إنسانية ماركس

Forum Démocratique
- Democratic Forum
صدقي كبلو
مشاركات: 408
اشترك في: الأربعاء مايو 11, 2005 9:02 pm

مشاركة بواسطة صدقي كبلو »

شكرا محمد عبد الجليل ومحمد جمال الدين، وفي الحقيقة الفضل فيما نحن فيه من تفاكر يرجع للصديق حسن بإثارته الأسئلة التي تحث غلى البحث والتفاكر.
صورة العضو الرمزية
ÑÇÔÏ ãÕØÝí ÈÎíÊ
مشاركات: 419
اشترك في: الخميس أكتوبر 04, 2007 11:54 pm

مشاركة بواسطة ÑÇÔÏ ãÕØÝí ÈÎíÊ »

صدقي وحسن موسي سلام.
ما يثيره البوست هام للغاية. لأنه ارتبط نظرياً بقرن أعقبته هزَّات عنيفة ما بعده. أسفرت هذه الهزَّات عن حقائق كبيرة كثيرة، بقدر ما أسفرت عن إبهام أكثر في المواقف منها. يتصل بعضها ببراكسيس التجارب اللاحقة، ويتصل البعض الآخر بتطور طبيعي في بنية العلم والفلسفات التي تلت ذلك القرن.
المسافة جد بعيدة بين ماركسية القرن التاسع عشر وبيننا اليوم. ومع ذلك، فهي تتحرك بين ظهرانينا كأنها وليدة الأمس! ربما يؤشر ذلك علي ظاهرتين متعارضتين نعيشهما اليوم بدرجات متفاوتة: تذهب الأولى جهة التأكيد علي قوة هذه الأفكار نفسها وكفاءتها النظرية. بينما تذهب الثانية جهة اعتبار هذا دليلاً جيداً علي (دوغمائية) هذه الأفكار نفسها. خصوصاً عندما يتصل الأمر بمقولات (جوهرية) بالنسبة لعالم اليوم كمقولات (الديمقراطية المعاصرة) و (الإنسانية) و (حقوق الإنسان) و (الحقوق المدنية) ومفاهيم و(سياسات التعددية الثقافية)..إلخ.
ومن موقع المتابع لهذا البوست من بدايته، وبعد أن اتخذ هيئته الأخيرة هذه، اختمرت في ذهني بعض الأسئلة الإشكالية:-
لم ألمس قضايا خلافية كبرى في ترجمتكما لنصوص ماركس، أنجلز، ألتوسير، فيما يتصل بموضوع (الإنسانية). فلا أرى فرقاً يذكر بين (لا إنسانية نظرية عند ماركس) أو (لا إنسانية عند ماركس).
في البداية فهمت كتابة حسن موسي علي إنها موقف إيجابي من مقولة ألتوسير، يمضي نحو تأكيد لا إنسانية نظرية في فكر ماركس. سرعان ما فهمت عكس ذلك! فهل ما فهمته صحيح؟
بالنسبة لصدقي بدا لي الأمر من ناحيته وكأنه يقف موقفاً نقيضاً من قراءة ألتوسير لماركس وأعاد وفقاً لذلك ترتيب التعاقب الزمني لكتابات ماركس ليس لإثبات إنسانية ما فيها، إنما لإثبات أن هذا الإنسان قد ظهر في فكر ماركس بوصفه (مجتمع)! هل فهمي صحيح هنا أيضاً أم لا؟ بالنسبة لصدقي فقد قرأت ما كتبه عالياً وفي ذهني أيضاً كتابه الشيِّق (حول نظرية الثورة السودانية)، وقد لمست في هذا الكتاب موقفاً متذبذباً من الديمقراطية الليبرالية أرجعته بعد قراءة هذا البوست إلي موقفه من موضوعة الإنسانية، باعتبارها تضع تشرِّع لعقلنة النظام البشرى بمساحة كبيرة للإنسان الفرد بداخله، بينما أسَّسَّت الماركسية نظرياً وتطبيقياً لعكس ذلك.
تحياتي

حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

الإنسانية

مشاركة بواسطة حسن موسى »

الاعزاء سلام
عفوكم على تأخري في العودة لهذا الخيط و لكن "الإيد قصيرة" كما تعلمون، أما " العين " فخلوها ساكت!
سأعود لهذه المناقشة حال التشطيب على باقي ترجمة آلتوسير.
صدقي كبلو
مشاركات: 408
اشترك في: الأربعاء مايو 11, 2005 9:02 pm

مشاركة بواسطة صدقي كبلو »

يقول الصديق راشد بخيت
بالنسبة لصدقي بدا لي الأمر من ناحيته وكأنه يقف موقفاً نقيضاً من قراءة ألتوسير‎ ‎لماركس وأعاد وفقاً لذلك ترتيب التعاقب ‏الزمني لكتابات ماركس ليس لإثبات إنسانية ما‎ ‎فيها، إنما لإثبات أن هذا الإنسان قد ظهر في فكر ماركس بوصفه ‏‏(مجتمع)! هل فهمي صحيح‎ ‎هنا أيضاً أم لا؟ بالنسبة لصدقي فقد قرأت ما كتبه عالياً وفي ذهني أيضاً كتابه‎ ‎الشيِّق (حول ‏نظرية الثورة السودانية)، وقد لمست في هذا الكتاب موقفاً متذبذباً من‎ ‎الديمقراطية الليبرالية أرجعته بعد قراءة هذا البوست إلي ‏موقفه من موضوعة‎ ‎الإنسانية، باعتبارها تضع تشرِّع لعقلنة النظام البشرى بمساحة كبيرة للإنسان الفرد‎ ‎بداخله، بينما أسَّسَّت ‏الماركسية نظرياً وتطبيقياً لعكس ذلك‎.‎


أولا شكرا لاهتمام الأخ راشد بما أكتب
ثانيا لقد شككتني مداخلته عاليه في قدرتي على التبيان والتوضيح، فإدا كان راشد بخيت الدي أعرف يجد في كتابي (حول ‏نظرية الثورة السودانية) "موقفا متذبذبا من الديمقراطية اللبرالية" وفي ترتيب لكتابات ماركس التاريخية "ليس لإثبات إنسانية ‏فيها، إنما لإثبات أن هذا الإنسان قد ظهر في فكر ماركس بوصفه (مجتمع)". يبدو أني فاشل في توضيح أفكاري. لا بأس ‏فسأحاول مرة أخرى توضيح فكرتي:‏
الفكرة الأساسية في كتاب نظرية الثورة السودانية أن الثورة السودانية في جبيعتها ثورة ديمقراطية، وبالتالي فهي ترتكز على ‏الحقوق الأساسية والديمقراطية اليبرالية، وأنها لا تلغي الديمقراطية الليبرالية إنما تسعى لتطويرها وتوسيع حقوقها السياسية ‏بمزيد من الحقوق الإقتصادية والإجتماعية، أي بالإنتقال من الحقوق من الحقوق الاسمية التي ينص عليها القانون للحقوق ‏الحقيقية التي ينص عليها القانون ويتمتع بها الناس.‏
أما فكرتي من رصد كتابات ماركس، لأكي أثبت أن القضية الأساسية في تطور ماركس هي قضية فلسفية وليست ‏إقتصادية، وأنه لم يستطع أن يصل للمادية التاريخية والإقتصاد السياسي، بدون حسم حساباته مع هيغل وفيورباخ ‏والهيجليين الشباب وكل التراث الفلسفي السابق له، وهده قضية منهجية مهمة.‏
على المستوى الفلسفي، منهج ماركس في تحرره من هيغل وفورباخ وضع العلاقة بين المجرد والمحدد في وضعها الطبيعي ‏والعلمي ووصل إلى ا، الكل هو محدد، وهو ليس مجموع حسابي لأجزائه وإنما هو العلاقة الناشئة بين مكوناته وبينه وبين ‏ما حوله، لو لم يكتشف ماركس دلك نظريا ومنهجيا لما أستطاع أن يؤسس للمادية التاريخية ولنقده للإقتصاد السياسي ‏وتحليل التشكيلة الإقتصادية الإجتماعية.‏
أين الإنسان في كل هذا؟ أثناء حسمه لموقفه الفلسفي مع هيغل ومع فورباخ تحديدا رفض فكرة الإنسان المجرد: جوهر ‏الإنسان المطلق، لأنه رأى أن الإنسان كل محدد، جوهره يتحدد بمجموع علاقاته في فترة تاريخية محددة، وفي تنماوله ذلك ‏وفيما بعد أثناء دراسته الإقتصاد السياسي طور مفهومه عن إغتراب الإنسان (وهو بشكل غير مباشر جوهر خلافي مع ‏ألتوسبير والماركسية السوفيتية) ومفهوم إغتراب ليس هو مفهوم الإستغلال وليس مطابقا له تماما والنضال من أجل ‏الإشتراكية ينبغي أن يهدف لكي يتحرر الإنسان من الإثنين معا. وهذا يتطلب النظر لمفهوم الإغتراب عند ماركس وكيف أنه ‏ومفاهيم مثل التغريب والتشيؤ والصنمية يشكلون مفاهيم مهمة في نظرية ماركس (ولا يهمني وصفها بالانسانية) وهذا ما ‏أرجو أن يسمح وقتي به في المساهمات القادمة.‏
ولكن غنطلاقا من المساهمة عاليه يصبح فهم الأستاذ راشد " أن هذا الإنسان قد ظهر في فكر ماركس بوصفه (مجتمع)!" ‏غير صحيح فلا ماركس ولا أنا يمكننا أن نفعا ذلك أن نختصر المجتمع في الإنسان أو نرفع الإنسان للمجتمع، المجتمع كل ‏محدد لا يتكون من الناس في علاقاتهم مع بعض فقط، بل بعلاقاتهم بتاريخهم وثقافتهم، بعلاقات إنتاجهم وبالآيديولوجيا ‏ونظم حكمهم وقوانينهم وأشكال بنياهم السياسية ووحداتهم الإجتماعية (أسر، قبائل)، لكن الإنسان هذا الكائن الإجتماعي لا ‏يمكن فهمه بدون وضعه في إطاره الإجتماعي التاريخي، لا يصبح فردا خارج علاقاته، بل من خلال علاقاته (وإلا ‏لأصبحت مفاهيم كحقوق الإنسان ومفاهيم أخلاقية كثيرة بلا قيمة).‏
الإنسان في نظري في جوهر نظام ماركس، ولكنه إنسانا مختلفا عن إنسان الآيديولوجية البرجوازية.‏
وهذا يقود للخلاف الثاني مع ألتوسير، رغم إسهامه العظيم لتجلية مفهوم الآيديولوجية، مفهوم الإنسان عند ماركس ليس ‏مفهوما آيديولوجيا، ومشكلة السوفييت عندما طرحوا مسألة الإنتقال للبناء الشيوعي (وهي سبب كتابة مقال ألتوسير موضوع ‏نقاشنا) أكتفوا بأن طرحوا ذلك على أساس آيديولوجي، ولم ينظروا للمسألة وعلاقاتها مع إستمرار إغتراب الإنسان المنتج في ‏المجتمع السوفيتي، وإستمرار تغريب العمل وصنمية البضاعة وتشيؤ العلاقات الإنسانية. سينجلي هذا الخلاف أيضا عند ‏تناول مفهوم الإغتراب بالتفصيل.‏
صورة العضو الرمزية
ÑÇÔÏ ãÕØÝí ÈÎíÊ
مشاركات: 419
اشترك في: الخميس أكتوبر 04, 2007 11:54 pm

مشاركة بواسطة ÑÇÔÏ ãÕØÝí ÈÎíÊ »

سلام يا دكتور صدقي.
وشكراً علي الرد.
سأتغاضى عن عتابك المُبطَّن في جملة "يبدو أني فاشل في توضيح أفكاري"بداية، ولكن قبل ذلك سأذكرك بأن السائل هو من كتب هذا بوضوح عندما قال لك - ولحسن موسي أيضاً - بصريح العبارة، بعد أن أوضح الطريقة التي تأول بها كتابتكما: "هل فهمي صحيح هنا أيضاً أم لا".
اهتمامي بكتاباتك يا صدقي لا يستحق الشكر، فأنت من يجب أن يُشكر علي جعل هذا الاهتمام ممكناً بمثابرتك الدائمة علي الكتابة في موضوعات قلَّ أن تتوفر لنا نحن أبناء هذا الجيل عنها المعلومات الكافية ووجهة النظر المحاطة بسياقها بمثل ما يُقدم ذلك علي سبيل المثال لا الحصر، كتاب (حول نظرية الثورة السودانية) أو (السياسة الاقتصادية للدولة والثورة المهدية) أو (حول النخبة والطبقة والجهوية و الإثنية). وأنا متابع جيِّد لكل ما تكتب، وقد استعرضت (كل) هذه الكتب بالصحف السودانية في فترات متفاوتة باستثناء (مذكرات السجن).
ومن موقعي كمتابع لصيق لما تكتب، و مهتم أيضاً بقضايا الفكر الماركسي ومستقبل التغيير في السودان، تنشأ في ذهني أسئلة ذات حساسية مختلفة استمدها من انتمائي لهذا العصر المتشكك الذي أشار حسن موسي لبعض منعطفاته الكبرى التي لا بد مترافقة مع كل قراءة تالية لها قائلاً أن ترجمة ألتوسير "تقرأ اليوم على ضوء تطور إشكالية الفكر الماركسي ضمن تداخل الاسئلة التي يطرحها علينا واقع العولمة. و فيما وراء المعطيات التاريخية لفترة الحرب الباردة التي كتب فيها هذا النص. فقارئ آلتوسير اليوم يقرأه و في الخاطر تطورات جيوبوليتيك الصراع بين العمل و رأس المال من إنهيار الإتحاد السوفيتي ونهاية الحرب الباردة و اضمحلال اوروبا القوميات [ حرب يوغسلافيا ] و صعود الإتحاد الاوروبي و ظهور الصين[ مع اليابان و الهند و البرازيل ] كقوى جديدة على مسرح الاقتصاد السياسي الكوني الذي زعزعته الأزمات الاقتصادية و تطورات نزاع الشرق الأوسط". وتفلسف كبير تمخض عن هذه التحولات داخل مضمار الفكر الماركسي وخارجه، فيما صار يعرف – إجرائياً – باتجاهات نقد الحداثة التي ركَّزت علي نقد نزعات التسلط التي أبرزتها العديد من التجارب الاشتراكية في القرن العشرين، و لفت ذلك بالطبع لإشكالية حقيقية في الفكر الماركسي يتعين علي المهتمين به بالعموم وأبناء جيلنا علي وجه الخصوص توليها بعناية بالغة أكثر من أي وقتٍ مضي، بالمقارنة مع زمانٍ كانت شجرة النظرية فيه خضراء يانعة لا يحتاج الحلم معها أكثر من الإمعان في قراءة النصوص لتصديق نموذجيتها والدفاع عنها كمشروع قادم للتحرر الإنساني.
وقد بدت لي إشكالية الديمقراطية في هذا الفكر وتلك التجارب، ناجمة بالأساس من تصور شمولي للإنسان والحياة يطابق هذا (الإنسان) بمقولات العلوم الطبيعية ولا يستطيع أن يبصر فيه ذاتاً مفردة إلا عبر غاية مرسومة له سلفاً ينزع التاريخ نحو مطابقتها وينبغي عليه وفقاً لذلك الانصياع لها لأن تلك هي مشيئة التاريخ.
تصور نظري بهذه الشمولية والثقة المفرطة، يحتاج ردم فجوات الديمقراطية الليبرالية به، إلي جهد أكبر من مجرد الإقرار بها برامجياً، خصوصاً إذا ترافق هذا الإقرار المناقض لترابط مقولات الماركسية نفسها والمتناقض معها في آن، مع إقرار آخر موازي بصلاحيتها لقيادة مشروع التحرر الإنساني إلي اليوم.
وعبر هذه الخلفية الهامة بالنسبة لي بل والجوهرية، رأيت أن حواركم الثر حول موضوعة غياب الإنسانية في فكر ماركس خصوصاً وأنت وحسن موسي تتكبدان مشاق ترجمة نصوص ليست مكرَّسة في حيز التثاقف العام ويمكن أن تكون مدخلاً مناسباً لتلمس واحدة من أكبر معيقات هذا الفكر عن أسباب الديمقراطية الليبرالية – كما أظن - بوضوح نظري يهتم بنقد هذا الغياب، ونقد أصوله النظرية بوضوح أكثر، ليس من خلال العودة إلي الأصول التي أنتجت قراءتها جزء من أزمات القرن العشرين وعنفه، بل بتطوراتها اللاحقة كما في نسخة ألتوسير والفرانكفونيين و ليوتار و يورغن هابرماز ونسخ أخرى عديدة بعيدة عن حيز التثاقف اليومي في مناخ يساري سوداني تهيمن عليه (مرجعية الأصول) رغماً عن ما خلفه قرن كامل من التجارب المستبدة بسبب عدم وجود هذه المواءمة المطلوبة بشدة بين هذا الفكر وبين قضايا الديمقراطية.
يا صدقي من طرائف هذا الموضوع المضحك المبكي أنك وكمال الجزولي دشنتما هذا العمل بكتابيكما (حول نظرية الثورة السودانية) و (والشيوعيون السودانيون وقضايا الديمقراطية..إلخ) وبذلتما فيه جهداً كبيراً لمعالجة هذا الموضوع الشائك، وحينما تمَّ تقديم كتاب كمال الجزولي مثلاً قبل شهرين أو أكثر قليلاً بدار بحري، كان معظم الحضور لم يطلعا عليه! وليس هذا مبعث الضحك والبكاء، بل مبعثه أن بعض المداخلين بعد نهاية الندوة كانت مرجعيتهما في النقاش مواقف ماركس ولينين تجاه الديمقراطية الليبرالية ووصفها بأقذع الألفاظ علي الطريقة اللينينية الأثيرة في السباب. ولم يجدوا في كل ما ذكره كمال الجزولي من مبررات وتمرحلات طويلة لقضية الديمقراطية في مسيرة الحزب غير أن يقفزوا عليها ويهرعوا للأصول من أجل إثبات خطأ ما جئتمانا به من إفك عظيم! منشأ ذلك طبعاً أنهم ينتمون إلي حزب يقر بالديمقراطية في برنامجه، بينما يؤكد في نفس الوقت علي تمسكه بالمنهج الماركسي!
شعرت بأن مقام هذا البوست مقام مناسب للتفلسف بمعيتك وحسن موسي ومهتمون كثر بهذا المنبر تشغلهم هذه الأسئلة، وقررت أن أشارك فيه بعد أن استجلي مواقف التبس علي فهمها، تقوم تجي تندمني علي سؤالي زاتو ياخ يا دكتور؟
لو تعلم تفشي نزعة الضيق بالآخر المختلف أو الإنسان المفرد الذي تكفل له هذه الديمقراطية حقوق فردية حتى في حالة مخالفته الجماعة، لو تعلم تفشيها بين جيلنا من الشيوعيين لهالك الأمر، ولوجدت لي العذر حتماً في المطالبة بوضوح نظري أكبر مع كل مناسبة يعشم المرء فيها أن تخلف معرفة جديدة بأشياء تجاوزها الفكر من أزمان طويلة لكنها لا تزال مرجعاً وثوقياً بالنسبة لكثيرين.
من هذا العصف وبهذه الحساسية المختلفة سألتك وحسن موسي بأقصر الطرق لتأكيد شئ أو نفيه، وحسبت أن ذلك أفضل من أن أطلق التهم والتوصيفات المعممة في ما لم أفهم، أملاً في حفظ وقتكما لأعمال الترجمة التي تقومان بها هنا، لكنك تركت هذا كله وآثرت أن (تحسسني بالذنب) علي مجرد السؤال!
والله يا دكتور لو ما بعرفك معرفة شخصية، وبعرف سعة صدرك وتهذيبك الفائق في الحوار وجديتك البالغة في التعامل مع القضايا النظرية وعدم الاستخفاف بالأسئلة مهما خفَّ وزنها، لكنت فضَّلت عدم الرد علي نبرة كتابتك بعالية، وأخذت الموضوع من قاصر ومشيت خليت البوست دا بس!
بالأمس كنت أقرأ كتابة (ميلان كونديرا) عن (كافكا) في بوست (كافكا علي مثال السبيل) واستوقفني حديث كونديرا عن (تقنية الإحساس بالذنب)، وأحسستها حقيقية أكثر من أي حقيقة أخرى أدعيت معرفتها، اليوم وبعد قراءتي ردَّك اقتنعت بها أكثر لأنني فعلاً صدقت إنني اقترفت ذنباً بسؤالي، و أوشكت علي الاعتذار!
تحياتي.

صدقي كبلو
مشاركات: 408
اشترك في: الأربعاء مايو 11, 2005 9:02 pm

مشاركة بواسطة صدقي كبلو »

الأخ راشد
سلام
يؤسفني أن تكون ملاحظتي عن عدم توضيحي الكافي لوجهة نظري قد تركت فيك بعض الشك حول قصدي منها، وأعتذر ‏عن عن أي لبس في هذه المسألة.‏
وأنت تعرف تماما، من حواراتنا في الخرطوم على قلتها، أنني أقيم رأيك تقييما كبيرا، ولو لاحظت أنني مدحتك فيما تشابه ‏عليك أنه ذم، فإذا لم تكن كتابتي واضحة بالنسبة لك، فهي دون شك غير واضحة لآخرين وقطعا تكون تلك مسـوليتي ‏وليست مسئولية من يقرا.‏
وما زلت كما قلت رحب الصدر لأي مناقشة، وأقبل النقد وأتعلم منه، فقل كل ما تريد أن تقوله حول موضوع البوست.‏
ولقد أخذتك الحساسية من تعليقي حول عدم وضوح ما كتبت بعيدا عن الموضوع. لقد حاولت إعادة التوضيح، فما قولك في ‏ذلك، والبوست مفتوح للنقاش فلا تحرده وتذهب غاضبا ولك العتبى حتى ترضى يا صديق.‏
وسأعود لتكملة الموضوع قريبا
. ‏
صدقي كبلو
مشاركات: 408
اشترك في: الأربعاء مايو 11, 2005 9:02 pm

مشاركة بواسطة صدقي كبلو »

الأخ راشد
سلام
يؤسفني أن تكون ملاحظتي عن عدم توضيحي الكافي لوجهة نظري قد تركت فيك بعض الشك حول قصدي منها، وأعتذر ‏عن عن أي لبس في هذه المسألة.‏
وأنت تعرف تماما، من حواراتنا في الخرطوم على قلتها، أنني أقيم رأيك تقييما كبيرا، ولو لاحظت أنني مدحتك فيما تشابه ‏عليك أنه ذم، فإذا لم تكن كتابتي واضحة بالنسبة لك، فهي دون شك غير واضحة لآخرين وقطعا تكون تلك مسـوليتي ‏وليست مسئولية من يقرا.‏
وما زلت كما قلت رحب الصدر لأي مناقشة، وأقبل النقد وأتعلم منه، فقل كل ما تريد أن تقوله حول موضوع البوست.‏
ولقد أخذتك الحساسية من تعليقي حول عدم وضوح ما كتبت بعيدا عن الموضوع. لقد حاولت إعادة التوضيح، فما قولك في ‏ذلك، والبوست مفتوح للنقاش فلا تحرده وتذهب غاضبا ولك العتبى حتى ترضى يا صديق.‏
وسأعود لتكملة الموضوع قريبا
. ‏
صدقي كبلو
مشاركات: 408
اشترك في: الأربعاء مايو 11, 2005 9:02 pm

مشاركة بواسطة صدقي كبلو »

هل نعود لهطا البوست
أضف رد جديد