]
القصة الحقيقية لفلم صوت الموسيقى لجولي اندروس
عاشت ماريا اوغستا كوتشيرا حياة هادئة في كنف سيدة مسنة قد تبنتها وكثيراً ماكانت هذه السيدة تدعو أسرة بول تراكسل الكبيرة المكونة من المزارع الطيب القلب بول و زوجته المرحة اللطيفة و أحد عشر طفلاً يعيشون عيشةً مرحة لا يتخللها كدر .
أما تلك البنت الساهمة الحزينة أثناء دعوات حفلات الشاي البهيجة التي تردد أركان هذا البيت أصداءها فهي ماريا التي تواصل التفكير الدائم عن والديها الطبيعيين . لردحٍ من الزمان بدأت ماريا تتعرف على تاريخها الحقيقي . فوالدها هو ( كارل كوتشيرا). تعرضت عربته التي تجرها الخيول إلى حادث أثناء عبوره الجسر مما أدى الي وفاة زوجته الأولى غرقاً . فتحطم قلبه من هذا الحادث و أسلم نفسه ليأسٍ طويل دفع به أن يتنازل عن ابنه ذي العشرة أسابيع لتتبناه إحدى قريباته ليغادر مسافراً حول العالم .
بعد جولته الأولى عاد إلى ( فيينا ) ليزور قبر زوجته . و في أثناء زيارته هذه تعرف على فتاة جميلة اسمها ( أوغستا ) شديدة الشبه بزوجته المتوفاة . وسرعان ما تزوجها .
و في يوم 25 يناير 1905 أنجبت ( أوغستا ) ابنتها ( ماريا ) و هي تستقل القطار المتجه إلى ( فيينا ) وحيدةً . و بعد فترة وجيزة توفيت ( أوغستا ) من مرض الالتهاب الصدري . فيعيد التاريخ نفسه حين أرسلت الطفلة ( ماريا ) إلى تلك السيدة العجوز . و هي السيدة نفسها التي تبنت أخيها ــ من قبل ــ و هو الذي يدرس الآن بعيداً في إحدى المدارس .
ظل الأب ( كارل كوتشيرا ) يجوب العالم . فاكتسب مهارات عددا : كأن يتحدث أربع عشرة لغة ، و عزف الموسيقى ، و تربية الطيور . و أخيراً عاد إلى ( النمسا ) و هاجس تربية الطيور يلازمه . فامتلأت شقته بمختلف أنواع الطيور التي كان يربيها و يعتني بها كثيراً . لكنه لم يتمكن من تربية ابنته ( ماريا ) أو يرتبط بها ارتباطاً عاطفياً . فكان نادراً ما يراها في المناسبات .
و مات الأب ( كارل كوتشيرا ) حين كانت ( ماريا ) في التاسعة من عمرها . فعينت المحكمة وصياً للطفلة هو العم ( فرانز ) . كان رجلاً قاسياً أشد القسوة . فظلت (ماريا) في معيته مجرد سجينة . و كان كثيراً ما يتم عقابها على جرائم لم ترتكبها . و قد حاول كثيراً إقناعها و التأثير عليها في أن كل قصص الانجيل التي تقرأها هي مجرد أباطيل تافهة و غبية لأنه كان شديد العداء للكاثوليكية .
عاشت ( ماريا ) في رعب و عانت كثيراً من انفصام العم ( فرانز ) الذي قاده أخيراً إلى إحدى المصحات العقلية . ففي الخامسة عشرة من عمرها تخرجت ( ماريا ) من المدرسة و قررت الفرار من هذا البيت . فسرقت بعض النقود من مصروف العم ( فرانز ) و سافرت لمنطقة ( الألب ) بحثاً عن عمل .
حصلت هناك على عمل في التحكيم لكرة التنس رغم عدم مشاهدتها لهذه المباراة من قبل. بعد ذلك حصلت على منحة دراسية للأيتام مكنتها من الالتحاق بكلية المعلمات بـ(فييينا) . و لأن أفكار العم ( فرانز ) أخذت مأخذها في حياتها العقلية اختارت الرياضيات و الموسيقى ؛ و فوق ذلك كانت تحاول تشكيك زميلاتها في الفصل في ما يقرأن من الانجيل و الرد على بطلان قصصه .
ذهبت ( ماريا ) في يوم الأحد الذي يسبق عيد الفصح [ بالم صنداي ] للكنيسة لتستمع إلى الفرقة الموسيقية . لكنها بدلاً من ذلك استمعت إلى خطبة مؤثرة من قس يسوعي .
و بعد انتهاء الخطبة ذهبت إليه ( ماريا ) فوراً متسائلة : [ هل حقيقة تؤمن بكل ما قلت؟]. فدعاها القس للحضور و التحدث في هدوء . جلست إليه ( ماريا ) و تحدثت معه في شكوكها و حيرتها . فحدث لها نوع من تحول وصفته بقولها : [ كأنني قد قذفت من على ظهر حصان برعاية خاصة من الإله ] .
على ظهر جبال ( الألب ) كانت ( ماريا ) مأخوذة بجمال الطبيعة . نشدت تخاطب الإله : ماذا تريد في المقابل . فأجابت عن تساؤلها بأن تترك كل شيء و تهب نفسها له .
ـــــــــــــ نواصل
القصة الحقيقية لفلم صوت الموسيقى لجولي اندروس
-
- مشاركات: 55
- اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 9:48 pm
-
- مشاركات: 55
- اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 9:48 pm
قررت ( ماريا ) أن تترك كل شيء وراءها . فغادرت متجهه إلى أقرب مدينة هي مدينة ( سالزبرج ) . و في طريقها أوقفت غرباء يعبرون الطريق بينهم قسيس . سألتهم عن أكثر المدن محافظة في هذه المنطقة . دلها القسيس على دير ( ننبرج ) دير الراهبات البندكيات اللائي يعشن متنسكات داخله . قرعت ( ماريا ) جرس الدير . فرحبت بها كبيرة الراهبات . و أردفت ( ماريا ) لقد حضرت للإقامة هنا . و في الحال تم ترتيب إقامتها داخل الدير .
ذاقت ( ماريا ) مرارة العزلة و قسوة الطاعة . أسئلة كثيرة بدأت تحاصرها مثل لماذا يعتبر الغناء و التصفير محرماً داخل الدير . و لكن مع ذلك أحست لأول مرة بدفء الأسرة .
أسرة (Von Trapp ]
بعد كل المعاناة التي واجهتها في محاولاتها أن تصبح راهبة ، عرضت عليها الأم Abbess وظيفة في منزل البارون Gorge Von Trapp ضابط البحرية المتقاعد الأرمل الذي شارك في الحرب العالمية الأولى قائداً للسفن. يسكن مع بناته الخمس و ولديه . كانت الوظيفة التي عرضتها الأم Abbess لـ ( ماريا ) هي رعاية طفلة الضابط التي كان اسمها أيضاً ( ماريا ) ؛ و بجانب ذلك تدبير المنزل . كانت ( ماريا ) الطفلة تبلغ من العمر 13 عاماً .
شجعتها الأم Abbess على قبول الوظيفة ، و أقنعتها أنها إرادة الرب . ذهبت ( ماريا ) مترددة مرتدية فستاناً عتيقاً ، و قبعة تشبه الخوذة . دخلت المنزل الكبير مضطربة . فقدمت نفسها لكبير الخدم معتقدة خطأ أنه البارون.
فمنذ الوهلة الأولى أحست ( ماريا ) بإلفة شديدة تجاه أطفال البارون الذين تتراوح أعمارهم ما بين 4 إلى 14 عاماً . فأصبحت بسرعة فائقة أمَّـاً بديلة للأطفال . تأخذهم في رحلات و تعلمهم الغناء . و ذات يوم تسللت الصغيرة ( مارتينا ) إلى حِجْر ( ماريا ) ؛ فغطت وجهها قُـبلاً . لأول مرة في حياتها يقبِّلها أحد . للدرجة التي سجلتها في مذكراتها مؤخراً . فبادلها الأطفال هذا الحب و الانسجام .
بينما صعدت ( ماريا ) على سُلَّم صغير تنظف إحدى الأباجورات ، وقف أحد الأطفال موجهاً حديثه إليها : ( إن أبي لا يعلم حتى الآن ما إذا كنتِ تحبينه). أجابت ( ماريا ) : ( أكن له كل الاحترام ) . فتُرجمت هذه العبارة ــ على أي حال ــ أن ( ماريا ) تحمل حباً كبيراً للبارون . فبدأ البيت يرتب للزواج . أما ( ماريا ) المضطربة ما زالت تحلم بأن تصبح راهبة . فهرعت إلى دير ننبرج طالبة النصح و الفتوى من الراهبات . فكانت إجابتهن إنها إرادة الرب .
و في يوم 27 نوفمبر 1927م تم زواج البارون من ( ماريا ) في دير ننبرج . و قد بلغ عمرها آنذاك 22 عاماً ؛ و البارون 47 عاماً .
[ نواصل ]
ذاقت ( ماريا ) مرارة العزلة و قسوة الطاعة . أسئلة كثيرة بدأت تحاصرها مثل لماذا يعتبر الغناء و التصفير محرماً داخل الدير . و لكن مع ذلك أحست لأول مرة بدفء الأسرة .
أسرة (Von Trapp ]
بعد كل المعاناة التي واجهتها في محاولاتها أن تصبح راهبة ، عرضت عليها الأم Abbess وظيفة في منزل البارون Gorge Von Trapp ضابط البحرية المتقاعد الأرمل الذي شارك في الحرب العالمية الأولى قائداً للسفن. يسكن مع بناته الخمس و ولديه . كانت الوظيفة التي عرضتها الأم Abbess لـ ( ماريا ) هي رعاية طفلة الضابط التي كان اسمها أيضاً ( ماريا ) ؛ و بجانب ذلك تدبير المنزل . كانت ( ماريا ) الطفلة تبلغ من العمر 13 عاماً .
شجعتها الأم Abbess على قبول الوظيفة ، و أقنعتها أنها إرادة الرب . ذهبت ( ماريا ) مترددة مرتدية فستاناً عتيقاً ، و قبعة تشبه الخوذة . دخلت المنزل الكبير مضطربة . فقدمت نفسها لكبير الخدم معتقدة خطأ أنه البارون.
فمنذ الوهلة الأولى أحست ( ماريا ) بإلفة شديدة تجاه أطفال البارون الذين تتراوح أعمارهم ما بين 4 إلى 14 عاماً . فأصبحت بسرعة فائقة أمَّـاً بديلة للأطفال . تأخذهم في رحلات و تعلمهم الغناء . و ذات يوم تسللت الصغيرة ( مارتينا ) إلى حِجْر ( ماريا ) ؛ فغطت وجهها قُـبلاً . لأول مرة في حياتها يقبِّلها أحد . للدرجة التي سجلتها في مذكراتها مؤخراً . فبادلها الأطفال هذا الحب و الانسجام .
بينما صعدت ( ماريا ) على سُلَّم صغير تنظف إحدى الأباجورات ، وقف أحد الأطفال موجهاً حديثه إليها : ( إن أبي لا يعلم حتى الآن ما إذا كنتِ تحبينه). أجابت ( ماريا ) : ( أكن له كل الاحترام ) . فتُرجمت هذه العبارة ــ على أي حال ــ أن ( ماريا ) تحمل حباً كبيراً للبارون . فبدأ البيت يرتب للزواج . أما ( ماريا ) المضطربة ما زالت تحلم بأن تصبح راهبة . فهرعت إلى دير ننبرج طالبة النصح و الفتوى من الراهبات . فكانت إجابتهن إنها إرادة الرب .
و في يوم 27 نوفمبر 1927م تم زواج البارون من ( ماريا ) في دير ننبرج . و قد بلغ عمرها آنذاك 22 عاماً ؛ و البارون 47 عاماً .
[ نواصل ]
-
- مشاركات: 228
- اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:28 pm
-
- مشاركات: 55
- اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 9:48 pm
- نجاة محمد علي
- مشاركات: 2809
- اشترك في: الأربعاء مايو 04, 2005 1:38 am
- مكان: باريس
-
- مشاركات: 55
- اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 9:48 pm
- طارق ابو عبيدة
- مشاركات: 404
- اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 7:20 pm
-
- مشاركات: 55
- اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 9:48 pm
العزيز طارق,,
الخبيز رهيييييب!!!جدا
طافت في ذاكرتي قصة اضحكتنا كثيرا ايام عملي بالتلفزيون..كان زميلنا عصام الصايغ (الله يطراه بالخير)متغيبا عن العمل ولما ساله مدير القسم عن سبب غيابه ارتبك للحظة واجاب 1ن عمه كان مسافرا الي المطار,,,لاول مرة اعرف امكانية ان يسافر الانسان الي المطار,,,عادي جدا تسافر الي المطار تسلم عليه وترجع عااادي ودي فيها حاجة؟؟؟؟
تحياتي للجميع
مريم
.
الخبيز رهيييييب!!!جدا
طافت في ذاكرتي قصة اضحكتنا كثيرا ايام عملي بالتلفزيون..كان زميلنا عصام الصايغ (الله يطراه بالخير)متغيبا عن العمل ولما ساله مدير القسم عن سبب غيابه ارتبك للحظة واجاب 1ن عمه كان مسافرا الي المطار,,,لاول مرة اعرف امكانية ان يسافر الانسان الي المطار,,,عادي جدا تسافر الي المطار تسلم عليه وترجع عااادي ودي فيها حاجة؟؟؟؟
تحياتي للجميع
مريم
.