رد مقنع على ورقة عبدالرحيم حمدي

Forum Démocratique
- Democratic Forum
أضف رد جديد
ÚÒ ÇáÏíä ÇáÔÑíÝ
مشاركات: 33
اشترك في: الخميس أكتوبر 13, 2005 9:42 am

رد مقنع على ورقة عبدالرحيم حمدي

مشاركة بواسطة ÚÒ ÇáÏíä ÇáÔÑíÝ »

اثارت ورقة عبدالرحيم حمدي حول استراتيجية الاستثمار خلال الست سنوات القادمة الكثير من ردود الفعل لما تتسم به من سوء لا يخرج الا من فهم سيء وحل غير سديد للمشاكل صنعتها الجبهة الاسلامية او تلك التي فاقمتها.

المقال التالي، في تقديري، رد جيد على ورقة عبدالرحميم حمدي ولكنها تفتح الباب للنقاش ارجو ان يساهم اعضاء البورد بما هو متاح.


Last Update 01 نوفمبر, 2005 12:13:15 AM

حمـدي وفصـل دارفـور وشـرق وجنوب السـودان للصالح العام

مناقشات هادئة لآراء صاخبة

د. حامد البشير إبراهيم

بخارست/رومانيا
[email protected]

مــدخـل

في خلال كل سنوات الانقاذ كان الناس ُيحالون لما عرف في ادبيات الدولة والمجتمع بالصالح العام في إشارة لضرورة إنجاح مشروع الاسلامويين الذي ُعرف بالمشروع الحضاري والذي يقضي بإبعاد المخالفين وتقريب المؤمنين به.

لكن ومع تطور ازمة الحكم في السودان بدأ رجال الإنقاذ في إحداث نقلة نوعية في فكرهم الإستراتيجي وإجراءاتهم التكتيكية تقضي بإحالة أجزاء من الوطن – هذه المرة - للصالح العام حتى يتناسب حجم الوطن الجديد مع مقاس الحزب الذي للاسف بدأ يضيق مع تمدد تيارات العولمة وإشعاعات الإستنارة وتناقضات الداخل التي اضحت تحاصره من كل الإتجاهات .

في هذه اللحظات المفصلية من تاريخ السودان المعاصر يفاجؤنا كبار رجالات الاسلامويون بفكرة مقادها إعادة تعريف الوطن وإعادة رسم حدوده في خطوة اقل ماتوصف به بانها " أبارتيد إسلامويه" في تعبير عن حالة الإحباط والعتمة التي وصلت إليها بعض المجموعات في داخل جسم الإسلامويين في السودان .

قبل حوالي اكثر من اسبوعين وأثناء تواجدي بالسودان في عطلة سنوية علمت بالورقة المثيرة التي قدمها الأُستاذ عبد الرحيم محمود حمدي، وزير المالية الأسبق الذائع الصيت في السودان والذي تم على يديه إلغاء دولة الرفاهية وإحلال محلها إقتصاد السوق المسيطر على كل جوانب الحياة بما فيها التعليم (المدرسة الخاصة) والصحة (العيادة الخاصة ) وزيادة معدلات الفقر لتصل الى ارقام تقارب التسعين في المائة (90% ) او تزيد وماترتب على ذلك من ظواهر سلبية شملت كل مناحي الحياة : الفساد حيث السودان هو الدولة الاولى عربيا حسب ترتيب منظمة الشفافية العالمية، والتفسخ الأخلاقي ، والتفكك الاسري، وإرتفاع نسب عطالة الشباب والمتعلمين (حوالي 60%)، تنامى الوعي الإثنى كاستراتيجية للتكيف مع الإحباط وانعدام الوجهة وغيرها من الظواهر السالبة للمشروع الاقتصادي والتي في مجملها ضربت "المشروع الحضاري " في مقتل . يضاف الى ذلك الرصيد الاجتماعي السالب والصورة المرسومة سلبا في العقل الجمعي والمجتمعي عن " الإسلاميين" في السودان بعد سنين حكمهم الطويل والمنفرد للسودان .

في خضم كل ذلك يفاجؤنا الاسلامويون وهذه المرة على لسان خبيرهم الاقتصادي الأكبر باطروحه أقل مايُقال عنها أنها تلغي الاخرين وتفرض عليهم وصاية تصل الى حد تقرير المصير.. بل ومصير احفادهم من بعدهم .. هي ورقة حتما تستحق الرد وأكثر لما لها من دلالات جد خطيرة وذات أبعاد لايمكن الإستهانة بها ولا يمكن السكوت عليها. الاستاذ حمدي مشهود له بالجرأة في مواقفه وبالتصريح والترويج لها بقليل من المواراة والاعتبارات السياسية .

وفوق ذلك فهو المهندس الذي حقق البناء الطبقي الجديد والمنعة الاقتصادية للاسلامويين في السودان مُحدثا بذلك إنقلابا إجتماعيا كاملا في البناء الاجتماعي السوداني بدلالات بعيدة المدى. وبهذا الفهم فالأُستاذ حمدي ورغم أنه هو الذي كتب هذه الورقة كشخص إلا وأنه بماضيه التليد وموقعه المتميز في الحركة الإسلامية وبإمساكه بتلابيب الحراك الاقتصادي وسط الحركة الاسلامية، فإنه حتما (بهذه الصفات) يمثل تيارا بل وتيارا فاعلا في جسم الحركة الاسلامية واسمها الحركي ( المؤتمر الوطني ) . إن أي تعامل مع هذه الورقة بخلاف ذلك يعتبر إنكارا لحقائق ومسلمات سوسيولوجية أساسية في بنية وتوجهات الحركة الاسلامية في السودان وأهدافها الإستراتيجية البعيدة المدى ونمط تفكيرها وتكتيكاتها المرحلية والآنية .

حيـثـيات ورقـة الاسـتاذ حمـدي :

1- تحدثت الورقة عن مستقبل الاستثمار في السودان في الفترة الإنتقالية خلال الست أعوام القادمة .

2- أكدت الورقة بصورة جازمة بأن تفويض الحكومة يأتي من الحزب وليس من الدولة وبالتالي فإن مصلحة الأول ( الحزب) تطغى على مصلحة الثاني ( الدولة ) وتسود عليها .

- أكدت الورقة بأن خيار الوحدة غير وارد بل وأن الإنفصال هو الأكثر تأكيدا. وعليه فعلى الحزب الحاكم أن يعد العدة كاملة لخيار الإنفصال وهو الأرجح .

4- السودان المحوري (الشمالية – الوسط + كروفان ) يمثل اقليما متجانسا تاريخيا – ثقافيا- اثنيا ودينيا .

5- جهد الحزب الحاكم خلال الفترة الإنتقالية يجب أن ينصب في هذا الإقليم المحوري والذي يحمل كل مقومات الدولة المستقلة ( ثقافيا واقتصاديا وسياسيا ) ولا غضاضة من إنفصال بقية الاقاليم عنه وهذا حادث لامحالة كما يُستنبط من الورقة .

- أكدت الورقة بأن حروب الهامش التي تستعر في الغرب الأقصى ( دارفور) والشرق الأقصى من (البحر الأحمر- كسلا ) هي في الأساس جزء من مخطط أجنبي قصد منه إملاء شروط الأقليات ( مضافا إليها الجنوب ) غير العربية وأيضا غير الإسلامية على شاكلة وضعية المسلمين في نيجيريا والسنغال واثيوبيا . سميت هذه الدول بدول الحزام العازل للإسلام .

على أسوأ الفروض وطالما ان حربا يصعب كسبها أمام هذا التيار اللاعربي- لاإسلامي فمن الأجدى الإنسحاب كلية وتشكيل دولة جديدة متجانسة دينيا وشعوبيا( إسلامية – عربية ) تخرج من حزام العزل (الإسلامي) لتعيش في سلام داخلي وإستقرار بعيد عن تعكير صفوها بعناصر افريقيه وغير إسلامية .

- بهذه الخيارات سيتمكن الحزب الحاكم لامحالة من الإستمرار في الحكم خاصة وان ذلك يمكن أن يأتي بقليل من الجهد الإستثماري في هذا الإقليم المحوري ذو الوعي العالي والإستجابة العالية للخدمات والتي من مردوداتها التصويت لصالح حزب المؤتمر الوطني في حالة تقديم الخدمات المناسبة ( مساكن شعبية ، تخفيف الجوع بصورة مباشرة، التشغيل ومحاربة العطالة خاصة وسط المتعلمين والمبعدين عن العمل) وغيرها من نماذج تخفيف الفقر وسياسات النمو المنحازة للفقراء pro-poor growth policies .

- هذا البرنامج ( السودان المحوري) والإستثمار الداعم له يجب أن ينفذه فقط من يؤمنون ويؤتمنون على الفكرة وذلك يعني ضمنا عزل الآخرين في مسعى تكرار الماضي يعيد من جديد خاصة فيما يتعلق بالتفضيل في الخدمة العامة .

- الورقة على البعد السياسي تتعامل وكأن اتفاقية السلام لاوجود لها وغير ملزمة للحكومة خاصة فيما يتعلق بضرورات الاجراءات والخيارات السياسية التي تجعل الوحدة خيارا جاذبا حسب ورقة السيد أن الخيارات السياسية المتاحة للسودان تحددها قوى دولية خفية لاصيرورات وتفاعلات داخلية .

منـاقشــات اســاسـية :

في هذا القسم سأسعى لمناقشة بعض ماورد في ورقة الاستاذ حمدي خاصة تلك الاراء ذات الدلالات الكبيرة والبعيدة . وأيضا إعتمدت في هذه المناقشات على المنهج التفكيكي حيث أن بعض ماورد في الورقة لايمكن فهمه إلا برده "للصورة الكبيرة" Bigger picture"" المتمثلة في سياسات نظام الإنقاذ ومواقفه أو مواقف بعض اللاعبين الاساسيين فيه والذين حتما منهم الاستاذ حمدي .

اولا :

يقول الاستاذ حمدي :

"التكليف يجئ من حزب سياسي وليس من الدولة .. ولهذا يفترض ان تُراعى الإجابة عليه مصلحة الحزب في الإستفادة من الإستثمار خلال الفترة الإنتقالية …الخ ".

هذه الجملة حتما بها كثير من الأخطاء " الأخلاقية " الفادحة حيث ان التكليف يجئ من جماهير ليست بالضرورة منضوية لحزب بل منحازة لبرنامج يصبح – حين يتم إختياره جماهيريا- برنامجا للحكومة “Government” والتي هي اليد الفاعلة للدولة (State) والتي بدورها الممثلة للأمة أو للوطن أو للناس جميعا .

وبالتالي المقولة أو الحيثية الصحيحة التي كان يجب أن ينطلق منها الاستاذ حمدي هي أن مايجب أن يُراعى هو مصلحة الدولة ومصلحة الأُمة وإن تقاطعت مع مصلحة الحزب . وقديما لو يذكر الاستاذ الكريم قد إنحاز المرحوم اسماعيل الأزهري لخيار الإستقلال حينما كان مطلبا جماهيريا سودانيا وليس حزبيا ، مما دفعه ورفاقه لإعلان الإستقلال من داخل قبة البرلمان وذلك على الرغم من البرنامج الاستراتيجي المعلن لحزبه وهو وحدة وادي النيل .

ثانيا :

في حديثه عن مميزات السودان المحوري(دنقلا – سنار+ كردفان) والتي من اهمها تزايد الوعي فيه وكذلك التعليم مما يجعله سريع الإستجابة التصويتية في حال تقديم خدمات له بالمقارنة مع السودان الآخر الذي يمكن الاستغناء عنه ( تنمويا لانه ينعدم فيه الوعي وحساسية اللإستجابة لتقديم الخدمات والذي يُفهم صراحة وضمنا بانه ميؤوس منه إنتخابيا).

ألم يسال الاستاذ حمدي نفسه ماهو كان دوره في زيادة او تدني نسب التعليم والوعي في هذه الاقاليم التي قرر عزلها من السودان المحوري :

ألم يتوقف طريق الإنقاذ الغربي في عهد الاستاذ حمدي وبدلا عنه قامت طرق أقل أهمية اقتصادية منه .

هل كان الاستاذ حمدي ورفاقه يستقرؤن الاحداث بانه يجب ان يتوقف هذا الطريق لانه يوما ما سيكون طريقا قاريا يربطنا مع دولة جارة (هي دارفورحسب استقراء حمدي) ويقع خارج اطار السودان المحوري ؟

(ب) ألم يتم في عهد الاستاذ حمدي تحويل مسؤولية التعليم العام للمحليات والتي كانت وما زالت عاجزة حتى من سداد مرتبات العاملين عليها. نتيجة لذلك توقفت المدارس في أغلب الولايات الطرفية لحوالي عشرة سنوات . والفاقد التربوي كان وقودا للحرب الأهلية بالوكالة وبالإنابة عن دولة تعيش نخبها في ابراج بعيدة . أرجو من الاستاذ حمدي أن يُراجع نسب الإنخراط في التعليم العام في تلك السنوات والتي إنحدرت إلى أقل من 30% في بعض الولايات . وان من كل مائة طفل دخلوا الصف الاول فقط ثمانية منهم يصلون الصف الثامن .. كل هذا يحدث في الاقاليم " قليلة الوعي " والتي حُكم عليها أخيرا بالفصل تعسفيا من السودان المحوري ولصالحه العام .

والمؤسف ان يأتي هذا الحكم من شخص كان هو المؤتمن على المال العام في كل السودان وهو الذي كان يُرجى منه احداث التغيير المنشود وبحيادية وحيدة مرجوة فيمن يشغل منصبا بذلك الحجم . وحزنت مؤخرا أكثر حينما علمت ان وزير مالية آخر قد قرر الانحياز لمشروع السودان المحوري بإختياره الجلوس في منبر السلام العادل الذي ينادي بفصل الشمال عن الجنوب بقيادة المهندس الطيب مصطفى .

ثالثا :

إن أُطروحة الاستاذ حمدي التي تقول بخلق وطن جديد قوامه (دنقلا – سنار+كردفان) هي من أولها لآخرها عنصرية تقوم على فرضية التجانس العرقي والتجانس الديني. وتقوم على مبدأ الفصل على أساس هاتين المعطيتين ( العرق والدين ) لاأظنني أُضيف كثيرا إن قلت للاستاذ حمدي أن المرادف لمصطلح الفصل العنصري هو ماعرف بلغه الأفريكانا بال (APARTTHEID) والتي هي مصطلح يرجع للكلمة الانجليزية (APARTNESS) أي الفصل بين الاعراق .

بقصد أو بدون قصد إن أُطروحة الاستاذ حمدي هي وجه اخر "للأبارتايد" وهذه المرة داخل الوطن الواحد وباللذين ينتمون لذات العرق وإن توهموا وعظموا صغائر التفاصيل والفوارق.

المؤسف حقا أيضا هو أن هذه الاطروحة من قبل الاستاذ حمدي قد أعطت وزنا أكبر للعرق أكثر من الدين وإلا بماذا يُفسر عزل دارفور والشرق عن هذا المحور رغم الخطأ التاريخي في تبريره بانه العمود الفقري للدولة الاسلامية في السودان خلال الخمسة قرون الماضية. لماذا تضاءل طموح السسيد حمدي وكذلك الاسلامويين حتى يكون "الميس" هو مملكة سنار بدلا عن الدولة المهدية التي غطت معظم مساحة الوطن الحالي وتمددت دعوتها غربا حتى بلاد الفولاتي " وأسماء دان فوديو وحياتو بن سعيد" وغيرهم ممن تزين بأسمائهم أسماء الشركات الغير ربحية والمعفاة من الضرائب والمتمتعة بكل الإمتيازات في الاحياء الراقية في الخرطوم شاهد تاريخي على ذلك التواصل .

لماذا يتم الحكم بلا اسلامية دارفور وهي الرابط القويم للإسلام المتمدد والمتصل بين غرب وشرق إفريقيا عبر رحلات الحج التي شهدتها القارة منذ حوالي اربعة عشر قرنا… كيف يتم ذلك ودارفور هي كاسية الكعبة في رحلات كانت توصف برواق دارفور مؤكدة بذلك اتصال افريقيا بشبه جزيرة العرب حيث ان البحر الاحمر كان عبر التاريخ رابطا لاعائقا ومن قبل قد عبره أول المهاجرين الى الحبشة حينما ضاق بالدعوة والدعاة الأمر وكان حينها النجاشي ملك الحبشه .

محزن للغاية ان يتضاءل الاسلامويين من الخطاب والمنظور الاسلامي الى آخر عرقي ضيق يردهم إلى جاهلية ماقبل الإسلام تماما كما ارتدت حركة طالبان إلى عصبية البشتون عند نهاية المشوار القصير من تأسيس الدولة . أقول للأستاذ حمدي إن العنصرية هي عندما تبنى الصيرورات السياسية على أساس ديني أو عرقي. وحينما تكون الخيارات السياسية مبنية على الدين او العرق ذلك هو من صميم التفكير العنصري ومن صميم التوجهات الفاشية (حيث في المانيا كانت النازية هي تلاحم المسيحية المتطرفة مع سيادة الجنس الاري) وكذلك كانت تجربة الفاشية في ايطاليا موسيليني ، وتجربة الفاشية في المنطقة العربية حيث توأمة الفكر الشعوبي العروبي مع الاشتراكية والتي في نهاية المطاف أنتجت صدام حسين، وحلبجة ، ومآس الاكراد ، وانهيار الدولة ذات الامكانيات الأوفر للنهضة في المنطقة العربية … وما نشاهده الآن أمام أعيننا وقلوبنا تدمي ، هي النتيجة الحتمية لذلك التطرف . اقول للأستاذ حمدي إن الدمار الكبير يأتي من فكرة صغيرة وكذا الخلاص الكبير .. ان لكم في دهركم نفحات .

رابعا :

إن الاستراتيجية التي طرحها السيد حمدي والتي تقضي بضخ أموال هائلة في عمليات إستثمارية بقصد إستجداء وكسب أصوات الناخبين في السودان المحوري (دنقلا – سنار + كردفان ) بها كثير من السذاجة والبساطة للأسباب التالية:

هذه الاستثمارات - وكغيرها من العمليات الاقتصادية الكبيرة – تحتاج لقدر كبير من الاستقرار السياسي وهذا مايشكوه النظام حاليا وذلك للجرح الغائر في الشرق والنزيف المستمر في دارفور والشلل النصفي في الجنوب .

ليس بمقدور الشمال ( ماقبل السودان المحوري) بعد اقتسام عائدات البترول مع الجنوب بالاضافة الى الإلتزامات المالية الأخرى ( إعمار الجنوب والمناطق المتأثرة بالحرب ) أن يضُخ أموالا طائلة لمشروع حمدي الاستثماري .

ان القطاع الاقتصادي في الدولة رهن نفسه لالتزامات مالية باهظة في شكل إعفاءات وأشكال مختلفة من الفساد المالي والإداري للحلفاء الإقتصاديين والمؤلفة قلوبهم من الاحزاب المتوالية والمنشطرة والمحاسيب بالاضافة للدفعيات الخاصة بالحركة الاسلامية داخليا وخارجيا ( تحسبا لاي طارئ) ، وبالإضافة لضرورة الاستعداد للإنتخابات والتي من وحيها استلهم السيد حمدي كل هذه الافكار الخطيرة "والفطيرة" في آن معا .

(د) من المؤكد أن هناك إنهيارا مريعا في البنيات التحتية وفي المشروعات الزراعية الكبرى( مشروع الجزيرة والمشاريع المروية الاخرى) زائدا التدهور الكبير في مشاريع الزراعة الآلية في القضارف والنيل الأزرق وجنوب النيل الأبيض وجنوب كردفان . كل هذه العوامل تجعل الاستثمار في القطاع الزراعي أكثر تكلفة وبطيء وقليل العائد على عكس ماطرح السيد حمدي .

(هـ) ترهل الخدمة المدنية وإنعدام الكادر البشري المؤهل سيظل عائقا امام أي عملية استثمارية ضخمة في السودان. هذه الكوادر البشرية التي تم الاستغناء عنها حينما كان الاستاذ حمدي وزيرا للمالية ومروجا لبرامج الإستخصاص وبيع مؤسسات القطاع العام . بالاضافة للفصل التعسفي لعشرات الآلاف من الكوادر البشرية المؤهلة لأن نظام الانقاذ (بنصائح خبرائه الاقتصاديين ) قرر في التسعينات (وكذلك الآن حسب توصية السيد حمدي ) بأن هؤلاء غير مقتنعين بسياسات وبرامج الانقاذ . المؤسف أن السيد حمدي مازال يحمل ذات القناعات القائلة بان هذه السياسات والاستراتيجيات يجب ان توكل للمؤمنين بها فقط في اشارة واضحة بأن ماسواهم يمكن الإستغناء عنه للصالح العام وهذه المرة – لنكن أكثر تحديدا - لصالح " السودان المحوري " .

(و) في تناقض واضح وبتبسيط مخل فان ورقة السيد حمدي لم تبد تحمسا واضحا تجاه القطاع الصناعي وقابليته لاستقبال مشروعه الاستثماري الضخم في "السودان المحوري " . وحينما تم تناول ذلك كان بصورة هامشية لقطاع التعدين ( لااحد يدري مايدور فيه ) وقطاع اللحوم والخضر والفاكهة مهملا بذلك كل الصناعات التحويلية الغذائية الأُخرى مثل الحبوب الزيتية وغيرها. وللأسف أورد السيد حمدي في إحدى توصياته بضرورة تخفيض الجمارك "خدمة للجماهير وليس حفاظا على احتكارات صناعية يملكها قلة من الرأسماليين أغلبهم ليسوا من مؤيدي حركتنا" .[ الطريف أنه لم يقل من مؤيدي حزبنا والذي يضم كوادر مثل أنجلوا بيدا و سبدرات والقس فلثاوس فرج واخيرا السيد جبر الله خمسين وغيرهم … ٍ].

وانا اقرأ هذه الفقرة الاخيرة ذهب بي تفكيري إلى " بروتوكولات بني صهيون" والتي قرأتها قبل اشهر واجزم بوجود تشابه في اللغة خاصة في تأكيد الأنا ونفي الآخرين … . وايضا ذكرني هذا الحديث ماأورده في بداية التسعينات السيد صلاح الدين كرار وكان حينها رئيس اللجنة الإقتصادية، للإجتماع الذي ضم كثير من رجال الاعمال في السودان. سأله محدثي عن عدم جدوى سياسة اللجنة الاقتصادية بفتح باب الاستيراد على مصراعيه للأنواع الرديئة من الزيوت مثل زيت الاولين والتي بالاضافة لمردوداتها الصحية السالبة على المواطن فانها تدمر قطاع الصناعة السودانية المحلي . فرد عليه السيد رئيس اللجنة الاقتصادية نحن نعلم مانفعل وان قطاع صناعة الزيوت والذي تسيطر عليه الرأسمالية الحزبية الغير مواليه لنا يجب ان يُدمر . بعدها بقليل نقل محدثي كل اعماله التجارية الى الجارة مصر وما زال الى اليوم ومعه الكثيرون ممن يمثلون رأس المال المهاجر قهرا خارج الوطن .

ارجو من الاستاذ حمدي الذي استشهد بتجربة المحافظين في تمليك الشقق وأثر ذلك على كسبهم الانتخابي.. ارجو ان يحدثنا بذات الاريحية المنفتحة على التجربة الانسانية والعالمية عن كيان سياسي سوى العقل ومستقيم يرسم سياسة اقتصادية لقطاع صناعي بناءا على متغير واحد أساسي هو القضاء على من يخالفه الفكرة السياسية؟ ارجو وبمنتهى الشفافية والصدقية ان يجيب الاستاذ حمدي عن تفسيره لمواقع الاسلامويين من خارطة الاستثمار في السودان:

ألم يكن الاسلامويون هم القابضون على البنوك ؟

ألم يكن الاسلاميون هم القابضون على كل المضاربات المالية ( وشركة الرواد للاسهم المالية دليل على ذلك وهي التي يرأس مجلس ادارتها الاستاذ حمدي )؟.

ألم يكونوا هم القابضون على الصادر والوارد ؟

لماذا لم يدخل الاسلامويون ويسيطرون على القطاع الصناعي ؟

(هـ) لماذا لم يدخل الاسلامويون ويسيطرون على القطاع الزراعي ؟

الاجابة على هذه الاسئلة في غاية البساطة هي أن نشاط الاسلامويين الاقتصادي جله او كله منصب في قطاع التجارة والمضاربة والخدمات وذلك للربحية العالية وقلة المخاطرة وفعالية المحسوبية .

أما القطاع الصناعي والزراعي فقد إبتعد عنهما الاسلامويون وهم في كامل وعيهم نسبة لدرجة المخاطرة فيهما ولعائدهما الضئيل رغم مردودهما الايجابي على الاقتصاد الكلي ( حيث ان القطاع الزراعي هو المخدم الاول للناس في السودان وكذلك العائل الاكبر لهم ). لكن حسب توصيات الاستاذ حمدي ان القطاع الصناعي يمكن ان تدمر بعض اجزائه ( ماعدا التعدين ) لانه تسيطر عليه " قلة من الرأسماليين اغلبهم ليس من مؤيدي حركتنا السياسية ". المتناقض في توصيات السيد حمدي بان النهضة التي ينشدها في القطاع الزراعي حتما ستأتيه بما لايشتهي من الرأسمالية الزراعية الغير موالية والتي ربما تشوش كثيرا على مشروع السودان العنصري الجديد الذي يدعو له .

خامسا : ان اطروحة السيد حمدي والتي ضمن ميزاتها الصراحة المفرطة هي بلا شك اطروحة المؤتمر الوطني خاصة وانه لم يثبت ماينفي ذلك وانه لم يتم أي اعلان عن رفضها . وان روح الورقة وابعادها الاستراتيجية تعبر عن روح تفكير الاسلامويين في السودان والذي في اللآونة الأخيرة أفرز كثيرا من الشوائب العنصرية ممثلة في افكار المهندس الطيب مصطفى والدكتور حسن مكي ( صاحب نظرية الحزام الاسود في اشارة للنازحين حول الخرطوم ، مضافا اليها سياسات الإنقاذ على الارض خاصة تلك المتمثلة في تشجيع وتغذية الحروب الاثنية في حزام التواصل - قديما يطلق عليه حزام التماس - بين النوبة والعرب وبين الدينكا والعرب وبين الشلك والعرب وبين العرب والزُرقة في دارفور) مستغلين في ذلك سياسيين ونخب محلية تعمل بشروط خدمة متفق عليها بين الطرفين ليس من بينها مصلحة الرعايا المحليين .

سادسا :

اطروحة السودان المحوري تتناغم مع كثير من الاكليشيهات التي كثيرا ماتزين خطاب الانقاذ (Discourse) المتمثل في أن "العروبة في خطر " وأن السودان مهدد بان يكون "أندلس آخر نبكي على عروبته " وتأسيس كيانات وهمية عنصرية برعاية حكومية مثل ماعرف بتنظيم قريش " وغيرها من التشكيلات الشعوبية الضيقة التي وصلت حتى داخل الوزارات الحكومية والتي أصبح الإفصاح عنها كلمة السر ومطلبا رسميا في بعض دواوين الدولة خاصة عند طلب الحصول على وظيفة . الدولة السودانية في عهد الانقاذ خلقت لنفسها عدوا إفتراضيا هو الافريقانية وتقمصت في ذلك شخصية دون كويكزوت ذلك الذي يحارب طواحين الهواء في غير مامعترك .

سابعا :

ان البعد العنصري في ورقة السيد حمدي يمكن رده للإطار النظري الكبير الذي تأسس في بدايات الإنقاذ ممثلا في المؤتمر الشعبي العربي- الاسلامي الباعث الاول لتيار النهضة الشعوبية في السودان خلال العقدين الاخرين . للاسف خلال سنوات حكم الاسلاميين قد تم تنشيط القبلية والإثنيه في مناطق كانت هي نماذج للتعايش والحوار في وطن مازال يتحسس طريقه نحو الوحدة والتوحد بكل ابعاد الإنتماء : العربية ، الافريقية ، الاسلامية ، المسيحية وكريم المعتقدات.

في تقديري كانت سياسات الدولة خلال العقد الماضي تتسم بالتخوف من ذلك الإنسجام الإجتماعي التلقائي وكان لابد من القضاء عليه بازكاء الشعوبية والعنصرية . وببساطة كان ذلك لضرورات ان يتناسب الواقع مع تفصيلة المشروع الحضاري ببعده العربي - الاسلامي النقي والذي كان جلبابا من حديد لبسه الاسلامويون . إن خطورة هذا المنهج والذي يقضي بتفصيل الواقع ليناسب المشروع حتما سيقود الاسلاميين – وهم القابضون على تلابيب السلطة - الى حالة مستمرة من اعادة التفصيل ورسم حدود للوطن المتناسب مع المشروع المرسوم في الذهن .

الخوف كل الخوف ان هذا المشروع سيتناقص كلما حاصرته التناقضات حتى ينكمش على مقاس عمارة الفيحاء او كما قال احدهم في حدود القصر الجمهوري او على اسوأ الافتراض ان يكون فقط جمهورية فاضلة على شاكلة جمهورية افلاطون وتكون حبيسة في العقول او بين دفات الكتب .

ثامنا :

ورقة السيد حمدي ونموذج السودان المحوري يقودني الى الاعتقاد الجازم بان الاخوة الاسلامويون وهم يفكرون في ذلك كانت تجربة باكستان في مؤخرة دماغهم. وطالما انهم مولعين بافكار أبي الأعلى المودودي فنموذج الدولة الباكستانية والذي يمثل تلاحم فريد بين الاثنينة والدينية، يتمنون أن يعيدوا انتاجه في الحزام السوداني المتنوع اصلا . ويكون النموذج المماثل لباكستان هو السودان المحوري والعدو الهندوسي الافتراضي هو : دارفور – الجنوب - الشرق ( الجزء المفصول قسرا ) حسب تصور السيد حمدي .

نحن حتما في حاجة ماسة لدراسة سوسيو- سايكولوجية متعمقة لهذا النمط من التفكير ودوافعه النفسية . ولكن حتى ذلك الحين سيفقد السودان الكثير ونصبح نحن في سودانات مختلفة اختارها لنا " بدم بارد" السيد حمدي . لماذا لاينظر الإسلامويون في السودان الى نموذج الصومال حيث لم يغن التماثل الإثني والديني من انهيار الدولة نتيجة لتصلب شرايينها من جراء الحكم الشمولي الطويل والمليء بالفساد في منطقة في غاية الأهمية للإقليم وللعالم. ووجه الشبه بين هذا وذاك حتما لاتخطأه العين .

تاسعا:

الاقليم السوداني المحوري الذي اختاره السيد حمدي ليس متجانسا لاعرقيا ولا دينيا حيث ان عاصمة البلاد (الخرطوم) الواقعة في قلب هذا الوطن الجديد بها ما لايقل عن 50% من غير العرب وحوالي 30 % من غير المسلمين وكذا مدن وأجزاء أخرى داخل هذا الاقليم المحوري وبنسب متفاوته.

عاشرا :

الاطروحة الجديدة تضع الاخوة أعضاء المؤتمر الوطني من الأقاليم التي قرر السيد حمدي فصلها ( دارفور- الجنوب والشرق) في مأزق كبير : اما الانحياز للاقليم المحوري الجديد حيث يكونون اقليات او الإنضمام لأقاليمهم المفصولة وبالتالي يكون المؤتمر قد استعملهم " واستغلهم" مرحليا ثم لفظهم أو كما يقول المثل الانكليزي" تركهم في الصقيع" “Left them out for the cold "

حتما تفكير الاستاذ حمدي ودهاقنة المؤتمر الوطن يسعى مستقبلا للاحتفاظ بهذه النخب في دور " مخالب القط" في الاقاليم المفصولة قسرا من بقية السودان وبالتالي : يكون المؤتمر الوطني قد ضمن العناصر الضرورية "لعكننة" الجيران الجدد.

هناك عدة استنتاجات وتساؤلات مشروعة تثيرها ورقة السيد حمدي :

الاستاذ حمدي لم يكن قوميا وحدويا محايدا عندما كان وزيرا للمالية وبالتالي يمكن وصفه بأنه كان متحيزا في سياساته التنموية والاستثمارية خارج اطار السودان المحوري .

هل هذا التفكير الاقصائي عند الاستاذ حمدي وبالطبع عند رجال الانقاذ هو السبب في انهاء المشروعين التنمويين الاساسيين في غرب السودان : مشروع السافانا في دارفور ومشروع تنمية جبال النوبة في جنوب كردفان ( خارج اطار السودان المحوري ).

هل هذا التفكير الانتقائي هو السبب في عدم تنفيذ الطريق الدائري في جنوب كردفان ؟

هل هذا التفكير الاقصائي هو السبب في تدني نسب التعليم في اقاليم الهامش (حوالي 50%) مقارنة بالسودان المحوري اكثر من 80% .

هل تبرع السيد حمدي اخيرا ليعطينا الاجابة الشافية في عدم تنفيذ طريق الانقاذ العربي .

وهل ما قاله السيد حمدي اخيرا هو التفسير للإبقاء على النسب العالية لمرض الدرن في شرق السودان حتى اصبح كارثة قومية وذلك نتيجة لتوطين الجوع في هذا الاقليم وفي السودان عامة !

هل هذا التفكير هو الذي يُبرر النشاط المتصل في الآونة الاخيرة في مشروعات التنمية في الاقليم شمال الخرطوم ( العمود الفقري للسودان المحوري)؟

هل اقليم كردفان الذي اضيف اضافة لهذا الاقليم المحوري ينظر اليه" كـ لفقة" مرحلية (fellow traveler ) ، وايضا كاحتياطي لتوريد العمالة الرخيصة للاقليم المحوري ولتوفير الجندية التي اشتهر بها ( خاصة وانه ظل مصدرا لخدمات الدفاع الشعبي وقوات المراحيل التي كثيرا ما أُستعملت كـ"مخلب قط " و "مكنسة شوك" كما يقول المثل المحلي" لتصفية خصومات النظام العنصرية في المناطق المتاخمة للجنوب وجنوب كردفان؟

وربما يقول قائل إن إقليم كردفان قد تم ضمه للسودان المحوري نسبة لمرور البترول به وربما ايضا للثروة الحيوانية مصدر البروتين الحيواني لسودان الاستاذ حمدي وكذلك مصدر مهم للعملة الصعبة. وربما ايضا كحديقة خلفية للسودان المحوري في مقابل السودانات الجنوبية والغربية التي حكم عليها الاستاذ حمدي بالانفصال والتشكل .

خـــاتــمـــة

ورقة السيد حمدي هي رمزا وتحليلا تعبر عن رؤية الاسلامويين او غالبية كبيرة منهم حيث ان الورقة تتناسق مع سياسات الدولة والحزب فيما يتعلق بالحدود والفواصل الإثنية والعرقية ودور الدولة في ذلك . وكذلك الدور الذي لعبته الدولة ممثلة في حزبها الحاكم في تأجيج الصراع الاثني والعرقي في دارفور بدعمها مجموعة ضد اخرى على اسس عرقية .

إن ورقة السيد حمدي لم تأت من فراغ بل عُبرّ عنها كثيرا وبكثافة في سياسات الدولة خلال الخمسة عشرة سنة الماضية . مايحمد لحمدي حقيقة شجاعته في القول صراحة ماظلت تقوم به الحركة الاسلامية رمزا وعملا في سياساتها التي حتما ستؤدي الى انهيار المشروع القومي السوداني .

إن مشروع الاستاذ حمدي حتما هو محاولة الاسلاميين الاخيرة لانقاذ مايمكن انقاذه من وطن يتآكل ويتضاءل امام سياسات حكامه الانانيين الذين يخشون حكم وطن متنوع لان مشروعهم اضيق من المليون ميل ولا يسع غير حدود النقاء العرقي والنقاء الديني المُتخيل .

لحسن الحظ ان السودان المحوري الذي يطرحه الاسلامويون هو ايضا مليء بالتناقضات التي حتما ستحاصرهم ليتضاءلون وينكفؤون حول فكرة لا مكان لها على ارض الواقع السوداني الجميل بالوانه والزاهي بتنوعه.

بعد اكثر من ستة عشر عاما من الحكم المنفرد للسودان وبقوة الحديد والنار لم تتمكن الحركة الاسلامية من احداث تغيير هيكلي على الارض يسهم في بناء الدولة السودانية الحديثة ويؤكد على زيادة عضوية الحركة او قبول برنامجها في المجتمع السوداني بشكل اجمالي . استولت الحركة الاسلامية على السلطة بشعارات اسلامية ولكنها ظلت بعيدة عن فقراء المدن القاطنين مدن الصفيح وعن الطبقة الوسطى التي تلاشت . وتقاصرت الحركة واطروحتها ايضا امام قطاعات الطلاب ، وصغار المنتجين ، واضمحل المشروع الحضاري امام قطاعات المرأة والمثقفين والمبدعين . وفوق كل ذلك فقد تم حصار الحركة وحكومتها محليا ودوليا وضاقت ذرعا بالعولمة ، واصبح المشروع الحضاري " صاروخ ضل هدفه، يسير على غير هدى " (Mis-quided Missile) ، ويلفظ انفاسه إلا من بعض عنصرية وبعض فاشية وبعض كلماتي امام الله ….

اكتوبر 2005

نقلا عن موقع سودانايل[/b]
عبد الماجد محمد عبد الماجد
مشاركات: 1655
اشترك في: الجمعة يونيو 10, 2005 7:28 am
مكان: LONDON
اتصال:

مشاركة بواسطة عبد الماجد محمد عبد الماجد »

الأخ عزالدين والأعزاء والعزيزات

لكم أطيب المنا

صحيح كان رد الدكتو بشير على الورقة الخبيثة - ورقة حمدي - ردا علميا ومقنعا وفاحما. إلا إنا نخشى أن يكون هذا الرد صيحة في واد، ذلك لأن د. حمدي أبرز فيها رؤية شيطانية وموغلة في الللاإنسانية وخلوا من الوطنية. وكنت كتبت - في تزامن مع ورقة دكتور بشير ما عبر عما ولدته تلك الوريقة في نفسي: شحنتني بالغضب والحزن وشق علىّ أن في بلادنا من يجرؤ على مجرد التفكير في ما نطق به كفرا مندوب الغول الأكبر في بلادنا. إنه مزروع من زمان. لذلك رأيت - وقد أكون مخطئا - أن الورقة لا تستحق أن يرد عليها طالما تطرقت لمسائل غير قابلة للنقاش أصلا. وإن الرجل يحتاج لردع وليس لرد (هو ومن يهمس بمثل هذا من أمثاله) وكنت آليت على نفسي وكتبته في مواقع أخرى أن لا أجالس أو أآكل أو أشارب أو أرد التحية لأي شخص اشتم في حديثه رائحة الإنفصال أو تقسيم السودان. رأيت أنها ليست منطقة حوار بقدر ما هي ساحة حرابة. ومن هذا المنطلق كتبت للجمهور الأعظم بلغة قلبى ولسان غيرتي أنبههم وأحرضهم وسأقاتل في صفوفهم. ما يطلبه حمدي دونه خرط القتاد. وقد منيّت النفس بأن تكون هذه وجهة نظره هو فقط أو قلة ممن معه. ومن أماني - إن لم يكن بي سذاجة - أن يلحق بعض المتنفذين الآن بركب الثورة القائمة الآن.
وقد روّست مقالتي (في سودانيل) بالكلمات التالية:

عبد الرحيم حمدي

أردأ ورقة ولا يكتبها سوداني

ولا يرد عليها بمثلها

وبئست العلمية تدس السم في الدسم

ويمكنكم الرجوع لها في ذلك الموقع

وبرغم ذلك أتمني أن ينتشر رد الدكتور البشير بين الإنقاذيين أنفسهم عسى يمنع ويوقي بعضهم من أن يصاب بداء حمدي - علاوة على بقية أدواءهم - وهو داء كما أرى لا يصلح معه إلا الغلظة والاستئصال والاستعداد للمنازلة الضروس.

ورقة د. بشير عظيمة ولكن أخشى أن ينتهي الأمر بها انتهاء من حمل قراطيسه وذهب يبشر في حاكورة الشيطان


عبدالماجد محمد
المطرودة ملحوقة والصابرات روابح لو كان يجن قُمّاح
والبصيرةْ قُبِّال اليصر توَدِّيك للصاح
أضف رد جديد