أسلحة تصنع الحياة

Forum Démocratique
- Democratic Forum
أضف رد جديد
ÃãíÑÉ ÃÍãÏ
مشاركات: 111
اشترك في: الجمعة يونيو 10, 2005 7:31 am

أسلحة تصنع الحياة

مشاركة بواسطة ÃãíÑÉ ÃÍãÏ »

أسلحة تصنع الحياة *

"شجرة الحياة"

عندما تتحول أدوات القتل إلي مفردات ترمز للبقاء
صورة

ليست ظاهرة المعارض والتظاهرات والمحافل الثقافية التي تضع الفعل الإجتماعي موضع القلب من رسالتها الفنية بغريبة على ساحات الفنون بأشكالها المتعددة في عالمنا اليوم. لكنها بالتأكيد ظاهرة تعيدنا الى أسئلة أولية كنا نحسب أنها قد حُسمت. ففي مشهد الإنتاج الإبداعي والثقافي الأوروبي المعاصر مثلاً، يبدو أن الجدل القديم حول مقولة "الفن من أجل الفن" مقابل "الفن من أجل الحياة أوالمجتمع" الذي دخل أضابير الأكاديميا منذ عقود خلت، صار مادة مضجرة تحفل بها مقالات "تاريخ الفنون" التي يكتبها الطلاب في المعاهد الفنية وهم يشكون الملل ويسبون عطالة الأكاديميا. لكن يبدو أن الواقع الحقيقي خارج غرف الدرس يعيد طرح السؤال القديم: هل من الضروري أن يتفاعل الفن مع قضايا المجتمع ويخدمها، خصوصاً أن عملية الإنتاج الابداعي في صميمها هي عملية ذاتية يمارسها الفنان في عزلته الخاصة؟ أو بصيغة أخرى هل يكون الابداع من أجل أنتاج أعمال فنية فحسب لمتعة منتجيها ومتعاطيها أم يجب أن يتعاظم دوره ليكون أكثر انفعالاً ، تأثيراً وتأثراً، وذا مردود اجتماعي يعود بالنفع على شرائح المجتمع المتعددة؟
كان يمكننا القول بأن أوروبا الثقافية قد تجاوزت هذا السؤال، لولا أن المشهد الواسع لعالمية الفنون وتداخل الثقافات الذي تفترضه وتفرضه شروط العالم الجديد اليوم يوحي لنا بأن السؤال ربما قد ازداد تعقيداً على أقل تقدير.
تشهد العاصمة البريطانية هذه الأيام محافل وتظاهرات فنية وثقافية وسياسية متعددة تتزامن وإعلان عام 2005 عاماً للقارة الإفريقية. ومن ضمن هذه الفعاليات، تستضيف مؤسسة "المتحف البريطاني" العريقة معرضاً بعنوان "شجرة الحياة" لأربعة فنانين أفارقة هم "كريستوف كانهافاتو"، "هيلاريو ناتو"، "أدلينو صرافيم" و "فيل دوس سانتوس"، يتناول قضايا الحروب في إفريقيا ، وعلى وجه التحديد في دولة موزمبيق التي ينتمي لها الفنانون الأربع.
ويبدو واضحاً أن مؤسسة "المتحف البريطاني" العريقة ما زالت تؤمن بأن هناك اشراقات قادرة على تأكيد الدور الرائع الذي يمكن أن يلعبه الابداع الفني، ليس فقط في التناول النقدي للقضايا الإنسانية والاجتماعية فحسب، بل في المساهمة الفاعلة والمباشرة في التغيير. والحق أن الأعمال الفنية المدهشة التي يضمها المعرض، بخلفياتها الإنسانية المؤثرة التي تحكي قصة الفنانين والأفراد المشاركين في إنتاجها، تضع هذا المعرض على قائمة المعارض الأكثر أهمية خلال هذا العام.
أول ما تراه أعين زائري المتحف الذين يفوق عددهم الآلاف يومياً هو مجسم "شجرة الحياة" الذي اختاره المعرض عنواناً له. تقف "شجرة الحياة" في مكانها البارز في البهو الرئيسي لباحة المتحف البريطاني كأنما هي شاهد يتحدى الموت بالتأكيد على معاني الحياة والإستمرارية ويدعو إلي ثقافة تعزز السلام والتنمية كبديل للحرب والدمار. ولشجرة الحياة قصة ذات مغزى فريد جعلت القائمين على المتحف يفسحون لها مكاناً متميزاً من بهو المتحف الشهير. يمثل مجسم "شجرة الحياة" عملاً فنياً ضخماً لشجرة باسقة مصنوعة كلياً من قطع أسلحة يغطيها لون الصدأ مثل بندقيات (AK-47). وقد استغرق تصميم المجسم ما يقارب الثلاثة أشهر ، وساهم في التصميم الفنانون الأربعة بالتعاون مع أطفال من مجندي الحرب الأهلية في موزمبيق. قام الفنانون المشاركون بتكليف الأطفال بتجميع الأسلحة القديمة ليشرعوا بعدها في إعادة تشكيلها كمجسمات لأشكال ومواضيع فنية مختلفة من ضمنها هذه الشجرة. وكما هو واضح فإن أهمية المجسمات التي يضمها المعرض لا تكمن في قيمتها الفنية فحسب، وإنما كطرح فني اجتماعي يهدف إلي تعزيز ثقافة للسلام ونبذ الحروب، وقد تخللت عملية انتاجها الفعلية أيضاً عملاً تعليمياً وتربوياً يستهدف هذه الشريحة الإجتماعية (الأطفال المجندين) التي كانت ضحية لواحدة من أسوأ الحروب الأهلية في القارة الإفريقية. بفضل هذا المجسم والأعمال الفنية الأخرى، تحولت اسلحة الحرب الأهلية الى مفردات ترمز للبقاء، أو على اقل تقدير صارت موضوعاً لـ"برنامج لنزع السلاح" بوسيلة قد لا تفلح فيها حتى المنظمات المعنية في الوصول لمستوى نجاحها.

صورة

ولموزمبيق تاريخ طويل من الحروب كان آخرها الحرب الأهلية التي دامت ستة وعشرين عاماً والتي لم تحقن إلا مؤخراً عند إبرام اتفاقية السلام والذي شهدت ذات الشجرة التوقيع عليها والاحتفال بها.
وتعود قصة "شجرة الحياة" إلي مبادرة قام بها الأب "دوم دينيس سينجيولان" في دعوته لتأسيس مشروع يهدف إلي تحويل الأسلحة التي استخدمت في الحرب في موزمبيق إلي أدوات نافعة يستخدمها الناس في حياتهم اليومية. تقوم فكرة المشروع على تشجيع المواطنين على تسليم ما بحوزتهم من أسلحة ليستبدلونها بالمقابل بأدوات أكثر نفعاً، مثل ماكينات خياطة، أدوات بناء وغيرها.
فيما بعد، تتم معالجة تلك الأسلحة وتحول إلي قطع صغيرة لا تكون صالحة للتدمير والقتل، وتُحول بعدها عبر عمل الفنانين المشاركين إلي أعمال فنية. لعل أكثر القصص التي تبرز اقبال الناس على مبادرة الأب "سينجيولان" هي قصة تلك القرية التي سلمت ما لديها من أسلحة وقد بلغ عددها حوالي 500 قطعة سلاح مقابل جرار زراعي.
لن يغيب عن المشاهد الزائر لمعرض "شجرة الحياة" والمتأمل للأعمال الفنية المعروضة في المتحف البريطاني التناقض الظاهر في العلاقة بين مجسمات الأشجار الظليلة والطيور المغردة وبين المواد التي استخدمت في تصميمها، فهذه العلاقة بالتحديد هي ما يمنح المعرض قوته التعبيرية المؤثرة. إن قطع الأسلحة المستخدمة التي ما زالت تفوح برائحة البارود والدم قد أزهقت أرواحاً لبشر حقيقين كانوا يوماً ما يمشون بين الناس ويرتادون الأسواق. والأطفال الذين تم تكليفهم بجمع الأسلحة سبق وأن شاركوا كمجندين في الحرب، ولا بد أن مشاركتهم في هذا العمل قد أعادت ذكريات الحروب الأليمة إلي مخيلاتهم بصورة أو أخرى.
وقد علق الفنان "فيل دوس سانتوس" حول ذلك قائلاً "عادة ما تأخذ أعمالي الفنية الطابع الشخصي؛ إنني أحاول التعبير عن مشاعر أحسست بها، وأن أتحدث عن أشياء حدثت بالفعل. لذا كان التعامل مع الأسلحة كمواد خام لتصميماتي صعباً عليَّ في البداية، لأنها أعادت إلى ذاكرتي أحداث مريرة. كان من الصعب بمكان أن تتجاهل حقيقة أن هذه "الأشياء" قد تم استخدامها للقتل، بالفعل."

إن عمل الفنانين التشكيليين ضمن هذه المبادرة لنزع الأسلحة التي يقدر عددها بالملايين خلال التاريخ الدموي الطويل للحرب الأهلية الموزمبيقية والتي جلبت للقارة الأفريقية من المصانع البريطانية والأمريكية والروسية والصينية يعتبر بالطبع مساهمة مهمة لدرء خطر اندلاع حروب أخرى محتملة في هذا الجزء من العالم. انه عمل فني خلاق وجهد مؤسسي مقدر ساهمت فيه هيئات بريطانية قدمت العون المادي اللازم عن طريق مؤسساتها الثقافية العريقة مثل متحفها الذي أنشيء على خلفية التاريخ الإمبريالي لـ"بريطانيا العظمى" وهيئة الإذاعة البريطانية.
ولكن هذا المشهد الثقافي الفني برمته، الذي يتعاون فيه فنانون من ما يسمى بالعالم الثالث مع المؤسسات الثقافية لإحدى الدول العظمى القابضة على مقدرات الإنتاج الثقافي والفني وغيره في عصر العولمة، يحيلنا بالتأكيد لأسئلتنا الأولى عن علاقة الإنتاج الفني بالمجتمع ، ويحيلنا الى التعقيد الذي أشرنا إليه مسبقاً.
ويشاهد الزائر لمعرض شجرة الحياة التي ضربت جذورها في قلب المتحف البريطاني العريق مشهد التناقض الآخر الأشد فداحة:
فبينما تعلن المؤسسة السياسية البريطانية عن عام 2005 عاماً للقارة الإفريقية وتحتفل المؤسسات الثقافية الكبرى بقيم السلام، لن يغيب عن الزائر أيضاً أن ذات الدولة التي تستضيف "شجرة الحياة" المصنوعة من أسلحة الموت هي نفسها واحدة من أضخم المنتجين للأسلحة التي ساهمت وربما لا تزال في مد تلك البلاد بالأسلحة وتأجيج إوار الحروب الأهلية في أفريقيا وغيرها.
ليس هناك تعليق أفضل مما قاله الفنان التشكيلي "فيل دوس سانتوس" عن العلاقة بين الفنان وانتاجه الابداعي والسياسة وهو يعلق عن استخدامه للأسلحة لمواد خام: "أن الحديث عن البنادق لا يتم دون التطرق للسياسة، وانما هو في حد ذاته حديث سياسي".

لكن "شجرة الحياة" قد ضربت بجذورها عميقاً، وقد تعلو أغصانها على التناقضات مهما بلغت.


* تم نشره (مع بعض التعديلات) بالملحق الثقافي، الشرق الأوسط، الأحد 5 يونيو . © أميرة أحمد، 20005
حافظ خير
مشاركات: 545
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:23 pm

مشاركة بواسطة حافظ خير »

العزيزة أميرة عبدالرحمن
مشتاقين!

يذكرني مشهد فناني شجرة الحياة بالفنانين التشكليين السودانيين الشباب في منتصف/نهاية الثمانينات، فقد كانوا يمورون بالحماس والعمل – وسط الجماهير كما يقولون! – وهم يستلهمون النبض العام بعد سقوط نظام مايو.
أتفق مع ملاحظاتك المهمة في ما يتعلق بتناقضات المعرض المعني بلندن وهذه ملاحظة تنسحب على كثير من اشكال التعاون الثقافي والفني بين فناني ما يسمى بـ"العالم الثالث" والمؤسسات الأوروبية والأمريكية.
سمعت للمخرج السينمائي السنغالي عثمان سمبيني أقوال مشابهة في لقائه الأخير (the Guardian Interview) في مؤسسة الـBritish Film Institute العريقة هي الأخرى وهو يتحدث عن فيلمه الجديد الذي يُعرض في بعض صالات السينما "المتميزة" في لندن هذه الأيام. وقد قال أيضاً كلاماً في معناه أن هذه المؤسسات تساعدنا، رغم أنها تعرف أنها لن تجني المال من عرض أفلامنا! وشكرها على ذلك.
وقد يقول قائل إنه الإعتذار التاريخي والإحساس بالذنب تجاه القارة الأفريقية ، لكن يمكن للمؤسسات الأوربية أن تتكلم بالفعل عن استقلاليتها وابتعادها النسبي عن مؤسسات الدول التي تبيع السلاح!
شكراً لك...

والى لقاء.

ح.خ


صورة
شجرة الحياة في مدخل المتحف البريطاني بلندن.
آخر تعديل بواسطة حافظ خير في الأربعاء يونيو 15, 2005 4:56 pm، تم التعديل مرة واحدة.
صورة العضو الرمزية
نجاة محمد علي
مشاركات: 2809
اشترك في: الأربعاء مايو 04, 2005 1:38 am
مكان: باريس

مشاركة بواسطة نجاة محمد علي »

.

الأستاذة أميرة،
قرأت بمتعة واهتمام مقالك عن معرض "شجرة الحياة"، عن هذا الاحتفاء بالحياة والسلام والأطفال من وسط دمار الحروب. وما شغلني عن التعليق هو هذه المجابدة التي ترينها من أجل تثبيت مبادىء أولية.

شكراً لك، وألف مرحباً بك إضافةً جديدة لهذا المنبر.

نجاة


.
ÃãíÑÉ ÃÍãÏ
مشاركات: 111
اشترك في: الجمعة يونيو 10, 2005 7:31 am

مشاركة بواسطة ÃãíÑÉ ÃÍãÏ »

[b][b]العزيز جداً حافظ،

سعيدة بمرورك على البوست وعلى تلك الكلمات التي تحوي معان كثيرة. هذا على وجه الخصوص ما دأبت عليه من قراءة أعمالك ... فأنت لا تكتب إلا ما تستشعره وتعنيه ... لذا وجب أخذ كلماتك مأخذ الجـد ...

جميل أن توقظ "شجرة الحياة" في ذاكرتك مشهداً تعلم كثيراً أنني أود لو كنت إحدى الواقفين عليه !

أما التناقض الذي تلمسته في المقال، فهو تناقض يتفق تماماً وسياسات مؤسسات "الدول الكبري" تجاه أولئك الذين يتلمسون طريقهم للحضارة والتقدم وهو ما اصطلح على تسميتهم بـ "الدول النامية" ... هذه الروح الطيبة كما هو معروف لا تقتصر على مد يد العون للفنانين فحسب وإنما تمتد لتشمل مجالات أخرى مثل السياسة والاقتصاد وغيرهم ...
ويتجلي الوجه المشرق للدول المتحضرة في سعيها الحثيث للأخذ بيد الدول الأقل تحضراً لتخرجها من ظلمات الجهل وتدفع بها لأن تلحق ركب العلم والحضارة والرقي ... أما اليد الأخري التي تمد السلاح وتشعل الفتن فهي أيضاً تعمل جاهدة وفي ذات الوقت لأن يبقي الحال في "العالم الثالث" كما هو عليه إن لم يكن أسوأً ...
هذه يا عزيزي معادلة تحير في فك رموزها الكثيرين ولا زالــوا ...

ارجو أن يساعدنا القراء في هذا الأمر ...

مع شكري وتقديري العميق،،

أميرة
[/b][/b]
ÃãíÑÉ ÃÍãÏ
مشاركات: 111
اشترك في: الجمعة يونيو 10, 2005 7:31 am

مشاركة بواسطة ÃãíÑÉ ÃÍãÏ »

عزيزتي نجــاة،،

أسعدتني كثيراً كلمات ترحيبك الحارة والمعبرة ولكن ما أسعدني أكثر قبل ذلك هو كرمك الفياض في منحي عضوية "المنبر الديمقراطي لسودان الجميع" ومن ثم منحي شرف الكتابة فيه والتفاعل مع أعضائه وزائريه ...

ما ذكرتينه حول "مجابدتي" في تثبيت مبادئ أولية هو "حـق"، وقد حاولت أن أفعل ذلك من خلال ابراز ذلك التناقض الذي ذكره حافظ والذي قمت فيما بعد بالتعليق عليه في ردي. أتمني أن يتناول النقاش مستقبلا تلك النقطة المحورية ... وأرجو أن اقرأ تعليقك قريباً ...

اسمحي لي قبل أن أنصرف أن أحيك(م) على هذا الانجاز الرائع ... وأتمني أن يكون هذا الموقع المتميز بالفعل "سوداناً للجميع" ...

لك الشكر في البدء والختام ،،،

ملحوظة: لا زلت في انتظار ردك على رسالتي الالكترونية
ÕÇáÍ ãíÑÛäí
مشاركات: 1
اشترك في: السبت يونيو 18, 2005 11:37 pm

مشاركة بواسطة ÕÇáÍ ãíÑÛäí »

الأستاذة Govyazad او كما يروق للبعض منادتها بأميرة

أحدث هذا المقال اثرا جيدا في الخرطوم و تلاقفته ايادي الأصدقاء ، لكنه لم يسلم من أيادي حطابي الصحافة الذين يجوثون باليل و النهار يقطعون الفروع و الأشجار بدل أن يزرعوها ، و هم لا يقطعون نهارا بل دوما يأتون خلسة في الظلام لقطع ما تطاله ايديهم . بعد أن قرأنا مقالك في جريدة الشرق الأوسط و اعجبنا و استمتعنا به ايما استمتاع ، قرأناه بعد يومين منشورا في جريدة الأضواء مجردا من الأسم و المصدر و لقد نالنا من تنبيه الصحيفة الي هذا الخطأ الجسيم ، التقريظ من جانبهم " شكرا ملاحظتك سليمة " لكننا لم نخرج الا و نحن نحمل وعودا ظننا لهنيهه انها يمكن ان تتحقق بأن تصدر الصحيفة اعتذارا أو تنويه في احدي صفحاتها في غضون يومين.

اردت بمداخلاتي التي قدت توصف عند البعض " شتارة" ان انوه الي انه في حين كان هذا الحدث يفتح كوة ليمر الضوء من خلالها ، كان هنالك من يسرق في الظلام
آخر تعديل بواسطة ÕÇáÍ ãíÑÛäí في الخميس يونيو 23, 2005 9:52 am، تم التعديل مرة واحدة.
ÂãÇá ãÕØÝì
مشاركات: 37
اشترك في: الثلاثاء مايو 10, 2005 12:42 pm

مشاركة بواسطة ÂãÇá ãÕØÝì »

الأخت أميرة ..أهلاً بك وشكراً لك وأنت تستهلين قدومك الي هذا المنبر بمثل هذا النوع من الكتابة ..

قرأت المقال بإنتباه شديد وفي ظل كل التناقضات والمفارقات التي ذكرتيها ومثل هذه التسأولات مفيدة جداً رغم صعوبة الأجوبة عليها في أغلب الأحيان ورغم إحتمالها للعديد من الأجوبة ..كنت قد تحدثت في هذا المنبر عن فيلم شاهدته أسمه Darwin's nightmare...يطرح مثل هذه المفارقات الكبيرة عن إستغلال أوربا للإنسان الإفريقي..

أما فكرة ( الفن من أجل الفن ) ..أم من أجل ( قضايا المجتمع ) فهي فكرة أكثر تعقيداً وتشابكاً ..وهناك الكثير من الأعمال الفنية العظيمة التي قام بها أصحابها ليس لهدف معين غير الحس االفني المجرد والمتعة الجمالية فقط أو كان أصحابها يحملون أفكاراً لا تتناسب وعظمة عملهم الفني وأنسب مثال علي ذلك الكاتب الفرنسي سيلين الذي قدم أعمالاً أدبية عظيمة من حيث الشكل والأسلوب ولكن هذه العظمة الأدبية كانت تحوي بداخلها أبشّع مايمكن أن يقال من عداء للعرب واليهود والسود وتضاربت وجهات النظر النقدية فيما يتعلق بأدب سيلين هل تعاقب أفكاره الحمقاء هذه والعدوانية بمعزل عن روعة وجمال ماكتبه ..أم الإحتفاء به وباسلوبه الجديد المتميز بغض النظر عن بشاعة ماكتبه..

نعيش اليوم في زمن يهدد ببقاء الإنسان سواء من جراء الحروب أو المجاعات أو أمرأض العصر الحديثة وأظن أنه في مثل هذه الظروف يكون للفن رسالة أعظّم وهدف أسمّي لإنقاذ الإنسان من هذا البؤس والنهوض به خاصة وأننا في زمن الإتصالات والتواصل السهل والسريع مما يسهل حركة العمل الفني ..

ولدي تسأول أخر أري أنّ له علاقة بتساولأتك ويحمل وجه أخر للفن من أجل قضايا المجتمع وهموم البشر وهو يتعلق بالعمل الإبداعي الملتزم بقضية معينة كالأدب الفلسطيني مثلاً من شعر ورواية وسينما ومسرح .. هل إلتزام هذا التوع من الفنون بقضية هامّة وحسّاسه كالقضية الفلسطينية يخرجه من دائرة النقد بنفس المعايير الجمالية المتعارف عليها ويصبح تقيمّه بالجيّد أو غير الجيّد بقدر ما يخدم به القضية ...

أوكد لك إعجابي ( بشجرة الحياة )..متمنية أن توأصلي الحديث عنها ..

ولك خالص تقديري ..
.....
أمال..

ÃãíÑÉ ÃÍãÏ
مشاركات: 111
اشترك في: الجمعة يونيو 10, 2005 7:31 am

مشاركة بواسطة ÃãíÑÉ ÃÍãÏ »

صالح ... يا غـالـــي ...

أشفق عليك وأنت تستهلك طاقتك ووقتك النافع في ملاحقة "حطابي الصحابة الليلين" الذين وقعوا في براثن مرض عضال هو "مرض الكسل الذهني"، كما أسميته أنت، ولكنهم بدلاً من أن يبحثوا عن دواء لدائهم صاروا يتربصون بما ينجزه الغير فيخطفون ما تطاله يدهم ليضيفوه لرصيد انجازات "وهمي".
دعهم ... فهم لن يستطيعوا أن يخدعوا الناس طول الوقت !

شكراً لك وأنت دائماً هناك لأجلي،

أميرة
ÃãíÑÉ ÃÍãÏ
مشاركات: 111
اشترك في: الجمعة يونيو 10, 2005 7:31 am

مشاركة بواسطة ÃãíÑÉ ÃÍãÏ »

العزيزة آمال

لك الشكر والتقدير على كلمات الترحيب الرطبة وأيضاً على المداخلة القيمة جداً.
تأتين إلي مخيلتي كل يوم ... مرة لأني تأخرت في الرد على تساؤلاتك ... ومرة أخرى لأني أفكر كثيراً فيما أحاول كتابته هنا بخصوص النقاط الهامة التي أثيرتها في مداخلتك، وهذا بالضبط سبب تأخيري في الرجوع إليك!

في كل الحالات أرجو أن تقبلي عذري في هذا التأخير غير المقصود.

ٍسأعود إليك قريباً،

مع مودتي،

أميرة
ÃãíÑÉ ÃÍãÏ
مشاركات: 111
اشترك في: الجمعة يونيو 10, 2005 7:31 am

مشاركة بواسطة ÃãíÑÉ ÃÍãÏ »



العزيزة آمال ...

حديثك بما يحمله من نقاط وملاحظات هامة فتح شهيتي للمواصلة في التفكير بصوت مسموع في قضية دائماً ما تثير الكثير من الجدل ولا تحسم أبداً عند التطرق إليها وهي قضية "علاقة الفن بالمجتمع". ورغم "صعوبة التساؤلات والأجوبة" كما ذكرت في مداخلتك، فإن هذا التناول في حد ذاته هو ما يتيح لنا مساحة حوار تتفاعل فيها رؤى ووجهات نظر متنوعة تثري النقاش وتعمق فهمنا وتفتح لنا آفاق جديدة.

هذا القول ينطلي أيضاً على العديد من القضايا الجدلية التي وحتى بعد الاستفاضة في تناولها لا نصل إلي نتائج شافية تمكنا من حل الإشكالية، كأن تكون لنا القدرة أن نجيب على أسئلة بسيطة تتطلب اجاباتها "نعم" أو "لا". لذلك يا عزيزتي دعينا نستمد اشباعنا من عملية الحوار نفسها وهي لعمري متعة لا تضاهيها متعة أخرى!

لا أزعم أن لي القدرة على الحديث عن الفن من منظور نقدي متعمق ولكنها مجرد أفكار نطرحها للنقاش، فعلاقتي بالفن تندرج تحت فئة "الجمهور" المحب للفن، والمتفاعل أحياناً معه، الذي ينتمي للمجتمع ويهتم بشئونه وقضاياه. ربما كان هذا هو الدافع الذي لفت انتباهي لقصة "شجرة الحياة" كما جاءت في المقال. هذا المشروع الذي كانت إحدى ثماره النضرة مجسم "شجرة الحياة" قد استطاع بالفعل، في رأيي، أن يحقق المعادلة الصعبة .. بأن قدم فناً راقياً وفي ذات الوقت طرح نموذجاً طيباً يدعو لمعاني السلام والاحتفاء بالحياة من خلال الفن والابداع.

والعمل الإبداعي سواء كان بهدف ترقية الحس الفني أو بهدف الانخراط المباشر في عمل اجتماعي هو وسيلة من وسائل الاتصال بين "المبدع" و "الاخرون" في إطار اجتماعي معين. فالعمل الابداعي حتى لو أنجز بعيداً في "عزلة الفنان" فإنه لا ينفصل عن تأثره بالمحيط.

وإذا افترضنا أن (الفنان – العمل الفني – المحيط الاجتماعي) هي العناصر المكونة للعملية الابداعية. فلابد أن هناك مسوغات تنظم التواصل بين تلك العناصر وتفاعلها معاً حتى تكتمل أركان العملية الابداعية. تصاغ وسيلة الاتصال تلك وفق أطر قد تكون "ممنهجة" أو "غير ممنهجة". فهناك الفنان الواعي الذي يعي بمجتمعه المحيط وبالتالي يحاول التعبير عنه بدافع ينبع من داخله، وهناك من يتهافت من أجل مصالح شخصية ضيقة. لذلك يتباين منهج الفنان ليس فقط في انتاجه الفنية ولكن أيضاً بصياغة وسيلة اتصاله بالآخرين. ... ما أردت أن أقوله أن لوعي الفنان ومواقفه السياسية والفلسفية الدور الأكبر في تحديد الدور الذي يمكن أن يلعبه الفن في خدمة قضايا المجتمع.

لم أقرأ للكاتب الفرنسي "سيلين" من قبل ولكني افترض ايضاً أنه ربما قد يري بأن له رسالة و رؤية معينة يعبر فيها من خلال أعماله عن فئة الناس؟! فهو على حد قولك قد أساء للعرب واليهود والسود. وهذا في حد ذاته موقف وقضية تبناها الكاتب، هي بالطبع ليست قضية حق لأنها ضد المبادئ الإنسانية التي تدعو للحق والعدل والمساواة. لاا أدري هل يحق الاحتفاء به أم عقابه، ولكني لا استطيع تصور أن هناك من يمكنه تذوق "فن" يدعو لتحقير الآخرين وبث روح العداوة والبغضاء ضدهم!

أما بخصوص سؤالك حول "الأدب الفسطيني" من حيث التزامه بقضية هامة وحساسة مثل "قضية فلسطين" وما إذا كان هذا الالتزام يخضع المنتج الفني وصاحبه للنقد السياسي والاجتماعي دون النقد الفني باعتبار أن الرسالة السياسية الاجتماعية هي أهم ما يشكل الغاية والأولويات. فأنا أعتقد أنه لا غضاضة من أن ينفعل الفنان مع هموم شعبه ويعبر عن معاناته من خلال أعماله الفنية، بل أري ضرورة ذلك، ربما تكون تلك هي الوسيلة الأنسب للفنان في نضاله ضد الظلم والاحتلال كما يحدث في فلسطين. ولكن هل هناك ضوابط ومحددات تلزم الفنان الفلسطيني بمنهج تعبيري بعينه دون الآخر. لا أعتقد ذلك فرغم أن القضية واحدة، إلا أن الفنان هو الشخص المسئول عما ينتجه، فما يأتي لمخيلة الفنان ويمارسه بالفعل ابداعياً هو ملكاً خاصاً له وهو مسئوليته، ولا أعتقد أن هناك مايمنع الفنان من أن ينتج فناً جيدا، وفقاً ًلمعايير التذوق الجمالي والنقد الفني، حتى إذا تناولت أعماله موضوعات مثل الحروب والتعذيب وغيرهما. فالأعمال الفنية لناجي العلي ومحمود درويش وسميح القاسم وفيروز ومارسيل خليفة، على سبيل المثال، كلها تعطينا نموذج جيد لفن مبدع وراق وملتزم بقضية مجتمعية في ذات الوقت، ولا ابالغ اذا قلت بأن هذا النوع من الجدية والالتزام ربما يكون هو ما أضفي على هؤلاء المبدعون وأعمالهم هذه الشعبية والانتشار والتقدير الذي يحظون به حالياً.

أنا أيضاً أؤمن كثيراًبدور الفن كأداة فعالة في توضيح مفاهيم تحيط بالإنسان وقد لا يتمكن من استيعابها إلا بطرق فنية مبتكرة. فالفن طريق للمعرفة، مساويًا للطرق الأخرى التي يتوصل بها الإنسان لفهم ما يحيط به". ولذلك أتفق معك تماماً في أن زمن مثل زمننا هذا لا زال يعاني فيه الإنسان بما يهدد بقائه ولازالت الهمجية هي المنطق السائد، يبقى للفن دور هام وحيوي ليلعبه في نشر الوعي والدعوة لقيم العدل والسلام والمساواة ومن ثم إنقاذ البشرية من كل هذه الويلات.

كلما أري "شجرة الحياة الموزمبيقية" أتمني كثيراً لو رأيت أخرى سودانية؟ ما رأيك؟

لكل كل الود والتحايا وأتمني أن نتواصل دائماً ،،

أميرة
ÃãíÑÉ ÃÍãÏ
مشاركات: 111
اشترك في: الجمعة يونيو 10, 2005 7:31 am

مشاركة بواسطة ÃãíÑÉ ÃÍãÏ »

الأعزاء:

"كلما أري "شجرة الحياة الموزمبيقية" أتمني كثيراً لو رأيت أخرى سودانية؟ ما رأيكم/ن؟"

لازلت أحلم "بشجرة حياة سوادنية" أسوة بما حدث في موزبيق كما سبق وأن أسلفت في المقال. أعتقد أن السودان الآن بحاجة من أي وقت مضي، لتصور وتنفيذ برامج خلاقة لـ "نزع الأسلحة عن المدنيين والأطفال"، هل هناك مبادرات أو تصورات بهذا الصدد؟

للجميع خالص الود والاحترام،

أميرة
أضف رد جديد