حمى الرواية

Forum Démocratique
- Democratic Forum
صورة العضو الرمزية
åÇÔã ãíÑÛäí
مشاركات: 55
اشترك في: الاثنين مايو 14, 2007 8:32 am

عن بركة ساكن ..وأحزان أخرى ؟!

مشاركة بواسطة åÇÔã ãíÑÛäí »

مفتتح :
آه ، نحن الذي أردنا أن نمهد الطريق للمحبة
لم نستطع أن يحب بعضنا بعضا
أما أنتم
فعندما يأتي اليوم
الذي يصبح فيه الإنسان صديقا للإنسان
فاذكرونا وسامحونا "
برتولدبريخت


حينما فتحت ملف الرواية في السودان بدراسة ( حمى الرواية) كنت آمل صادقا ـ كما علمتني حرقة الكتابة ـ أن نتحاور بشفافية كاملة حول تجليات وإشكالات الخطاب الروائي السوداني ... سعيا للاقتراب من مدينة حلمنا الأزلية : كتابة نصوص مستحيلة ... مستلهمين في ذلك مقولة بارت : الحداثة هي البحث عن أدب مستحيل .. وانطلقت في ذلك من تفحص آليات اشتغال اللغة في الخطاب السردي .. لأن اللغة هي ألف باء هذا الخطاب .. وبقدر ما سعدت من ردود المهتمين من النقاد والمتابعين كانت فجيعتي بالغة في رد الروائي عبد العزيز بركة ساكن ليس فقط للغة (الغريبة ) التي كتب بها هذا الرد ، بل لتلك الإشكالية (الأغرب) التي تدلل على أن طريق التبادل الحضاري للآراء لا زال بعيدا، مما يدلل أيضا على أن الطريق للديمقراطية الحقيقية لا زال حلما : فقد كشف رد بركة ، ضمن ما كشف لي ، عن تلك الإشكالية التي تبدو لي كأنها بلا حل : دمج الذات بالرأي في عقدة محكمة ليس هناك من سبيل لفكها ، واعتبار مناقشة رأي الآخر فيَ هجوما على الذات ، وكما ذكر طارق حجي مرة فإن الكثيرين منا يعتبرون آراءهم جزءا منهم ومن كيانهم ، وبالتالي فإنها جزء من كرامتهم وكبريائهم ، ولايستطيع الواحد أن يفصل بين ذاته وبين موضوعاته وآرائه ، وبدلا من " أن يضع آراءه على مائدة الحوار مع آراء أخرى يضعها على المائدة غيره لتتفاعل هذه الآراء وتتلاقح بمعزل عن اتصالها بكينونة أصحابها في عملية يستقل فيها الإنسان عن الآراء المطروحة " بدلا من ذلك فإنه يدمج آراءه بذاته في عقدة محكمة مما يجعلنا مباشرة أمام واحدة من أهم عوائق التقدم : الافتقار إلى الهواء الطلق الذي ينمو فيه الحوار ويتبلور وتتفاعل فيه الآراء إلى مقامات أعلى من مقامات التطور الفكري والثقافي .

ولذا فإن حميتك في الدفاع عن رواياتك عزيزي بركة ... تبدو لي وكأنها دفاع عن الذات ، رغم أن الأمر يجب ألا يكون كذلك ، فماطرحته أنا هو رأيي النقدي الشخصي دون وصاية أو أبوية .. ومن حقك طرح الرأي المخالف له، لكن دون افتعال شجارات لا معنى لها سوى استنزاف طاقتنا في مسارب جانبية ...
وكنتُ (بضم التاء ) قد كتبت من قبل ( في عمى البصيرة ) أنه يبدو لي أن واحدة من أعقد إشكاليات حياتنا الثقافية أنه بدلا من أن يعكف الكتاب على قعدة الكتابة الحارة ، ورهقها النبيل ، ومكابداتها التي لاتكاد تنتهي في رحلاتها القصية مع اللغة والذات والعالم ، ،متحلين بكل ذلك الإرث العظيم الذي خلفه لنا تاريخ الكتابة من نزاهة ضمير ، وصرامة ذاتية، وتملي هذا العالم بكل كثافته التي لاتحتمل ، متسلحين بتلك البصيرة التي تخترق حجب اليومي والعابر نافذة إلى ما وراءه ، الكتابة الحقيقية التي يصفها البعض بأنها أكثر الأعمال مشقة إذا استثنينا العمل في المناجم ، بدلا من كل ذلك يختار البعض الطريق الأسهل : درب الثرثرة ، وتسويد براءة البياض ، ناقلين تراث القعدات والقطيعة إلى قلب الكتابة ، ذلك الطريق الذي لا يكلف شيئا خمس دقائق مع لوحة المفاتيح .

وقد لاحظت منذ سنوات أن المثقف السوداني ، وغير السوداني عموما ، يتم شغله بانتظام وبكافة السبل ـ عن أداء دوره الحقيقي ، ربما مثل ردك الغريب ذاك سبيلا واحدا منها .

وبدلا من أن يتفرغ الناقد على سبيل المثال لإنجاز مشاريعه النقدية ، فإنه يظل مشغولا باستمرار بطرد الهوام التي تحط على أوراقه ، وهكذا بدلا من أن نحرث حقلنا الثقافي تمهيدا لخضرة قادمة طال انتظارنا لها ، ننشغل كثيرا بتنقية هذا الحقل من الأوشاب الضارة .

بمعنى ثالث فإنه بدلا من مساهمة المثقف الفاعلة في البناء الاجتماعي والثقافي ، فإنه يتم تصريف طاقاته واستنزافها في مسارب جانبية ، أي إخراجه من مركز الفاعلية إلى دائرة التهميش عبر آليات عديدة ، ربما يمثل إشغاله بالمعارك الجانبية أكثر تمظهراتها بروزا ، ويبدو أن هذا تقليد قديم، فقراءة عابرة في تاريخ الثقافة العربية مثلا تبين بجلاء الثمن الذي دفعه ويدفعه كتاب أمثال : أبي حيان التوحيدي ، والمتنبي ، وأبي العلاء .... إلى معاوية نور ، نجيب سرور ، نصر أبوزيد ، محمود محمد طه ، أحلام مستغانمي ، جمال حمدان ، حيدر إبراهيم ، ليكملوا مشاريعهم الثقافية ، والعداء الغريب الذي جابهوه ، ومن سوء الفهم المزري ، من آليات الاختلاق FABRICATION والتحريف والتشويه والإقصاء ، من الحسد الضاري ،.. ومما لاينقال.
أقول كل هذا بألم وربما عدت إليه مفصلا فيما بعد .

لنأخذ بعضا مما ذكره بركة ، يقول بركة : و كنت أظنك خلال هذه الفترة قد تطورت أفكارك و انتبهت لوظيفة الناقد وhدواته، و لكن للأسف انت ماذلت(كذا ) ناقدا في مجالي النحو و الصرف فقط"

من الذي قال أيها الروائي الهمام أن الحديث عن آليات اشتغال اللغة في الخطاب الأدبي هوحديث عن النحو والصرف .. وإذا كان بركة جادا في ذلك فمعنى هذا أن الروائي العظيم لم يقرأ المقال قط ، فقد قلتُ في الدراسة إن الإشكالات التي التي يواجهها النقد الحديث مع مثل هذه الأخطاء في النص الأدبي أنه يتعامل مع النص باعتباره بنية لغوية مكتملة ، ومن ثم فإن أي إشارة لغوية واردة في النص يتم تناولها بجدية متناهية ، أي أن أي إشارة لغوية واردة في النص يجب أن تحتضن حمولتها المعرفية والانفعالية ، وأدنى تغيير في هذه الإشارات (صرفيا أو نحويا أو نسقيا) يوهم الناقد بتغيير طبيعة الدلالات التي تحملها، وما يمكن أن تقدمه في سياق الرؤيا الكلية للنص .. ولكن الناقد ما يلبث أن يكتشف أن هذه التغييرات النحوية ـ سنسميها الأخطاء الآن ـ هي تغييرات خاوية من الدلالة .

بداهة فإن مثل هذه الأخطاء الساذجة لاعلاقة لها بما اصطلح على تسميته بتفجير اللغة عن طريق علاقات التضاد والتناقض والتجاور والانحراف الأسلوبي واللغوي ، وخلخلة سكونها ، وانزياحها عن مستوياتها الصارمة ، لسبب بديهي فتفجير اللغة له علاقة وثيقة بالدلالات الجديدة التي يمكن أن يخلقها هذا الانزياح ، أي أن كل انزياح لغوي يتضمن بالضرورة توسيعا لأفق الرؤيا التي يمكن أن تحتجزها اللغة، فما الدلالات التي يمكن أن تكشف عنها مثل هذه الأخطاء على مستوى النص عند الصويم أو بركة أو أبكر آدم إسماعيل أومحمد هرون أو بثينة خضر ؟

ومعنى هذا الكلام بتبسيط مفزع أنني لم أقل بإغلاق باب الخروج عن النحو ... بل طالبت فقط أن يكون لهذا الخروج دلالاته ...(مع ملاحظة أن هذا الخروج يتوفر في لغة غنية موارة مغامرة بالشطح ، وبركة يكتب ،كما أرى ، بلغة مدرسية ، وبناء الجملة عنده في غاية البساطة حيث لامجال تقريبا لأي مغامرات انزياح أسلوبي )

وما يدلل بحزن على أن بركة لم يقرأ الدراسة أنه ذكر أن ماركيز يخطئ في اللغة ، كما قال في مذكراته ، فيجب ألا أنخدع به ..ياعزيزي بركة ..ماركيز يخطئ في مسوداته النحو ... ولكنه كأي كاتب يحترم نفسهاستنفد سبع صياغات من رواية مثل(الجنرال متاهته ) للتخلص من أخطائه اللغوية وغير اللغوية ، ولم ينشر أعماله بأخطائها ، ثم هرع إلى (منبر الحوار) ليبررها . ،
نأتي بعد ذلك إلى سؤالك الغريب : كيف تستطيع بمنهجكم هذا الحكم علي الآداب التي تكتب باللغة الإنجليزية أو الفرنسية وغيرها؟ ولم يتخصص سيادتكم في صرف و نحو هذه اللغات بعد؟
ياعزيزي بركة الحديث عن اللغة وآليات اشتغالها في الخطاب الأدبي يدين للخطاب النقدي الغربي بالكثير ، وما تم كتابته بالإنجليزية والفرنسية يفني العمر دون أن يكمل قراءة عناوينه ، دعك من متونه ( أشار برنارد شبلنر في كتابه (علم اللغة والدراسات الأدبية ) أنه يوجد أكثر من خمسة آلاف كتاب عن الأسلوبية باللغات الغربية) ..
ثم ياعزيزي بركة هل يمكن أن تمر في رواية بالإنجليزية على جمل مثل هذه :
HE DID NOT LOVING ME
أو
HE IS READ TH BOAK
أو
SHE GOESE YESTERDAY IN THE CINEMA
مثل هذه الجمل إذا وردت على لسان شخص فإنها تدرس باعتبارها دلالة محزنة على خطأ ما في العمليات العقليةMENTAL PROCESSES .

طيب مارأيكم ـ دام فضلكم ـ في أنني أستطيع أن أستخرج العشرات من أمثال هذه الجمل بالعربية في رواية مثل (الطواحين )، وسأورد لك جدولا بها في المرة القادمة إن شئت ، وثق أنه إذا قدر لرواية (الطواحين ) أو (رماد الماء ) أن تترجم فإنها ستترجم بطريقة الجمل الإنجليزية السابقة . ما أمله .. ما أحلم به أن ندير الحوار بعقلانية .. آمل يابركة أن تعيد قراءة الدراسة بهدوء حينما يمكن للحوار بيننا أن يمضي أبعد وأعمق .. ولك تحياتي ؟!
ونواصل في مرة قادمة
صورة العضو الرمزية
ãÍãÏ ÍÓÈæ
مشاركات: 403
اشترك في: الخميس يونيو 01, 2006 4:29 pm

نعم للنقد بيدٍ من حديد.

مشاركة بواسطة ãÍãÏ ÍÓÈæ »


الدكتور هاشم ميرغني
تحيّة و ود

أدعم هذا الاتجاه في التعاطي الناقد للأدب السائب الذي بذريعة المعاناة و الضنك الإسلاموي و أحيانا ملاحقة عناصر الأمن (؟!) يودّ لو يُخلى بينه و بين كل قائم فينقضه حاشا توهّماته، و بالنسبة لي فإنّ الملاحظة الأهم و الاتفاق الأوثق مع ما كتبته د. هاشم هو أنّ الحركة النقديّة بالبلاد إمّا كسيحة أو مسوقة بالولاءات غير النقديّة. ما عبّد الطريق للمواهب الشائبة، فانطلقت ضروب و تلاوين الأدب و الشعر الكث و المُرسل دون ملاحقة أو رقيب، بل و بكثير من الدعم و الشفقة. و ما دمنا نرى الساحة خالية من النقد الأدبي المتخصِّص فلا تثريب علينا إن تولّينا فيها ذاك العبء، و قمنا منها بتلك الشرافة، شرافة تقويم و تقريع ما يُراد له أن يسِمنا جميعا بالذهول و قلّة الحيلة و الهواميّة، ليس من باب حظر النشر أو حجب حق هؤلاء الذين نكبوا الرواية و الشِعر و الصنعة نكبة تُزيل الوحشة عن عصر المماليك، بل من باب نفي ما لا يمثّلنا كمجموع يُعتقدُ زورا أنّ هؤلاء هم ممثِّليه و من يُجيد التعبير عنه و ما ذلك إلّا لغشامة القارئ الذي لم يكلِّف نفسه عناء النظر فيما يسّر لهم أسباب النشر السايبريّ و التعاطف الأممي، و ذا كتاب له أجله إن شاء الكريم.

ملاحظتي على مقالك يا د. هاشم هي أوّلا إغراقه فعلا في ماهو لُغوي، بالدرجة التي تحجب شمول المشهد النقدي في طرحك، فأنت –و إن لم تشأ ذلك- قد جعلت من مقولة عبد العزيز بركة ساكن عن كونك ناقدا في مجالي النحو و الصرف فقط، مستندة إلى أساس من المعقوليّة، فبعد إشارتك إلى ما اسميته "إشكاليات" الرواية السودانيّة ذكرت ثمانية منها لم تترك للرواية السودانية ما تدّعيه، إلّا أنك كنت كمن يخب الخطى من 1 إلى 7 ثم توقّف عند الإشكاليّة (هل الاشتقاق صحيح؟) الثامنة دهره، و هي السلامة اللُغوية، و صدقني أنا مؤمّن على كفايتها سببا لنسف و تمسيخ كل طلاوة أدبيّة يحملها النَّص، إنّما دعوتك لتوازن في عرض ما هو "إشكالي" بحيث لا يظُن المصابون بهذيان الرواية –و الشِعْر بكثاثة أشد بالمناسبة- أنّ نجاتهم مضمونة عبر برامج التصحيح اللُغوي في حاسباتهم أو بمساعدة الأصدقاء، فهذا اختصار مُخِلٌ لمحنة عظيمة. بل أحسب أنّنا إزاء ما يفيض به صحن هؤلاء نستطيع أن نصفح عن كل هنّاتهم في اللُّغة و رسمها مقابل جزيل تخبّطهم فيما عداها.

و لكي تستدير طاولة النقد، اسألك يا دكتور هاشم، استنادا إلى فقرتك


الخطاب النقدي الروائي في السودان إذا استثنينا بعض نماذجه الناصعة لعب دورا متواطئا مع الرواية في بعض الأحيان عن طريق علاقات المجايلة ، أو الرفقة السيكولوجية أو الأيديولوجية ، أوغيرها



اسألك إلى أي حد تعتقد أنّ هذا التقرير يُعبِّر عن حالتك كناقد؟ فأنا اراك لم تسلم من علاقات المجايلة أو الرفقة السيكولوجيّة أو الآيديولوجيّة في عطاءك؟ طبعاً لي في سؤالي اتهام، من خلال قراءتي من مدحتهم أو من أعرضت عن ذكرهم، و هل قلتُ محسن خالد؟
صورة العضو الرمزية
åÇÔã ãíÑÛäí
مشاركات: 55
اشترك في: الاثنين مايو 14, 2007 8:32 am

مشاركة بواسطة åÇÔã ãíÑÛäí »

العزيز محمد حسبو

التحايا الطيبات على مداخلتك المكثفة العميقة التي لا أختلف معها كثيرا ..وإن كنت هنا أود الإجابة عن تساؤلك المشروع : أسألك إلى أي حد تعتقد أنّ هذا التقرير يُعبِّر عن حالتك كناقد؟ فأنا اراك لم تسلم من علاقات المجايلة أو الرفقة السيكولوجيّة أو الآيديولوجيّة في عطائك؟ طبعاً لي في سؤالي اتهام، من خلال قراءتي من مدحتهم أو من أعرضت عن ذكرهم، و هل قلتُ محسن خالد؟

وأود أن أسألك بدوري : عن أي رفقة سيكولوجية أو أيدلوجية كتبت أنا ما كتبته .. في كل ما كنت أكتب كنت أكتب عن النصوص أولا وبعد ذلك بزمن طويل قد أتعرف على أصحابها أو لا أتعرف .. وهكذا قرأت نصوص : فتحي بحيري ، أحمد الملك ، محمد الحسن البكري ، وكتبت عنها .. بعدها بزمن تعرفت على أصحاب هذه النصوص وصاروا أصدقاء أعزاء وما زالوا ... فما الضير في ذلك ؟؟...

وفي كل ما كتبت كنت أجهد أن أتحلى بضمير قاض حنبلي المزاج (بالمعنى النزيه للحنبلية حينما تكون مرادفا ليقظة الضمير ، وصرامته ، وتوقه الأزلي إلى عدل مستحيل التحقق ) ..تلك الحنبلية التي أفقدتني الكثير من الأشخاص الذين يخشون أن يكتشف أحد أن الإمبراطور عار من الثياب ..ويسوءهم كثيرا كيف أن طفلا صغيرا قد اكتشف أن عالما كاملا قد شيد على أسس من التفاهة لا يكاد يلحظها أحد ؟ّ! .. وكيف أن رواياتهم التي تزحم أخبارها الملاحق الثقافية قد قامت على (اللتيق ) تلك المفردة العامية التي لا أرى أفصح منها في التعبير عن إحدى الحالات المستعصية للرواية السودانية على يد بعض من أشرت إليهم ..

الكشف عن هذه الحالات يعتبر خطرا بالمعنى الحرفي للكلمة .. إذ بمجرد أن يقول الناقد كلمته بتجرد تقوم عليه القيامة ، وتكتسب مقولة دريدا معنى حرفيا :" عندما أقول ما أقوله فإنني لاأتحاشى موتي ، وإنما أؤسسه " .. الخطر الذي يتفاقم في ساحة أدبية قائمة أساسا على علاقات المجاملة .. والشللية ، وشيلني وأشيلك (المثل الشعبي الذي يعبر أفضل تعبير عن ميكانزم التحالفات المرحلية )..

سؤالك عن محسن خالد لم أفهم دلالته .. فأنا لا أعد بيبلوغرافيا عن الرواية السودانية ، إنما أكتب مقاربة نقدية ، ولهذا كان من الطبيعي أن تذكر أسماء ، وتغيب أخرى ، .. ولكن إذا كان لا بد من الإشارة لمحسن خالد في إشارة مخلة ، فأقول لك : قرأت عملين لمحسن خالد (الحياة السرية للأشياء) و (كلب السجان ) ولم يعجباني ، ولكن كأي قارئ يحترم نفسه ،قلت : فلأصبر عليه قليلا ، وأعيد القراءة فربما أفلتت مني أشياء في قراءتي الأولى له ... ربما يكتب من منطقة مغايرة لم أتلمس تضاريسها بعد .. ربما .. وها أنذا أحاول قراءته مرة أخرى ..

التحايا لك ، وللآخرين ، ولك الود عاليا ...
صورة العضو الرمزية
الوليد يوسف
مشاركات: 1854
اشترك في: الأربعاء مايو 11, 2005 12:25 am
مكان: برلين المانيا

مشاركة بواسطة الوليد يوسف »

ساظل مثابراً علي بعث المواضيع الجيدة من مراقدها، كلما جد جديد يتناسب وفحواها.

وليد يوسف
السايقه واصله
صورة العضو الرمزية
الوليد يوسف
مشاركات: 1854
اشترك في: الأربعاء مايو 11, 2005 12:25 am
مكان: برلين المانيا

مشاركة بواسطة الوليد يوسف »

المشهد الروائي :
• افتقار العديد من الروايات إلى نعمة التكثيف والاقتصاد اللغوي ، والإغراق في التفصيل والترهل السردي القادم عبر تراث ضخم من المشافهة لم نحسن استثماره في الكتابة ( مجمل أعمال أبكر آدم إسماعيل : الضفة الأخرى ، المدن المستحيلة ) .
• تأثر بعض الأعمال برواسب التيار الرومانسي الغارب بكل ميراثه الروائي في تضخيم ذات الراوي وتزييف العالم عبر تل من التنهدات ( قطرات قاسية لغادة ).

• تأتي العديد من الأعمال اجترارا لقراءات أكثر من كونها نتاجا لذات مبدعة وحساسة ، أي أن هذه الأعمال نتاج تأثر ظاهري غير متجذر بأعمال هبت علينا رياحها من هناك ، وتكفلت رغبة التقليد عبر لغة ـ لم تخل من نعمة الركاكة ـ بتسويد براءة البياض ، ترى هل يمكن توصيف حالهم هكذا : لقد قبضوا قبضة من أثر قراءاتهم المرتبكة في الرواية العالمية فأخرجوا للناس " عجلا جسدا له خوار " .. إذا استعرنا توصيفا للبروفسير عبدالله الطيب في سياق حديثه عن أخذ الشريف الرضي من أبي الطيب المتنبئ (انظر التماسة عزاء : 188 )

• الضعف الواضح في تمثل تقنيات السرد الروائي ، وعدم تشرب منجزاته التطبيقية والنظرية على الصعيدين المحلي والعالمي ، على المستوى النظري فيبدو وكأن الروائي يسبح بعيدا عن الإرث النقدي الضخم الذي شاده نقاد أمثال : تودوروف وكريستيفا ولوكاتش ولوسيان غولدمان وسعيد يقطين وصبري حافظ وعبد الملك مرتاض ورجاء نعمة ويمنى العيد وسيزا قاسم وعبد المحسن بدر،وعبدالله إبراهيم ومحمد عزام والسريحي ....إلخ إلخ ، ولذا تبدو الروايات السودانية وكأنها تبدأ من درجة الصفر محرومة من ثمار هذا الحقل السردي بكل عطاياه البهيجة .

• تهافت الدلالة الكلية لبعض الأعمال وغياب الرؤيا الكاملة التي يمكن أن تمنح العمل عالمه الكامل الموازي لعالم الواقع في غناه واتساعه .
• ضعف المغامرة التجريبية التي تنحو صوب التجريبي ، والمغاير ، والمختلف ، والاكتفاء بالنسج على نول الجاهز والمتداول .
• ضعف القدرة على استبطان الواقع ، وتعقيداته ، وكشف جبل الجليد العائم تحته ، واقتناص الجوهري ، والسرمدي ، والباطني ، والمستتر الثاوي عميقا هناك كلؤلؤة ، والاكتفاء بمضامين الواقع القريبة والمتداولة ، بمجاز عابر : لقد نقلوا لنا حجارة المنجم ، وترابه ، ونحاسه بدلا من النزول عميقا إلى هناك : عروق الذهب .
السايقه واصله
محمد جمال الدين
مشاركات: 1839
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:52 pm

مشاركة بواسطة محمد جمال الدين »

د. هاشم ميرغني

سلام عليك ... ومرحبآ بك

أحسب أن مساهمتك النقدية هذي ستبقى مثيرة لجدل ساخن ربما جاءت نتائجه مفيدة لنا جميعآ ما تحرينا الدقة والصبر والأمانة.
أقول ذلك وفي خلدي بعض الملاحظات وقل المآخذ على ورقتك المعنية، أجملها في النقاط التالية (وسأعود إلى مناقشتها لاحقآ).

1- أنت موصوف ومعروف بكونك ناقد محترف غيرأن تصنيفك للأعمال الأدبية محل النظر من حيث الجودة من عدمها أنطوى في حسباني على قدر وافر من العجلة ودون أن تأتي بحيثيات كافية تبرر الأحكام الكبيرة التي أطلقتها في عنان السماء. الشيء الوحيد الذي فعلته أن ضربت أمثلة توضيحية لأخطاء إملائية لعمل روائي واحد وكثير من الأحيان ما قدحت أو مدحت دون أن تقول لنا : كيف ولماذا؟. وما هي منهجيتك ومدرستك النقدية؟. صفتك كناقد تجعلك في خاطر المتلقي في مقام القاضي في محكمة الأدب وعليه تكون أحكامك خطرة جدآ كونها تتلبس لباس الإحترافية النقدية لا الذائقة الفردانية. مع أنني أحسبك قد كتبت ما كتب كقاريء عجل لا غير ذلك. لأن تصنيفك للروائيين في رفين رديء وجيد بضربة لازب أمر لا يمكن أن يصدر من قاري عادي يقرأ بروية ناهيك عن ناقد محترف. و لا ننسى أنك تقول عند أفتتاحية ورقتك: ((أفتح ملف السرد السوداني واسعا.. منطلقا من سؤال مركزي : هل يمكن لنصوصنا السردية في مجملها أن تحتل باطمئنان مكانا في رفوف المكتبة العربية والعالمية ؟ .. أبدأ هنا بفتح ملف الرواية بهذه المقاربة النقدية بعنوان (حمى الرواية : مقاربة للمشهد الروائي السوداني )).


2- النقد مرحلة تالية للإنتاج وبالتالي فأنا لا أرى غضاضة في أن يكتب أيا منا رواية مهما كانت سيئآتها في وجهة نظر بعضنا. فاليكتب من يكتب وهناك ثلاثة قضاة 1- القاري 2- أنت "الناقد" 3- التاريخ (كثير ما ذم النقاد كتابآ أو كاتبآ فهجره القراء فكذبهما التاريخ جميعآ) . وعلى كل حال لن يضير الناس شيئآ إن كتب السودانيون مليون رواية في عام واحد وحدث أن الجيد منها أن كان سبعة فقط. هل هناك مشكلة حقيقية؟. لا أظن. بل أتوقع في تلك اللحظة وحدها أن يزدهر سوق النقد غير الكسول فيعمل النقاد "من أمثالك" مباضعهم وفؤوسهم في غابة النصوص الكثيفة فيخرجون للناس منها بالدرر ويكبون "التفل" في جرادل القمامة.

3- هل أقول لك أن ورقتك هذه تذكرني ببيان عسكري أول أو هي أشبه بمحاكم العدالة الناجزة أيام جعفر نميري!. نعم هي أشبه بتلك الحالة. أنظر كيف وضعت أحكامك تجاه هؤلاء الكتاب:

أ- الصويم و بركة و أبكر آدم إسماعيل ومحمد هرون و بثينة خضر ... القرار: ديل ما كويسين!.

(ب- إبراهيم بشير ، يوسف العطا ، محمد الحسن البكري أحمد حمد الملك ، علي الرفاعي، إبراهيم سلوم ، عبد الفتاح عبد السلام ، أمير تاج السر، حامد بدوي.... القرار: ديل تمام التمام!.

هذا لا يستقيم!. تلك مجرد أحكام غير موضوعية ولا علمية فوق أنها تعسفية ليس إلا.

هذا ما وصلني حين أنتهيت من قرائتك وبروية ما طلبت منا.

كما أدهشني جدآ ردك على محمد حسبو حول "محسن خالد"؟.

كانت إجابتك كالتالي:

(سؤالك عن محسن خالد لم أفهم دلالته .. فأنا لا أعد بيبلوغرافيا عن الرواية السودانية ، إنما أكتب مقاربة نقدية ، ولهذا كان من الطبيعي أن تذكر أسماء ، وتغيب أخرى ، .. ولكن إذا كان لا بد من الإشارة لمحسن خالد في إشارة مخلة ، فأقول لك : قرأت عملين لمحسن خالد (الحياة السرية للأشياء) و (كلب السجان ) ولم يعجباني ، ولكن كأي قارئ يحترم نفسه ،قلت : فلأصبر عليه قليلا ، وأعيد القراءة فربما أفلتت مني أشياء في قراءتي الأولى له ... ربما يكتب من منطقة مغايرة لم أتلمس تضاريسها بعد .. ربما .. وها أنذا أحاول قراءته مرة أخرى).

تقول محسن خالد ما عجبك (إشارة إلى عملين قرأتهم) .. قرار وبس... كيف؟. ما قلت!. لن نقبل منك بسهولة أنك قاري وبس لأننا نناقش هنا ورقة صادرة منك تحت عنوان: المقاربة النقدية بعنوان (حمى الرواية : مقاربة للمشهد الروائي السوداني. ولم تقل هي ذائقة قاري؟. هل أنا مخطيء؟. وعليه كلامك عن محسن خالد هو بدوره قرار يلحق بالقرارات الصادرة من سيادتكم في المحاكم السابقة.

يبدو أن حركة النقد منا تحتاج لحركة نقدية مضادة. وعندي ظن أن الحركة النقدية في بلادنا متخلفة ألف فرسخ عن الإنتاج الفعلي "الإبداعي" كمآ ونوعآ.


هذا لا يعني أن ورقتك من وجهة نظري لا قيمة لها بل هي قيمة جدآ وفيها كثير من النقاط الموحية والمثيرة للتأمل لكنها مشحونة بالأحكام الجزافية كما أسلفت.

مع أسمى معاني الود والإحترام

محمد جمال
محمد جمال الدين
مشاركات: 1839
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:52 pm

مشاركة بواسطة محمد جمال الدين »

ويقول د. هاشم بكل هذه الفداحة:

(هل يمكن توصيف إشكالات ذوات كاتبي الرواية السودانية على هذا النحو إذن : إنها مشكلة ذوات ساذجة ، بسيطة ، تحاول مجابهة هذا العالم الغني ، الموار ، الملتبس ، الغامض ، وهي غير مسلحة سوى بالقليل من الوعي ، الأقل من عتاد اللغة والحدس ، والكثير من عمى البصيرة ، ثم فيض من العاطفة المجانية التي لن تقوى قط على اقتناص شراسة العالم وكثافته ، دعك من اختراقه، وتغيير نواته). أنتهى المقتطف من د. هاشم.

ديل منو بالزبط؟. وكيف وليه؟. دا من ناحية... والشيء الآخر فلسفي جدآ لم تخبرنا كيف يكون العالم "غني وموار وملتبس وغامض وشرس وكثيف"؟... بس قلت أي كلام ومشيت. الكلام دا غير علمي وغير موضوعي. مين القال كدا؟. إذا في واحد أعترض وقال ليك العالم دا بسيط ومسطح وغير معقد. حا تقول ليه شنو؟. وأخيرآ أليس الرواة الذين تحكي عنهم هم جزءآ لا يتجزأ من هذا العالم الذي تخبرنا عنه وفق قناعاتك الذاتية ومسلماتك الشخصية؟.

لا أعتقد أن في زول عندو مانع أن يسلخ الناقد الكاتب كما يشاء في ثنايا تناوله العمل المحدد من ذاك الكاتب وذبحه ذبحآ وتشريحه تشريحآ وذاك هو معنى النقد. لكن أن يعمد الناقد إلى "الشلوت" بدون أي عمل أمام المتلقي ويقول بكل هذه الفداحة أعلاه :(إشكالات ذوات كاتبي الرواية السودانية: 1-ذوات ساذجة 2- بسيطة 3- غير مسلحة سوى بالقليل من الوعي 4- الأقل من عتاد اللغة والحدس 5- الكثير من عمى البصيرة 6- فيض من العاطفة المجانية). دا تعميم مخل. دا كلام غير مبرر ولا مفهوم!. مجرد نبذ مجاني ... للأسف يا دكتور لا أرى غير ذلك. وأنا في الحقيقة لم أقرا لك من قبل لكن هذه الورقة التي أتحفتنا بها "صعبة" جدآ!.

والله يا دكتور قدر ما فكرت أديك حق الضيافة "كونك جديد في المنبر دا" فاصمت عما عن لي لكن غلبني وأنا أثق في أنك بروحك الناقدة ستعذرني!.

تحياتي

محمد جمال
صورة العضو الرمزية
تاج السر الملك
مشاركات: 823
اشترك في: السبت أغسطس 12, 2006 10:12 pm
مكان: Alexandria , VA, USA
اتصال:

مشاركة بواسطة تاج السر الملك »

(• تأتي العديد من الأعمال اجترارا لقراءات أكثر من كونها نتاجا لذات مبدعة وحساسة)

ختفتها من خشمي
سأعود بتمثيل لنقطة الاتفاق تحديداً في وقت قادم
بالمناسبة سلام ياخ و نرحب، كلنا ما رحبونا، ما تشيل هم
الملك
نسيت أن استثنى عملاً روائياً رائعاً، الجنقو مسامير الأرض لعبد العزيز بركة ساكن، فهو مثال لنتاج الذات المبدعة والحساسة.
حافظ خير
مشاركات: 545
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:23 pm

مشاركة بواسطة حافظ خير »

"كونك جديد في المنبر دا"


يا محمد جمال الدين ، ركِّز معانا :)
المقال ده من مايو ألفين وسبعه...

ح،خ
محمد جمال الدين
مشاركات: 1839
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:52 pm

مشاركة بواسطة محمد جمال الدين »

سلام ح.خ

والله دي ملاحظة جبارة... فاتت علي... وفاتت برضو على "الكاشف أخوي" تاج السر الملك : ).

بس لحسن الحظ المعنى هو ذاته... كما أراده الوليد الوغد "الوليد يوسف" : ).

طيب الزول دا قال الكلام "العجيب" دا كلو وما كلمتونا من زمان ليه : ). وإنتو ما قلتو شي.

وهو ذاتو مشى وين الزمن دا كلو؟. وماذا نقد بعدها؟. سؤال جاد.

محمد جمال
صورة العضو الرمزية
الوليد يوسف
مشاركات: 1854
اشترك في: الأربعاء مايو 11, 2005 12:25 am
مكان: برلين المانيا

مشاركة بواسطة الوليد يوسف »

الأخ محمد جمال الدين .....سلام

وطنت نفسي علي الدخول ضمن زمرة "الرعاع " تقوم تجي تحشرني مع زمرة "الأوغاد"؟؟؟ :lol: علي كل حال مافي مشكلة فواحدة من معاني كلمة "وغد" في العربية الفصيحة، تعني الرجل الدنئي الذي يخدم الناس بطعام بطنه وأيضاً في واحدة من عامياتنا العربية السودانية يطلق عليه لفظ ( بعام)،وحالة كوني قد قمت بخدمتكم هنا وذلك ببعث هذا الموضوع القديم المتجدد من بئر ذاكرة المنبر أكون طالبكم طعام بطني والا....

أتمني أن يجد الدكتور (هاشم ميرغني) من الوقت ما يسعفه ويطل علينا لمواصلة ما أنقطع من نقاش حول هذه الموضوعةالهامة والطازجة.


مودتي

وليد يوسف
السايقه واصله
مازن مصطفى
مشاركات: 1045
اشترك في: الأربعاء أغسطس 31, 2005 6:17 pm
مكان: القاهرة
اتصال:

مشاركة بواسطة مازن مصطفى »

..
آخر تعديل بواسطة مازن مصطفى في الأحد يناير 06, 2013 3:08 pm، تم التعديل مرة واحدة.
iam only responsible for what i say, not for what you understood.
مازن مصطفى
مشاركات: 1045
اشترك في: الأربعاء أغسطس 31, 2005 6:17 pm
مكان: القاهرة
اتصال:

مشاركة بواسطة مازن مصطفى »

..
آخر تعديل بواسطة مازن مصطفى في الأحد يناير 06, 2013 3:08 pm، تم التعديل مرة واحدة.
iam only responsible for what i say, not for what you understood.
محمد جمال الدين
مشاركات: 1839
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:52 pm

مشاركة بواسطة محمد جمال الدين »

العزيز الوليد يوسف

كل عام وانت بخير وتمام

لا عليك يا صديق... أعلم أنك تعلم!.

وشكرآ لرفع هذا البوست الهام واطلاعنا عليه الآن إذ فات بعضنا حينذاك.

والآن لنقرأ بروية تلك المقتطفات التي أتى بها الزميل "الصديق" مازن مصطفي... شكرآ لجهده.

وإلى حين عود حميد.

ودي

محمد جمال
صورة العضو الرمزية
ÑÇÔÏ ãÕØÝí ÈÎíÊ
مشاركات: 419
اشترك في: الخميس أكتوبر 04, 2007 11:54 pm

مشاركة بواسطة ÑÇÔÏ ãÕØÝí ÈÎíÊ »

أفضل معايدة قُدمت لي من سنوات طويلة، بعث هذا البوست من جديد. شكراً يا وليد وشكراً يا مازن علي الإضافات وكل عام وانتم بخير.
القراءة لدكتور هاشم ميرغني أو الاستماع له، لا يقلان متعةً عن قراءة النص الأدبي نفسه في تقديري. تعلمنا علي يديه مع آخرين، حرفة النقد وحبب إلينا اللغة العربية بعد أن نفرنا خفافاً وثقالاً من حماقاتها المبوبة في قواميس النحو التقليدي. أدخلنا عوالم البلاغة العربية مع عبد القاهر الجرجاني وأخرجنا إلي تخوم علم العلامة! وعلم الأسلوبية.
(النص عبر أسلوبية الانحراف): واحدة من أهم الدراسات الأسلوبية التطبيقية للدكتور هاشم. و(الخطاب النقدي السردي عند معاوية البلال: تجلياته وإشكالاته) آخر ما حضرت له من أوراق قبل أن يغادر للعمل بالمملكة العربية السعودية قبل أقل من عامين. وله دراسة رصينة أخرى بعنوان (المشهد الثقافي في السودان: القصة القصيرة).
وقد قيضت مطابع سك العملة طباعة أوَّل كتاب له (رسالة الدكتوراه) (بنية الخطاب السردي في القصة القصيرة). لم أحظ بنسخة منه لكني اطلعت علي رسالة الدكتوراه قبل طباعتها في مكتبة كلية الموسيقي والدراما منذ سنوات. ويا محمد جمال لهاشم بعض المداخلات الواردة هنا في المنبر بعد هذه المساهمة لكنها قليلة. أذكر مثلاً مداخلاته في بوست قصة عزلة للكاتبة صباح سنهوري، يمكنك مراجعتها لو رغبت التعرف علي أفكار الرجل أكثر.
فعلاً تستحق إشاراته الواردة في حمى الرواية العودة إليها كلما صدرت رواية جديدة لأنها ببساطة أحاطت بمعظم مشكلات الرواية السودانية قبل تاريخ كتابة الورقة.
كل سنة وانتم بخير.
محمد جمال الدين
مشاركات: 1839
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:52 pm

مشاركة بواسطة محمد جمال الدين »

سلام راشد

أتابعك في بوست الثورات... تحليل ممتع

وأما عن موضوعنا هنا... شعرت أن د. هاشم الأول مختلف جدآ عن د. هاشم الثاني عند المقارنة بين ورقته موضع الحدث هنا ومساهماته الأخرى التي جاء بها مازن.
.
أتمنى أن نتعرف عليه أكثر من هذا ... ما كان بالإمكان.

تحياتي

محمد جمال


كنت في البداية قد أعتبرت الورقة المعنية من د. هشام هي آخر إنتاجه النقدي قبل أن ينبهني ح.خ إلى التاريخ بما أعتبره ح.خ ضمنيآ دقسة فنية كبيرة... وحالفني الحظ فاسديتها في نفس الليلة في بوست "سهد الرعاة" بمساعدة حلف الأحلاف" : )
صورة العضو الرمزية
ÃÍãÏ ÖÍíÉ
مشاركات: 313
اشترك في: السبت سبتمبر 23, 2006 10:37 am
مكان: USA
اتصال:

مشاركة بواسطة ÃÍãÏ ÖÍíÉ »

دكتور هاشم
إزيك
بوستك مهم وفيه كثير من الأمور التي بحاجة للنقاش.
شكرا لك على هذا البوست الذي سيفتح دروب ومسارب للثرثرة أشار لها دكتور بولا ( حسن نية أو تداعي..). وحديثنا سيطول بدء من دور النقد والناقد مرورا بالنقل والمنقول ووصولا إلى سؤال: هل لدينا وسط ثقافي في السودان ؟ وما معنى الوسط الثقافي؟
على العموم هذا بوست مهم جدا في تقديري.
pepole can forget what you said,pepole can forget what you did ,but pepole can never forget how you made them feel.
صورة العضو الرمزية
ÃÍãÏ ÖÍíÉ
مشاركات: 313
اشترك في: السبت سبتمبر 23, 2006 10:37 am
مكان: USA
اتصال:

مشاركة بواسطة ÃÍãÏ ÖÍíÉ »

تحياتي دكتور هاشم
قرأت بإهتمام ما أوردته في هذا المقال الهام.سأتوقف لمناقشة نقاط الإختلاف(إذ لا حاجة للوقوف عند نقاط الإتفاق).
فيما يخص مشكلة النشر: لا تزال قائمة, فالنشر(عن طريق دور نشر) غير متوفر إلا لمن لديهم القدرة المالية. كما أن عدم وجود مؤسسات إستشارية لترشيح نشر هذا النص أو ذاك, مرده (ليس فقط): عدم وجود تقاليد عريقة تلتزم بها دور النشر ولكن أيضا بسبب عدم وجود (وسط ثقافي) بمعنى المؤسسات التي يتم تداول الإنتاج الروائي داخلها وتعمل على تحديد قيمته الفنية والجمالية(أو أيا كانت طبيعة هذه القيمة)لكيما تتخذ (بعد هذه العملية) قرار نشره من عدمه.
غياب مفهوم الوسط الثقافي أوجد فراغ واسع سرعان ما ملأه الإسفير الذي بالإمكان أن تنشر فيه أي شيء دون رغيب أو حسيب.ومع ذلك كتاب جيدون كثر لا يزالون يعانون من التعامل مع (الإعلام الجديد) لأسباب عديدة أغلبها يتعلق بضعف إمكاناتهم المادية وعلاقتهم بالإنترنيت,بينما كتاب رديئون كثر علاقتهم جيدة بالإعلام الجديد.لذلك ما هو جيد ولم ينشر أكثر بكثير مما نشر فعلا.
المؤسسات العاملة في مجال الثقافة(إذا جاز لنا أن نسميها مؤسسات) أغلبها ينهض في (عقلية الشلة) وهي عقلية خطرة تحرم المؤسسة من دورها الموضوعي المستقل الذي لا ينحاز لهذا أو ذاك لأي سبب من الأسباب,والتي في أغلبها نفسية تتعلق بإستلطاف هذا أو عدم إستلطاف ذاك.
إستمراء نقاد كثر ل(سلطة الإسم) إذ أصابهم الكسل بعد بناء هذه السلطة.. وميلهم للمشافهة وإصدار الأحكام العامة دون دراسة فقط وفقا للمزاج والهوى.
ما يحدث الآن(وأسميته أنت : حمى الرواية) هو ليس حمى في نوع الرواية فقط بل هو إنفجار سردي(في تقديري الخاص) طال أنواع السرد المختلفة.ولا يتعلق بالرواية كرواية بحد ذاتها.وربما هنا الأمر بحاجة للدراسة المتروية, خصوصا أن هذا الإنفجار حدث ويحدث في المجال الثقافي(العربي ككل) سواء في المشرق أو المغرب , ما يجعلنا نزعم أنه حدث طال المنطقة كلها أو أغلبها.والأمر كذلك تتضافر عوامل عديدة منها ما هو عام ومنها ما هو خاص .
وجهة نظري الخاصة في هذا الجانب فيما يخص السودان يمكن النظر بإيجابية بحيث ينتج لنا التراكم الكمي(نوع),وليحدث ذلك يجب أن يكون الناقد متابعا متابعة دقيقة :يرصد ويحلل ويناقش ما هو رديء وما هو جيد,فبذلك وحده يمكنه بناء (النوع) في الأذهان بحيث لا تجد النصوص الرديئة محلا .
كذلك في تقديري أن الحديث عن الآيدلوجيا في الرواية المكتوبة في السودان هو حديث نفسي مضلل يتصل بالأمزجة, ودرجة القبول بالإختلاف.
pepole can forget what you said,pepole can forget what you did ,but pepole can never forget how you made them feel.
أضف رد جديد