كرة القدم ندم ..و خلافه

Forum Démocratique
- Democratic Forum
ÇáäæÑ ÃÍãÏ Úáí
مشاركات: 552
اشترك في: الأربعاء يناير 27, 2010 11:06 am

[اسطورة .. في زمان خلوٍ من الاساطير

مشاركة بواسطة ÇáäæÑ ÃÍãÏ Úáí »

[align=right][size=18]اسطورة .. في زمان خلوٍ من الاساطير

كانت الأجساد برية، هائمة في الفضاء الفسيح،
كانت الأشجار برية قابلة لصفاء المديح
كانت الريح برية
والكلام شحيح
كان جسد الانسان بريئاً، وحاجاته متواضعة وكانت الطبيعة ثمينة وسخية، اذا جاع الجسد، مد ذراعه وتناول من قطوف الطبيعة الدانية، أو انثنى وتناول مما على اديمها من خير، وحين احتاج ان ينوع اختياراته، انتزع قناة، أؤ استن حجراً . وهكذا بدأ يطور آلاته، ووسائطه، والتي هي امتداد لوسائطه الطبيعية، فبدل رجله، كانت المركبات الفضائية وبدل عينه، كانت التلسكوبات الهائلة .. وهكذا . لم يع الإنسان حاجاته لاستغلال محيطه فحسب، ولكنه وعي جسده، ليس كوسيط لتلبية حاجاته المادية، ولكن كخامة قابلة لتشكيل جمالي محض، وهكذا اخضع هذا الجسد للدراسة والتشريح، والبحث الجاد، وبدا التعرف الى القوانين الخاصة بهذا الجسد، وظهرت قوانين كمال الاجسام، وقوانين جمال الجسم الانساني . وما يحدث في في الدورات اريضية المتنوعة هو استجماع لما وصل اليه الانسان في مجال وعي الجسد . هنا مهرجان هائل لدراما التشكيل الجسدي، يتبدى أكثر ما يتبدى في الألعاب الأرضية وألعاب الجمناستك . هنا الجسد غير الجسد الذي نعرفه، والمكون من هيكل عظمي يكسوه اللحم والشحم، الجسد هنا من خامة غير التي نعرف، بعد ان وعاها الانسان جيداً، وأخضعها بعقله لتمارين قاسية، ولضبط هندسي، فأخرج منها كل ما هو مدهش ومثير . فأنت حين تراقب جسداً لم يتعد عره الأربعة عشر عاماً، تداهمك الدهشة، وأنت تلحظه يتحرك على ذلك المستطيل الأزرق، أو يتموج فوق المتوازيات، يغيب عنك كل ما تعرفه عن الجسد، هنا خامة طبعة، تثير فيك اقصى درجات الترقب الترف والإثارة، ما تعجز عنه امتن التصميمات الدرامية، وتنسى عندها تفاصيل الجسد التي يمليها واقعك المتخلف عن » الجسد العيب «. أنت تخاف حين يبلغ الجسد أعلى درجات الاثارة، تخاف ان يخطئ فيصاب، أو يخطئ فيخزل، ويتخرب المشهد الدرامي الرائع . ثم تصاب بفرح غامض حين يبلغ الجسد الرائع تفوقه على توقعاتك . وفي غمرة ذلك كله تضبط نفسك متلبساً بدرجة عالية من الانتباه والمتابعة، قل ان تتوافر لك في يومك المكرور والميت، ومتلبساً ايضاً بمتعة نادرة جراء هذا الابهار الجسدي . أنت لا تعرف القوانين التي تحكم حركة ذلك الجسد، ولا تعرف ايضاً القوانين التي وضعها المنظمون لضبط امتيازها .. انت إنسان سالب حتى في تلقيك .. ولكن كل تلك الأمية التي تسكنك لم تمنعك من المتابعة والاستماع . الأكثر ادهاشاً، هو ذلك التركيز الذهني المثير، لصاحب ذلك الجسد، هو يفكر في زمن خاص، ومرجعية ثقافية خاصة، ايضاً، وحين ينجح المخرج التلفزيوني في التقاط لقطة مغرية لوجه أحد اللاعبين، هناك تقرأ انتباهاً فريداً، واستجماعاً لطاقات الذهن وإرسالها باتجاه الجسد الطيع، مما يبرر كل ذلك الدهش والإثارة . وتبدأ الأسئلة الميحرة تلاحقك، هل هذا جسد حقاً ومن لحم ودم؟ وهل الجسد حقاً قابل لهذا التشكيل المثير؟ وبالرغم من انك لا تشك في ان ما تراه هو نقل مباشر لوقائع حية، كل هذا لم يمنع هذه الاسئلة التقريرية من مداهمتك ذلك لأن مرجعيتك الثقافية في مجال وعي الجسد، جد متواضعة، ولا يزال مفهوم الجسد » العيب « يلاحقك، فأنت لا ترى في جسدك إلا عورة، ولا ترى في الجسد الآخر إلا ما يثير فيك غرائز كائنات قاع الهرم الحياتي . وحين تترك المشاهدة، وتراجع حصيلة انجازات تلك الاجساد الرائعة، تصاب بالإحباط والحسرة، هذا المشهد لا يخصك، الممتازون من أوروبا وأمريكا وأمريكا اللاتينية ونمور آسيا، أما انت فغائب عن هذا المشهد الاحتفالي الرائع للجسد . وتلاحقك الأسئلة الحارقة والصعبة، لماذا؟ ترى هل أجسادنا من بازلت، وأجسادهم من صلصال؟ ترى هل دمهم من حرير ودمنا من قصدير؟ ثم يقتحم عليك المشهد كونفشيوس » اذا انت أطلقت سهماً، ولم يصب الهدف فارجع لنفسك « ، فترفع قبعتك، أو قطرتك .. أو عمامتك، أو حتى فروة رأسك، سيان، احتراماً له . ليس هذا كل ما في المشهد من بهجة
ولكن
ومنذ ان وعى الإنسان الآرى محيطة وقوانين السيطرة عليه، أو نهبه بالأحرى، وما فتئ ينهك الطبيعة، والفضاء والإنسان، حتى التهمت الامطار الحمضية الغلاف الاخضر للكرة الأرضية، وثقبت الغازات المتصاعدة من المصانع طبقةا لأزون ونفذت الحروب والمجاعات بالملايين من البشر، وما تبقى من جسد انساني أصيب بنقص المناعة . هل سلم هذا الوعي المستنير بالجسد من الاستغلال الآرى؟
لقد اربطت الالعاب الرياضية بأهداف انسانية راقية، تتلخص في « ضبط طاقات الشباب لألعاب رياضية سلمية بدلا من النزاعات والحروب ودعم التفاهم البشري، بدلاً من الخلافات، والعصبيات عبر الحدود ، علاوة على تشجيع الألعاب الرياضية على مستوى الهواة والمحترفين ». هل كانت هذه الأهداف الانسانية الراقية على أجندة منظمي الدورات ولامواسم الرياضية؟
الإجابة قد لا تتسع للإيجاب ، فما زالت خاصية الاستقلال الارية الرأسمالية هي المهيمنة على فكر منظمي هذه الدورات والمناسبات حتى أطلق عليها بعض المراقبين « الشركة العالمية لتسويق الألعاب الرياضية » وقد تمكنت هذه الهئات والنظمات العالمية المشرفة علي الرياضة « من تطوير وعي مميز بالجسد ، ومن استقلال هذا الجسد مادياً ، في الوقت نفسه، بما يتنافى ودلالات هذا الوعي الإنسانية، وأهداف الألعابالريتضية الراقية . إذن
أين نحن من هذا المشهد بطريقية السلبي والإيجابي؟
وبتحويل نظرنا الي كرة القدم ، والتي هي احدي هذه النشاطات التي تقدم دراما تشكيلية بخامة الجسد ، عالية المنفعة ، وشديدة الاثارة ، وجاذبة بشكل ملفت .
ان كرة القدم تسثمر ما اشار اليه الاخ الدكتور النور حمد في مقالاته « لماذا يصحو مارد الهضبة ، ويغفو مارد السهل ؟! » بالذكاء الرياضي ، علي مستوي الممارسين . وهي في ذلك تقدم نماذج من الكاتبين باقدامهم ، متعة غاية في الفاعلية . وهم يقدمون من فنون المتعة والإثارة والترقب ، ما لا يصلح تلقيه إلا بالعين . وهم يستخدمون ذكائهم الكروي في تطويع كل حواسهم وتوجيهها باتجاه القدم لتقوم بهذا العمل الجبار ، متفوقة علي اليد ، التي تعتبر ، تاريخياً ، صانعة الحضارة ، بل وعلي الحواس الاخري ، في منجزها الكروي هذا . لدرجة ان اللاعب الذي يحرس المرمي ، والذي تسمح له قوانين اللعبة باستخدام يديه من التصدي لفعل القدم .
كما ان التشكيل العام ، والذي تنتجه كرة القدم ،لو تصورنا اللاعبين اقلاماً ، ومسند الملعب الحشيشي ورقاً ، واجرينا رصداً لحركة هذه الاقلام البشرية علي هذا المسند ،لحصلنا علي عمل تشكيلي يتجدد في كل ثانية علي مدي زمن المباراة ، ويبقي المسند قابلاً للمزيد .
كما ان العمل الذي يقوم به جسد هذا اللاعب تجاه الكرة ، ، لحظة استلامها يضمر من الترقب والإثارة ما هو غير قابل للتوقع ، مما يجعل للمتعة بقية .
ان لاعب كرة القدم ، هو كاتب ، يكتب بالكرة علي مسند الحشيش ، شعراً ونثراً ونكاتاً ، وقصصاً قصيرة ، بحساب زمن المباراة ، وقد يكتب بعض البذآءات ، والاحاجي والاغاليط ، بهذه اللغة التي لم ترصد من قبل علماء اللغات .
ونحن لو القينا نظرة علي الفوارق المهارية بين لاعبي الدول المتقدمة ، وبين لاعبي الدول المتخلفة كروياً ، لرأينا فروقاً في امتلاك هذه اللغة ، وفي استخدامها في الكتابة الكروية .
فلاعبو الدول المتقدمة قد يكتبون شعراً ، ونثراً فنياً ، ونكات بلاغية ،باعتبار ما تقدمه لهم دولهم من امكانيات لاجادة هذه اللغة . في حين نجد ان لاعبي الدول المتخلفة ، وللاسباب المعاكسة تماماً ، نجدهم يلثغون ، ويتأتؤن بل وعييون ،في استحدام هذه اللغة .
وفي مباريات التعبير في هذه اللغة ، نجدهم يحصلون علي درجات متدنية ، في ما يعبر عنه بلغة الهزيمة ، وتقل المتعة والإثارة في المباريات التي يكونون طرفاً فيها ، وبالتالي يقل المشجعون ، وبالتالي تتدني امكانية تجميعهم حول ايّ شأن اخر غير كرة القدم ، وربما انزاح هذا الاستنتاج علي الواقع عموماً .
كل الاعمال العظيمة في الشعر والرسم والعلوم ، وفي النشاط الانساني عموماً ، تدهمك بالمفاجأة خين تصلك بما ليس عندك، من صور واخيلة ، وتعابير مدهشة ، مما ينتجه الخيال . وكذلك كرة القدم تخذل توقعك وتتقدمه بما ينجزه الخيال الكروي ، وهنا مكمن الإثارة والمتعة ، وما يفعله من دعم عملية التحلق .
ولذلك ، حين نشاهد ملعباً كبيراً يضم مئات الالاف من متابعي هذه الساحرة ، نلحظ مشتركاً بينهم جميعاً من حيث التركيز ، والمتابعة ،والتعبير المشترك عن كل هذا الدهش ، بصورة جماعية ، وقد يصل الامر الي . وذلك علي مدي زمن المباراة ، فكأنك امام امة كروية، بطموحات مشتركة واحلام مشتركة . وفوق ذلك هم يبذلون الكثير وبطيب خاطر في دعم اللاعبين والاندية ، وفي دفع تكاليف هذه المتعة ، والتي تفرضها هيئات اسثمار هذه اللعبة .
فلو حسبنا لصالح هذه اللعبة ما تفعله من تجميع لهذه الكتل الشرية الهائلة علي مختلف مشاربها ،لحسب ذلك في ميزان حسناتها ،ولوجدنا انها تقدم نموذجاً لقدرة نشاط انساني علي تفعيل مشتركات جادة بين البشر . ولا يتوقف امر التجميع هذا علي المشاهدين المباشرين ، بل يتعداه الي مليارات البشر الذين يتحلقون حول هذه المستديرة الساحرة ، حتي انني اشك ان كون الارض كروية ، له علاقة بكرة القدم .
الي هنا ويطرأ اكثر من سؤال .
ما الذي في كرة القدم من سحر حتي تلتف حولها كل هذه الكتل البشرية ؟
وهل يمكن فك شفرة هذا السحر ؟
وإذا فككناها ، هل يمكن جرها الي مناطق ابداعية اخري ، بحيث يمكن تمديد هذا التحلق لمصلحة التقدم والسلام ، والخير والمنفعة العامة ولنفي القهر ، والظلم ، والاستبداد ؟
هل يمكن تجييرها لمصلحة الحرية ؟
ما زال في الخاطر الكثير عن هذه الاسطورة المستديرة
ولعل لملانا حسن ما يفيدنا به ، ويفيدالقراء والمتابعين ،في مسألة دراما التشكيل الجسدي الذي تبذله كرة القدم .
ÇáäæÑ ÃÍãÏ Úáí
مشاركات: 552
اشترك في: الأربعاء يناير 27, 2010 11:06 am

[اسطورة .. في زمان خلوٍ من الاساطير

مشاركة بواسطة ÇáäæÑ ÃÍãÏ Úáí »

[align=right][size=18]اسطورة .. في زمان خلوٍ من الاساطير

كانت الأجساد برية، هائمة في الفضاء الفسيح،
كانت الأشجار برية قابلة لصفاء المديح
كانت الريح برية
والكلام شحيح
كان جسد الانسان بريئاً، وحاجاته متواضعة وكانت الطبيعة ثمينة وسخية، اذا جاع الجسد، مد ذراعه وتناول من قطوف الطبيعة الدانية، أو انثنى وتناول مما على اديمها من خير، وحين احتاج ان ينوع اختياراته، انتزع قناة، أؤ استن حجراً . وهكذا بدأ يطور آلاته، ووسائطه، والتي هي امتداد لوسائطه الطبيعية، فبدل رجله، كانت المركبات الفضائية وبدل عينه، كانت التلسكوبات الهائلة .. وهكذا . لم يع الإنسان حاجاته لاستغلال محيطه فحسب، ولكنه وعي جسده، ليس كوسيط لتلبية حاجاته المادية، ولكن كخامة قابلة لتشكيل جمالي محض، وهكذا اخضع هذا الجسد للدراسة والتشريح، والبحث الجاد، وبدا التعرف الى القوانين الخاصة بهذا الجسد، وظهرت قوانين كمال الاجسام، وقوانين جمال الجسم الانساني . وما يحدث في في الدورات اريضية المتنوعة هو استجماع لما وصل اليه الانسان في مجال وعي الجسد . هنا مهرجان هائل لدراما التشكيل الجسدي، يتبدى أكثر ما يتبدى في الألعاب الأرضية وألعاب الجمناستك . هنا الجسد غير الجسد الذي نعرفه، والمكون من هيكل عظمي يكسوه اللحم والشحم، الجسد هنا من خامة غير التي نعرف، بعد ان وعاها الانسان جيداً، وأخضعها بعقله لتمارين قاسية، ولضبط هندسي، فأخرج منها كل ما هو مدهش ومثير . فأنت حين تراقب جسداً لم يتعد عره الأربعة عشر عاماً، تداهمك الدهشة، وأنت تلحظه يتحرك على ذلك المستطيل الأزرق، أو يتموج فوق المتوازيات، يغيب عنك كل ما تعرفه عن الجسد، هنا خامة طبعة، تثير فيك اقصى درجات الترقب الترف والإثارة، ما تعجز عنه امتن التصميمات الدرامية، وتنسى عندها تفاصيل الجسد التي يمليها واقعك المتخلف عن » الجسد العيب «. أنت تخاف حين يبلغ الجسد أعلى درجات الاثارة، تخاف ان يخطئ فيصاب، أو يخطئ فيخزل، ويتخرب المشهد الدرامي الرائع . ثم تصاب بفرح غامض حين يبلغ الجسد الرائع تفوقه على توقعاتك . وفي غمرة ذلك كله تضبط نفسك متلبساً بدرجة عالية من الانتباه والمتابعة، قل ان تتوافر لك في يومك المكرور والميت، ومتلبساً ايضاً بمتعة نادرة جراء هذا الابهار الجسدي . أنت لا تعرف القوانين التي تحكم حركة ذلك الجسد، ولا تعرف ايضاً القوانين التي وضعها المنظمون لضبط امتيازها .. انت إنسان سالب حتى في تلقيك .. ولكن كل تلك الأمية التي تسكنك لم تمنعك من المتابعة والاستماع . الأكثر ادهاشاً، هو ذلك التركيز الذهني المثير، لصاحب ذلك الجسد، هو يفكر في زمن خاص، ومرجعية ثقافية خاصة، ايضاً، وحين ينجح المخرج التلفزيوني في التقاط لقطة مغرية لوجه أحد اللاعبين، هناك تقرأ انتباهاً فريداً، واستجماعاً لطاقات الذهن وإرسالها باتجاه الجسد الطيع، مما يبرر كل ذلك الدهش والإثارة . وتبدأ الأسئلة الميحرة تلاحقك، هل هذا جسد حقاً ومن لحم ودم؟ وهل الجسد حقاً قابل لهذا التشكيل المثير؟ وبالرغم من انك لا تشك في ان ما تراه هو نقل مباشر لوقائع حية، كل هذا لم يمنع هذه الاسئلة التقريرية من مداهمتك ذلك لأن مرجعيتك الثقافية في مجال وعي الجسد، جد متواضعة، ولا يزال مفهوم الجسد » العيب « يلاحقك، فأنت لا ترى في جسدك إلا عورة، ولا ترى في الجسد الآخر إلا ما يثير فيك غرائز كائنات قاع الهرم الحياتي . وحين تترك المشاهدة، وتراجع حصيلة انجازات تلك الاجساد الرائعة، تصاب بالإحباط والحسرة، هذا المشهد لا يخصك، الممتازون من أوروبا وأمريكا وأمريكا اللاتينية ونمور آسيا، أما انت فغائب عن هذا المشهد الاحتفالي الرائع للجسد . وتلاحقك الأسئلة الحارقة والصعبة، لماذا؟ ترى هل أجسادنا من بازلت، وأجسادهم من صلصال؟ ترى هل دمهم من حرير ودمنا من قصدير؟ ثم يقتحم عليك المشهد كونفشيوس » اذا انت أطلقت سهماً، ولم يصب الهدف فارجع لنفسك « ، فترفع قبعتك، أو قطرتك .. أو عمامتك، أو حتى فروة رأسك، سيان، احتراماً له . ليس هذا كل ما في المشهد من بهجة
ولكن
ومنذ ان وعى الإنسان الآرى محيطة وقوانين السيطرة عليه، أو نهبه بالأحرى، وما فتئ ينهك الطبيعة، والفضاء والإنسان، حتى التهمت الامطار الحمضية الغلاف الاخضر للكرة الأرضية، وثقبت الغازات المتصاعدة من المصانع طبقةا لأزون ونفذت الحروب والمجاعات بالملايين من البشر، وما تبقى من جسد انساني أصيب بنقص المناعة . هل سلم هذا الوعي المستنير بالجسد من الاستغلال الآرى؟
لقد اربطت الالعاب الرياضية بأهداف انسانية راقية، تتلخص في « ضبط طاقات الشباب لألعاب رياضية سلمية بدلا من النزاعات والحروب ودعم التفاهم البشري، بدلاً من الخلافات، والعصبيات عبر الحدود ، علاوة على تشجيع الألعاب الرياضية على مستوى الهواة والمحترفين ». هل كانت هذه الأهداف الانسانية الراقية على أجندة منظمي الدورات ولامواسم الرياضية؟
الإجابة قد لا تتسع للإيجاب ، فما زالت خاصية الاستقلال الارية الرأسمالية هي المهيمنة على فكر منظمي هذه الدورات والمناسبات حتى أطلق عليها بعض المراقبين « الشركة العالمية لتسويق الألعاب الرياضية » وقد تمكنت هذه الهئات والنظمات العالمية المشرفة علي الرياضة « من تطوير وعي مميز بالجسد ، ومن استقلال هذا الجسد مادياً ، في الوقت نفسه، بما يتنافى ودلالات هذا الوعي الإنسانية، وأهداف الألعابالريتضية الراقية . إذن
أين نحن من هذا المشهد بطريقية السلبي والإيجابي؟
وبتحويل نظرنا الي كرة القدم ، والتي هي احدي هذه النشاطات التي تقدم دراما تشكيلية بخامة الجسد ، عالية المنفعة ، وشديدة الاثارة ، وجاذبة بشكل ملفت .
ان كرة القدم تسثمر ما اشار اليه الاخ الدكتور النور حمد في مقالاته « لماذا يصحو مارد الهضبة ، ويغفو مارد السهل ؟! » بالذكاء الرياضي ، علي مستوي الممارسين . وهي في ذلك تقدم نماذج من الكاتبين باقدامهم ، متعة غاية في الفاعلية . وهم يقدمون من فنون المتعة والإثارة والترقب ، ما لا يصلح تلقيه إلا بالعين . وهم يستخدمون ذكائهم الكروي في تطويع كل حواسهم وتوجيهها باتجاه القدم لتقوم بهذا العمل الجبار ، متفوقة علي اليد ، التي تعتبر ، تاريخياً ، صانعة الحضارة ، بل وعلي الحواس الاخري ، في منجزها الكروي هذا . لدرجة ان اللاعب الذي يحرس المرمي ، والذي تسمح له قوانين اللعبة باستخدام يديه من التصدي لفعل القدم .
كما ان التشكيل العام ، والذي تنتجه كرة القدم ،لو تصورنا اللاعبين اقلاماً ، ومسند الملعب الحشيشي ورقاً ، واجرينا رصداً لحركة هذه الاقلام البشرية علي هذا المسند ،لحصلنا علي عمل تشكيلي يتجدد في كل ثانية علي مدي زمن المباراة ، ويبقي المسند قابلاً للمزيد .
كما ان العمل الذي يقوم به جسد هذا اللاعب تجاه الكرة ، ، لحظة استلامها يضمر من الترقب والإثارة ما هو غير قابل للتوقع ، مما يجعل للمتعة بقية .
ان لاعب كرة القدم ، هو كاتب ، يكتب بالكرة علي مسند الحشيش ، شعراً ونثراً ونكاتاً ، وقصصاً قصيرة ، بحساب زمن المباراة ، وقد يكتب بعض البذآءات ، والاحاجي والاغاليط ، بهذه اللغة التي لم ترصد من قبل علماء اللغات .
ونحن لو القينا نظرة علي الفوارق المهارية بين لاعبي الدول المتقدمة ، وبين لاعبي الدول المتخلفة كروياً ، لرأينا فروقاً في امتلاك هذه اللغة ، وفي استخدامها في الكتابة الكروية .
فلاعبو الدول المتقدمة قد يكتبون شعراً ، ونثراً فنياً ، ونكات بلاغية ،باعتبار ما تقدمه لهم دولهم من امكانيات لاجادة هذه اللغة . في حين نجد ان لاعبي الدول المتخلفة ، وللاسباب المعاكسة تماماً ، نجدهم يلثغون ، ويتأتؤن بل وعييون ،في استحدام هذه اللغة .
وفي مباريات التعبير في هذه اللغة ، نجدهم يحصلون علي درجات متدنية ، في ما يعبر عنه بلغة الهزيمة ، وتقل المتعة والإثارة في المباريات التي يكونون طرفاً فيها ، وبالتالي يقل المشجعون ، وبالتالي تتدني امكانية تجميعهم حول ايّ شأن اخر غير كرة القدم ، وربما انزاح هذا الاستنتاج علي الواقع عموماً .
كل الاعمال العظيمة في الشعر والرسم والعلوم ، وفي النشاط الانساني عموماً ، تدهمك بالمفاجأة خين تصلك بما ليس عندك، من صور واخيلة ، وتعابير مدهشة ، مما ينتجه الخيال . وكذلك كرة القدم تخذل توقعك وتتقدمه بما ينجزه الخيال الكروي ، وهنا مكمن الإثارة والمتعة ، وما يفعله من دعم عملية التحلق .
ولذلك ، حين نشاهد ملعباً كبيراً يضم مئات الالاف من متابعي هذه الساحرة ، نلحظ مشتركاً بينهم جميعاً من حيث التركيز ، والمتابعة ،والتعبير المشترك عن كل هذا الدهش ، بصورة جماعية ، وقد يصل الامر الي . وذلك علي مدي زمن المباراة ، فكأنك امام امة كروية، بطموحات مشتركة واحلام مشتركة . وفوق ذلك هم يبذلون الكثير وبطيب خاطر في دعم اللاعبين والاندية ، وفي دفع تكاليف هذه المتعة ، والتي تفرضها هيئات اسثمار هذه اللعبة .
فلو حسبنا لصالح هذه اللعبة ما تفعله من تجميع لهذه الكتل الشرية الهائلة علي مختلف مشاربها ،لحسب ذلك في ميزان حسناتها ،ولوجدنا انها تقدم نموذجاً لقدرة نشاط انساني علي تفعيل مشتركات جادة بين البشر . ولا يتوقف امر التجميع هذا علي المشاهدين المباشرين ، بل يتعداه الي مليارات البشر الذين يتحلقون حول هذه المستديرة الساحرة ، حتي انني اشك ان كون الارض كروية ، له علاقة بكرة القدم .
الي هنا ويطرأ اكثر من سؤال .
ما الذي في كرة القدم من سحر حتي تلتف حولها كل هذه الكتل البشرية ؟
وهل يمكن فك شفرة هذا السحر ؟
وإذا فككناها ، هل يمكن جرها الي مناطق ابداعية اخري ، بحيث يمكن تمديد هذا التحلق لمصلحة التقدم والسلام ، والخير والمنفعة العامة ولنفي القهر ، والظلم ، والاستبداد ؟
هل يمكن تجييرها لمصلحة الحرية ؟
ما زال في الخاطر الكثير عن هذه الاسطورة المستديرة
ولعل لملانا حسن ما يفيدنا به ، ويفيدالقراء والمتابعين ،في مسألة دراما التشكيل الجسدي الذي تبذله كرة القدم .
صورة العضو الرمزية
محسن الفكي
مشاركات: 1062
اشترك في: الثلاثاء مارس 17, 2009 12:54 am
مكان: ميدان الخرطوم

مشاركة بواسطة محسن الفكي »

ياسر زمراوي كتب:اقول ذلك وانا احب ان اتحدث عن مالم يتحدث عنه الكثير من من ردوا فى هذا البوست
وهو جمالية التناسق الخلقى والتكوينى , فى عملية كرة القدم كمباراة تبدا بصافرة الحكم واحب ان اتحدث عنها كشاعر بعد مقدمتى الاولى , واعنى بالجمالية الشكل الجميل فى حال ان المبارة اعد لها بان يكون الفريقين كل حدة

يا ياسر زمراوي ، سلام وتحية.
لو "باسيلي" ما كتب إلا(( فإذا كانت العلوم والفنون هى مجالات إشباع الرّغبة في الجمال لدى الخّاصة والمتعلمين ،فإن كرة القدم هى مجال إشباع التوق الى الجمال لدى عامة البشر أجمعين .)) لكفاه ذلك حديثا عن جمالية كرة القدم .
هذا قبل أن يأتى من بعد النور أحمد علي،ليعزف سيمفونيته الخاصة بالجمال.
عموما استمتعت جدا بشاعريتكما. وادناه الى اليسار تصاوير الفنان حسن موسى ،قبل التعديل إلى اليمين ..كاس العالم جنوب أفريقيا 2010.

صورةصورة

______________________

المصدر

https://www.sudan-forall.org/The-good-man-game.pdf

https://sudan-forall.org/forum/viewtopic ... 7bad#40217
ياسر زمراوي
مشاركات: 1359
اشترك في: الاثنين فبراير 05, 2007 12:28 pm

مشاركة بواسطة ياسر زمراوي »

عزيزى محسن الفكى
شكرا لهذا الامتاع المختصر , الاختصار الممتع لكتابتى التى استطصحبت فيها القراء وكأننى احاول ان انقل مابداخلى
وشكرا لانك اسعدتنى , يعنى اهو نحن بنقول كلام بيقولوهو خواججججججججات
لووووووووو
تحياتى وتحياتى للاستاذ حسن موسى على لوحاته
وولاستاذ النور احمد لتنضيده الدرامى للعملية الكروية كحركة جسد متتابعة مندرجة فى عالم الغيب الكروى
المرجو له الامتاع والامتاع دوما
صورة العضو الرمزية
ãÍãÏ ÚÈÏ ÇáÎÇáÞ ÈßÑí
مشاركات: 433
اشترك في: الجمعة سبتمبر 11, 2009 12:33 am

مشاركة بواسطة ãÍãÏ ÚÈÏ ÇáÎÇáÞ ÈßÑí »

الاخوة المتداخلين امتعنى بعض ما كتبتو واثار حفيظتى بعضه ،
اول حاجة الهوس بالكورة لا يمنع اى شعب من التغيير الاجتماعي ولا يقعد به ، بس عاينو لامريكا اللاتنية منذ منتصف القرن الماضى وانتو ماشين : الكورة مدورة والثورة مدورة ، الاتنين . اما الثروة والبيزنيس ، احسن لينا ، في تقديرى ، يخشو وتبقى الكورة اندستري . احسن لينا من فقر اللاعبين ولم حق الفنايل والميادين المحفرة والكدارات الكلو فردة من بلد (دى بعرفوها ولاد عطبرة اللعبو في الناشئين زمان) . احسن لينا كمان ناس البيزنس ديل يخشو في صناعة الفلم السودانى بمواهبا الاكيدة التى تفتحت لفترة وجيزة واختفت للابد ما عارفينها راحت وين هسع . ما كلو بيزنيس كعب يا اخونا عبيد شنو ورقيق شنو كمان . بل اكتر من ذلك الهوس بالرياضة والبيزنيس في الرياضة مرات كتيرة خير وبركة لحركات التغيير الاجتماعى وكمان الكبري منها . كدى عاين لتاريخ البيزبول في امريكا وبزوغ اللاعبين الافارقة الامركان وصلته بحركة الحقوق المدنية ، الهوس دا ذاتو هو الصلح ريسان ناس . عموماً انا مشجع مهووس جداً واحمد الله مافي زول غاشينى . وحا اجيكم لطرف من اخبار الكورة الممتعة في عطبرة منذ عشرينات القرن الماضى ويا حسن موسى والله اللعيبة والمشجعين كان عندهم كترة شغلة ومعرفة وصنعة وهموم تشوف براك . مع معزتى الاكيدة لكم جميعاً
صورة العضو الرمزية
ãÍãÏ ÚÈÏ ÇáÎÇáÞ ÈßÑí
مشاركات: 433
اشترك في: الجمعة سبتمبر 11, 2009 12:33 am

مشاركة بواسطة ãÍãÏ ÚÈÏ ÇáÎÇáÞ ÈßÑí »

ما ساسوقه هنا يعتمد كلياً على كتاب بروفسير احمد العوض سيكيانقا (City of Steel and Fire: A Social History of Atbara, Sudan's Railway Town, 1906-1984) واحمد العوض وان طبقت شهرته الافاق في الاكاديميا الغربية في امريكا واوروبا فهو غير معروف في السودان على نحو واسع ، فلم يصادفنى له سوى مقال واحد مترجم عن عمله الكبير حول الرق في غرب بحر الغزال ، اظنه في كتابات سودانية التى تصدر عن مركز الدراسات السودانية . المهم الرجل عالم جليل وكتبه تدرس في اقسام الاجتماع والتاريخ والعلوم السياسية ودراسات العمران وما صار يعرف مؤخراً بالدراسات الافريقية .
يقول سيكيانقا ان كرة القدم وان عرفت في مدينة عطبرة منذ 1910 الا انها اخذت بتلابيب المدينة في العشرينات وذلك عندما اسست ادارة السكة حديد ما عرف بكاس باركر . تنافست اقسام السكة الحديد المختلفة مثل الورش والمخازن والهندسة والنجارين والادارة على هذا الكاس . ومثلما الحال في زنجبار وغيرها من الدول الافريقية المستعمرة ، حسب سيكيانقا ، كرة القدم كانت خلقت نوع من الشعور بالمساوة والندية بين هؤلاء الرجال فقد كان الانجليز والسودانيين والمصريين بلعبو سوا وطبعاً الكرة مدورة وما بتعرف عرق او جنس والفاولات والبلنتيات والكسر ما بودوا فيهو زول لجهاز المخابرات او السجن . المهم في شوية انجليز سخنت معاهم فقالو لمدير عام السكة حديد الكلام دا ما بينفع ، شوف للسودانيين والمصريين ديل ميدان تانى . ولانو اللعبة بقت شعبية في المدينة عمك المدير جمع لجنة باركر التى قررت بدورها انشاء استاد وبالفعل تم اكمال الاستاد عام 1927 وعرف باستاد باركر ثم تمت تسميته مع السودنة بدار الرياضة بعطبرة وكان اول استاد في السودان .
اها في جماعة من عمال وصغار موظفى السكة حديد اسسو فريق براهم كان بيلعب مرتين في السنة ضد طلبة كلية غردون التذكارية . في سنة 1927 قام ولاد المنطقة الشرقية من عطبرة ، حلتى الداخلة والسيالة ، بتأسيس فريق الوطن ، بعد شوية غيرو الاسم وسمو الفريق الحية الرقطاء ، قامو غيرو الاسم تانى ليصير اللواء بعدها عملو شكلة تانى في الاسم ووصلت المشكلة لمفتش عموم عطبرة المستر توماس الذي قام بتهدئة الجماعة فاعجبوا بحله وقرروا تسمية التيم بفريق توماس اكراماً للرجل . اسم الخواجة لم يستقر كتيراً فالجماعة غيروه تانى واسموه فريق النسر سيد الاسم الحالى في عطبرة حتى الان . اللعيبة اشتروا قطعة ارض لكن لم يتيسر لهم البناء لغلاء المصنعية لكن اعضاء الفريق انتهزوا فرصة اضراب العمال سنة 1948 واعتبروها فرصة مناسبة وقامو ببناء النادى بسواعدهم . فريق النسر اشتهر على نطاق السودان في الاربعينات وكان يلاعب فرق الخرطوم وبورسودان ويطقطقم زى السلامو عليكم . اضافة لذلك كان صاحب احسن فريق سلة فى المدينة .
من الفرق المهمة في عطبرة وحتى الان فريق الامل الذى قام بتأسيسه ولاد الموردة سنة 1946 . في البداية لم يتوفر لهم نادى فكانو يجتمعون في بيوت الاعضاء . ومعظم الاعضاء كانوا من سودانيين من اصول افريقية وبعضهم من سلالة الرقيق المحرر وكتعبير عن هويتهم المتميزة وفخرهم اسموا فريقهم لفترة بالماو ماو ، حركة المقاومة الكينية المعروفة . من اشهر لاعبى الامل في ذلك الزمن عوض جابر وشامبى ولوبودى وبعوش . الامل فاز ببطولة عطبرة موسم 1958 و 1959 . كان للامل انشطة ثقافية عديدة منها اصدار جريدة وفصول تعليم الكبار للنساء .
وكان في جماعة من الفور ساكنين في حتة قريبة من السكة حديد ومعهم جماعة من اهل الخليفة عبدالله التعايشى والسلطان على دينار ناس عطبرة اطلقوا عليهم لقب الامراء لهذه الصلات ، ويظن صديقى عبد الله القطى ، هذا كلام القطى وليس سيكيانيقا ، انهم اسرى واقعة النخيلة وتسمى احياناً واقعة عطبرة ، الذين اجبروا على البقاء في عطبرة . المهم هؤلاء الناس اسسوا فريق سموهو النجم الاحمر وبعد داك غيروا الاسم ليصير فريق الامير الحالى الذى فاز ببطولة عطبرة ولعب في الدورى الممتاز عدة مرات . ولتسمية الامير صلات قوية بهويتهم المذكورة .
في سنة 1938فكر النوبيون من منطقة وادى حلفا في تأسيس فريق لكنهم اختلفوا في الاسم : واحدين قالو نسمي الفريق نادى الاتحاد النوبي ، التانيين قالوا لا ، نسميهو نادى الشعب الشمالي ، في النهاية اتفقوا على حسم الخلاف بمبارة ضد الجناحين والجناح الذى يستطيع ان يستقطب تشجيع النوبيين يسمى النادى عليهو . اها ، فازوا ناس نادى الشعب الشمالى . التانيين حردوا وتمسكوا بفريقهم حتى سنة 1942 لكن رجعوا بعد داك لاهلهم . الظاهر مع تطور الحركة الوطنية شافوا الاسم تقيل وغيروهو سنة 1951 ليصير اسمه فريق المريخ على المريخ العاصمى . ونواصل .
صورة العضو الرمزية
ãÍãÏ ÚÈÏ ÇáÎÇáÞ ÈßÑí
مشاركات: 433
اشترك في: الجمعة سبتمبر 11, 2009 12:33 am

مشاركة بواسطة ãÍãÏ ÚÈÏ ÇáÎÇáÞ ÈßÑí »

من الاندية المهمة في تلك الفترة نادى خريجى المدرسة الصناعية . النادى اتسس بواسطة الاسطوات في السكة حديد . كلمة اسطوات دى تديك احساس انهم ناس كبار ، لكن ابداً كان اعمارهم بين سبعتاشر لاوئل العشرين ، بس كانوا عمال مهرة بسبب التعليم الفنى في المدرسة الصناعية . الجماعة ديل كانوا بستغلو النادى للانشطة الثقافية والاجتماعية المختلفة واللعيبة بتاعنهم بيلعبو كورة مع اندية اخرى زى النيل والشبيبة وتوماس . في سن 1936 قرروا يسحبو لاعيبيهم من الفرق الاخرى وتمت تسمية فريقهم بالدار . المهم حصلت شكلة في النادى دا برضو : في ناس في النادى قالوا نحصر عضوية النادى على العمال المهرة خريجين التعليم الصناعى وما نختلط بالعمال الغير مهرة . اليساريين في النادى قالوا الكلام دا ما بخارج ، عمال معناها عمال ، وما في زول حا نقفل النادى في وجهه . في النهاية الخلاف انتهى بتأسيس نادى العمال سيد الاسم الذى لا يزال موجداً حتى الان ومفتوح لجميع العمال .
المهم مع مرور الايام والسنين الشباب الكانوا كباتن في العشرينات والتلاتينات كبرو وبقو مدربين وحكام واداريين واتكون الاتحاد المحلى لعطبرة . نذكر منهم محمد احمد رحمة وامين محمد على وكابتن احمد ذكى وحسن عربي . الجماعة ديل طوروا الكورة شديد في عطبرة والمدينة بقت مشهورة في الكورة قومياً وعالمياً ، ايوة عالمياً ، جاييك انا .
في 16 نوفمبر 1951 هلال امدرمان جاء عطبرة ولعب ضد الامير على كاس السودان . دخل المباراة بلغ 100810 قرش . اما منتخب عطبرة فقد كان حاجة ما بتخلص . في اوغسطس 1954 فريق الترسانة المصري جاء عطبرة ولعب ضد منتخبها . طقيناهم ليك عدد واحد قون زى السم . المباراة انتهت واحد صفر لصالح عطبرة . لاحظ الترسانة كانت في الخمسينات من احسن اندية مصر . اها ، منتخب عطبرة لعب ضد منتخب سلاح الجو الاثيوبي في استاد عطبرة سنة 1955 ، لكن للاسف طقونا تلاتة واحد . مافي مشكلة فنحن بنشجع اللعبة الحلوة وكدا .
الظاهر فريق عطبرة بقى مشهور عالمياً ، ففي سنة 1958 جاء الاختبار الكبير مع فريق زاير من بولندا . كانت مباراة مسخنة جداً انتهت درون . في سنة 1959 جاء فريق النجم الاحمر من تشكوسلفاكيا وانتهت المباراة لصالح النجم الاحمر خمسة تلاتة ، طبعاً ما فازوا بالهين والحكم كان انجليزى . الكورة كانت حاجة اجتماعية وثقافية كبيرة في عطبرة . كان في مهرجانات وزفات قبل وبعد المباريات .
بس كلمة اخيرة حول مصاير بعض اللعيبة الحرفا الذين يحفظهم وجدان المدينة حتى الان . من اشهر الذين حققوا شهرة على نطاق السودان كابتن محمد ابراهيم اللبودى . اللبودى لعب في فريق الموردة العطبراوي سنة 1948 بعدين مشى الامل سنة 1953 وقعد في الامل حتى اعتزاله في بداية الستينات . سنة 1959 تم اختياره للعب في منتخب السودان القومي ولعب ضد المنخب الاتيوبي في نفس السنة . ونقل في الاثر العطبراوي ان المريخ والهلال العاصمى بذلا جهوداً عظيمة لخطف اللبودى من الامل لكن اللبودى قال يا اخونا عطبرة دى انا ما بقدر اتنفس برا منها وقعد في عطبرة حتى فتح له . اللبودى كان محاسب في السكة حديد ولما تقاعد كان من كبار موظفى السكة حديد وكان مغرماً بتربية الطيور الملونة حيث اسعدنى الحظ بزيارة منزله مع ابى عدة مرات في ثمانينات القرن الماضى ، فقد كان ابى سرد باك بربر الاهلية كما انهما عملا في مكتب واحد في السكة حديد وكانا يفخران بانهما تم توظيفهم في السكة حديد في يوم واحد فالاتنين من مواليد 1933 . برضو من اللاعبين المشهورين محمد نور الدين الملقب بالاسطى . الاسطى خريج عطبرة الصناعية ولعب للشبيبة حتى تم اختياره للمنتخب القومي سنة 1957 . اما يوسف محمد احمد فلم يغادر المدينة قط وهو من احرف لعيبة عطبرة وكان يلقب بالاغريقى . الاغريقى لعب للشبيبة تم الامل الى حين اعتزاله . القائمة تطول ولا يسع المجال . اما عن ما يدور داخل هذه الاندية غير الكورة فقد كان كثيراً . كان هنالك محو امية وتعليم كبار ودراما وموسيقى وادب وسياسة ومحاضرات . اللبودى قالو كان بخت الطبشيرة بجاى بعد ينتهى من دروس العصر وبركب عجلتو يمشى الاستاد . اما النشاط الفكري والسياسي فقد كان محلو الاندية دى ذاتها . وهنا حا اجيب كلام سيكيايقا حول نشاط حركة الاخوان الجمهوريين في عطبرة وصلتها بالاندية دى :"على الرغم من ان عددهم كان صغيراً ، الا ان الاخوان الجمهوريين كانوا فعالين في نشر افكارهم عبر حملات مكثفة عن طريق مطبوعاتهم ومحاضراتهم والمناظرات العامة . وعن طريق استعمالهم لهذه الاندية الاجتماعية والرياضية في عطبرة كمنفذ لانشطتهم ، استطاع الاخوان الجمهوريون تأسيس نفوذ قوى في المدينة وعلى وجه الاخص اوساط طلاب مدرسة عطبرة الثانوية ." ص 89 .
باختصار اراد الانجليز لكرة القدم ان تلعب دورها في ضبط المواطنين والعمال لكن افلت الامر من يدها . واية حكومة تنحو لتستغل ما بيدها لالهاء الناس ولكن هيهات . مصر القريبة دى كدى عاين للاضرابات الفيها منذ 2006 وحتى الان . الحاصل في مصر مؤخراً في المحلة الكبرى وغيرها تتم مقارنته الان بمصر العشرينات .
(انتهى)
معليش يا اخونا صبيناكم صبة شديدة
صورة العضو الرمزية
الوليد يوسف
مشاركات: 1854
اشترك في: الأربعاء مايو 11, 2005 12:25 am
مكان: برلين المانيا

مشاركة بواسطة الوليد يوسف »

أنتو (عبد الخالق السر) وين ؟

وليد يوسف
السايقه واصله
صورة العضو الرمزية
ãÍãÏ ÚÈÏ ÇáÎÇáÞ ÈßÑí
مشاركات: 433
اشترك في: الجمعة سبتمبر 11, 2009 12:33 am

مشاركة بواسطة ãÍãÏ ÚÈÏ ÇáÎÇáÞ ÈßÑí »

ازيك يا وليد
ايوة عبد الخالق السر يعرف كتير في الموضوع دا فرستهاند فقد لعب وهو صغير السن في فريق النيل عطبرة اللهو فريق درجة اولى . وعبد الخالق قرا معاى في عطبرة الحكومية وكان في فريق المدرسة برضو كان بيلعب في الاشانتى فريق الناشيئين الذى كان في الغالب يلعب في نهائى الناشئين . عبد الخالق كان بيلعب لعطبرة الثانوية وبحوم معانا نحن اولاد الفنون والدراما وكان جنو يكاوينى بقصة الاسم . اولاد الدراما كانو كبار مشجعين عطبرة الثانوية وكان عندهم طبل كبير يسمى بالمنصورة . لما عطبره الصناعية نفضتنا في الدورة المدرسية جونا من الصناعية عوض تكتك الذى لعب فيما بعد لحى العرب او هلال بورتسودان والهادى ابوديك الذى كان يلعب حينها في مريخ عطبرة . عوض والهادى قالو لينا يا اخونا نحن فزنا بالكورة وانتو فزتو بالدراما وماشين نمثل عطبرة قوميا فبالله استعملوا طبلتكم الكبيرة دى في تشجيعنا نحن. ووفاقنا طبعاً .
صورة العضو الرمزية
عبد الخالق السر
مشاركات: 202
اشترك في: الثلاثاء مايو 10, 2005 6:39 pm

مشاركة بواسطة عبد الخالق السر »

وليد ومحمد عبد الخالق
سلام وشاواق كتيرة ومعذرة عن الرد المتاخر.
كويس جدا انه الواحد يذكروه انه كان لاعب كورة، ووين؟ بين الصفوة التشوفها قلة شغلة. حتى حسن موسى الما اتوانى لحظة في الاعلان عن جهله التام بيها فتش ينتاشا من محل الرهيفة!!. يعني بس الكورة المسكينة دي؟ ما لو طبقنا منطقك ده يا حسن على كل انشطة خلق الله حا نلقى النيو راسمالية التفت عليها واستخدمتها ضد اي محاولة للانسان في الامساك بمصيره.

وبمناسبة الكورة والصفوة، تعرف يا محمد أخونا الشاعر عادل سعد عنده معاي قصة لذيذة: الوكت داك كنا في الفرع، وعندي شلة من المشتغلين بالتنظير (مثقفايتة وكدة) المهم عادل سعد معروف عنه أنه كان (مثقافتي ارثوذوكس) وكان شايفا " كتيرة" كونه الشباب ديل يصاحبوا ليهم لاعب كورة!! لكن ما عارف يعمل شنو، فالشلة مشتركة ، المهم فضل أنه detaching نفسه قدر ما يقدر، لحد ما تأكد ليه أنه أنا (مثقف)!!! شف جنس الحال ده؟ مش كدة وبس، بقى كمان يدخل الكورة ويشجع من غير ما يدي نفسه احساس انه كفر!!. طبعا الرشاوى لعبت دور - ودي ما انكرا- يعني نوع تشتري ليه سجاير وكده!! ههه. ما بعرفه هسة وين - الله يطراه بالخير- لكن فضلت زمن طويل اعايره بيها وهو يشيل ويعتذر ويلعن "جهله". أهو لسه في مثقافتية بتعرف تعتذر - تحريفا لكلام عمنا الدوش.

أرجو أن يمهلني الزمن واجيكم راجع بشوية حكاوي عن المفارقات الطريفة اللاقتني في مسيرتي مع الكورة. والكنفيوشن البيحصل لمن تجي داخل "الكار" ده بكتاب وحبة كلمتين كبار وتصنف من قبل الماسكين بزمام الامر انك "ود ناس" مقابل ناس "ما ولاد ناس"!!!!. خصوصا الفترة الثرة التي قضيتها لاعبا "محترفا" بنادي الاتحاد بورتسودان.

محبتي
عبد الخالق
صورة العضو الرمزية
الوليد يوسف
مشاركات: 1854
اشترك في: الأربعاء مايو 11, 2005 12:25 am
مكان: برلين المانيا

مشاركة بواسطة الوليد يوسف »

ود عبد الخالق وعبد الخالق....سلامات و"شاواق" كتيرة

ياود عبد الخالق دفرتك لي عبد الخالق قوية وأنا اصلو عارف الزول ده لاوآز خلاص وخايف يشوتها ضفاري، تقوم تقد الشبكة في محلها الرهيف ولا حاوار وبدس الكورة حالة كونه لاعب نص حريف وقيل غتيت علي غرار لعيبة النص القدام الكانو بدسوا الكورة من "المهاجمين" ناس حسن موسي فيضيع مصيرهم ويختوها في الكورة المسكينة:lol: !!عبد الخالق كورنجي حريف ثم كاتب ومثقف متمكن فهو بذلك مالك مدينتنا الكورية الفاضلة في موقع (سودان الجميع) والذي لا يفتي وهو موجود فيها وبذا نطمع ليس فقط في حكاويك عن المفارقات الطريفة ولكن في الكلمتين الكبار خاصة في موضوعة كرة القدم كلعبة وكرة القدم البيزنيس تبع النيو رأسمالية الملتفة علي أنشطة خلق الله.

مودتي

وليد يوسف
السايقه واصله
إبراهيم الجريفاوي
مشاركات: 503
اشترك في: الأربعاء مايو 25, 2005 3:31 pm

مشاركة بواسطة إبراهيم الجريفاوي »


قال رئيس جنوب افريقيا جاكوب زوما إن بلاده دعت نظيره السوداني عمر البشير
لحضور نهائيات كأس العالم المقامة في يونيو/ حزيران القادم، لكنها ستلقي عليه القبض إذا لبى الدعوة.


الكرة في ملعب دول المحكمة الجنائية
صورة العضو الرمزية
عبد الخالق السر
مشاركات: 202
اشترك في: الثلاثاء مايو 10, 2005 6:39 pm

مشاركة بواسطة عبد الخالق السر »

يا وليد انت ما تبطل تحريض؟ الكلام كتير بس المشكلة في الوكت البقعدوا يكتبوا فيه الكلام ده كله. الكورة والبزنس والذي منه وبحاول اجي بمهلة. انا كنت عاوز اقول من خلال الحكي والطرائف كيف انه الواقع الاجتماعي المتخلف استطاع ان يجهض فكرة الاندية كأول مؤسسات مجتمع مدني ويعيدها صاغرة لكي تمتح من قيم الواقع التقليدي التقليدي الذي ظلت متمردة عليه. وانا أرى أن شخصية عطبرة التي اكتسبتها و"تفردها" يعود بالدرجة الاولى الى نجاح الاندية في تقديم تصور بديل عن الولاءات التقليدية. وعملت بكفاءة عالية في خلق هوية "عطبراوية" تعالت كثيرا على الواقع القبلي، الجهوي والاقليمي.
المهم المقام يطول. وبرجع تاني.
صورة العضو الرمزية
محسن الفكي
مشاركات: 1062
اشترك في: الثلاثاء مارس 17, 2009 12:54 am
مكان: ميدان الخرطوم

مشاركة بواسطة محسن الفكي »

يا عبد الخالق السر
ما الوليد يوسف براهو ، أها أعتبرني محرضاتي برضو .
حكاية شماعة الوقت دي أنا ما بتحوق لي .. لسببين الأول قريت ليك راي زمان على ما أذكر في اون لاين ،انك "تضن" بالكتابة نفسها في المنتديات . والتاني واضح جدا انك متابع وما داير تكتب لو ما حرضوك المحرضاتية .
غايتو بعد ده الا نرشيك زي صاحبك الشاعرعادل سعد.
بس الرشوة .. إلكترونية ، وتكون سجائر ..دي حلها كيف يا تُرى ..؟


التوقيع
قارئ بيعتبرك مهاجم حريف وكلما ضاقت زاوية الوقت يجيد تصويباته نحو المرمي ،محرزا أحلى الأهداف التى تظل عالقة بأذهان الجماهير طويلا.
صورة العضو الرمزية
عبد الخالق السر
مشاركات: 202
اشترك في: الثلاثاء مايو 10, 2005 6:39 pm

مشاركة بواسطة عبد الخالق السر »

يا محسن سلامات وشكرا كتير على حسن الظن الغرقتني بيه ده. هسة بعد كدة ما حا اقوم اكسر ليك خاطر ، وده التوريط ذاته!!.
طيب هسة انا أبدا من وين ولا من وين؟ مافي مشكلة نخلي التداعي هو اليحكم المسألة. وارجو أن اكون مفيدا. وبممناسبة الكتابة، الحقيقة انا ما بضن على المنابر ، كل القصة أنه أنا بخاف من الكتابة في ذات روحها. ولو مافي شديد قوي دفرني دفر ليها قدر ما بقدر بحاول أزوغ.

المهم بجيك راجع في تداعيات حميمة وحتى اراء لا تنقصها الجرأة في تناول الواقع الكروي محليا ودوليا.
محبتي
ÇáäæÑ ÃÍãÏ Úáí
مشاركات: 552
اشترك في: الأربعاء يناير 27, 2010 11:06 am

كرة القدم والسلام

مشاركة بواسطة ÇáäæÑ ÃÍãÏ Úáí »

الاخوة المشاركون في هذا البوست الممتد ، والقبل للتمدد ، سلام
صباح اليوم ، وانا استمع الي اذاعة الـ « بي بي سي » التقطت اذناي حواراً بين المذيع واثنين من مشجعي ساحل العاج ، وكان مدار الحوار كأس العالم القادم في جنوب افريقيا ، حيث فاجأ المشجع المحاور بان كرة القدم تجلب السلام لبلده . اندهش المذيع وقال : هذه كبيرة ! اعدها ، قال المشجع لا يمكن ان تكون بلدي تلعب ، وهناك من يفكر في الحرب ، الكل سيكون مشجعاً ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
صورة العضو الرمزية
عبد الخالق السر
مشاركات: 202
اشترك في: الثلاثاء مايو 10, 2005 6:39 pm

مشاركة بواسطة عبد الخالق السر »

استاذ النور سلامات
شكرا على الاضاءة دي لأنها فتحت لي منفذ اتوغل منه للحديث عن القدرة السحرية للكرة أو الرياضة بشكل عام في التبرع بحلول مجانية لاشكالات من "العواصة" بحيث انها تستهلك المال والقدرات. ودة برضه باب موغل في الغموض لهذه القدرة المدهشة للكرة. وهنا وضربا على ذات ايقاعك استشهد بواحدة من أعنف الحروب الاهلية التي شهدتها افريقيا وأعني الحرب الاهلية التي اجتاحت ليبريا قبل عقدين من الزمن - على ما اعتقد- ذلك المشهد الذي طالما حير المراقبون الدوليون الذين استنزفوا الوقت والجهد والمال للوصول الى الى وقف الحرب اللعينة او على الاقل الى هدنة تسمح لهم بادارة قدر من التفاوض والمساومة بين الاطراف المتصارعة، واعني هنا تلك الهدنة العفوية وغير المعلنة التي كانت تنتظم الاطراف المتصارعة كل نهاية اسبوع حين يكون اللاعب الاسطورة (جورج ويا) مشاركا في الدوري الايطالي وقتها طرفا ضمن فرقة أية سي ميلان. وما تلى ذلك من جهد عبقري لهذا الللاعب العظيم - أعتقد جازما أنه كان من اسباب الوصول الى سلام- وهو تبرعه الكامل بايجاد منتخب من العدم يمثل كل الوان الطيف الليبيري ونجاح ذلك الفريق "الوطني" في ان يلتف الجميع حوله في اكثر أوقات الحرب ضراوة. لقد كان ويا يصرف على هذا الفريق من الالف للياء في كل المناسبات الافريقية حتى توج بالوصول الى المشاركات النهائية لبطولة الامم الافريقية في واحدة من الاعوام الفائتة. واليوم جورج ويا سياسيا فاعلا في دولة ليبريا الديمقراطية الخارجة من الحرب الاهلية اللعينة.

ارجو أن اتطرق في المرة القادمة الى يوهتن كرويف كنموذج مثقف راديكالي قادر أن يبيع أكثر اللحظات اثارة في سبيل اتساق الذات والمبدأ.
ياسر عبيدي
مشاركات: 1157
اشترك في: الخميس مارس 27, 2008 1:51 pm

مشاركة بواسطة ياسر عبيدي »


الأعزاء رواد هذا الخيط، على شرف منافسات كأس العالم المُقامة بوَطن (مانديلا العنيد):

صورة

يُهديكم الشاعر (محمّد عَبـِـيدِى بَرْدَويل) هذه القصيدة، و أنا أخصّ بالإهداء أبناء مدينة (عطبرة) عاصمة الحديد و النار: (محمد عبد الخالق بكرى) و (عبد الخالق السر)، حيث كتاباتهما هنا تغطى مساحة جهلى بتاريخ الرياضة فى تلك المدينة التى لم أتشرّف بمعرفتها سوى من خلال نافذة القطار، و لكن لابد من تسجيل زيارة لها إستكمالاً لسيرة هذا الشاعر و لـ"بوست" (وثـائــق مُهْـمَـلة):

إقرأوا القصيدة المُهداة: هُــنــــــــــــا

سأعود يا (محمد عبد الخالق) لما ذكرته عن خلاف العمال الخريجين حول حصر عضوية الدار، يبدو أن هناك بعض الوثائق حول هذا الأمر .. بس عايزة شوية ترتيب.

و أقبلوا وافر الإعزاز و التقدير

ـــــــــــــــــــ
صورة العضو الرمزية
ãÍãÏ ÚÈÏ ÇáÎÇáÞ ÈßÑí
مشاركات: 433
اشترك في: الجمعة سبتمبر 11, 2009 12:33 am

مشاركة بواسطة ãÍãÏ ÚÈÏ ÇáÎÇáÞ ÈßÑí »

الصديق العزيز ياسر عبيدي ،
شكراً على الاهداء الذى اقدره كتيراً ، فقط ارجو اثبات الفصيدة في مداخلة جديدة في هذا الخيط . وطالما الوالد مننا ، ناس عطبرة ، فانت ولدنا ونص وخمسة . اذا لم تخنى الذاكرة فان الوالد كان اول سكرتير لهيئة شئون العمال واظننى التقيته في اواسط التمنينات مع الخال عبد القادر السمانى بشمبات الاراضى لقاء قصير واذا لم يكن ال بردويل الذى التقيته هو الوالد فلاشك انه احد اعمامك وكان يعمل بالسكة حديد ايضاً .
ياسر عبيدي
مشاركات: 1157
اشترك في: الخميس مارس 27, 2008 1:51 pm

إهــداء لرواد "البوست"

مشاركة بواسطة ياسر عبيدي »



على شرف كـأس الـعـالـم

صورة

مِـن وَحْـى الـكأس

كـفـى بى تـيــــهاً أن أرى الكأس فى دارى *** و حسـبى فخراً وضعها بين أخيارى
تحمّـلت فى أسبابها الجـهد و الأذى *** و أصبحت مـذهولاً بلبى و أفكارى
و قد نـذرت إلى مولاى من شغـفى *** لو جـاء أبطالنا بالكأسِ فى الــدارِ
أن أملأ الكون نـــوراً يُستضاءُ به *** و أقرض الدهر من نظمى و أشعارى
و عَوْنى اليوم فى سُكرى و فى طربى *** أشـدو القريض وحيداً بين أوكـارى
و ناولـونى كأسى فهى مصدر وحي *** الشعـر منى و إلهامى و أســرارى

****

مـاذا وراءِكِ يا كأس الهـناء و يـا *** مَـنْ قد وُضِـعتِ على باقاتِ أزهـارِ
أتـُـنـذرينا بـعـامٍ كلـهُ عـمـل *** أم تـُعلِـنـينَ بأنـباءٍ و أخـــبارِ
أم قد تـُعيـدينَ مـجداً ظلَّ مرتـقباً *** لتـنـقـلى الــدارَ من طورٍ لأطوارِ
إنـى تمـنـيّت أن أحـظى بـفوزكم *** و اللهُ حـقـقَ آرابـى و أوطــارى

****

ألـم تروا الفـنَّ فى أعـلى مظاهره *** يـوم الصــراع و إن لاذوا بإنـكارِ
قـد أزعـموا أن تاجاً كان ناصـرنا *** و تـاجٌ منـّا تـرَبى فى حمى الـدارِ
لمّـا رأيت إبن نـور الدين مُـرتمياً *** بـضربةٍ من سهام الغاصب الـذارى
إنـتاب قلـبى حـزنٌ مـن توجّـعهِ *** و الفـوزُ كان شـفاءً من لـدى البارى
إن الـرياضةَ خـلق مَـنْ تمسّــك *** بالأخـلاقِ فاز من الـدنيا بأنــصارِ
عَـجبتُ من طلعةِ عـبد الله كيف بدا *** مُـحاوراً صوبَ حصن الفاتك الضـّارِ
حـتى تمكن من تسجـيلها عــجباً *** إن الإصـــابةَ جـاءت من دون إنذارِ
كذاك ياسـين فى أقصى الدفاع غدا *** يُـردّد "الشــوتَ" طـلقاتٍ من النـارِ
لا تـنسى نـسراً حكت وثباته رصداً *** من الشـهابِ تصدى داخِـلِى الغــارِ
فـلا الهِـجوم تـخلّى عن تـفنـّنه *** و لا الـدفـاع تراخى عُـشر مِـعشارِ

****

يا كبتن الدار قـُم و إنهض بـفرقتنا *** و أرقص على الكأس بالمزمارِ و الطارِ
فاليـومُ عيدٌ و هل عيدٌ سـواهُ إذن *** هـلل و كبّر و لا تـخشى مـن العـارِ
إن لـم يكن فوزنا عرسٌ و جلجـلةٌ *** ما كان فـى عـيدنا معنى بـمِـقـدارِ
نصـرٌ مـن الله و الأيـام شـاهدة *** إليـك يا ربـى إجـلالـى و إكـبارى

"محمّد عَبـِـيدِى بَرْدَويـل"
سكرتير دار الخريجين بعطبرة

صورة
ـــــ

وثـيـقة القـصـيدة

صورة

صورة

ـــ
آخر تعديل بواسطة ياسر عبيدي في الأربعاء مارس 02, 2016 6:07 pm، تم التعديل مرتين في المجمل.
أضف رد جديد