كل شيء عن هولندا والسودان في هولندا!
سـلام يا محمد والجميع،، وشـكراً على الحكي عن هولندة، وللمناسبة أذكر أني كتبت موضوعات متفرقة عنها؛ خاصة عن الأحداث الهامة، والتي كانت كلها تهمنا بشكل مباشر كأجانب أو لاجئين أو مسلمين أو مهاجرين أو (ألوختونين) أو سمنا ما شئت! مثل مقتل بيم فورتاويين وتيو فان خوخ، وأخبار هرسي علي، وفيلدرز وفيلمه en noem 't maar op.. ومع أني الآن محسوب مع التلاتة ألف الغادروا لكن ما زلت متابع الأخبار والأحداث بشكل يومي.. قبل أيام تابعت قضية الفتي ماورو التي كادت أن تعصف بالحكومة وما زالت تتفاعل، وعلقت (الناس في شنو.. والهولنديين في شنو).. الحكومات الآن تهددها الأزمة الإقتصادية والديون واليورو، وأهلك الهولنديين يهدد حكومتهم لاجئ under age! فتأمـل.. وللمناسبة تاني، ولما كان في بوستك متسع للحديث عن التجارب الشخصية؛ فأغلب الناس أو السودانيين الذين رحلوا كانوا بتكلموا عن البحث عن فرص عيش أو عمل أو ظروف تربية وتعليم أفضل لأبنائهم؛ لكـن ما زهـدني في هولندة هو أن كل النقاش والإعـلام والأحزاب أصبح برنامجها الوحيد هو الهجرة والأجانب والمسلمين واللاجئين.. فأحسست أني لست بدار مقام.. رغم أن كل ذلك لم يمسني بصورة شخصية ولا أتوقع حدوث ذلك ولم ألحظ تغّير يذكر في تعامل الشعب أو الشارع مع الأجانب.. عموماً أرجو أن أواصل معاك هنا.. وفي النهاية (الكـلام بجيب الكـلام).. ملاحظة بسيطة في مداخلتك الأخيرة عن خبر متابعة فيلدرز، فالخبر يقول أن السيد مكسيم فيرهاخن (عندما كان) وزير خارجية.. وذلك في الحكومة السابقة وقبل خروج فيلم فيلدرز.. والآن يشغل وزير الإقتصاد.. وأذكر ايضا أن السيد فيرهاخن وقتها ورغم إنو زول arrogant إلا أنه قد بذل مجهود خارق قبل صدور الفيلم في محاولة للتقليل من آثاره فقام بزيارة كتير من الدول العربية والإسلامية ، وكتب مقال طويل في الشرق الأوسط ليشرح أن الحكومة بريئة مما يفعل فيلدرز وأنها ترفض ذلك، وأنها حاولت منعه بشتى السبل الخ، وذلك حتى لا تتكرر معهم ما حدث للدنمارك من تهديدات واعتداء على السفارة ومقاطعة للبضائع الخ، وأعتقد أنه قد نجح أيما نجاح في ذلك، فلم تكن هناك أية آثار ظاهرة للفيلم خارج هولندة..بل حتى داخلها.. زي ما قلت ليك سبق أن كتبت عن ذلك ولكن أرجو أن أعـود له مرة تانية هنا.. تحياتي..
-
- مشاركات: 1839
- اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:52 pm
العزيز عيسى يوسف،
مرحبآ بحضورك البهي هنا وأنت من هنا "هولندا" حيث عشت دهرآ وعانيت وعاينت وعلمت الأشياء بعين اليقين. أما فيما يتعلق بخبر فلدرس "فيلدرز" أعلاه فقد جئت برابط الخبر الذي جاء في الإعلام ظهر اليوم كالتالي:
https://www.nu.nl/politiek/2684343/verha ... fitna.html
'Verhagen wilde Wilders bespioneren om Fitna'
Laatste update: 3 december 2011 15:30 info
HILVERSUM - Maxime Verhagen wilde als minister van Buitenlandse Zaken de inlichtingendienst AIVD op PVV-leider Geert Wilders zetten om meer over zijn anti-Koranfilm Fitna te weten te komen.
وقبلها في وقت سابق "الصفحة الأولى" من هذا البوست جئت بتشكيلة الحكومة الجديدة "شكل عام" بتاريخ اللحظة:
https://www.honahollanda.com/holland/De_Regering/
وأختصرت الخبر الأخير فيما يعني قصتي "عارض أزياء" كون ليس من أهدافي مناقشة مجريات السياسة الهولندية تفصيليآ عند هذه اللحظة وإنما موقف الآنسة "سامنتا" في القصة المحددة ولهذا لم أكتب أكثر من سطرين وعلى عجل وكنت أخطط الليلة إكمال الحلقة الثالثة والأخيرة من مقالب وشمارات من جزئية "عارض أزياء" : ). ولكني ربما لا أفعل الليلة "معاي ضيوف".
سيأتي حالآ الوقت الذي نناقش فيه السياسة الهولندية ومواقفنا منها كما نتلمس موقفها "المشوش" منا كشعوب وكمهاجرين!.
سعدت بمداخلتك وبحضورك الجميل هنا. وتستطيع أن تعتبر هذا البوست بالطبع ملك يدك ما كان عندك الوقت لتحكي لنا عن فهمك ووعيك وتجربتك الثرة في هولندا... فمثلك لا يحتاج إذنآ فالأرض لك!. والحرية لنا جميعآ.
محمد جمال
مرحبآ بحضورك البهي هنا وأنت من هنا "هولندا" حيث عشت دهرآ وعانيت وعاينت وعلمت الأشياء بعين اليقين. أما فيما يتعلق بخبر فلدرس "فيلدرز" أعلاه فقد جئت برابط الخبر الذي جاء في الإعلام ظهر اليوم كالتالي:
https://www.nu.nl/politiek/2684343/verha ... fitna.html
'Verhagen wilde Wilders bespioneren om Fitna'
Laatste update: 3 december 2011 15:30 info
HILVERSUM - Maxime Verhagen wilde als minister van Buitenlandse Zaken de inlichtingendienst AIVD op PVV-leider Geert Wilders zetten om meer over zijn anti-Koranfilm Fitna te weten te komen.
وقبلها في وقت سابق "الصفحة الأولى" من هذا البوست جئت بتشكيلة الحكومة الجديدة "شكل عام" بتاريخ اللحظة:
https://www.honahollanda.com/holland/De_Regering/
وأختصرت الخبر الأخير فيما يعني قصتي "عارض أزياء" كون ليس من أهدافي مناقشة مجريات السياسة الهولندية تفصيليآ عند هذه اللحظة وإنما موقف الآنسة "سامنتا" في القصة المحددة ولهذا لم أكتب أكثر من سطرين وعلى عجل وكنت أخطط الليلة إكمال الحلقة الثالثة والأخيرة من مقالب وشمارات من جزئية "عارض أزياء" : ). ولكني ربما لا أفعل الليلة "معاي ضيوف".
سيأتي حالآ الوقت الذي نناقش فيه السياسة الهولندية ومواقفنا منها كما نتلمس موقفها "المشوش" منا كشعوب وكمهاجرين!.
سعدت بمداخلتك وبحضورك الجميل هنا. وتستطيع أن تعتبر هذا البوست بالطبع ملك يدك ما كان عندك الوقت لتحكي لنا عن فهمك ووعيك وتجربتك الثرة في هولندا... فمثلك لا يحتاج إذنآ فالأرض لك!. والحرية لنا جميعآ.
محمد جمال
-
- مشاركات: 1839
- اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:52 pm
تم ترحيله إلى الأعلى.
آخر تعديل بواسطة محمد جمال الدين في الأربعاء إبريل 10, 2013 11:09 pm، تم التعديل 5 مرات في المجمل.
-
- مشاركات: 514
- اشترك في: الاثنين يوليو 25, 2005 7:53 am
-
- مشاركات: 1839
- اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:52 pm
العزيز عمر عبد الله
مرحبآ بك... لك حرية أن تنقل ما تشاء حيث تشاء... مع إنني لم أفهم جيدآ قولك: (قد قمت بنقل خيط المخاطبة الى الفيسبوك والتويتر) ... المخاطبة!.
بس خير... لا عليك... أستطيع أن أخمن أنك تقول أنك ذهبت برابط البوست دا إلى الفيسبوك والتويتر.
تحياتي ... وكثير تشكراتي على مرورك من هنا.
محمد جمال
مرحبآ بك... لك حرية أن تنقل ما تشاء حيث تشاء... مع إنني لم أفهم جيدآ قولك: (قد قمت بنقل خيط المخاطبة الى الفيسبوك والتويتر) ... المخاطبة!.
بس خير... لا عليك... أستطيع أن أخمن أنك تقول أنك ذهبت برابط البوست دا إلى الفيسبوك والتويتر.
تحياتي ... وكثير تشكراتي على مرورك من هنا.
محمد جمال
-
- مشاركات: 514
- اشترك في: الاثنين يوليو 25, 2005 7:53 am
عزيزي محمد تحية وسلام.
المخاطبة كانت في ركن النقاش في ساحة الدام وهذا هو الرابط
https://www.youtube.com/watch?feature=pl ... v=mJWUxuWf
عمر
المخاطبة كانت في ركن النقاش في ساحة الدام وهذا هو الرابط
https://www.youtube.com/watch?feature=pl ... v=mJWUxuWf
عمر
-
- مشاركات: 1839
- اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:52 pm
شكرآ عزيزي عمر على التوضيح.
بس الرابط غير صحيح وربما أحتوى نوع من الفايروس.
أرجو إصلاحه ما أستطعت إليه سبيلآ.
ودا الرابط الصحيح:
https://www.youtube.com/watch?feature=pl ... JWUxuWfu2I
محمد جمال
بس الرابط غير صحيح وربما أحتوى نوع من الفايروس.
أرجو إصلاحه ما أستطعت إليه سبيلآ.
ودا الرابط الصحيح:
https://www.youtube.com/watch?feature=pl ... JWUxuWfu2I
محمد جمال
-
- مشاركات: 1839
- اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:52 pm
أحزاب ومنظمات:
مجتمع مدني! ... حلقة 1-17
سأتحدث عن منظمات "المجتمع المدني" السودانية بهولندا إنطلاقآ من تجربتي الذاتية وكشاهد ملك.... سأحصي وأعدد وأدقق في منظمات الجالية السودانية بهولندا وأحزابها وأتولاها بالنقد والتحليل والتقييم من زاوية تجربتي الصغيرة كناشط تهيأ له العمل في مواقع مختلفة. كما أنني سأتحدث على وجه العموم عن معنى ومفهوم وأدوار تشكيلات المجتمع المدني من الناحيتين النظرية و العملية. راجع أيضآ:
الإنسان والمجتمع والدولة في السودان - نحو أفق جديد:
https://sudan-forall.org/forum/viewtopic ... 165ac344c7
Flashback 1-3
لدى قصة سلفيا الهولندية رويت حكاية أول منظمة مجتمع مدني بادرت بتأسيسها في حياتي الصغيرة وكان ذاك عندما كنت تلميذآ في الصف الرابع/الخامس الإبتدائي كان عمري آنها حوالي 10 أعوام وكانت شكل من أشكال العصابات ذات المشاعر النبيلة وقد أنجزنا من خلالها أنا وزملائي في العصابة مشروعآ ضخمآ إسمه "معركة الكوشة" نجد تفاصيلها لدى الرابط التالي من "سلفيا":
https://www.sudaneseonline.com/cgi-bin/s ... c=flatview
في الصف الأول من المدرسة المتوسطة بادرت بتأسيس الرابطة الرياضية بمنطقة أم أرضة من جبل أولياء وكنت رئيس اللجنة التمهيدية ودائمآ أعمل برفقة محمد أحمد الطاهر ومحمود الحبيب وأستطعنا أن نعقد جمعية عمومية صحيحة من الناحية الفنية أنتخب يومها كل من زين العابدين من العسال رئيسآ وعبد الله الحوري من ود بلول سكرتيرآ عامآ للرابطة ولم يكن بإستطاعتنا أنا ولا محمد أحمد الطاهر ولا محمود الحبيب شغل أي منصب بفعل أن أعمارنا من ناحية قانونية ودستورية لا تؤهلنا وأستمرت هذه الرابطة تعمل حتى اليوم.
بعدها بعدة أشهر من حدث الرابطة أقمنا أنا ومحمد أحمد الطاهر ومحمود الحبيب "أبناء خؤولتي" إسبوع ود أبو دورس الثقافي الأول في قرية تتكون من 35 بيتآ و عدد سكانها حوالي 300 شخص. إسبوع ثقافي كامل أشتمل على ندوات ومسرح وموسيقى وأذكر أن الفنان كان إسمه الكير من قرية ود بلول وفي اليوم الختامي خالي محمد الطاهر الطريفي "خالي شقيق أمي" فركش الحفلة لبعض الوقت لأنه لم يقبل أن ترقص بناته السبعة في الساحة بما في ذلك التومات الخضراء والصفراء وقد كن سعيدات بالإنجاز الذي رأينه في حينه عظيمآ وباهرآ جدآ ثم أعتذر خالي في حينه وأمر بمواصلة فعالية اليوم الختامي لإسبوع ود أبو دروس الأول وعلى أثر ذاك النجاح الكبير في أوانه وزمانه أصيب غرمائنا في قرية ود بلول المجاورة بالبغر فنظموا بعدها بعدة أشهر إسبوعآ ثقافيآ بدورهم كان فنيآ متفوقآ على إسبوعنا الأبدروسي بدرجات كبيرة لكن يظل على الدوام لنا شرف السبق مهما أدعى ود جدي "عيسى الشيبة" من تفوقهم علينا ولو أنها حقيقة.
في الصف الأول من ثانوية جبل أولياء بادرت بتأسيس إتحاد طلاب مدرسة جبل أولياء الثانوية العليا (مختلطة) وأنتخبت في الحين رئيسآ له والسكرتير العام كان نادر الزين من الكلاكلة ونائب الرئيس الطيب عبد الحميد من تريعة الحسناب "اصبح لاحقآ ضابط بوليس" وعندما أنتهيت من الثانوية أورثت الإتحاد لإبن خالتي محمود الحبيب عبر تكتيكات محددة شبيهة بالمؤامرة وقليلآ وأنضم محمود الحبيب لجماعة الكيزان فكوزن الإتحاد الصغير. ولحظة تأسيس هذا الإتحاد شكلت نقلة نوعية في تجربتي العملية إذ خضت صدامآ عنيفآ مع مدير المدرسة الشهير الكوز الراحل حسن عبد الحميد النقاش (أصبح لاحقآ وكيل وزارة التربية والتعليم في السودان) وتم فصلي في وقت لاحق من المدرسة لمدة عام وخاض معي الصراع أستاذي وصديقي الجميل د. سيد أحمد بابكر الصافي "في جامعة تبوك / السعودية في الوقت الراهن" .وكان في جانب المدير الكوز أستاذ الكيمياء/الفيزياء أنور "شيوعي" فتم على أثره نقل أستاذ سيد أحمد الصافي إلى تريعة البجا وهنا قصص كثيرة ربما رويتها في المستقبل. وأنا لم أكن أنتمي إلى أي تنظيم سياسي. وعندما وصلت جامعة الخرطوم كتب الكيزان مرة في جريدتهم آخر لحظة أنني فصلت من الدراسة في الثانوية لأسباب "أخلاقية" بالإشارة إلى فصلي على أثر الصراع الفكري والعملي مع المدير الكوز حسن عبد الحميد النقاش!.
عند الصف الثالث من الثانوية العليا بادرت بتأسيس ما سمي حينه "مؤتمر شباب وطلاب جبل أولياء" وأصبحت رئيسه وكان السكرتير العام محمود الحبيب "أصبح لاحقآ ضابط في جهاز الأمن السوداني ومنسق للدفاع الشعبي بجبل أولياء ثم ذهب مع الترابي ودخل السجن لمدة عامين" ونائب الرئيس محمد أحمد الطاهر "أصبح لاحقآ بدوره ضابط في جهاز الأمن ثم موظف في سفارة السودان بزائير وظل في جانب النظام حتى اليوم" والسكرتير المالي هو الصديق العزيز البشير دفع الله من اللدية الشيخ حبيب الله يعمل بالسعودية وينشط منها في الوقت الراهن وهو مؤسس منتديات جبل أولياء، الرابط التالي:
https://www.jabalalawlia.com
وعند هذا المنحنى هناك قصص عديدة ومفاجئات لا حصر لها!.
في بداية العام 1988 دخلت جامعة الخرطوم وهنا بدأت جولة جديدة من الأحداث ربما كانت أكثر فداحة من سابقتها كما هو منطقي عند تسلسل الأحداث "النشوء والإرتقاء". وذاك أمر رويت الظاهر منه في مناسبات سابقة مختلفة في هذا المنبر وفي منبر سودانيزأونلاين وربما أفعل هنا المزيد.
يتواصل... Flashback
يتواصل... هولندا والسودان في هولندا
محمد جمال
---------
هل بعص هذه الأحداث غريب أو يبدو غير ممكن التحقق بفعل العمر "صغر السن" مثلآ؟. لا أعرف كيف يفكر الآخرون وماذا فعلوا تحديدآ في مثل ذاك العمر، لكن كلما ذكرت هو حقائق حدثت ماديآ في أرض الواقع وعندها شهودها ... بل حدث أكثر من ذلك!. وأود مقدمآ لو أنني حييت تحية خالصة أصدقاء طفولتي وصباي الغرير وأبناء أهلي: محمود الحبيب ومحمد أحمد الطاهر برغم الخلافات والمسافات الفكرية الكبيرة بيننا وبرغم كل شيء فقد كنا نشكل تيمآ صلدآ ومتفهمآ في عمر صغير تراوح بين 10 إلى 15 عامآ كحد أقصى ثم كل منا ذهب في طريقه ولو أنها كانت سنينآ عامرة بالأحداث التي تدغدغ ذاكرتي بأشياء كثيرها جميل. كما بذات القدر تحياتي المخلصة وأمنياتي بالخير الوفير إلى أبناء أهلي "صديقاي الجميلان": بشير دفع الله وجمال بشير يونس لذات الأسباب.
...التعديل....
تكبير الخط .... الشيء الذي سأعمل على فعله مقدمآ في المرات المقبلة.
مجتمع مدني! ... حلقة 1-17
سأتحدث عن منظمات "المجتمع المدني" السودانية بهولندا إنطلاقآ من تجربتي الذاتية وكشاهد ملك.... سأحصي وأعدد وأدقق في منظمات الجالية السودانية بهولندا وأحزابها وأتولاها بالنقد والتحليل والتقييم من زاوية تجربتي الصغيرة كناشط تهيأ له العمل في مواقع مختلفة. كما أنني سأتحدث على وجه العموم عن معنى ومفهوم وأدوار تشكيلات المجتمع المدني من الناحيتين النظرية و العملية. راجع أيضآ:
الإنسان والمجتمع والدولة في السودان - نحو أفق جديد:
https://sudan-forall.org/forum/viewtopic ... 165ac344c7
Flashback 1-3
لدى قصة سلفيا الهولندية رويت حكاية أول منظمة مجتمع مدني بادرت بتأسيسها في حياتي الصغيرة وكان ذاك عندما كنت تلميذآ في الصف الرابع/الخامس الإبتدائي كان عمري آنها حوالي 10 أعوام وكانت شكل من أشكال العصابات ذات المشاعر النبيلة وقد أنجزنا من خلالها أنا وزملائي في العصابة مشروعآ ضخمآ إسمه "معركة الكوشة" نجد تفاصيلها لدى الرابط التالي من "سلفيا":
https://www.sudaneseonline.com/cgi-bin/s ... c=flatview
في الصف الأول من المدرسة المتوسطة بادرت بتأسيس الرابطة الرياضية بمنطقة أم أرضة من جبل أولياء وكنت رئيس اللجنة التمهيدية ودائمآ أعمل برفقة محمد أحمد الطاهر ومحمود الحبيب وأستطعنا أن نعقد جمعية عمومية صحيحة من الناحية الفنية أنتخب يومها كل من زين العابدين من العسال رئيسآ وعبد الله الحوري من ود بلول سكرتيرآ عامآ للرابطة ولم يكن بإستطاعتنا أنا ولا محمد أحمد الطاهر ولا محمود الحبيب شغل أي منصب بفعل أن أعمارنا من ناحية قانونية ودستورية لا تؤهلنا وأستمرت هذه الرابطة تعمل حتى اليوم.
بعدها بعدة أشهر من حدث الرابطة أقمنا أنا ومحمد أحمد الطاهر ومحمود الحبيب "أبناء خؤولتي" إسبوع ود أبو دورس الثقافي الأول في قرية تتكون من 35 بيتآ و عدد سكانها حوالي 300 شخص. إسبوع ثقافي كامل أشتمل على ندوات ومسرح وموسيقى وأذكر أن الفنان كان إسمه الكير من قرية ود بلول وفي اليوم الختامي خالي محمد الطاهر الطريفي "خالي شقيق أمي" فركش الحفلة لبعض الوقت لأنه لم يقبل أن ترقص بناته السبعة في الساحة بما في ذلك التومات الخضراء والصفراء وقد كن سعيدات بالإنجاز الذي رأينه في حينه عظيمآ وباهرآ جدآ ثم أعتذر خالي في حينه وأمر بمواصلة فعالية اليوم الختامي لإسبوع ود أبو دروس الأول وعلى أثر ذاك النجاح الكبير في أوانه وزمانه أصيب غرمائنا في قرية ود بلول المجاورة بالبغر فنظموا بعدها بعدة أشهر إسبوعآ ثقافيآ بدورهم كان فنيآ متفوقآ على إسبوعنا الأبدروسي بدرجات كبيرة لكن يظل على الدوام لنا شرف السبق مهما أدعى ود جدي "عيسى الشيبة" من تفوقهم علينا ولو أنها حقيقة.
في الصف الأول من ثانوية جبل أولياء بادرت بتأسيس إتحاد طلاب مدرسة جبل أولياء الثانوية العليا (مختلطة) وأنتخبت في الحين رئيسآ له والسكرتير العام كان نادر الزين من الكلاكلة ونائب الرئيس الطيب عبد الحميد من تريعة الحسناب "اصبح لاحقآ ضابط بوليس" وعندما أنتهيت من الثانوية أورثت الإتحاد لإبن خالتي محمود الحبيب عبر تكتيكات محددة شبيهة بالمؤامرة وقليلآ وأنضم محمود الحبيب لجماعة الكيزان فكوزن الإتحاد الصغير. ولحظة تأسيس هذا الإتحاد شكلت نقلة نوعية في تجربتي العملية إذ خضت صدامآ عنيفآ مع مدير المدرسة الشهير الكوز الراحل حسن عبد الحميد النقاش (أصبح لاحقآ وكيل وزارة التربية والتعليم في السودان) وتم فصلي في وقت لاحق من المدرسة لمدة عام وخاض معي الصراع أستاذي وصديقي الجميل د. سيد أحمد بابكر الصافي "في جامعة تبوك / السعودية في الوقت الراهن" .وكان في جانب المدير الكوز أستاذ الكيمياء/الفيزياء أنور "شيوعي" فتم على أثره نقل أستاذ سيد أحمد الصافي إلى تريعة البجا وهنا قصص كثيرة ربما رويتها في المستقبل. وأنا لم أكن أنتمي إلى أي تنظيم سياسي. وعندما وصلت جامعة الخرطوم كتب الكيزان مرة في جريدتهم آخر لحظة أنني فصلت من الدراسة في الثانوية لأسباب "أخلاقية" بالإشارة إلى فصلي على أثر الصراع الفكري والعملي مع المدير الكوز حسن عبد الحميد النقاش!.
عند الصف الثالث من الثانوية العليا بادرت بتأسيس ما سمي حينه "مؤتمر شباب وطلاب جبل أولياء" وأصبحت رئيسه وكان السكرتير العام محمود الحبيب "أصبح لاحقآ ضابط في جهاز الأمن السوداني ومنسق للدفاع الشعبي بجبل أولياء ثم ذهب مع الترابي ودخل السجن لمدة عامين" ونائب الرئيس محمد أحمد الطاهر "أصبح لاحقآ بدوره ضابط في جهاز الأمن ثم موظف في سفارة السودان بزائير وظل في جانب النظام حتى اليوم" والسكرتير المالي هو الصديق العزيز البشير دفع الله من اللدية الشيخ حبيب الله يعمل بالسعودية وينشط منها في الوقت الراهن وهو مؤسس منتديات جبل أولياء، الرابط التالي:
https://www.jabalalawlia.com
وعند هذا المنحنى هناك قصص عديدة ومفاجئات لا حصر لها!.
في بداية العام 1988 دخلت جامعة الخرطوم وهنا بدأت جولة جديدة من الأحداث ربما كانت أكثر فداحة من سابقتها كما هو منطقي عند تسلسل الأحداث "النشوء والإرتقاء". وذاك أمر رويت الظاهر منه في مناسبات سابقة مختلفة في هذا المنبر وفي منبر سودانيزأونلاين وربما أفعل هنا المزيد.
يتواصل... Flashback
يتواصل... هولندا والسودان في هولندا
محمد جمال
---------
هل بعص هذه الأحداث غريب أو يبدو غير ممكن التحقق بفعل العمر "صغر السن" مثلآ؟. لا أعرف كيف يفكر الآخرون وماذا فعلوا تحديدآ في مثل ذاك العمر، لكن كلما ذكرت هو حقائق حدثت ماديآ في أرض الواقع وعندها شهودها ... بل حدث أكثر من ذلك!. وأود مقدمآ لو أنني حييت تحية خالصة أصدقاء طفولتي وصباي الغرير وأبناء أهلي: محمود الحبيب ومحمد أحمد الطاهر برغم الخلافات والمسافات الفكرية الكبيرة بيننا وبرغم كل شيء فقد كنا نشكل تيمآ صلدآ ومتفهمآ في عمر صغير تراوح بين 10 إلى 15 عامآ كحد أقصى ثم كل منا ذهب في طريقه ولو أنها كانت سنينآ عامرة بالأحداث التي تدغدغ ذاكرتي بأشياء كثيرها جميل. كما بذات القدر تحياتي المخلصة وأمنياتي بالخير الوفير إلى أبناء أهلي "صديقاي الجميلان": بشير دفع الله وجمال بشير يونس لذات الأسباب.
...التعديل....
تكبير الخط .... الشيء الذي سأعمل على فعله مقدمآ في المرات المقبلة.
آخر تعديل بواسطة محمد جمال الدين في الجمعة يناير 06, 2012 3:15 am، تم التعديل مرتين في المجمل.
-
- مشاركات: 1839
- اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:52 pm
أحزاب ومنظمات:
Flashback 2-3
"بعض ذكرياتي وذاكرتي بالوثائق" هو بوست في الأرشيف بسودانيزأونلاين رويت عنده بطريقة عفوية وإرتجالية قدرآ من ذكرياتي أيام الدراسة الجامعية وبالرغم من أن هناك "ونسة" إلا أنني رأيته يصلح للفلاش باك الذي أعمل عليه عند هذه الجزئية من السرد (مع أن البوست لم يكتمل بالطريقة التي كنت أخطط لها بفعل نظام الأرشفة المستمر بمنبر سودانيزأونلاين) وهنا رابط البوست المعني:
https://www.sudaneseonline.com/cgi-bin/s ... c=flatview
"أشهر غواصات الإتجاه الإسلامي في جامعة الخرطوم " بدوره بوست بسودانيزأونلاين أفترعته الزميلة والصديقة سارة عيسى قبل عدة سنوات خلت وموجود بمكتبتها بسودانيزأونلاين. في هذا البوست شارك قدر كبير من الزملاء الحديث حول فترة الدراسة الجامعية في زماننا وأنا بدوري شاركت زملائي ورفاقي وكتبت أكثر ما كتبت شارحآ تاريخ ومفاهيم ونشاطات الحركة الطلابية التي أنتميت لها ونشطت من خلالها بالجامعة كل الوقت، وهنا رابط البوست المعني:
https://www.sudaneseonline.com/cgi-bin/s ... 1201467684
يتواصل... Flashback
محمد جمال
-
- مشاركات: 1839
- اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:52 pm
وصلتني رسالة عبارة عن إشارة صغيرة جميلة من أستاذي في الثانوية أستاذ سيد أحمد بابكر الصافي (انظر فلاش باك رقم "1") :
(صديقي الوفي محمد جمال الهدية تابعت بوستك الجميل بسودانفورأول وعادت بي الذكريات الي سنوات خلت ايام جبل أولياء. كنا ويين وبقينا وين يا محمد . أاشكرك علي ثنائك الجميل وأنا لو عملت معاك اي جميل فهذا نابع من حبي لك وأنت فعلاً تستحق.
معلومة سريعة بالمناسبة المدير الذي عنيت حسن عبد الحميد (عليه رحمة الله) لم يشغل منصب وكيل في وزارة التربية والتعليم وإنما عمل لفترة محددة باللجان الشعبية وهو أمر قصد به إبعاده عن إدارة المدرسة بعد أن اصطدم بكثير من القياديين ومجلس الآباء بجبل أولياء والحق يقال يا محمد أنه برغم عصبيته ومشاحناته فقد كان رجلآ تنفيذياً ونشطاً وللتاريخ فإنه كان من المؤسسين لمدرسة الجبل الثانوية العليا وحقيقة تعلمنا منه الكثير وقد كنا في بداية حياتنا العملية.
ولعلمك يا محمد فإن مدرسة الجبل الثانوية كانت أول مدرسة أعمل بها كمعلم وكانت دفعتك هي أول دفعة من البنين أقوم بتدريسهم ويا لها من دفعة يكفي أنك منها وها أنت ما تزال تتواصل معي وتسأل عني وهذا وفاء نادر وما هو بالغريب عنك. ولي عودة في الوقت المناسب.
سيد أحمد). *
------------
* أستاذ د. سيد أحمد بابكر الصافي يعمل في الوقت الراهن بجامعة تبوك في المملكة العربية السعودية.
-
- مشاركات: 1839
- اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:52 pm
أستاذ سيد أحمد... ليك شوق كتير و كبير... أنت أحد الناس القلائل الذين أعطوني للحياة معان جديدة عند بواكير رحلتي في الحياة التي لم أخلها ابدآ بهذه الفظاظة والوحشية والجمال!... فقد كنت أستاذي وصديقي ومحامي وموسوعة معارفي ... ثم ظللت على الدوام كوكبآ مشرقآ في دنياي.
حا أرجع ليك بهدوء ... هناك ذاكرة ساطعة وأسرار وأفكار ورؤى صاخبة الجمال.
وأتمنى أن يتيح لك وقتك مشاركتي الكتابة كما وعدتني.
محمد جمال
حا أرجع ليك بهدوء ... هناك ذاكرة ساطعة وأسرار وأفكار ورؤى صاخبة الجمال.
وأتمنى أن يتيح لك وقتك مشاركتي الكتابة كما وعدتني.
محمد جمال
-
- مشاركات: 1839
- اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:52 pm
-
- مشاركات: 1839
- اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:52 pm
أحزاب ومنظمات:
Flashback 3-3
في سبيل البحث عن "عمل مسلح"!
بعد تخرجي من الجامعة بأسابيع قليلة خرجت من السودان وللأسباب الأمنية والسياسية التي جاء ذكرها عند الفلاش باك الماضي رقم 2 " الإشارات الواردة في الرابطين أعلاه" . ذهبت إلى مدينة جدة (تأشيرة عمرة) في بداية الأمر ثم إلى القاهرة حيث تنشط المعارضة السودانية آنها. أقمت في مدينة جدة حوالي مدة عام كان بدوره تجربة فريدة في حياتي كوني لأول مرة أواجه أقدار الحياة بنفسي إذ أنني طوال الوقت السابق كنت مجرد طالب أعتمد على الآخرين من أفراد أسرتي الصغيرة في معاشي وفي كل شي. لأول مرة في حياتي الصغيرة أدخل المعركة لوحدي معركتي الأولى في ميدان وحشي وموحش في غربتي الأولى.
عندما وصلت مدينة جدة أقمت بعض الوقت مع أسرة أحد أقربائي في الدم المكونة منه في الستين من العمر وبناته الثلاثة ووالدتهم لكن في أحد الأمسيات أختلفت مع قريبي حين حدثني عن سوق العمل وأنني قدمت متأخر إلى السعودية وأن لا أفق للإقامة وقال لي أنه حدث في الماضي البعيد أن إتصل بأبي في الثمانينات يرجوه أن يرسل له شقيقي الأكبر إلى السعودية لكن أبي رفض وقال له أنه لن يدعه دون أن يكمل دراسته الجامعية وكان شقيقي المعني آنها طالبآ بالمدرسة الثانوية العليا. وعند هذه النقطة خلص قريبي إلى نتيجة فادحة مفادها أن والدي "ضيع زمننا بالقراية" وهي كناية عن أنني جئت في آخر الزمن لأكون عالة عليه.
فحملت حقيبتي وتركته نائمآ عند منتصف الليل حيث ذهبت إلى قهوة الرشايدة (شكل إبتدائي للكوندا وكان النوم بريال والحمام بريال وفي جيبي 20 ريال والحمد لله) وهي عبارة عن سطوح في عمارة على مقربة من شاطي جدة ولا أذكر جيدآ إن كان الحي إسمه باب مكة أم لا. في تلك القهوة ألتقيت مصادفة بإبن أهلي وصديقي الطيب من الله من أبناء السليمانية غرب "الجموعية" وكان يعمل بوكالة سفر وسياحة صاحبها رشيدي إسمه مبروك مبارك سليم رجل ذكي وشهم وهادي الطباع. ذاك الرجل هو الذي أخبرني بالخبر اليقين عندما ثرثرت معه بأنني معارض للنظام وأنني أودعت في المعتقل عدة مرات وأخبرته قبل أن يخبرني بأي شيء بأنني أبحث عن مجموعة عندها العزم على عمل مسلح ضد النظام كوني على قناعة بأن هذا النظام لن يزول إلا بالسلاح ولا يفهم غيره. وكان ذاك الرجل عنده صبر ليسمع بعض قصصي الصغيرة من قبيل البيان الذي أعلنت فيه تخلي عن محاولتي في كتابة القصة القصيرة والشعر عندما جاء إنقلاب الإنقاذ وأنا في بداية الصف الثاني بالجامعة معتبرآ ذاك مجرد ترف وقلت في بياني ذاك العجيب أن: (القبح المعنوي لا يمكن غسله إلا بما يعادله من الجمال المعنوي ... كما أن القبح المادي لا يمكن غسله "عمليآ" إلا بما يعادله من الجمال المادي. وقلت أن الجمال المادي هو "الرصاص" لا توجد خيارات أخرى) تلك هي خلاصة البيان المعني. طبعآ تلك كانت قناعاتي آنها في ذاك العمر الصغير والغضب الكبير. الآن أعرف أن هناك ألف طريقة لهزيمة القبح المادي ليست بالضرورة هي الرصاص... بل ليس منها على وجه الإطلاق!.
في ختام جلستنا تلك قال لي ذاك الرجل الهمام أنه ذاهب إلى القاهرة لإجتماع سري وهام وعندما يعود سيكون هناك شأن آخر يحدثني به غير أنه غاب لعدة أشهر وذاك الرجل (مبروك مبارك سليم) أصبح في المستقبل القريب مؤسس وزعيم الأسود الحرة في شرق السودان التي قاتلت النظام بجانب قوات التحالف السودانية ومؤتمر البجا في الشرق ومرت الأيام وألتقيته مجددآ بالمناطق المحررة في شرق السودان بداية العام 2004.
وأنا في إنتظار "العمل المسلح" كان لا بد أن أن أجد عملآ أعتاش منه فعملت لفترة مدرس خاص في البيوت وفي احد الأيام أتصل بي ولي أمر الطفل السعودي (عشرة أعوام) الذي كنت أدرسه في الأمسيات يشكرني على النتيجة الباهرة التي أحرزها إبنه وأراد أن يسدي لي الجميل فذهب بي إلى محلات الخيام للملابس الجاهزة فأهداني أربع بدل وعدد من الأحذية والعطور، وليس ذاك فحسب بل أخبرني بأنه وجد لي عمل دائم مع أمير سعودي وصفه لي بأنه شهم ورجل عظيم. وكان الأمر ما قال الرجل لي. فعملت لدى الأمير في وظيفة مساعد مدير أعمال. وعندما أستقر بي الحال مع الأمير أمرني بتغيير العمال والموظفين في القصر كونه رأى أن أدائهم لا يعجبه وقال لي يريد كل الإسطاف سوادنة أي سودانيين. ففصلت كل الموجودين بالقصر من جنسيات مختلفة عربية وأفريقية وأسيوية "17" وأتيت كما أمرني الأمير الشهم بسودانيين خلص من ضمنهم الطباخ الماهر المهذب الذي شرفنا كثيراً من قرية صراصر (النيل الأبيض) بالقرب من نعيمة وصلت إليه بواسطة الصديق الجميل الأستاذ عبد الحميد عويس الأخ الأكبر للصحفي الشهير خالد عويس وسائق الإبن الأكبر هو الصافي من قرية ود مختار/ جبل أوياء و هلمجرا. وللحق فقد كانوا رجالاً ونساءاً في غاية الهمة والكفاءة. وأنا ذاتي عملت لي سواق خاص هو إبن خالتي فاطمة محمد موسى "تريس أبو علامة" ذاك الفتى القدير الفطن سريع البديهة من العسال/جبل أولياء. غير أن الود تريس برغمه كل إمكاناته كان صغيرآ في السن وشقيآ جدآ فعمل لي أول مشكلة عندما حكى لبعض الناس في مجلس عالي المقام عن جولاته في غرب السودان عندما كان مساعداً في أسفار وأعمال إبن خالنا محمد حماد أنه رأى بأم عينه في دارفور أناس لا تأكلهم النار "الرصاص" بفعل حجباتهم ولا تستطيع الثعابين لدغهم وما إلى ذلك فأتهم بالشعوذة وأخذ معي الأمر بعض الوقت لإصلاحه. وأستمر تريس سائقي الخاص حتى تركت القصر وذهبت إلى القاهرة بعد أن علمت أن العمل المسلح ربما بدأ "فتح" وتركت كل الدنيا والأبهة المتوهمة من خلفي في سبيل الشهادة من أجل الوطن " كان والله العظيم ذاك عزمي وخيالي" أو هو الإحتمال الوارد في خاطري!.
وفي يوم من الأيام قررت زيارة قريبي الذي طردني من منزله كوني عالة عليه، فذهب بي سائقي الخاص تريس أبو علامة بعربة أميرية فخمة من ماركة روزرويس تحمل شعار السيف والنخلة حملتها بالهدايا لبنات قريبي العزيز " الذي طردني قبل عدة أشهر كوني فقير". وكانت فعلتي تلك لا تخلو من شوية "بوبار"!. وعندما نزلت إلى الأرض في هيئة الأمراء بعد أن فتح لي الباب سائقي الخاص وأنحنى أمامي كما هو البرتكول صعق قريبي وبهتت الأسرة بكاملها وهم في البوابة الخارجية في إنتظاري. وما هي إلا لحظات وأقسم قريبي الشهم إلا أن يزوجني في الحال أحد بناته الجميلات (يعقد لي هسه) فأخبرته أنني غير جاهز للعرس في ذاك الوقت وذهبت دون أن أنتظر العشاء الفخم الذي كان يعده لي بوصفي عنده أصبحت رجلاً مهماً يعتلي سيارة أميرية عظيمة. ولم ألتقيه منذ ذاك اليوم وأتمنى له ولأسرته الكريمة كل خير فشكرآ لهم أنهم إستقبلوني لعدة أيام، فلن أنسى لهم ذاك الجميل الذي حاولت عبثآ إسدائه عبر الهدايا الثمينة ذاك اليوم. وكل شيء أصبح ذاكرة جميلة وعبرة من عبر الحياة.
أثناء عملي الأميري ألتقيت عبر المصادفة د. الباقر عبد الله صاحب جريدة الخرطوم وصحبته إلى مكتب الجريدة بجدة حيث عملت بها متطوعآ بالكتابة لعدة أشهر وفي بعض المرات أكتب أنا في مكان عاموده ويعلق هو من بعدي بعدة أسطر ونرسل ما كتبناه عبر الفاكس إلى مقر الجريدة في القاهرة حيث يستلم المكتوب فيصل محمد صالح وقد كان الباقر حينها مستنزفآ جدآ في الإمارات وقطر يخبر الناس ويعلن لصحيفته الجديدة . وأنا في الحقيقة لا عهد لي بالصحافة وكنت في عمر العشرين فتعلمت الكثير (أملك الآن بحوزتي عدة نماذج من تلك الأعمال وأخرى)!.
وهناك (في مكتب جريدة الخرطوم بجدة) ألتقيت الشاعر مختار دفع الله حيث كان يدير مكتب الجريدة لبعض الوقت. كما ألتقيت فتحي شيلا وحضره . وفي أحد الأيام وبينما أنا والباقر نتونس في حميمية وفي هدوء دخل علينا رجل شديد المراس وشرسآ جدآ وكان غاضبآ بطريقة لا توصف فطرق الباب وعندما فتح له الباقر الباب قال له بعنف: "أنا مش قلت ليك قبل دا ما تدخل يدك في الدين دا، نحن نكتب في جريدتك بالمجان عشان دايرين نساعدك وانت تخرب في كلامنا، ما غياهب هي غيابة يا زول". وكان الباقر قد عدل كلمة غيابة الجب إلى غياهب الجب لظنه أنها الأصح من مقالة لذاك الرجل الذي حدث أن يكون هو د. محمد عبد الله الريح (حساس محمد حساس). وكانت مصادفة حسنة أن ألتقي لأول مرة ذاك الحساس الجميل الذي كثيراً ما رددنا حلمنتيشياته في الجامعة. وشكرآ لدكتور الباقر فقد تعلمت منه أشياء عديدة عملية بطريقة مباشرة أو غير مباشرة وأنا بعد في بدايات حياتي، له مني التحية أينما كان.
تركت العمل الأميري وذهبت إلى القاهرة وفي جيبي 24 ألف دولار وهو مبلغ كبير بمقاييس ذاك الزمان "ظروفه"!. كان هدفي الإنضمام إلى الفصائل المسلحة غير أن الأقدار لم تساعدني بفعل أن لا خلفية أو تجربة في الجيش لي وبفعل الصحفي الهمام محمد محمد خير وأشياء أخرى (رويت أحداث هذه الجزئية في الماضي في مناسبات مختلفة) . فيئست بعد حين ورحلت إلى هولندا حيث أقيم الآن. ولكني بعد أن وصلت إلى هولندا أستطعت أن أحقق بعض أمنياتي في العمل المسلح فسرعان ما أصبحت عاملآ في قوات التحالف السودانية ثم رأست فرعها بهولندا بضع سنوات وأنتخبت عضوآ في مجلسها المركزي ثم أستقلت عنها في نهاية المطاف في ظل ملابسات محددة سنأتي على ذكرها بالتفصيل في المستقبل القريب ضمن اشياء أخرى عديدة.
وفي القاهرة أمور كثيرة حيث هناك ألتقيت بفاروق أبو عيسى في مكتبه بمساعده مدير مكتبه مبارك الشهير بالعريبي (في هولندا هسه) حين كان فاروق يعمل عميدآ للمحامين العرب بالقاهرة وألتقيت بالراحل التجاني الطيب ومولانا الميرغني وعبد العزيز خالد وعلى محجوب وعبد الرحمن الزين والطيب زين العابدين وندى مصطفى والصادق المرضي ونور تاور و طبعاً العم على العوض كما ألتقيت عشرات الناس الناشطين في العمل المعارض وغيرهم من كل شاكلة ولون. أزعم أنني تعلمت من كل هؤلاء الناس أشياء كثيرة مفيدة كما وقفوا بجانني وساعدوني بكلما يستطيعون وما أنا سوى صبي يافع قليل التجربة. ثم صادفت جعفر نميري للمرة الأولى في حياتي في عرس بنت عمر محمد الطيب في فندق شيراتون حيث قدمني له الباقر عبد الله بطريقة عفوية يأمرني "تعال سلم على عمك يا ولد" فرفضت مصافحة نميري فغضب مني الباقر بعض الشيء وأعتبر في الأمر إحراج له وعندما جئت المرة التالية إلى جريدة الخرطوم رفض الباقر الحديث معي لكن ذاك اليوم تعرفت أول مرة على أناس من أفذاذ الصحافة السودانية وهما فضل الله محمد والسر قدور كما الصديق الصحفي القدير فيصل محمد صالح.
وأصبحت عضوآ في المجموعة السودانية لضحايا التعذيب بالقاهرة وتم تجنيدي بواسطة الصديق الجميل العم على العوض الذي وصل هولندا من بعدي بعامين وقد حملني رسالة بتأسيس فرع للمجموعة السودانية لضحايا التعذيب بهولندا. ففعلت.
ولكن الريح عبد الباقي وعثمان حميدة (الرئاسة في لندن) شكا في دوري كوني اصبحت حينها للتو عضوآ في قوات التحالف السودانية وسبق ان أتهمت المجموعة قوات التحالف في منشور علني بإنتهاك حقوق الانسان في شرق السودان (لم أكن أعلم حينها). وعند لحظة محاولة تأسيسي الفرع المعني حدثت عدة صدامات مع بعض أعضاء الحزب الشيوعي بهولندا (تعلمت منها الكثير) لكن دون ان يكون للحزب دخل بالأمر. وكان ذاك في الأسابيع ثم الشهور الأولى من قدومي إلى هولندا. ثم كتب في وقت لاحق أحد أعضاء الحزب بيانآ يتهمني فيه بالإلحاد والزندقة و كان بإعاز كما أتضح لاحقآ من عبد الوهاب آدم المحسي وكان عبد الوهاب آدم (من مؤسسي حركة كوش في الوقت الراهن) كان حينها ممثل فرعية الحزب الشيوعي وأنا ممثل التحالف في التجمع الوطني الديمقراطي وكان بيننا خلافات عملية في تلك المرحلة لا غير ذلك... ثم تصالحنا وتصافينا من جديد...كانت تجربة وأنقضت... علينا فقط أن نستقي منها بعض العبر. وربما رويت كل شيء بالتفصيل في المستقبل القريب وسأفعل المزيد من القصص بهدف الإستفادة من التجربة ما أمكن والمضيء إلى الأمام أكثر صحة، هو حلمي وهدفي من هذا القص.
تلك مجرد شذرات صغيرة من الذاكرة أنهي بها ما أسميته هنا بالفلاش باك وأدخل في الفلم!. أتمنى أن أكون موفقآ في الإيجاز!. وإن خطر لأحدكم أي سؤال أيآ كان في هذا المقام فلا تتردوا في سؤالي ومساءلتي فإني فاعل ما بوسعي.
محمد جمال
Flashback 3-3
في سبيل البحث عن "عمل مسلح"!
بعد تخرجي من الجامعة بأسابيع قليلة خرجت من السودان وللأسباب الأمنية والسياسية التي جاء ذكرها عند الفلاش باك الماضي رقم 2 " الإشارات الواردة في الرابطين أعلاه" . ذهبت إلى مدينة جدة (تأشيرة عمرة) في بداية الأمر ثم إلى القاهرة حيث تنشط المعارضة السودانية آنها. أقمت في مدينة جدة حوالي مدة عام كان بدوره تجربة فريدة في حياتي كوني لأول مرة أواجه أقدار الحياة بنفسي إذ أنني طوال الوقت السابق كنت مجرد طالب أعتمد على الآخرين من أفراد أسرتي الصغيرة في معاشي وفي كل شي. لأول مرة في حياتي الصغيرة أدخل المعركة لوحدي معركتي الأولى في ميدان وحشي وموحش في غربتي الأولى.
عندما وصلت مدينة جدة أقمت بعض الوقت مع أسرة أحد أقربائي في الدم المكونة منه في الستين من العمر وبناته الثلاثة ووالدتهم لكن في أحد الأمسيات أختلفت مع قريبي حين حدثني عن سوق العمل وأنني قدمت متأخر إلى السعودية وأن لا أفق للإقامة وقال لي أنه حدث في الماضي البعيد أن إتصل بأبي في الثمانينات يرجوه أن يرسل له شقيقي الأكبر إلى السعودية لكن أبي رفض وقال له أنه لن يدعه دون أن يكمل دراسته الجامعية وكان شقيقي المعني آنها طالبآ بالمدرسة الثانوية العليا. وعند هذه النقطة خلص قريبي إلى نتيجة فادحة مفادها أن والدي "ضيع زمننا بالقراية" وهي كناية عن أنني جئت في آخر الزمن لأكون عالة عليه.
فحملت حقيبتي وتركته نائمآ عند منتصف الليل حيث ذهبت إلى قهوة الرشايدة (شكل إبتدائي للكوندا وكان النوم بريال والحمام بريال وفي جيبي 20 ريال والحمد لله) وهي عبارة عن سطوح في عمارة على مقربة من شاطي جدة ولا أذكر جيدآ إن كان الحي إسمه باب مكة أم لا. في تلك القهوة ألتقيت مصادفة بإبن أهلي وصديقي الطيب من الله من أبناء السليمانية غرب "الجموعية" وكان يعمل بوكالة سفر وسياحة صاحبها رشيدي إسمه مبروك مبارك سليم رجل ذكي وشهم وهادي الطباع. ذاك الرجل هو الذي أخبرني بالخبر اليقين عندما ثرثرت معه بأنني معارض للنظام وأنني أودعت في المعتقل عدة مرات وأخبرته قبل أن يخبرني بأي شيء بأنني أبحث عن مجموعة عندها العزم على عمل مسلح ضد النظام كوني على قناعة بأن هذا النظام لن يزول إلا بالسلاح ولا يفهم غيره. وكان ذاك الرجل عنده صبر ليسمع بعض قصصي الصغيرة من قبيل البيان الذي أعلنت فيه تخلي عن محاولتي في كتابة القصة القصيرة والشعر عندما جاء إنقلاب الإنقاذ وأنا في بداية الصف الثاني بالجامعة معتبرآ ذاك مجرد ترف وقلت في بياني ذاك العجيب أن: (القبح المعنوي لا يمكن غسله إلا بما يعادله من الجمال المعنوي ... كما أن القبح المادي لا يمكن غسله "عمليآ" إلا بما يعادله من الجمال المادي. وقلت أن الجمال المادي هو "الرصاص" لا توجد خيارات أخرى) تلك هي خلاصة البيان المعني. طبعآ تلك كانت قناعاتي آنها في ذاك العمر الصغير والغضب الكبير. الآن أعرف أن هناك ألف طريقة لهزيمة القبح المادي ليست بالضرورة هي الرصاص... بل ليس منها على وجه الإطلاق!.
في ختام جلستنا تلك قال لي ذاك الرجل الهمام أنه ذاهب إلى القاهرة لإجتماع سري وهام وعندما يعود سيكون هناك شأن آخر يحدثني به غير أنه غاب لعدة أشهر وذاك الرجل (مبروك مبارك سليم) أصبح في المستقبل القريب مؤسس وزعيم الأسود الحرة في شرق السودان التي قاتلت النظام بجانب قوات التحالف السودانية ومؤتمر البجا في الشرق ومرت الأيام وألتقيته مجددآ بالمناطق المحررة في شرق السودان بداية العام 2004.
وأنا في إنتظار "العمل المسلح" كان لا بد أن أن أجد عملآ أعتاش منه فعملت لفترة مدرس خاص في البيوت وفي احد الأيام أتصل بي ولي أمر الطفل السعودي (عشرة أعوام) الذي كنت أدرسه في الأمسيات يشكرني على النتيجة الباهرة التي أحرزها إبنه وأراد أن يسدي لي الجميل فذهب بي إلى محلات الخيام للملابس الجاهزة فأهداني أربع بدل وعدد من الأحذية والعطور، وليس ذاك فحسب بل أخبرني بأنه وجد لي عمل دائم مع أمير سعودي وصفه لي بأنه شهم ورجل عظيم. وكان الأمر ما قال الرجل لي. فعملت لدى الأمير في وظيفة مساعد مدير أعمال. وعندما أستقر بي الحال مع الأمير أمرني بتغيير العمال والموظفين في القصر كونه رأى أن أدائهم لا يعجبه وقال لي يريد كل الإسطاف سوادنة أي سودانيين. ففصلت كل الموجودين بالقصر من جنسيات مختلفة عربية وأفريقية وأسيوية "17" وأتيت كما أمرني الأمير الشهم بسودانيين خلص من ضمنهم الطباخ الماهر المهذب الذي شرفنا كثيراً من قرية صراصر (النيل الأبيض) بالقرب من نعيمة وصلت إليه بواسطة الصديق الجميل الأستاذ عبد الحميد عويس الأخ الأكبر للصحفي الشهير خالد عويس وسائق الإبن الأكبر هو الصافي من قرية ود مختار/ جبل أوياء و هلمجرا. وللحق فقد كانوا رجالاً ونساءاً في غاية الهمة والكفاءة. وأنا ذاتي عملت لي سواق خاص هو إبن خالتي فاطمة محمد موسى "تريس أبو علامة" ذاك الفتى القدير الفطن سريع البديهة من العسال/جبل أولياء. غير أن الود تريس برغمه كل إمكاناته كان صغيرآ في السن وشقيآ جدآ فعمل لي أول مشكلة عندما حكى لبعض الناس في مجلس عالي المقام عن جولاته في غرب السودان عندما كان مساعداً في أسفار وأعمال إبن خالنا محمد حماد أنه رأى بأم عينه في دارفور أناس لا تأكلهم النار "الرصاص" بفعل حجباتهم ولا تستطيع الثعابين لدغهم وما إلى ذلك فأتهم بالشعوذة وأخذ معي الأمر بعض الوقت لإصلاحه. وأستمر تريس سائقي الخاص حتى تركت القصر وذهبت إلى القاهرة بعد أن علمت أن العمل المسلح ربما بدأ "فتح" وتركت كل الدنيا والأبهة المتوهمة من خلفي في سبيل الشهادة من أجل الوطن " كان والله العظيم ذاك عزمي وخيالي" أو هو الإحتمال الوارد في خاطري!.
وفي يوم من الأيام قررت زيارة قريبي الذي طردني من منزله كوني عالة عليه، فذهب بي سائقي الخاص تريس أبو علامة بعربة أميرية فخمة من ماركة روزرويس تحمل شعار السيف والنخلة حملتها بالهدايا لبنات قريبي العزيز " الذي طردني قبل عدة أشهر كوني فقير". وكانت فعلتي تلك لا تخلو من شوية "بوبار"!. وعندما نزلت إلى الأرض في هيئة الأمراء بعد أن فتح لي الباب سائقي الخاص وأنحنى أمامي كما هو البرتكول صعق قريبي وبهتت الأسرة بكاملها وهم في البوابة الخارجية في إنتظاري. وما هي إلا لحظات وأقسم قريبي الشهم إلا أن يزوجني في الحال أحد بناته الجميلات (يعقد لي هسه) فأخبرته أنني غير جاهز للعرس في ذاك الوقت وذهبت دون أن أنتظر العشاء الفخم الذي كان يعده لي بوصفي عنده أصبحت رجلاً مهماً يعتلي سيارة أميرية عظيمة. ولم ألتقيه منذ ذاك اليوم وأتمنى له ولأسرته الكريمة كل خير فشكرآ لهم أنهم إستقبلوني لعدة أيام، فلن أنسى لهم ذاك الجميل الذي حاولت عبثآ إسدائه عبر الهدايا الثمينة ذاك اليوم. وكل شيء أصبح ذاكرة جميلة وعبرة من عبر الحياة.
أثناء عملي الأميري ألتقيت عبر المصادفة د. الباقر عبد الله صاحب جريدة الخرطوم وصحبته إلى مكتب الجريدة بجدة حيث عملت بها متطوعآ بالكتابة لعدة أشهر وفي بعض المرات أكتب أنا في مكان عاموده ويعلق هو من بعدي بعدة أسطر ونرسل ما كتبناه عبر الفاكس إلى مقر الجريدة في القاهرة حيث يستلم المكتوب فيصل محمد صالح وقد كان الباقر حينها مستنزفآ جدآ في الإمارات وقطر يخبر الناس ويعلن لصحيفته الجديدة . وأنا في الحقيقة لا عهد لي بالصحافة وكنت في عمر العشرين فتعلمت الكثير (أملك الآن بحوزتي عدة نماذج من تلك الأعمال وأخرى)!.
وهناك (في مكتب جريدة الخرطوم بجدة) ألتقيت الشاعر مختار دفع الله حيث كان يدير مكتب الجريدة لبعض الوقت. كما ألتقيت فتحي شيلا وحضره . وفي أحد الأيام وبينما أنا والباقر نتونس في حميمية وفي هدوء دخل علينا رجل شديد المراس وشرسآ جدآ وكان غاضبآ بطريقة لا توصف فطرق الباب وعندما فتح له الباقر الباب قال له بعنف: "أنا مش قلت ليك قبل دا ما تدخل يدك في الدين دا، نحن نكتب في جريدتك بالمجان عشان دايرين نساعدك وانت تخرب في كلامنا، ما غياهب هي غيابة يا زول". وكان الباقر قد عدل كلمة غيابة الجب إلى غياهب الجب لظنه أنها الأصح من مقالة لذاك الرجل الذي حدث أن يكون هو د. محمد عبد الله الريح (حساس محمد حساس). وكانت مصادفة حسنة أن ألتقي لأول مرة ذاك الحساس الجميل الذي كثيراً ما رددنا حلمنتيشياته في الجامعة. وشكرآ لدكتور الباقر فقد تعلمت منه أشياء عديدة عملية بطريقة مباشرة أو غير مباشرة وأنا بعد في بدايات حياتي، له مني التحية أينما كان.
تركت العمل الأميري وذهبت إلى القاهرة وفي جيبي 24 ألف دولار وهو مبلغ كبير بمقاييس ذاك الزمان "ظروفه"!. كان هدفي الإنضمام إلى الفصائل المسلحة غير أن الأقدار لم تساعدني بفعل أن لا خلفية أو تجربة في الجيش لي وبفعل الصحفي الهمام محمد محمد خير وأشياء أخرى (رويت أحداث هذه الجزئية في الماضي في مناسبات مختلفة) . فيئست بعد حين ورحلت إلى هولندا حيث أقيم الآن. ولكني بعد أن وصلت إلى هولندا أستطعت أن أحقق بعض أمنياتي في العمل المسلح فسرعان ما أصبحت عاملآ في قوات التحالف السودانية ثم رأست فرعها بهولندا بضع سنوات وأنتخبت عضوآ في مجلسها المركزي ثم أستقلت عنها في نهاية المطاف في ظل ملابسات محددة سنأتي على ذكرها بالتفصيل في المستقبل القريب ضمن اشياء أخرى عديدة.
وفي القاهرة أمور كثيرة حيث هناك ألتقيت بفاروق أبو عيسى في مكتبه بمساعده مدير مكتبه مبارك الشهير بالعريبي (في هولندا هسه) حين كان فاروق يعمل عميدآ للمحامين العرب بالقاهرة وألتقيت بالراحل التجاني الطيب ومولانا الميرغني وعبد العزيز خالد وعلى محجوب وعبد الرحمن الزين والطيب زين العابدين وندى مصطفى والصادق المرضي ونور تاور و طبعاً العم على العوض كما ألتقيت عشرات الناس الناشطين في العمل المعارض وغيرهم من كل شاكلة ولون. أزعم أنني تعلمت من كل هؤلاء الناس أشياء كثيرة مفيدة كما وقفوا بجانني وساعدوني بكلما يستطيعون وما أنا سوى صبي يافع قليل التجربة. ثم صادفت جعفر نميري للمرة الأولى في حياتي في عرس بنت عمر محمد الطيب في فندق شيراتون حيث قدمني له الباقر عبد الله بطريقة عفوية يأمرني "تعال سلم على عمك يا ولد" فرفضت مصافحة نميري فغضب مني الباقر بعض الشيء وأعتبر في الأمر إحراج له وعندما جئت المرة التالية إلى جريدة الخرطوم رفض الباقر الحديث معي لكن ذاك اليوم تعرفت أول مرة على أناس من أفذاذ الصحافة السودانية وهما فضل الله محمد والسر قدور كما الصديق الصحفي القدير فيصل محمد صالح.
وأصبحت عضوآ في المجموعة السودانية لضحايا التعذيب بالقاهرة وتم تجنيدي بواسطة الصديق الجميل العم على العوض الذي وصل هولندا من بعدي بعامين وقد حملني رسالة بتأسيس فرع للمجموعة السودانية لضحايا التعذيب بهولندا. ففعلت.
ولكن الريح عبد الباقي وعثمان حميدة (الرئاسة في لندن) شكا في دوري كوني اصبحت حينها للتو عضوآ في قوات التحالف السودانية وسبق ان أتهمت المجموعة قوات التحالف في منشور علني بإنتهاك حقوق الانسان في شرق السودان (لم أكن أعلم حينها). وعند لحظة محاولة تأسيسي الفرع المعني حدثت عدة صدامات مع بعض أعضاء الحزب الشيوعي بهولندا (تعلمت منها الكثير) لكن دون ان يكون للحزب دخل بالأمر. وكان ذاك في الأسابيع ثم الشهور الأولى من قدومي إلى هولندا. ثم كتب في وقت لاحق أحد أعضاء الحزب بيانآ يتهمني فيه بالإلحاد والزندقة و كان بإعاز كما أتضح لاحقآ من عبد الوهاب آدم المحسي وكان عبد الوهاب آدم (من مؤسسي حركة كوش في الوقت الراهن) كان حينها ممثل فرعية الحزب الشيوعي وأنا ممثل التحالف في التجمع الوطني الديمقراطي وكان بيننا خلافات عملية في تلك المرحلة لا غير ذلك... ثم تصالحنا وتصافينا من جديد...كانت تجربة وأنقضت... علينا فقط أن نستقي منها بعض العبر. وربما رويت كل شيء بالتفصيل في المستقبل القريب وسأفعل المزيد من القصص بهدف الإستفادة من التجربة ما أمكن والمضيء إلى الأمام أكثر صحة، هو حلمي وهدفي من هذا القص.
تلك مجرد شذرات صغيرة من الذاكرة أنهي بها ما أسميته هنا بالفلاش باك وأدخل في الفلم!. أتمنى أن أكون موفقآ في الإيجاز!. وإن خطر لأحدكم أي سؤال أيآ كان في هذا المقام فلا تتردوا في سؤالي ومساءلتي فإني فاعل ما بوسعي.
محمد جمال
آخر تعديل بواسطة محمد جمال الدين في الأربعاء فبراير 27, 2013 3:19 pm، تم التعديل 3 مرات في المجمل.
-
- مشاركات: 1839
- اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:52 pm
بحث في "العام"
في الحلقة المقبلة من "أحزاب ومنظمات" سأحاول النظر في كلمة "العام" في الإصطلاح عندما نقول: "العمل العام". شنو: العام؟. والخاص؟. وما الفرق بينهما وحدودهما؟. كما أنني سأتحدث عن حقوق وواجبات المنظمات والأحزاب وفق الدستور والقواعد والأعراف الهولندية والفرق بينهما كما علاقتهما بالدولة. وربما أقارن كل ذاك بما عندنا في السودان.
يتواصل... هولندا والسودان في هولندا
محمد جمال
- ÍÓä ãÍãÏ ÓÚíÏ
- مشاركات: 465
- اشترك في: الاثنين أغسطس 08, 2005 2:58 pm
الاخ محمد جمال سلام
بالنسبة لي جده - السعودية
طبعاً الموقف المؤلم المر بيك دا مر بكل قادم جديد لمدينة جده (موت الجماعه عرس) والواحد (الماشي عمره وشغل) أول ما يركب الطياره بتاعت السعودية بحس انه خلاص المشاكل اتحلت ، وبكون .. قبلما يسافر باع الواطه بتاعته في السودان، وأول ما يصل السعودية طبعاً ما عنده طريقة يسافر الرياض ولا تبوك ، بجد نفسه .. بعد اداء مناسك العمره ومسح سيئاته كلها بعداك بفكر في الشغل وطبعاً حينزل عند قريبه في جده وقريبه هذا ساكن في شقه يعني ما زي السودان حوش حدادي مدادي وصالون مخصص للضيفان .
تجي نخش في عقلية المضيف الجداوي.
المضيف الجداوي مصاب بذعر اسمه الضيف لانه اولا الضيف ماعنده طريقه يمشي مدينة تانية غير جده ومكه وطبعاً صغيره وثانيا الضيف ما معروف يمشي (يتخارج متين) بعد اسبوع ولا شهر سنتين ولا اربع .
المضيف لو طلع ود بلد وعنده الضيف دا مقدس يركع له زي ناس دارفور .. هنا الزوجة تقوم بالنقه ... وتقول ليك زولك دا حيقعد لمتين ، بل واحيانا تتصرف بطرده في غيابك و الطلاق وما ادراك ما الطلاق. هذا اذا كان الضيف من طرفك. لكن لو الضيف من طرفهم (الزوجات) بكونوا صابرات شديد (ايوب زاتو).
بالنسبة لي جده - السعودية
طبعاً الموقف المؤلم المر بيك دا مر بكل قادم جديد لمدينة جده (موت الجماعه عرس) والواحد (الماشي عمره وشغل) أول ما يركب الطياره بتاعت السعودية بحس انه خلاص المشاكل اتحلت ، وبكون .. قبلما يسافر باع الواطه بتاعته في السودان، وأول ما يصل السعودية طبعاً ما عنده طريقة يسافر الرياض ولا تبوك ، بجد نفسه .. بعد اداء مناسك العمره ومسح سيئاته كلها بعداك بفكر في الشغل وطبعاً حينزل عند قريبه في جده وقريبه هذا ساكن في شقه يعني ما زي السودان حوش حدادي مدادي وصالون مخصص للضيفان .
تجي نخش في عقلية المضيف الجداوي.
المضيف الجداوي مصاب بذعر اسمه الضيف لانه اولا الضيف ماعنده طريقه يمشي مدينة تانية غير جده ومكه وطبعاً صغيره وثانيا الضيف ما معروف يمشي (يتخارج متين) بعد اسبوع ولا شهر سنتين ولا اربع .
المضيف لو طلع ود بلد وعنده الضيف دا مقدس يركع له زي ناس دارفور .. هنا الزوجة تقوم بالنقه ... وتقول ليك زولك دا حيقعد لمتين ، بل واحيانا تتصرف بطرده في غيابك و الطلاق وما ادراك ما الطلاق. هذا اذا كان الضيف من طرفك. لكن لو الضيف من طرفهم (الزوجات) بكونوا صابرات شديد (ايوب زاتو).
آخر تعديل بواسطة ÍÓä ãÍãÏ ÓÚíÏ في الأحد ديسمبر 11, 2011 1:09 pm، تم التعديل 3 مرات في المجمل.
-
- مشاركات: 1839
- اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:52 pm
The Fateful Journey
THE EXPEDITION OF ALEXINE TINNE AND THEODOR VON HEUGLIN IN SUDAN (1863-1864)
Distributed for Amsterdam University Press
https://www.press.uchicago.edu/ucp/books ... 16230.html
456 pages | 100 color plates, 9 halftones | 7 1/2 x 10
Bold, headstrong, and fabulously wealthy, Dutch traveller Alexine Tinne (1834–1869) made several excursions into the African interior, often accompanied by her mother, at a time when very few European women traveled. The Fateful Journey follows her trip with German zoologist Theodor von Heuglin, which took them through Egypt and Sudan in search of adventure and unknown regions in Central Africa.. Drawing upon four years of research in the Tinne archives, and including never before published correspondence, photographs, and other documents, Robert Joost Willink presents a compelling account of their journey and its tragic ending. This exciting volume not only sheds light on Tinne’s life and times, it also offers captivating insights into the world of European adventurers in the 19th century.
An enthralling mix of adventure and careful scholarship, The Fateful Journey creates a powerful portrait of Alexine Tinne throughout her life, from her start as a rich heiress in the Netherlands to her end as the intrepid explorer who risked—and lost—everything on a daring, doomed quest.
https://www.press.uchicago.edu/ucp/books ... 16230.html
THE EXPEDITION OF ALEXINE TINNE AND THEODOR VON HEUGLIN IN SUDAN (1863-1864)
Distributed for Amsterdam University Press
https://www.press.uchicago.edu/ucp/books ... 16230.html
456 pages | 100 color plates, 9 halftones | 7 1/2 x 10
Bold, headstrong, and fabulously wealthy, Dutch traveller Alexine Tinne (1834–1869) made several excursions into the African interior, often accompanied by her mother, at a time when very few European women traveled. The Fateful Journey follows her trip with German zoologist Theodor von Heuglin, which took them through Egypt and Sudan in search of adventure and unknown regions in Central Africa.. Drawing upon four years of research in the Tinne archives, and including never before published correspondence, photographs, and other documents, Robert Joost Willink presents a compelling account of their journey and its tragic ending. This exciting volume not only sheds light on Tinne’s life and times, it also offers captivating insights into the world of European adventurers in the 19th century.
An enthralling mix of adventure and careful scholarship, The Fateful Journey creates a powerful portrait of Alexine Tinne throughout her life, from her start as a rich heiress in the Netherlands to her end as the intrepid explorer who risked—and lost—everything on a daring, doomed quest.
https://www.press.uchicago.edu/ucp/books ... 16230.html
-
- مشاركات: 1839
- اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:52 pm
العزيز حسن محمد سعيد
تحياتي يا صديق
نعم كلامك ربما كان معبرآ تمامآ عن أهل جدة من أهلنا .. جدة كمعبر للحج والعمرة و "الزوغة" وميناء عتيق لأحداث لا حصر لها ومكان رزق للملايين.
كما لا تنسى يا صديقي العتيق أن لنا (أنت وأنا) قصص بدورنا في مدينة جدة الفتية ومن ضمنها أنك أنت أول من أهداني في حياتي جهاز كمبيوتر PC (هل تذكر أم أذكرك؟) وقد جعلته تحفة في المكتب الأميري، كان ذاك في مايو من عام 1994. دعنا نعرج مرة على تلك الذاكرة الصغيرة الجميلة بغض النظر عن الأسئلة العملية والمشروعة من قبيل: ما فائدة مثل هذا الحكي؟ (سؤال ربما تسأله الروح البراجماتية منا)!. لكن دعنا نفعل فعل الحياة!.
محمد جمال
تحياتي يا صديق
نعم كلامك ربما كان معبرآ تمامآ عن أهل جدة من أهلنا .. جدة كمعبر للحج والعمرة و "الزوغة" وميناء عتيق لأحداث لا حصر لها ومكان رزق للملايين.
كما لا تنسى يا صديقي العتيق أن لنا (أنت وأنا) قصص بدورنا في مدينة جدة الفتية ومن ضمنها أنك أنت أول من أهداني في حياتي جهاز كمبيوتر PC (هل تذكر أم أذكرك؟) وقد جعلته تحفة في المكتب الأميري، كان ذاك في مايو من عام 1994. دعنا نعرج مرة على تلك الذاكرة الصغيرة الجميلة بغض النظر عن الأسئلة العملية والمشروعة من قبيل: ما فائدة مثل هذا الحكي؟ (سؤال ربما تسأله الروح البراجماتية منا)!. لكن دعنا نفعل فعل الحياة!.
محمد جمال
-
- مشاركات: 1839
- اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:52 pm
-
- مشاركات: 1839
- اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:52 pm
-
- مشاركات: 535
- اشترك في: الجمعة يناير 11, 2008 7:27 pm