة بحضور السرة التي امسكت بيد بناتها بينما قامت المساعدة بتثبيت القدمين .. احست بلقيس بوخزة الحقنة ومن ثم تبعها وضع شريط لازق صغير في راس الجرح .. كان الختان ايذانا ببدء اسبوع من الدلال الزائد اصبحت فيه طلباتها هي وشقيقتها اوامر تنفذ بلا نقاش ... انهالت عليهما النقود التي تبارى الاهل والجيران بدسها تحت الوسائد ... كانت بدور ابنة السادسة سعيدة لدرجة انها طلبت من والدتها ان تجري لها عملية ختان كل شهر ...
بعد انقضاء ثلاثة اسابيع ذهبوا الى القرية لزيارة الجدود ... وهناك حصلوا على مزيد من الهدايا والنقود ... عقب وصولهم بيومين وبينما كانت بلقيس تستعد للنوم مع صغيراتها اتت الجدة وبدا فاصل جديد من الاحاديث والحكايات .. فجاة طلبت منها جدتها طلباً غريباً جعل بلقيس تنكمش خجلاً..

- كدي تعالي يا بت يا بلقيس خليني اشوف طهورتك ...

رفضت بلقيس واختبات خلف امها .. لكن الجدة اصرت فما كان من السرة الا ان نهرتها بعنف

- يا بت انتي بتخجلي من حبوبتك ؟؟ يلا امشي وريها طهورتك ...

عندما خلعت سروالها الداخلي وباعدت بين قدميها , ارتسمت نظرة رعب في وجه الجدة وضربت صدرها بكفها وهي تشهق ..

- سجمي يالسرة !!! دة شنو ؟؟ وينو الطهور ؟؟ ما تراها البت قاعدة زي ما هي !! انتي بتغشي على روحك ولا على الناس ؟؟ وافضيحتنا لو زول عرف بناتك ما مطهرات دي بكرة تبقى لينا نبزة .. تعالي يا بت يا بدور خليني اشوفك انتي كمان .. والله الداية دي ضحكت عليكم وشالت القروش ساكت ... انتي مالك يالسرة ؟؟ عميانة ؟؟ ما شفتيها ولا ما شفتي بناتك ؟؟

عندما استطاعت السرة الرد على سيل التانيب ردت بحرج ...

- يمة حامد هو الجاب الداية .. وحذرها قدامي انها ما تطهر البنات فرعوني ... والله انتي لو عرفتي هو حتى طهورة السنة دي ما كان راضي بيها الا انا اصريت عليهو شديد ..

اخاف شكل الجدة الصغيرات فاختبان وراء ظهر السرة التي عجزت عن تهدئة امها الغاضبة

- شوفي يالسرة .. ما تقولي لي حامد ولا ابوهو العمدة زاتو ... من متين الرجال بيتدخلوا في الحاجات دي ؟؟ كويس انك جيتيني عشان نصلح الغلط دة ..بكرة بدري انا حرسل للداية الليلنا عشان تجي تطهر البنات ديل طهورة زي الناس ..

حاولت السرة الاحتجاج لكن الام المتسلطة قاطعتها بلهجة لا تقبل النقاش

- بكرة حنعيد الطهور يا بلقيس .. ولو خايفة من راجلك ما تجيبي ليهو أي سيرة .. انا مستحيل اخلي البنات بالصورة دي ... يا غبيانة بكرة يكبروا ومافي زول يرضى يعرسهم ليك ...
لم يكن امام السرة الا الموافقة على اصرار امها باعادة الختان شريطة اخفاء الامر عن حامد ... وفي صبيحة اليوم التالي تمت المجزرة ... وبرغم حقنة البنج الكبيرة التي وزعتها المراة الغليظة في جميع الاماكن .. لكن بلقيس احست بضربات الموس وهي تقطع لحمها البض تحت ارشادات جدتها..

- اقطعي كويس شيلي من هنا ... واسي الجنبة دي ... ما تخلي أي حاجة بارزة .. عاوزاها طهورة صح .. خليو املس زي كفة يدي دي ... خيتي لتحت شديد ... ضيقي الفتحة اكتر من كدة ...

كان الالم اقوى من قدرة بلقيس على الاحتمال فوضعت السرة قطعة قماش بين فكيها حتى لا تصرخ حاولت ان تبدي اعتراضها على ما يحدث لابنتها ... لكن الجدة لم تعطها فرصة واسكتتها بصوتها الجهوري ....

- مالك يا السرة ؟؟ انتي قعدة امدرمان خربتك ولا شنو ؟؟ ما ياها دي الطهورة العملناها ليك ولكل اخواتك .. وقبل كدة عملوها لينا نحن ولاماتنا وحبوباتنا ... لو ما قادرة تحضري اطلعي برة وجهزي البت التانية ...

غاصت الابرة المعقوفة عميقا في اللحم الطري وانتشرت رائحة الدم وعبأت جو الغرفة فافلتت بلقيس قطعة القماش واطلقت صرخات داوية هزت اركان البيت فانهارت السرة وهي تبكي عذاب ابنتها ..

- كفاية يا امي .. عليك الله كفاية البت حتموت ..

لمدة اسبوع بعدها ظلت بلقيس ترتعش من الحمي .. خاصمت الاكل .. امتنعت عن شرب الماء والتبول حتى تتفادى الالم الحارق للسائل الذي يخرج بصعوبة ويكوي جراحها النازفة ... احتباس البول داخل بطنها جعلها تنتفخ وتتكور حتى باتت كالحبلى .. اصيب الجميع بالقلق .. وعادت الداية المذعورة مرات ومرات ... واقتصرت مهمة الجميع في حثها على التبول بالاقناع احيانا .. وبالتهديد احيانا اخرى ... لم تعد والدتها تتزحزح من جانبها وهي تستجديها باذلال ..

- يا بتي استريني الله يسترك دنيا وآخرة .. لو أبوك عرف حيطلقني ... انتي عاوزاني اتطلق يا بلقيس ؟؟ لو ما بقيتي كويسة دة الحيحصل .. انتي ما صغيرة وعارفة شنو معنى الطلاق مش كدة ؟؟ انا والله ندمانة وسافة التراب لاني وافقت حبوبتك على إعادة الطهور لكن خلاص الحصل حصل .. الله يرضى عليك يا بلقيس ما تبقي سبب طلاقي من ابوك ...
تعللت السرة بمرض والدتها حتى لا تعود الى بيتها ويكتشف حامد ما فعلته بابنتهما ... وكانت تدعو الله عدم حضوره .. بعد اسبوعين تماثلت بلقيس جسديا للشفاء ...لكن روحها كان قد اصابها شرخ غائر لم تشف منه ابداً ... لكن ما حدث لها اعفى شقيقتها الصغرى من مؤامرة المجزرة ..
بمرور الايام تناسى الجميع التجربة المؤلمة حتى وصلت بلقيس الى مرحلة البلوغ وبدات مشاكلها الصحية تتزايد ... كانت تعاني بصمت وخجل من التهابات متواصلة .. واصبحت ايام دورتها الشهرية فترة معاناة لا توصف ... لم تكن تشتكي .. لكن كثيراً ما تفضحها اهات المها ودموعها العاجزة .. في احدى المرات وبعد ان فشلت كل جهود السرة في تخفيف الآمها باكواب النعناع والحرجل المغلي ... سالتها بهمس ...

- بلقيس ؟؟ انتي بتبلعي حبوب المغص الجابها ليك ابوك ؟؟

- آي ببلعها.. لكن ما عاملة لي أي شئ .. انا اكتر شئ متعبني انو الدم ما بنزل كويس عشان الفتحة ضيقة شديد .. ومرات بتجمع وبيكون قطع لمن تجي تنزل بتالمني تعرفي انا مرات الا ادوس شديد عشان طرفها يطلع واقوم اجرها لبرة ... يمة ؟؟ ممكن توديني لدكتورة تعمل لي عملية توسع الفتحة دي شوية ؟؟؟ انا خلاص تعبت وما قادرة اتحمل الالم دة كل شهر ...

كانت المرة الاولى التي تناقش فيها بلقيس مشكلتها مع أي مخلوق آخر ... واتى رد فعل السرة الغاضب ليجعلها الاخيرة ...

- سجم خشمي .. كيفن يعني تعملي عملية وتوسعي الفتحة ؟؟ يا بت انتي جنيتي ولا شنو ؟؟ ما عاوزة اسمع كلام فاضي زي دة ... وما عافية منك لا دنيا ولا آخرة كان جبتي السيرة دي تاني .. انتي ما اول ولا آخر بت تتالم .. ياهو دة سلو البنات كلهن من الله خلق الدنيا ولمن تقوم القيامة .. اتحملي شوية ... بكرة تعرسي والمشكلة تخلص ...

لكن يبدو ان مشكلتها الحقيقية قد بدات بعد الزواج ولم تنته به ... كان راس بلقيس المتلصق بالارض ينبض الماً وهي تستمع الى شخير عبد العظيم الرتيب ... الحت عليها افكار يائسة ..كان اشدها إيلاماً ان التعاسة ستكون قدرها المسطور الذي لن تملك منه فراراً ...



مر الاسبوعين المقررين لبقائهما في الفندق ببطء السلحفاه ... واحست بلقيس كأن معاناتها تزيد من طول الزمن وتمدده الى ما لا نهاية ... وعندما اعلن زوجها برغبته في مغادرة الفندق احست بالفرح لاول مرة منذ فترة طويلة لان البقاء في غرفة الفندق المنعزلة اصبح عذابا يفوق الوصف ... كان عبد العظيم يغيب عنها بالساعات الطوال تاركاً لها حصيلة من الكلمات المهينة التي تجرحها بصورة لم تكن تتخيل انها قد تتحملها ... وعند حضوره يبدا فاصل العذاب الجسدي .. لم يعد للامر علاقة بالمتعة او الرغبة بعد ان تحول الى تحد وصراع بين رجل فخور بقدراته وامكاناته .. وحاجز منيع رفض الاستسلام ... كانت تستعد له كما الشاه التي تساق الى الذبح .. تستلقي في السرير جسدا بلا روح وتنتظر الهجوم الشرس الذي تزيده مناعة الحاجز شراسة ... احيانا كانت تضع طرف الغطاء بين اسنانها حتى لا تفضحها صرخاتها .. تماما كما علمتها امها يوم اعادة ختانها ... وكثيرا ما انقذها فقدانها للوعي من معايشة الالم الرهيب ...



حاولت ان تتمسك بنصيحة امها .. فتحملت شتى صنوف الالم الجسدي والمعنوي ... لكن يبدو ان تقدم عبد العظيم البطئ وعدم قدرته على اختراق السد المنيع اصبح اكبر من قدرته هو على التحمل خصوصا بعد ان فقدت الوعي ثلاث مرات خلال ثلاث محاولات متتالية .. في المرة الاخيرة وبعد ان افاقت اتجهت الى الحمام بخطوات واهنة ... عند عودتها وجدته جالسا على طرف السرير وهو ينفث دخان لفافة التبع بشراهة ... نظر اليها بحقد واحتقار ..

- تفتكري يا بت السرة انا اعمل معاك شنو ؟؟!! انا زهجت وقرفت وكرهت اليوم العرستك فيهو ..

قاطعته بهدوء ...

- وديني لدكتورة ...

هب صارخاً...

- اوديك دكتورة ؟؟ والدكتورة حتعمل ليك شنو ؟؟انتي عاوزة تفضحيني ؟؟ عاوزة الناس تقول علي ما قدرت ؟؟ لعلمك انا مافي ( مـرا ) قبـل كـدة غلبتني ... لكن انتي ما ( مرا ) انتي حاجة كدة مشوهة ومبتورة وما معروف ليها راس من قعر ... انتي ..

قاطعته بصوت حاد زاعق ... صوت امراة اصبح جرحها اكبر من قدرتها على السكوت ..

- كفاية حرام عليك يا عبد العظيم .. انت ما بتتعب من التجريح والاهانة ؟؟ يا اخي انا جبرتك تعرسني ؟؟ انا جريت وراك ؟؟ مش انت الجريت وراي واصريت برغم انك كنت عارف اني ما عاوزة اعرسك ؟؟ انت بتعاقبني على شنو ؟؟ وضعي دة انا ما لي ذنب فيهو ... دة شئ حصل وانا عمري سبعة سنين ... يا ود الناس قدامك حاجة من اتنين يا توديني لدكتورة تشوف لينا حل .. ولا ترجعني بيت ابوي .. ولغاية ما تقرر تاني ما تلمسني ولا تجي جنبي .. كفاية العذاب الانا عايشة فيهو لي شهر كامل ..كفاية يا عبد العظيم .. كفاية ..
خيار الانفصال بعد شهر واحد من الزواج لم يكن وارداً في حساباته ولا يستطيع تحمل تبعاته ... اخذها الى طبيبة معروفة في مجالها ... وبعد الكشف جلسا متقابلين امام مكتبها ...

- شوف يا سيد عبد العظيم ... حالة زوجتك دي ما اول حالة تجيني بالصورة دي .. وان كانت اصعب حالة ختان اشوفها لغاية الان ... يبدو انكم حاولتوا بالطرق العادية وفشلتوا ودة واضح من الجروح والتمزقات الشفتها ... انا عندي حلين للموضوع وانتو اختاروا البناسبكم .. الحل الاول اننا نعمل جراحة صغيرة نوسع بيها الفتحة لمستوى معقول والباقي الطبيعة حتتكفل بيهو ... الحل التاني انك تصبر لفترة ممكن تطول او تقصر حسب التجاوب والاستعداد وانا ممكن اديكم مراهم وملينات تحد من الالم وتساعد على سلاسة العملية .. القرار راجع ليكم انتو الاتنين فكروا وادوني ردكم ..

اتت كلمات بلقيس في شكل رجاء حار ..

- العملية

واتى رد عبد العظيم حاسماً

- عملية لا ..

نهضت الطبيبة من مقعدها ... ونظرت اليهما بتفهم ..

- انا حخليكم مع بعض شوية .. اتناقشوا وقرروا .. لمن ارجع وروني عاوزين شنو ..
حاولت بلقيس اقناع زوجها بالموافقة على العملية لكنه رفض بشدة .. خرجا من عيادة الطبيبة بروشتة طويلة قام عبد العظيم بشراءها من الصيدلية المجاورة ... ليلتها خف الالم قليلا كما قل تذمر عبد العظيم ... عندما اكتمل الشهر الثالث لزواجها ... بدات اعراض الحمل تظهر على بلقيس ... وانحصر وحمها في رفضها العنيف لزوجها .. لرائحته ولوجوده وكل ما يختص به ... كانت تصاب بالغثيان ما ان تراه وتغيب داخل الحمام فترات طويلة وهي تتقيا كل ما بداخلها حتى هزلت صحتها ولم تعد تقوى على الوقوف ... فوافق عبد العظيم على مضض بانتقالها الى بيت ابويها .. وظلت هناك اربعة اشهر وهي تحاول ان ترمم روحها المتصدعة ... بعد عودتها .. اعفاها زوجها من رؤيته الا فيما ندر ... يغيب طيلة النهار .... يعود عصراً ليتناول طعامه وحيداً .. يستحم ويتعطر ويخرج ... يعود بعد منتصف الليل منتشياً وتفوح منه روائح نساء أخريات ...

للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

حذف للتكرار ...
آخر تعديل بواسطة سناء جعفر في الأربعاء أكتوبر 14, 2009 11:54 am، تم التعديل مرة واحدة.
للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

[font=Microsoft Sans Serif]قصقصة الاجنحة بمقص صدئ داخل سجن الرقابة ..

بمناسبة مرور عام على منع نشر رواية ( حوش بنات ود العمدة ) ...


منذ عام تقريباً .. اقنعني صديقي وابي الروحي الباشمهندس ابوبكر سيد احمد بضرورة نشر روايتي المذكورة اعلاه في احدى الصحف السودانية بغرض تعريف القارئ السوداني بكتاباتي .. خصوصا وان اقامتي خارج الوطن لا تتيح لي فرصة التواجد في المشهد الثقافي هناك ..
وتم التواصل مع الاستاذ / مصطفى البطل الذي تكرم مشكوراً بالاتفاق مع الاستاذ / عادل الباز - ريئس تحرير جريدة الاحداث على نشر الرواية في حلقات ..
وتم الاتفاق ( بدون اي مقابل مادي ) على النشر في حلقات ..
كان شرطي الوحيد هو عدم تغيير او حذف اي حرف في الرواية .. ونشرها كما كتبتها بدون اي تعديلات ..

في اكتوبر 2008م بدأ النشر .. الفصل الاول ... الفصل الثاني .. الفصل الثالث ..
ثم اوقف النشر بناء على امر الرقيب ..
شعرت بالغضب ... والاسف.. والحسرة ..
وتساءلت .. لماذا اوقف النشر ؟؟ ..

كنت وما زلت أؤمن بدور الرقابة في غربلة المواد المعدة للنشر .. كإيماني بمسئولية الكاتب وقدرته على تشكيل رؤى متباينة حول ما يخطه قلمه ...
لكنني ارفض بشدة :
الرقيب الأعمى الذي لا يرى ابعد من أرنبة انفه ..
الرقيب الجاهل المتجاهل لعمق الموضوع ..
الرقيب البليد الذي لا يفرق بين الأدب و ( قلة الأدب ) ...

فالرقابة غير الواعية هي انتهاك للعقل .. وإساءة للقلم .. واستهانة بالكاتب الذي اعتصر روحه في حروفه ...
وهي أيضاً محاولة لسجن الخيال داخل زنزانة تفتقر للضوء والهواء ويسكنها العفن .. وتعمد دفن الإبداع تحت أكوام من العبارات الضيقة التي لا تغطي المفهوم الواسع لمقصد الكاتب ...

وللحديث بقية ...


للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

[font=Microsoft Sans Serif]عندما نمى الى علمي قرار المنع تساءلت ...
لماذا نكتب ؟؟!! ...
ولمن نكتب ؟؟!! ...
وكيف نكتب ؟؟!! ...
بأي لغة نكتب ؟؟!! ..
وكيف نقيّم ما نكتب ؟؟!! ..

أعترف بأن " حوش بنات ود العمدة " رواية جريئة .. لكنني اعلم علم اليقين بأنها ليست رواية ( اباحية ) أو ( خارجة ) ...
لقد ناقشت فيها مشاكل شديدة الحساسية .. ووجدت صعوبة في محاورة اللغة حتى تمنحني عبارات لائقة احكي بها مشاهد قد تصنف بأنها ( غير لائقة ) ...
ولم تخذلني اللغة .. استطعت ان اتجنب مصيدة الابتذال .. وكتبت المشاهد الصعبة بلغة سهلة ... نظيفة ... بعيدة عن الإسفاف والسوقية ...
بعد ذلك .. استجمعت كل شجاعتي لأقدم على نشرها ...
واستعصمت بكل حبال قوتي حتى استطيع الصمود في وجه رياح النقد وسهام التجريح التي كنت اعلم أنها ستطالني بوصفي إمراة تجرأت ومست ما لا يمس .. تجاوزت الخطوط الحمر الوهمية ودخلت الأماكن المحظورة ...

أثلج صدري وعي القارئ السوداني الذي تقبل ما كتبت بنفس الروح التي كتبته بها ... واندحرت مخاوفي وتقهقر قلقي أمام الحفاوة التي قوبلت بها الرواية ...
ثم ماتت فرحتي بقرار الرقيب منع النشر ... وابتدأ سيل الأسئلة عن سبب المنع .. فسالت الأقربين عن تقييمهم للحوش ...
أتاني نقد تقبلته بصدر رحب من احد أصدقائي ... وتلخص في أنني قد حشوت الرواية بكم هائل من المشاكل الصعبة التي لو قمت بتفكيكها لكتبت عنها عشر روايات أخرى ...
كان محقاً في نقده ... وكنت محقة في رؤيتي ...


وللحديث بقية ...


للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

[font=Microsoft Sans Serif]
قال الشاعر والروائي الأردني ( إبراهيم نصر الله ) صاحب رواية ( زمن الخيول البيضاء ) عندما سئل عن الكتابة ( الكتابة قادرة على إزالة صدا الروح الإنسانية ... وكتابة الرواية هي عبارة عن جدل ضفيرة من الواقع والخيال ) .
منذ بدء أول سطر كنت مدركة بأنني قد حشوت الرواية بكل الأشياء التي اعتملت في مخيلتي .. أفرغتها مرة واحدة .. خوفاً من أن تخونني شجاعتي ولا استطيع كتابتها مرة أخرى في قصص أخرى في زمان آخر ...
جدلت شخوص الحوش بضفائر من الخيال والواقع .. وكنت أحاول أن أزيل صدأ روحي ... وأضيف شيئاً إلى إنسانيتي بمشاركة شخوص واقعية موجودة في حياتنا ومن حولنا تعاني بصمت ولا تستطيع أن تفصح عن مشاكل صنفت في خانة العيب والممنوع الحديث عنه منذ زمن طويل ...

كم امرأة في مجتمعنا تعاني من الآثار الجسدية والنفسية السيئة للختان الفرعوني ؟؟!! ..
كم زوجة في مجتمعنا صامتة عن ممارسات زوجها الشاذة ؟؟ ..
كم صغير في مجتمعنا اغتصب ولم يعالج نفسيا قبل أن تكبر معه آثار اغتصابه ليكبر ويتحول هو نفسه إلى مغتصب آخر ؟؟!! ..
كم رجل في مجتمعنا اجبر على الزواج من أرملة شقيقه .. وكم امرأة أجبرت لتحل مكان أختها في حياة وفراش زوجها ؟؟!! ..
هل توجد إحصائيات عن حجم انتشار الزواج العرفي بين طلبة الجامعات ؟؟!! ...
هل صمود الحب في وجه الظروف والزمن أكذوبة وحلم ؟؟!! ..
لماذا تحكمنا العنصرية وتفرقنا العصبية ؟؟!! ...

هذه هي المحاور التي دارت حولها أحداث رواية " حوش بنات ود العمدة " ...
ظللت فترة طويلة أتساءل عن الرقيب الذي منع نشر روايتي ..
هل يا ترى كلف نفسه عناء قراءتها حتى نهايتها ؟؟!! ..
أم اكتفى بقراءة أجزاء صغيرة ثم اصدر حكمه بناء على تقديره الخاص المبني على فهم مغلوط وتصنيف مجحف بأنها رواية مثيرة وخارجة عن حدود الأدب المتعارف عليه ؟؟!! ...
هل فهم رسالتها ؟؟!! ..
أم اكتفى بقراءة سطحية تتمسك بالقشور وتأبى التعمق تحت السطح ؟؟!! ...


وللحديث بقية ...


للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
أضف رد جديد