ولى عودة وإقتراح بترجمة بعض أفكار "ويست" لمشابهات لاحظتها لنوعية المشاكل لدينا وتحليل رؤيته لكيفية الحل
1- اشاطرك الاهتمام بمشروع "ويست الفكري والثفافي. واغتبطت باقتراحك ترجمة افكاره، كما اغتبطت من قبل بمساهمة صلاح شعيب الممتازة حول الفكر الرسالي لوست وشكل المقاومة السياسية التي يقترحها، ويزاولها في مثابرة، وباسلوبية مدهشة تجمع بين التبشيري الطوباوي و"القرامشية" في فعالية متروحنة ومناهضة لهيمنة كل سلطوي. وقد رافقت مساهمة صلاح بعض المداخلات الجيدة. شدني منها بقوة الحوار المثير الذي نشب بينه وبين النور حمد في مقام العلاقة بين الاستاذ محمود محمد طه وكورنل وست.
2- قبلها، كان النورحمد في سلسلة من المقالات الممتازة، وقد وقعت لة جدوي تجديد قراءة التركة الفكرية للاستاذ محمود وتجربته، قد بدا يتحسس مناطق معرفية جديدة وخصبة لجدوي الحوار الخلاق بين مشاريع العدالية الاجتماعية الرسالية، الدينية او العلمانية، واطروحات النقد المعاصر لنظام الحداثة الغربي المركزي ومؤسساته، المنجزة علي قواعد ثلاث مسارات رائجة في معسكر التنظير النقدي المعاصر: ا) النقد الراديكالي التقويضي، او ما يجمع عادة، وفي عجلة مخلة: تارة بنقد مابعد الحداثة، وتارة اخري بمدرسة التفكير الاوروبي القاري!. ب) تيارات الفلسفة التحليلية-البراغماتية الجديدة الانغولو-امريكية. ج) كتاب النقد الثقافي ذوو الحساسية الجنوبية النقدية: من كتبوا علي سبيل المثال، ولحين من الدهر، من مقدمات مابعد الكلونيالية،من ادورد سعيد الي غياتري اسبفاك.
3- استحثني البوست المشار اليه سابقا، بالشروع في ترجمة "حرة" ومضافة لدراسه كورنل وست الهامة: "البراغماتية الرسالية"، والتي تتضمن، في إعتقادي، المكونات الفلسفية والنظرية الاساسية لمشروعه الثقافي-السياسي، اتمني ان افرغ منها قريبا. وجاذبية وست، ومشروعه ليس خارج النقد، تكمن في اعتقادي، في محاولته إنشاء خطابه من مواقع فكر الفجوة او المفارقة. مواقع مناهضة التفكير الثنائي: ذكر وانثي، سيد وعبد، ابيض واسود، غرب وشرق، علماني-عقلاني-علمي وديني-لاعقلاني-روحي. من بعد نظر الحساسية النقدية والشعرية التي تمكن وتبيح قراة ابن عربي مع هايدغر او جاك ديريدا او لاكان ، داخل حركة تفكير متامل ترفض دائما التواطؤ مع المعطي، وضد النقد. ترجمة ثقافية افضل من الترجمة علي نسق منظومة ثنائية الاصالة والمعاصرة، التي لم تنتج سوي الخطابات العقائدية الشمولية. في فك ارتباط الله من "الدين" وماركس من الماركسية، والديمقراطية من اليبرالية والعقل من العقلانية.
4- وعلى صعيد ذي صلة بكورنيل وست وجدوي ترجمة افكاره، نعمل وانا وصديقي محمد عثمان دريج علي تاليف قاموس اصطلاحي وتعليمي بالعربية، للمفاهيم والافكار والاطروحات الاساسية المتداولة حاليا في معظم انحاء المقاربة الثقافية النقدية. توجة عملنا مبادئ ما نسمية بترجمة ثقافية وسياقية ومضافة: ثقافية سياقية من جهة التركيز علي المفاهيم المكونة والمشغلة للمنظومات النظرية، واستراتيجيات البحث الجديدة. مفاهيم نعتقد في قابليتها اثراء طرق قراءة ظواهر السياق التاريخي الثقافي-السياسي، الذي نعيش ضمن حدوده وافاقه "كسودانين" في العالم. مضافة او ملحقة من جهة تعريف جاك دريدا لمفهوم الإلحاق كعملية تعديل واحلال وتدشين: إدراك النصوص، المنتخبة لعمل الترجمة الثقافية، بالشروح التفسيرية، والتحليلات، بغية توفيرها في مجالنا الثقافي، ومن ثم استدراجها للتفاوض و"المساومة" المعرفية . استدراجها للترجمة الثقافية المتقصدة كوكبية بديلة .
مع الود الفاتح مبارك
آخر تعديل بواسطة الفاتح مبارك في الجمعة سبتمبر 30, 2005 7:39 am، تم التعديل مرتين في المجمل.
الأستاذ الفاتح مبارك
لك شكرى على هذه الإضاءات المتعددة لجوانب فكرية وثقافية هامة,,
وبعد الخلاص أو التخلص من بعض مشاغل وشربكات هذه الأيام سأعود..
وواصل العطاء والنداء لإخواننا فى المنبر"ما بعرف ضرورة : تنا/ننا طالما الخطاب موجه للجميع بدون فرز "حتى يدلو بدلائهم ويفيدونا..
سلاااااام
العزيز الفاتح مبارك هذه تحية القصد منها أن أقول أنني أقرأ هذه الصفحة وغيرها مما تكتبه من حين لآخر من إشارات ثقافية مضيئة... وسأواصل القراءة ، وقد أعلق هنا أو هناك لو توسعت في مفهوم "الترجمة الثقافية"...
لك مودتي ح.خ
(لاحظت أنك تعاني من مشكلة طباعية في كتابة الهاء المربوطة في نهاية الكلمات مثل "علاقتــه" "افكاره" و"إشكاله" أو حتى في كلمة الله ، فتكتبها "علاقتة" و"أفكارة" ، "إشكالة" و"اللة" ... مفتاح الهاء الضميرية التي تحتاجها هو نفس مفتاح حرف الهاء الذي تستخدمه لكلمات مثل "هذه القصص لها نـهـايات..."...)
شكرا جزيلا علي اللفتة والملاحظة القيمة. اعاني من مشاكل طباعة بالعربي او كسل، ومشاكل مفاتيح كي بورد.. ويبدوا انني قد ادمنت سهولة the automatic English spell checking في طريقي الي التخلص من هذه الصعوبات.
ساعود للحديث عن الترجمة الثقافية قريبا.
مع الود
الفاتح مبارك
آخر تعديل بواسطة الفاتح مبارك في الاثنين أكتوبر 03, 2005 2:13 am، تم التعديل مرة واحدة.
الاستاذ الفاتح مبارك أدرك اسهاماتك الثقافية والنقدية منذ الثمانينات, ومحاولاتك الدائمة للاضافة لفكر التنوير السوداني , وها أنت تواصل إقتراحاتك الجميلة عبر كذا بوست قرأته لكم, ومن ضمنهم هذا البوست الذي افرحني كثيراً إنك ستلج الي "عالم ويست" الذي ما يزال يبهرني "بخصوصية ذاته" ,كمفكر وسط هذه الترهات التي تملأ سوق الفن والفكر الامريكيين, ميزة كورنيل تتمثل في ثقته العالية في مايكتب وما يقول, ورساليته تكمن في انه يحاول ان يملأ الفراغات العالمية بالصدق قبل ان يتمكن منه السرطان اللعين الذي لكأني به (ضل طريقه لأجمل الناس واكثرهم حباً لهم).. بالامس كان لدي محاورت لمجلة (المجلة) مع ثلاثة من البروفيسيرات الامريكان ـ باوديل وكارول وكينيث , وربما ينشر في العدد القادم, سألتهم إن كانوا قرأوا أو يقرأون لكورنيل ويست, فأجمع ثلاثتهم إنهم يتلقفون نتاجه بمتعة متناهية, وقالت لي كارول انه صديقها , ففرحت جداً كون انني سأجد أخيراً من يوسطني إليه لمحاورته وأشياء من هذا القبيل, ووعدتني انها سوف تبعث لي رقم تلفونه بالايميل.. وحتي إلتقي كورنيل وأبين له مدي إهتمامك به, دعني أثمن جهدك لتقديمه لقراء العربية , وليس لدي معرفة حول ما نشرت له اية دار عربية كتاباً ام لا, وإن كنت عرفت ان له ترجمات بكل لغات الدنيا..وكما يقول الدكتور حسن موسي مندري..فالعرب تستيقظ متأخرة في نهارة هذه العولمة..ولك شكري.
محل سعادتي وكثير احترامي: إهتمامك بالفكر النقدي المعاصر، انتباهك لضرورة الحوار معه، ولقابليته المساهمة في تنويرنا بمقومات طرق التحرير والعدالة البديلة، لنا ولسوانا، للوطن وما يليه. وما احوجنا اليوم - و المشهد التقافي-السياسي السوداني "المعارض"، الناطق بالعربية او اليسارية او الإسلامية، مستغرق في الحداد والاكتئاب، والنرجسية، وفساد الافاق- الي الانخراط المنفعل والحساس، كالذي تحاوله بحماس، في إثراء موارد الكتابة الثقافية السودانية الراهنة وتجديد افاقها.