دعوا النواح أيها الرفاق ولتكتبوا أغنيةً أخرى

Forum Démocratique
- Democratic Forum
صورة العضو الرمزية
نجاة محمد علي
مشاركات: 2809
اشترك في: الأربعاء مايو 04, 2005 1:38 am
مكان: باريس

مشاركة بواسطة نجاة محمد علي »

.

الأخ أحمد حنين
كيف حالك
وألف مرحب بك في دارك.

أظن أن هناك خطأ، حيث يبدو أن الصورة التي تحاول إنزالها ليست هي الصورة المقصودة.

الصورة الموجودة في الرابط أعلاه لطفل أو طفلة:


صورة

.
عبد الله بولا
مشاركات: 1025
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 7:37 am
مكان: الحرم بت طلحة

مشاركة بواسطة عبد الله بولا »

عزيزي نوراني والمتابعات والمتابعين،
تحياتي مرَّه تالته،
والمرة دي قوية جداً ومعاها اعتذار كبير عن الغيبة الطويلة.
ثم "إنو" من الواضح أن دعوتي لإصلاح نمط الحوار الإسفيري بالخروج على النموذج الذي أصبح سائداً: نموذج صاحب البوست المتحكم في الحوار، وأعني الذي يقود الحوار وحده ويتولى التعقيب، بصورة ثنائية بينه وبين كل مداخلةٍ ومتداخلٍ على حِدَه، لم "يُكتب" لها النجاح. فبغيابي توقف النقاش في جملة القضايا الهامة التي طرحها متداخلون ومتداخلات متعددين، كان بإمكانهم أن يتحاوروا أيضاً فيما بينهم من دون حاجةٍ لوجودي.
هذا وما أزال أحتفظ بدعوتي هذه ورجائي في نفاذها، "إلى آخر السكباج" على حد تعبير أستاذنا عبد لله الطيب دامت ذكراه.
ومن أجل مواصلة ما انقطع من أمر موضوع "اليسار وقضايا الهامش"، أكتفي في هذه المداخلة العاجلة بالقول بأن المقتطفات التي أنزلتُها هنا بتصرف من ندوة الصديق البروفيسور عبد الله على ابراهيم، ب("رابطة الكتاب")، عن دور الأستاذ حسن سلامة كرمزٍ لأحد التيارات المنادية بمزيد من الاهتمام بقضايا "الهوامش"، أو بتركيز الاهتمام عليها، في اليسار، وفي الحزب الشيوعي على وجه التخصيص، ليس بمثابة نهاية أرَبي في التقصي والإخبار في هذا الخصوص. وسوف أعود في مداخلةٍ قادمة لحديثٍ عن مساهمة اليسار في الاهتمام بقضايا "الهوامش"، بصورةٍ أحسبها أعمق، وأوسع، وأبلغ تأثيراً.

فإلى حين ذاك لَكُنَّ/لكم كل مودتي.

بـــولا
Norani Elhasan
مشاركات: 10
اشترك في: الثلاثاء يوليو 12, 2005 10:40 pm

العزيز بولا والمتابعات والمتابعين:

مشاركة بواسطة Norani Elhasan »

اعتذر عن الانقطاعة غير المقصودة بسبب من سفرى ف اجازة قصيرة-

لكنى متابع واحزننى عدم تمكنك من اتمام التلخسص الهام للندوة عن دور حسن سلامة(كرمزٍ لأحد التيارات المنادية بمزيد من الاهتمام بقضايا "الهوامش"، أو بتركيز الاهتمام عليها، في اليسار، وفي الحزب الشيوعي على وجه التخصيص)
برغم ادراكى التام لمشاغلك -وانا اعرف انك تشارك فى اكثر من حوار واحد -وفى اكثر من موفع فى ان وصراحة تدهشنى الفدرة- امسك لك خشبة-
ولكنى ارجوك ان تحاول جهدك ان تكمل نشر اتبقى للعلاقة الوثيفة بموضوع الحوار-
وبمناسبة احوار- اقترح ان يكون الاساس اوالمتحكم هو الموضوع وليس الشخص المؤسس(طبعا هذا لا يمنعه\ا من لتداخل)
مثلا: دعوا النواح--اثارت عدة محاور للنقاش بالاضافة للموضوع الاساسى- مانناقش من الاهتمام بقضايا الهامش- ثم تصنيم واسطرة القادة من روادنا- الخ-
هذه المحاور يمكن ترقيتها الى بوستات مستقلة لبلورة الحوار حولها- وبذلك نحرر الشخص المؤسس من ضرورة التواجد الدائم مع حفظ حقه او حقها الادبى
عبد الله بولا
مشاركات: 1025
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 7:37 am
مكان: الحرم بت طلحة

مشاركة بواسطة عبد الله بولا »



عزيزي أحمد ود اخوي حنين،
أعز تحياتي،
وأرجوك تعذر عمك اليومين ديل بلخبط لخبطه شديدة في التعقيبات والمداخلات.
أولاً أشكرك كثيراً على إهدائي مقالة الصاوي الجميلة الصادقة. قولْ لُه قال لك عمك بولا براوه عليك.
وثانياً ننتظر بتشوق شديد روايتك بشهود العيان للأحداث المؤسفة وللأوضاع مما جميعو.
وسبب اللخبطة في يتأتى هذه الأيام من واقع كوني عُدتُ لوضعية "طالب الحقوق"، كوني أراجع، وبعبارةٍ أدق أُذاكر، منذ عامين، مع ابنتي "الكبرى" فاطمة التي تدرس الحقوق بجامعة نانتير الشهيرة، التي انطلقت منها ثورة الطلاب والشباب والعمال عام 1968، ومثلت وما تزال، أحد العناصر الرئيسية في "الثورة" الفكرية والثقافية في أواخر الستينيات في الغرب كله، و"خرجت من تحت معطفها" تيارات الحداثة الطليقة و"ما بعد الحداثة"، وهي في تقديري، حركة نقد تيارات "الحداثة" الرائدة السائدة، حداثة المركزية "الغربية" البرجوازية و"البرجوازية الصغيرة"، في أعقاب الحرب العالمية الثانية، ومراجعتها عن أنانيتها وغرورها، وتجاوزها إلى حداثةٍ أرحب آفاقاً. وهذه الحداثة الأرحب آفاقاً هي بعض ما نعالجه في هذا الموقع وفي هذا البوست وفي سواهما، والذي هو في واقع أمره العميق، نظرٌ في جهالة، وضيق أفق، وعبثية، شأن من نصبوا أنفسهم حكاماً علينا منذ الاستقلال، و"الإنقاذيون" منهم على وجه الخصوص (إنقاذ في عينكم تنقذونا من اختيارنا للديمقراطية؟!!!) الذين ساموا مقدرات شعبنا وآماله صنوفاً الانتهاك والإزراء واللامعقولية، تشيب لها نواصي من لم يولدوا ومن لو يولدن بعد. وقد شابت لها نواصي الولدان بالفعل، لينتهي بهم الأمر بعد خمسين عاماً إلى التفاوض و"التصالح"، و"الاعتراف" بأن "الآخر" إنسانٌ ومواطن. عليكُن/كَن الله هل كانت مثل هذه الحقيقة الأولية البسيطة بحاجةٍ إلى درس عصر طول دا؟!!! وهذا هو الدرس الذي تلقيتُه، أو ل ما تليقيته، في ميعة الصبا وريعان الشباب، من فاطنة بت حبيب الله ود احمد عبد الرحمن، ( أحمد كرارات "شيخ العرب" العبَّادي ابن نوفل بن قصي بن كلاب في رواية خالي ابراهيم ود حبيب الله، الذي لا تنفع فيه المراجعة حول صحة نسبه القرشي هذا). ومع ذلك فقد كان ذهن فاطنه ووجدانها خاليين تماماً من سخائم الاستبداد والإقصاء والتمييز بين البشر. وأشهدُ أنني لم أسمعها يوماً قط، ولا حتى من باب "سقطات اللسان"، وهي تتفوه بكلمةٍ، أو عبارةٍ تحمل نأمةً من دلالات التعالي والخيلاء على أحد. وكان سلوكها وتعاملها آيةً في معاني التضامن، وعلى وجه الخصوص مع بنات وأبناء "هوامش" الغبائن المتعددة. فلم يكن بدُ من أن أسمي عليها ابنتي "الكبرى" عشماً في أن تنال قبساً من سيرة تلك المرأة الباسقة. ومن هذا كان خيار فاطمة الحفيدة لدراسة "الحقوق" في معناها النقدي الجذري. وقد أبيت على قلمي أن يسمي فاطمة الجَدَّة "امرأةً فريدة". فما أبأس أن يكون مثل هذا العلو حالةً "فريدة" في مجتمعاتنا وثقافاتنا. ولعلمي أن في مجتمعاتنا المتعددة الثقافات كثيراتٌ مثلها، أخبرت عن وجودهن بصورةٍ ساطعةٍ في الأسابيع الأخيرة ربيكا قرنق. وأخبرت قبلها، في كل مراحل تاريخنا (مثل غيرنا من الأمم)، كوكبةٍ من النساء السوامق البواسل. وفي هذا المعنى فإن ربيكا هي الأخرى، وليس جون وحده، لم تهبط علينا من السماء. ومع ذلك، وربما بسبب ذلك، فمن هول المفارقة التي ينبغي أن نلتفت إليها في هذه المرة لفتةً حازمة، أنه في كل مرةٍ تنهض وتنتفض فيها غالبية شعبنا الساحقة لإعادة رتق صدع الجسر، تخرج علينا عصبةٌ من المستبدين والسفهاء والجهلاء، لينصبوا أنفسهم قادة على شعبٍ لا يحسنون قراءة تاريخه، ولا يملكون المؤهلات الفكرية والأخلاقية لإدارة شئونه. ولا يدركون ما ينطوي عليه تعدد ثقافاته وتراثه السياسي والاجتماعي، من الخصوبة والغنى.
مع كل محبتي،
وأرجو أن تنقل أحر تحياتي لوالدتك التي هزني موقفها من فقد قرنق وطمأنني في ذات الوقت، ولكل آل حنين وآل كلمون، الذين يقدمون في اعتقادي نموذجاً فريداً لثراء لتركيب، شعبنا، الثقافي والعرقي. وعلى وجه الخصوص تركيب مدينتنا الأسطوري، الذي أتمنى أن أتوفر على مجرد فتح الباب لدراسته بصورةٍ تليق بجلاله في معني الاحتفاء بالتعدد الثقافي و"العرقي" في بلادنا كقيمةٍ ديمقراطيةٍ وإنسانيةٍ أساسية. والذي أنتظر أن تقدم لنا مقاطع بهيةٍ منه في هذا البوست.

بـــولا
عبد الله بولا
مشاركات: 1025
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 7:37 am
مكان: الحرم بت طلحة

مشاركة بواسطة عبد الله بولا »

عزيزي نوراني،
أحر تحياتي،
فأعود إلى مواصلة ما انقطع من أمر موضوع "اليسار وقضايا الهامش". وأعود في هذه المداخلة على وجه الخصوص إلى إكمال النصف الثاني من محاضرة الصديق البروفيسور عبد الله على ابراهيم الذي عبرت عن حزنك على عدم تمكُني، أو بعبارة أدق عن صرفيَ النظر عن إنزاله، واعتذاري عنه، للأسباب التي أوضحتُها في مداخلةٍ سابقة تتعلق بهذا الشأن. وقد وقعتُ اليوم على مقالةٍ لعبد الله في جريدة الصحافة يتناول فيها نفس موضوع الجزء الثاني. وأحب أن أوضح للمتابعات والمتابعين، مرةً أخرى، أنني لا أتعامل هنا مع نص عبد الله (ولا نصوص أي أحدٍ بمنهج اللفح والاستيلاء، فقد أذن لنا الصديق عبدالله مسبقاً بإنزال نصوصه المكتوبة في الصحف). كما أحب أن أوضح أيضاً أن إيرادي لمقالة عبد الله (أو غيره) في هذا السياق ليست من قبيل الكلمة النهائية، لا من وجهة نظري ولا من وجهة نظر عبد الله في مسألة "اليسار وقضايا الهامش". وإنما على اعتبار أنها مساهمة تلقي الضوء على بعض جوانب هذه المسألة الكبيرة الواسعة والمتعددة الوجوه والجوانب. هذا وأنا بصدد البحث في اللحظة الحاضرة عن وثائق تتصل بهذا الموضع في أكوام الأوراق، والملفات، والكراتين، التي تزحم الدار والمخزن. وأتمنى أن أوفق إلى العثور عليها حتى أتمكن من الإدلاء بآراءٍ موثقة في هذا الموضوع الشائك، أو إنزال شواهد ووجهات نظر أخرى. فإلى مقالة عبد الله.


حسن سلامة الخاتي الملامة
د.عبد الله علي ابراهيم
الصحافة 6 ـ 9 ـ 2005

قلت للرفيق يونس الدسوقي في القاهرة، إنني ربما قدمت محاضرة عن الزميل حسن سلامة متى قدمت للخرطوم. صمت هوناً وقال: «حسن سلامة الخاتي الملامة». وصمت مرة ثانية. وهذا بعض ما قلته عن هذا الإنسان الوسيم في محاضرة محضورة بدار صحيفة «المشاهد» نظمها عزيزنا الشاعر شابو ورابطة الكتاب السودانيين، فلهم والحضور من قدامى الأصدقاء والمحاربين معزتي.
كان ميلاده بحي العباسية بأم درمان في 1924 لوالد مهندس من خريجي غردون. واتاح عمل الوالد بمصلحة المساحة كثير الترحال لحسن أن يرى بقاعاً شتى في السودان. وتربى حسن بحي العصاصير الواقع بين شارعي مكي وأبي روف. وغشي الخلوة واقتصر تعليمه على أولية الأحفاد.
بدأ بالالتحاق بالأخوان المسلمين نحو عام 1939م بدعوة من صادق عبد الله عبد الماجد ومحمد فاضل التقلاوي وعوض عمر من أصدقائه ونفر منهم، بعد اجتماعين أو ثلاثة لفرط عنايتهم بالعلم الديني بدلاً عن استخدام المستحصل منه لحرب المستعمرين. وهذه عقيدة في الممارسة التي تأخذ من التربية حظاً ولا تجعلها محطة انتظار طويلة لا يعرف أحد متى تنتهي، ليبدأ النضال لتغيير الواقع. واتجه حسن ينشط في الجمعيات الأدبية ما بين 1941-1943، حيث المحاضرات (يلقيها محمد أحمد محجوب عن الحرب العالمية الأولى ووزير الثقافة العراقي عن النازية) وحلقات محو الأمية وتعليم الانجليزية. وقد تمخض نشاطهم عن قيام المكتبة الوطنية بدار المرحوم عبيد عبد النور على ميدان البوستة. وكانت الدار تحتشد بالحضور حتى تفيض إلى شارع الشنقيطي تسمع عبر المكبرات للمحاضرين. ثم صار عضواً بحزب الأشقاء بحكم علاقته الوثيقة بأعضائه الذين كانوا أصلاً أعضاء الجمعية الأدبية لحي السوق أي جيرانه. ثم انقسم بين جماعة (عبد الرحيم شداد وسنجاوي ومحيي الدين البرير) على الأشقاء بسبب من ميكافيلية المرحوم يحيى الفضلي «الذي لا يتورع عن اقتناص أية فرصة في اي اتجاه وبأية وسيلة». وكون مع المنشقين حزب الأحرار الاتحاديين. ولم يحظ الحزب بحظ معلوم في عملية الدمج التي تمت للكتل الاتحادية في لقاءات مصر التي رعاها محمد نجيب في 1952م، ورد حسن سلامة ذلك إلى بروز اتجاههم اليساري. وقد تمثلت هذه الطاقة الجذرية في صحيفة «الأحرار» الأسبوعية (1943-1944) التي كان صاحب رخصتها المرحوم سنجاوي، بينما كان حسن سلامة عقلها المدبر. وكان حسن الطاهر زروق، عضو الأحرار، أحد كتابها. وكذلك أحمد عبد الله المغربي وحسن محمد الأمين وعوض عبد الرازق وكاتب القصة طه عبد الرحمن. وكانت تطبع ثلاثة آلاف نسخة تنفد لوقتها. وكان لهذه الطاقة اليسارية وجودها أيضاً بين الأشقاء مثل حسن أبو جبل وخضر عمر وحسن أبو الحسن وميرغني علي مصطفى. يرد حسن سلامة خروجه من الأحرار إلى تنامي السخط على مواقف الأحزاب من القضية الوطنية. وقد غذى فيه هذا السخط أحمد محمد خير وعفان (على أنه لم يكن يساري الميول) وحسن أبو جبل. وجرى اتفاق بين الحزب الشيوعي والأشقاء على بداية نشاط سياسي بين المزارعين. والتزم الأشقاء بتوفير السكن لحسن سلامة المبعوث من الحزب لهذه الغاية. ولم يوف الأشقاء بالتزامهم ولقي سلامة العنت بما في ذلك المبيت في دار الأشقاء والاستيقاظ مبكراً حتى لا يكتشف، والترحل سراً وسيراً على الأقدام. وقد ركز سلامة العمل على بحث قضايا المزارعين وتسليط الضوء عليها بدلاً عن المسائل الفلسفية. وعليه فقد توافر على دراسة مجال نشاطهم من حيث جغرافيته واقتصاده وتكويناته القبلية والطائفية. وبنى الحزب جسوراً للمزارعين بواسطة كادر مجند من بين مفتشي الغيط والعمال الزراعيين والمدرسين. وترك حسن الجزيرة «منقولاً» إلى كردفان ودارفور في نحو آخر 1955م ليقود عمل الحزب بهما. وخلفه بالجزيرة الأستاذ كامل محجوب.
لما كان مسؤولاً عن منطقتي دارفور وكردفان، اجتمع في أبي جبيهة بجبال النوبة بجماعة من الرعاة. ورأى احدهم من قبيلة الحوازمة يفك صرة في امتعته ويخرج له منها جريدة «اللواء الأحمر» الشيوعية. واتضح أنه أمي اشتراها من أحدى القرى. وقال إنه يفهم بعضها حين يقرأها له قاريء والذي لا يفهمه يعافر فيه ويجتهد.
كان يقضي مدة سجن بسجن الأبيض في 1953م، واتفق مع زملائه للتفرق بين المساجين لاكتساب معارف. وتداخل حسن مع جماعة من الهمباتة ومنهم كباشي اسمه العوني. وكان يضرب الرمل، وقال إنه لم يضرب الرمل يوماً وخاب، وإنه لا يسرق قبل استخارة الرمل. وسأل العوني حسن سلامة عن سبب دخوله السجن، وشرح له حسن دعوتهم الوطنية والعدلية الاجتماعية. فسأله عما أعد لذلك من رباط الخيل والسلاح. فلما أجاب حسن إنه لا يملك منها شيئاً قال العوني: يا حسن النار بتقوم من وين؟ حسن: لا أعرف. العوني: هل حدث أن شبت النار من وسط الموقع؟ حسن: لا أعرف. العوني: يا حسن يا خوي النار بتقوم من الأطراف دحين يا خوي إنتو قاعدين في الوسط ومكربين نصكم وتمدو ايدكم للحيطة تلقوا الموية وتلقوا النور، فهل ديل راجيهم يسووا ليك ثورة؟ يا حسن يا خوي احسن تخلي الكلام الفارغ البتعمل فيهو ده. أنا بمرق من السجن وتعال لي في الكبابيش والله ان داير عمدة بسويك وان داير تبقي تاجر رقيق أنا بسرق ليك إنت بيع. والبتدني ليه ادني ليه. وإن داير تبقي تاجر ساكت أنا بديك رأسمال وعلى ضمانتي، والله البرشك باللبن أرشو بالدم. وقال له إن لديه 5 جمال عند مأمور المركز ليست داخلة في السرقة التي دخل السجن من أجلها، وصودرت عن طريق الخطأ. قال إنه سيأخذ جمله منها ويهبه البقية. وطلب منه أن يقبل الهبة لأنهم لا يسرقون من المسكين بل من صاحب الحق، وأنه يصرف من ما يسرق لإعالة أسر من المساكين. وقد جاء العوني يوماً إلى منزل سلامة بأم درمان حسب وصف تلقاه منه في السجن. وقال حسن إن خطة الهمباتي كانت هي خطة الحزب آنذاك الذي دعا إلى الكفاح المسلح لهزيمة الاستعمار. وعلى هدي كلمة الهمباتة رفع حسن سلامة تقريراً إلى الحزب عن فتح جبهة الأرياف. وبعد تداول التقرير استدعاه عبد الخالق وطلب منه أن يكون مسؤولاً عن مديريتي كردفان ودارفور. ومما أغراه بهذا التكليف أنه عمل بالأبيض موظفاً. وقد بث التنظيم بين الرحل بما يطابق حياتهم، وقال إنه وجد «عند اولئك القوم استعداداً غريباً للتعاطي التلقائي مع الفكر الشيوعي، لأن نمط حياتهم كان منسوجاً من قماشته».
قال حسن إنه كان بجبال النوبة يوم جاء اليها المرحوم يوسف عبد المجيد، الشهير بكمرات (الرفيق بالفرنسية) ولم يزل طالباً. مر يوسف بقبيلة الغلفان وقد تجمعت فرق منها لبناء راكوبة كبيرة مساحتها عشرات الكيلومترات بمناسبة قدوم المرحوم عبد الله خليل، رئيس الوزراء، للمنطقة. فأبلغ سلامة بالواقعة فذهبا وأخذا معهما أحد شباب الغلفان ويدعى حامد عبد الله لتعبئة واسعة بين الأهالي ضد هذه السخرة. خاطب سلامة ورفيقاه الفرق الغلفانية بحضور ناظرها كندة كربوس وطلبوا منهم الانصراف، لأن عبد الله خليل لا يستحق أن يبنوا له منزله بالسخرة. وكان لحديثهم فعل السحر فرمى كل منهم ما بيده وانصرفوا هاتفين بحياة حزب الحرية. وكانوا يعلمون أنهم شيوعيون. ولما بلغوا الدلنج تم القبض عليهم وأرسل لهم الحزب محامين شابين هما المنشاوي وعلي الطويل، وقد التحما مع مفتش المركز حول فساد مطلب الحكومة من مواطنيها. ولما رأت الحكومة أن القضية خاسرة حاولت قتلها وأطلقت سراح الثلاثة. ورفض سلامة ورفاقة أن يطلق سراحهم قبل أن يلغى قانون السخرة. وقد فعل مدير المديرية ذلك بعد حملة قادها الشيوعيون في ليالٍ سياسية في الابيض وكادقلي والدلنج وأبي جبيهة لوقف بناء منازل الحكومة عن طريق السخرة. وطرحت الحكومة يوماً عطاءً لبناء ما ودفع سلامة تاجرين لتقديم عطاءاتهما فإذا رسى العطاء لأحدهما استخدم أبناء النوبة بالأجر. وهذا ما حدث بالفعل. وقد فتحت هذه السياسة الأبواب مشرعة لنفوذ الحزب، وسموا الحزب حزب الحرية. والتفت الحزب إلى ضريبة الدقنية فألغاها. وقصدوا الغاء ضريبة القطعان، غير أنهم نجحوا في تخفيضها لا غير. وتم عن طريق هذا النشاط تجنيد تسعة من المشائخ والعمد والنظار في صفوف الحزب الشيوعي. ولم يتخل أي من هؤلاء عن أنصاريته مع ذلك.
وللحديث بقية.. نتوسع فيها يوماً قريباً.
عبد الله بولا
مشاركات: 1025
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 7:37 am
مكان: الحرم بت طلحة

مشاركة بواسطة عبد الله بولا »

أعزائي وعزيزاتي (الترتيب الجندري حسب الكَتَره. وترتيب الأسماء حسب تاريخ المدا خلة):
صلاح الأمين، محمد على موسى، ود بت الروضة (وِان ماطريت بت الروضه في إسمك الكلام ما بيقع لي)، كمال قسم الله، ود الحوض الطويلة، الحوض العالية، الحوض الباهية، هالله هالله (تصور دي ناس جريدة الخرطوم مسحوها من شكري ليك في سلسلة المقالات إياها)، نوراني الحسن، عبدالله حسين، عاشه المبارك، إيمان احمد، أحمد حنين، وأخريات وآخرين قد يأتون وقد يأتين،
أنتظر مساهماتكم في الموضوع الرئيسي: "كون المناضل العالي جون قرنق لم يهبط علينا من السماء". و"المَعَنَى" التأسيس له في حركة النضال الوطني السياسي والاجتماعي والثقافي والحقوقي في بلادنا. وعلى وجه الخصوص القضايا والأسئلة التي أثارها النوراني عن اليسار وقضايا "الهامش". وأنا لا أنتظر ولا أتوقع باالطبع أن تكون المساهمات حول دور اليسار في هذا المجال سُكُر أو دفاع بل قراءات، أو حتي ملاحظات نقدية تتوخى الدقة والإنصاف إلى جانب الحزم النصوح.
ففي انتظاركن/كم.

مع عامر مودتي

بـــولا
ãÍãÏ Úáí ãæÓì
مشاركات: 71
اشترك في: الثلاثاء مايو 10, 2005 12:21 pm

مشاركة بواسطة ãÍãÏ Úáí ãæÓì »

أخى وحبلى السرى الرابط بين الماضى والحاضر والمستقبل،
بولا كما أشتهرت ..
بابكر أحمد البشير-بشير-
بابكر ولد أخوى أحمد كما كانت حبيبتك بت الروضة تبشرنا بزياراتك الولوفة التى ما زالت عبقة لن ننس ذكراها..
ود فرح كما ورد فى السيرة!!
وكثرة الأسماء تدل على زبلعة المسمى وحيرة الخلق فى وصفه..
لك التحية والحب الجاى من أعماق كل من ذكرت أنت وما ذكرت أنت من ناسنا الفاتو وما فاتو وبلادنا وآمالنا فى كتاباتك الشيقة المؤنسة والمحفّزة للهمم..
ما ذكرتك يا بابكر أو قرأت لك إلا دعوت دعاءا حارا لأحمد بشير ولبت الروضة ..وما ذكرتك أوقرأت لك إلا لعنت الإغتراب والبعد بادئا بالنميرى وزمانه البائس المبئس المستمر الآن ببشاعة أكثر..
لو بقينا هناك رغم أنف الطغاة ولو لم تيسر سبل الخروج ربما كان الدور أكثر فعالية ولكان ديكنا عوعايا أكثر..
لا تمل من عدم لحاقنا بالمساهمات ولا تحتار فنحن هنا..
لنجاة وللبنيات سلاما وشوقا شديدا..
ولمنبر الحوار الديمقراطى الأستمرار والقوة لإزالة السلبى فينا وبناء الإيجابى..
أضف رد جديد