"منبر السودان للجميع" تأسيس الخطاب أم تكريس الرؤية

Forum Démocratique
- Democratic Forum
أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
ÃÈæ ÐÑ ÈÇÈßÑ
مشاركات: 31
اشترك في: الأربعاء يوليو 20, 2005 12:10 am
مكان: جدة - م. ع. س

"منبر السودان للجميع" تأسيس الخطاب أم تكريس الرؤية

مشاركة بواسطة ÃÈæ ÐÑ ÈÇÈßÑ »

إذا اعتبرنا "السؤال" أول مرحلة من مراحل المعرفة، فالتفسير، وليس الإجابة، والفرق بين الإثنين شاسع وكبير، يأتى التفسير إذن فى المرحلة الثانية من ممارسة الفعل المعرفى، ولأن الركون إلى المعنى المفهوم راحة متعبة لمن لا يسعى إلى الخوض فى خضم الأسئلة، وهو أيضا، تعب مريح للذى لا تغنيه المعانى الثابتة من جوع معرفى يستمد مشروعيته من ضده، لأن بداهة المعنى وثباته لا يكون دائما فى حكم المسلم به عند أصحاب "التعب المريح" الذين لا يسيطر عليهم تراضٍ داخلى بين ما يعترك من اسئلة، ويغيب مثل هذا التراضى عند الذين تستهويهم الإجوبة المريحة، والتى هى فى الغالب معانٍ فى متناول البصر لكنها بعيدة عن يد التبصر
أقول ما سلف وفى الذهن تشتكل "دايلما" المعنى فى مفردة "الجميع" فإذا شئنا الركون الى طريقة أهل "الراحة المتعبة" والغريب أنهم لا يشكون من هذا التعب رغما عن أهله حادث ولا محالة، ولكن يغيب الإحساس به ربما لذات السبب الذى أحدث إختيار الراحة السهلة، إذا اخترنا هذه الطريقة ف "الجميع" تعنى كل من هم فى دائرة الحدث/الفعل المقصود، ولكنها أيضا لا تعنى "الكل" فى المطلق، وأعتقد أن أقرب المعانى هنا وأفضلها هو ما تختزنه مفردة "الجماعة" فهى قد تشكل الإطار المطلوب ليحوى "الجميع" الذين تشير إليهم اللفظة ساعة حدوث الفعل وعلى مدى زمن ثباته المستمر "عضوية أو زيارة المنبر مثلا"، فالجماعة بمعنى
Community/Communaute
قد تكون أقصر مدى فى توصيل المعنى المطلوب هنا، ولكن لا ضير فى إعتمادها طالما أن الفضاء الذى يعمل فيه الفعل (المنبر) يمكن أن يصل فيه هذا الفعل الى الى كل عضو فيه، وتحده أطر معروفة
محاولة الإمساك بمعنى مفردة "الجميع" المقصود هنا، لم تأت سعيا وراء أى من المعنيين سواء القريب السهل أو ذلك البعيد الصعب، بل للتمهيد للولوج الى ما هو خلف أكمة الإسم/الرمز، فهل ثمة فرق مثلا بين
"جميع الديمقراطيين" و "الديمقراطيون " و "الديمقراطيون جميعا"

من هنا تطل "دايلما" المعنى/الإجابة/التفسير بوجهها، وهذا ما قد يستطيع البعض هنا الإجابة عليه

أما عن الخطاب والرؤية

فالخطاب المطلوب أو المبتغى من تأسيس منبر "السودان للجميع" أعتقد جازما بأن لبناته قد وضعت منذ أمد طويل وسارت موازية للخط المعرفى لدى كل فرد من المؤسسين، فكل إنسان، شاء أم أبى، بوعى أو بدونه، لديه خط معرفى يبدأ من نقطة اللاشى مرورا باشياء كثيرة عديدة ثم سعيا الى نقطة ال "كل شئ" وهى نقطة الكمال المطلق والذى لم، وحتما، لن يصل إليها كائن من كان
فالبداية، بداية المعرفة تكون موجودة عند كل شخص، ربما جاءت هدية "فطرانسانية" أما السعى فى درب المعرفة، أى معرفة، فهو فعل ذاتى محض، و "الحشاش يملا شبكته" ودونك يا ايها الإنسان الأدوات اللازمة لك فتخير ما تشاء وسر
من الناس من يعتمد القراءة وسيلة، منهم من يركن الى السمع والمشافهة، منهم من يفضل ذلك نظاميا/أكاديميا الخ، ومع كل هذه الوسائل، لا توجد ضمانة أكيدة فى الحصول على ما يراد، أما الأشجع والأقوى عزما، فهو "بروميثيوس" الذى حاول إختصار الطريق بسرقة نار الآلهة، فكان غضبها عليه، والذى لا نزال نعانيه حتى اللحظة
أقول أن خطاب المؤسسين، قطعا وجزما كان قد تكون منذ زمن، ولكنه ربما لم يخرج فى الشكل أو الهيئة المراد له الخروج بها، وهنا قد يختلف التفضيل أيضا من شخص الى آخر، وقد يكون التأسيس فى حد ذاته هو المطلوب، أى وضع الخطاب بين غلافين يحددان جهاته ومساراته ومضامينه بدلا عن التشتت هنا وهناك من هنا ربما كان تأسيس المنبر تأسيسا وبلورة مجسدة لذلك الخطاب، فهو يضمن ولو نسبيا إنتظام وصوله، مكانا وزمانا، وبالسرعة أو الوتيرة التى يمكن التحكم بها، يضمن الإستمرارية للمدى الزمنى المطلوب، فندوة فكرية/أدبية/سياسية مثلا، قد تستغرق ساعة أو ساعتين وربما ثلاث، ينصت المستمعون، يستوعب ربعهم الموضوع، وثم ينفض سامر الجميع، أو معرض للكتب على المثال، قد يتواصل اسبوعا أو ثلاثة، مقال فى صحيفة أو مجلة الخ مثل هذه "القواديس" التى تناول ماء المعرفة
أما تأسيس منبر ثابت مكانا وزمانا، فيمكن مثلا أن تظل فكرة مطروحة فيه الى ما شاء لها من يمسك ب "ساعة إيقاف" الوقت، يمكن تثبيته حتى يأتى أوكله هنيئا مريئا
إذن وبكل هذا وذاك، تتشكل الآن ملامح "التأسيس" لهذا الخطاب وإن كان خطابا متعدد الوجوه والأشكال والمضمون كذلك

فهل يا ترى يكون الوضع هكذا؟

أما الشق الثانى من العنوان، وهو تكريس الرؤية
فمبعثه كما أظن لا يربض بعيدا عن مبعث القصد الأول، فلكل فرد من مؤسسى المنبر رؤيته للأشياء، طرحا وقناعة ورايا وممارسة فعلية، والشئ ذاته ينطبق على من يفترض فيهم إكتمال النصاب المعرفى
الآن يمكن ومن باب واسع، أن يتم طرح العديد من الرؤى وما تحمل فى داخلها هنا وعلى صفحات المنبر، ويمكن أن ينبعث حوار يثمر جنيا، كما يمكن ايضا أن يكون هناك تفاكر بناء هادف، ويمكن أن يكون الأمر بأجمل مما يتراءى أو يُتخيل للكثيرين، محاولة لتكريس دور المنابر الإسفيرية وإدخالها الى دائرة الجدية/الحياتية/الفاعلة فى المجتمع السودانى
ثم لا ننسى ايضا التجربة الشخصية الملموسة لعدد من المؤسسين فى أو مع ساحات أخرى، والذى تبدى منها ونتج إيمان لا يدانيه شك فى أن "الضايق قرصة الدابى يخاف من جر الحبل" وهذا السبب مضافا الى هاجس خلق ساحة تتميز بما ليس فى سواها، هو المحرك الفعلى الذى أغرى بالدخول جديا وبحماس ممزوج بالفرح ربما فى هكذا تجربة
ومن هنا ايضا ربما جاء الحزم فى التشديد على تطبيق النظم بشكلها الذى يسرى الآن، بل والإفراط تهيئة ساحة الفعل والمشاركة بطريقة تشابه وضع علامات المرور وتحديد المسارات

وهذا موضوع آخر لنا فيه قول قادم مع محاولة الولوج الى معنى ديمقراطية المنبر
صورة العضو الرمزية
نجاة محمد علي
مشاركات: 2809
اشترك في: الأربعاء مايو 04, 2005 1:38 am
مكان: باريس

مشاركة بواسطة نجاة محمد علي »

.
الأخ العزيز أبو ذر

شكراً لك لفتح باب المساهمة الجادة في اتجاه إجلاء معنى مفهومي "الديمقراطية" و"الجميع" واتصالهما بتأسيس هذا الموقع ومنبره.
أتمنى أن يتواصل النقاش ويثمر.

خالص مودتي
نجاة
عمر التجاني
مشاركات: 228
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:28 pm

مشاركة بواسطة عمر التجاني »

الأخ أبو ذر
لك خالص التحايا
أرجو المولصلة
صورة العضو الرمزية
الوليد يوسف
مشاركات: 1854
اشترك في: الأربعاء مايو 11, 2005 12:25 am
مكان: برلين المانيا

مشاركة بواسطة الوليد يوسف »

المحترم ابو ذر بابكر

احي فيك هذه الرؤيه الموضوعيه الواعيه والقراءة المحكمه للواقع شديد التعقيد .وهذه اللغه الرصينه المحتشده لفكرتها.
أتمني أن أقراء لك الكثير. وحزين انن لم اعرفك مِن قبل.
وليد يوسف
السايقه واصله
صورة العضو الرمزية
ÃÈæ ÐÑ ÈÇÈßÑ
مشاركات: 31
اشترك في: الأربعاء يوليو 20, 2005 12:10 am
مكان: جدة - م. ع. س

مشاركة بواسطة ÃÈæ ÐÑ ÈÇÈßÑ »

فرِحا بعودة التواصل

أحى بدءاً الأعزاء

نجاة محمد على
عمر التجانى
الوليد يوسف

وأقدر لهم حضورهم الأخضر

فقد كابدت معاناة الولوج الى المنبر فى الفترة الفائتة وتعذر الدخول تماما
وبخليط من الحزن والأمل ظللت، وأظن أن كثيرين كانوا معى، ظللت أنتظر وكنت أتمنى ألا يكون إنتظارى للعودة، مثل انتظار صموئيل بيكيت ل "غودو" الذى لا يحضر ابدا

والآن انزوى الحزن و "فرهد" الفرح مجدداً وأنا أمام بوابة الدخول الى بهاء حضوركم الندى

والأمل دائما فى معاودة الوصل والمشاركة

فشكرا لكم
أضف رد جديد