السودان وألم الفراق

Forum Démocratique
- Democratic Forum
أضف رد جديد
ãÍãÏ ÕáÇÍ ÇáÏíä
مشاركات: 32
اشترك في: السبت يونيو 25, 2005 3:54 am

السودان وألم الفراق

مشاركة بواسطة ãÍãÏ ÕáÇÍ ÇáÏíä »

يبدو أن الانقسام هو قدر السودان المحتوم. انقسام في القوميات بلغ أكثر من 500 جماعة أقلية وعرقية وقبلية، وانقسام في اللغة: حوالي 200 ؟ لغة ولهجة، وانقسام في الدين، بل وفي الطبائع البشرية ذاتها.
عاش السودان تجربة الدولة الموحدة منذ 50 عاما(1956 -2005)، ولكن من الواضح أن هذه الأعوام لم تكن كافية لخلق ذلك التجانس بين أبناء الوطن الواحد، وظلت الدولة حلما هشا ما إن هبت عليه رياح التغيير حتى أزاحت رماد التماسك، وظهرت تحته شقوق العصبيات الغائرة، وتأججت نيران الثأر القديمة التي كان الجميع يحسبون أنها قد خمدت وتحول أبناء الوطن الواحد إلى حالة من العداوة البالغة القسوة.
وحتى بعد دخول الحركة الشعبية ومهندسها جون قرنق في ساحة الوطن ما زالت في القلوب احن وضغائن. وانكشفت هشاشة الرابطة الاخوية بتحطم الهلكوبتر الروسية على المرتفعات الجبلية. لا مانع لدي في أن يمارس البعض رومانسية مشروعة في الحلم بسودان معافى، ولكن ليس كل ما يتمنى المرء يدركه.
صورة
Abdelatif Elfaki
مشاركات: 90
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 9:49 pm

مشاركة بواسطة Abdelatif Elfaki »

الأخ محمد صلاح الدين تحية طيبة و بعد

أرجو أن تفكِّر في مدلول كلمة ( انقسام ) حيث وردت عندك بصورة في غير فحواها . فأنتَ تقول
:
يبدو أن الانقسام هو قدر السودان المحتوم. انقسام في القوميات بلغ أكثر من 500 جماعة أقلية وعرقية وقبلية، وانقسام في اللغة: حوالي 200 ؟ لغة ولهجة، وانقسام في الدين، بل وفي الطبائع البشرية ذاتها


فهل تعدد القوميات و اللغات عندك نوع من انقسام ؟ . فالذي تطلق عليه انقساماً هو واقع السودان . أما الانقسام فيأتي في [ الرؤية ] لهذا الواقع الذي كما قلت بلغ أكثر من 500 جماعة أقلية و عرقية و قبلية ؛ و 200 لغة .
ãÍãÏ ÕáÇÍ ÇáÏíä
مشاركات: 32
اشترك في: السبت يونيو 25, 2005 3:54 am

مشاركة بواسطة ãÍãÏ ÕáÇÍ ÇáÏíä »

أخي ود الفكي حبابك،
ياخي مالك داير تدخلني في أزمة مصطلح؟ الموضوع بسيط واللغة سهلة ولكن ها أنت تعيدني إلى المعاجم اللغوية. :roll:

فهل تعدد القوميات و اللغات عندك نوع من انقسام ؟

نعم، هو انقسام ولن يؤدي إلا إلى مزيد من "الانقسام".
صورة
Abdelatif Elfaki
مشاركات: 90
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 9:49 pm

مشاركة بواسطة Abdelatif Elfaki »

محمد صلاح الدين تحية و بعد
يا حبيبنا المسألة التي دخلتُ أنا من أجلها معك ليست هي بإشكالية أو مصطلح أو معجم . إنما هي تتعلق بالمفاهيم و على وجه التحديد مفهوم انقسام عندك . فأنا إذا كنتُ أتكلم الدنقلاوية و أنتَ البجاوية ، و أنا دنقلاوي و أنتَ بجاوي ... فهل هذا انقسام بيني و بينك ؟ .

بربـِّكَ يا صلاح الدين هل تسميه انقساماً ؟ . يا أخي الحبيب يجب ألاَّ نصرّ على المسميات غير الدقيقة التي تؤدي بدورها نحو المفاهيم الخاطئة . فإذا ما انتبهنا فسوف ننقاد انقياداً سهلاً للخطاب الذي يفعل الانقسام . فهذا هو السبب الذي جعلني أن ألفتَ انتباهك العزيز على فطنتك . فالمسألة التي أريد أن تتجه لها سماحة نباهتك هو أنَّ هذا [ التعدد ] في اللغات و القوميات شيء طبيعي في كل أمة من الأمم . أما ماهو غير طبيعي فهو سياسات السلطة التي لا تفهم هذا [ التعدد ] . فبدلاً من وضع سياسات اقتصادية و اجتماعية و تربوية الخ؛ تراعي هذا التعدد ، نجد وضع ثقافة واحدة عليها أن تجذب كل هذا [ التعدد ] .

الغريب في الأمر ، يا أخي ، صلاح الدين أن عبارة ( اختلاف في اللغات و القوميات ) أصبحت لا تؤدي المقصود عند المثقفين العضويين الذين التزموا وحدة السودان . فقالوا بدلاً منها ( تعدد اللغات و القوميات ) . فأنتَ تأتي عارضاً مقالتك في عبارة ( انقسام ) التي هي أكثر حدةً من ( اختلاف ) ؛ و أكثر تخاذلاً في هذا الأمر و هذا المجال بالذات
هذا المفهوم الخاطيء هو الذي قادك نحو العبارة الأكثر محنةً ألا و هي ( قدر ) في عبارتك ( قدر السودان ) . و هي عبارة سياق المحنة . فحين تقابل أي فرد محنة يقول ( هذا قدري ) . فهل [ التعدد ] تراه في سياق المحنة ؟ . من جهتي أنا لا أراه كذلك .
صورة العضو الرمزية
سيف اليزل الماحي
مشاركات: 366
اشترك في: الثلاثاء مايو 10, 2005 12:00 pm

مشاركة بواسطة سيف اليزل الماحي »


الاعزاء
محمد والفكي
لك التحايا
نعم كما قال عبد اللطيف التعدد لا يعني الانقسام، ودونك التعدد داخل الاسرة الواحدة
(العائلة) وهو لا يمنع توحدها ناهيك عن وطن بحجم السودان فإنك لا تستطيع ان
تعيد هذه القوميات والثقافات واللغات الى اصل واحد إلا ان تقيم ذلك على فناء الاخريات
والفشل في انجاز الوحدة وانقاذ البلاد من مخاطر الإنقسام والتشتت والتناحر المفضي
الى الهلاك هو رهين بنوعية الحكم واتفاق الناس وافرازالواقع السياسي ، ولا يعود ذلك
الى التعدد باية حال، وحولنا الامثلة عديدة فتجربة الهند الاكثر تعددا وتعقيدا انموذج
يخبرنا بالكثير، حتى جنوب أفريقيا وغيرها في بلاد الله الواسعة .
ولا رايك شنو يا محمد صلاح؟
لكم محبتي

سيف
مـن الآن فصاعدا يجـب التمـني بقـوة !!
ãÍãÏ ÕáÇÍ ÇáÏíä
مشاركات: 32
اشترك في: السبت يونيو 25, 2005 3:54 am

مشاركة بواسطة ãÍãÏ ÕáÇÍ ÇáÏíä »

الاخوة الاعزاء،
سلامات

Abdelatif Elfaki كتب: فالمسألة التي أريد أن تتجه لها سماحة نباهتك هو أنَّ هذا [ التعدد ] في اللغات و القوميات شيء طبيعي في كل أمة من الأمم .

لا يكون طبيعيا الا اذا تم الاعتراف بكل اللغات الحية التي يتحدثها السودانيون، والاعتراف يعني كتابتها وتدوين آدابها وتاريخها وتدريسها في المدارس والجامعات للناطقين بها والراغبين في التعرف عليها. فهل هذا سهل المنال في بلد كالسودان؟ لا أتوقع ذلك! أنا اتوقع ان ستكن محنة ولا اتمناها!


سيف اليزل الماحي كتب:
وحولنا الامثلة عديدة فتجربة الهند الاكثر تعددا وتعقيدا انموذج
يخبرنا بالكثير، حتى جنوب أفريقيا وغيرها في بلاد الله الواسعة .
ولا رايك شنو يا محمد صلاح؟

ما رأيك يا سيف في التجارب اليوغسلافية والتشيكوسلوفاكية؟
صورة
Abdelatif Elfaki
مشاركات: 90
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 9:49 pm

مشاركة بواسطة Abdelatif Elfaki »

الأخ صلاح الدين التحية موصولة لك ، و بعد

قلتُ لكَ أنَّ [ التعدد ] ـ و هي الكلمة التي تعني عندك الانقسام ـ شيء طبيعي . و أنتَ من ظاهر كلامك جعلتَ ( طبيعيتها ) أي عيشها في الوجود محكوم بالاعتراف بها . بينما هي ظاهـــرة . و الظاهرة سواء اعترفت بها أم لم تعترف فهي موجودة . فكل الحكومات المتعاقبة لم تعترف ؛ لم تعترف ـ يا صلاح الدين ـ بهذه الظاهرة التي تسميها انقساماً ، و مع ذلك فهي موجودة . أما و أن تقصد أن تتفضل السلطة علينا و بعد ذلك يجب علينا الاعتراف طالما السلطة اعترفت ، فنحن بهذه الحال نكون في مرتبة مثقفي سلطة . فأنا هنا في هذا (المنبر) لست بمثقف سلطة . بواء عندي أن تكون هذه السلطة عسكرية أو ديمقراطية . لسببٍ أمامي ـ و ليس واحداً ـ هو أننا بصدد تثقيف [ الخطاب ] .
صورة العضو الرمزية
سيف اليزل الماحي
مشاركات: 366
اشترك في: الثلاثاء مايو 10, 2005 12:00 pm

مشاركة بواسطة سيف اليزل الماحي »

عزيزي محمد صلاح الدين
لك تحياتي

تجربة يوغسلافيا وتشيكوسلوفاكيا لا تفيد القول بفشل الوحدة القومية في حال التعدد
بل تخبرنا عن مخاطر التشتت والاحتراب والانهيار والانقسامات التي تعقب رحيل الانظمة
المستبدة والديكتاتوريات الغاشمة التي تزكي النعرات العنصرية والاضطهاد القبلي وتعيس
فسادا وظلما في الارض وتستمد ديمومتها وبقائها من تاجيج نيران الفتن ودواعي الاحتراب
ولا تفهم التعدد والتنوع الإ في الاطار الذي يخدم مصالحها ويحقق استمرار حكمها.
وما لحق باوربا الشرقية بعد انهيار الاتحاد السوفيتي(الحكم الشيوعي المستبد) لا يجعل من
واقع هذه الدول الناشئة الآن نموزجا يأخذ به في الحديث عن تجارب القوميات فماذا فعلت
غير ان اصبحت تحت سيطرة ما يسمى بالنظام العالمي الجديد، كما لا يمكن ايضا
النظر لواقع تلك البلدان خارج السياق التاريخي للأحداث السابقة واللاحقة التي سارعت بإنفصالها على هذا النحو.
ان الفاصل في كل ذلك هو اختيار الناس الطوعي في الوحدة، ويبقى دوما حق الشعوب في
تقرير مصيرها مبدأ من مبادئ الحرية لا ينظر اليه تحت مفهوم الانقسام باية حال.


مع تحياتي

سيف
مـن الآن فصاعدا يجـب التمـني بقـوة !!
أضف رد جديد