مداخلة باللفة

Forum Démocratique
- Democratic Forum
أضف رد جديد
ÌÚÝÑ ÚÈÇÓ
مشاركات: 20
اشترك في: الأحد يونيو 26, 2005 6:36 pm

مداخلة باللفة

مشاركة بواسطة ÌÚÝÑ ÚÈÇÓ »

للديمقراطية والسلام والوحدة



أسسها عبد الرحمن مختار في 1961م العدد رقم: 4462
2005-11-08
بحث في الأخبار





:: الصفحة الرئيسة

:: اخبار

:: رياضة

:: رأي

:: الملف الثقافي

:: مع الاحداث

:: الأعمدة

:: الإرشيف

:: البحث




رئيس مجلس الإدارة:
طه علي البشير

رئيس التحرير:
عادل الباز

المدير العام:
هاشم سهل

مستشار التحرير:
نور الدين مدني

مستشار هيئة التحرير:
أمال عباس

مدير التحرير:
حيدر المكاشفي

سودان للجميع بلا استعلاء

عبد الخالق السر سوداني مقيم في ملبورن باستراليا، لم التق به قط، وليست بيننا علاقة سوى رابطة الوطن، وقد درج سودانيو الشتات - وأنا منهم، بل زعيمهم بوصفي مؤسس ورئيس وأمين صندوق «حتم» وهي حركة تحرير المغتربين - درجوا على ارتياد مواقع سودانية على الانترنت، لطق الحنك والفضفضة وتبادل وجهات النظر في قضايا الوطن، ولأنني مش فاضي ومشغول بتكوين نفسي، فقد قصرت سياحتي في تلك المواقع، على ثلاثة منها تتسم بالجدية والرصانة، ومن بينها الموقع الذي وجدت فيه كلاما في اللحم الحي لأخينا عبد الخالق، وهو موقع «سودان للجميع» sudan-forall.org تحدث فيه عن ولع السودانيين بإضفاء ألقاب معيبة، خاصة على أصحاب العاهات والاحتياجات الخاصة، وأورد أمثلة لأشخاص حقيقيين التصقت بهم ألقاب ظالمة، وكانت سببا في تحولهم الى شخصيات عدوانية او انطوائية، وكان من بين الأمثلة التي أوردها «أبو جنزير».. لا أقصد به «الولي الوهمي» الذي أشاع البعض أنه مدفون حيث الميدان الذي يحمل اسمه ويطل على شارع القصر (انظر ماذا تفعل صناعة الأسطورة - وهذا ميدان فارسه الأستاذ الصديق عبد الله علي إبراهيم. ولعل من أمتع ما كتبه في هذا الصدد ما تعلق بحكاية الجماعة الغرب أفريقية التي شاع أن الواحد منهم يصافحك فتطير رجولتك أو أنوثتك، وقد عقبت على كلامه ذاك الذي شرح فيه ميكانيزمات ال urban
legend وفوجئت بأن صحيفة أميركية وأخرى استرالية نقلت
كلامي الذي أعلنت فيه أنني لن أزور وطني حرصاً على ما تبقى من رجولتي، وأنه لو اضطرتني الظروف لزيارته فلن أصافح أي شخص أسود البشرة، وأن ذلك معناه أنني لن أصافح حتى أقاربي لأنهم جميعاً سود، ما عدا أقلية مضطهدة «فتح» الله عليها باللون الفاتح نسبيا.. المهم يقال ان الانجليز احضروا الجرافات لإزالة قبر لشخص مجهول في الموقع ذاك، ولكن ما ان تبدأ الجرافة عملها حتى تصاب بعطل في جنازيرها، ومن ثم استنتج الناس ان صاحب القبر ولي مبروك. وطالما ان لا أحد يعرف من هو فقد أسموه أبو جنزير، لأنه عطل جنازير الجرافات).. أبو جنزير الذي عناه عبد الخالق هو محمد عوارة، وقد اشتهر بذلك اللقب في عطبرة، وكان قد شاع في ستينيات القرن الماضي ان شخصا ما يعتدي على الناس بجنزير عجلة (دراجة).. وتحول الأمر الى كابوس في كافة مدن السودان، بسبب الإشاعات التي كانت تقول ان ابو جنزير نقل نشاطه الى مدني ثم كوستي ثم الخرطوم هلمجرا.. وقد اعتقل محمد عوارة وحكم عليه بالسجن لنحو عشر سنوات، بعد ان ثبت انه ابو جنزير عطبرة... يقول عبد الخالق - ويبدو أنه من عطبرة - ان محمد الذي صار ابو جنزير كان انسانا مرحا يحب «الهزار» والدعابة. ولكن الناس أطلقوا عليه لقب عوارة.. ولازمته تهمة العوارة أي البلاهة لسنوات حتى تحول ذلك الإنسان المرح الى شرير دموي... التقيت بمحمد عوارة (أبو جنزير) في سجن كوبر (هذه زلة لسان كشفت ان ابا الجعافر من أرباب السوابق.. ما علينا فمن كان منكم بلا خطيئة فليضربني بجنزير).. كانوا في السجن يسمحون للسجناء الوديعين بتنظيف الحظائر المخصصة للسجناء السياسيين، ورأت ادارة السجن أن أبو جنزير شخص وديع ومسالم برغم كل الدم الذي سفحه، وكانت على صواب في تقديرها ذاك، وكان بالفعل شخصاً طيب القلب باسما وصاحب دعابة، مما يؤكد صدق الاستنتاج بأنه تحول الى مجرم لينفي عن نفسه تهمة «العوارة». (أثناء عملي في مدرسة سنار الثانوية، سمعت موظفاً بالمدرسة يشتم مواطنا بعبارة: امشي يا فقير.. وضحكت لأنني كنت أعرف ان ذلك الموظف يأكل ويشرب بالدين، وأنه لا يجسر على الذهاب الى السوق تهربا من الدائنين.. ولكن الأمر لا يكون مضحكاً عندما يتقدم شاب محترم طالباً يد فتاة فيرفضه أهلها لأنه من أسرة «مقاطيع وكحيانة»)
ألقاب التحقير التي تناولها عبد الخالق السر، لا تقتصر على الأفراد بل تطال الجماعات، ولا يقتصر هذا الأمر على السودان، بل إنك تجد في مصر مثلاً عشر نكات يومية زبدتها ان الصعايدة أغبياء، وتستعرض سيرة مشاهير مصر، وتكتشف أن معظم من وضعوا مصر على الخارطة الثقافية والعلمية «صعايدة».. وفي السودان نمارس التنميط وإطلاق صفات التحقير على قبائل وأقاليم بأكملها، فالرباطاب عينهم حارة.. والحلفاويون نص ديانة.. وصارت كلمة «غرباوي» تعني «متخلف» ومن عرف أهل كردفان مثلي سيقول: مرحبا بالتخلف إذا كان سيجعلني مثلهم.. وكتبت أكثر من مرة عن أن أمي لم تجد لي اسم دلع سوى «أوشي» وهي كلمة نوبية تعني «العبد». وكان ذلك لأنني أكثر اخوتي سمرة، وكانت في ذلك تساير العقلية السائدة بأن شدة سواد البشرة «يرتبط بالعبودية».. هذه مسائل نتحرج في مناقشتها، لأننا مشبعون بنرجسية شوفينية تجعلنا نفترض ان الله لم يخلق مثلنا في العباد، بل هناك من يعتقد أن تناول نكات الجعليين والشايقية - مثلا - إذكاء لروح العصبية القبلية، مع أن تلك النكات ساهمت في واقع الأمر في تلطيف تلك العصبية، وصار الشايقية والجعليون يدركون ان كل ما يقال عن «حساسيات» بينهم، تحول بمرور الزمن الى دعابة. وهكذا تجد النوبيين أكبر وأكثر من يؤلف نكات «البرابرة» ويروج لها. ولعلكم قرأتم في عدد هذه الصحيفة ليوم الجمعة قبل الماضي (خلال دردشة معي) ما قاله أحد المحررين عن الحلفاوي الذي سمع بقدوم شهر رمضان لهذا العام وتساءل: إزاي رمضان زي ما كان؟ أُمَّال الحركة الشعبية قاعد يعمل شنو؟.. لا بأس في أن نؤلف النكات عن الهدندوة والنوبيين والصعايدة. ولكن البأس كل البأس في تحقير شخص أو جماعة أو عرق.. وفي الخليج يتم يومياً تأليف نكتة عن «كسل السودانيين»، وأضحك لمعظمها، ولكنني لا أسكت على عبارة عابرة ألمس فيها استعلاءً على السودان وأهله أو تحقيراً له أو لهم.
جعفر عباس
[email protected]

معذرة يا استاذ السر فقد حل أسم أبيك محل اسمك ولكن الكلام على النية!



رجوع




















©2004 Alsahafa.info. All rights reserved.
Best viewed with Internet Explorer 4.0, Netscape 4.0 or above with a resolution of 800 X 600 .
ÌÚÝÑ ÚÈÇÓ
مشاركات: 20
اشترك في: الأحد يونيو 26, 2005 6:36 pm

مشاركة بواسطة ÌÚÝÑ ÚÈÇÓ »

معذرة نسيت ان اقول لكم ان الموضوع أعلاه نشرته جريدة الصحافة في عدد يوم الاثنين 7 نوفمبر الجاري
أضف رد جديد