في ثقافة الضيافة

Forum Démocratique
- Democratic Forum
أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
عثمان حامد
مشاركات: 312
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 7:04 pm

في ثقافة الضيافة

مشاركة بواسطة عثمان حامد »

وأنا في غمرة إحساسي بالخيبة والإحباط، بعد مفاجأتي ومفاجأة غيري بتكوين ماسمي ب(حكومة الوحدة الوطنية) والتي بالضرورة خيبت آمال كل قطاعات وقوى المجتمع السوداني، قواه السياسية والمدنية، وأنا في غمرة ذلك الإحساس، فإذا بي ارى اليوم الزهاوى ابراهيم مالك، وزير الاعلام، السابق ( والحالي)، بتلفزيون السودان، يدخل على سلفاكيرالنائب الأول لرئيس الجمهورية بمكتبه، اعتقد انها زيارة بروتكولية، أكثر منها زيارة عمل، وذلك واضح من طريقة التصوير ووضع الكاميرات. والزهاوي طبعاً رجع للوزارة من الباب الخلفي بعد أن أجبر علي تركها في وقت سابق من هذا العام حينما طرد مبارك الفاضل من مستشارية الرئاسة للشئون الاقتصادية، اثناء خلافه المشهور مع البشير وعلي عثمان بسبب موقفهم من سفره لامريكا بخصوص ازمة دارفور- والله أعلم- عاد اليها الآن بعد خلافه مع مبارك، وبعد أن جمّد كل منهم عضويّة الآخر، لدى مسجل التنظيمات، في حزب الامة (الاصلاح والتجديد) في مهزلة شديدة الضحك.... المهم، وأنا في غمرة تلك اللحظة، وإذا بالزهاوى بكامل استهباله، وإبتسامته المفبركة، يطل من على الشاشة، مصافحاً سلفاكير، وبعد تلك المصافحة البروتكوليّة، أشار الزهاوى الي سلفاكير بأن يتفضل بالجلوس، في اللحظة التي توقعت فيها، ويتوقع فيها غيري بالطبع، من سلفاكير بأن يبادر هو بهذا التصرف، علي الاقل أن هذا مكتب النائب الاول، وليس العكس، ولكن الزهاوي تصرف بتلقائية عجيبة، ولم يدع لسلفاكير، اي فرصة لاي مبادرة. ولم يتبادر الي ذهني اي نوع من التأويل لتلك الحالة، أي لذلك التصرف الذي يبدو عفوياً للوهلة الأولى، لم يتبادر الي ذهني اي تفسير غير أن الزهاوي يتصرف مع سلفاكير علي اساس انه الضيف القادم، وهو بكل الاحوال تصرف ليس عفوياً وغير بريء، ويعكس ما في لاوعي الزهاوى وغيره من بقايا وزراء حكومة الجبهة، ويجسد بشكل موجع حالة التشكيلة الوزاريّة الجديدة، والتي شبهها أحدهم ب(المرتبة) التي بللها أحد الاطفال ساعة نوم عميق، وتم قلبها على الجهة الأخرى. إنها هي هي. والتي أتمنى أن لا يكون موقع الحركة الشعبيّة فيها كموقع الضيف، علي القصر وعلي برنامج الجبهة الاسلامية.
الفاتح مبارك
مشاركات: 56
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:16 pm

مشاركة بواسطة الفاتح مبارك »


عزيزي عثمان حامد،
يا صاحبنا يا بتاع زمان،
سلام،

لم تفت علي حساسيتك النقدية التقاط ما قد ينطوي في ثنايا المراسيم الرسمية من دلالات ايدولوجية. وهي ملاحظة ثاقبة وهامة، ونحن بصدد المراجعة النقدية لكافة الاشكال الحياتية التي ما زلنا نحاول، من خلالها، ان نعيش وجودنا في "بلاد السودان".

حان الوقت، في اعتقادي، للشروع في قراءات جديدة وجريئة، قراءات لصيقة وتفكيكية لثقافة الضيافة، وتجلياتها عندنا، علي كافة اصعدة الممارسات السياسية والثقافية: كيف نقارب، مثلا، ثقافة الضيافة السودانية، لدي الحكم والمعارضة، كممارسات سايكوثقافية مطقسنة ومتروتنة، كممارسات مشفرة تبدو لاول وهلة "بروتوكولية" شكلية فارغة المعني، غير انها، في الحقيقة، محملة بالدلالات. في دوالها الشعائرية "الفارغة" بالذات يقطن المعني، متسترا في رتابة و"عادية" الطقسي واليومي والمتداول.

حدثني احد الاصدقاء انه شاهد مؤخرا في تلفزيون السودان مراسيم اعلان تشكيلة حكومة "الوحدة الوطنية"، ولاحظ انفجار بعض الحاضرين بالزغاريد والتهاليل، حين اذيع ان وزارة الطاقة لن تذهب الي سلفاكير. لن تذهب الي جنوبي! الطيب مصصفي لم يعد في حوجة لشيل وجة القباحة كانفصالي وعنصري.

مع الود
الفاتح مبارك
صورة العضو الرمزية
نجاة محمد علي
مشاركات: 2809
اشترك في: الأربعاء مايو 04, 2005 1:38 am
مكان: باريس

مشاركة بواسطة نجاة محمد علي »



عزيزي عثمان
كيف حالك

وممكن نقول
"في ثقافة الضيافة"،
أو "جدادة الحلة الطردت جدادة البيت".

نجاة

صورة العضو الرمزية
عثمان حامد
مشاركات: 312
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 7:04 pm

مشاركة بواسطة عثمان حامد »

عزيزي الفاتح
سلامي وكل الود والأشواق، وشكراً لإضاءآتك النيّرة والمبدعة، وقد التقطت فكرتي بحسك وحدسك المختلفين.... إنها الآيدلوجيا ياصديقي، تلك التي تتخلل مجمل علاقات حياتنا وخطاباتنا، والزغاريد التي أشرت انت اليها في سياق حديثك- وقد أضحكتني مفارقتها تلك- واحدة من تجلياتها المتعددة. فإذن (لمن نشكي البنية؟) على حد تعبير رولان بارت، وهي المقولة المفضلة لصديقنا عبد اللطيف الفكي، في سياقات أخرى. إنها فعلاً ازمة بنية ثقافية وإجتماعية معقدة. ولكننا لن نكتفى بالوضعية العاجزة والتي قيل قديماً فيها (الشكيّة لي أبيدن قويّة)، بل سنواجه هذه البنية بالنقد الحازم.
سلامي مجدداً
الصديقة نجاة
شكراً لإضافتك الذكيّة، وسبق أن قال صديقنا محمد حسن عثمان (الداف):
"جدل الحلة الطرد جدل البيت"
سلامي لبولا والأسرة.
صورة العضو الرمزية
ÍÓä ãÍãÏ ÓÚíÏ
مشاركات: 465
اشترك في: الاثنين أغسطس 08, 2005 2:58 pm

ما وراء الاحداث

مشاركة بواسطة ÍÓä ãÍãÏ ÓÚíÏ »

الاخ عثمان حامد
في إحتمال انه الزهاوي في اثناء ماعاوز يسلم علي سلفاكير هناك إحتمال كبير انه رجله اتلوت (اتشمطت) عشان كده استعجل للجلوس وبدلا من جلوسه بسرعة سارع بدعوة سلفا كير للجلوس أيضاً.
"كلمت اخوك اسماعيل بالكلام دا وهو اصر على انه انزله وقال لي عثمان دا بتاع مناكفات"
Abdelatif Elfaki
مشاركات: 90
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 9:49 pm

مشاركة بواسطة Abdelatif Elfaki »

عثمان حامد
الحركة التلقائية التي قام بها الوزير الزهاوي تتبع لـ( بنية ) . و هي [ البنية ] التي أخذت شكل < الفجوة > منذ الصراع الخفي غير الحاد بين الجمعية السودانية و مؤتمر الخرجين . أقول غير الحاد لأن الجمعية السودانية كانت تعمل عملها العلمي و المستقبلي في ذلك الوقت بعيداً عن = حماس = ديني و عروبي لمؤتمر الخريجين ( صيغة التنكير هنا في قولي حماس ديني عروبي ـ هي صيغة مقصودة عندي ) . هذه التفاصيل سأقدمها هنا في دراسة منفصلة في بوست منفصل . و كن معي حتى نشرها وقتغدٍ .

أما العبارة [ لـِ مَـن نشكو البنية ؟ ] أو على قول النعام آدم [ أشكيك يا دهر لمين ] والدهر هنا هو هذه [ البنية ] ، فهي العبارة التي تجعل الزهاوي نفسه أن يقول لك يازول إنتَ كلامك كلو تفسير من عندك أنا ما قاصد أي حاجة جاي و لاَّ جاي . و الرجل لا يعرف نفسه : أنه لسان حال بنية بدأت ملامحها و لونها و شكلها تمشي بيننا منذ ذلك التاريخ . إنها بنية الفجوة التي نتآلف معها و ننطق و نتصرف بلسان حالها و نكون أكثر حـَمِيَّة إذا تمت الإشارة إليها فنندفع في حماس مدافعين عنها .
و قد يصل هذا الحماس و تلك الحمية إلى الزبد في القول و نفخ الأوداج اللذين يؤديان نحو التكفير !!.
نعم ، التكفير ـ يا عزيزي عثمان ـ و هي الصيغة الدينية المصادرة التي تعني في صيغتنا الدنيوية التخويف . لماذا ؟ . هذه قصة أخرى.. أتركك في رعاية من أقسم بالصبح و الفجر و التين و الزيتون و البلد ـ فهل هذا القسم الالهي نعرفه ؟ ..
لمن نشكو البنية ؟ و لمن نشكو انعدام معرفتنا بقسم الله ؟ .
ÃÈæ ÈßÑ ÚÈÏ Çááå ÂÏã
مشاركات: 50
اشترك في: الأربعاء سبتمبر 28, 2005 12:22 am

مشاركة بواسطة ÃÈæ ÈßÑ ÚÈÏ Çááå ÂÏã »

الاخ عثمان
سلامات
عجبتني قراءاتك الذكية للسلوك السياسي السوداني عبر التقاطك للدلات المنطوية علي اشارة الجلوس. لم اكن في موضع معاينة ظاهرة البروتوكول ولكن حتي لو شاهدت الحدث اعتقد باني ساجد ذاتي كالكثيريين عاجزا عن التقاط الدلالات السياسية لايماءة الجلوس بما لها من دلالات استعلاء- سياسي وسلطوي علي الاقل. ان طريقة ترتيب مسرح تقاسم المغانم السياسية بعد الاتفاق و بروتوكولاته كان وما زال يغلقني لاسباب عديدة اهمها غياب توافق او عقد اجتماعي لاهل السودان جامع نسبيا حول صياغة شرعية سياسية لسودان جديد. وقد عبرت عن هذا القلق في منبر اخر في سياق ملاحاظاتي حول الدستور-دستو ستانلي بيكر الجديد. مهما كانت تقديراتنا الذاتية او قراءاتنا السياسية لطبيعة التحولات السياسية لحقبة ما بعد الاتفاق وعلاقاتها بمسالة تقويض سلطة الاسلامويين او تكريسها يبقي السلام مكسب يحتاج للتجذير بتجذير مفاهيم الديمقراطية وسيادة دولة القانون والمواطنة. ومن هنا تتبدي لي عمق قراءتك لدلالات ايماءة الجلوس النقدية لا لكونها تكشف جهل السلطة بالبروتكولات المتعارف عليها في سياقات الممارسة السياسية "الراشدة" ولكن ايضا لكونها تصب في مجري المراقبة اللازمة لكيفية ممارسة السلطة السياسية من طرق قوي تعميق الديمقراطية المتخندقة في المعارضة داخل النسق السياسي لسودان ما بعد الاتفاق الذي اجد صعوبة في القبول بشرعيته وبالتالي غير معني بميكنزمات ممارسة السلطة فيه. بعبارة اخري اعتقد ان فضح مفاصل الشتارة السياسية كخطوة ضرورية لبناء سلوك سياسي ديمقراطي لسودان حكومة الوحدة الوطنية –كما تفعل اخي عثمان- ربما يكون االاجابة العملية الاكثر قبولا لدحض قناعات المتشككين مثلي في نجاعة اصلاح النظام بالتصالح. ما اعني قوله ان معارضة قوية للنظام تقوم علي معاينة لصيقة لشتاراتة وتقويمها انيا وتحريض اركان الجزء الديمقراطي فيه للقيام بمسولياته بمنع اي تغول علي سلطاتهم باعتباره الحل الاكثر منطقية للمعارضيين للنظام من داخل نسق شرعيته القائمة. نجاح المعارضة في القيام بدورها بالنقد والمراقبة ربما يساهم في تاسيس مجال سياسي بديل يلتقي فيه المتشككين ..المعارضين و المصالحين ومن ثم يمكننا جيعا العمل معا علي مقاربة اواليات التنافس السياسي والشرعنة في سودان غير سودان يامر فيه المرؤوس بجلوس نائب رئيسه الاعلي منه في تراتبية المهنة علي الاقل .
عزيزي عثمان لا تحرمنا من متعة المشاركة لما تري في مسرح السياسة السودانية ورؤاك الذكية لطبيعة ما تري وتروي قراءة
صورة العضو الرمزية
عثمان حامد
مشاركات: 312
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 7:04 pm

مشاركة بواسطة عثمان حامد »

الأخ حسن محمد سعيد،
شكراً لمشاركتك، وقد قلت:

في إحتمال انه الزهاوي في اثناء ماعاوز يسلم علي سلفاكير هناك إحتمال كبير انه رجله اتلوت (اتشمطت)

هذا وارد طبعاً، ولكن في الواقع أن هؤلاء القوم(مشموط) خطابهم قبلاً، بذلك تراهم يتصرفون بهذه الكيفية، وتلك الشتارة، التي اشار اليها الأخ ابوبكر عبد الله حينما قال:
بعبارة اخري اعتقد ان فضح مفاصل الشتارة السياسية كخطوة ضرورية لبناء سلوك سياسي ديمقراطي لسودان حكومة الوحدة الوطنية –كما تفعل اخي عثمان- ربما يكون االاجابة العملية الاكثر قبولا لدحض قناعات المتشككين مثلي في نجاعة اصلاح النظام بالتصالح

شكراً الاخ ابوبكر عبد الله، لمجمل ملاحظاتك الثرة.
صديقي العزيز لطيف......
شكراً لمرورك، وسعيد بوجودك في خيط( الشكيّة) هذا، و كما هو واضح فهو خيط لفضح ماسكت عنه في بنية الخطاب اليومي، وما اوردته انا، ماهو إلا مثال قد يبدو عابراً، وربما قال عنه الزهاوي، كما تفضلت انت في سياق حديثك:
إنتَ كلامك كلو تفسير من عندك أنا ما قاصد أي حاجة جاي و لاَّ جاي

ولكنه في الواقع مثال لسلوك مشحون بالدلالات، التي تشير الي تعقيدات تلك البنية، ومكرها، بل هنالك أطياف من الأمثلة التي نستطيع، ويستطيع غيري، أن يولد منها تفاسير ودلالات في غاية الطرافة والعمق.
سلامي لعلاوي ومريم.
ãÍãÏ Úáí ãæÓì
مشاركات: 71
اشترك في: الثلاثاء مايو 10, 2005 12:21 pm

مشاركة بواسطة ãÍãÏ Úáí ãæÓì »

الأستاذ عثمان حامد
تحية ووقفة إنتباه... لك..
وكل يوم وانت طيب ورمضان كريم..
لا يلاحظ ملاحظتك فى مسألة الزيارة دى وإنقلاب الأدوار بين المضيف والضيف،إلا إنسان كريم يعرف قدر ضيفه وواجبات الضيافة و الإكرام .ومن هنا وبهذا الأستعداد النفسى رفضت مستقبلاتك الإشارة بالجلوس من الجهة الخطأ "الوزير"..
الأخطر هو أن تكون هذه الإشارة التى فضحت كيف تعمل بواطنهم عكس ظواهرهم والعكس بالعكس ، هى من قبيل "لحن القول" فى أية كريمة تعطى بعض أوصاف المنافقين!!

أخير أقيف..الدنيا رمضان..
[/u]
صورة العضو الرمزية
عثمان حامد
مشاركات: 312
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 7:04 pm

مشاركة بواسطة عثمان حامد »

الأخ محمد علي موسى
سلامي،،، وقد أسعدتني اضافتك،،،، برغم من ان رمضان قد منعك من الاستمرار، ولكن فكرتك وصلت، وإن لم تقلها.
وبذلك ندعوك ان تكمل فكرتك بعد رمضان، ولو أمكن يوم العيد مباشرة، عشان نشوف آخر الناس ديل شنو!
سلام
أضف رد جديد