قضايا اجتماعية، القاب التحقير وأثرها في تدمير الذات والمجتمع

Forum Démocratique
- Democratic Forum
أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
عبد الخالق السر
مشاركات: 202
اشترك في: الثلاثاء مايو 10, 2005 6:39 pm

قضايا اجتماعية، القاب التحقير وأثرها في تدمير الذات والمجتمع

مشاركة بواسطة عبد الخالق السر »

شأن الغالبية العظمى من أهل بلادي نشأت في حي شعبي حيث تمثل الألقاب عنصراً مهماً من عناصر السلوك اليومي لهذه المجتمعات. والألقاب فيها وبشكل عام تتأسس على الفظاظة والاستخفاف إن لم يستطيل الأمر إلى الاستحقار في بعض الاحيان. وهي للأسف سبب للكثير من التوترات الشخصية والعائلية في الأحياء، وتنداح تداعياتها مستقبلاً إلى أبعد من ذلك، حيث يسهم اللقب في كثير من الاحيان في تدمير الثقة بالنفس ، كما قد يتحول بالمرء إلى حالة سيكولوجية تستبطن حقداً وكرهاً للمجتمع الذي ينتمي إليه.
الشاهد إن الكثير ممن أمعنا في الاستخفاف بهم منذ الصغر واستحقرناهم كانوا سبباً في المستقبل من أسباب أوجاعنا وانتكاساتنا على كافة المستويات الاجتماعية والسياسية. كما أن شرورهم لم تتوقف يوماً عند سقف معين.

من الصعوبة بمكان أن يجد المرء تفسيراً متماسكاً لهذا النزوع المجتمعي نحو الألقاب السالبة والمدمرة للذات في هذه الأحياء الشعبية للحد الذي باتت فيه ثقافة كاملة من الصعوبة اجتثاثها.
وتكمن الصعوبة، في أنه واقعياً تبدو مجتمعات الأحياء الشعبية أكثر التصاقاً وتواصلاً وتكافلاً من الأحياء الأخرى، كما تجمع فيما بين أهلها أواصر أخوة وقرابة نفسية للحد الذي يجعل من ذلك سبباً في تخفيف الكثير من غلواء الحياة وقساوتها. وهذا بدوره يضيف عبئاً على أي محاولة لتشخيص الظاهرة بشكل موضوعي. فربما يكون السبب الجهل المسيطر ونمطية إيقاع الحياة أو ظروف المكابدة التي لا تنتهي، والمولدة غبناً مستبطناً لا يفتى يرشح شراً من مسام السلوك اليومي ويتبدى في مثل هذا النوع من الممازحات الثقيلة والجارحة في آن. قد لا يكون هذا سبباً حقيقياً أو مقنعاً، وقد تكون هناك الكثير من الأسباب الكامنة والتي في انتظار من يبحث عنها ليسهم في كشف مواطن العلة، إلا أنه من المؤكد أن الآثار السالبة للألقاب لا تخفى على أحد. وأن جروحها في كثير من الأحيان نازفة في دواخل من لسعتهم نارها.

الذاكرة تزخر بالكثير من الذكريات المؤلمة لمشاهد كان بطلها الأساسي اللقب. كانت هذه المشاهد تعج بالسيناريوهات الدرامية والمحزنة في آن. كما أن الكثير منها كان واعداً بمآلات
مستقبلية في غاية الكلاحة.

كنا صغاراً، ربما في الصف السادس الابتدائي ، إن لم تخن الذاكرة، بينما كان هو يكبرنا بحوالي 4 سنوات. ما زلت أتخيل ملامحه، كان أسمراً طويلاً، اللافت في الأمر، أنه ما إن يمر بالشارع حتى يأتي صوت أنداده ومن مواقع مختلفة وبنفس واحد "علي قلووط"!!. فجأة يتحول إلى وحش كاسر يندفع في أكثر من اتجاه وبغير هدى هادراً ،واعداً ، يقذف بالحجارة كيفما اتفق. كان حقيقة مشهداً يومياً محملاً بكل دلالات الأسى والشرور. لا أدري أين هو الآن، فلقد غادرت أسرته حينا مبكراً، ولكن ما زالت تلك اللحظات التعيسة ماثلة في الذاكرة، تدفعني للتساؤل فيما يكون قد وصل إليه حاله الآن؟ بعد أن شبع طفولة مليئة بالسخرية والاستحقار!!. هل يا ترى نجا من الذكريات المؤلمة؟ هل تجاوز إحساس الدونية الذي أسبقه عليه اللقب المهين؟ أم تمكنه هذا الأخير وملك عليه حياته حقداً وكراهية، وبالتالي أصبح نقمة على أقرب الناس إليه وعلى المجتمع ككل؟ بالتأكيد كل الاحتمالات مفتوحة ومفهومة وفق هذه الظروف.
مشهد آخر لا تحتاج نتائجه إلى تخمين هذه المرة. كان يلقب بعثمان "بيض". ومفردة "بيض" كما هي متداولة وقتها وعلى نطاق واسع، كانت تعني الشخص الذي به مسحة من "الهبالة". لم يكن عنيفاً ومباشراً في ردة فعله اتجاه هذا اللقب لأسباب لها علاقة بمكونات شخصيته. ولكن مشاعر الكره والحقد التي كان يكنها للحي الذي ينتمي إليه كانت غير خافية على الذين يعرفونه عن قرب. بذل جهداً خارقاً لكي يلتحق بالقوات النظامية حتى وفق في دخول الكلية الحربية. كان من الواضح إن البحث عن "السلطة" لتصفية الحسابات القديمة هو الدافع الأساسي للالتحاق بالقوات النظامية، وهذا ما عززه سلوكه في أول إجازة أتيحت له. فقد كان يزرع الحي جيئة وذهاباً كل يوم، مع الإتيان بحركات تحرشيه ضد الخصوم "القدام"!. توارى وقتها لقب "بيض" حيث جلسات النميمة، بينما طفى على السطح لقب "سعادتك" مع كثير من النفاق والتزلف. كان سلوكه العدواني يتنامى يوماً بعد يوم، وتجاوزته القانونية كانت فوق كل تصور، حتى أنه كان في كثير من الأحيان يستخدم صلاحيات ضابط الشرطة دون أن يعي للحظة أن هذا نوع من تداخل الاختصاصات التي قد تهدد مستقبله، ولكنها رغبة الانتقام. لم يتنفس القوم الصعداء إلا بنقله إلى الجنوب!!. لا ادري أين هو الآن وما هو مصيره. ولكن من واقع معرفتي اللصيقة به في ذلك الوقت، أستطيع أن أجزم أنه كان يتصرف ضد فطرته. فقد كان في دواخله شخصاً طيباً ومسالماً، ولكن ذكريات الصبا قد نالت منه بشكل كبير وترسبت في دواخله عقدة الدونية ولذلك بات يسرف كثيراً في إظهار الشرور والأنفة والحركات الاستعراضية بما يجعل منه كائناً غير محتمل.

قصة أخرى بطلها هذه المرة أحد الطلبة القادمين من مدينة بربر. كنا وقتها في السنة الثالثة بالقسم الأدبي بمدرسة عطبرة الثانوية القديمة، حينما أتى إلينا منقولاً من بربر الثانوية. كان بهي الطلعة، وسيماً بمقاييس الرجولة، هادئاً ورزينا. على الفور أطلق عليه البعض حسن "حلاته"!!. ولأن أهل بربر محافظين حد المغالاة، كان لا بد أن يثور وينقلب ذلك الكائن الوديع إلى نمر شرس لا تنتهي معاركه حتى تبدأ من جديد. كل ما فعلته هذه المعارك، هي تثبيت اللقب من جهة، وتنكيد حياته من جهة أخرى. مضت تلك السنة كأسواء ما يكون، ولا يساورني شك في أنها كانت كابوساً أطبق بخناق حياته. تفرقت بنا السبل منذ العام 86 من القرن الماضي،ولم أره إلا مصادفة في عام 2000 بإحدى "برندات" شارع الجمهورية بالخرطوم. لم يكن من الممكن أن اعرفه بتاتاً ، لو لا أن بادر هو بإيقافي واحتضاني وبعد سلام حار علمت أنه حسن زميل الدراسة بالثانوية. كان بديناً كثيف اللحية يرتدي جلباباً خليجياً قصيرا. علمت منه أنه يعمل منذ فترة بإحدى فروع المنظمات الوهابية الدعوية السعودية ومقرها كينيا. تساءلت مع نفسي بمجرد ما توادعنا، هل كان ذلك اللقب سبباً في انقلاب حياته؟؟!!.

أشهر لقب في الذاكرة الجمعية لسكان عطبرة هو "أبو جنزير" ، أو محمد "عوارة" -كما اشتهر-، والقصص التي تحكى عن هذه الشخصية تقارب الأساطير. عندما وعينا على الدنيا كان الرجل في أخريات أيامه. كان وقتها ممراحاً كثير الهزار، عكس ذلك التاريخ الدموي الذي يحكى عنه والذي بات مجرد حكاوي. السؤال: هل كان لقب "عوارة" المرادف لاسمه سبباً في كل هذه الشرور التي وسمت حقبة مؤلمة من تاريخ المدينة؟ المنطق يحض على ذلك، ولكن أياً كان الأمر، فمما لا شك عندي أن الرجل، ومن واقع معرفة قريبة، كانت به بذرة خير طمرت بفعل ثقافة الاستحقار والدونية.

المشاهد كثيرة، والذاكرة تعج بمثل هذه الصور وأكثر، وسيل الألقاب السالبة التي صادفتني/ صادفتك في الحياة لا حد لها. فقط افرد مكاناً للتداعي وتأمل كم مرة لامست ذهنك ألقاب من شاكلة : حسين النعجة، أحمد البوم، وليد الهطلة، بشير الكلبة، عثمان ود الحلبية، حسن الأعور، عبود الأعرج 000الخ من الألقاب غليظة المعنى، كثيفة التدمير؟. لا يساورني شك أن الكثير من أصحاب هذه الألقاب وجد طريقه إلى الأجهزة القمعية في ظل الأنظمة البوليسية، حيث مشروعية التشفي والانتقام، أو أوكار الجريمة والمخدرات حيث الهروب من الذات المعذبة، أو حيثما وجدت الانتهازية وبيع المواقف.

بالطبع لا تقتصر ظاهرة الألقاب على المجتمع السوداني، بل هي في الحقيقة سلوك إنساني عام يطال كافة المجتمعات. كما أننا لا نتجاهل أن هناك ألقابا تحمل معاني إيجابية مفعمة بالجمال ودلالات بالمحبة. بل أنه في المجتمعات الغربية نجد أن اللقب معترف به لدى الجهات الرسمية بحيث يمكن للشخص إن يضمنه تفاصيل هويته وأوراقه الثبوتية، ولكن بالمقابل، يعتبر اللقب المسيء أو المعبر عن مضامين استحقارية أو عنصرية من المخالفات القانونية التي تعرض قائلها لعقوبات قاسية ، ورد الاعتبار لمن وجه إليه.
من المؤكد أن الحال ليس هكذا في مجتمعاتنا، بل الشاهد أن الأصل في استعمالنا للألقاب مؤسس على المكايدة أو الاستخفاف ، أو الاستحقار، وما نجا من ذلك فهو شذوذ القاعدة.
إن خطر الألقاب التحقيرية عظيم، لأنها تتزامن في فترات دقيقة من حياة الإنسان، هي تلك الفترات من لحظات التكوين التي تتأسس عليها شخصيته في المستقبل. كما أن قدرتها العظيمة على النفاذ في أعماق الشخصية كترسبات نفسية تأتي من هشاشة التصدي وذلك لضعف التجربة الحياتية في تلك المراحل البريئة من العمر، بحيث يتعذر امتصاصها بشكل واعي قد يخفف من آلامها وغلوائها.

إن الخطر الأعظم يأتي في المقام الأول نتيجة للتجاهل التام من قبل المجتمع لهذه الظاهرة، وبالتالي غياب وانعدام الموجهات التربوية التي يمكن أن تحد من انتشارها والعمل على تصحيح مسارها بحيث تكون ألقابا إيجابية تعبر عن مشاعر الحب والمودة. وهذا الدور قميناً إن تطلع به الأسر والمؤسسات التعليمية ووسائط الإعلام التربوي.

إن ذهول المجتمع بمستوييه الشعبي والرسمي عن مخاطر هذه الظاهرة -مثل الكثير من الظواهر المسكوت عنها- يدفعنا الكثير من الأثمان الفادحة على كافة المستويات الحياتية، دون أن يحضنا ذلك ولو للحظة للتأمل والتفكير طالما أن ذهنية "الابتلاءات" هي المسيطرة على أقدارنا.
عبد الخالق السر/ ملبورن
8/10/2005م

صورة العضو الرمزية
الوليد يوسف
مشاركات: 1854
اشترك في: الأربعاء مايو 11, 2005 12:25 am
مكان: برلين المانيا

مشاركة بواسطة الوليد يوسف »

العزيز عبد الخالق

بدون أي مجامله مفتعله موضوع شيق ويعبر عن ذهن لماح متأمل يستطيع أن يلتقط العادي ويسلط عليه الضوء ومن ثم كشفه وتمحيصه أهنيئك علي هذه الخاصيه.فعلاً هذه الظاهره التي تناولها الخطاب الديني في أعلي اشكال تعبيراته الآ وهو القرءان الكريم (ولا تنابذوا بالألقاب بئس الأسم الفسوق بعد ألأيمان) تشير الي أنها ظاهره قديمه ومتجزره في المجتمعات بمختلف اشكالها وتبايناتها ولكن بطبيعة الحال هذا الخطاب ليس كافياً لتناولها وطرحها فقط من هذا المنظور المثالي الديني المتعالي الذي قد يرجي كثير من ألأمور الي يوم القيامه ويعتمد علي التذنيب والتأثيم مما يجعله خطاباً لا يستطيع أن يقدم حلولاً عمليه الأ بمساعدة العلوم ألأنسانيه المهتمه بدراسة المجتمعات وعلوم النفس وغيرها.لا اظن أن هناك من هو بمنجي من تلك ألألقاب القبيحه خاصة اذا كان كما ذكرت قد نشاء في حي شعبي وهناك ايضاً الألقاب المرتبطه بالممارسات الأجتماعيه المختلفه مثل لعب كرة القدم او فن الغناء و الموسيقي وفي غالبها تكون تمليحيه تعبر عن ألأعجاب باللاعب او الفنان وأن في بعض الأحيان تكون ايضاً مذله ومهينه مثل ما يصيب الغنايات الشعبيات الذين قد يعانو أكثر حين يرفض أهلهم أن يحملو اسمهم حتي لا تصيبهم الفضيحه ويهزاء بهم المجتمع فتأتي الألقاب التي تطال حتي المشاهير منهم مثل (عشه الفلاتيه) الذي يقال أن من أطلق عليها هذا اللقب(الفلاتيه) هو الفنان الشهير (الحاج محمد أحمد سرور) استهزاءً منها لتطاولها ودخولها عالم الغناء في ألأذاعه وتسجيلها للآسطوانات الشئ الذي يجب أن لا يلوث ويتمرمط بدخول النساء فيه حيث يكون مكانهم هو بيوت ألأعراس وأماكن الغناءالرخيص في الأنادي وغيره في ذلك الزمان ياتي التأكيد علي نسبها الي أصلها العرقي للتنبيه الي أنها لا تنتمي الي هذا المكان والغريب في ألأمر أن هذا اللقب المستفز والمتضمن عم أعتراف قد صار اسماً فنياً وصار يؤكد كل يوم للفنانه الموهوبه أنها مرفوضه من هذا الوسط رغماً عن أثبات ذاتها وفرض موهبتها وهذا جاء نتيجة لعدم قبول اسرتها بأستخدام اسمها فأصبحت كالمستجير من الرمضاء بالنار وكثير ما تسمع بفلان ود الحبشيه وعلان ود النوبه وغيرها من الألقاب ذات الدلالات العنصريه القبيحه الواضحه.وهناك ألأسواء مثلاً أن يعرف شخص طوال تأريخ حياته بأنه فلان ود الحرام حتي أنك اذا لم تصادفه في الدراسه او كان زميلك في مرحلة ما لن تتعرف علي الأطلاق علي اسمه الحقيقي والنماذج والأمثله كثيره ومحبطه للغايه.وتذكرني هنا قصه طريفه حدثت لنا أبان الثمانينيات عندما كنا نحن اولاد الحله في مدينة امدرمان حي العرضه بصدد التخطيط للقيام برحله ترفيهيه في منطقة ابو حليمه في شرق النيل وكان يتوجب علينا الحصول علي موافقة اوليا امورنا.وكان من بيننا شخص يدعي صلاح ولسيطرة اللقب عليه لا اعرف ما هو اسمه الكامل لانه عرف لدينا من خلال لقبه الا وهو (صلاح النجيتو)وحينما ذهب صلاح النجيتو الذي كان وحيد امه وتخاف عليه كثيراً وطرح عليها فكرة الذهاب في نزهه في الضواحي وافقت علي مضض وحذرته أن يذهب الي الرحله علي شرط الأ يكون المدعو (صلاح النجيتو) من ضمن المتنزهين المعروف بصعلكته وأجرامه دون أن تعرف أن ابنها هو نفسه (صلاح النجيتو).
علي العموم كما قلت الموضوع شيق وكبير ويستحمل التوسع في أتجاهات مختلفه أذا توفر لنا الوقت ويقظة الذاكره.

وليد يوسف
السايقه واصله
صورة العضو الرمزية
عبد الخالق السر
مشاركات: 202
اشترك في: الثلاثاء مايو 10, 2005 6:39 pm

مشاركة بواسطة عبد الخالق السر »

العزيز الوليد
سلامات وكل سنة وانت طيب
انها يا عزيزي واحدة من الحلقات الغليظة في سلسلة المسكوت عنه0 واعتقد أن هناك الكثير مما يجب عمله لتصحيح الكثير من السلوكيات والتي اكتسبت بفعل التقادم وتواطوء الصمت وضعا قيميا مريحا في ثقافتنا0 المشكلة ان سحب الرهان السياسي تسد الأفق وتحجب الرؤيا عن هكذا مشاكل ، والتي بدون التصدي لها تصبح الحلول السياسية سرابا كما هو حادث بالفعل.

لك الود
عبد الخالق
ãÍãÏ Úáí ãæÓì
مشاركات: 71
اشترك في: الثلاثاء مايو 10, 2005 12:21 pm

مشاركة بواسطة ãÍãÏ Úáí ãæÓì »

الأستاذ عبدالخالق السـر
لك التحية والتمنيات الطيبة..
قرأت ما كتبت مرة ومرتين..وشكرت لك هذه المبادرة بفتح النقاش فى واحدة من أقبح أدواء مجتمعنا الذى لم تقصر فى تعقيده وتعقيد مشكلاته الجغرافيا ولم يقصر التأريخ! ثم زدناه بهذه العادة مرضا على مرض..
كثيرون من سيئ الحظ ضحايا هذه الألقاب المهينة من المستضعفين أضطروا لترك مقاعد الدراسة أو فشلوا بسبب الضغط النفسى البشع والمعاناة التى لا يمكن أن يتصور من يطلقون هذه التسميات المدمرة -خاصة فى مجتمع شفاهى كالمجتمع السودانى-مدى تأثيرها..
شـد حيلك,,فالسكة طويلة وعندنا رصيد ضخم من المخجلات التى تستلزم الإزالة بحزم..
صورة العضو الرمزية
ÍÓä ãÍãÏ ÓÚíÏ
مشاركات: 465
اشترك في: الاثنين أغسطس 08, 2005 2:58 pm

مباريات كرة القدم

مشاركة بواسطة ÍÓä ãÍãÏ ÓÚíÏ »

الاخ عبد الخالق السر والاخوان والأخوات لكم التحية

المشكلة بتاعت الالقاب إنها طاغية حتى في الأجهزة الرسمية والفرق الرياضية، خذ مثلاً كرة القدم وانت بجوار الراديو تستمع لعلي الحسن مالك يقول في إحدى المباريات مايلي:
الدحيش استلم الكورة مررها لشواطين شواطين بمرر لي تنقا تنقا دخلوا عليهو كوري أخوان طلع منهم بإعجوبه ومررها للضب وهو أرجعها لزغبير الذي قام برميها لحمام وحمام بمرر لي قرعم الذي مررها للثعلب وبحركة ماكرة من الثعلب استطاع رميها اوت.
حتى في كنبة الاحتياطي تجد فوزي الاسد والسر الجمل وقرن شطا بيسخن.
أذكر ان فريق البرازيلي الذي يلعب فيه بيليه لعبوا مع فريق الهلال وكان شواطين طوالي حاجز بيليه ولم يعطه اي فرصة والمشكلة انه قبل المباراة كان ترجموا ليه اسم شواطين وقالوا ليهو اسمه DEVILS مما حرم المواطن السوداني من إبداعات بيليه.
هناك اسماء مثل عبد الغفار، سعد الدين، الجابري وعبد العزيز يصعب إضافة لقب عليها ولكن هناك ..كما ذكرت في مقالك اسماء مثل حسين, طه وعثمان وهذه اسماء تجد ان للبعض إحساس قوي انه من الواجب عليهم إضافة لقب عليها.
آخر تعديل بواسطة ÍÓä ãÍãÏ ÓÚíÏ في الجمعة نوفمبر 11, 2005 2:33 pm، تم التعديل 6 مرات في المجمل.
عمر التجاني
مشاركات: 228
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:28 pm

مشاركة بواسطة عمر التجاني »

الأخ عبد الخالق السر
رمضان كريم
تحليل مكتمل الجوانب
هل نطمع في المزيد
ولك للاخوة المتداخلين الف تحية
صورة العضو الرمزية
عبد الخالق السر
مشاركات: 202
اشترك في: الثلاثاء مايو 10, 2005 6:39 pm

مشاركة بواسطة عبد الخالق السر »

الاخوان محمد علي موسى، حسن محمد سعيد وعمر التجاني
سلامات ولامضان كريم
شكرا على المداخلات وساعود لاحقا للتعقيب
لكم الود
عبد الخالق
ãÍãÏ Úáí ãæÓì
مشاركات: 71
اشترك في: الثلاثاء مايو 10, 2005 12:21 pm

مشاركة بواسطة ãÍãÏ Úáí ãæÓì »

الأستاذ عبد الخالق
ألدغ ؟ وللا ألجن وللا دا لامضااااااااااااااااااان؟؟!!
وللا يمكن لامضان إسم مكاواة لى رمضان ويدخل فى السياق وأكون أنا الداااااايش..
لك سلامى وللجميع ..
كمال قسم الله
مشاركات: 158
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:29 pm

مشاركة بواسطة كمال قسم الله »

الأخ عبد الخالق
أعتقد أنك تناولت ظاهره خطيره ، ساهمت كثيرا فى تحطيم كثير من الشباب ، وفى تقديرى أن هذه الظاهره موجوده فى المجتمعات السودانيه وفى المجتمعات الأخرى ، تحديدا فى المجتمع المصرى الذى أتاحت لى فرص الحياه معايشة جانب من جوانبه.
مدينة عطبره من المدن السودانيه الشهيره بهذه الظاهره ، بحكم موقعها من مدينتى (بربر) كنا نتردد عليها كثيرا منذ الطفوله الباكره ، وواحده من ضمن أهتماتنا الشقيه فى ذلك الوقت ، هى استثارة أصحاب الألقاب السالبه ، ممنيين أنفسنا بمطارده ممتعه غاية الأمتاع ، من أولئك البشر ، شخص عادى وطبيعى ، يذهب للأسواق ويعمل ، الا ان مطاردة الألقاب السالبه لشخصه السوى حولته الى انسان حاد المزاج ،وأخيرا أعتزل الحياه حتى غادرها دون أن يشعر بذلك أحد . العنف بكل أنماطه موجود فى ثقافتنا ، لكن يبدو لى أننا عندما نتحدث عن العنف يتبادر لأذهاننا العنف الجسدى ، متناسين أسوأ أنواع العنف ألا وهو العنف اللفظى ، الذى نمارسه يوميا دون أن نلتفت الى نتائجه الوخيمه ، خاصة مع الأطفال . كثير من الألقاب التحقيريه أرتبطت بأصحابها منذ الطفوله الباكره ، كنتيجه لعنف لفظى مورس ضد ذلك الشخص .
فى بعض الأحيان يعتقد بعض الناس أن أصدار الألقاب ضرب من ضروب المداعبه، خاصة مع الأطفال، ولم يضعوا فى أعتبارهم أن هذا الطفل سيدفع الثمن غاليا .

أشكرك على هذه المساهمه ، مع تحياتى (للسمانى المره ) أذا كان على قيد الحياه
صورة العضو الرمزية
عبد الخالق السر
مشاركات: 202
اشترك في: الثلاثاء مايو 10, 2005 6:39 pm

مشاركة بواسطة عبد الخالق السر »

كمال قسم الله سلامات
قلت لي انت متورط في الشغلانة من "حواية" لحد "السماني المره" لوووووووووول0
طيب هسة نعاقبك بشنو؟
اتفق معاك على خطورة ظاهرة العنف الجسدي كواحدة من المسكوت عنه، والذي يجب أن يفكك لصالح ازمان افضل حالا من تلك التي عايشناهاز

سلامي
عبد الخالق
عمر التجاني
مشاركات: 228
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:28 pm

مشاركة بواسطة عمر التجاني »

الأخ عبد الخالق والأخ كمال قسم الله والإخوة المتداخلين
لكم التحية
وهذا يذكرني بواحدة من ابشع أنماط أغتيال الشخصية بألصاق لقب يورث المطلق عليه موراد الهلاك والتهلكة. عمنا عبد الفتاح ببربر وعطبرة وهو واحد من اكثر الشخصيات في بربر لطفا وفكاهة وسرعة البديهة والشئ الذي لا يعرفه الكثير من الناس أن العم عبد الفتاح أقول هذا عن يقين تام هو واحد من مناضلي ثورة أربع وعشرون فقد كان يعمل مع القائد الفذ علي عبد اللطيف جنديا. بكل أسف أطلق عليه أحد المعتوهين لقب قرع وهو عن قصة أتفه ما تكون ولا تضحك أحدا إلا من جهل قدر العم عبد الفتاح وهنا لو كنا نريد ردالأعتبار للعم عبد الفتاح يجب أن نذكر أنه كان جنديا مع علي عبد اللطيف ويكيفيه فخرا هذا
ولكم جميعا وللمناضل العم عبد الفتاح( رحمه الله رحمة واسعة)الف تحية
كمال قسم الله
مشاركات: 158
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:29 pm

مشاركة بواسطة كمال قسم الله »

[/b]الأخ عبد الخالق والأخ عمر التجانى
قصدت الحديث عن العنف ، لكى نفضح هذه الممارسه السيئه ، خاصة تجاه الأطفال، أضعف حلقات المجتع . العنف ممارس فى مجتمعنا ،وتوجد مقولات تسند هذه الممارسه ، ومن منكم من لم يذكر الوصيه الشهيره ، التى يوصى بها أولياء الأمور الأساتذه الأجلاء (ليك اللحم ولينا العضم ) واطلاق الألقاب أو أسماء (الدمبهوب ) ولدينا فى مجتمعاتنا من يشتهر بأطلاق الألقاب التحقيريه اللاصقه ، والتى تلازم الشخص مدى الحياه، هذه الظاهره وجدت من يساندها على الأقل بالضحك ،ووصف الذين يمارسونها بالظرف . تحقير بعض من الأساتذه لبعض الطلاب وبالفاظ جارحه ، جعلت كثير منهم ضمن الفاقد التربوى وهم فى مرحلة التعليم الأساسى ( يا حمار ، يا بليد ، يا الطيره أم طبق ) هذا أعنف أشكال العنف و ساهم كثيرا فى الغوغائيه التى أعترت مختلف المجالات فى بلادنا .
أستاذنا عمر التجانى له باع فى ذلك ، بأعتبار أنه خوجه وأبن خوجه جليل.
عمر التجاني
مشاركات: 228
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:28 pm

مشاركة بواسطة عمر التجاني »

الأخ عبد الخالق السر و الاخوة المتداخلين
الأخ الصديق كمال قسم الله حليل زمن التخوج فأنا الآن رهين الضياع
ارجو ألا يطلق علي عمر رهين الضياع.
بالطبع كثير من الألقاب التي نراها اليوم كانت وليدة زمن الطفولة وبالمدرسة أو الخلوة وقد يكون أحد المعلمين هو سبب إطلاق هذا اللقب. وهذا أمر نادر الحدوث ولكنه موجود. وبالمقابل أيضا تكون أحيانا على الطرف المعاكس أن يطلق الصبية والتلاميذ لقبا على معلما يظل يلازمة ايضا وقد يكون السبب هو ضعف شخصية المعلم أو غلظته أو تعاليه على التلميذ بحجة أنه المعلم وأنه أكبر سنا ويجب أن تنفذ رغباته دون أن يعي ان التلميذ مهما كان صغيرا فله ايضا رأي يجب أن يسمع.
والالقاب التي يطلقها الصبية أيضا قد تكون قاتله جدا وقد تدفع المعلم إلي المزيد من القسوة وأحيانا بكل أسف إلي الحقد حتى على الصغار .
والاصلاح يبدا من المدرسة ويبدأ باصلاح المعلم وحاله وفي المقام الأول المنهج المدرسي ولي عودة
صورة العضو الرمزية
عبد الخالق السر
مشاركات: 202
اشترك في: الثلاثاء مايو 10, 2005 6:39 pm

مشاركة بواسطة عبد الخالق السر »

عمر التجاني سلامات
رمضان كريم
كما قال الاخ كمال قسم ، يبدو انه عندك الكثير لتقوله في هذا الصدد. منتظرنك
سلامي
عبد الخالق
أضف رد جديد