مصر الأفريقية السوداء من التراث المسروق إلى أثينا سوداء

Forum Démocratique
- Democratic Forum
أضف رد جديد
عبد الله حسين
مشاركات: 208
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 9:52 pm

مصر الأفريقية السوداء من التراث المسروق إلى أثينا سوداء

مشاركة بواسطة عبد الله حسين »

أو

كوش وكيميت: عودة إلى الجذور، أفول النموذج الآري، سقوط أكذوبة المعجزة اليونانية
عبد الله حسين
مشاركات: 208
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 9:52 pm

مشاركة بواسطة عبد الله حسين »

حلم العالم

ناس تتسالم

والبني آدم صافي النية


حميد




الشعب المصري جميل

والعُشرة مياه النيل

من قبل بعانخي وتوت

والعين يا حتشبسوت

ما شافت كائن حي

بتنفس في التابوت

ترلم ترلم ترلم

ما بتدي الناس القوت


محجوب شريف
عبد الله حسين
مشاركات: 208
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 9:52 pm

مشاركة بواسطة عبد الله حسين »

" إني الإله العظيم الذي أولد نفسه .. نظير " نو " الذي صاغ أسماء الآلهة ليوجدوا كآلهة ". من يكون هذا إذن ؟ إنه " رع " خالق أسماء أعضائه الذين أتوا في صورة الآلهة في موكب " رع ". " إني أنا هو في الصدارة بين الآلهة " من يكون هذا إذن ؟ إنه " تمو "في قرصه أو ( كما يقول آخرون ) إنه " رع ".

كتاب الموتى الفرعوني



فانهمرت دموع ثيتيس وهي تجيبه : " ويلاه •
يا ولدي • لقد كانت ولادتك صعبة • لم ربيتك ؟
عدني أن تلتزم بالبقاء في سفنك دون انزعاج ودون نحيب •
حيث أن عمرك فعلاً قصير ، وليس طويلاً •
ولقد قُدِّر أن تكون حياتك وجيزة وقاسية
أكثر من بقية البشر • لقد حملتك في مقاصيري لأجل مصير شنيع •
لكنني سأذهب إلى الأولمب ذي الغيوم القاتمة ، وأطلب هذا الأمر
من زيوس ، الذي يستمتع بالرعد • فلعله يلبيني •
فهل تعد بأن تظل جالساً عند سفنك السريعة
وتحتفظ بغضبك ، وتبتعد عن القتال ؟
لقد ذهب زيوس أمس إلى الإيثيوبيين الطيبين في الأوقيانوس •
مدعواً إلى مأدبة • وذهب الآلهة الآخرون معه •
وبعد اثني عشر يوماً سيعود إلى الأولمب •
وعندها سأذهب من أجلك إلى بيت زيوس ، ذي الأرضية البرونزية
وسأمسك بركبتيه • وأظن أنني أستطيع أن أقنعه " •
وبعد أن أنهت كلامها غادرت المكان وتركته ،
وقلبه مترع بالحزن على الفتاة ذات النطاق الجميل
التي يأخذونها بالقوة ، وضد إرادته •



الإلياذة




" بني ! لا تقرن قصر أحد منا ـ نحن بني الموتى ـ إلى قصر سيد الأولمب ! وأنت على حق حين ترى ألا أحد يملك ما أملك أنا من أذخار وكنوز، فقد سحت في أقصى الأرض سنين عدداً، وجمعت الدرر الغوالي من كل فج .. من كريت وقبرص وفينيقية ومصر، ومن أثيوبيا وإيريمبي ... ومن صيدا ولوبية "


" وي ! أو قد تبدلت مقادير الآلهة إذن، وتحركت فيهم عواطف الحنان من أجل هذا الرجل أوديسيوس، فقضوا فيه ما قضوا لأنهم يسكنون السماء، ولم يبالوا بي لأني أسكن الأرض في أثيوبيا ؟ إنه يرى شاطئ فيشيا قيد وثبات منه وهو إذا قفز إليه أصبح بنجوة من هموم تترصده في كل موجة من موجات هذا اليم ... ولكن ... لا ... لألهبنه بألف صوط عذاب قبل أن يصل إلى البر .. "




الأوديسة





أنا سـوداء وجميلـة يا بنـات أورشـليم كخيـام قيدار كشـقق سـليمان لا تنظرن إلي لكوني سوداء لأن الشمس قد لوحتني .. ماذا ترون في شـولميت



( نشيد الأنشاد 1 : 6 ) ( نشيد الأنشاد 7 : 13 ).
العهد القديم ـ الكتاب المقدس
عبد الله حسين
مشاركات: 208
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 9:52 pm

مشاركة بواسطة عبد الله حسين »

مدخل من مداخل:


في الثامن عشر من مايو عام 1829، من وادي الملوك في مصر العليا، ، كتب جان فرنسوا شامبليون إلى شقيقة الأكبر جان جاك شامبليون في رسالة طويلة : { وقد أدهشنا في وادي الملوك، كما أدهش جميع الرحالة الذين سبقونا، نضارة الألوان ورقة نقوش مقبرة مرينبنتاح الأول ". وينتحل هذا الملك في نصوصه ألقاب " نوبيي "، و " اتوتي " و " اموني "، كما يتخذ في مقبرته اسم " اوزيري ". بيد أن التلف قد نشب أظافره في تلك المقبرة يوماً بعد يوم: فتصدعت الأعمدة وتفتت، وانهارت الأسقف، وتقشرت النقوش. وقد قمت بنسخ وتلوين أجمل لوحاتها لإعطاء فكرة دقيقة عن عظمتها في أوروبا. كما رسمت مجموعة المناظر التي تصور الشعوب في إحدى نقوش صالة الأعمدة الأولى. وقد كنت اعتقد في بادئ الأمر، ومن خلال الصور المشوهة التي نُشرت في انجلترا، أن هذه الشعوب الأربعة المختلفة الأعراق والتي يقودها الإله " حورس " ممسكاً في يده بعصا الراع، إنما تُجسد الأمم الخاضعة لنفوذ الفرعون " مرينبتاح ". بيد أن دراسة النصوص التفسيرية أوضحت لي أن لهذه اللوحة مغزى عام. إذ تنتسب إلى الساعة الثالثة من ساعات النهار، عندما تحتدم أشعة الشمس وتدفئ كل البقاع المسكونة على وجه الأرض. وتشير النصوص إلى تصوير سكان مصر، وكذا سكان البقاع الأجنبية. وبالتالي تنبسط أمام أعيننا صورة لمختلف الأجناس البشرية المعروفة للمصريين في ذلك الحين، وكذا التوزيعات الجغرافية والإثنوغرافية الكبيرة الشائعة خلال العهد القديم.
أما الرجال الذين يتبعون راع الشعوب " حورس " فيبلغ عددهم اثني عشر رجلاً، وإن كانوا ينتسبون إلى أربعة أعراق مختلفة. ويتميز الثلاثة الأوائل ( الذين يأتون خلف الإله مباشرة ) ببشرة حمراء قاتمة، وجسم مُنسق، وملامح عذبة، وأنف أقني بعض الشيء، وشعر طويل مُضفر، وملابس بيضاء. كما يشار إليهم في النص باسم [ روت ـ ان نرومه، سلالة الرجال ]، الرجال بمعنى الكلمة، أي المصريين.
وتختلف هيئة الرجال الثلاثة التالين: بشرة بيضاء تميل إلى الصفرة، وأنف أقني بشدة، ولحية سوداء كثيفة ومدببة الشكل، وملابس قصيرة متعددة الألوان، ويُطلق عليهم اسم " نامو ". أما الرجال الثلاثة الذين يلونهم فهم زنوج بكل تأكيد، ويُطلق عليهم بصورة عامة اسم " ناحاسي. ويحمل الرجال الثلاثة الأواخر اسم " تامحو "ويتميزون ببشرة بيضاء وردية، وأنف مستقيم أو متقوس قليلاً، وعيون زرقاء، ولحية شقراء، وقوام فارع، ويرتدون جلود أبقار تحتفظ بشعورها. وهم قوم همجيون متخلفون، يضعون وشماً على مختلف أعضاء أجسامهم.
وقد سارعت بالبحث عن لوحات مماثلة في المقابر الملكية الأخرى، واهتديت بالفعل إلى العديد منها. وقد تيقنت من خلال الاختلافات التي لاحظتها أن تلك اللوحات كانت تصور [ سكان أنحاء العالم الأربعة ] وفقاً للتقسيم الجغرافي المتبع في مصر حينئذ، أي: ( 1 ) سكان مصر التي تُكوّن بمفردها جزءاً من أجزاء العالم وفقاً للتواضع الشديد الذي كانت تتحلى به الشعوب القديمة. ( 2 ) الآسيويون. ( 3 ) سكان أفريقيا، أي الزنوج. ( 4 ) وأخيراً ( يغمرني الخجل في البوح بذلك بذلك لأن سلالتنا هي الأخيرة والأكثر همجية بين باقي السلالات ) الأوروبيون الذين كانوا يظهرون بمظهر غير لائق في العالم خلال الأحقاب القديمة. ونحن نقصد هنا كافة الشعوب ذات العرق والبشرة البيضاء، سواء من سكان أوروبا أو من سكان آسيا التي كانت مسقط رأسهم.
ومما يؤيد صحة هذا التفسير هو العثور في نصوص باقي المقابر على نفس الأسماء النوعية مدونة دائماً بنفس الترتيب. وإذا كان المصريون والأفريقيون يُصورون بنفس الطريقة، وهو أمر طبيعي جداً، فإن صور " النامو " ( الآسيويون ) والـ " تامحو " ( الأجناس الأوروبية ) تحتوي على اختلافات هامة وعجيبة.
وتطالعنا مناظر مقبرة " مرينبتاح الأول " بصورة شخصين أحدهما عربي والآخر عبراني يرتديان ثياباً بسيطة للغاية. بينما يمثل قارة آسيا في مناظر مقبرتي " رمسيس ميآمون " و " مرينبتاح الثاني " ثلاثة أشخاص يتميزون ببشرة سمراء، وأنف أقني، وعيون سوداء، ولحية كثيفة، ويرتدون ثياباً فخمة. ومن البديهي أن المقبرة الأولى تصور لنا " الآشوريين " بملابسهم الوثيرة حتى في أدق تفاصيلها، والتي تشبه تماماً ملابس الأشخاص المرسومين على الأسطوانات الآشورية. بينما تصور لنا المقبرة الثانية أهل " ميدس "، أو السكان الأصليين لبعض أجزاء من بلاد فارس، كما نستدل من ملامحهم وملابسهم. وهكذا يُرمز إلى قارة آسيا بصورة أحد الشعوب التي كانت تسكنها على السواء. وينطبق نفس هذا الوضع على أجدادنا الأوروبيين القدماء " تامحو ". إلا أن بشرتهم البيضاء، وعيونهم الزرقاء، ولحاهم تجعل منهم سلالة خاصة ومتميزة. وقد قمت بنسخ وتلوين تلك اللوحات الإثنوغرافية الفريدة. ولم أكن أتوقع إطلاقاً عند قدومي إلى وادي الملوك العثور على نقوش تاريخية تصور سكان أوروبا البدائيين. وعلى أي حال ينبعث من تلك النقوش شعور بالإطراء والتعزية، إذ تجعلنا نقيس مدى الخُطى الحثيثة التي قطعناها على درب التقدم منذ ذلك الحين. }
تلخص هذه الفقرة المقتبسة من رسالة شامبليون مشاعر " الخوف والخجل " التي أدت إلى ظهور النموذج الآري في خضم الهجمة الاستعمارية الأوروبية الشرسة في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، والذي نهض على أنقاض النموذج القديم، حيث ظلّ المؤرخون والرحالة منذ زمن هيرودوت وقبله وبعده إلى القرن التاسع عشر، ينظرون إلى كيميت " مصر " أرضاً وشعباً على أنها أفريقية سوداء، وأنها مصدر الحكمة والعلوم والدين والطب والكتابة وموطن الآلهة، وظل اللون الأسود رمزاً للحكمة في خيال الشعوب القديمة على مدى آلاف السنين إلى أن بدأ يفقد موقعه تدريجياً لصالح اللون الأبيض، تحت ضربات النموذج الآري الذي قام بأكبر عملية تزوير في التاريخ، كما سيأتي التفصيل لاحقاً.
وُلد شامبليون في فيجاك ( مقاطعة لوت ) في فرنسا، في يوم 23 ـ 12 ـ 1790. بين 1812 ـ 1821 جمع المواد اللازمة لدراسة الحضارة الفرعونية، في سن السادسة عشرة قدم بحثاً إلى أكاديمية مدينة " جرونبل " حول علم الجغرافيا والديانة واللغة والكتابات والتاريخ في كيميت " مصر القديمة "، بين عامي 1810 ـ 1820 انكب على جمع كم هائل من المراجع سمحت له بقراءة اسم أحد الملوك البطالمة مدوناً على المسلة الكيمتية " المصرية " المنتصبة فوق جزيرة " فيلة " الواقعة على مقربة من أسوان، وكان ذلك بمثابة الخطوة الأولى الكبيرة التي قطعها على درب كشف أسرار الكتابة الهيروغليفية، بعد ذلك بقليل تمكن من التعرف على اسم " كليوباترا " في نفس النص. عندئذ واتته فكرة مقارنة الأشكال التي يتخذها هذا الاسم في اللغتين الكيمتية " المصرية القديمة " واليونانية. وكان عندها قادراً على ترجمة جميع أسماء الأباطرة الرومانيين. في هذه الأثناء ظلّ تساؤل يتسلط على تفكيره: ترى هل أُدخلت الإشارات الصوتية في لغة كيميت " مصر " بتحريض من اليونانيين لكتابة الأسماء الأجنبية الدخيلة على اللغة الكيمتية " المصرية القديمة " ؟، وإذا صح ذلك فإن الإشارات الهيروغليفية المستخدمة قبل التواجد اليوناني في كيميت " مصر " تكون إشارات معنوية بحتة، ويبدو أن انتمائه إلى الماسونية العالمية وأفكارها المستندة على الرموز الهيروغليفية هو الذي دفع تفكيره في هذا الاتجاه في ذلك الحين. في الرابع عشر من سبتمبر 1822 تسلم شامبليون وثائق أرسلها إليه " هييو " من مصر، وتحتوي على خرطوش يحمل اسماً ينتهي بإشارتين يعرفهما، وهما الشمس التي تُقرأ في اللغة القبطية " رع " ويوم الميلاد في اللغة اليونانية، التي سبق أن طالعها في حجر رشيد، وبدون تردد أعزاه شامبليون إلى إشارة " إم " التي حين تتبع بإشارة " إس " تعني باللغة القبطية " مس " أي " خلقة ". وعلى هذا النحو توصل شامبليون إلى قراءة أحد أشهر الفراعنة وهو " رمسيس "، وعلى هذا النحو توصل إلى ترجمة اسم " تحتمس ".
في إيطاليا التي كانت تحتوي في زمنه على أغنى الآثار الفرعونية، بعد كيميت " مصر "، حقق أعمالاً ضخمة. أتقن قراءة الكتابتين اللغتين الهيراطيقية والديمقوطيقية، وأعاد ترتيب قائمة الفراعنة وتسلسلهم الزمني، وجمع المعلومات الخاصة بعلم الجغرافيا والديانة، وهناك اقتنع باستقلال الفن الكيميتي " المصري القديم " بالنسبة للفن اليوناني.
وبرحلته إلى بلاد الفراعنة في الثامن عشر من شهر أغسطس 1828 تمكن شامبليون بثقة من فتح باب التاريخ العتيق وهو يصدر صريره الأثير على أعظم وأقدم حضارة في التاريخ، الحضارة الكوشية/ الكيمتية.


يتبع
عبد الله حسين
مشاركات: 208
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 9:52 pm

مشاركة بواسطة عبد الله حسين »

[web]https://desmond.imageshack.us/Himg803/scaled.php?server=803&filename=agnas2.jpg&res=landing[/web]
عبد الله حسين
مشاركات: 208
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 9:52 pm

مشاركة بواسطة عبد الله حسين »

" مصر هبة النيل "

هيرودوت




سكان كيميت " مصر القديمة "



من هم سكان كيميت " مصر القديمة " الأصليين ؟، من أين أتوا ؟

نستطيع أن نقول بثقة ودون تردد أن الكيمتيين والكوشيين شعب أفريقي أسود ينتمي إلى نفس الأصل العرقي، أتوا من عمق القارة الأفريقية الشرقي، وعلى الأرجح أن أسلافهم الأوائل الذين سكنوا كوش وكيميت، في أزمنة بالغة القدم، أتوا من بلاد بونت " المنطقة من شرق السودان إلى بلاد الصومال "، حيث ظلت هذه الأخيرة بالنسبة إليهم هي أرض الإله. وما يدعم فرضية أن " بلاد بونت هي الرقعة الواسعة الواقعة الآن بين شرق السودان حيث يقطن البجا وحتى الصومال، والتي كانوا يستوردون منها البخور والتوابل والحيوانات، أن في نقوش الأهرام أي منذ الأسرة الخامسة نجد تعبير " بخور المزوى " والذي يعقبه تعبير " وكل رائحة جميلة من بلاد الجنوب "، والمزوى هي قبيلة البجا في اللغة الكيمتية، وهي الأصل السلالي لأبناء العم أو الأخوة الكوشيين والكيمتيين. ولذلك عندما يعتقد الكيمتيون أن بونت هي أرض الآلهة وكذلك كوش وأن جبل البركل " الجبل الطاهر " هو مسكن آمون رع، هم في الحقيقة يواصلون إحياء ذاكرة قديمة تعود بهم إلى مسقط رأس أسلافهم في شرق أفريقيا.
وأول الأدلة على لون بشرة الكيمتيين الأسود هو أنهم سموا بلادهم " كيميت " أي السوداء، رغم محاولة أصحاب النموذج الآري ومن يسمون بعلماء المصريات وكثير من المؤرخين المصريين الالتفاف على ذلك بترجمة كلمة كيميت بـ " الأرض السوداء " وتفسير التسمية بأنها تعود إلى لون الأرض الأسود الذي تكتسبه عند فيضان النيل بسبب الطمي، في مقابل اسم دشرت " الأرض الحمراء " التي تقع على ضفتي النيل في الصحراء، وسوف نعود إلى هذا التفسير عند مناقشة الآراء التي تنفي أفريقية وسواد الكيمتيين.
وثاني الأدلة هو ما قاله هيرودوت في كتابه عن كيميت " مصر "، عند إيراده لقصة المرأتين الكيمتييتين اللتين خطفهما الفينيقيون من طيبة، حيث أشار في قصة المرأتين " المشار إليها بالحمامتين السوداويين " إلى أن قول اليونانيين حمامة سوداء فهو يعني مصرية، أي أن لون المرأة أسود، وهو ما يعني أن لون الكيمتيين " قدماء المصريين " هو اللون الأسود. وهذا ما نفهمه من نص هيرودوت التالي:
{ وهذا ما يقوله المصريون بشأن الهاتفين الذين يوجد أحدهما عند اليونانيين والآخر في ليبيا. قال كهنة " زيوس الطيبي " إن الفينيقيين قد خطفوا امرأتين مقدستين من طيبة، وأنهم عرفوا أن إحداهما قد بيعت في ليبيا والأخرى في اليونان. وإن هاتين المرأتين هما اللتان قد أنشأتا الوحيين أول الأمر عند الشعبين المذكورين. ولما سألتهم من أين لهم هذه المعلومات الدقيقة التي يسردونها، أجابوا على ذلك بأنهم قاموا ببحث واسع النطاق للعثور على هاتين المرأتين، إلا أنهم ـ رغم هذا ـ لم يستطيعوا أن يجدوهما، ولكنهم أخيراً عرفوا بخصوصهما ما قالوه لي.
هذا إذن ما سمعته من الكهنة في طيبة، وفيما يلي ما رواه عرّافات " دودونا ". طارت حمامتان سوداوان من " طيبة " التي في مصر، ذهبت إحداهما إلى ليبيا وجاءت الثانية إليهم. وعندما حطت هذه فوق شجرة سنديان، أعلنت في صوت آدمي أنه يجب إنشاء هاتف لزيوس هناك. وأدرك القوم أن هذا نبأ جاءهم من إله. وتصديقاً له أقاموا الهاتف. أما الحمامة التي توجهت إلى ليبيا فتقول العرافات أنها أمرت الليبيين بإقامة وحي " آمون "، وهو أيضاً خاص بزيوس. هذا ما قصه علي كاهنات " دودونا ". وكبراهن تسمى " برومينيا " والثانية " تيماريتي " وأصغرهن " نيكاندري " ووافق على روايتهن سائر الدودونيين الملحقين بالمعبد.
وهذا ما أدلي به أن في هذا الصدد، إذا حدث حقيقة أن الفينيقيين قد اختطفوا هاتين المرأتين المقدستين، وباعوا إحداهما في ليبيا والثانية في بلاد اليونان، فيلوح لي أن هذه ( الأخيرة ) قد بيعت إلى " الثيسبروتيين " الذين يقطنون حالياً بلاد اليونان. وكانت هي بعينها من قبل بلاد " بيلاسجيا ". وفيما كانت تعيش في هذا البلد عيشة العبيد، أنشأت تحت شجرة سنديان تنمو هناك معبداً لزيوس، فقد كان من الطبيعي ـ بعد أن خدمت في معبد لزيوس بطيبة ـ أنها تذكره أينما حلت. وبعد أن تعلمت اللغة اليونانية أقامت هاتفاً، وهي التي قالت إن الفينيقيين الذين باعوها هم أنفسهم الذين قد باعوا أختها أيضاً في ليبيا.
ويخيّل إلىّ أن " الدودونيين " قد سموا المرأتين " حمامتين "، لأنهما كانتا أجنبيتين، ولأن لغتهما كما بدا للدودونيين كانت تشبه أصوات الطيور. وإذا ما قالوا إن الحمامة بعد وقت نطقت بصوت آدمي فذلك بعد ما كلمتهم المرأة بما يفهمون، ولكنها طالما كانت تنطق بلغة أعجمية، فقد بدت لهم وكأنها تزقزق مثل العصفور. إذ كيف يتسنى حمامة أن تتكلم بصوت آدمي ؟ وعندما يدعون أن الحمامة كانت سوداء، فهم يشيرون بذلك إلى أن المرأة كانت مصرية. }
عبد الله حسين
مشاركات: 208
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 9:52 pm

مشاركة بواسطة عبد الله حسين »

وثالث الأدلة ما أورده هيرودوت أيضاً في كتابه عن مصر، عن قصة الكلوخيين في جورجيا، حيث يقول أنهم من المصريين لأنهم سمر أو لونهم أسود وهذا يعني ضمناً أن المصريين في عين هيرودوت هم من السود ويدلل على ذلك بأنهم يمارسون عادة كيمتية كوشية وهي الختان:
{ وعلى ذلك، سوف لا أتحدث عنهم، وسآتي على ذكر الملك الذي خلفهم وكان يدعى " سيزوستريس ". روى الكهنة أنه أقلع أولاً من الخليج العربي بسفن حربية، وأخضع السكان على سواحل بحر أروتري، ثم واصل الإبحار حتى بلغ المنطقة التي لم التي لم يعد عندها البحر صالحاً للملاحة لضحالته. ولما عاد بعدئذ إلى مصر أعد ـ وفقاً لرواية الكهنة ـ جيشاً جراراً، واخترق القارة، وأخضع الشعوب التي كانت في طريقه. وكان إذا صادف منهم شعوباً باسلة، تُقاتل بعنف من أجل حريتها أقام ببلادهم أعمدة عليها نقوش تنطق باسمه ووطنه، وتبين كيف أنه أخضعهم بالقوة، وعند وعند هؤلاء الذين لن تقاوم مدنهم واستولى عليها في سهولة، نقش على الأعمدة نفس ما نقشه عند الأمم الباسلة، وأضاف إلى ذلك نقشاً يصور عورة المرأة، رغبة منه في أن يبرهن بذلك على جبنهم.
وبعمله هذا، عبر القارة واجتاز آسيه إلى أوروبا، وأخضع " السيكثيين " و " الثراقيين ". ويخيّل إلىّ أم هذين الإقليمين هما أقصى ما وصل إليه الجيش المصري، إذ أن الأعمدة ما تزال قائمة بها. ولكن لا يرى لها أثر أبعد من ذلك. ومن هناك دار على عقبه ورجع. وليس بإمكاني أن أتكلم بدقة عما تم بعدئذ عندما بلغ نهر " فاسيس ". أفصل الملك " سيزوستريس " نفسه جزءاً من جيشه وتركه هناك لاستعمار الديار، أم أن طائفة من الجنود ـ وقد أنهكها السير ـ بقيت بمحض إرادتها على ضفاف " نهر فاسيس ".
إذ أن من الواضح أن " الكلوخيين " مصريون. ولقد ذهبت شخصياً إلى هذا الرأي الذي أعلنه قبل أن أسمع به من الغير. ولما خطر هذا الموضوع ببالي، استجوبت كلاً من الشعبين وأدركت أن أن تذكر " الكلوخيين " المصريين أقوى من تذكر هؤلاء إياهم. هذا، مع طائفة من المصريين صرحت لي بأنها تعتبر " الكلوخيين " بعضاً من جيش " سيزوستريس ". ولقد خمنت ذلك بنفسي، لأن " الكلوخيين " سود البشرة، جعد الشعر. ( ولكن ذلك لا يؤدي في الحقيقة إلى دليل ما لأن غيرهم من الناس لهم هذه الأوصاف ). وإنما يؤيدني علاوة على ذلك أنهم وحدهم مع الأثيوبيين والمصريين ( وهذا دليل أقوى ) يمارسون دون سائر البشر عادة الختان منذ البداية. إذ أن الفينيقيين والسوريين بفلسطين أنفسهم يعترفون بأنهم أخذوا هذه العادة عن المصريين. أما السوريون الذين يقطنون على ضفاف نهر " ثرمودون " و " بارثينيوس " و " الماكرونيون " الذين يجاورونهم، فيقولون إنهم تعلموها حديثاً من " الكلوخيين ". وهؤلاء وحدهم الذين يعرفون الختان. ويظهر أنهم يمارسونه كما يمارسه المصريون تماماً. وأما فيما يتعلق بالأثيوبيين والمصريين، فلا أستطيع أن أقول أي الشعبين أخذ هذه العادة عن الآخر. إذ الظاهر أنها عادة قديمة عندهم. أما أن الشعوب قد تعلمتها من اختلاطها بالمصريين، فبرهاني على ذلك ساطع، لأن الذين يختلطون باليونانيين من الفينيقيين لا يقلدون المصريين فيما يختص بأعضاء التناسل، بل يتركون ذريتهم بلا ختان. }
ورابع الأدلة هو ما جاء في نشيد الإنشاد من الكتاب المقدس على لسان زوجة الملك سليمان " النبي " وهي ابنة فرعون مصر، والتي نفهم منها أنها سوداء وبالتالي عائلتها، وكذلك شعب مصر، في ذلك الوقت في عيون الشعوب الأخرى مثل بني إسرائيل:
" أنا سـوداء وجميلـة يا بنـات أورشـليم كخيـام قيدار كشـقق سـليمان لا تنظرن إلي لكوني سوداء لأن الشمس قد لوحتني .. ماذا ترون في شـولميت "
وخامس الأدلة هو جاء في كتاب أميانوس ماركيلينوس " أمينوس ماركلينوس في مصر "، وهو مؤرخ روماني من القرن الرابع للميلاد، ـ رغم شهادته المتأخرة ـ التي أتت بعد التغييرات الديموغرافية الجذرية التي حدثت في كيميت " مصر "، عبر قرون طويلة قبل عهده ( فما بالك بما حدث من قبله ) عن طريق الغزو والاستطيطان، كما سنفصّل لاحقاً:
" أما أهل مصر ففي الأعم سمر وسود وأميّل إلى التجهم، نحاف أشداء، سريعو الغضب في كل أطوارهم مشاكسون وشديدو المثابرة. وإن الواحد منهم ليحمر خجلاً إن لم يكشف عن آثار كثيرة للسياط على جسمه بعد أن يرفض دفع الضرائب ولم يتمكن الناس إلى الآن من معرفة ضرب من ضروب التعذيب يكفي لأن يضطر لصاً عاتياً من لصوص هذه البلاد لأن يدلي قسراً باسمه.
ومن الحقائق المعروفة كما يتبين من الحوليات القديمة أن مصر كلها كانت فيما مضى خاضعة لملوك من أجدادهم. المصريين. ولكن بعد أن هُزم أنطونيوس وكليوباتره في موقعة بحرية عند أكتيوم وقعت مصر في حوزة أكتافيوس أغسطس وأصبحت ولاية رومانية. وقد حصلنا على ليبيا الجافة بمقتضى وصية الملك أبيون وأخذنا قورينة مع سائر مدن بنتابوليس الليبية بفضل أريحية بطليموس. "
عبد الله حسين
مشاركات: 208
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 9:52 pm

مشاركة بواسطة عبد الله حسين »

وسادس الأدلة هو ما جاء في سفر التكوين ـ الأصحاح 10 : 6، والذي يؤكد أن كوش " أب الكوشيين " هو أخ مصرايم " أب المصريين " وهما إلى جانب أخويها فوط وكنعان وهم أبناء حام بن نوح أب كل السود حسب الأسطورة التوراتية :

" 6. وأبناء حام: كوش ومصرايم وفوط وكنعان. "


وسابع الأدلة هو ما جاء على لسان أرسطو في كتاب علم الفراسة والذي يؤكد فيه سواد بشرة المصريين والأثيوبيين :

" أولئك الأشخاص شديدي السواد جبناء، ومن أمثلتهم المصريين والأثيوبيين، إلا أن الأشخاص شديدي البياض جبناء كذلك، مما يمكن أن نلمسه في النساء ـ فبشرة الشجاعة وسط بين الإثنين ".


وثامن الأدلة هو ما جاء في كتاب " الملاحة " للكاتب اليوناني لوكيانوس ( 125 ـ 190 م ) وهو عبارة عن حوار بين شخصين يونانيين :

" ليكينوس ( يصف شاباً مصريا ) : هذا الولد ليس فقط أسود، بل له شفتين مكتنزتين، وساقاه نحيلتان جداً وشعره به ضفيرة خلفية، مما يشير إلى أنه ليس حراً ".
تيمولاوس : ولكن هذه يا ليكينوس علامة على الأصل المتميز حقيقة في مصر ـ إذ أن الأطفال المولودين أحراراً يضفرون شعورهم إلى أن يبلغوا سن الرجولة. وهذا على العكس تماماً من العادة التي درج عليها أجدادنا حين رأوا أن من حسن المظهر بالرجال كبار السن أن يثبوا شعرهم ببروش لإبقائه في مكانه ".


وتاسع الأدلة هو ما جاء في " الكتاب 2، أسرة ايناكوس " للفيلسوف اليوناني أبولودوروس :

" استولى ايجيبتوس على بلد الأقوام ذوي الأقدام السوداء وسماها ( إيجيبت ) على اسمه ".


وعاشر الأدلة هو ما جاء في مسرحية " المتضرعات " للشاعر التراجيدي اليوناني آيسخيلوس ( 525 ـ 456 ق م )، والمسرحية تحكي قصة الأخوان " إيبجبتوس وداناؤوس "، حيث يفر داناؤوس من كيميت " مصر " ببناته الدناويات ( اليونانيات )، ويتعقبه أخوه إيجبتوس ومعه أبناؤه الإيجيبتيون ( المصريون )، الذين يرغبون في أن يتزوجوا بنات عمهم بالقوة، وفي خضم الأحداث " نري " داناؤوس يتسلق تلاً وينظر إلى البحر ويصف أبناء أخيه إيجيبتوس " المصريون " ـ الساعين خلفهم ـ وهم يشدون المجاذيف من بعيد بهذه الكلمات :
" ( داناؤوس عاد إلى الصعود على الرابية، ومن هناك راح ينظر إلى البحر. ثم تلفت إلى أبنائه ).
داناؤوس : لا أملك إلا الموافقة على هذه التمنيات الحكيمة، يا بناتي، لكن لا تخفن إذا أعلن لكن أبوكن فجأة أنباء جديدة. من هذه الرابية المرحبة بالمستجيرين، أنا أشاهد سفينة. ومن السهل التعرف عليها، ولا يند عني شيء عنها : لا ترتيب الأشرع، ولا صناديقها ولا جؤجؤها، الذي منه العين ترقب الطريق الذي تسير فيه، وهي مطيعة للسكان الذي يقودها من الخلف ـ بل مطيعة جداً لرغبة أولئك الذين تأتي إليهم لا صديقة. وأميّز بحارتها بأطرافهم السوداء الخارجة عن قمصانهم البيضاء. وها ذي بقية الأسطول، وكل الجيش على مرأى النظر. والسفينة التي في المقدمة وقد وصلت إلى الشاطئ، قد طوعت شراعاتها ومجاذيفها بعمليات سريعة. هيا ! خليق بكن أن تتأملن هذا الأمر بهدوء وحيطة وأن تتعلقن بهؤلاء الآلهة، بينما أذهب أنا للبحث عن مدافعين ومحامين. ومن الممكن أن يأتي مناد أو سفارة إلى هنا، بدعوى أخذكن والقبض عليكن بناء على قانون الغنائم. لكن لن يحدث شيء من هذا : فلا تخفن ! لكن من المستحسن، إذا نحن تأخرنا في جلب النجدة، ألا تنسين أبداً هذا الملجأ ولا للحظة واحدة. كُنّ واثقات : مع الوقت، في اليوم المحدد، كل إنسان يزدري الآلهة سيلقى العقاب. "
وللأسف أن الأستاذ عبد الرحمن بدوي، أستاذ الفلسفة والأكاديمي والمترجم المصري المرموق، قد ترجم عبارة أطرافهم السوداء في النص إلى " أغصانهم السوداء " وهو للأسف محاولة هزيلة لطمس العبارة الضمنية الواضحة أن الكيمتيين " قدماء المصريين " سود البشرة، بما أن أطرافهم سوداء !. وفي الواقع ظل هذا الحال هو ديدن كثير من المترجمين المصريين كما سنفصل لاحقاً.


والدليل الـ 11 هو إشارة إخيليس تاتيوس الأسكندري ( القرن الثاني الميلادي )، حيث يقارن رعاة الدلتا بالأثيوبيين، ويشير إلى أنهم ضاربون إلى السواد يشبهون المولّدين.

ومرة أخرى نلاحظ أن شهادة إخيليس رغماً عن تأخرها " القرن الثاني الميلادي، فإنها تؤكد أن الكيمتيين " قدماء المصريين " حتى القرن الثاني الميلادي وبرغم التغييرات العميقة التي طالت البنية السكانية لكيميت " مصر " وحتي في الدلتا " الوجه البحري " التي تأثرت أكثر من غيرها بالغزو والتغيير السكاني الجذري، فقد ظل سكانها أفارقة سود.


والدليل الـ 12 هو ما جاء في " الجغرافيا ـ الكتاب الأول " للفيلسوف الرواقي والجغرافي سترابون ( 58 ق م ـ 25 م ) الذي يذهب فيه إلى أن الكيمتيين " المصريين " والكولخيين من نفس الجنس، ولكنه يذهب إلى أن الهجرات إلى أثيوبيا وكولخيس جاءت من كيميت " مصر " وحدها :

" سكن مصريون أثيوبيا وكولخيس "


والدليل الـ 13 هو ما جاء في " تاريخ العالم ـ الكتاب الثالث " للمؤرخ اليوناني ديودور الصقلي ( 63 ق م ـ 14 م )، وهو معاصر للقيصر أغسطس، والذي يذهب فيه إلى أن أثيوبيا هي التي استعمرت كيميت " مصر " :

" يقول الأثيوبيون إن المصريين إحدى جالياتهم التي قادها أوزيريس إلى مصر، وهم يذهبون إلى أن مصر كانت في بداية العالم مجرد بحر، ولكن النيل، بحمله كميات ضخمة من الغرين من أثيوبيا في مياه فيضانه، ملأها وجعلها جزءاً من القارة، وهم يضيفون أن المصريين قد نقلوا عنهم، بصفتهم مؤسسين وأسلافاً، الجزء الأكبر من قوانينهم ".


والدليل الـ 14 هو ما جاء في " الكتاب السابع " لكاتب السير الذاتية للفلاسفة اليونانيين ديوجينيس لاتريوس ( القرن الثالث الميلادي ) عن زينون مؤسس المدرسة الرواقية ( 323 ـ 261 ق م ) والذي نفهم منه أن الكيمتيين " المصريين " سود البشرة عندما يتطرق إلى وصف أبولونيوس الصوري :

" أنه كان نحيلاً، طويلاً جداً وأسود ـ ومن ثم الحقيقة الخاصة، وفقاً لما يذهب إليه خريسبوس في الكتاب الأول من " أمثاله " بأن البعض قد أطلقوا عليه اسم نبات مصري معترش ذي ساق طويلة. "
عبد الله حسين
مشاركات: 208
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 9:52 pm

مشاركة بواسطة عبد الله حسين »

والدليل الـ 15 هو ما جاء أيضاً في مسرحية " المتضرعات " أو " المستجيرات " للشاعر التراجيدي اليوناني آيسخيلوس ( 525 ـ 456 ق م ) المذكورة سابقاً :

يقول الكورس في وصف مشهد قدوم سفن أبناء إيجبتوس ( مصرايم ) : " على سفنهم ذوات الألواح المحكمة الشد، وعلى وجه اللازورد الكابي، قد مرّوا إلى هنا، وساعد الحظّ حقدهم، مع جيشهم العرمرم الأسود ! "
وعبارة جيشهم العرمرم الأسود هي وصف للون بشرة جنوده السوداء أي لون المصريين في نظر المؤلف اليوناني آيسخيلوس على لسان شخوص مسرحيته، وما يؤكد هذا التفسير أن داناؤوس يرد على الكورس بعبارة يستشف منها أيضاً إشارة للون أي السواعد المصقولة من حرارة الشمس :
" وعديدون أيضاً من سيلاقونهم وأذرعهم مصقولة من حرارة الشمس "
لاحظ أن ذلك أي رؤية اليونان للمصريين عبر آيسخيلوس كان في النصف الأول من القرن السادس قبل الميلاد، وكانت التركيبة الديموغرافية لمصر بدأت في التغير إلى حد كبير عبر الغزو والهجرات ودخول الأجانب، فكيف الحال بآلاف السنوات قبل هذا التاريخ ؟!

وفي نفس المسرحية، يقول الكورس الذي يمثل صوت بنات داناؤوس الخمسين في وصف مشهد الجنود المصريين ( أبناء إيجبتوس ) وهم يقبضون عليهم :
( وا أسفاه ! يا أبتاه، هل نجدة المذابح سيكون فيها هلاكي ؟ نعم، إن الشبح الأسود يجرّني مثل عنكبوت خطوة فخطوة ! وا أسفاه ! ثلاثة مرات ! يا أيتها " الأرض " الأُمّ ابعدي عني الصارخ المفزع ! أيها الأب يا زيوس يا ابن " الأرض " ! )
هنا أيضاً في عبارة " الشبح الأسود يجرني " إشارة ضمنية إلى لون الجنود المصريين.

والدليل الـ 16 هو ما جاء في محاورة " فايدروس " لأفلاطون وهي فقرة عنصرية ضد اللون الأسود بمثال الخيول الذي ضربه، وهي مقارنة بين جوادين أحدهما أبيض يحمل كل الصفات الايجابية ونفهم أنه الإنسان الأبيض، والآخر أسود يحمل كل الصفات السلبية وهو الإنسان الأسود.
وهذه الفقرة تبقى دليل غير مباشر أن المصريين في نظر أفلاطون سود البشرة وفطس الأنوف، لأننا نفهم من نص الفقرة أنه رأى أفارقة سود، إما في بلاد اليونان أو في كيميت " مصر " عندما زارها وهذا هو الأرجح.

والدليل الـ 17 هو أنه في انجلترا كانوا يطلقون لقب قيبسي وتعني إيجيبشان " مصريين " على أهل شمال غربي الهند ذوي اللون الأسود وهو دليل على أن المصريين في القرن الخامس عشر كانوا يعتبرون شعباً من السود.

والدليل الـ 18 هو ما جاء في كتاب شامبليون " الرسائل والمذكرات " حيث يقول شامبليون صراحة أن قدماء المصريين ينتسبون إلى نفس العرق الذي ينحدر منه النوبيين " الكوشيين " ويؤكد أنه لا يوجد قي الأقباط إلا نتاج مزيج مشوش لكافة الشعوب التي فرضت هيمنتها على كيميت " مصر "، لذلك من الخطأ محاولة التعرف في فيهم على ملامح العرق المصري القديم.

والدليل الـ 19 هو رأي الألماني يوحنا يواخيم فنكلمان من القرن الثامن عشر في الفن الكيميتي " المصري " حيث يصف المصريين بصفات شعب أفريقي من وجهة نظره العنصرية :
" أن المصريين لم يكن لديهم نماذج فنية جميلة لأنهم كانوا قوماً معوجي الساقين فطس الأنوف "

والدليل الـ 20 هو ما جاء على لسان الفرنسي شارل دي بروس الذي كان معاصراً لفنكلمان :
" إن قدماء المصريين كانوا يشبهون السود المعاصرين في أن عبادة الحيوانات ـ التي يعتبرها الماسونيين مجازية ـ لم تكن إلا من قبيل " عبادة الزنوج للتوافه "

وأخيراً وليس آخراً، تمضي في نفس الوجهة آراء كل من الشيخ أنتا ديوب في كتابه " الأصول الزنجية للحضارة المصرية " وجورج جيمس في كتابه " التراث المسروق " ومارتن برنال في كتابه " أثينا السوداء " وهي التي سوف نعتمد عليها إلى جانب مراجع أخرى أساسية في بحثنا عن جذور الحضارة الكوشية/ الكيمتية وإعادة النظر إليها كحضارة أفريقية سوداء، كما استوحيت عنوان الموضوع من عناوين الكتب الثلاثة المذكورة إلى جانب عنواني الخاص المُوازي المُقترح. أما الكاتب المصري الوحيد الذي قرأت له وأكد صراحة على أن شعب مصر القديمة شعب أفريقي أسود هو الكاتب شوقي جلال والذي سوف أعود إليه بالتأكيد عند بحثنا محاور الموضوع المختلفة المتشعبة.
عبد الله حسين
مشاركات: 208
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 9:52 pm

مشاركة بواسطة عبد الله حسين »

تنبيه هام

هذا التنبيه سقط أثناء تحرير الموضوع

موضوع هذا البوست ضد كل المركزيات : الأوروبية، العربسلامية، وبما فيها المركزية الأفريقية التي وإن بدا أن الموضوع ينطلق منها أحياناً فما ذلك إلا لأنه يورد الحقائق التاريخية الصلبة كما هي موثقة في أوثق المصادر التاريخية القديمة، ويؤمن أن الحضارة الإنسانية هي نتاج إسهام جميع الأمم، مهما كبر أو صغر هذا الإسهام، والهدف هو إعادة الاعتبار لأفريقيا باعتبارها مهد البشرية وصاحبة أقدم وأعظم حضارة في التاريخ، وكذلك الوقوف بحزم، كما قال مارتن برنال، في وجه الغطرسة الأوروبية. وسوف يحاذر كل الحذر من السقوط في عنصرية مُضادة، ترياقه الفاعل لها الأممية، يردد دائماً مع الخالد حميد :

حلم العالم
ناس تتسالم
والبني آدم صافي النية

ــــــــــــــــــــــ

على هامش التنبيه :


ـ المقصود بـ " أثيوبيا والأثيوبيين " في المصادر القديمة هو كوش والكوشيين.


ـ كيميت هو اسم مصر القديمة.
عبد الله حسين
مشاركات: 208
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 9:52 pm

مشاركة بواسطة عبد الله حسين »

كيف رأى الكيميتيون إلى أنفسهم ؟


9: 20 و ابتدا نوح يكون فلاحا و غرس كرما
9: 21 و شرب من الخمر فسكر و تعرى داخل خبائه
9: 22 فابصر حام ابو كنعان عورة ابيه و اخبر اخويه خارجا
9: 23 فاخذ سام و يافث الرداء و وضعاه على اكتافهما و مشيا الى الوراء و سترا عورة ابيهما و وجهاهما الى الوراء فلم يبصرا عورة ابيهما
9: 24 فلما استيقظ نوح من خمره علم ما فعل به ابنه الصغير
9: 25 فقال ملعون كنعان عبد العبيد يكون لاخوته
9: 26 و قال مبارك الرب اله سام و ليكن كنعان عبدا لهم
9: 27 ليفتح الله ليافث فيسكن في مساكن سام و ليكن كنعان عبدا لهم
9: 28 و عاش نوح بعد الطوفان ثلاث مئة و خمسين سنة
9: 29 فكانت كل ايام نوح تسع مئة و خمسين سنة و مات

سفر التكوين ـ العهد القديم ـ الكتاب المقدس



ربما أن اسم كيميت، والذي أطلقه الكيميتيون على بلدهم ويعني السوداء، قد اشتق منه اسم حام بافتباس التوراة له، مع تغيير نُطق الاسم بانتقاله إلى لسان مجموعة عرقية أخرى مثل اليهود، حيث تحول حرف الكاف إلى خاء، أي نُطقت الكلمة " خيميت " ثم تغير نُطق الخاء مع مرور الزمن إلى حاء فأصبح " حيميت "، ومن ثم أضيفت الألف وحذفت التاء لتصبح " حام "، اسم علم دال على جد أول في التوراة، الأحدث بالتأكيد من كيميت واللغة الكيميتية في التسلسل الزمني والتاريخي، ولكنه ليس اسم فقط، إنما بمعنى أسود كما نفهم من السياق الوارد فيه في نص التوراة، التي زعمت أنه، أي حام، قد رأى عورة أبيه وهو في حالة سُكر، والذي دعى ربه، بعد أن أفاق من سكرته، كعقاب له، أن يكون ونسله عبيداً لنسل أخوته سام ويافث !!! " هذا يذكرنا بأسر واستعباد بني اسرائيل في كيميت حسب زعم التوراة. هل أراد كاتب سفر التكوين الانتقام المعنوي لذلك الأسر المزعوم ؟ " وبالإشارة إلى ولده كوش وهو جد الأثيوبيين " الكوشيين "، الذين سكنوا كوش، وهم قوم سود بالطبع، ومصرايم جد المصرييين، الذين سكنوا مصر، وهو أخوه الأصغر وبالتالي من المؤكد أن يكون ونسله مثل أخيه سود اللون، وأيضاً كنعان أصغرهم والذي سكن نسله فلسطين ؟!.، وهذا يعني أن الحقوق التاريخية في فلسطين، حسب التوراة، هي ملك لأبناء حام ونسلهم الأفارقة السود، وليس ملك لأبناء العم، أبناء سام الساميين " يهود وعرب "، وهذا بند آخر في هذا المبحث الشائك، ربما نعود إليه، لانعكاسه على ما يُسمى بالصراع العربي الإسرائيلي على أرض فلسطين التاريخية، أرض كنعان ابن حام أو حفيده، الأفارقة السود.
وللالتفاف على هذا الاسم الواضح الذي أطلقه الكيميتيون على بلادهم، درج أصحاب النموذج الآري ومن يسمون بعلماء المصريات وغالب المؤرخين المصريين على تفسير ذلك، دون دليل من نصوص البرديات الكيميتية أو طرح متماسك ومقنع أنه إشارة إلى لون الأرض التي تكتسي اللون الأسود الذي يجلبه النيل مع الطمي، وهاذ تفسير عجيب لأن الناس في الغالب يطلقون أسماء بلادهم من صفاتهم وليس صفات أرضهم، مثل إينقلاند " أرض الإنجليز "، دويتشلاند " أرض الألمان "، فرانس " أرض الفرنسيين، قريسلاند " أرض اليونانييين، سويدن " أرض السويديين، آيرلاند " أرض الآريين " !، وكذلك أسماء مصر والسعودية وحتى أثيوبيا والسودان، وغيرها، فلماذا حين يتعلق الأمر باسم كيميت والحضارة الفرعونية، يلجئون لهذه التفسيرات العجيبة المُغرضة !؟.
أضف رد جديد