احداث 19 يوليو وحوار بوب وعلوب

Forum Démocratique
- Democratic Forum
أضف رد جديد
صلاح النصري
مشاركات: 607
اشترك في: السبت يوليو 01, 2006 12:32 pm

احداث 19 يوليو وحوار بوب وعلوب

مشاركة بواسطة صلاح النصري »

زار صديقنا د. ماجد بوب أمارة ام القوين قبل أيام واجري حوار مطول مع الدكتور حسن علوب وهو القاضي الذي كلف بالتحقيق في احداث 19 يوليو ويعكف اخونا ماجد علي تفريغ اشرطة الحوار ووعدنا بنشرها في حلقات علي المنبر , كما صدر حديثا للدكتور بوب كتاب 19 يوليو اضاءات ووثائق وستقوم الأخت نجاة محمد علي باستعراض الكتاب لاحقا عندما تصلها نسخة منه , وتحاور د. ماجد ود. عبدالله علي ابراهيم حول هذا الموضوع وسنحاول جمع مقالاتهم , وهذا واحد من ردود بوب علي عبدالله.

الدكتور عبدالله يقول "دعوا أركان النقاش فهى منتنة!"


الدكتور عبدالله على ابراهيم كتب مقالتين فى صحيفة الأحداث ومن ثم ترحلت المقالتان الى منبر سودانيات. علماً بان الموضوع الذى تطرق له تدور رحاه فى منبر ثالث هو سودانيز اون لاين ويعنى بماحدث فى بيت الضيافة عصر يوم 22 يوليو 1971. وجوهر مقالات الدكتور سبق ان عرضه فى جريدة الاحداث فى عام 2009. وتداخلت معه فى حينها. وهاهى اراء الدكتور عبدالله , يعيد استنساخها الخالق الناظر فى الأيام الماضية. ولمصلحة الوقت والقارىء اوجز تعليقى هذه المرة فى بعض النقاط واتمنى أن يتسم الدكتور عبدالله برحابة صدره المعهودة.


1.بما أن الموضوع الذى كتبه الدكتور عبدالله مؤخراً يتناول بالتعليق مناقشات لازالت محتدمة فى منبر اخر هو سودانيز اون لاين فربما كان من الاحرى ان يعرض الدكتور تعليقه فى المنبر الاصل وليس جريدة الاحداث. وهذه قاعدة لا تغبى عليه وهو أدرى بها.


2.لا اتفق مع الدكتور عبدالله فى ان الحوار الدائر فى منبر سودانيز اون لاين يحق عليه الوصف بأنه حوار "يصطرع (فيه) الشيوعيون والظلاميون.." وفى نظرى ان الاشارة لاحد طرفى المناقشة المعنية بأنهم ‘ظلاميون‘ اشارة تفتقر الدقة، وتتجاوز عن سعة الدائرة المهتمة بمذبحة بيت الضيافة وتداعياتها والطلاسم العصية التى اكتنفتها. ولا أرى فى حمية المناقشة وخشونتها مايدعو لوصفها على حد قول عبدالله بأنها "عودة للموقعة الاولى وللكهف البدائى السحيق." والدكتور نفسه لا يكل ولا يمل من تقصى ما حدث فى بيت الضيافة. ومهما يكن مقدار اتفاقى أو اختلافى مع الاراء المتداولة فى منبر سودانيز اون لاين، الا أننى أرى بأنها لازالت تقع فى حيز الحوار السلمى الذى تعتريه حمية الشباب وهم جل المتحاورين. ونحن وقد صرنا كهولاً اما أن نستصحب تلك الاراء بحسبانها انعكاس لما يعتمل فى صدور الشباب، ونسعى بكل تواضع الى اثرائه بموضوعية وتقدير واما ان ننأى بانفسنا عن تلك المواقع. وكما يقول الناطقون بغيرها "من لا يتحمل السخونة، فلييتعد عن المطبخ."


He, who doesn’t stand the heat, should stay out of the kitchen!


وبلا محاباة الدكتور عبدالله من اكثر مفكرينا دأباً واوفرهم انتاجاً ولهذا احتل لنفسه موقعاً مرموقاً فى أوساط الشباب ومن هنا تتعزز أهمية مخاطبته لهم حيثما وجدوا وحيثما تقتضى الضرورة. وهو أدرى بتوجيه رسائله ومبتغاها. واجمالاً أقول لا يمكن القول بأن كل من حمل ضباط يوليو مسئولية المذبحة المخزية يعد ‘ظلاميا‘ أو ‘اسلاموياً‘. وليس كل من تصدى لتبرئة ضباط يوليو يصنف فى عداد ‘التقدميين أو الشيوعيين‘. فالموضوع هنا يتعلق بثبر اغوار الحقيقة ولهذا تتقاطع الطرق.


3.سوف اقصر تعليقى على المقالة رقم اثنين التى كتبها الدكتور عبدالله وعنوانها ‘لطي سجل بيت الضيافة، للتعافي الوطني‘ وبصريح العبارة والتقدير للأخ الدكتور عبدالله ان هذه المقالة ربما تحدث من التشويش اكثر مما تثير من أسئلة ذكية أو ايضاحات تسعف المتطلع لمعرفة الحقيقة.


بداية كتب الدكتور عبدالله ما يلى: " وتجدد هذا النزاع الأزلي بعد بروز نصوص جديدة مثل ملخصات من تقرير القاضي علوب، الذي حقق في الانقلاب بتكليف من الدولة، ونسخة مزعومة منه. ولم تلطف المستجدات النزاع لأنه لم توجد بعد الوثيقة التي تطفيء نيران خصومة الشيوعيين والإسلاميين.."


فى أمر الوثيقة المزعومة أنقل للاخ الدكتور عبدالله أننى سافرت من الولايات المتحدة الى امارة أم القوين حيث يقيم القاضى الدكتور حسن علوب بغرض استجلاء حقيقة ‘الوثيقة المزعومة‘ وقد اطلعته على صورة طبق الأصل مما لديك ومنحته يومين للاطلاع عليها حتى نقطع دابر الشك باليقين. وعاودته ثانية واكد لى تأكيداً معززاً بأن الوثيقة التى بعثت بها اليك ويتولى الصديق عدلان مشقة نشرها فى منبر سودانيز اون لاين "جزء أصيل من التقرير الذى سلمته لجنة التحقيق فى انقلاب 19 يوليو 1971."


ونعاود فى هذا السياق الشكر الجزيل للصديق الذى قام بمتابعة أثر التقرير المعنى وتجاسر بدخول مجلس الوزراء وعلى بعد خطوات من مكتب رئيس الوزراء انذاك، جعفر نميرى الذى سعى لحجب نتائج التحقيق عن الشعب. والصديق كأنى به يستقرىء احداث التاريخ والجدل الدائر الان فى كرة بلورية. علماً بأنه اندفع الى تلك المهمة بضميره الاكاديمى وقدم لنا خدمة جليلة. ولم يكن له انذاك او الان ناقة ولاجمل فى ادانة اوتبرئة.

.

He had absolutely no axe to grind!


4.المهم الان انجلى الامر فى شأن وثيقة منقوصة ووثيقة مزعومة .. رفعت الاقام وجفت الصحف..! وفى سياق ماكتب الدكتور عبدالله مايلى:" لشباب الشيوعيين وكهولهم (لأنني) اعتقد مثلهم، أننا براء من دم بيت الضيافة. وكتبت في 2009 عن نظرية القوة الثالثة التي خرجت من فوضى الانقلاب لتفرض سلطانها هي لا غير.. وبدون ‘اشارات وتنبيهات‘ أحيى من صميم القلب اعلان الدكتور عبدالله عن انتمائه لشباب وكهول الشيوعيين وأعلم علم اليقين وفائه للماركسية وحدبه على تطبيقها البديع فى واقع بلادنا منذ ان قدم لنا كتيبه بعنوان ‘نحو حساسية شيوعية حول الأدب والأدباء.‘ وغيره وغيره من المساهمات الرصينة التى صارت ارثاً محفوظاً تتوارثه اجيال الشيوعيين. ومن موقعه الحالى تداولنا كثير من الاراء الجديرة بالاحترام وتضعه فى مصاف كبار مفكرينا الوطنيين. وبالرغم من انتمائى المعلن للحزب الشيوعى لم اتردد فى تزكية ترشحه لرئاسة الجمهورية فى صحيفة الولاية التى يقيم بها فى الولايات المتحدة. ولو عادت الايام ادراجها لن اتوانى فى تزكيته اذا اتيحت لى الفرصة لان فى مشاركته اعلاء لقيم حرية الرأى واعلاء منسوبها من لجاج المناظرات الخاوية.


5.كتب الدكتور عبدالله "وكان اجتهادي في الأمر كمؤرخ وليس كشيوعي" ؟؟ وليسمح الاخ الدكتور عبدالله أن أطرح عليه تساؤلاً يتعين الوقوف عنده: ماهو فضل المؤرخ (العام) على المؤرخ الشيوعى. فأى منهج أمتن من منهج الماركسية فى البحث عن الحقيقة. والمنهج الذى توسل به كارل ماركس الى صياغة أرائه فى الاقتصاد والفلسفة والحراك الاجتماعى ولينين فى تحليل مرحلة الاستعمار وغيرهم مايزال عتياً لانه قائم على العلم.


كتبت صحيفة الاندبندت البريطانية مؤخراً "الشيوعيون يهرولون بعيداً عن الماركسية، والرأسماليون يعيدون اكتشافها!" فماذا يخيف الدكتور عبدالله اذن وهو يعلن انتمائه الشيوعى فى غير موضع أن يتوسل لتحليل ملابسات ما حدث فى بيت الضيافة كمؤرخ شيوعى.


6.يتساءل الدكتور عبدالله "من أين للشيوعيين سحر السرد ونفاذه الذي جاء عن لحظة خلع أرملة شهيد بيت الضيافة ثوب الحد عليه بعد سنوات وسط سعادة الأسرة التي أرقها حزنها الذي بلا نهاية. وهي لحظة مكانها الفيلم أو المسرح. لا يٌعلى عليها."


وفى نظرى أن الزج بالانفعالات الشخصية والمؤثرات الاضافية تخرج المناقشة من حيز الموضوعية الى مسطبة الدراما.


واذا سلمنا جدلاً بأن هنالك مسئولية جنائية أو اخلاقية على الشيوعيين فى كشف ما أحاط بمذبحة بيت الضيافة فلماذا يستنكر عليهم الدكتور عبدالله ‘سحر السرد ونفاذه عند خلع أرملة شهيد .. ثوب الحداد بعد سنوات‘ من الحدث. فمن ياترى اقدر من الشيوعيين فى سحر السرد ونفاذه وكل تاريخهم سحر ونفاذ عبر عنه قاسم امين والحاج عبدالرحمن وشاكر مرسال وعبدالخالق وعمر مصطفى وجيلى ومحجوب شريف وعبدالله على ابراهيم بانتمائه الشيوعى. وقد عبر عن ذلك العزيز محمد ابراهيم نقد فى مخاطبة أسر الشهداء: "اذا كان هنالك من ينكر على الشيوعيين شرف الاستشهاد فاننا لا ننكر على أحد مجد الاستشهاد!"


7.كتب الدكتور عبدالله مايلى: "ما يقوله شاهد العيان والضحية مصدق ولكنه غير منزل في معيار التحقيق التاريخي. ومثل هذا التحقيق هو شق الأنفس بذاته وصفاته. وللاسف لم ينهض به الشيوعيون. فحتى تحقيقهم الداخلي لبيان الانقلاب لأنفسهم صدر بعد ربع قرن من الواقعة. ولم ينهضوا بتبعة التحقيق ومستلاته.."


8.فليسمح لى الدكتور باطلاعه على بعض مما نهض به الشيوعيون فى دفع التهمة الموجهة اليهم بشأن مذبحة بي الضيافة ولا اتطاول على الدكتور فيما وقف عليه من موقعه كواحد من بين قلة باسلة تصدت لحماية الحزب الشيوعى بعد أحداث عام 1971. لقد وقف عبدالخالق وهو على بعد سويعات من استشهاده ليدفع جانباً الاتهام الذى وجهه اليه رئيس المحكمة العسكرية بمسئوليتهم فى تنفيذ مذبحة بيت الضيافة. قال الشهيد "أما فيما يختص بما حدث فى بيت الضيافة، فلا علاقة لنا به. وهذه التهمة قصد منها التمهيد لتصفيتنا"


هذه نقطة البداية.


فى نوفمبر 1971 والحزب الشيوعى لما يزل يسعى لتضميد جراحاته ولملمة أطرافه بعثت لجنته المركزية رسالة الى أسر شهداء بيت الضيافة سوف اطلعك عليه عبر بريدك الخاص قبل ان اٌقوم بعرضه على منابر الحوار المعروفة.


لقد بذل عدد من المنتمين للحزب الشيوعى بالكتابة فى الصحف والمجلات ومنها ‘مجلة قضايا سودانية‘ وقد أسعفنى الوقت أن أكون ممن أدلوا بدلوهم فى تلك الاحداث. وقيض الله أن اصدر هذا الشهر كتاب وثائقى عن انقلاب 19 يوليو وهانذا ابادر من منطلق الباحث الشيوعى وبدون استحياء لاستجلاء جوانب مما اشتمل عليه تقرير القاضى حسن علوب بعد زيارته فى محل اقامته فى امارة أم القوين. والتقرير المعنى قمت بتمليك الاخ الدكتور عبدالله نسخة منه قبل بضع سنوات على أمل ان يجد فيه مادة للاسهام فى استجلاء حقيقة الملابسات التى احاطت بمذبحة بيت الضيافة. ويعود الدكتور عبدالله للقول عن ضباط يوليو وتحديداً يسميهم مع العلم ‘الضباط الشيوعيين‘ "والواضح أن براءتهم لم تثبت وذنبهم ما يزال على جنبهم. فحتى لو صح أن الضباط الشيوعيين لم يرتكبوا مجزرة بيت الضيافة فكيف للشيوعيين النجاة من تهمة مقتلهم وهم في عهدة الانقلاب. وربما كان اغتيال من في ذمتك أنكأ من قتلك أنت له.


"وأتعجب لحركة تاريخية كالحزب الشيوعي تعطل التفكير الرحب في واقعة بيت الضيافة بحرص طفولي على البراءة من ذنبهم ."


بالرغم من قيود العمل السرى والاختفاء وقف رفيقنا العزيز محمد ابراهيم نقد على اصدار التقويم الضافى حول انقلاب 19 يوليو 1971 ليكمل جهداً بدأوه ودماء شهدائهم مازالت ندية، باصدار بيانهم الاول بخصوص مذبحة بيت الضيافة وذلك فى سبتمبر 1971. فاذا لم يكن كل هذا الجهد من باب شق الانفس الذى ينكره الدكتور عبدالله على رفاقة فى الحزب الشيوعى ..فماذا يكون؟


9. كتب الدكتورفى ختام مقاله الحافل مايلى:"والواضح أن براءتهم لم تثبت وذنبهم ما يزال على جنبهم.(الشيوعيين) فحتى لو صح أن الضباط الشيوعيين لم يرتكبوا مجزرة بيت الضيافة فكيف للشيوعيين النجاة من تهمة مقتلهم وهم في عهدة الانقلاب. وربما كان اغتيال من في ذمتك أنكأ من قتلك أنت له. وأتعجب لحركة تاريخية كالحزب الشيوعي تعطل التفكير الرحب في واقعة بيت الضيافة بحرص طفولي على البراءة من ذنبه."


علماً بأنه وفى مستهل مقالته موضوع هذه المناقشة كتب الدكتور عبدالله بخطه مايلى "أوجه الكلمة هذه الى شباب الشيوعيين وكهولهم لأنني اعتقد مثلهم أننا براء من دم بيت الضيافة.؟؟ ويقول الدكتور عبدالله "كتبت في 2009 عن نظرية القوة الثالثة التي خرجت من فوضى الانقلاب لتفرض سلطانها هي لا غير؟؟؟" وبكل احترام أنا أعجب للانتقال من موقع الدفاع الى موقع الادانة الصريحة بدون صبر على استصحاب القارىْ عبر الوثيقة ثم الوثيقة ثم التحليل ثم الاستنتاج حتى نقطة الانتقال الى الادانة؟


وثمة ملاحظة ختامية على مايراه الدكتور بأن "وربما كان اغتيال من في ذمتك أنكأ من قتلك أنت له.." ربما يصدق هذا الحديث فى عمومياته وفى ظروف طبيعية وملابسات تتيح للحارس مهمة حماية من هم فى عهدته. وما حدث فى بيت الضيافة يحتاج الى تدقيق وتقصى للاحاطة بالملابسات التى ربما وضعت الحارس والضحية فى موضع واحد.


أجدد تقديرى للدكتور عبدالله وأتعشم فى أن يتقبل هذه الملاحظات بروح تداول الرأى. وتمنياتى له بدوام العافية ..


ملحوظة: الخطوط للتشديد لم ترد فى المقال الاصل للدكتور عبدالله.
آخر تعديل بواسطة صلاح النصري في الجمعة يونيو 08, 2012 5:31 pm، تم التعديل مرة واحدة.
صلاح النصري
مشاركات: 607
اشترك في: السبت يوليو 01, 2006 12:32 pm

مشاركة بواسطة صلاح النصري »

ارسل لي الاخ بوب مقال عبدالله علي ابراهيم الذي رد عليه , و المنشور بصحيفة الاحداث :-
التاريخ كأشغال شاقة على سودانيزاونلاين .. بقلم: د. عبد الله علي إبراهيم


الخميس, 17 أيار/مايو 2012

1- دعوا أركان النقاش فهي منتنة

لو نظرت في سودانيزأونلاين ساعة نظرت لها قبل قليل من كتابة هذه الكلمة سترى 5 بوستات مفتوجة دفعة واحدة عن مذبحة بيت الضيافة. وهي المقتلة التي راح ضحيتها 16 ضابطاً احتجزهم إنقلابيو 19 يوليو 1971 اليساريون. وكنت أحصيت في مرات سابقة 4 بوستات أخرى تأخرت عن الصفحة الأولى. وستجد في هذه البوستات المشهد المالوف: اليساريون متماسكون الحزز مع خصومهم في الحركة الإسلامية وغيرهم حول المسؤولية عن دم هؤلاء الضباط. فالشيوعيون يدفعون التهمة عنهم وينسبونها لقوة ثالثة من الجنود أرادت أن تتخلص من انقلاب 19 يوليو و25 مايو في برنامج واحد ويخلو لها الحكم. وخصومهم، من الجهة الأخرى، يحملونهم وزر قتل ضباط بيت الضيافة بغير لبس.
حرك ساكن هذه الخصومة التاريخية أمران. كان أحد الباحثين يلتمس من زملائه في سودانيزأونلاين ان يعينوه ليجد تقرير القاضي علوب الذي ذاع أنه حقق في انقلاب 19 يوليو وذيوله ولم يتوافر للباحثين. وكان المؤرخ المرحوم القدال وشخصي قد نظرنا في نسخة مزعومة له. وخلال هذا البحث الجماعي عن التقرير قدم الطاهر حسن التوم في برنامجه المميز "مراجعات" شاهدين كان من رأيهما أن الشيوعيين هما من قتل ضباظ بيت الضيافة. كان الأول هو لواء الأمن عثمان السيد الذي قرأ من ما وصفه بملخص إداري لتقرير القاضي علوب أنحى باللائمة على الشيوعيين في القتل. وكان الثاني هو اللواء عثمان عبد الرسول الناجي من المذبحة والذي قال إن ضابطين شيوعيين هما من قتل الضباط وأصابه هو نفسه أذى منهما.
وعينك لا ترى إلا النور: تماسك الشيوعيون وخصومهم الحزز عكازي وعكازك. وتحول الجدل إلى "ركن نقاش" من تلك التي فشى بها اللجاج في الجامعات. وصار الواحد حين يضيق بالنقاش في بوست الخصم يفتح بوستاً آخراً فتكاثرت كما رأينا تكاثر الأمبيا. وتواترت وثائق مفيدة في الأثناء مثل ما كتبه اللواء عبد الرحمن الفكي، عضو لجنة القاضي علوب، وكلمة لأحمد حمروش السياسي المصري الذي زار السودان خلال أيام الانقلاب القليلة. بل وبدأ نشر تقرير علوب غير المأذون في حلقات. ولكن لم توفق هذه الوثائق قديمها والمستجد في تقعيد النقاش على طرائق الاستدلال المعروفة. فهى لم تزد من أن تكون حطباً لنار الغل القديم والثأرات الطلابية.
لم يكن أياً من المتحاورين بحاجة إلى وثيقة جديدة. فلم توجد بعد الوثيقة التي تزلزل ثوابته. ولن توجد. فهي عنزة ولو طارت. فلما اقتصر تدريبهم في المحاججة على "أركان النقاش" الشقية فحيلهم للي أيدي الوثائق لتنطق بصوابهم المزعوم مروعة. بل قد لايحتاج الواحد منهم لوثيقة أصلاً. فمن طريف هذا الجدل طلبت إحداهن صفحات من كتاب رشحه أحدهم لتحسين فهم المذبحة. وزادت بأن الكتاب مع ذلك لن يغير رأيها الذي اتفق لها. فسألها أحدهم لماذا تطلب الكتاب إذاً. فالقراءة لطالب الحقيقة لا لسواه.
لا أعتقد أن من جاءوا لنقاش مذبحة بيت الضيافة أرادوا حقائقها كواحدة من العقبات الخام، النيئة الكأداء النازفة ما تزال في وجدان الأمة وبين أسر منها بصورة خاصة. وهي عقبات تمنع الوطن من التعافي ويظل طائر شومها يحَوِّم فوقنا. وتتداولها صفوتنا الشقية مع ذلك بأسلوب يسميه الخواجات "بلاغة اللحم الأحمر" ويعنون به أن يكون الحديث عال الصوت فظاً ويشبهونه بذلك على اللحم الأحمر الذي يقطر دمه منه. فهو نيء (أو عبيط) لم يعرض على نار فينضج. وكلما كثرت البوستات كلما اتضحت عزيمة الأطراف بالهرب بثوابتها إلى بيت يأويها حتى تعاود العراك حول المسألة أو مسألة اخرى في وقت قريب. غداَ نقترح مخرجاً من هذه الوغوغة إن شاء الله.


2-لطي سجل بيت الضيافة، للتعافي الوطني

يصطرع الشيوعيون و"الظلاميون" في منبر السودانيزأونلاين حول من قتل الضباط المتحفظ عليهم ببيت الضيافة بعد فشل الانقلاب المنسوب للشيوعيين في يوليو 1971. وتجدد هذا النزاع الأزلي بعد بروز نصوص جديدة مثل ملخصات من تقرير القاضي علوب، الذي حقق في الانقلاب بتكليف من الدولة، ونسخة مزعومة منه. ولم تلطف المستجدات النزاع لأنه لم توجد بعد الوثيقة التي تطفيء نيران خصومة الشيوعيين والإسلاميين. فكل تجديد لها هو عودة للموقعة الأولى وللكهف البدائي السحيق.
وأرجو أن أوجه هذه الكلمة لشباب الشيوعيين وكهولهم لأنني اعتقد مثلهم أننا براء من دم بيت الضيافة. وكتبت في 2009 عن نظرية القوة الثالثة التي خرجت من فوضى الانقلاب لتفرض سلطانها هي لا غير. وكان اجتهادي في الأمر كمؤرخ وليس كشيوعي. وتأدبت مع ذلك في حضرة شاهدين. ذلك الذي خرج سالماً من المذبحة والأفراد من أسر الشهداء. والتأدب غير التصديق ولكنه دماثة. وهذا ما لا أرى الشيوعيين يلتزمون به في حجاجهم. وفي هذا سوء تقدير. فالشاهدان لا تعلو شهادتهما شهادة بخاصة في زمن الوسائط القرافيكية. فما مد الشاهد الناجي من المذبحة أصبعه المقطوع وكاد يكشف عن بطنه المبقورة حتى حظي بالتصديق "وش" . كما شهد رجل وامرأة من أبناء الشهداء ضد الشيوعيين على خلفية إرشيف عائلي. بل من أين للشيوعيين سحر السرد ونفاذه الذي جاء عن لحظة خلع أرملة شهيد بيت الضيافة ثوب الحد عليه بعد سنوات وسط سعادة الأسرة التي أرقها حزنها الذي بلا نهاية. وهي لحظة مكانها الفيلم أو المسرح. لا يٌعلى عليها.

ما يقوله شاهد العيان والضحية مصدق ولكنه غير منزل في معيار التحقيق التاريخي. ومثل هذا التحقيق هو شق الأنفس بذاته وصفاته. وللاسف لم ينهض به الشيوعيون. فحتى تحقيقهم الداخلي لبيان الانقلاب لأنفسهم صدر بعد ربع قرن من الواقعة. ولما لم ينهضوا بتبعة التحقيق ومستلاته (الفيلم، الفديو ، السي دي، المسرحية الوثائقية)، وهي أدوات هجومية، اكتفوا بمواقع الدفاع الضعيفة بين أجيال تربت على نص تجريم الشيوعيين في نظم معادية لهم.

ترامى لي من بين اللجاج حول الموضوع خاطرتان سمحتان. قال أشرف الحلبي يراجع أهل الخصومة قائلاً إن عرض موضوع بهذه الحساسية في تاريخنا السياسي في مقام طق الحنك بالسودانيزأونلاين غير لائق ويؤثر على سلامة وموضوعية البحث. ولربما لم يأت القاضي علوب لعرض رأيه حتى تاريخه لأن من في سنه وخبرته لا يريد أن يٌرى طرفاً في مثل خصومة الشيوعيين والظلاميين حتى لو رجحت شهادته كفة دون الأخرى. وقال آخر إننا نحتاج لمعرفة جغرافيا بيت الضيافة قبل أن نقرر من قاتلهم. فلربما قتلهم الشيوعيون في ناحية منه وقتلتهم دبابات القوة الثالثة في طرف آخر .

لا أدري ما مصلحة الشيوعيين في استباب هذه الحلقة العقيمة من اللوم واللوم المضاد؟ والواضح أن براءتهم لم تثبت وذنبهم ما يزال على جنبهم. فحتى لو صح أن الضباط الشيوعيين لم يرتكبوا مجزرة بيت الضيافة فكيف للشيوعيين النجاة من تهمة مقتلهم وهم في عهدة الانقلاب. وربما كان اغتيال من في ذمتك أنكأ من قتلك أنت له. وأتعجب لحركة تاريخية كالحزب الشيوعي تعطل التفكير الرحب في واقعة بيت الضيافة بحرص طفولي على البراءة من ذنبها. فما أحراهم بنفض إرث التلاوم بدعوة وطنية عامة لإجراء تحقيق تاريخي مسؤول عن المذبحة نطوي به سجلها نهائياً. فليوحدوا الناس من كل فج حول هذا المطلب الشرعي في طريق التعافي الوطني. وسيخيب الحزب الشيوعي الظن فيه كحركة تاريخية إن ظل "يدق جزيمو" في كل ذكرى للمذبحة على الانسلال منها كالشعرة من العجين. وكفى.



عن الأحداث
Ibrahim, Abdullahi A. [[email protected]]

البلاحمر مقصودة به
دكتورة نجاة
__________________

صلاح النصري
مشاركات: 607
اشترك في: السبت يوليو 01, 2006 12:32 pm

مشاركة بواسطة صلاح النصري »

اشار د. عبدالله علي ابراهيم البلاحمر مقصودة به د. نجاة وهي من كتاب سودانيزاون لاين ولا علاقة لها بنجاة محمد علي ولذا لزم التوضيح تفاديا للبس والخلط .
النذير حجازي
مشاركات: 535
اشترك في: الجمعة يناير 11, 2008 7:27 pm

مشاركة بواسطة النذير حجازي »

اشار د. عبدالله علي ابراهيم البلاحمر مقصودة به د. نجاة وهي من كتاب سودانيزاون لاين ولا علاقة لها بنجاة محمد علي ولذا لزم التوضيح تفاديا للبس والخلط .


العزيز النصري سلامات، لم يذكر د. عبد الله علي إبراهيم أي شخص بالاسم ولم يذكر اسم نجاة مطلقاً، فلا أظن بأن هنالك لبس يستحق التنويه له.

وفي إنتظار بوست الاستاذة نجاة محمد علي عن كتاب عبد الماجد بوب، وأيضاً في إنتظار الكشف عن التسجيل الصوتي لمقابلة د. بوب لمولانا علوب في إمارة أم القوين.

في رأيي الشخصي لقد أبلى أعضاء سودانيز أون لاين بلاءً حسناً في الصراع فيما حدث في بيت الضيافة وكان لهم السبق الأول في وصول د. بوب إلي مولانا علوب عن طريق بوست للأخ العزيز البروف المعز أبو نورة، والتأكد بأنه مازال على قيد الحياة، عندما حدث اللبس ما بين العلوبين.

تحياتي
give me liberty or give me death
صورة العضو الرمزية
ÑÇÔÏ ãÕØÝí ÈÎíÊ
مشاركات: 419
اشترك في: الخميس أكتوبر 04, 2007 11:54 pm

مشاركة بواسطة ÑÇÔÏ ãÕØÝí ÈÎíÊ »

سلام يا نصري.

كتب بوب:
" في نظري أن الزج بالانفعالات الشخصية والمؤثرات الإضافية تخرج المناقشة من حيز الموضوعية إلى مسطبة الدراما". انتهي الاقتباس.
من الذي خدع كاتبنا الهمام وأخبره يقيناً بأن الدراما نفسها – هكذا معرفة بالألف واللام - تخرج من حيز الموضوعية؟! يا النبي نوح.!
تحياتي.

صورة العضو الرمزية
نجاة محمد علي
مشاركات: 2809
اشترك في: الأربعاء مايو 04, 2005 1:38 am
مكان: باريس

مشاركة بواسطة نجاة محمد علي »

سلام يا راشد

النبي نوح دي مفروض تتقال ليك إنت يا راشد. ولعباراتك الغير مناسبة ولا لائقة في حق د. بوب:
"كاتبنا"، "الهمام"...
د. بوب يستحق أن نقول عنه "كاتبنا"، لمساهمته كباحث، وأكاديمي، وكاتب. وبعدين كلمة "الهمام" دي ضرورتها شنو؟ هذه اللغة الساخرة، وبلا سبب يدعو للسخرية، تنافي كل تقاليد الحوار الخلاق وآداب التبادل. ما في ياخ طريقة تانية تنتقد بيها محاورك؟ هذا إذا كان هناك ما يتسحق الانتقاد.


نجاة

صورة العضو الرمزية
ÑÇÔÏ ãÕØÝí ÈÎíÊ
مشاركات: 419
اشترك في: الخميس أكتوبر 04, 2007 11:54 pm

مشاركة بواسطة ÑÇÔÏ ãÕØÝí ÈÎíÊ »

أهلاً يا نجاة.

العبارة أو الكلمة التي تقصدينها ليست أكثر سخرية من المقتطف الذي اقتبسته عن كتابة بوب يا نجاة. شخص يتحدث في التاريخ، مع مؤرخ ودرامي في قامة عبد الله ومعرفته، لا يستقيم أن تواجهه بحجة من تلك الشاكلة. تلك هي وجهة نظري وأظن أن تقاليد الحوار الخلاق وآداب التبادل لا تجيز أيضاً أن تتحدث مع محاورك بمعلومات خاطئة تخرج بها قوله ضربة لازب من مقام الحوار إلى مقام ما لا يستحقه لأنه "عاطفي" و"درامي". وعلى خلاف وجهة نظرك أرى في الأمر ما يستحق؛ لذا كتبته.
وأظن من الواضح أن عبارة مثل عبارة "ومهما يكن مقدار اتفاقي أو اختلافي مع الآراء المتداولة في منبر سودانيز أون لاين، إلا أنني أرى بأنها لازالت تقع في حيز الحوار السلمي الذي تعتريه حمية الشباب وهم جل المتحاورين. ونحن وقد صرنا كهولاً إما أن نستصحب تلك الآراء بحسبانها انعكاس لما يعتمل في صدور الشباب، ونسعى بكل تواضع إلى إثرائه بموضوعية وتقدير وإما أن ننأى بأنفسنا عن تلك المواقع. وكما يقول الناطقون بغيرها "من لا يتحمل السخونة، فلييتعد عن المطبخ". التي حواها المقال، تؤكِّد جملة وتفصيلاً أن الكاتب يضع جيداً في حسبانه أمر حمية شبابية ينسب إليها السفور المتبدي في الحوار، وهو بهذا يقر ضمناً بضرورة قبولهم بها "ككهول" لا يرغبون في مغادرة سخونة المطبخ!
فهل يطالب د. بوب عبد الله بقبول هذه الحمية مع أنه لا يجيز استخدامها في الحوار معه أم تقديرك هو الذي جعل من كلمتي ساخرةً ومن كتابة د. بوب "اللائقة"؟
تحياتي.

صلاح النصري
مشاركات: 607
اشترك في: السبت يوليو 01, 2006 12:32 pm

مشاركة بواسطة صلاح النصري »

النذير سلام
مقال د. عبدالله علي أبراهيم انزلته كما وردني بالايميل ولم أغير فيه حرف واحد , والكلام المعلم بالاحمرعلمته بالاحمر كما ورد بالأيميل وتجد في نهاية المقال جملة تقول (البلاحمر مقصودة به دكتورة نجاة ) وهي كما وردتني بالايميل جزء من المقال ولم اضفها من عندي , ولذا اعتبرها جزء من مقال د. عبدالله ومن سياق المقال واضح أنه يعني أحدي الكاتبات بسودانيزاون لاين ومن الممكن في كتابة المقالات ان تضع Footnote وتوضح فيه اسماء الاشخاص او الاماكن او المراجع, ليس لدي معرفة ب د. نجاة المقصودة في المقال كما انني غير متابع لسودانيزاون لاين لمعرفة مايدور فيها بالتفصيل ولذا كان لابد من أن اوضح ان المقصودة في المقال لا علاقة لها بالاخت نجاة محمد علي تفاديا لا أي لبس أو خلط قد ينشأ مستقبلا في هذا المنبر.

صلاح النصري
مشاركات: 607
اشترك في: السبت يوليو 01, 2006 12:32 pm

مشاركة بواسطة صلاح النصري »

حذف للمراجعة
صلاح النصري
مشاركات: 607
اشترك في: السبت يوليو 01, 2006 12:32 pm

حوار بين الدكتور عبدالماجد بوب والقاضي الدكتور حسن علوب

مشاركة بواسطة صلاح النصري »

حوار بين الدكتور عبدالماجد بوب
والقاضي الدكتور حسن علوب
أمارة أم القوين
بتاريخ: الأحد 20 مايو 2012


تقـــــديم:
هذا هو الجزء الأول من حواري مع القاضي الجليل الدكتور حسن علوب، متعه الله بالعافية. هذا الحوار بكامله استغرق مايزيد على ثمان ساعات. تحملها مضيفي على كبر سنه وآلام المفاصل القاسية بخاطر طيب. وللحقيقة كان حفياً وكريماً وأهم من ذلك لقد حباه الله بذاكرة صافية ومتقدة. وفى بعض المواضع كان يردد من الذاكرة فقرة من تقريره الأصلي.

قمت بتفريغ المادة المسجلة وحجبت منها الأشياء التى لا تمت للحوار بصلة أو تتطرق لإفراد ووقائع لم أرى أهمية لتضمينها تفادياً للحرج – وبكل تواضع هذا جزء من مسئوليتى وضرورة صون الثقة مع مضيفي وقد طلب منى أكثر من مرة وقف التسجيل فى مواضع بعينها غير ذات صلة بالموضوع الذى يهمنى والقارىء العزيز.

وعلى كل، لا أدعى حق ‘الملكية الفكرية‘ في توسلى للامساك باللحظة التاريخية بدون ابطاء. ولم يكن من ضمن مشاغلى قطع الطريق على أحد – فالحقيقة ضالة المؤمن، أنا وجدها التقطها، فهو أحق بها - وليت مزيداً من الباحثين تتضافر جهودهم لتكملة مالم يسعفنى الوقت والجهد لثبر أغواره. والقاضى الجليل الدكتور حسن علوب حثنى أن أنقل عنه استعداده لمقابلة كل من يرغب في لقائه والتحدث اليه.


ودون أن أضفي على ما أنجزت أكثر مما يستحق من الأهمية أستميح القارىء العذر لأذكر بتواضع ان اهتمامى باحداث يوليو 1971 يرجع الى عشرات السنين وبعض أصدقائى ربما وقفوا على عملي فى هذا المضمار. وقد نشرت فى عام 2001 مقالتين فى صحيفة (الأيام) حول مذبحة بيت الضيافة. وتداخلت مع كل من يرغب فى مداخلتي فى الموضوع المعني. وقد قيض الله لى أن اصدر هذه الأيام كتاباً وثائقياً بإسم (يوليو إضاءات ووثائق) عن تلك الأحداث لكل من يتوسم فيه الفائدة. والمهم رأيت أن أبدأ فى الحلقات التالية – حسبما يتسنى ذلك – نشر الحوار كتابة ومرفقاً بالتسجيل الصوتي.

وقد رأيت أن الجزء الاول ربما لا يكون موضع نزاع يتطلب اصطحاب المادة الصوتية. وفى الاجزاء التالية سوف اقوم بعرض للمادة المسجلة كتابة وصوتياً. وهذه بحد ذاتها عملية شاقة، دونها خرط القتاد. وبالطبع أكون ممتناً ومرتاح البال اذا كان جهدى مفيدأ للبعض. ولن يشق عليّ فى شىء اذا جَرت عليّ مهمة البحث فى أحداث يوليو 1971 بعض اللوم باعتبار ذلك من طبيعة الأشياء والنقد الذي لا يفضي الى الموت من ضرورات المعرفة الانسانية وصون الحقيقة. أقول هذا وأنا أقر سلفاً بأنه كان بالإمكان أحسن مما كان.؟
مع كل تقديرى.

**** **** **** ****


بداية الحوار
(دار حديثنا بالعامية السودانية فاحتفظت بها لزاماً عليّ)

بوب: السيد القاضي الدكتور حسن علوب شكراً لك على تفضلك باستضافتي فى منزلك الرحب، لاجراء هذا الحوار حول الأحداث والنتائج التى خلصت اليها في تقريرك بشأنها. ونبدأ بسؤالك كيف ولماذا تم ترشيحك لرئاسة لجنة التحقيق في انقلاب 19 يوليو؟

علوب: وأنا أشكرك وسعيد بمقابلتك. وان شاء الله تكون ماتعبت.
وكل زول مهتم وعاوز يتعرف على عمل لجنة التحقيق فى انقلاب 19 يوليو أنا مستعد لمقابلته. والحقيقة مسألة تعييني فى حد ذاتها احاطت بيها ظروف وملابسات وأشياء من توافق الصدف. فقبل تعيينى لرئاسة اللجنة، كنت منتدب كمحاضر أول فى كلية القانون بجامعة الخرطوم. ودكتور سعيد المهدى (سعيد محمد المهدى) كان محاضراً ورئيس للشعبة. والاساتذة الوقت داك أغلبهم كانوا من الأجانب. ورئيسي فى القسم مثلاً كان من سيرلانكا. وكانت دايماً بيني وبينه مشاكل بسبب اصراري على تدريس الجوانب القانونية للقضية الفلسطينية، ودا كان قرار من جامعة الدول العربية فى الوقت داك. ومشيت أقلب فى المكتبات العامة لتوفير المراجع الأساسية لتدريس المادة. ولحسن الحظ وجدت أشياء مفيدة جداً فى مكتبة "أبوالريش". ومن أهم المراجع اللى وجدتها كتاب عنوانه "بنى صهيون". ورئيس الشعبة كان لما يقابلنى طالع والا نازل السلم يدينى ‘كتافي‘ كده. المهم لما كترت المشاكل قرروا ينهوا انتدابي فى الجامعة. وبعد داك رجعت للقضائية.

قابلت رئيس القضاء (مولانا) عثمان الطيب. وكان تعليقه على انهاء انتدابي انه قال ‘الزول ده (علوب) اذا كان جاب دكتوراة ما حيريحنا‘. وتانى يوم رسل لى خطاب مع السواق. لما قريته لقيت فيه قرار بنقلي للعمل فى مديرية دارفور. فحلفت بالطلاق ما أنفذ النقلية. وطالبت بتكوين لجنة للتحقيق فى انهاء انتدابي. وعثمان الطيب قال لي ده ما من صلاحياته، والشخص الوحيد اللي عنده الحق فى تكوين اللجنة هو الرئيس نميري باعتباره راعي الجامعة.

بعدين مشيت قابلت محيى الدين صابر وكان وزير التربية والتعليم. وشرحت له الموضوع وكان كلامه انو ناس الجامعة ديل ما عوزننا نتدخل فى شغلهم وبيقولوا اتدخلنا فى استقلال الجامعة وكده وكده. وقال لي أكتب للرئيس (نميري). وفعلاً كتبت لرئيس مجلس الثورة وراعي الجامعة جعفر نميري. فقابلني وكان وقتها يتمتع بقدر من التواضع واحترام اللوائح وكان معاه على ما أعتقد ابو القاسم هاشم، لا. والله اعتقد ابوالقاسم محمد ابراهيم. وشرحت ليه المشكلة. وسمع كل شىء، وقال لي انو حيتشاور فى الموضوع مع بقية أعضاء مجلس الثورة. وبعد أيام جاءني خطاب بتعييني مستشار قانوني لمجلس الثورة ومجلس الوزراء. ودي كانت بداية العلاقة مع نميرى اللي أظنها كانت سبب تعييني كرئيس للجنة التحقيق فى انقلاب 19 يوليو 1971.

بوب: هل تعتقد بأن رئيس القضاء الأسبق بابكر عوض الله كان عنده يد فى موضوع اختيارك لرئاسة لجنة التحقيق.؟

علوب: لا ما أعتقد. وكل شيئ كان فى يد نميري يعين ده ويشيل ده وكده.

بوب: طيب يا دكتور تفتكر لو عادت الأيام أدراجها فى ظروف مماثلة، تانى حتقبل رئاسة لجنة التحقيق اياها؟

علوب: والله طبعاً الطاقة قلت.

بوب: لا. أنا بقصد اذا عادت الأيام الى ماكانت عليه ونفس الاجواء وكده...

علوب: بالتأكيد. مابتردد لأنو ده واجب وطني ما بتقاعس عنه. ومش كان أحسن ليكم أجى أنا من يجيكم زول تانى. وهسع ماحيكون عندك موضوع تكتب فيهو (ضحك). وبالمناسبة فى عمل اللجنة أنا استعنت بتجربة لجنة التحقيق بتاعة وورن اللى حققت فى مقتل جون كيندى chief justice Earl Warren لأنها كانت تجربة كبيرة قصدنا نستفيد منها فى عمل لجنة التحقيق فى إنقلاب 19 يوليو 1971.

بوب: وكيف تم اختيار أعضاء لجنة التحقيق الباقين: عميد عبدالرحمن محمود الفكى، ممثل القوات المسلحة، والكمندان حسين عثمان ابو عفان ممثل الشرطة، والعقيد على محمود سوار على نميري عن جهاز الأمن، ومكاوي أحمد ممثل وزارة العدل؟

علوب: الحقيقة زى ما قلت لك اللجنة عينها نميري. ولكن انا قمت باختيار الكمندان حسين عثمان ابوعفان، لأنو اشتغل معاي قبل كده فى ود مدني. وهو انسان ممتاز وكفء ويقدر المسئولية. ولم تكن لي يد فى اختيار الباقين، ولكن برضو علشان نطمن نميري تم تعيين العقيد سوار على نميري وهو من اقرباه. وللحقيقة أشهد بجهد العميد عبدالرحمن محمود الفكي. وكنا كثيراً ما نختلف ولكنه مع كده كان بيجيب لي كل الوثائق التى أطلبها منو. وواضح كان عنده صلة وتأثير على ناس مجلس الثورة ونميري. وبيشيل الأخبار عن شغل اللجنة لنميرى وبينقل لنا رأيه.

بوب: طيب يا مولانا، لماذا لم يتم اختيار مدنيين أو ناس بره الاجهزة الرسمية فى لجنة التحقيق؟

علوب: زى ما قلت ليك، نميري هو اللي حدد تشكيلها وأنا بالذات ما استشارنى فى مسألة التشكيل. وطبعاً ده كان من اختصاصة زى ما ورد فى قانون لجان التحقيق لسنة 1954.

بوب:وانت ما طالبت بضم أشخاص تانين للجنة؟

علوب: لا. هو اللى أصدر أمر التكوين وصلاحيات اللجنة حسب قانون لجان التحقيق لسنة 1954 اللى بيديه حق تكوين لجان التحقيق.

بوب: وكيف كان بيدار عمل اللجنة. يعنى كيف بتتخذوا القرارات؟

علوب: والله كويس سألت عن ده. فبصفتى رئيس لجنة التحقيق كان لي صوت واحد مثل بقية الأعضاء الا فى حالة تعادل الأصوات، ففي الحالة دي يكون للرئيس صوت اضافي للترجيح. "إذا تساوت فى أية حالة أصوات أعضاء اللجنة فيما يتعلق بأي مسألة تنشأ أثناء الإجراءات التى تقوم بها اللجنة، "يكون لرئيس اللجنة صوتأً ثانيأً" أو صوت ترجيحى. (الفصل الرابع والخمسون. قانون لجان التحقيق لسنة 1954).

بوب: طيب ومنو الكان بيتولى استجواب الشهود..؟

علوب: هو ما كان فى استجواب أو كده. الشاهد بيجي ونخليه يقول كل ما عنده ويمشي. يعني ما كان فى استجواب. كل زول بيجي ويقول أنا شفت كده أو عملت كده.. وكده.

بوب: وانتو من جانبكم ما حاولتو تستفسروا عن أشياء معينة؟

علوب: لا.

بوب: ومنو من أعضاء لجنة التحقيق كان الأكثر مشاركة فى مداولاتكم وكده؟

علوب: بالتأكيد أبو عفان.

بوب: والله؟

علوب: ومحمود (العميد محمود عبدالرحمن الفكى) كان نشيط زى ما قلت ليك فى جمع الوثائق واحضار الشهود وكده.

بوب: ومنو من الشهود كانت مساهمته قيمة وملفتة للانتباه؟

علوب: بالتأكيد معاوية ابراهيم.

بوب: لكن معاوية ما كان عندو دور مباشر فيما يتعلق بانقلاب 19 يوليو؟

علوب: أى. لكن شهادته كانت مهمة وقال كل اللى فى صدره بخصوص تكوين الحزب الشيوعى ونشأته. وقبل كم سنة شفت مذكراته اللى وصّى بنشرها بعد وفاته وكانت مطابقة لكلامه قدام لجنة التحقيق. وأعتقد كان أمين مع نفسه.

بوب: ومنو من الشيوعيين غير معاوية شهد قدام لجنتكم؟

علوب: لا. كان معاوية وبس.

بوب: وماذا عن أحمد سليمان.؟

علوب: أحمد سليمان؟ لا. ما جاء شهد. لكنه كان مهتم شديد ومتابع لعمل اللجنة. وكان طوالى بيسأل عن الحاصل. واظنه الوقت داك كان وزير العدل.

بوب: تفتكر يامولانا هل اتسم أعضاء اللجنة بروح العدالة؟

علوب: والله اعتقد بأنهم كانوا منصفين. وبرضو طبعاً بتأثروا بالجو العام. لكن نميري كان متضايق من طريقة عمل لجنة التحقيق. وهاجمنا اكثر من مرة فى اجتماعات عامة وفى لقاءاته. وبيقول الناس اللى سلمناهم المسئولية تقاعسوا فى الاداء وكده. ومرات لما كان بنتقابل فى المكاتب أو كده يعاين لى كده بدون مايقول حاجة. بالرغم من أنو مجلس الوزراء أصدر اشادة بما انجزته اللجنة؟ وبعدين قاموا طلعونا من المكان اللى كنا بنجتمع فيهو فى مبنى البرلمان القديم. مشيت لى زاهر سرور السادات - محارب مشهود له فى حرب فلسطين عندما قاد كتائب المتطوعين السودانيين الى جبهة القتال فى عام 1947 ¬¬– (بوب) وماكان عنده لينا محل. وبعد داك مشيت لصلاح عبد العال. وطلبت منه يدينا محل نجتمع فيه. وصلاح قال لى بديكم مكتب ليومين. فرديت عليهو وقلت ليهو ولا شهرين! بعدين قال لى فى مكتب تحت لكن مافيهو تهوية، لكن فى مكيف متحرك يمكن نشوفه ليكم. فقلت له: ما عندك مانع...

بوب: تفتكر يادكتور ليه نميري كان متضايق من شغل لجنتكم؟

علوب: لانو أنا أصريت على سماع كل الشهود وأداء المهمة بالطريقة الصاح. فكان محمود (العميد محمود الفكى) كل مرة يجينى ويقول لى" انت زى الارنب. بس تبحت .. تبحت لامن كل شئ يتهدا فوق راسك. والله انت حتودينا معاك فى ستين دهية!" ومرات كان يجي يقول لى "والله حقو نحل اللجنة دي.." وأنا قلت ليهو أنا ما بحل اللجنة ودى مسئولية أمام الشعب السودانى." وبعد ما انتهنا من عمل اللجنة صدر قرار باعادتى الى القضائية.

لكن كان مرات بيجينى أحمد سليمان يقول لي والله الريس مبسوط منكم شديد. انتو أصلوا كتبتوا شنو فى تقريركم؟

بوب: وتفتكر الشىء اللي عجب نميرى شنو فى تقريركم.؟

علوب: والله اعتقد الجزء الخاص بالتوصيات اللي قدمناها لسد الثغرات أمام تغول العسكريين المتطلعين للسلطة. ومحمود (عبدالرحمن الفكي) قال لي الجزء ده من التقرير كان بيناقشوه كل سنة مع الضباط فى قيادة الجيش؟

بوب: طيب تفتكر الماعجبو فى تقريركم شنو؟

علوب: والله هو ما كان دايرنا نطول الموضوع ونبحث فى أشياء هو ما دايره. وانا قلت اذا كان ما ح أأدى المسئولية بالطريقة الصاح، أنا حاستقيل. ومحمود (عبدالرحمن الفكى) كان بيقول ليهم (نميرى ومجلس الثورة) علوب ده ماتنسوا أنه قانونى ولازم يمحص الاشياء..يعنى كان بيهديهم شوية.

بوب: طيب بنرجع للمسألة دى. دلوقت يامولانا أنا جبت معاي وثيقتين. واحدة عبارة عن جزء من التقرير بتاع لجنة التحقيق، منقول بخط اليد وهو حوالي 150 صفحة. والوثيقة التانية اسمها ‘ملخص تنفيذى‘ – وأنا ما عارف ده معناهو شنو. المهم فيما يبدو أنو دي الوثيقة اللي قالوا اللواء عثمان السيد كان ماسكها في يده, وقال عليها بأنها تقرير لجنة القاضي حسن علوب.. وكان بيقرأ منها في برنامج الطاهر حسن التوم (مراجعات).

بوب: طبعاً جزء من تقريرك كما نعتقد رسلوا ليك أخونا عدلان (عبد العزيز) بالبريد السريع وهو بالمناسبة ماكان عارفني أنوي الحضور لمقابلتك. وقد أرسل تلك النسخة على عنوان ابنك علاء.

علوب: لم تصلني أى واحدة من الوثيقتين.. وعلاء قال جايي بعد شوية..

بوب: المهم حصل خير. أنا جبت معاي صورة التقرير المنسوخ بخط اليد والتقرير التاني اللي اسمو ملخص تنقيذى. فا رجو الاطلاع على الوثيقتين وأديني رايك في كل واحدة..

علوب: شوف لما اتكلم معاي الطاهر وقال هو في طريقة للدوحة وحيجي يعمل معاي مقابلة. قلت ليهو أنا موجود وجاهز لأي زول عاوز يعرف شىء عن عمل لجنة التحقيق. وبعدين قلت له أنا عندي رأي فى كلام عثمان السيد. لكن ما حاقولو ليك الا بعد ما تصلني هنا.. لكن انت (بوب) ممكن تقول لي هل التقرير بخط اليد ده هل نقلوا عدلان؟

بوب: لا التقرير ده مانقلوا عدلان . نقلوا شخص نحتفظ بأسمه فى الوقت الراهن حسب رغبته. لكنه زول اكاديمي وموثوق به. وبالنظر لكل الاشياء اللي ينسمعها ونقراها عن احداث يوليو أعتقد انو الجزء ده من التقرير (authentic). وعدلان الأيام دي بينشر الجزء المكتوب بخط اليد في الانترنت. واعتقد أي زول ممكن يشوفو ويقول رايه.

علوب: طيب قلت منو اللي نقل التقرير ده؟

بوب: نقلوا واحد صديقنا فى الفترة بعدما سلمتوه نميري. وهو شخص أكاديمي كان عنده فى الوقت داك إهتمام بعمل لجنة التحقيق. وأعتقد بأنو شخص موثوق به. ونترك لك الحكم على ذلك بعدما تشوف التقرير. وأحسن حاجة أنا أخلي معاك الوثيقتين علشان تشوفهم برواقة وتمعن أكثر وأنا أعاودك بعد يومين أو كده – ولن أثقل عليك لوقت طويل وكده – المهم ، علشان نقطع دابر الشك باليقين؟

علوب: شوف أنا أي كلمة كتبتها فى التقرير ده اذا مرت علي بعرفها طوالي. ودلوقت يبدو لي أن التقرير بخط اليد هو جزء من التقرير بتاع لجنة التحقيق. لكن أنا لازم اقراهو كويس واقول ليك رايي النهائي. لكن حكاية ملخص تنقيذي وكده أنا أطلاقاً ما كتبت ملخص أو كده. أنا حدي مع نميري التقرير ده وبس. لكن يمكن ناس محمود (عبدالرحمن الفكي) واخرين بطريقتم يمكن يكون كتبوا ملخص للرئيس لأن التقرير كبير والرئيس ماكان بيقرأ التقارير الطويلة. لكن الكلام اللي قريتو والقالو عليهو ملخص أداري وشنو ده ما عندو علاقة بالتقرير اللي انا كتبته. الحقيقة أنا مليتو للزول اللي بيطبع. وبعدين من عرفك: الطابعة حقتم، والشخص اللي بيطبع من الامن.. وزي ماقلت لك أنا كان عندي صوت واحد وهم بامكانهم عمل أى شىء عاوزنو. لكن أنا ما سمعت بي شىء اسمه ملخص تنفيذي. أنا ما عندي شىء اسمه ملخص تنفيذي. وشكله كده منزوع من التقرير الاصلي. وقلت للطاهر فى التلفون أنا عندي رأي فى التقرير اللي بيقرأ منه عثمان (اللواء عثمان السيد) في برنامج مراجعات، لكن ما حأقولو ليك لامن تصلني هنا..

بوب: طيب يامولانا زي ما حتشوف بعد مراجعة ‘الملخص التنفيذي‘ فى أشياء انت قلت في البداية بأنو ماتطرقتوا ليها بتاتاً فالحاجات دي جات من وين؟ وبعدين يامولانا الامضاء اللي في الصفحة المرفقة covering letter مع التقرير هل دي توقيعك؟

علوب: الإمضاء تبدو بتاعتي.. لكن لسع بحتاج اشوفها واقول لك.. لكن زي ما قلت لك أنا ما شفت حاجة اسمها ملخص تنقيذي ويبدو مسألة الامضاء في الخطاب المرفق حصل ليها عملية ‘مونتاج‘ زي ما بيقولوا باللغة الفرنسية التى اتذكر شوية منها.. يعنى ده عملية كده بتاعة تزوير.forgery) ) لكن نشوف لحد يوم الثلاثاء.. .

بوب: كويس. الكلام ده واضح وبعدين نرجع ليهو تاني لما نتقابل يوم الثلاثاء.. لكن خليني أسألك: هل كانت للواء عثمان السيد علاقة ما بلجنة التحقيق؟

علوب: أبداً ما كان عنده صلة بلجنة التحقيق.

بوب: طيب يامولانا هل استلمت رسالة من أسد شيبون (سكرتير مجلس الوزراء انذاك) كتابة أو شفاهة لإرساله المستندات بطرفك وهل وردت في خطابه أو ردك عليهو اشارة لي ملخص تنفيذى؟

علوب: الجواب الجاني من أسد شيبون قال لي سلم كل المستندات اللي عندك لدار الوثائق. وأنا رديت له وقلت له أنا ما عندي أي مستند يعني شهادات الشهود أو الوثائق اللي جاتنا. وكل شىء عندي قمت يتسليمه لدار الوثائق ولو عاوزني أساعد في تصنيف المستندات ما عندي مانع. لكن ما كان في كلام عن ملخص تنفيذى والله كده.

بوب: يعني يامولانا تضمين الخطاب بتوقيعك والوثيقة دي (ملخص تنفيذى) مافي صلة بيناتهم.. طيب انت شفت الحلقات اللي عملها الطاهر مع اللواء عثمان السيد؟

علوب: شفت جزء منها..

بوب: ورأيك شنو فى شهادته..

علوب: ده زول ما ملم بي أي شىء عن الاحداث. وكل تاريخة فى المخابرات وشغال مع (....) وشركة لونرو . وعمل مسألة نقل الفلاشا لإسرائيل.. ولما سأله الطاهر بعد ما رسل ليهم سؤال ابونورة (الاستاذ المعز أبونورة) عن انو ده ما تقرير لجنة التحقيق قال (اللواء عثمان) التقرير اللى كان بيقرأ منو أداهو ليهو منصور خالد.

بوب: طيب هل يمكن يكون اللواء عثمان اتحصل على نسخة من تقربر لجنة التحقيق بتاعتكم؟

علوب: التقرير بتاع لجنة التحقيق أنا شلتو بي نفسي للمطبعة الحكومية وحرستو علشان ما يشيلوه العمال أو زول تانى. وبقية أعضاء اللجنة ما كان هاميهم انو التقرير يشيلوا زول والا كده. وأنا وقفت عليهو لحد ما تم تجليده. وطلعت تلاته نسخ. اتنين سلمناها نميري والثالثة احتقظت بيها فى خزنتي ولما انتهت فترة عملي في سنة 1976 قمت بتسليم النسخة اللي عندي لي عبدالله الحسن الخضر – وزير شئون مجلس الوزراء فى الوقت داك.

بوب: طيب يامولانا هسع نقيف هنا وبعدين نشوف مسألة بيت الضيافة والحاجات التانية وكده)

نواصل..

النذير حجازي
مشاركات: 535
اشترك في: الجمعة يناير 11, 2008 7:27 pm

مشاركة بواسطة النذير حجازي »

[align=justify]شكراً جزيلاً يا النصيري وشكراً للدكتور بوب ومولانا الدكتور علوب، حوار في غاية المتعة والتشويق، وفي إنتظار التتمة على أحر من الجمر، وأكثر جزء أعجبني في الحوار هو رحابة وكرم مولانا الدكتور علوب واستعداده للتعاون مع أي شخص ينشد الحقيقية، وإن شاء الله سأحج إلى إمارة أم القوين لزيارة مولانا علوب للبحث عن طرف أي خيط قد يرشدني للحصول على النسخة الأصلية من "تقرير لجنة تقصي الحقائق في أحداث 19 يوليو 1971" أو الكتاب الأسود كما ذكره اللواء "م" محمود الفكي في كتابه "القوات المسلحة في تاريخ السودان الحديث"، قد تكون فكرة البحث عن التقرير الأصلي الآن ضرب من ضروب الجنون ولكن أهلنا بقولوا الأرضة جربت الحجر.
give me liberty or give me death
محمد عبد الجليل الشفيع
مشاركات: 155
اشترك في: الجمعة إبريل 01, 2011 11:11 am

مشاركة بواسطة محمد عبد الجليل الشفيع »

المثير للدهشة في أحداث 19 يوليو 1971 أن غالبية شهودها أحياء ..

ليه ما بكشفوا الحقيقة .. التي من المؤكد أن كثيرين منهم يعرفونها

يقينا.
أضف رد جديد