إتفاق السلام( نيفاشا )... مخرج الحكومة أم ورطة التجمع؟

Forum Démocratique
- Democratic Forum
أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
سيف اليزل الماحي
مشاركات: 366
اشترك في: الثلاثاء مايو 10, 2005 12:00 pm

إتفاق السلام( نيفاشا )... مخرج الحكومة أم ورطة التجمع؟

مشاركة بواسطة سيف اليزل الماحي »

الاعزاء في سودان للجميع
لكم التحيات
بدأت هذا الحوار مع الصديق سامر عبد الرحمن على موقع مجموعة(sudanfuture) ، وقد انقطع الحوار لاسباب تتعلق ببعض التجهيزات الفنية للموقع المذكور ... اطلعت صديقنا سامر برغبتي في نقله الى سودان للجميع... على امل أن نواصل ما بدأنا من حديث حول إتفاق السلام بين الحركة الشعبية والحكومة وتداعياته على الواقع السياسي في السودان وعلى المعارضة السودانية والتجمع الوطني على وجه الخصوص ... وما يدفع للكتابة حول ذات الموضوع أنه لازال الأكثر أهمية والأكثر تأثيراً على الواقع السياسي اليومي وعلى مستقبل السودان القريب، ذلك على خلفية المستجدات اليومية التي تطرح الكثير من الأسئلة المتلاحقة الساخنة التي تتطلب الاجابة المباشرة في واقع سياسي متسارع لايقبل الإنتظار.

إتفاق السلام( نيفاشا )
مخرج الحكومة أم ورطة التجمع؟ -1
سيف اليزل الماحي

من خطل القول والتفكير معاً أن يتصور أحد أن الجبهة الإسلامية جلست لهذا الإتفاق وعيونهاعلى السلام العادل والتحول الديمقراطي وإنقاذ البلاد ومناصرة قضايا حقوق الإنسان .. لكنها إختارت الوقت الذي يناسب إنقاذ سلطتها للإتفاق مع الحركة الشعبية فتحولت (بقدرة قادر) إلى تنظيم سياسي شريف أنجز إتفاقاً للسلام تأخرت عنه الحركة السياسية السودانية منذ إندلاع أول تمرد في البلاد .. وبين يوم وليلة تحول علي عثمان طه وحتى نافع علي نافع إلى رسل سلام ودعاة ديمقراطية وعدالة ومناصرين لحقوق الإنسان !!!! وبالجانب الآخر أسقط في يد التجمع الوطني فتداعت أطروحات القضاء على النظام (المتهالك!!) وأحاجي إقتلاعه من الجزور وكل مبادئ الحقوق والمحاسبة ومطالب إلغاء حالة الطواري وإطلاق الحريات ... الى آخر ما إزدحمت به سماوات الصراع السياسي من شعارات حفظتها الجماهير ولم تجديها نفعا ولا خلاصا .. حيث لم يتبقى للتجمع سوى ان يبصم على الإتفاق كما جاء في حديث منصور خالد: بنود إتفاق السلام نهائية غيرقابلة للإلغاء أو التعديل أو المراجعه إلا أن يكون من باب التفسير والشرح والتوضيح ..
وأضاف : حتى أن صلب الدستور الدائم للبلاد يقوم على المبادئ العامة للإتفاقية . إنتهى.
فعلى التجمع أن يذهب في عطلة صيفية سياسية لثلاث أعوام ليدخل بعدها معترك الحياة السياسية في ظل ديمقراطية إتفاق السلام وتقسيماته وتوزيعاته ... ثلاث أعوام كفيلة بأن تفتح الطريق لخروج الجبهة الإسلامية كما الشعرة من عجين الواقع السياسي السوداني ( الفطير ) .. فوق أرواح من قتلت ووسط النواح الطويل وفوق أشلاء البلاد بطولها وعرضها .. هكذا تعلمنا حادثات الزمان أنه يأتي زمان يفلح فيه المخربون وينتشر فيه الظلام ويستحسن الناس كل قبيح، إن رموهم بظلم إستكانوا وإن سمعوا بعدل فيما وراء البحار إندهشوا .. وأحسب أن التجمع أصيب بهاء السكوت عن شعاراته فتورط إبان توقيع الإتفاق بين الحركة والحكومة ( أو كما قيل بحصافة بالغة ( لعنة الشراكة) ..
ونواصل
يزل

تعقيب
إتفاق السلام(نيفاشا)
مخرج الحكومة أم ورطة التجمع؟ -1
سامر عبد الرحمن

العزيز سيف..
ما حدث في نيفاشا أو القاهرة لم يكن مفاجئا لأي مراقب حصيف خبر السياسة السودانية بتبايناتها وتقلباتها الدراماتيكية المتواترة، إذ أننا أدركنا ومنذ زمن طويل عجز لاعبي السياسة في الجانبين سواء الجبهة الإسلامية من جهة أو الحركة الشعبية والتجمع من جهة أخرى على فرض خياراتهم وانفاذ المعلن من برامجهم، وعلى رأسها إلغاء الآخر واقتلاعه من الجذور وتحقيق نصر نهائي، لذا ظللنا ننتقل معهم من مدينة إلى أخرى ومن ضاحية إلى منتجع، حتى انجلى غبار البروتوكولات والاتفاقيات التي تنسخ بعضها بعضا عن (حالة توازن الإرهاق) التي أجاد محمد إبراهيم نقد في وصفها سابقا فاطل علينا وليدها في نيفاشا- القاهرة بعد مخاض فاق التسعة سنوات بكثير.

عزيزي سيف بادئ ذي بدء استأذنك في التغول على عنوان مقالتك (اتفاق السلام...مخرج الحكومة أم ورطة التجمع) إذ أنني اقلبه رأسا على عقب فأقول (اتفاق السلام...مخرج التجمع أم ورطة الحكومة)..!!

إن (الاتفاق) كمفردة سياسية لم تكن في يوم من الأيام إحدى خيارات الجبهة الإسلامية في تعاطيها السياسي مع القوى الأخرى، وكانت الدهشة لتصيبنا لو أنها حادت عن خيارها المفضل في محاولة تفتيت الآخرين وابتلاعهم تاركة لنا النواح على غرار (أكلت يوم أكل الثور الأسود)..!! لكنها لا تفاجئ إلا نفسها، وهي ما خاضت في هذا الأمر من بدايته إلا رغبة في التمكين لسلطتها وليس إنقاذا لها كما كتب صديقنا سيف، وان كانت ولو على سبيل الافتراض قد نجت بفعلتها وغسلت يدها من دماء الأبرياء فهي قد غسلتها قبل ذلك من برنامجها ومن حربها الدينية وحتى من رغبتها في تصفية عملاء التجمع في الخارج.

لقد راهنت الجبهة على سبات التجمع وشغف الحركة الشعبية بالحكم وظنت أن ريح الأبواب التي تفتحها عنوة غير جديرة بالانحناء فأغفلت الشعب السوداني بكل قومياته وأعراقه الموتورة والآن انقلب سحرها عليها وتكالب عليها آكلي القصعة في الشرق والغرب والجنوب والشمال وما ظنته هي وما ظننته أنت عزيزي سيف مخرجا لها أضحى ورطة كالحبل السري يلتف حول رقبتها وينقلها من أزمة إلى أخرى...فهل حقا وجدت مخرجها؟؟

إن مبدأ المحاسبة والثورة المحمية بالسلاح هي خيارات ينتجها الشعب من واقع تجربته ومن رحم معاناته ولا تفرضها شعارات سياسية لأية قوى من هنا أو هناك، ولو كان لاتفاق القاهرة من ميزة واحدة فهي انه نقل الصراع بكل لاعبيه وأدواته إلى الميدان بالداخل ليضع الجميع على المحك بمن فيهم المتفرج الأول وهو الشعب السوداني، ومخطئ من يظن أن المعركة قد انجلت بل هي بدأت للتو، وبتوقيع اتفاق القاهرة على وجه الخصوص يكون التجمع قد بدا في تسديد فواتيره القديمة على طريقة مكره أخاك لا بطل...فما صنعناه جميعا من أخطاء نتحمل ومعنا شعبنا جريرته ويحق لنا القصاص من أنفسنا، إذ لم يبق هناك من كعكة لتؤكل، ما كان عليه التجمع سابقا هو الورطة وما آل إليه الآن هو المخرج لتصحيح الأوضاع والتعامل بموضوعية مع أزمته الموغلة في القدم...فهو لم يكن - ولا يصح أن يكون - المقابل الوحيد لسلطة الجبهة الإسلامية، يتولى نيابة عن شعبه التقرير بشان مصيره، لذلك عزيزي سيف ظللنا وما زلنا نراهن على الأهم وهو شعبنا الجالس على مقاعد المتفرجين ولكن إلى حين، ويقيننا يزداد يوما بعد يوم بأنه ما عاد يخشى غول الجبهة بل يمد يده ويتحسس جسدها العاري كي يميز مواقع ضرباته القادمة.

ما حدث خطوة في الاتجاه الصحيح تستتبعها خطوات، لذا نفهم جيدا لماذا اكتفى التجمع بان (يبصم) على الاتفاق عوضا عن التمسك بشعار الثورة المحمية بالسلاح أو خيار الاقتلاع من الجذور...!!
مع تحياتي للجميع
سامر




اتفاق سلام (نيفاشا)
مخرج الحكومة أم ورطـة التجمع؟ -2
سيف اليزل الماحي

لم ينبئنا أحد ما حتى الآن بملابسات غياب (مؤتمر البجا) عن اتفاق القاهرة بين التجمع الوطني والحكومة وقد تزامن ذلك الغياب مع أحداث تظاهرات شرق السودان (بورتسودان) الأخيرة التي أشارت إلى إمكان أن يخرج كثيرون على (سيناريو) أتفاق السلام (الحركومي) وقد أظهرت لكل ذي عين بصيرة وصاحب ضمير ذلك الوجه الكالح لسلطة الجبهة الإسلامية التي لا يفزعها أن تسيل دماء أهلنا أنهاراً تحت قدميها وتراها تنام وصور المئات من قتلاها تتراءى لها مثل حلم
كذوب !! ذلك مع سبق الإصرار على الاستبداد والتنكيل بالشعب (الأعزل) ... ولا نحسب أن أهل الشرق ومؤتمر البجا يحتاجون لـ ( فهامة) ليدركوا أن مطالبهم قد شملتها رحمة الاتفاقية وضمنت بنودها كما أفاد أحد عضوية المجلس الوطني(الكارثة) حين أفاد: .. إن (أهلنـا) في الشرق قد( استعجلوا) ( على رزقهم) . وقد لا يدرك الناس جملة من التقاطعات قد تحدث بين ما جاء في أتفاق السلام ومطالب ومصالح مناطق مختلفة في السودان ربما كان شرق السودان أولها ولن يكون الأخير ... كيف لا وقد يقول البعض: إن هذا الاتفاق لا يعنيني في شيء بعد أن غيب الشعب السوداني حتى عن معرفة تفاصيل ما دار بين الطرفين في جلسات ذلك الاتفاق ! ولم يشرك فيه، وقد يرى آخرون: أن الاتفاق يخص الحركة والحكومة إلى أن يثبت العكس! وعندما يثبت العكس لا يتصور الناس ساعتها ماذا سيحدث... ومن يقرأ أحداث بورتسودان يسهل عليه تصور انفجار الأوضاع بما يصعب التكهن بنهاياته ... إن أحداث بورتسودان تشير في أولها لشيئين الأول : لا يزال البطش والاستبداد جزءا من سلوك النظام الحاكم، الثاني : يمكن أن ترتفع أصوات(قوية) كثيرة تعارض سلطة الاتفاق والشراكة القادمة. وعندما تضرب السلطة بيد من حديد على تظاهرات شرق السودان فإن ذلك ينسجم مع سلوكها في الحفاظ على حكمها ... وعندما تضرب ذات السلطة أيضاً بيد من حديد على تظاهرات شرق السودان يصبح اتفاق القاهرة ورطة جديدة للتجمع ..
ونواصل
سيف اليزل

لا تضع الحصان خلف العربة يا صديقي!!!
عزيزي سامر
تحياتي أتحفتني بكتاباتك الأنيقة وأسلوبك المحكم وسخريتك المحببة، بيد أني أعرف أن مثلك لا تعجزه الموضوعية وقدرة البيان وجلاء الحجة ولكني إن سمحت لي لا أعفيك من التغول على عبارتي (مخرج الحكومة أم ورطة التجمع) وتستبدلها بأخرى لا أراها تستقيم فإنه كما أبنت يقلب المعنى رأساً على عقب ويحيل أفكارنا حول الواقع إلى همهمات لا تنسجم ومعطياته حتى أنها أخلت بـ( حالة توازن الإرهاق) التي تتكئ عليها دعائم مقالك وصقلت بها لوازم موضوعيتك ولي عود قريب ...
لك وللجميع تحياتي
يزل






من أمـن العقوبة أساء الأدب..!!
عزيزي سيف..
وددت لو واصلت التغول على عنوان مقالتك السابقة (اتفاق نيفاشا...مخرج الحكومة أم ورطة التجمع) لكننا نرده إليك على علاته ونأتي بآخر من عندنا طالما قصر كرمك عن الجود به..!! أما عربتك وحصانها او حصانك وعربته...وأيهما يقف أمام الآخر...فسنأتي على تفصيلهما في لاحق كتاباتنا... إذ كلاهما صورة من تجليات حالة (توازن الإرهاق)..!!
مع تحياتي للجميع
ســـــــامر

من أمـن العقوبة أساء الأدب..!! -2
سامر عبد الرحمن

كلما رتقنا جرحا نازفا في خاصرة هذا الجسد..اطل علينا دمل جديد..!! فبعد أن نزفنا دما ودمعا في الجنوب والغرب تطل علينا مأساة جديدة وتراجيديا مريرة في الشرق، موت خسيس وقباحة تصور فيما تصور كيف تمضي الجبهة الإسلامية في غيها دون أن ترعوي أو تتوارى خجلا من سؤ صيتها في العالم اجمع.
ونتساءل...ألا يحق لهذا الوطن بعد مجازر دارفور وبورتسودان أن يضيق بأهله ذرعا؟؟ ينجب من رحمه من يقتله كل يوم مائة مرة، حتى أن الرائي والسامع والقارئ ليدهش كيف توارت كل هذه النار تحت الهشيم...بل كيف يسعى النظام إلى حتفه حثيثا غير خائف أو وجل من ثارات فاضت واتسعت حلقاتها حتى عمت البدو والحضر، فبتنا نخشى أن يطالنا الأذى حتى ونحن في منفانا الاختياري.. ولو كنا خلف حصون مشيدة..!!

الجبهة الإسلامية كألاعمى تسير إلى حيث لاتدري...تتقيأ قذارتها كلما استحكمت أزماتها، ولأنها أمنت العقوبة فقد أساءت الأدب، وما نشهده اليوم غيض من فيض، والشرق ليس نهاية المطاف أو آخر العنقود،.بل تتواصل الماسي وتلوح بوادرها في الشمال أيضا، ونقرأ معا ما كتبته صحيفة الشرق الأوسط في عددها الصادر بتاريخ 5/2/2005م وفيه تورد خبرا عنوانه: نوبة شمال السودان يفتحون جبهة جديدة ضد الخرطوم...وخلاصة الخبر أن أهلنا في شمال السودان يدعون المنظمات المدنية والقوى السياسية للتصدي لمحاولات الحكومة بيع وتمليك أراضي خاصة بهم إلى مستثمرين مصريين بدعوى الاستثمار، والخبر بحد ذاته يثير الهواجس كونه يعيد مرة أخرى سيناريو البداية في دارفور والشرق، ومن غير العسير إذا إدراك ما ستئول إليه خواتم الأمور.
لن نمل التكرار ولو ألف مرة، ونقول مجددا هذا النظام محشور في ركن قصي وظهره إلى الحائط.. وكلما (جاطت حساباته) أسعفها بما خبر وتعلم طوال خمسة عشر عاما، قتلا وتمثيلا ونقضا للعهود، وان قصرت يده عن بلوغ الآخرين انقلب على شريكه القديم يسومه سؤ العذاب ويرميه بما تجود عليه هواجسه وخيالاته المريضة.

لذلك لم نعول كثيرا على اتفاق سلام نيفاشا أو القاهرة، فكما قلنا سابقا " نضع أوزار الحرب الشائهة لنحمل أوزار السلام الشائه"، بل عولنا على عودة الحركة والتجمع سويا إلى حيث يقتل الناس بالرصاص والحيرة والكمد والملاريا، ولو أنفقت جميع الفصائل العسكرية شمالا وشرقا وغربا وجنوبا كل عمرها تصارع هذا النظام لتنال منه أو ينال منها لذهب عمر كليهما سدى، ولما حصدنا سوى مزيد من أرواح الضحايا والأبرياء...وان كنا نشد على أيدي المقاتلين المناضلين في كل الجبهات فذلك حتى لا تغادر الجبهة ركنها أو تفلت من حصارها.

مازلنا نراهن على (المتفرج الأول) شعب السودان ومبعث تفاؤلنا...وان ظنه البعض عبثا...أن القتل وشتى صنوف الاعتقال والتعذيب ما عادت مفردة غريبة تثير دهشة أو خوف الشارع، وان حركة الجماهير والتي عانت كثيرا من غياب قيادتها السياسية وأحزابها الرئيسية – إن اتفقنا أو اختلفنا معها – قد شقت لنفسها خطا وطريقا ربما كانت بداياته عكس ما ألفناه سابقا (من الأطراف إلى المركز وبالعكس)... ما حدث في شرق السودان هو حركة جماهيرية صريحة لها مطالب سياسية عادلة، ستجابه بالموت والقتل، لكنها عاجلا أو آجلا ستنال ما خرجت لأجله، سواء كان مؤتمر البجا داخل التجمع أو خارجه...وهي كغيرها موعودة بفضاء أكثر اتساعا للحرية والتعبير عن نفسها حتى لو حازت الجبهة الإسلامية على 52% من مقاعد السلطة.

علمتنا التجربة أن الخلاص في أن تواجه مخاوفك وصدرك مفتوح دونما وجل أو خوف، وعلمنا التاريخ أن الشعب يختبر حين يوضع على المحك، ولو كنا ناسف كون الجماهير ما زالت تغط في نومها غير عابئة بما يدور حولها، فذلك لأننا لم نفعل ما يجب لإيقاظها...هو موقفها... وله في قاموس السياسة اسم ومغزى وترياق، ومن الجهل الايمان بسرمدية هذا الحال...ومن قال أن الوقت قد فات خانته قراءته وطاش سهمه كما تبعثرت كنانة الجبهة الإسلامية سدى في مشارق الوطن ومغاربه خلف وهم التمكين الحتمي في ظل دولة سلم أهلها راياتهم البيض، وتحولت أحزابهم إلى لقمة سائغة يناسبها البلع لا المضغ في عرف منظري النظام.
لا نبتغي بهذا المقال إثارة العاطفة أو الحماسة، فهذا آخر ما نحتاج إليه، لكن ثورة أهلنا في الشرق دليل بين على أن الجذوة لم تنطفئ وما زال في العمر رمق أخير يدفعنا لان نتفاءل لا أن نتشاءم، وما يعنينا ليس من اتفق مع من أو على ماذا اتفقوا...فذلك أمر له ما بعده، لكن ما يشغلنا حقا وبالدرجة الأولى كيف نستنهض تلك الجماهير من سباتها ونقنعها حقا لا قولا بأن خلاصها من غول الجبهة ليس من سابع المستحيلات أو عجائب الدنيا بل هو مهمة مقدمة على غيرها، ونضال يومي نحسه ونشهد تبعاته، تقوده القوى السياسية بمعية الجماهير لا بمعزل عنها، حينها فقط نفهم ونحمد للتجمع كونه بصم على اتفاق القاهرة ولو على مضض.. فقد كان دوما يناسبه أن يلعب على أرضه وبين جمهوره..!!
مع تحياتي
ســامر



اتفاق سلام (نيفاشا)
مخرج الحكومة أم ورطـة التجمع ( 3)
سيف اليزل الماحي
عزيزي سامر
نعم لم يكن مفاجئاً لكل حصيف أن يتبين ما سيتمخض عنه جبل المفاوضات المتنقل ( الثقيل) مثل الكرة المعطوبة من ملعب إلى آخر ... غير أن هذا الاتفاق الشراكي (الحركومي) أضاف إلى جملة الاتفاقات السياسية عندنا كونه اتفاقا نهائياً وشاملاً يطبق على أرض الواقع ولو كره الآخرون وليس لهم من سبيل قبله أو بعده!! بما في ذلك التجمع الوطني وبقية أهل السودان ، لتذهب في الناس بنوده لستة أعوام بلا محيد عنها، وإذا فشلت تلك البنود بعدها عدنا إلى المربع الأول حيث لن يعود إلى طاولة التفاوض المشئومة ساعتها إلا (الحشاش) من الجماعات السياسية السودانية . ألا ترى صديقي.. إن الجبهة الإسلامية قد تفننت في أساليب التماطل والتحايل بالقدر الذي أحال العقل السياسي المنافح لنظامها إلى محض عقل غشيم ، فكلما وجدت وقتاً لتضيعه على الناس سدا في تفاوض هنا أو لقاء هناك أعملت
أدوات تسويفها حتى باتت تلك الاتفاقات والعهود(الحيل) الحبل السري الذي تحدثت عنه، مصدرا لغذائها وسراً من أسرار بقائها الطويل لأكثر من خمسة عشر عاما ، كلما جف حبل واهترأ رتقه ابتدعت لنفسها حبلا سرياً آخر بقدرتها الأميبية التي تحسد عليها أيما حسد وإن سميتها حبال ( المدافعة، المجاهدة، المحاورة، المناصرة، والمرابحة، والمتاجرة، والمكاجرة أيضاً) فتلت لنفسها ما شاءت وما أبقت لأحد سواها إلا حبال الصبر القصيرة الواهنة . وها أنت ترى لا يستطيع أحد أن يقول في شأن اتفاق السلام:.. سال لعاب الحركة الشعبية أمام إمكان وصولها إلى كراسي الحكم... إلا أن يضرب على فمه ساعتها!!. فماذا يعني قول أحد متحدثي الحركة الشعبية في ندوة القاهرة مخاطباً معارضة (الشمال) هناك : انتو عملت شنو لتشاركوا في الحكم؟؟ ذلك إبان اتفاق الشراكة بين الحكومة والحركة
وإعلان تقسيم السلطة والثروة ( تلك القسمة غير المحضورة) .
أليست تلك يا صديقي .. ذات المفاهيم التي يقول بها د. منصور خالد (عراب الحركة) في إبانة تقاسيم الاتفاقية الذي تراءى لي مثل الحاجب ممسكاً بأصبع التجمع ليطبع بصمة (حرون) على كعب الاتفاق وأخرى على قفا التجمع ،
بيد أنك قد أرحتني كثيراً بقولك: إن التجمع لم ولن يكن المقابل الوحيد لسلطة الجبهة الإسلامية .. وإن شعبنا ما عاد يخشى ذاك الغول .. لعمري لو تحسس جسدها ما وجد غير التقيح والدمامل والأرواح السبع!! لكن لأن الجبهة الإسلامية قد راهنت زماناً على سبات التجمع( وهو في نومه المعدي) وكسبت رهانها للآن ، حق للناس أن يتبينوا فكرة أن أحد أماني الجبهة الإسلامية الإنفراد بحكم الشمال
لتسوم أهله صنوفاً من عزابها وألوانا من شرورها ولتدخل البلاد والعباد في امتحانات عسيرة لا قبل للناس بها، ذلك حال أن يتسنى لها التخلص من الجنوب وبندقيته العنيدة فتوصد بابه وتفتح ألف باب من جحيمها على من تبقى من أهل السودان ( وهل يأمن الهشيم مكر النار) ... وإليك صديقي آخر تصريحات رئيس التجمع مولانا محمد عثمان الميرغني حول أحداث بورتسودان الأخيرة: بأنه يدعو أهل الشرق ومؤتمر البجا (للتريس).!! ولم يبقي لنا إلا أن نقول (.ياريس!) وأحسب أن ذلك لا يبدو معقولاً أو مقبولاً إلا أن يكون نكاية بكل التزام قطعته الجبهة حتى اتفاق القاهرة، من احترام للرأي الآخر ومراعاة لحقوق الإنسان وإطلاق الحريات أو أضعف الإيمان شيء من الانفراجة ..الخ، أما كان الأجدر به ودون أن يعود إلى اجتماع الهيئة العليا في أسمرا أو واق الواق أن يقول: نحن في حل عن أي إتفاق مع هذا النظام حتى تتم محاسبة مرتكبي تلك المجزرة ويعلن النظام مسؤوليته الكاملة عن تلك الجريمة النكراء. لكننا لا نفهم ذلك التصريح إلا في سياق التطابق مع الحقيقة الناصعة: إن هذا النظام لا يرعوي في إبانة العين الحمراء( والنجيضة) لأي شكل من أشكال الاختلاف معه، متى ما أتيح له قهر الناس وتقتيلهم ولو(خرج) بالأمس القريب من إتفاق القاهرة مع رئيس التجمع الوطني نفسه!! .. في ورطــة أظرط من هيــــك؟!!!
ونواصل
مع تحياتي للجميع
يزل


من أمـن العقوبة أساء الأدب..!! (2-2)
سامر عبد الرحمن

في معرض ردي على ما كتبه صديقي سيف اليزل بعنوان (اتفاق السلام...مخرج الحكومة أم ورطة التجمع) أوضحت بأن أحداث شرق السودان تشير إلى أمرين هامين اعتقد بأسبقيتهما على ما عداهما...أولهما أن الجبهة الإسلامية كلما استحكمت أزماتها وغاصت أقدامها في الوحل عاودها الحنين إلى سني عمرها الباكرة فارتدت إلى طيشها وسفاهتها القديمة، هو طبع لا يغلبه التطبع المستجد عليها، وحتى لو وقعت مائة اتفاق مع كل معارضيها فستبقى تتحين السوانح لاستئصال الآخرين، هي ما زالت تراوغ بعصبية ونزق، وبقدر ما تتسارع وتيرة الأحداث وتدخل قطاعات جديدة ساحة النضال اليومي بقدر ما تزداد الإنقاذ شراسة واستماتة في الدفاع عن وجودها وكينونتها بحيث تسير هي ونحن معها إلى نهاية الأمر بخطى حثيثة ولا يخالجني أدنى شك في أن (سلام الطرشان) في القاهرة ونيفاشا ماهو إلا جولة متقدمة من جولات الصراع معها وربما - وهذا ما نخشاه – تفضي إلى نهاية مأساوية لا تحمد عقباها، ومع ذلك وبرغم فهمنا لمبررات سلوكها فإننا نتعجب.. ما كان يضير الحكومة لو أنها تعاملت مع مطالب البجا بروية وتعقل أو حتى مدت حبال مراوغتها الطويلة لتكسب بعض الوقت ريثما تعيد ترتيب زينتها وتفيق من شاكوش دارفور الحار.. لكنها يا سيف (زنقة الطاحونة) وقلة الحيلة..والخطأ تلو الآخر..وورطة ساقتها كالرسن إلى الأمم المتحدة ومجلس أمنها الموقر وجماعة (الضرب في الميت حلال)، والسؤال القادم بمن تضحي الجبهة هناك كي تحقن دمها، فلو طلب العالم أن يحاكم مدبرو المجازر وأرادهم لانتزعهم عنوة من أحضان أمهاتهم وزوجاتهم، ولا مزاح في الأمر البتة، بل هو خبر سؤ للجبهة يأتي به غراب شؤم.

أما الأمر الثاني والذي لا يقل أهمية فهو لماذا تستأسد الجبهة الإسلامية في الخرطوم وتترنح في الأطراف، قد نفهم أنها تجابه بثورة شعبية مرشحة للتصعيد في الشرق، وقد نفهم بأن ضربات المقاتلين والحركات المسلحة قد أنهكتها في الغرب وفضحتها بين الدنيا والعالمين حتى بانت عورتها على الملأ، وقد نفهم أنها وبسلام نيفاشا تكون قد فقدت شهوتها في السيطرة على الجنوب، نفهم كل ذلك لان مطلب الجميع هو الثروة والسلطة أسوة بالمركز ومن حقهم أن ينالوها بأي طريق شاءوا طالما عجز حبر الاتفاقيات عن أن يضمنها في مسوداته.

ولهذا تبقى الخرطوم عصية على الفتح لأنها هي من تراكم السلطة والثروة في (عبها) وتندهش كيف لا يأكل الآخرين البسكويت إن لم يجدوا الخبز..!! فترفل في خدرها غير عابئة بما حولها، إذ ما من مؤتمر أو فصيل مسلح (ينغز) الجبهة في خاصرتها، وما من خطيب مفوه يصدح بصوته ليلا فيكسر سكون امدرمان ويقلق نوم ساكنيها، ونأتي هنا على ذكر العربة والحصان ومن يقف أمام من...فلا أظن أن احدا في الدنيا ينبري للدفاع عن (سلام الطرشان) طالما عابه أهله ونقصد بهم التجمع والذي أجمعت شخوصه وأحزابه ومريديه على أن ثقوب اتفاق القاهرة ظاهرة للعيان ونحمد لهم تقريرهم بواقع الحال وان استدركوا وشرحوا واسهبوا في دواعي التوقيع، إذ أنهم كفوا أنفسهم مجادلة أخونا سيف كما نفعل الآن..!!

يرى صديقنا سيف بأن المقدمات تشي بالنهايات وان السلام المنقوص يخرج الحكومة من ورطتها ويلصقها بالتجمع، وان كنا نتفق معه في المقدمات فإننا نخالفه في النتائج، فما يعتبره سيف نهاية درامية لشعارات الاقتلاع من الجذور وموتة شنيعة لشعار الثورة المحمية بالسلاح، نعتبره نحن بداية لفصل جديد - وربما كان الأخير - من فصول الصراع بين القوى السياسية الشمالية والحكومة، فقط لان هذا الاتفاق وبرغم هناته العديدة سيفتح الطريق لعودة الأحزاب للعمل الجماهيري بالداخل والالتحام مع جماهيرها بشرط أن تعمل لأجل ذلك، وهو طريق طويل لا نعلم مداه أو إلى أين يفضي بنا.

عزيزي سيف... ما خدعتنا فطنتنا فزينا لأنفسنا أن تخرج يد القاهرة بيضاء ناصعة من كل سؤ أو أن تسلم لنا الجبهة مفاتيح ملكها وهي صاغرة، وحتى إن تحقق ذلك لما آمناها بتاريخها الأسود في نقض العهود والمواثيق، لكننا نعتقد بضرورة تصحيح االاخطاء واحتمال الأذى في مقدمة الناس لا خلف شاشات الفضائيات ومواقع الانترنت وتسريبات الصحافة، ونظل نحمد للتجمع كونه خرج من ورطته وعرف موضع الحصان من العربة، ونقره على السيناريو المعدل حتى لا يطول مسلسلنا كما هي معلقات الدراما المكسيكية.
ولكم التحية
سامر
[b]
[/b]
مـن الآن فصاعدا يجـب التمـني بقـوة !!
صورة العضو الرمزية
سيف اليزل الماحي
مشاركات: 366
اشترك في: الثلاثاء مايو 10, 2005 12:00 pm

مشاركة بواسطة سيف اليزل الماحي »



وفق تجليات الواقع السياسي وتحولاته نعيد للاذهان ماكتبنا في ذلك ونحن نتابع
الوضع السياسي عقب الرحيل المبكر لقائد الحركة الشعبية وتكوين حكومة (الوحدة الوطنية).

يتضح كل يوم ان حكم الشراكة لا يخص الحكومة والحركة وحدهما حيث ان امر الحكم لا يجري
في بلاد غير بلاد السودان! وتجربة التشكيل الوزاري وجدال توزيع الحقائب في
الحكومة الاخيرة ليست ببعيدة فقد بينت ان الحركة الجماهيرية يمكن ان تمنى بهزائم ماحقة
كل صباح عندما تكون مقاليد الامور بيد الجبهة الاسلامية التي تقول: ان مايجري لا يخرج
عن كونه تنفيذ لبنود اتفاق السلام بيننا والحركة ولا داعي للاحراج!!
وكنا قد كتبنا في ذلك المعنى(اتفاق نيفاشا مخرج الحكومة ام ورطة التجمع)، ونحن نرى الآن
كيف أمسى حال التجمع الذي يتجه الى القاهرة داعياً المسئولين المصريين لتفعيل اتفاق القاهرة
بينما تجري الاحوال في السودان على قدم وساق لصالح تأسيس وتكريس حكم الجبهة الاسلامية
لاعوام أخرى بدأتها بحصد أهم وزارات وهي تحني راسها للعواصف بمنهج ثبات الاحوال
وتكريس سلطتها وفق المعطيات الجديدة، بجانب شريك يسعى للتأقلم على العمل السياسي
الجماهيري ولم يفق بعد من فاجعة رحيل القائد جون قرنق، والسؤال الاهم ماذا تبقى من مقولة
إنفاذ بنود اتفاق السلام بعد ان سيطرت الحكومة على أهم الحقائب الوزارية ولسان حالها
يقول(موت ياحمار).
ما اجمل وانجع ما قاله محمد إراهيم نقد للحركة السياسية (العدالة الانتقالية)، لكن ما ابشع
الواقع السياسي عندنا فتلك المقولة المبدعة الحصيفة ضربت في اول منعطف والحركة السياسية
مشغولة بأمر مشاركة التجمع في الحكم ومعارضته، تاركين كل الحبال على القارب وهو
المناخ الانسب لترتع الجبهة الاسلامية وتهدر حقوق الجماهير بالكامل في محرقة السلطة
فلا يبقى للجماهير إلا إبتداع طريق آخر.

سيف
مـن الآن فصاعدا يجـب التمـني بقـوة !!
أضف رد جديد