قاموس لمة في أصل الكلمة

Forum Démocratique
- Democratic Forum
عبد الله حسين
مشاركات: 208
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 9:52 pm

قاموس لمة في أصل الكلمة

مشاركة بواسطة عبد الله حسين »

إذا كان البشر بتنوعهم العرقي وبمختلف أشكالهم وألوانهم يعودون إلى أصل واحد، فبالضرورة أن أكثر من 3000 ألف لغة في عالم اليوم تعود إلى لغة أولى واحدة، تفرع منها هذا الكم الهائل من اللغات ولهجاتها المحلية. وتنقسم اللغات حسب تصنيفها إلى مجموعة عائلات لغوية، مثل الأفروآسيوية والنيلية الصحراوية والسامية والهندوأوربية وغيرها، ويستند هذا التصنيف على ما يجمع مكونات عائلة لغوية من تشابه وتقارب وتطابق في بعض الأحيان بين المفردات التي تتشكل منها هذه اللغات في المبنى والمعنى، مثل التقارب بين العربية والعبرية ( سامية ) أو الألمانية والإنجليزية ( هندو أوروبية ). وإذا كان من الطبيعي والمتوقع وجود مفردات متشابهة أو حتى متطابقة في لغات العائلة الواحدة، فإن الأمر يبدو بعيد الاحتمال بين لغات تنتمي إلى عائلات لغوية مختلفة، مثل احتمال وجود مفردات متشابهة في اللغتين الصينية والإنجليزية أو لغة الزولو واللغة النرويجية، باعتبار أن هذه اللغات تطورت في انقطاع شبه تام عن بعضها البعض. لكن يبدو أن المسألة ليست بهذا الإطلاق، فإذا أخذنا اللغة الدارجة السودانية كمثال، باعتبارها منحدرة من اللغة العربية الفُصحى، فإن بعض مفرداتها ليست لها أصل في اللغة العربية، أو على الأقل ليس لها أصل مباشر فيها، بفرضية أن طريقة نُطق المفردة قد يكون قد تغير مع مرور الوقت واتخذ أشكالاً تختلف تماماً عن الأصل. لكن الأرجح، في حالة الدارجة السودانية، أن تكون هذه المفردات قد انحدرت من اللغة الكوشية أو النوبية، أو من أي من اللغات السودانية. هنا سأحاول التقاط بعض المفردات من لغتين لي بعض المعرفة بهم، وهما الألمانية والإنجليزية ومقارنتها بمفردات قريبة منها من حيث النطق ولها نفس المعنى في اللغة العربية وأيضاً الدارجة السودانية. هذه ليست دراسة علمية في اللسانيات، وهو علم صعب وصارم لغير المتخصصين، اتخذ مع دي سوسير سماته الأساسية، وحقق تقدماً هائلاً بمساهمة نعوم تشومسكي في القرن العشرين، بل هي مجرد تأملات تقوم على الانطباع بعقد مقارنات بسيطة بين بعض المفردات، التي سأوردها تباعاً، والهدف هو تأكيد ما يبدو راجحاً، وهو أن البشرية وبالتالي لغاتها تعود إلى أصل واحد، هو الإنسان البدائي، الذي نشأ في وقت ما قبل 3 ملايين سنة في منطقة البحيرات العظمى في شرق أفريقيا.
عبد الله حسين
مشاركات: 208
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 9:52 pm

مشاركة بواسطة عبد الله حسين »

سأبدأ بمفردتين

الأولى وهي Nag الإنجليزية

بما أن الموضوع عن الكلام، وتعني الحديث الذي يضايق أو يزعج شخص

وهي قريبة من كلمة نقه في الدارجة السودانية في النطق ولها نفس المعنى تقريباً، مثل أن تقول: ياخي الزول ده نقتو كتيرة، وهي أيضاً كلمة عربية فصيحة كما ورد في " لسان العرب ".

الثانية وهي Dauern الألمانية وتنطق داورن

بما أن موضوعنا قابل للاستمرارية، وتفيد أن شيء جاري ومستمر
وهي قريبة من كلمات: دوّر دار يدور دوار دائر دائرة، وكلها تفيد الاستمرارية.
صورة العضو الرمزية
الوليد يوسف
مشاركات: 1854
اشترك في: الأربعاء مايو 11, 2005 12:25 am
مكان: برلين المانيا

مشاركة بواسطة الوليد يوسف »

الصديق / عبد الله حسين...الشوق بحر

موضوع لذيذ بل شيق عديييل والذ ما فيهو طابعه التأملي الإنطباعي وأنت العارف الإنطباعات دي مرات كتيرة بتودي للسكة القريبة والمباشرة وقلب المؤمن دليلو.

في المفردة الأنكليزية الأولي (Nag) أجدها أقرب لمعني كلمة "تذمر" العربية او مترادفاتها الأخري مثل أحتجاج ،إزعاج وعلي وجه الخصوص مترادفة (نَكَّد) التي تشابهها ايضاً في النطق الصوتي، رغم وجود حرف الدال في نهايتها وهي كثيرة الإستخدام عند (المصريين) وبالدارجية السودانية تنطق (نقنقة) وهي النبس بكلمات او جمل بلهجة تذمرية غير مسموعة او غير واضحة تعبر عن حالة شخص مجبر علي القيام بشئ هو نفسه غير مقتنع به لكنه لا يملك القدرة علي الرفض، فيذجر أو ينتهر، فيقال له: (أنت بتنقنق كده بتقول شنو؟ يا تقول كلام واضح ولا قفل خشمك) ومفردة "نقنقة" أعتقد انها جاية تقريباً من صوت ملامسة "نقط" الماء لسطح ما مثل قول: (أمبارح المطرة طول الليل تنقنق فينا) والمقصود هنا هو صوت زخات الماء النازلة من هطول الأمطار الخفيف (الطل) ليس ( الوابل) وصوت المطرة في الوضعية دي ذاتو صوت مزعج وموتر وما بخلي الزول مرتاح، يا مطرة تقيلة عديل كده، تخلي الزول يشيل مرتبتو ويخش ينوم جوه الأوضة في الكتمه والحر، يا توقف "النقنقة" البتعمل فيها دي، عشان الزول يواصل نومتو الإنقطعت بسبب *(النجقجناقة) في همبريب الحوش الكبير، أجد هذه المعاني اقرب لمعني المفردة الإنكليزية من كلمة "نقة" التي تشير لمعني الثرثرة زي ما قلت في مثالك العامي (ياخي الزول ده نقتو كتيرة) ولو أن مصدرهما واحد او أن المعني الذي قصدته جاء نتيجة لأتساع المجال النوعي وتاريخ الإستعمال للمعني الذي أميل اليه ،أكرر الموضوع شيق للغاية ومحفز للخيال وتجدنا من المتابعين له وفي إنتظار بقية المفردات والتأملات والإنطباعات الذكية.

وليد

ــــــ
*النجقجناقة:هي "النقناقة" ذاتها ويطلق عليها ايضاً لفظة "الشكشاكة" لكن بطريقة نطق سودانية خالصة تفيد تدليعها ولربما لتاثير لهجات اللغات السودانية المحلية فيها ويطلقون عليها ايضاً *(عزيمة الفكي)، خليني احكي ليك هنا حكاية( وش الحدية):
كان هناك رجل في منتصف الأربعينيات من عمره، مربوع القامة بشرته سمراء داكنة مائلة للسواد، يقيم في حي العباسية الأمدرماني العريق جوار شارع الأربعين محطة عابدين، هذا الرجل، كان يطلق عليه اسم (سليمان وش الِحدَيّة) وكان ساحراً معروفاً ومشهوراً بممارسة الدجل والشعوذة، تجده دوماً متجولاً في زقاقات فريق (كاتاكو) بمنازله العتيقة المشيدة من الطين والصفيح وجزوع الأشجار القديمة، في هيئتة الفخيمة تلك، مزركشاً بملابسه ذات الألوان الحارة الخضراء والصفراء والحمراء والظهرية معتمراً عمامة ذهبية براقة تحتها طاقية باللون الكبدي يحمل دوماً في يده اليمني شنطة (هاند باك) لبنية اللون مطبوع علي جانبيها شعار الخوطوط الجوية السودانية محتوياتها عبارة عن علب وصناديق سجاير (برنجي) أو (بينسون اند هيدجز) مملوءة بالثعابين والأصلات والعقارب والحشرات والسحالي والفئران الميتة من مختلف الأحجام والألوان و برطمانيات "مربة" صغيرة وكبيرة محكمة الأقفال معبأة بجذور وأغصان لنبتات غريبة الشكل والرائحة، تعلو وجهه دوماً ابتسامة *"قورو" صفراء ذات ظلال بنية فاتحة تقوم بتضيق المسافة الكبيرة نسبياً في منطقة الشارب الحليق التي تفصل بين أنفه الحاد وفمه الكبير ذي اللون البني الداكن، المنسجم مع قسمات وجهه البارزة خاصة عيناه الواسعتان الجاحظتان المزججتان بكحل الحجر الأسود الكثيف ولا يخلو جيب من جيوب جلبابه الكرنفالي العديدة، ابداً من اقلام الحبر الناشف (Big) ودفاتر الـ *(توتو كوره) التي كسبها في احدي المرات ليصير من وجها العباسية بعد أمتلاكه منزلاً فخماً ولوري ( سفنجة)الشئ الذي جلب له الكثير من المشاكل والضغوط الإجتماعية من قبل المحيطين به من دائرة الأصدقاءوالأصحاب الذين ما فتئو "ينقّون فوق راسو بعد كل صلاة مغرب في بِرش الصلاة المفروش فوق مسطبة (حسين تٌمبا) الخضرجي"، يحرضونه ويحسونه علي أكمال نصف دينه، بعد أن "فرجها الله عليهو بالتوتو" فيرد عليهم ساخراً بالرفض معلالاً ذلك بأنه لم يزل شاباً يافعاً ماشاف حاجة في الدنيا دي، حينما كان يردد الكثيرون همساً وغمزاً بأن ( سليمان وش الحدية) ما ممكن يتزوج لأنو عندو *"السٌفلي" "ويا ويلو وسهر ليلو لو قام جاب ليهو "مرة" في البيت"، بل يذهبون الي ما هو أبعد من ذلك حين يقولون أن (سليمان وش الِحدَيّة) لم يكسب التوتو مطلقاً والمال العندو ده كلو من السٌفلي والعياز بالله.
المهم كانت هناك كثيراً من الأساطير والحكاوي الخيالية البتدور حول شخصية (سليمان وش الِحدَيّة) الذي وآفته المنية وهو لم يعد بعد شاباً عازباً صغيراً رغم تقدمه الكبير في السن ولم يخلو حتي موكب جنازته من القصص الأسطورية ،فيقال ان موكب جنازته كان في منتصف ليلة خريفية حالكة الظلام مما حدي ببعض الأفراد من الحي، اقتراح، تشييع جنازته في صبيحة اليوم التالي، معللين وجهة نظرهم بزعم! صعوبة حفر القبر خاصة وداللحد وصعوبة تحديد وجهة القبلة في ليلة ترخي بسدول ظلامها الدامس علي جميع الاشياء، فلا يستطيعون تمييز الخيط الأسود من الخيط الأبيض ولم ينسوا ايضاً تدبيج هذا الزعم ببعض النصوص السنية الصحيحة او قبس من سيرة النبي (ص)الذي زجر دفن الميت ليلاً ولكن كان لأصدقاء ( وش الِحدَيّة) وأنداده وعلي رأسهم (عم العاقب أبو كوه) رأي آخر قاطع بدفن الجنازة في ليلتها ولامجال لفكرة تأجيلها للصباح ولم ينسوا تعليل وجهة نظرهم هذه بتبريرات ذات طابع أسطوري ايضاً، مثل هذه كانت هي وصية ( وش الِحدَيّة) ذاتو، فكثيراً ما كان يردد في حياته، بأنه سيموت في ليلة حالكة الظلام ملبدة بالغيوم لا فيها قمرة ولا نجمة، لكن رغماً عن ذلك سيدفن فيها،أخيراً استقر أمر الجماعة علي رأي الكبار وبعدها شرعوا في المضي قدماً مواصلين مراسم التشييع في ليلته الحالكة، وكما جرت عادة أهالي حي (فريق كاتاكو) دفن موتاهم في مقابر حمد النيل الواقعة في الجنوب الغربي لمدينة أمدرمان علي أن يكون التشييع مشياً بالاقدام لزيادة الأجر والحسنات المحسوبة بالخطوة الواحده للمشييع ولآن التشييع كان في ليلة خريفية وخور ابعنجة مليان تف بمياه الأمطار والفيضانات، كان لابد لموكب الجنازة الذي يتقدمه حاملي الرتائن ولمبات البطارية كلوحة في مسرح طقسي، مؤثره الصوتي،صرير الجنادب ونقيق الضفادع ونباح الكلاب،أن يمر عبر جسر "ابو الريش" فوق خور ابو عنجة الذي يربط بين حي العباسية وحي ابكدوك وبعدها يتوجهون غرباً عبر حي ابكدوك في اتجاه مقابر حمد النيل وعند مبلغهم لساحة الفناء الكبيرة الفاصلة بين نهاية الحي وآخر مبني في هذا الأتجاه آنذاك كان (مستشفي ابعنجة) لمرضي "الدرن" المعروف بالكرنتينة، هنا صار الظلام اكثر حلكةً وكثافةً وبدأت زخات المطر الخفيفه بمداعبة ظهور المشيعين الصامتين الا من بعض الهمهمات الجانبية والبروق من فوقهم تشلع وتتلاصف والرعد يدوي مزمجراً، تحكي الاسطورة أن عنقريب الجنازة في هذا المكان بدأ ثقيلاً نوعاً ما وبعدها صار يترنح ويتهوزز ذات اليمين وذات اليسار وفجاةً قام جثمان (سليمان وش الِحدَيّة) ناصباً الجزء الأعلي من جسده فجلس متكئاً علي ساعديه فوق العنقريب المفروش ببرش زاهي الألوان تعلوه ملاية قطيفة جديدة لنج ذات الوان زاهية ومزركشة ايضاً ورائحة الحَنٌوط ذلك الخليط العطري ذي الرائحة النفاذة، الممزوج من المسك والعنبر والكافور والصندل الأحمر ، تفوح مالية الفجة كلها،في البداية لم ينتبه الأفراد الذين يحملون العنقريب فوق رؤوسهم لهذا المشهد، بل الآخرين المتابعين من بعد نسبي، تنبهو لحركة جثمان وش الِحدَيّة داخل كفنه كحشرة عملاقة تسعي للخروج من شرنقتها ناصعة البياض،أخذ جثمان وش الحدية يتلوي ويتقلص مصارعاً، الي أن تمكن اخيراً من فتق الكفن وتحرير جسده الميت منه وأتخاذ وضعيته المستندة علي الساعدين تلك، في ذلك الحين تنبه عدد كبير من المشيعين واصابتهم اولاً الدهشة قبل أن يفتح الجثمان الٌمشيع فمه متسائلاً:
موديني وين في "النجقنجاقة" دي؟ واحياناً تحكي في الشكشاكة دي؟.......
تم رمي عنقريب الجنازة من علو أكتاف الرجال الشايلنو وولي الجميع الأدبار، رعباً وفزعاً مبسملين ومتعوزين، تاركين جنازة ( سليمان وش الِحدَيّة) لمصيرها المظلم الذي ما زال مجهولاً الي يومنا هذا وصار كما في حياته ايضاً في مماته اسطورة تحكي بها الركبان وتؤلف حولها الأحاجي والقصص ويخوف بها الأطفال فحينما يخرج الأطفال للعب في الشارع في الشمس الحارة يقوم الآباء بتخويفهم بأن (سليمان وش الِحدَيّة) حيجي راجع ويخطف "ظلالهم" لذلك يتوجب عليهم عدم اللعب تحت أشعة الشمس حتي لا يظهر لهم ظل، يقوم (سليمان وش الِحدَيّة) بخطفه ويصبحوا من غير ظل وعلي الاطفال ايضاً العودة مبكراً للمنزل قبل غروب الشمس خوفاً من عودة وش الِحدَيّة في الظلام...وهكذا دواليك كثير قصص وأحاجي عن وش الحِديَة المشي بي وشو.

وليد يوسف





ــــــــ
* قورو:Cola Acuminata نواة مستخرجة من بذرة ثمرة "الكولا" لشجرة كبيرة ومعمرة دائمة الخضره موطنها غرب افريقيا تعتبر من اهم مصادر الاخشاب اذ يبلغ طولها لأكثر من 20 متراً لذلك يستخدمها الناس هناك لأكتساب صفاتها الطبيعية تلك مثل طول العمر والقوة والأخضرار الدائم فهي منشط جسمي ممتاز كما يتم استخدامها في الطب الشعبي الغرب افريقي لعلاج الضعف الجنسي ولضعف الأعصاب ، لضعف وانخفاض الانفعالات ، وللاكتئاب النفسي ، للإسهال العصبي , للصداع النصفي ، لدوار الحركة ، لحالات القلق النفسي , للآلام العصبية ، وكمنبهة للجهاز العصبي المركزي ، مدرة للبول ، وقابضة للجروح والتقرحات .

*السٌفلي: هو سلالة من سلالات الجن الكافر غير المسلم، يزعم الفكية والرقاة ورجال الدين، أنه يساعد السحرة والدجالين علي خداع الناس والتغرير بهم.

* توتو كورة: هي اليانصيب أو "اللوتو توتو" كانت تنفذه وتديره (هيئة المرآهنات الرياضية ) في سعينيات القرن المنصرم، إبان حكم الرئيس المخلوع (جعفر النميري) لشعبنا المغلوب علي أمره، وكانت تمثل هدفاً رئيساً للجماهير حين تثور وتتظاهر أحتجاجاً علي غلاء الاسعار والمعيشة ، حيث كانوا يقومون بحرق أكشاكها ومراكزها، ماعارف ليه، هل لإنها كانت ميسر أو قٌمار محرم، أم بدعوي أنها شكل من اشكال الإستغلال الرأسمالي؟ المهم قام الرئيس المخلوع ابوعاج بالغائها بعد أن هداه الله للسراط المستقيم،وكان ذلك من أحدي المؤشرات الهامة للتحول المهم الذي حدث في مسيرته كرئيس تائب، استوجب توبة جميع افراد المجتمع الذي يحكمه.

*عزيمة الفكي: القراءة الطقسية لبعض الآيات القرآنية او الأدعية الدينية، التي يقوم بها الفكي فوق رؤوس مرضاه الطالبين العلاج القرآني وهي قراءة، عبارة عن همهمة خافتة مبهمة، لايمكن تبين ملامح المفردات والحروف فيها، يعقبها الفكي بنثر بعض تفلات من لعابه فوق رأس المريض كرقية علاجية روحية .
ــــــــ
الأسماء الحقيقة للشخصيات في القصة تم تحويرها
آخر تعديل بواسطة الوليد يوسف في الجمعة يونيو 17, 2011 2:07 pm، تم التعديل 4 مرات في المجمل.
السايقه واصله
عبد الله حسين
مشاركات: 208
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 9:52 pm

مشاركة بواسطة عبد الله حسين »

عزيزي وليد

بالأكتر يا صديق

وشكراً على القصة الممتعة الطريفة.

ملاحظاتك سليمة بخصوص كلمة Nag

فالتذمر يعني رفض شيء ويعبر عن نفسه في شكل طنطنة أو نقنقة، مع الأخذ في الاعتبار التحوير الذي يحدث في نطق الكلمة المعنية وفي تحول استعمالها من سياق ثقافي إلى آخر مختلف، فعلى سبيل المثال كلمة نكد التي أشرت إليها ذات صلة بالكلمة الإنجليزية، فالكاف والقاف متقاربان في النطق، أما حرف الدال فيأتي في الكلمة الإنجليزية في صيغة الماضي، وإذا وسعّنا قليلاً من مجال الرؤية، يمكن ربطها كذلك بكلمة نقد، مع سهولة الانتقال بين القاف والكاف، والنقد هو أيضاً " نكد " أو إزعاج لمن يضيق صدره به.
أتوقع مساهمتك بفلفة القاموس الألماني الغني بمفرداته التي يمكن مقاربتها مع مفردات عربية ودارجية سودانية وخصوصاً الكلمات القديمة التي قلّ استعمالها، وأيضاً بتصويب ما سوف أورده من مفردات. فيما يلي مفردتين من اللغة الإنجليزية، الأولى يمكن ربطها بشكل ما بالنقنقة والثانية بموضوعنا بشكل عام بما أنه موضوع للجدل والنقاش !.
عبد الله حسين
مشاركات: 208
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 9:52 pm

مشاركة بواسطة عبد الله حسين »

المفردة الأولى هي Harry

بمعنى ضايق أو عذب

وهي قريبة من كلمة هرا في الدارجة السودانية في النطق ولها نفس المعنى تقريباً، مثل أن تقول: ياخي الزول ده هرانا هري بالنقة، وهي أيضاً كلمة فصيحة تعود إلى الهُراء، والهُراء كما ورد في " لسان العرب " يعني الكلام الكثير الذي لا يصيب المعنى. وبالطبع الكلام الكثير بدون معنى يصيب سامعه بالضيق والشعور بالإزعاج.




المفردة الثانية هي Negotiate ( نيقوشييت )

بمعنى فاوض، جادل، ناقش

وهي قريبة من الكلمة العربية ناقش ( ناقش يناقش نقاشاً ) في النطق ولها نفس المعنى تقريباً، مع الأخذ في الاعتبار أن قليل من التحور قد حدث في النطق.
صورة العضو الرمزية
الوليد يوسف
مشاركات: 1854
اشترك في: الأربعاء مايو 11, 2005 12:25 am
مكان: برلين المانيا

مشاركة بواسطة الوليد يوسف »

تشكر يا صديق

خد عندك مثلاً مفردة (Burg) من اللغة الألمانية وتعني قلعة، صومعة او صرح ولربما نصب تذكاري ومنها جاءت تسميات بعض الولايات والمدن الألمانية الكبري مثل (Hamburg) و(Magdeburg) و(Brandenburg) وغيرها من اسماء المناطق والأمكنة الأخري في المانيا وفي البلدان الأوروبية الأخري الناطقة باللغة الألمانية وتعادلها في اللغة العربية بنفس النطق تقريباً ونفس المعني مفردة *(بٌرج) مثل برج القاهرة او برج الخليفة في "دبي" الإمارات العربية المتحدة او برج الفاتح في الخرطوم والأبراج او القلاع هي المباني المرتفعة المحصنة وكانت في الماضي تستخدم كمرصد لمراقبة الأعداء من علي،وايضاً كخط دفاعي أخير وإنذار مبكر لحماية المدن في المعارك والحروب.

ثم مفردة (Eye) في اللغة الأنجليزية ويمكن مقاربتها نطقاً ومعني مع مفردة"عَينْ" في اللغة العربية وببساطة شديدة تستطيع أن تتخيل كيفية نطق صوت حرف الـ (ع) علي لسان الفرنجة الأوروبيين حيث يتحول هنا الي حرف (E) مع أضغام حرف النون الظاهر في آخر المفردة العربية.

نواصل كل ما لقينا مفردة من هنا او هناك.

وليد


ـــــ
* برج (الصّحّاح في اللغة)
بُرْجُ الحِصن: رُكنه.
والجمع بروج وأبراج.
وربَّما سمِّي الحصنُ به. قال الله تعالى: "ولو كُنْتُم في بُروجِ مشيَّدة. واحد بروج السماء.
والبَرَجُ، بالتحريك: أن يكون بياضُ العين مُحْدِقاً بالسواد كُلِّهِ لا يغيب من سوادِها شيء.
وامرأةٌ بَرْجاءُ بَيِّنَةُ البرج.
ومنه قيل ثوبٌ مبرَّج للمعيَّن من الحلل.
والتبرُّج إظهار المرأَةِ زينَتها ومحاسنها للرجال. والإبْريجُ: المِمْخضة.
وقال:

كما تمخَّض في إبريجِهِ اللَّبَنُ لقد تمخَّض في قلبي مَوَدَّتُهـا
ــــــ
*البُرْجُ (القاموس المحيط)
البُرْجُ، بالضمِّ: الرُّكْنُ، والحِصْنُ، وواحدُ بُروجِ السَّماءِ، وابنُ مُسْهِرٍ الشَّاعِرُ الطَّائِيُّ،
وة بِأَصْفَهانَ، منها: عثمانُ بنُ أحمدَ الشَاعِرُ، وغانِمُ بنُ محمدٍ صاحِبُ أبي نُعَيْمٍ،
و د شَديدُ البَرْدِ،
وع بِدِمَشْقَ، منه: عبدُ اللَّهِ بنُ سَلَمَةَ، وقَلْعَةٌ أو كُورَةٌ بِنَواحِي حَلَبَ،
و ع بَيْنَ بانِياسَ ومَرْقَبَةَ.
وأبو البُرْجِ: القاسِمُ بنُ جَبَلٍ الذُّبْيانِيُّ، شاعِرٌ إِسْلامِيٌّ.
والبَرَجُ، مُحَرَّكَةً: أن يكونَ بياضُ العَيْنِ مُحْدِقاً بالسَّوادِ كُلِّهِ، والجَميلُ الحَسَنُ الوَجْهِ، أو المُضِيءُ البَيِّنُ المَعْلومُ ج: أبْراجٌ.
وبُرْجانُ، كعُثْمانَ: جِنْسٌ مِنَ الرُّومِ،
ولِصٌّ م.
وحِسابُ البُرْجانِ: قولُكَ ما جُذاءُ كذا في كذا، وما جَذْرُ كذا في كذا، فَجُذاؤهُ: مَبْلَغُهُ، وجَذْرُهُ: أصْلُهُ الذي يُضْرَبُ بَعْضُهُ في بَعْضٍ،
وجُمْلَتُهُ: البُرْجانُ.
وابنُ بَرَّجانَ، كَهَيَّبانَ: مُفَسِّرٌ صُوفِيٌّ.
وأبْرَجَ: بَنى بُرْجاً،
كبَرَّجَ تَبْريجاً.
وبَرِجَ، كَفَرِحَ: اتَّسَعَ أمْرُهُ في الأَكْلِ والشّرْبِ.
والبَارِجُ: المَلاَّحُ الفارهُ.
والبارِجَةُ: سَفينةٌ كَبيرَةٌ لِلقِتالِ، والشِّرَّيرُ.
وتَبَرَّجَتْ: أظْهَرَتْ زِينَتَها لِلرِّجالِ.
والإِبْريجُ: المِمْخَضَةُ.
وبُرْجَةُ: فَرَسُ سنانِ بنِ أبي حارِثَةَ،
و د بِالمَغْرِبِ، منه: المُقْرِئُ علِيُّ بنُ محمدٍ الجُذاميُّ البُرْجِيُّ.
البَرْدَجُ: السَّبْيُ، مُعَرَّبُ: بَرْدَهْ،
وة بِشِيرَازَ.
وبِرْديجُ، كَبِلْقيسَ: د بِأَذْرَبيجانَ.
السايقه واصله
صورة العضو الرمزية
الوليد يوسف
مشاركات: 1854
اشترك في: الأربعاء مايو 11, 2005 12:25 am
مكان: برلين المانيا

مشاركة بواسطة الوليد يوسف »

نسيت اقول ليك يا عبد الله الناس في شمال المانيا حيث تقع مدينة (هامبورغ) ينطقون حرف الـ (G) تماماً كما ينطق حرف الـ (ج) في اللغة العربية حيث ينطقون اسم المدينة هكذا (هامبورج) خلافاً لما ينطقة معظم السكان في المدن والبلدان الالمانية الأخري وهنا تحتفظ مفردة "بٌرج" بكامل نظامها الصوتي كما هو في اللغة العربية آها...بعد داك قومي يا المفردة أتوسعي في داخل بنية اللغات الأوروبية الأخري المتاثرة باللغة الألمانية او بمصادرها الأولية المشتركة، لحدي ما وصل إستخدامها في تسمية ذاك "الطازج المحشور بين الشاطر والمشطور" الشهير تبع الأمريكان، الأ وهو ( الهامبورغر او الهامبورجر أي البٌرج الملتهم او المأكول، والله أعلم، كما يمكنك ايضاً تأمل مفردة*(Bürger) كما هي في اللغة الألمانية وتعني مواطن وأصلها جاي من الزمن القديم تبع العصور الوسطي، الكانت فيهو حدود البلدان والمدن تسور بالأسوار وتحمي بالقلاع لذلك يتحدد مفهوم المواطن علي هذا الاساس يعني اذا كنت من السكان الفي داخل المدينة المسورة بالأبراج والقلاع تكون "بورجر" يعني مواطن ولو جاي من برة البروج تكون عكس ذلك واعتقد أن هذا التصور تتطور مفهومة داخل سياقات الثقافة الألمانية الي عصرنا هذا لتجد، معني تسمية ووصف الأجانب في المانيا بالـ (ausländre) والمواطنين الالمان في الداخل بـ (inländer)

صورة

ـــــ
مصدر الصورة:
Hellmuts.de
ــــــ
* Historie

Das Wort Bürger leitet sich von burga (ahd. ‚Schutz‘) ab, ursprünglich ein befestigter Wohnsitz, eine Burg, in dem sich Gewerbetreibende und Händler niederließen. Im Englischen ist borough (und speziell in Schottland in der Form burgh) als Bezeichnung für eine Stadt mit Stadtrechten, also für eine freie Stadt, weiterhin gebräuchlich.

Im europäischen Mittelalter waren Bürger im Sinne der Ständeordnung Bewohner einer befestigten (sie bergenden, schützenden) Stadt mit eigenem Stadtrecht. Sie unterschieden sich vom einfachen Einwohner durch besondere Bürgerrechte, das heißt Privilegien und Besitz. Einen minderen Rechtsstatus besaßen Ausbürger, meist Adlige, die keinen voll gültigen Wohnsitz mit Steuerpflicht und Mitbestimmungsrecht in der Stadt, sondern wegen ihrer Immunitätsrechte lediglich ein Wohnrecht ohne Beteiligung am Stadtregiment besaßen. Pfahlbürger lebten ebenfalls mit eingeschränkten Rechten innerhalb der Ummauerung oder in den Vorstädten, zahlten aber nur reduzierte Steuern und konnten nach Erwerb des erforderlichen Grundvermögens das volle Bürgerrecht erhalten. Beide Personengruppen wurden auch als Mitbürger bezeichnet.

Ausgelöst durch die französische Revolution wurden schließlich die Rechte der Bürger (fr. citoyen) durch Verfassungen auf jedes männliche vollberechtigte Glied eines Staates ausgedehnt.

Als sich in der Zeit des Absolutismus die moderne Staatsgewalt herausbildete, bezeichnete man die Staatsangehörigen, welche einem mit legalen Mitteln nicht absetzbaren Regime – etwa einer Monarchie – unterworfen waren, als Untertanen. In diesem Sinne steht der Untertan im Gegensatz zum freien Bürger einer Republik.
[url=https://de.wikipedia.org/wiki/B%C3%BCrgerويك]الموسوعة الحرة ويكيبيديا[/url]
السايقه واصله
سيد أحمد العراقي
مشاركات: 624
اشترك في: الأحد يونيو 21, 2009 11:44 pm

تأملات ممتعة

مشاركة بواسطة سيد أحمد العراقي »

[font=Tahoma]

الكرام
لكم التحية
تأملاتكم اللغوية ممتعة

الفاضل وليد
تحية مكررة

سليمان وش الحدية حكاية طازة
نرجو المزيد
مع الود
صورة العضو الرمزية
الوليد يوسف
مشاركات: 1854
اشترك في: الأربعاء مايو 11, 2005 12:25 am
مكان: برلين المانيا

مشاركة بواسطة الوليد يوسف »

العزيز سيد احمد العراقي ...سلامات

أشكرك كتير ،طبعاً مجتمعاتنا الصغيرة، كان في المدن ولا القري والحلال، ملانة بالقصص والشخصيات المدهشة الزي ناس "جقود الذي رحل مبتسماً" و"وش الحِدية" وغيرهم من الشخصيات النمطية الساحرة، ولو قعدنا درسناها كويس حنطلع بي كنوز معرفية وجمالية ما ليها حدود.

عامر مودتي

وليد يوسف
السايقه واصله
صورة العضو الرمزية
الوليد يوسف
مشاركات: 1854
اشترك في: الأربعاء مايو 11, 2005 12:25 am
مكان: برلين المانيا

مشاركة بواسطة الوليد يوسف »

عبد الله حسين المعذرة لو شعرت انو جاكي بيك سريع، لكن لأني كنت الفترة الفاتت دي، قاعد في البيت عندي أجازة أسبوع، الليلة آخر يوم فيها عشان كده حاديك العندي لحدي هسي، فتاني ما معروف الواحد يلقي فرصة وكت متين؟.

أمبارح خطرت ببالي مفردة ذات اصل نوبي، بالتحديد من لغة الدناقلة وهي مفردة "أرتي" وتعني في لغة الدناقلة،(الأرض) بالعربية وكذلك تطلق علي "البقرة" كما هي اسم "الاله" او " الرَّبْ" عندهم، ومازال الدناقلة الي يومنا هذا،حتي بعد دخول الإسلام للسودان، قبل قرون يطلقون لفظة "أرتي " بدلاً عن مفردة الله ويلاقون في ذلك ما يلاقون من حراس الثقافة العربية الاسلامية من تجريم وتحريم وما الي ذلك وواضح جداً الدلالة المعطية للمفردة المركبة المعاني في ابعادها الثلاثية،البتشير كلها لأصلها المتجذر في أتخاذ الدناقلة القدماء لمخلوقات الطبيعة الِمعطَاءَة، كالأرض والبقرة كرموز دينية لإرتباطها القوي بحيواتهم، ولو قمنا بأجراء تعديل بسيط بكسر الألف في المفردة المعنية، لتصبح كذلك :"إرتي" يصير لها معني رابع وهو "ماعز".
اذا قمنا بأجراءمقارنة بين مفردة "أرتي" الدنقلاوية ومفردة (Erde) في اللغة الالمانية سنجد أنها تحمل نفس المعني الأول "الأرض" تماما كما في لغة الدناقلة وفي اللغة الأنجليزية ايضاً المتطورة من اللغات الجرمانية القديمة تتحول الكلمة لتصير (Earth) وتعني ايضاً أرض، ان كان ذلك بالمعني الجغرافي كـ(ground) او المعني الفلكي (كوكب الأرض) وحتي هذه الأخيرة في منظومة اللغة العربية نجدها تتشابه في نظامها الصوتي مع المفردة الدنقلاوية المذكورة فمفردة ارض تشبه لحد كبير مفردة أرتي.

نواصل

وليد
السايقه واصله
عبد الله حسين
مشاركات: 208
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 9:52 pm

مشاركة بواسطة عبد الله حسين »

لقد تململ هتلر في قبره المجهول يا وليد !!

تصدق ؟، لقد مررت عشرات المرات من قبل بكلمة " burg " ولم أستطع أبداً رؤية ما رأيته أنت فيها، ياخي المفردات دي زي الكائنات الحية عندها قدرة عجيبة على المُراوغة والتمويه والتخفي، وأخطر ما في الموضوع يا وليد، إنك ألقيت القبض على " البرج " مُتنكراً في شكل مواطن آري، يا زول الموضوع كدا دخل البورغر آمت ( مكتب شؤون المواطنين ) إذا صحت الترجمة، على وزن الكلام دخل الحوش، وهذا ربما يثير حفيظة حليقي الرؤوس، كيف يمكن أن ترتبط اللغة الألمانية " الآرية " بلغات البرابرة، والمقصود بالبرابرة هنا لغات جميع الشعوب غير الآرية، مثلما كان يرى قدماء اليونان في الشعوب الأخرى أنها شعوب بربرية، ولكن لا سبيل للإنكار والتعلق بالأوهام، فمفردة " burg " الألمانية هي بالضبط كلمة " برج " العربية " والتي ربما انحدرت بدورها من اللغات السامية القديمة مثل لغة حمّير والتي انحدرت بدورها من اللغات الكوشية في شرق أفريقيا وهكذا ديالكتيك !، وكانت الحركات النازية الجديدة قد تلقت ضربة موجعة بعد أن أثبت الفحص الجيني لأدولف هتلر أنه من أصل يهودي ـ أفريقي ( أنظر الخبر أدناه ). والطريف أن الاسم توسع ليطلق على ساندويتش الهامبورغر، والمقطع الأول من الكلمة " Ham " يعني قطعة من اللحم، وهي قريبة في النطق من كلمة لحم " العربية ".
بمناسبة الهامبورغر واللحمة، تأمل معي يا وليد المفردتين أدناه من اللغة الألمانية، وأرجو أن تواصل دون انتظار مُداخلاتي وعلى الإيقاع ـ بما إنك زول فنان ـ الذي يناسبك.
عبد الله حسين
مشاركات: 208
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 9:52 pm

مشاركة بواسطة عبد الله حسين »

المفردة الأولى Schlachten

وتنطق ( شلاختن )

بمعنى ذبح ـ يذبح ـ ذبيحاً

وهي قريبة من كلمة " شلخ " في الدارجة السودانية وسلخ في اللغة العربية الفُصحى، والشلخ مثل الذبح وهو إحداث جُرح في الجسد، والـ " schlachthof " في اللغة الألمانية هو المذبح أو السلخانة.



المفردة الثانية Fressen

وتنطق ( فريسن )

بمعنى افترس أو التهم. افترس ـ يفترس ـ افتراساً أو التهم ـ يلتهم ـ التهاماً

وهي قريبة من الكلمة العربية افترس أو فريسة في النطق ولها نفس المعنى.
عبد الله حسين
مشاركات: 208
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 9:52 pm

مشاركة بواسطة عبد الله حسين »

دراسة جديدة تفند أكذوبة "الجنس الآري" النازية


كشفت دراسة جديدة أجريت في إحدى معاهد الأبحاث السويسرية عن مفاجأة حول أصل الشعب الألماني، فقد تبين أن عشرة بالمائة من المواطنين الألمان لهم جذور يهودية وأن النساء الألمانيات لهن جذور ألمانية خالصة أكثر من الرجال.


أكدت دراسة في علم الأجناس وحملت عنوان "تكوين الشعب الألماني بالنظر إلى الأصول الجينية" أكذوبة "الجنس الآري" النازية، بعد ثبوت تعدد جذور الأجداد في الماضي بسبب عمليات الهجرة الواسعة في فترات من التاريخ الألماني والأوروبي.

واستغرق إعداد الدراسة أكثر من عام وأجرتها خبيرة علم الأجناس جوليا ابتر. وقامت الباحثة خلال إعداد دراستها بفحص أكثر من 19 ألف عينة من لعاب الألمان واستخدمت أحدث ما توصل إليه العلم لمعرفة جذور الأجداد. وتعزي الباحثة ظاهرة تعدد جذور الألمان إلى انخفاض متوسط عمر أجداد الألمان بسبب الحروب، التي أدت بالتالي إلى تقليص الجذور الجرمانية في القبائل الجرمانية سابقا.

" قد يثبت أن لهتلر جذورا يهودية"

وخلص أهم بيانات الدراسة إلى أن ستة بالمائة من الألمان لهم أصول جيرمانية وعشرة بالمائة من أصل يهودي و30 بالمائة من أصول أوروبية شرقية. وأرجعت كذلك سبب وجود أصول يهودية في جينات الألمان إلى تاريخ اليهود الطويل في ألمانيا، الذي يمتد إلى 1700 عام، وهي فترة تزيد عن مدة بقاء الجماعات والقبائل المهاجرة.

وشملت الدراسة مراجعة الجذور حتى الجيل الأربعين أي ما يعادل نحو ألف عام. وتقول ابتر في هذا الصدد: "يُظهر فحص الجينات دون أدنى شك أن كل إنسان له جذور متعددة، لأن الشعوب القديمة ومنذ آلاف السنين كانت تهاجر من مكان إلى آخر". وتستطرد الباحة بالقول: "كل إنسان يمتلك خليطاً من الجينات".



هذا واعتبرت الباحثة حسب ما نقلته صحيفة "بيلد آم زونتاغ" إن فحص جينات الزعيم النازي أدولف هتلر قد يُثبت أن له جذورا يهودية بنسبة احتمال عشرة بالمائة. كما اكتشفت الدراسة أن نسبة ستة بالمائة من الألمان من أصل "جرماني" خالص ونسبة 15بالمائة من الفايكينج ونسبة خمسة بالمائة من الفينيقيين ونسبة 45 بالمائة من قبائل الكلت أو السلت ونسبة 25 بالمائة من أصول سكيثيينية (قبائل من أصل إيراني).



دويتشه فيله + وكالات (ط.أ)

https://www.dw-world.de/dw/article/0,,2971466,00.html




كانت هذه الدراسة عام 2007، لكن أخبار 2010 حملت الآتي:



الدايلي مايل

كتبت تحت عنوان "فحص الدي أن إيه يكشف أن هتلر ينحدر من أصول يهودية وأفريقية كان يكرهها" تقول:
"من المرجح أن يكون الزعيم النازي، أدولف هتلر منحدراً من أصول تجمع بين اليهود والأفارقة، بحسب اختبارات أجريت لحمضه النووي DNA. وكان الصحفي جان بول مولدرز والمؤرخ مارك فيرميرين قد استخدما حمضاً نووياً من أقارب الزعيم النازي، وتبين أنه يرتبط بصلة قرابة مع شعوب "دونية" سعى هتلر إلى تصفيتها.
كشف تحليل للحمض النووي لـ39 شخصا يعدون من أقرباء الزعيم الألماني النازي أدولف هتلر والذي تمكن من الحصول عليه الصحفي البلجيكي جان بول موردرس والمؤرخ مارك فيرميرن من خلال مطاردتهما لأقرباء هتلر أن هتلر ينحدر من أصل يهودي إفريقي.
فقد اكتشف باحثون بلجيكيون أن الحمض النووي الذي قاموا بتحليله يحتوي على الكروموسوم المسمى Haplopgroup E1b1b (Y-DNA) وهو نادر الوجود في ألمانيا وغربي أوروبا ، ولكنه أكثر شيوعاً في بلاد المغرب والجزائر وليبيا وتونس وكذلك بين اليهود الأشكناز والسفارديم وفقا لما نقلته صحيفة "ديلي مايل" عن المؤرخ مارك فيرميرن.
وقال فيرميرين: "إن هذا الكرموسوم شائع بين الأمازيع في المغرب والجزائر وليبيا وتوس وكذلك بين اليهود الأشكيناز والسفارديم"، بينما قال مولدرز إنه "يمكن للمرء أن يتوقع أن هتلر كان على صلة قرابة مع البشر الذين كان يمقتهم."
وأشارت لادراسة إلى أن الكرموسوم المذكور يوجد بنسبة 18-29 في المائة من اليهود الأشكيناز و8.6 في المائة بين اليهود السفارديم.


https://arabic.cnn.com/2010/world/8/27/wpprs.aug_h27/index.html




By Heidi Blake

6:25AM BST 24 Aug 2010

Saliva samples taken from 39 relatives of the Nazi leader show he may have had biological links to the “subhuman” races that he tried to exterminate during the Holocaust.
Jean-Paul Mulders, a Belgian journalist, and Marc Vermeeren, a historian, tracked down the Fuhrer’s relatives, including an Austrian farmer who was his cousin, earlier this year.
A chromosome called Haplogroup E1b1b1 which showed up in their samples is rare in Western Europe and is most commonly found in the Berbers of Morocco, Algeria and Tunisia, as well as among Ashkenazi and Sephardic Jews.
"One can from this postulate that Hitler was related to people whom he despised," Mr Mulders wrote in the Belgian magazine, Knack.
Haplogroup E1b1b1, which accounts for approximately 18 to 20 per cent of Ashkenazi and 8.6 per cent to 30 per cent of Sephardic Y-chromosomes, appears to be one of the major founding lineages of the Jewish population.


https://www.telegraph.co.uk/news/newstopics/world-war-2/7961211/Hitler-had-Jewish-and-African-roots-DNA-tests-show.html





DNA-Proben ergaben: Hitler war genetisch mit Nordafrikanern und Juden verwandt


BRÜSSEL. Adolf Hitler war einem Bericht des belgischen Nachrichtenmagazins „Knack“ zufolge genetisch mit Nord-Afrikanern und Juden verwandt. Der belgische Journalist Jean-Paul Mulders hat seit 2008 DNA-Proben von Verwandten in der väterlichen Linie Hitlers untersuchen lassen.

Dabei handelte es sich um zwei männliche Verwandte aus dem Waldviertel in Österreich und einem in den USA in Long Island unter dem Pseudonym Stuart-Houston lebenden Großneffen des Nazi-Führers.
Mulders stützte sich auf frühere Recherchen des Historikers Marc Vermeeren, der über Kirchenregister mehreren Verwandten in der männlichen Linie Hitlers in Österreich auf die Spur gekommen war. Vermeeren wollte in seinem Buch „Die Jugend von Adolf Hitler“ den Mythos widerlegen, wonach Hitler im Ersten Weltkrieg mit einer Französin einen Sohn gezeugt habe.
Ein derartig ausfindig gemachter Verwandter Hitlers im Waldviertel habe ihm freiwillig eine Speichelprobe gegeben, schreibt Mulders in seinem Artikel. Von einem anderen habe er die DNA-Spuren über Zigarettenstummel in einem Aschenbecher bekommen. Von dem Mann in Long Island, den Mulders eine Woche lang observierte, erlangte der Journalist nach eigenen Angaben eine DNA-Probe über eine weggeworfene Serviette.
Y-Chromosom identisch
Dadurch habe das Y-Chromosom analysiert werden können, das vom Vater an den Sohn weitergegeben wird. Jenes des amerikanischen Verwandten sei identisch mit den österreichischen gewesen. Mulders schloss aus diesen Recherchen, dass auch Hitler wegen desselben männlichen Vorfahrens das gleiche Y-Chromosom wie diese Verwandten gehabt habe. Demnach gehörte der Diktator zur Haplogruppe E1b1b, die in Deutschland und Westeuropa selten verbreitet ist, aber am häufigsten bei Berbern in Marokko, Algerien, Libyen und Tunesien sowie in Somalia und am zweithäufigsten bei aschkenasischen Juden auftritt. „Man kann daher, mit der notwendigen Relativierung, postulieren, dass Hitler selbst verwandt war mit den Menschen, die er so verachtet hat“, schreibt Mulders.
„Ein überraschendes Resultat“, zitierte das Magazin den Genetik-Experten von der Katholischen Universität Löwen, Ronny Decorte. „Bei uns haben nur fünf Prozent der Männer das“, sagte er, „also eine Minderheit der Bevölkerung“. Für die heutige Wissenschaft gebe es den unter den Nazis gebräuchlichen Rassenbegriff nicht mehr. „Es gibt nicht so etwas, wie eine Haplogruppe, die mit ’dem Arier’ übereinstimmt.“ Die Haplogruppe alleine sage auch nichts über Charaktereigenschaften aus, warnte Decorte vor falschen und missbräuchlichen Interpretationen. „Es ist schwer vorherzusagen, was mit diesen Informationen geschieht, sowohl bei Gegner als auch bei Anhängern von Hitler.“


https://www.nachrichten.at/nachrichten/weltspiegel/art17,447203
عبد الله حسين
مشاركات: 208
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 9:52 pm

مشاركة بواسطة عبد الله حسين »

الأخ سيد أحمد العراقي

أرجو المساهمة معنا، متى تمكنت من ذلك

مع الود.
صورة العضو الرمزية
الوليد يوسف
مشاركات: 1854
اشترك في: الأربعاء مايو 11, 2005 12:25 am
مكان: برلين المانيا

مشاركة بواسطة الوليد يوسف »

هنالك بعض المفردات في اللغتين الالمانية والانجليزية تتشابه من النواحي الصوتية والنطقية والمعنوية، لحد كبير مع مترادفات جانبية لبعض الكلمات او المفردات العربية مثل مفردة (water) في اللغة الأنكليزية والتي تعادلها في المعني وتقريباً في الشكل والنطق ايضاً في اللغة الالمانية مفردة (Wasser ) وكلاهما تحملان معني كلمة "ماء" في اللغة العربية، فإذا تأملنا شكل الكتابة وطرق النطق في المفردتين عاليه سنجد أنهما تشبهان لحد كبير مفردة (فَاتِر) في اللغة العربية التي تحمل معني الماء في أحدي حالاتة الفيزيائية، فمفردة "فاتر" تعني بالتحديد الماء الخليط بين الحار والبارد، مع الوضع في الإعتبار أن حرف الـ (W) في صيغته الاصلية داخل منظومة اللغة اللاتينية القديمة، كان ينطق تماماً مثل حرف الـ (ف) لكن ابو تلاتة نقط داك (V) وهو مازال كذلك في اللغة الالمانية، غير انه تحول مع تطور الزمن الي صيغته الحالية في اللغة الأنجليزية لينطق كحرف الواو في اللغة العربية.

وليد يوسف
السايقه واصله
صورة العضو الرمزية
ØáÇá ÇáäÇíÑ
مشاركات: 265
اشترك في: الأحد سبتمبر 06, 2009 11:03 am
مكان: Addis Ababa, Ethiopia
اتصال:

مشاركة بواسطة ØáÇá ÇáäÇíÑ »


صورة

تحية وإحترام
كمشاركة في هذا الخيط أود أن أضيف شئ بخصوص كلمة "كديس" والتي تعني بالعامية السودانية(قط).
سمعت أن أصل الكلمة يرجع إلى اللغة المروية القديمة وكانت هكذا في الأصل (كتيس) أو Kattis وتم تحريفها لاحقاً إلى (كديس) أو Kaddis
في اللغة العربية نجد أنا كديسـ(نا) يعني (قط) إذا كتبنا الإسم بحروف لاتينية نجدها هكذا Kitt
في اللغة الإنجليزية نجد (كات) و تكتب Cat ... أما صغار القط فهي (كتٌي) وتكتب Kitty ... وأقرب كلمة تشابهها توجد في الإيطالية وهي Gatto (كاتو) للمذكر و (كاتا) للمؤنث.
لاحظ للتشابه بين (Kit - Kitty - Kat و Katto) إذا أبدلنا حرف رسم الـ(C) بصوته الفعلي وهو حرف الـ(K)!

بمساعدة العم جووجل سنجد أن كديسنا السوداني في اللغات الأخري يناظر ...
في اللغة الأسبانية (قات)Gat ... وتطنق القاف كما في العامية السودانية.
في لغة الدوتش نجدها(كات) Kat ...ونجدها تكتب في الدنماركية بنفس الحروف ولكن بإختلاف بسيط في النطق فنجدها (كِت).
في الألمانية نجدها(كاتزه) Katze.

أثناء زيارة لأريتريا كنت أجري مقابلات بين الكلمات العامية والتشابهات بين اللغة العربية ولغة (التقرنجا) ولغة قومية (نارا) فوجد الكثير من التشابه ويمكنني لاحقاً إضافة بعض الكلمات التي سجلتها في دفتر بعيد عن متناولي الآن.

حرصت علي معرفة إسمي وما يقابله في لغات القوميات التسعة في أريتريا فوجد أن أسمي (طلال) كما هو موجود في لغة (التقرنجا) و (نارا) بنفس معناه في اللغة العربية (المطر الخفيف).

أما أسم Nayer فأصله عبري ويحمل نفس المعنى العربي سألت عن إسم (ناير) فوجده أيضاً موجود بنفس المعني وبالمصادفة علمت أثناء وجودي بمدينة تساني بوجود أمرأة من قومية (نار) تحمل أسم (ناير) وبعد أن تبادلنا الحديث وجدت بأنه لا يوجد أي تاريخ عائلي مشترك بيينا رغم وجود فرع من أسرتنا في كسلا التى هي علي مرمي حجر من تساني، وما جمعنا كان مجرد تشابه الأسماء والسحنات ليس إلا، تشابه السحنات هذا جعلني في ذات مرة أكون مشتبهاً به كـ(عميل أثيوبي ينوي القيام بعملية تخريبية في إرتريا)!!
:D

هناك الكثير الكلمات المشتركة بين اللغة العربية ولغة الأمهرا في إثيوبيا والتي ترجع أصول ربع الكلمات الموجودة فيها إلى كلمات مشتركة بين اللغة العربية واللغة العبرية، و الأمهرنجا هي ثانية أكثر اللغات السامية إنتشاراً بعد اللغة العربية.

شكراً علي فكرة الخيط الذي إستمعت به
مع فائق الإحترام والتقدير

Necessity is blind until it becomes conscious. Freedom is the consciousness of necessity

Karl Marx

::::::::

http://www.tnayer.blogspot.com
صورة العضو الرمزية
الوليد يوسف
مشاركات: 1854
اشترك في: الأربعاء مايو 11, 2005 12:25 am
مكان: برلين المانيا

مشاركة بواسطة الوليد يوسف »

الصديق طلال الناير ....مرحب بيك في قاموس لمة واي لمة..؟ لمن تجينا مزاوجاً فيها بين لغات الافرنجة والتقرنجة والأمهرا المهم حبابك الف يا صديق وقنب طولاوكمان شايف الالماني ماشي كويس (Katze) :wink:

أدناه مقال مهم لعالم اللغات الالماني (يورغين ترابانت) حول ماهية اللغة واصلها، شفت أنو ممكن يبقي لينا مادة جيدة للتوسع والإستطراد.

مودتي
وليد يوسف
السايقه واصله
صورة العضو الرمزية
الوليد يوسف
مشاركات: 1854
اشترك في: الأربعاء مايو 11, 2005 12:25 am
مكان: برلين المانيا

مشاركة بواسطة الوليد يوسف »

ماهية اللغة؟
خلاصة النقاشات الدائرة حول أصل اللغات ومستقبلها
مع أن من حقائق الأمور أن جميع البشر، تقريبا، يستخدمون اللغة باستمرار وأن الباحثين المتخصصين في مسائل اللغة قد نجحوا في إعطاء الجواب الشافي على الكثير من الأسئلة المتعلقة بها، لا يزال الكثير من الظواهر اللغوية يتسم بالغموض ويثير جدلاً عريضاً. فعلاوة على ما تثيره اللغة من مسائل علمية بحتة، هناك أيضاً المواقف العقائدية أو وجهات النظر الشخصية. فهل من حسنات الأمور أن يتحدث بنو البشر بهذا الكم الكبير من اللغات المختلفة؟ وألا يتعين علينا أن نفزع من انقراض هذه اللغة أو تلك؟ في هذه المقالة يلخص يورغين ترابانت النقاشات الدائرة حالياً حول موضوع اللغة,


معرفة كاملة باللغة ولكن؟
لم نكن في يوم من الأيام نمتلك هذا الكم من المعرفة عن اللغة كما هي حالنا اليوم؛ فمع أن مئات اللغات لم تُحدد خصائصها بنحو دقيق لحد الآن، إلا أن واقع الحال يشهد على أن البحث العلمي قد نجح في سبر غور أكثرية اللغات التي يتحدث بها بنو البشر. فقد تمت مقارنة جذور بعضها بالبعض الآخر وذلك للتعرف، من ناحية، على السلالات التي تنتمي إليها اللغات المختلفة، ومن ناحية أخرى، على خصائصها البنيوية المشتركة؛ كما سلط البحث العلمي الضوء على ما يسمى بلغات الثقافات الحية وراح يتتبع كل طور من أطوار نشوئها وكل صيغة من الصيغ التي تبدو بها في اليوم الراهن. على صعيد آخر، قطعنا شوطاً كبيراً في التعرف على الأسلوب الذي يتعلم به الأطفال لغاتهم الأم. كما أخذ البحث العلمي يطبق طرق بحث متطورة وماهرة للتعرف على ما يجري في المخ عند الكلام. لا بل تحقق ما هو أكثر من هذا وذاك، فمن خلال الاكتشافات الأثرية ذات الأهمية في شرح المسائل الخاصة بالأنتروبولوجيا، ومن خلال المعارف الجديدة المتعلقة بالتطور البيولوجي وبعمل الجهاز العصبي، صار الباحثون قادرين على وصف طريقة نشأة اللغة. وحين نشير إلى هذه النجاحات، لا يغيب عن بالنا طبعاً أن البحث العلمي لا يزال لم يقل القول الفصل والأخير في مختلف المناحي التي تحدثنا عنها، أي أن البحث العلمي لا يزال مطالب ببذل جهد أكبر لتمحيص هذه المناحي. وتبقى هذه الحقيقة قائمة حتى إن أخذنا بالاعتبار أن المعارف بشأن اللغة قد تضاعف كمها أضعافاً مضاعفة منذ صار البحث في اللغة تخصصاً علمياً قائماً بحد ذاته.
وبرغم كل هذه النجاحات، لا مندوحة لنا من الاعتراف بحقيقة مفادها: أن السؤال البسيط عن معنى اللغة، يبدو الجواب عليه أكثر صعوبة وتعقيداً، كلما كنا أكثر علماً باللغة. ولا تكمن جذور هذه الظاهرة، فقط، في أن المعارف المتعاظمة تزيد من أبعاد المشكلة وتعقيداتها، بل تكمن، أيضاً، في أن المعارف الأكثر دقة تسبب رجة قوية للمعارف الجيدة التي ركن إليها البحث العلمي في الأزمنة السابقة. فما اطمأن إليه المرء في سابق الزمن وصار من مسلمات الأمر، يغدو فجأة أمراً مثيراً للجدل والنقاش: أعني مسائل من قبيل ما إذا كانت اللغة وسيلة للتواصل ولتبادل المعلومات، ما إذا كانت اللغة ظاهرة صوتية، ما إذا كانت اللغة ظاهرة ثقافية أو أنها ظاهرة طبيعية بنحو ما، أي ما إذا كانت "جهازاً" بنحو أو آخر أو "غريزة" جبل عليها الإنسان إلى حد ما. وما هي العلاقة بين التفكير والتكلم؟ وهل من حسنات أم من سيئات الأمور أن تتوافر البشرية على هذا الكم الكبير من اللغات المختلفة؟ على صعيد آخر، تدفعنا النقاشات الدائرة في الساحة الحالية إلى ضرورة البحث في علاقة اللغة بالأدب، أي في علاقتها "بفن" المقالة المكتوبة أو الحديث التحريري، المتعارف عليه في الثقافة اللغوية المتطورة بنحو متسارع. وهكذا، فإن الجواب المقتضب، التالي، على السؤال عن معنى اللغة، ليس سوى محاولة أخذت على عاتقها أن لا تجيب على هذا السؤال أو ذاك بأسلوب جازم، أكيد، وأن تترك الباب مفتوحاً لأكثر من جواب واحد. أما المسائل الجزئية المتعلقة بهذا الجانب أو ذاك من اللغة، فإننا سنتحدث عنها بإسهاب في هذا الكتاب، وذلك في الفصول التي خصصناها لها.


اللغتان الداخلية والخارجية
وربما تصور البعض منا أن القول بأن اللغة هي في الأساس خاصية يتميز بها بنو البشر هو من مسلمات الأمور. وهؤلاء يعتقدون بأن البشر يستطيعون أن ينطقوا بأصوات معينة حين يريدون إبلاغ الآخرين فكرة أو إحساساً أو "مضموناً" معيناً – وأن هؤلاء من ناحيتهم يسمعون هذه الأصوات بآذانهم و"يفهمون" المراد تبليغه (وأنهم بدورهم يحفزون للنطق بأصوات مشابهة كرد فعل على الأصوات التي تناهت إلى أسماعهم). بيد أن واقع الحال يشهد على أن هذا القول يثير الكثير من الجدل والشكوك في اليوم الراهن. وليس ثمة شك في أن لا أحد منا يشكك في انتهاج بني البشر هذا التصرف حينما ينطقون بأصوات معينة للتواصل وتبادل المعلومات. إن كل ما في الأمر هو أن البعض منا يشير إلى أن التواصل وتبادل المعلومات هو، في أفضل الحالات، وظيفة ثانوية من الوظائف التي تؤديها اللغة – وأن هذا التواصل وتبادل المعلومات ليس خاصية تميز بني البشر وحدهم، فكل حيوان، لا بل أن الحياة برمتها، في تواصل مستمر وتبادل دائم للمعلومات. كما يشير هؤلاء إلى هذا أن ظهور اللغة بمظهر الأصوات المنطوقة يشكل خاصية عرضية في أفضل الحالات، فاللغة يمكن أن تتجسد من خلال وسائط أخرى، من خلال الإشارة باليد على سبيل المثال. من هنا يؤكد البعض على ضرورة التمييز بين "اللغة الخارجية" أو Speechوبين "اللغة الداخلية" أو language. فالظاهرتان تجسدان، بحسب رأيهم، أمرين، انفصل الواحد منهما عن الآخر، في سياق ذلك التطور أيضاً، الذي مر به الإنسان عبر الزمن. فبالنسبة للغة (كنظام نحوي معجمي)، أي بالنسبة لما أطلقنا عليه language، يكمن الأمر الحاسم إذاً في مناحي أكثر عمقاً؛ يكمن خلف تلك العمليات المرصودة كأمر ذهني، كنظام معرفي: "فاللغة" هي ما يكتسبه الإنسان بحكم الوراثة من قابلية على تركيب الموضوعات الذهنية في المخ بنحو لا قابلية لأي كائن حي آخر على مضارعته فيها. ومعنى هذا، هو أن الأسس العامة لهذه القابلية التركيبية، لهذه القاعدة النحوية الشاملة التي جُبل عليها كافة بني البشر، تنبع من أمر غريزي، من أمر فطري؛ وأن هذه النواة فقط – وبالترابط مع قاموس من الزاد الذهني – هي، وبكل معنى الكلمة، ما نقصده حين نسأل عن معنى "اللغة". ويكمن البرهان الأساسي لانفصال هذه اللغة الداخلية المجبول عليها الإنسان غريزياً (عن اللغة الخارجية) في حقيقة أن الطفل يكتسب اللغة ليس من خلال مدخلات لغوية رخوة، سيئة النظام، مصدرها التواصل مع المحيط الكائن من حوله، بل من خلال مبادئ نحوية مجبول عليها غريزياً.
وليس ثمة شك، أن بالإمكان، فعلاً، الاعتقاد بأن هذه النواة المعرفية هي الجانب الإنساني في اللغة، أي أنها ذلك الأمر الذي يميزنا عن باقي فصائل الثدييات (فتأسيساً على تطور المخلوقات عبر الزمن، فإن الشروط البيولوجية التي انطلق منها الباحثون حتى الآن، أعني وقوف الإنسان على قدميه وانتصاب قامته ونمو حجم مخه وتخصصه، أي المخ، بوظائف معينة وهبوط حنجرته إلى مستوى أدنى وما شابه ذلك من تحولات مر بها الإنسان عبر التاريخ، تكتسب أهمية ثانوية بالنسبة لنشأة اللغة). ومع أن وجهة النظر أعلاه ملاحظة ذكية فعلاً ومنطقية، إلا أنها أبعد ما تكون عن العلم الموثق الذي لا يطوله الشك. فالجهود، التي بذلها العلماء، من أجل عزل هذه النواة المعرفية، التي يقلل المرء من شأنها فيعتبرها مجرد "جهاز اللغة"، نعم من أجل عزل هذه النواة المعرفية عن الذكاء المعتاد أو الذهاب إلى ما هو أبعد من هذا، أعني محاولة تشخيص "جينة مختصة" بهذا الجهاز، باءت بالفشل على طول الخط أو تبث أنها ليست سوى تضليل متعمد. ولكن، وحتى وإن افترضنا أن بالإمكان تحقيق هذه المرامي، فإن الكثير من الدراسات – في حقل اكتساب اللغة – تشير إلى أن اللغة، بوصفها تقنية معرفية، ترتبط بتبادل المعلومات وبالصوت والسماع، أي أن أنه لا يمكن الفصل بين language(أي اللغة كنظام نحوي، معجمي) و Speech(الخطاب): ففي وقت مبكر، أي حينما لا يزال الأطفال أجنة في أرحام أمهاتهم، فإنهم يسمعون اللغة التي تتحدث بها أمهاتهم، أي أنهم يكادون أن "يستغرقوا" في رنين ونغم هذه اللغة وفي إيقاعها وجرسها. بهذا المعنى، فإن بني البشر يعيشون، منذ أول ساعات وجودهم، في الكلام الذي يسمعونه يتعالى من المحيط الذي يعيشون في كنفه، هذا الكلام الذي يردون عليه، بدورهم، بالجواب المنطوق. وكما هو ثابت من خلال لغة الصم، يمكن للمرء أن يسأل ويرد رمزياً أيضاً؛ من ناحية أخرى، فإن وجود إشارات يستطيع المرء ملاحظاتها بنحو مادي، أمر حتمي لاكتساب اللغة، أو - وحذراً من أن تكون عبارة "اكتساب" مصطلحاً زائفاً - دعنا نقول: أن وجود هذه الإشارات أمر حتمي "للتمرن" على اللغة. ففقط من خلال التفاعل مع بني البشر، الذين يشرفون على تربية الأطفال، يكتسب هؤلاء الأطفال – وفق خطة زمنية محددة بيولوجياً – اللغة أو لغات العالم الذي يعيشون في كنفه. بهذا المعنى، فإن تأكيد فلهلم فون هومبولدت على أن "عمل العقل" هو اللغة، يعني أن هذا "العمل" يتم دائماً وأبداً من خلال التواصل مع الإنسان الآخر. من هنا، فإنه أمر منطقي أن يركز المرء منظوره، عند الحديث عن اللغة، على الاستخدام اليومي للغة، فهذا الاستخدام يجمع بين اللغة "الخارجية" وبين ما يفهمه المرء عادة من "اللغة": أعني أنه يعكس اللغة "الخارجية" و (مَلَكَة) التفكير (ووظيفة) تبادل المعلومات. بهذا النحو لا تجسد اللغة خاصية واحدة، بل خصائص مختلفة.


تبادل المعلومات والتواصل مع الآخر
"التواصل مع الآخرين وتبادل المعلومات معهم" هو إذاً، وبنحو شديد العمومية، مصطلح عام للعمليات المختلفة التي ينفذها بنو البشر من خلال اللغة. فنحن لا نكشف للآخرين حقائق موضوعية فقط، (حين نقول لهم: الشمس مشرقة)، بل نحن نناشدهم القيام بأمر معين ونعاهدهم على أن نفي بما تعهدنا به ونبادرهم بالتحية ونُعّمِد الأطفال ونعلمهم أصول الدين ونروي القصص ونسلي أنفسنا بالأحاديث والألعاب ونكتب الشعر. على صعيد آخر، ومع أن الحيوانات تتواصل فيما بينها وتتبادل المعلومات أيضاً، إلا أن هذه الحقيقة لا يجوز أن تحجب عن ناظرينا أن الاختلافات بين السلوك الذي يسلكه بنو البشر عند تبادل المعلومات بين بعضهم والسلوك الذي تسلكه الحيوانات لم يفلح المرء في تقديرها بالنحو المطلوب وسبر غورها بالقدر المناسب لحد الآن؛ فمن مسلمات الأمور أن الحيوانات يناشد بعضها البعض الآخر بفعل عمل معين، أن بعضها يحذر البعض الآخر، أن بعضها يكسف للبعض الآخر معلومات معينة. ولكن، هل تتعاهد الحيوانات على الوفاء بشيء معين؟ هل تُعَّمِد الحيوانات أطفالها وتسميهم بأسماء معينة؟ وهل تروي الحيوانات القصص وتصنع التحف الفنية من خلال إشاراتها وإيماءاتها؟ ومع اعترافنا بأواصر الأخوة المتينة القائمة بين الإنسان، من ناحية، وباقي المخلوقات من ناحية ثانية، يظل بين الجنسين فارق عظيم تكمن حقيقته في أن السلوك الذي يسلكه بنو البشر عند تبادل المعلومات هو سلوك مقصود، متعمد؛ هو سلوك يأتي تجسيداً لفعل بالمعنى الضيق لهذا المصطلح (وهنا لا يجوز أن يغرب عن بالنا طبعاً أن وجود الفعل المقصود قد جرى التشكيك فيه في سياق الجدل الدائر حول حرية الإرادة؛ وتبقى هذه الحقيقة قائمة حتى وإن اعترفنا بأن هذا الجدل قد فقد، ثانية، شيئاً من عنفوانه في الآونة الأخيرة). من هنا، فإننا أحرار أيضاً فيما إذا كنا نريد تبادل المعلومات أو لا نريد؛ فأفعالنا الرامية إلى تبادل المعلومات يمكن أن تكون نفاقاً متعمداً؛ أضف إلى هذا أن الواجب يحتم علينا أن نكون مسئولين عن الفعل الذي نسلكه عند تبادل المعلومات: فنحن ملزمون بالوفاء بما تعهدنا بفعله، وشهادة الزور قد تترتب عليها عقوبات عظيمة، وتوجيه الشتائم يقود المرء إلى المثول أمام القضاء. بهذا المعنى، فإن تركيز النظر على القاعدة النحوية الشاملة، القاعدة التي جبل عليها كافة بني البشر، يتجاهل، كما هو بين، الجانب الإنساني في اللغة.
ومن يرى أن اللغة ليست سوى تقنية تفصح، من خلال الأصوات، عما يريد الإنسان الإدلاء به من معلومات معرفية، ما عليه إلا أن يضيف إلى هذا أن بني البشر ينهجون هنا أساليب غاية في الاختلاف. فظهور اللغة بصيغ صوتية متباينة (لا يزال) يشكل إحدى أدق الظواهر الملموسة وواحدة من أكثر الحقائق المثيرة للبلبلة والحيرة. وليس المقصود بهذه الحقيقة الاختلافات الطبيعية بين الأصوات، أي حقيقة أن لكل شخص نبرته الخاصة به، أن رنين نفس الكلمات يختلف عند الرجال عنه عند النساء، يختلف عند الشبيبة عنه عند الطاعنين في السن. المقصود هو، في الواقع، الاختلافات القائمة بين الكلمات ذاتها، تباينها الثقافي. فبنو البشر ينطقون بأصوات مختلفة الترتيب ليس بحكم ما بينهم من اختلافات طبيعية، بل لأنهم ينتمون إلى جماعات مختلفة ولأنهم تعلموا التحدث بلغة هذه الجماعة أو تلك من خلال ترعرعهم في كنف جماعة معينة. انطلاقاً من وجهة النظر هذه، تبدو اللغة، في المنظور العام، المجموع الكلي للغات المختلفة التي عرفها التاريخ.
علاوة على ذلك، فإن التنوع المرصد لا يرجعه الكثير من بني البشر إلى الأصوات فقط، بل هم يؤكدون أيضاً على أن البشر الذين يتكلمون بلغات مختلفة يفكرون بنحو مختلف. وفي أغلب الحالات، فإن من الصعوبة بمكان الحصول على جواب أكثر دقة بشأن المجال الذي يظهر فيه هذا "التفكير" المختلف. فالجواب الذي يحصل عليه السائل سيكون على شاكلة ذلك الرد الذي يقول بأن الفرنسيين يعبرون من خلال كلمة esprit(خفة الروح، ظرافة)، عن معنى هو فرنسي محض حقيقة. وقد يشير المرء هنا إلى شعوب الأسكيمو؛ فهذه الشعوب تعبر عن الظاهرة التي لدينا اسم واحد لها لا غير: "جليد"، بأسماء لا حصر لها. ومع الاعتراف بأنه لا مندوحة للمرء من أن يمعن النظر في هذه الأمثلة بنحو مستفيض وأن يأخذ كل مثال بمفرده عند تتبع تداعياته، إلا أنها، أعني هذه الأمثلة، تبين بجلاء الأمر المقصود: فوجود خلفيات خصوصية تحدد طرائق "التفكير" في كل لغة، يؤكد، في الواقع، على وجهة النظر القائلة بأن اللغات تشكل العالم (من خلال دلالات وتطور الألفاظ) بنحو متباين ذهنياً.


علم اللغة وطرق التفكير والتعبير
إن اكتشاف اختلاف طرائق "التفكير"، من لغة إلى أخرى، إنما هو واحد من أعظم الاكتشافات التي توصل إليها الباحثون في العصر الحديث. ففرنسيس بيكون، الفيلسوف الإنجليزي الذي يُعد عن حق واضع أسس العلم الحديث، يؤكد تأكيداً جازماً على أن الكلمات تتضمن "تفكيراً" معيناً (تتضمن تفكيراً سيئاً، تفكيراً هو شعبي وغير علمي). من ناحية أخرى، كان هردر Herderقد أشار إلى أن الأفكار "ملتصقة" التصاقاً وثيقاً بالكلمات. وبعد زمن قصير من ذلك، أشار جون لوك إلى أن الكلمات الدارجة في اللغات المختلفة ترتبط بـ"الأفكار" ارتباطاً وثيقاً حتى وإن بدت هذه الكلمات تعبر عن ذات الأمر كما هو بين عند المقارنة بين الكلمات الإنجليزية footقدم وhourالساعة الزمنية ومرادفاتها اللاتينية pesالقدم كأداة لقياس الطول وhoraساعة العبادة في الكنيسة الكاثوليكية. وكان لوك، من ناحيته، قد أشار إلى أن هذا الوضع لا يناسب، أصلاً، متطلبات البحث العلمي ومتطلبات حركة التنوير. إلا أن أهم الشارحين لأفكاره، أعني لايبنتز Leibniz، كان قد رأى في التباين القائم بين مدلولات وتطور الألفاظ في اللغات المختلفة "تنوعاً عظيماً ينتاب العمليات التي ينهض بها العقل الإنساني"؛ ولهذا السبب أيضاً، ناشد لا يبنتز المتخصصين أن يتولوا تقديم وصف لكافة لغات العالم. ولا غرو في أن هذه المناشدة كانت بمثابة شهادة الميلاد بالنسبة لنشأة علم اللغة الحديث.
بيد أن علم اللغة لم ينقب عن التنوع العظيم الذي ينتاب العمليات التي ينهض بها العقل الإنساني في متن اللغة فقط، بل وفي القواعد النحوية، أيضاً، أي في المادة المميزة لكل واحدة من لغات العالم: فالعمليات الفكرية التي ينتهجها بنو البشر تختلف باختلاف اللغات التي يتحدثون بها. فالناطق بالفرنسية، أعني الشخص الذي لا مندوحة له من استخدام أزمان الفعل المختلفة عند روايته لقصة معينة، لا "يفكر" بنفس الطريقة التي يفكر بها الناطق باللغة الألمانية، الذي يستخدم عند روايته لقصة معينة زمناً واحداً، الفعل الماضي فقط. أضف إلى هذا، أن من يروي بالفرنسية قصة معينة، يميز بين ما هو المقدمة التمهيدية في القصة وما هو الموضوع الأساسي فيها: فالفرنسي يستخدم عند الحديث عن المقدمة التمهيدية الماضي المستمر ، هذا في حين أنه يستخدم الماضي البسيط عند روايته للحدث الأساسي.
وربما لن يستطع أحد أن يضاهي فلهلم فون همبولدت من حيث قوة إشادته بالاختلافات الفكرية القائمة بين اللغات، فهو رأى في هذه الاختلافات ثروة عظيمة تتميز بها الطاقة العقلية البشرية. فقد كتب قائلاً:
"إن تعدد اللغات لا يعني أننا إزاء تسمية للشيء الواحد بعدد اللغات المعنية؛ إننا هنا إزاء وجهات نظر مختلفة بشأن ذات الشيء.... بهذا المعنى، فإن تعدد اللغات يشكل، بنحو مباشر، نمواً مضطرداً في ثروة العالم وفي تنوع ما نلاحظه في هذا العالم؛ فمن خلال هذا التنوع، تزداد اتساعاً، دائرة الوجود الإنساني أيضاً؛ وهكذا، تظهر لنا أنواع جديدة من طرائق التفكير في سجايا محددة وواقعية."


أسطورة التحدث بلغة واحدة!
إلا أن أنصار الفكرة القائلة بأن آلية التركيب المعرفي سجية غريزية يتصف بها كل بني البشر يعترضون على هذا الاكتشاف الذي صار من مسلمات الأمور بقدر تعلقه باللغة. فالاختلافات القائمة بين اللغات من حيث دلالات وتطور الألفاظ ما عادت بالنسبة لهؤلاء اختلافات في طرائق "التفكير". من هنا، لا مندوحة للمرء من أن يسأل هؤلاء: ماذا نقول إذاً، حين يميز الفرنسيون بين المقدمة التمهيدية في القصة وبين متنها؟ أو حين يفرق الإنجليز بين لحم الخنزير المقلي في المقلاة فيسمونه porkوالخنزير الحي، فيسمونه pig، خلافاً للألمان الذين لا يجرون أي تمييز من هذا النوع؟ إن اعتراض دعاة النظرية الشمولية محق في تحذيره من مغبة الإعلاء من شأن هذه الاختلافات بأكثر مما ينبغي وإساءة استخدامها لاستخلاص مزاعم أيديولوجية منها (بشأن "عقلية" بعض المتحدثين بلغات معينة على سبيل المثال). فهذا المسلك ضار ويثير الفزع والريب فعلاً.
إن المرء في أوروبا، والعالم الغربي عامة، كان ولا يزال يعتقد بما ذهب إليه الثوار الفرنسيون: اختلاف اللغات عقوبة نزلت ببني البشر كما تروي ذلك الأسطورة المذكورة في العهد القديم. فلمعاقبة الإنسان على تكبره، نزل الرب وبلبل لسان بني البشر؛ فحتى ذلك الحين كان بنو البشر، بحسب هذه الأسطورة، شعباً واحداً ولساناً واحداً، أي أنهم، جميعاً، كانوا يتكلمون في الجنة بلسان واحد. بهذا المعنى، فإن اختلاف اللغات كان يُراد منه الحيلولة دون توافر كافة بني البشر على لسان واحد للتواصل وتبادل المعلومات. وهكذا، وعلى خلفية هذا المنظور، صار إلغاء هذه العقوبة، المذكورة في العهد القديم، أعني العودة ثانية إلى التحدث بلغة واحدة – في داخل الدولة الواحدة على أدنى تقدير – يعني السعي إلى العودة إلى نعيم الجنة.
وعلى خلفية هذه الأسطورة بعيدة الأغوار في ثقافتنا، هذه الأسطورة التي تعكس حنين بني البشر إلى التحدث بلغة واحدة، لغة يفهما الجميع، يواجه أولئك، الذين يتمنون وجود لغات كثيرة، مصاعب جمة. وكما سبق أن بينا، فإن لايبنتز كان واحداً من أولئك الذي يتمنون وجود لغات كثيرة. ففي سياق رده على شكوى مفكري حركة التنوير - والأصوليين المسيحيين – من تعدد اللغات، يدعو لايبنتز إلى ضرورة تقبل تنوع اللغات عن طيب خاطر، فهذا التنوع شاهد على ثراء العقل الإنساني. بهذا المعنى، فإن بلبلة اللسان في بابل كان قد جسد فرصة طيبة وحسنة عظيمة!
ولكن، ما هي خلاصة كل ما قلناه؟ أتنطوي تعددية اللغات على ثراء أم على بلوى؟ على حسنة أم على عقاب؟ إن واقع الحال يشهد على أن تعددية اللغات تنطوي على كل هذه الأمور المتناقضة. فتعدد اللغات ينطوي على إثراء للفكر، إنه ثروة لثقافة بني البشر، وهو في الوقت نفسه، عقبة في طريق التواصل وتداول للمعلومات. إنه كلا النقيضين في آن واحد.
وأبان لنا لايبنتز أيضاً الطريقة الصائبة لاجتثاث جذور هذا التناقض. فبرغم غبطته الكبيرة ببلبلة اللسان في بابل، كان لا يبنتز من محبي الجنة: فمن أجل الوفاء بمتطلبات البحث العلمي والتبادل بين الدول على سبيل المثال، رأى لايبنتز أن توافر بني البشر على لغة عالمية أمر مستحسن بكل تأكيد. وأبدى لايبنتز اهتماماً كبيراً بالجنة من حيث أنها كانت ظاهرة من ظواهر الماضي السحيق. وفيما انحدر كافة بني البشر من سلالة الإنسان العاقل (Homo-sapien)الذي نشأ في أفريقيا، كما يؤكد على ذلك الانثروبولوجيون المتخصصون في التاريخ القديم، يعتقد لايبنتز أيضاً- وبالاتفاق مع العلماء المتخصصين بتاريخ اللغات - أن البشرية كانت تتحدث بلغة واحدة لا غير في الماضي السحيق، أي أن كافة لغات العالم مشتقة من لغة واحدة: من لغة اشتركت فيها مختلف الشعوب والأقوام. ومعنى هذا هو أن لايبنتز واثق كل الوثوق من أن كافة بني البشر يتماثلون تماثلاً تاماً فيما يتعلق اللغة وطرائق التفكير. وتبقى هذه الحقيقة قائمة، بحسب وجهة نظره، حتى وإن أخذنا بالاعتبار التنوع الذي طرأ على كلتيهما عبر التاريخ. وتصور الأسطورة اللغوية الثالثة الواردة في الأناجيل، أعني أسطورة يوم العنصرة (Pfingsten)، بنحو جميل قصة ائتلاف النقائض: ففي يوم العنصرة لا تتلاشى التعددية اللغوية البابلية، ولا ترجع البشرية إلى الفردوس المنشود، بل تتغلب على العائق الذي يعيقها عن التواصل وتبادل المعلومات، وذلك لأن المرء صار يتكلم بلغات أخرى غير لغته الأم (فقد ورد في الكتاب المقدس/أعمال الرسل: "... فامتلأوا كلهم من الروح القدس، وأخذوا يتكلمون بلغات غير لغاتهم، على قدر ما منحهم الروح القدس أن ينطقوا ". وهكذا، فلكي تتوافر البشرية على طرائق تفكير موحدة، فإنها ليست بحاجة إلى "لغة موحدة" أبداً. فالروح (القدس) الواحد، الروح (القدس) العالمي، يتجسد في كافة الأصوات المنطوقة وفي أرواح كافة الشعوب. إن يوم العنصرة يبين لنا أن الظاهرتين متلازمتان ويتبع بعضهما بعضاً: أعني أن وحدة اللغات التي تتحدث بها البشرية واختلافها أمران مترابطان ترابطاً وثيقاً.
بيد أن الزمن الحاضر يحابي ظهور لغة واحدة تلبية، من ناحية، لمتطلبات المنظور العلمي، ومن ناحية ثانية استجابة لمتطلبات المنظور السياسي؛ وربما، من ناحية أخرى، لأن المشاريع البابلية الطابع - بناء على تعددية اللغات وعلى خلفية ما حل ببابل من بلبلة لسان بني البشر – قد بلغت النهاية في كلا المنظورين: فبعدما انتهت العلوم اللغوية من وصف الاختلافات اللغوية، راحت تتساءل عما إذا كان ثمة أمر مشترك بين هذه اللغات عظيمة العدد. على صعيد آخر، صار التجزؤ إلى أمم وشعوب مختلفة من حيث اللغة، مشروعاً سياسياً يتسم بإشكاليات لا يستهان بها، مشروعاً يمكن الخلاص منه عبر المنظورات العولمية، المتخطية كافة الانتماءات الدولية. بهذا المعنى، فإن النظرية الشمولية السائدة في الدراسات اللغوية، هذه النظرية التي تقلل من شأن التباينات وتؤكد على الوحدة، تلبي بنحو عظيم جداً، متطلبات العولمة اللغوية والثقافية. أضف إلى هذا، أن هذه النظرية الشمولية تحابي حالياً الاهتمام العظيم الذي يحظى به السؤال عن أصل اللغة، تحابي السؤال الذي هو، هيكلياً، سؤال عن الجنة دائماً وأبداً . (أي التحدث بلغة واحدة في العالم برمته).
إن اختلاف اللغات، إن بلبلة لسان بني البشر – سواء كانت هذه البلبلة نعمة أم عقاباً – لم يجر التغلب عليه حتى الآن طبعاً: فالتقديرات تشير إلى أن ثمة 6000 لغة. وعند إمعان النظر في هذا الرقم الكبير لا مندوحة للمرء من أن يأخذ بالاعتبار أن من الصعوبة بمكان تحديد أين تنتهي حدود هذه اللغة وأين تبدأ حدود اللغة الأخرى، وما إذا كنا حقاً إزاء لغة قائمة بذاتها أم إزاء لهجة أو لهجات دارجة في هذه اللغة. ومع ضخامة الرقم المذكور، فإن من مسلمات الأمور هو أن الكثير من هذه اللغات ستنقرض في المستقبل المنظور. فالنظام المتحكم بالعالم الراهن يحتم ذوبان الجماعات الصغيرة في الجماعات السياسية الأكبر حجماً. وتسري هذه الحقيقة، أيضاً، على اللغات التي تتحدث بها الجماعات الصغيرة. وكان البعض قد رأي أن انقراض اللغات على شبه كبير بتراجع تنوع الكائنات الطبيعية في البيئة التي يعيش بنو البشر في كنفها. وليس ثمة شك في أن انقراض اللغات يقلص ثراء العقل الإنساني، هذا الثراء الذي حظي باهتمام لايبنتز واهتمام فلهلم فون هومبولدت من بعدُ. فمع انقراض كل واحدة من لغات العالم، تنهار منارة من منارات الفكر الإنساني؛ تخسر الإنسانية أسلوباً من أساليب التفكر بالعالم الذي يحيط بنا. فكما أن مياه النهر تجتاح، عند تشييد سد جديد، القرية القديمة والمعبد العظيم والمدينة الرومانية المهمة، كذلك تدك لغات الجماعات الكبيرة لغات الجماعات الصغيرة وتسحقها. ولكن، هل يحق للمرء فعلاً أن ينصح المزارع البريتاني بعدم التحول صوب اللغة الفرنسية وبضرورة أن يبقى أطفاله يعيشون في ظلال الصورة التقليدية التي تتطلبها الحياة في كنف المجتمع البريتاني؟ وعلى ما يبدو، فإن البريتانيين يعتقدون بأن المكسب الذي يحققونه من جراء تخليهم عن لغتهم أكبر بكثير من الخسارة الذي سيتكبدونها من جراء تحولهم صوب اللغة الفرنسية. فتحولهم إلى اللغة الفرنسية يعني أنهم صاروا يتحدثون بلغة ثقافية عظيمة المكانة، صاروا يتمتعون بفرصة الارتقاء اجتماعياً، صاروا ينتمون إلى أمة أكبر. وخلافاً لهذا كله، فإنهم سيخسرون، طبعاً، شيئاً من "هويتهم الوطنية"، سيخسرون تاريخهم وقصصهم وأناشيدهم وطرائق "التفكير" التي تحددها لهم لغتهم (وهذا هو بالضبط، أعني الخطاب العتيق (oldspeak)، أي التفكير العتيق (oldsthink)، هو الأمر الذي كان ينبغي محوه نهائياً بحسب تصورات ثوار عام 1789 ومساعيهم الرامية إلى توحيد الجميع في بوتقة واحدة). بيد أن اللغات (الكبيرة) لن تبق بمعزل عن هذه الديناميكية بكل تأكيد؛ فهي أيضاً سيغمرها المد العالمي العظيم الذي تتمتع به بعض اللغات. حقاً لا تزال هذه اللغات (الكبيرة) تقاوم هذا المد كما لو كانت جزراً تقف شامخة في مواجهة أمواج البحر المتلاطمة. ولكن، هل بمستطاعنا، فعلاً، رفض المشاركة في عملية الاتصالات وتبادل المعلومات عالمية الأبعاد؟ لن يكون بوسعنا هذا بكل تأكيد. ومع هذا، لا مراء في أن انضواءنا تحت راية الانفتاح السائد في العالم الفسيح، أن انتقالنا إلى الجنة، سيعني أننا سنخسر – مثلنا في ذلك مثل المزارع البريتاني – هويتنا، سنخسر خصوصيتنا وأننا سنخسر، بالتالي، الفرصة، أيضاً، لأن نفكر ونحيا "بنحو مختلف".
وهذا هو معنى الحياة في الجنة، فهاهنا ليس المرء بحاجة لأن يفكر أو يحيا بنحو مختلف عن الآخرين؛ فالخيارات الأخرى لا ضرورة لها هنا. بهذا المعنى، لن يكون هناك وجود للمتناقضات. ولكن، وبما أن الأمور لا تزال لم تصل بعد إلى هذه الحال بالكامل، سنواصل افتراض استمرار وجود الأمور المتناقضة التي أشرنا إليها أعلاه.
يورغين ترابانت:
أستاذ علوم اللغات الرومانية في جامعة برلين الحرة. والمقالة مأخوذة من كتابه : " ماهي اللغة؟" ميونخ عام 2008، دار نشر C. H. Beck

ترجمة: عدنان عباس علي
معهد غوته ومجلة فكر وفن
يونيو 2009




ـــــ
المصدر:موقع الملحقية الثقافية العراقية في برلين
السايقه واصله
صورة العضو الرمزية
ØáÇá ÇáäÇíÑ
مشاركات: 265
اشترك في: الأحد سبتمبر 06, 2009 11:03 am
مكان: Addis Ababa, Ethiopia
اتصال:

مشاركة بواسطة ØáÇá ÇáäÇíÑ »

سلامات يا وليد!

الألماني بتاعي ماشي بسرعة شديد خالص .. الـ(كاتزه) بتاعت اللغة زارتني!
:P

وبمناسبة الألماني دا .. اكتر كلمة عاجباني هي (منشينقلادباخ) .. كدي شوف لينا أصلها شنو؟ عاجباني شديد
:D

شكراً علي المقال المفيد الذي قرأته علي عجل، مؤكد بأنني سأواصل في هذا الخيط الذي يبعث علي التأمل في شتات اللغة!
سأعود قريباً ببعض الإضافات التي عساها تكون ذات فائدة!

لك مودتي التي تعلمها!
Necessity is blind until it becomes conscious. Freedom is the consciousness of necessity

Karl Marx

::::::::

http://www.tnayer.blogspot.com
صورة العضو الرمزية
الوليد يوسف
مشاركات: 1854
اشترك في: الأربعاء مايو 11, 2005 12:25 am
مكان: برلين المانيا

ممر الذئب...جدول النار

مشاركة بواسطة الوليد يوسف »

كديسة اللغة دي يا طلال أمسك فيها قوي ما تخليها تغادرك.
طبعاً زي ما أنت عارف (Mönchengladbach) دي من مدن الغرب الألماني الشهيرة وبتقع بالتحديد أقصي الغرب في ولاية (Nordrhein-Westfalens.) العاصمتها (Düsseldorf.) أما اصل الكلمة الجاي منها اسم المدينة ما اظن عندها ترجمة، لكن لو الواحد أجتهد وعمل ترجمة حرفية للكلمات البتتكون منها حتكون كالآتي (Mönchen) ومعناها الرٌهبان، (gladbach) تعني جدول الجلاد علي وزن عقد الجلاد يمكن :wink: لأنو كلمة (bach) معناها جدول صغير لكن (glad) دي ما لقيت ليها اي تفسير او ترجمة في حدود معرفتي باللغة الالمانية،الالمان طبعاً زمان كانو بسموا الناس والمدن والقري بي اسامي غريبة التراكيب ومرات بسموا الناس حسب المهنة مثلاً زي (schumacher) ومعناها الجزمجي او الإسكافي ولا زي أسم الموسيقار النمساوي الشهير (wolfgang amadeus mozart) والكلمة المعلمة باللون الأحمر تعني "ممر الذئب" او مثلاً (ludwig Feuerbach) الفيلسوف الألماني الشهير الذي قام بنقد الدين والفلسفة المثالية، اسمو التاني (Feuerbach) معناهو بالعربي والترجمة الحرفية "جدول النار" حيث أن كلمة (Feuer) تعني نار وهي اقرب للكلمة الأنكليزية (fire) ولا زي الأسم الألماني الشهير (Müller) ومعناهو "الطحان" وغيره من الاسماء الكثيرة في الثقافة الالمانية المنحدره من اسماء المهن والألقاب العائلية القديمة.

مودتي
وليد


السايقه واصله
أضف رد جديد