( سقيفة بني ساعدة ) ومصطلح ( الشورى ) : حياةٌ تُكذِب المصطلح

Forum Démocratique
- Democratic Forum
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »

(21)

ونتابع نص محاضرة الدكتور محمد عمارة : (6)

وكون النهوض بفريضة الشورى من الفرائض الكفائية التي إذا قام بها البعض سقطت عن الباقين يجعلها أهم وأكد من الفرائض الفردية لأن الإثم في التخلف عن أداء الفريضة الفردية يقف عند الفرد وحده بينما الإثم في التخلف عن إقامة الفريضة الكفائية يلحق الأمة بأسرها.
ويؤكد هذه الحقيقة حقيقة توجه التكليف الإسلامي بالشورى إلي الأمة جميعا أنها قد جاءت _أي الشورى _في القرآن الكريم صفة من صفات الأمة المؤمنة وليست وقفا علي فريق دون فريق (والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون ) _الشورى:38… فهي ليست امتيازاً للأحرار ..الإشراف..الملاك..الفرسان" كما كان حال "الديمقراطية"عند الإغريق والرومان وهي ليست مجرد"حق"من حقوق الإنسان حتى يجوز له التنازل عنه بالرضا والاختيار ..وإنما هي فريضة إلهية وتكليف سماوي علي الكافة ..وضرورة من ضرورات الاجتماع الإنساني صغيرة أو كبيرة دائرة هذا الاجتماع . بل لقد بلغ الإسلام في تزكيه الشورى إلي الحد الذي جعل "العصمة" للأمة ومن ثم للرأي والقرار المؤسس علي شوراها فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم "إن أمتي لا تجتمع علي ضلالة".رواه ابن ماجه.وذلك لتطمئن القلوب إلي حكمه الرأي وصواب القرار إذا كانا مؤسسين علي شوري الأمة في أمورها بواسطة أهل العلم والدين من أبنائها ..
ولقد جاءت السنة النبوية العملية والقولية البيان النبوي للبلاغ القرآني في الشورى ..وكانت السابقة الدستورية التي تمثل النموذج والأسوة للنظام الإسلامي في المشاركة بصنع القرار ..فحتى المعصوم صلي الله عليه وسلم كان التزامه بالشورى علي النحو الذي يروى أبو هريرة فيقول :" ما رأيت أحداً أكثر مشورة لأصحابه من رسول الله …"_رواه الترمذي_.. وكان صحابته رضوان الله عليهم حريصين في زمن البعثة علي التمييز بين منطقه " السيادة الإلهية وفيها السمع والطاعة و إسلام الوجه لله " وبين منطقة السلطة البشرية " ليمارسوا فيها الشورى المؤسسة والمثمرة لصنع القرار فكانوا يسالون رسول الله صلي الله عليه وسلم في المواطن التي لا تتمايز فيها هاتان المنطقتان بذاتهما فيقولون :يا رسول الله اهو الوحي ؟ أم الرأي والمشورة ) ).
فاذا كان المقام من مقامات الرأي والمشورة "السلطة البشرية"شاركوا في إنضاج الرأي وصناعة القرار والتزموا به عند العزم علي وضعه في الممارسة والتطبيق , حدث ذلك في مواطن كثيرة من أشهرها تحديد المكان الذي ينزل به جيش المسلمين في موقعة بدر والموقف من مصالحة بعض المشركين في موقعه"الخندق"بل إن الالتزام بثمرات الشورى وقراراتها لم يكن وقفا علي الصحابة وحدهم, وإنما شمل رسول الله صلي الله عليه وسلم أيضا لأنه في غير التبليغ عن الله سبحانه وتعالي "مجتهد" والاجتهاد إبداع بشرى غير معصوم ومن ثم فهو من مواطن الشورى بل هو واحد من مستوياتها العليا ..وفي هذا المعني وعلي ضوء هذه الحقيقة نقرأ حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم الذي يقول فيه لأبي بكر الصديق (51 ق هـ، 13 هـ 573-634 م) ولعمر بن الخطاب (40 ق هـ-23هـ584-644م) رضي الله عنهما: " لو اجتمعتما في مشورة ما خالفتكما "- رواه الإمام احمد - … وفيه تشريع لقاعدة الأكثرية والأقلية في القرارات الشورية، واعتماد رأي الأغلبية عند اتخاذ القرار، حتى ولو كانت الأقلية فيها رئيس الدولة، رسول الله صلى الله عليه وسلم!… ونقرأ – كذلك - حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي يقول فيه " لو كنتُ مُؤمَّراً أحدا دون مشورة المؤمنين لأمَّرتُ ابن أم عبد " { عبد الله بن مسعود} – رواه الترمذي وابن ماجة والإمام أحمد … فتعيين أمير للجيش، هو اجتهاد في الشئون السياسة والعسكرية، ولذلك كانت الشورى هي السبيل لاتخاذ القرار فيه، ولا يجوز لرئيس الدولة الإنفراد بتعيين أمراء الجيوش دون مشورة أهل الشورى، حتى ولو كان رئيس الدولة هو رسول الله صلى الله عليه وسلمَ
*
ونواصل
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »

(22)
ونتابع نص محاضرة الدكتور محمد عمارة : (7)

وعلي هذه السنة النبوية سارت الخلافة الراشدة … ففي عهد أبي بكر الصديق، كانت كل الأمور تبرم بالشورى، وجميع القرارات تتأسس على المشاركة الشورية … حتى القوانين التي يقضي بها بين الناس، إذا لم يرد بها نص في الكتاب أو السنة " فعن ميمون بن مهران، قال : " كان أبوبكر إذا ورد عليه الخصم نظر في كتاب الله، فإن وجد فيه ما يقضي بينهم قضى، وإن لم يكن في الكتاب، وعلم من رسول الله صلى الله عليه وسلم، في ذلك الأمر سنة قضى به، فإن أعياه خرج فسأل المسلمين، وقال: أتاني كذا وكذا، فهل علمتم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قضى في ذلك بقضاء؟ فربما اجتمع إليه النفر كلهم يذكر من رسول الله فيه قضاء، فيقول أبوبكر: الحمد لله الذي جعل فينا من يحفظ على نبينا. فإن أعياه أن يجد فيه سنة من رسول الله صلى الله عليه وسلم، جمع رؤوس الناس وخيارهم فاستشارهم، فإذا اجتمع رأيهم على أمر قضى به… "
أما عمر بن الخطاب، فهو القائل : " الخلافة شورى" … و " من بايع عن غير مشورة المسلمين فلا بيعة له، ولا بيعة للذي بايعه "
ولقد شهد عهد سيدنا عمر بن الخطاب – الذي اتسعت فيه الدولة الإسلامية واكتملت الصورة المتعددة للشورى المؤسسة فكان هنالك مجلس للشورى من سبعين عضوا يجتمع في مكان محدد بأوقات محددة في مسجد المدينة – الذي كان دار الحكومة – والشورى هي التي بنت الحضارة بالمؤسسات الأهلية –مؤسسات الفقهاء والعلماء والمحدثين والمقرئين والنحويين واللغويين والأدباء والشعراء والصوفية والتجار والصناع … تلك التي أرخ لها من " الخطط " في التاريخ الإسلامي – كما أن " الأمة " هي التي حولت صناعة الحضارة، بواسطة "الأوقاف" … فكانت الحضارة الإسلامية صناعة أهلية، أقامتها "الأمة"، ولم يجن عليها انحراف "الدولة "" …
وفي هذه الحضارة الإسلامية، ظلت الأمة وفية لفريضة الشورى الإسلامية … بنت بها مذاهبها الفقهية والكلامية، وطبقتها في مؤسساتها الأهلية، التي أقامت النسيج الاجتماعي على العدل والشورى، بينما كانت "الدولة" – في كثير من الأحيان فريسة للاستفراد والطغيان !…

ونواصل
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »


(23)
ونتابع نص محاضرة الدكتور محمد عمارة : (8)

لكن "الدولة الحديثة "، التي قامت في المجتمعات الإسلامية عبر القرنين الماضيين، والتي جاءت إلى بلادنا من نمط " الدولة القومية " الأوربية، منذ عهد محمد علي باشا الكبير { 1184 – 1265هـ1770-1849م} قد مثلت نموذج الدولة الشمولية، متعاظمة النفوذ والسلطات، فمدت استبدادها – عندما استبدت – إلى مختلف ميادين الحياة السياسية والاقتصادية و الاجتماعية، الأمر الذي قلب المعادلة، فحل " تعظيم الدولة" محل "تحجيمها "، الأمر الذي أدى إلى "تحجيم الأمة" بدلاً من "تعظيمها" فحدث الخلل في العلاقة بين "الدولة" و "الأمة"، وتراجعت "الأمة" ومذاهب علمائها وسلطات أعلامها، وافترست " الدولة " أغلب حريات الإنسان !… ولقد كانت معركة دولة محمد علي باشا، في العقود الأولى من القرن التاسع عشر الميلادي ضد عمر مكرم { 1168-1237هـ 1755-1822م} ومن ورائه الأزهر ومؤسسات المجتمع الأهلي، التجسيد لهذا التحول والانقلاب في هذا الميدان … وساعد على استحواذ " الدولة " على ذلك مخاطر الغزو الاستعماري الغربي الحديث، التي استدعت تعظيم سلطان " الدولة " لأنها الأقدر على حراسة الأمن الوطني والقومي والحضاري من ثغرات الاختراق الاستعماري لأوطان عالم الإسلام …
لذلك، كان من واجبات حركة الإحياء الإسلامي – الحديثة والمعاصرة – إقامة التوازن بين " الأمة " و "الدولة"، بجعل الشورى الإسلامية منهاج الحياة لمختلف الميادين، وبلورة إرادة الأمة وسلطاتها في " المؤسسات القادرة على تدبير أمور المجتمعات التي تعقدت شئونها على نحو لا تجدي معه شورى الأفراد … وعلى النحو الذي يجعل الشورى شاملة لمؤسسات " الدولة " و " الأمة " جميعاً، فتكون حراسة الأمن الوطني والقومي والحضاري " بالشورى "، وليس " بالاستبداد " قل هذا عن الشورى الإسلامية ، في " الفكر " … و " التطبيق " … و "التاريخ".
وإذا كانت هذه هي " الشورى الإسلامية " … الفريضة، التي لابد من تحويلها إلى فلسفة حياة للاجتماع والنظام الإسلامي … فإن هناك قضية برزت من خلال الاحتكاك الحضاري بين الإسلام وأمته وبين الفكر الغربي وتجاربه في العصر الحديث … وهي مشكلة موقف الشورى الإسلامية من الديمقراطية الغربية … التي تبنتها أحزاب ومدارس فكرية واجتماعية في العديد من البلاد الإسلامية … وهل بينهما – الشورى … والديمقراطية – تطابق كامل؟ أم تناقض مطلق؟ أم أوجه للشبه وأوجه للافتراق؟…

ونواصل
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »

(24)
ونتابع نص محاضرة الدكتور محمد عمارة : (9)

وبادئ ذي بدء، فلابد من التأكيد على حق الأمم والشعوب والحضارات في التمايز والاختلاف في النماذج والخيارات السياسية والثقافية والحضارية … فهذا هو منطق " الليبرالية " في الديمقراطية الغربية … ومنطق " التعددية " التي هي في الإسلام سنة كونية، وقانون حاكم وسائد في كل عوالم المخلوقات … فلا حرج ولا ضير إن اختلفت الشورى عن الديمقراطية، أو تمايزت الديمقراطية عن الشورى … المهم هو وفاء كل نموذج بتحقيق المقاصد الإنسانية التي تحددها رؤية الإنسان للكون في كل حضارة من الحضارات … وجدارة كل نموذج بتفجير طاقات الخلق والإبداع في هذا الإنسان …
وبعد الاتفاق على هذه " الحقيقة – الأولية "، لابد من التنبيه – في الحديث عن علاقة الشورى الإسلامية بالديمقراطية الغربية – ضرورة التمييز – في هذه الديمقراطية – بين "الفلسفة" وبين " الآليات … والخبرات … والمؤسسات "…
فالديمقراطية، نظام سياسي – اجتماعي غربي النشأة … عرفته الحضارة الغربية في حقبتها اليونانية القديمة، وطورته نهضتها الحديثة والمعاصرة … وهو يقيم العلاقة بين أفراد المجتمع والدولة وفق مبدأ المساواة بين المواطنين في حقوق المواطنة وواجباتها، وعلى مشاركتهم الحرة في صنع التشريعات التي تنظم الحياة العامة، وذلك استناداً إلى المبدأ القائل بأن الشعب هو صاحب السيادة ومصدر الشرعية … فالسلطة، في النظام الديمقراطي، هي للشعب، بواسطة الشعب، لتحقيق سيادة الشعب ومقاصده ومصالحه…

ونواصل
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »

(25)
ونتابع نص محاضرة الدكتور محمد عمارة : (10 )

هذا عن فلسفة الديمقراطية الغربية …
أما "النظام النيابي "، الذي ينوب فيه نواب الأمة المنتخبون عن جمهور الأمة، للقيام بمهام سلطات التشريع، والرقابة والمحاسبة لسلطات التنفيذ في " الدولة" فهو من " آليات" الديمقراطية، وتراث مؤسساتها، وبه توسلت تجاربها عندما تعذرت "الديمقراطية المباشرة "، التي تمارس فيها الأمة كلها، وبشكل مباشر، هذه المهام والسلطات … توسلت الديمقراطية الحديثة بهذه " الآلية" إلى تحقيق مقاصدها وفلسفاتها …
وإذا كان البعض يضع الشورى الإسلامية في مقابلة الديمقراطية –سواء بالتسوية التامة بينهما … أو بالتناقص الكامل بينهما – فإن هذا الموقف ليس بالصحيح إسلامياً … فليس هناك تطابق بينهما بإطلاق … ولا تناقص بينهما بإطلاق … وإنما هناك تمايز بين الشورى وبين الديمقراطية، يكشف مساحة الاتفاق ومساحة الاختلاف بينهما.
فمن حيث الآليات والسبل والنظم والمؤسسات والخبرات "التي تحقق المقاصد والغايات من كل الديمقراطية والشورى، فإنها تجارب وخبرات إنسانية ليس فيها "ثوابت مقدسة " … وهي قد عرفت التطور في التجارب الديمقراطية، ومن ثم فإن تطورها وارد في تجارب الشورى الإسلامية، وفق الزمان والمكان والمصالح والملابسات … والخبرات التي حققتها تجارب الديمقراطية في تطور الحضارة الغربية، والتي أفرزت النظام الدستوري، والتمثيل النيابي عبر الانتخابات، هي خبرات غنية وثروة إنسانية، لا نعدو الحقيقة إذا قلنا أنها تعتبر خلافة لما عرفته حضارتنا الإسلامية، مبكرا، من أشكال أولية وضنينة في " البيعة" و "المؤسسات""…
أما الجزئية التي تفترق فيها الشورى الإسلامية عن الديمقراطية الغربية، فهي خاصة "بمصدر السيادة في التشريع الابتدائي "
فالديمقراطية تجعل "السيادة" في التشريع ابتداء للشعب والأمة، إما صراحة، وإما في صورة ما أسماه بعض مفكريها بـ " القانون الطبيعي " الذي يمثل بنظرهم- أصول الفطرة الإنسانية … ومن ثم، فإن "السيادة"، وكذلك "السلطة" في الديمقراطية، هما للإنسان … للشعب والأمة …

ونواصل
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »

(26)
ونتابع نص محاضرة الدكتور محمد عمارة : (11)

أما في الشورى الإسلامية، فإن " السيادة" في التشريع ابتداء هي لله، سبحانه وتعالى، تجسدت في " الشريعة" التي هي " وضع إلهي " وليست إفرازاً بشرياً ولا طبيعياً … وما للإنسان في " التشريع" إلا سلطة البناء على هذه الشريعة الإلهية، والتفصيل لمجملها، والاستنباط من نصوصها وقواعدها وأصولها ومبادئها، والتفريع لكلياتها والتقنين لنظرياتها … وكذلك، لهذا الإنسان سلطة الاجتهاد فيما لم ينزل به شرع سماوي، شريطة أن تظل "السلطة البشرية" محكومة بإطار معايير الحلال والحرام الشرعي، أي محكومة بإطار فلسفة الإسلام في التشريع …
ولذلك كان الله سبحانه وتعالى في التصور الإسلامي، هو " الشارع" لا الإنسان… وكان الإنسان هو "الفقيه"، لا الله … فأصول الشريعة ومبادئها وثوابتها وفلسفتها إلهية، يتمثل فيها "حكم الله وحاكميته "…
أما البناء عليها، تفصيلاً وتنمية وتفريعا وتطويراً واجتهاداً للمستجدات ولمناطق "العفو" التي هي المساحة الأوسع في المتغيرات الدنيوية، فهو فقه وتقنين، تتمثل فيهما سلطات الإنسان، المحكومة بحاكمية الله … وفي هذا الجانب يتمثل الفارق الجوهري والاختلاف الأساسي بين الشورى الإسلامية وبين الديمقراطية الغربية …
ولهذا التمايز والاختلاف – بين الشورى والديمقراطية - صلة وثيقة بنظرة كل من الحضارتين – الإسلامية – والغربية - للكون، ولحدود نطاق عمل وتدبير الذات الإلهية … وحدود تدبير الإنسان، ولمكانته في الكون … وللعلاقة بين الإنسان وبين الله …

ونواصل
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »

(27)
ونتابع نص محاضرة الدكتور محمد عمارة : (12)

ففي النظرة اليونانية القديمة، وخاصة عند "أرسطو" { 384-322 ق م } وهي التي مثلت تراث النهضة الغربية الحديثة – نجد أن الله قد خلق العالم، وحركه، ثم تركه يعمل وفق طبائعه وقوانينه والأسباب الذاتية المودعة فيه، دونما تدخل أو رعاية أو تدبير إلهي لحركة هذا العالم … فالعالم هنا، وفي هذه الفلسفة، مستقل بذاته … بعد الخلق عن تدبير الله، وحاكمية شرائعه السماوية …
وهذه النظرة لحدود التدبير الإلهي، وجدناها في النهضة العلمانية الغربية الحديثة تعتمد على المبدأ الإنجيلي الذي يجعل مالقيصر لقيصر ومالله لله، فيفصل بين إطار التدبير الإلهي الذي وقف عند "الخلق" وعند خلاص الروح ومملكة السماء – وبين إطار التدبير الإنساني – الذي أعطاه السيادة في تدبير العمران الإنساني، والملكوت الدنيوي، دونما قيود من الحاكمية الإلهية على هذه السيادة والسلطة البشرية فكلما أن العالم في هذه الفلسفة الغربية للديمقراطية – مستقل بذاته عن تدبير خالقه تديره الأسباب والقوى الذاتية المودعة فيه … فكذلك الإنسان في هذه الفلسفة مستقل بذاته، يدير الدولة والمجتمع بالعقل والتجربة، دونما حاكمية إلهية ولا رعاية شرعية سماوية … فهو " سيد الكون "، الحر والمختار بإطلاق … ومن هنا كانت له "السيادة" في التشريع، مع "السلطة" في التنفيذ، بتعميم وإطلاق … بل إن له هذا الاستقلال والحرية المطلقة في العلمانية الشاملة، منظومة للقيم والأخلاق
هذا عن البعد الفلسفي للرؤية الكونية … ونطاق عمل الذات الإلهية … ومكانة الإنسان في الكون … وحريته وسيادته، في الأساس الفلسفي للديمقراطية الغربية … والتي كانت، لذلك، علمانية – في النشأة والتطبيقات …

ونواصل
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »

(28)
ونتابع نص محاضرة الدكتور محمد عمارة : (13)

أما في النظرة الإسلامية، فإن الله سبحانه وتعالى، ليس مجرد "خالق" وفقط … وإنما هو " خالق … ومدبر " وكما أن خلقه دائم أبدا، فان تدبيره دائم أبدا، وله "حاكمية" في التكوين وفي التشريع معا، ورعاية لكل عوام المخلوقات. ونحن نقرأ، في القرآن الكريم عن نطاق عمل الذات الإلهية ": " ألا له الخلق والأمر", " قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى (49) قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى " وإذا كان الله سبحانه وتعالى، قد استخلف الإنسان لعمران هذه الأرض " وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة " … فإن هذا الاستخلاف قد جعل الإنسان – في التصور الإسلامي- بالمرتبة الوسط … فهو نائب … ووكيل وحر .. وقادر … ومستطيع … ومبدع، لكن في حدود الشريعة الإلهية، التي هي بنود عقد وعهد الاستخلاف … نعم، إنه ليس الفاني في الذات الإلهية … لكنه، أيضا، ليس "سيد الكون" وإنما خليفة لسيد الكون … وبعبارة الإمام محمد عبده { 1265-1323 هـ 1849-1905م } فإن هذا الإنسان " عبدا لله وحده، وسيد لكل شيء بعده "
إنه الإنسان خلقه الله … واستخلافه عن الله لا يخرجه من مظلة التدبير ألإلهي بل يجب أن يظل دائماً وأبدا في إطار هذه الرعاية وهذا التدبير، حتى أن عبوديته لله هي قمة حريته، لأنها هي التي تحرره من العبودية لكل الطواغيت … " قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له " وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين " ولذلك، كانت شهادة أن لا إله إلا الله، جامعة لحرية الإنسان وتحرره، ولعبوديته لله وحده، حتى لكأنها وجهان لعملة واحدة
تلك هي على وجه الحصر والتحديد، الجزئية الفلسفية التي تتمايز فيها الشورى الإسلامية عن الديمقراطية الغربية

ونواصل
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »

(29)
ونتابع نص محاضرة الدكتور محمد عمارة : (14)

أما ما عدا ذلك، من تأسيس الحكم والسلطة على رضا الأمة ورأي الجمهور واتجاه الرأي العام … وجعل السلطة في اختيار الحكام، وفي مراقبتهم ومحاسبتهم، وفي عزلهم، هي للأمة … وكذلك لك اختيار الآليات والنظم النيابية لتكوين المؤسسات الممثلة لسلطات التقنين والتنفيذ والرقابة والقضاء … فإنها على وجه الإجمال مساحة اتفاق بين الديمقراطية الغربية وبين الشورى الإسلامية
وكذلك الحال مع مبدأ ونظام الفصل بين السلطات –سلطات التشريع والتنفيذ والقضاء … وهو المبدأ الذي تعارفت عليه الديمقراطية الغربية … فإنه مما تقبله وتحتاجه الشورى الإسلامية … بل ربما ذهبت فيه تجربة الحضارة الإسلامية أبعد وأعمق وأفضل مما ذهبت التجارب الديمقراطية الغربية، ذلك أن تمييز سلطة الاجتهاد الفقهي في النظام الشورى الإسلامي عن السلطات الرقابية والتنفيذية والقضائية، يجعل السلطات – في النظام الإسلامي … أربعا بدلاً من ثلاث … كما يجعل سلطة التشريع فوق الدولة، بسبب إلهية الشريعة، الأمر الذي يحرر القانون من سلطان الاستبداد البشري والأهواء البشرية …
ويحقق النظام الإسلامي الفصل الحقيقي بين السلطات , ذلك أن التجربة العملية في الديمقراطية الغربية قد آلت سلطة التشريع وسلطة التنفيذ متماهيتان في الهيئة البرلمانية لحزب الأغلبية الحاكم .
الأمر الذي جعل الفصل الحقيقي بين سلطتي التشريع والتنفيذ باهتاً إلى حد كبير … أما استقلال سلطة خاصة بالاجتهاد والتقنين، مع التزامها بحاكمية الشريعة الإلهية، فهو الأقرب إلى تحقيق مبدأ فصل السلطات، والأكثر تحقيقا لسيادة القانون على باقي السلطات …

ونواصل
*
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »

(30)
ونتابع نص محاضرة الدكتور محمد عمارة : (15)

ولقد أدرك هذه الحقيقة – حقيقة هذا التمايز بين الشورى الإسلامية وبين الديمقراطية الغربية … في عصور القانون بكل منهما – لعلماء الغربيون الذين خبروا وتخصصوا في الشريعة الإسلامية وفي القانون الروماني، وقارنوا بين الفقه الإسلامي وبين المدونات القانونية في الحضارة الغربية … أدركوا هذه الحقيقة،ولفتوا إليها الأنظار وسلطوا عليها الأضواء ..
لقد كتب المستشرق " دافيد دي سانتيلانا " {1845 – 1931م } عن فلسفة التشريع في القانون الوضعي الغربي " إن معنى الفقه والقانون بالنسبة إلينا وإلى الأسلاف : مجموعة من القواعد السائدة التي اقرها الشعب، إما رأساً أو عن طريق ممثليه و سلطانه مستمد من الإرادة والإدراك وأخلاق البشر وعاداتهم فهو قانون "دنيوي" أي "علماني" خالص الدنيوية
ثم استطرد " سانتيلانا "، مقارنا هذه الفلسفة العلمانية للقانون في الديمقراطية الغربية، بالفلسفة الإسلامية في التشريع والفقه الإسلامي، فقال " إلا أن التفسير الإسلامي للقانون هو خلاف ذلك … فالخضوع للقانون الإسلامي هو واجب اجتماعي وفرض ديني في الوقت نفسه ، ومن ينتهك حرمته لا يأثم تجاه النظام الاجتماعي فقط، بل يقترف خطيئة دينية أيضا … فالنظام القضائي والدين، والقانون والأخلاق، هما شكلان لا ثالث لها لتلك الإرادة التي استمد منها المجتمع الإسلامي وجوده وتعاليمه، فكل مسألة قانونية إنما هي مسألة ضمير … والصبغة الأخلاقية تسود القانون … فالشريعة الإسلامية شريعة دينية تغاير أفكارنا أصلا وذات هذه الحقيقة – حقيقة اختلاف فلسفة الشورى وقانونها الإسلامي عن الديمقراطية وقانونها الوضعي العلماني يؤكد عليها المستشرق السويسري " مارسيل بوازار " … فيقول –عن اختلاف المصدر والمقاصد بينهما … ( ومن المفيد أن نذكر فرقاً جوهرياً بين الشريعة الإسلامية والتشريع الأدبي الحديث ، سواء في مصدريهما المتخالفين، أو في أهدافهما النهائية … فمصدر القانون في الديمقراطية الغربية هو : إرادة الشعب، وهدفه: النظام والعدل داخل المجتمع أما الإسلام، فالقانون صادر عن الله، وبناء عليه يصير الهدف الأساسي الذي ينشده المؤمن هو البحث عن التقرب إلى الله، باحترام الوحي والتقيد به … فالسلطة يجب في الإسلام تفرض عدداً من المعايير الأخلاقية … بينما تسمح في الطابع الغربي أن يختار الناس المعايير حسب الاحتياجات والرغبات السائدة في عصرهم …

ونواصل
*
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »

(31)
ونتابع نص محاضرة الدكتور محمد عمارة : (16)

هكذا شهد العلماء الخبراء الغربيون بالتمايز –في البعد الفلسفي- بين الشورى الإسلامية وفقهها وبين الديمقراطية الغربية وقانونها …
إن الشورى في حقيقتها- هي اسم من "المشاورة" … والمشاورة هي استخراج الرأي فهي –في حد ذاتها- أدخل في "الآليات" … آليات استخراج الرأي … وهي – بهذا الاعتبار- لا يمكن أن تكون نقيضاً لآليات الديمقراطية … أما التمايز بينهما فإنه يأتي في الموضوع الذي تعمل فيه هذه الآليات … وفي نطاق عمل هذه الآليات … فعلى حين لا تعرف الديمقراطية حدودا إلهية لسلطات عمل وإعمال آلياتها، تميز الشورى الإسلامية بين نطاقين من "الأمر" … أمر هو لله .. أي تدبيره الذي يختص به سبحانه … "وأمر"، اي تدبير، هو في مقدور الإنسان، وفيه تكون شوراه … وفي القرآن الكريم عن "الأمر" الأول ( ألا له الخلق والأمر ) – وعن " الأمر " الثاني " ( أمره … وتدبيره ) … وبحكم خلافة الإنسان لله، سبحانه وتعالى، فان " أمره … وتدبيره " أي حاكميته الإنسانية محكومة بإطار و ( أمر الله وتدبيره ) التي هي حاكمية الله وحدود شريعته الإلهية
ففي المرجعية … وفي الفلسفة … وفي الحدود … وفي المقاصد يرد التمايز بين الشورى الإسلامية وبين الديمقراطية الغربية … وليس في الآليات … والمؤسسات … والنظم … والخبرات لديمقراطية كفكر وضعي وفلسفة دنيوية لا تمد بصرها إلى ما هو ابعد من صلاح دنيا الإنسان، بالمقاييس الدنيوية لهذا الصلاح … على حين نجد الشورى كفريضة إلهية تربط بين صلاح الدنيا وسعادة الآخرة، فتعطي الصلاح الدنيوي بعدا دينيا، يتمثل في المعيار الديني لهذا الصلاح مع ضرورة التنبيه والتأكيد على أن الاستبداد مفسد للدنيا والآخرة جميعا، ذلك أن " نظام الدين كما يقول حجة الإسلام أبو حامد الغزالي {450-505هـ 1058 – 1111م } لا يحصل إلا بنظام الدنيا … فنظام الدين، بالمعرفة والعبادة لا يتوصل إليهما إلا بصحة البدن، وبقاء الحياة، وسلامة قدر الحاجات، من: الكسوة والمسكن والأقوات والأمن … فلا ينتظم الدين إلا بتحقيق الأمن على هذه المهمات الضرورية … فنظام الدنيا شرط النظام الدين "

ونواصل
*
صورة العضو الرمزية
محسن الفكي
مشاركات: 1062
اشترك في: الثلاثاء مارس 17, 2009 12:54 am
مكان: ميدان الخرطوم

القرآن الكريم حسب التسلسل الزمنى للنزول

مشاركة بواسطة محسن الفكي »

عبد الله الشقليني كتب:ونواصل



لأول مرة فى التاريخ
القرآن الكريم حسب التسلسل الزمنى للنزول!؟

كتب عمرو على بركات

كشفت ثورات الربيع العربى عن أنها ثورات بدون فكر ثورى، فقد فقدت شروطها الموضوعية فى التغيير الحقيقى، لأنها رهنت نفسها بمجرد مواقف سياسية، وغابت عنها القوى الثورية، فالأزمة التى تمر بها ثوراتنا اليوم هى أزمة غياب الفكر الثورى نفسه، وهذا الغياب لا يتأتى له الحضور إلا بثورة فكرية ذات شروط موضوعية، فما كان الاسلام إلا ثورة فكرية قبل ان يكون دينا سماوياً، كان ثورة متمردة على فكر الطبقة الارستقراطية فى مكة، فحورب "محمد" صلى الله عليه وسلم من طرف الفلول الحاكمين بمكة لأنه اراد تغيير النظام القائم إلى نظام اكثر عدالة، وأكثر إنسانية، فواجهه رجال الحزب الحاكم من أصحاب المصالح بحروب ضارية، ثم انتقل إلى رفيقه الأعلى وهو يحلم بثورته الفكرية والأخلاقية، إلا أن أنصاره تحولوا فيما بعد لانصار لنموذج قديم يتصارعون بدورهم من أجل مصالحهم، كل هذا والقرآن الكريم كتاب الله الموحى به إلى النبى صلى الله عليه وسلم، ينتج لهم مفردات فكرهم الثورى للحرية، فلما استقامت لهم المصالح، انقضوا على كتاب الله ليوقفوا عملية إنتاجه المستمرة للحالة الثورية حفاظا على مصالح مستجدة جديدة، فجمدوا الآيات وحرموا الاجتهاد، وباتت هناك قراءة واحدة للقرآن الكريم، هى القراءة الصادرة عن السلطة الحاكمة، ومن أول خطوات الثورة الحقيقية المعاصرة يجب ان تكون موجهة إلى تلك السلطة المتحكمة فى القرآن الكريم، لتكون ثورة ربيع عربى فكرية حقيقية، وبين ايدينا محاولة مشوبة بالحذر فى مواجهة تلك السلطة، وهى محاولة أن تتم اعادة قراءة القرآن الكريم كما نزل، وليس كما جمع، سعياً، وبحثاً عن تلك اللحظة الفاعلة بين كلام الله، وفعل البشر، فربما كان هذا هو سبيلنا الوحيد للثورة الحقيقية.

د. سامى الذيب أبو ساحلية؟!

قام بالعناية بترتيب القرآن الكريم حسب التسلسل التاريخى للنزول د. "سامى عوض الذيب ابو ساحلية" من مواليد 5 سبتمبر1949م، بقرية الزبابدة بالقرب من جنين فى الضفة الغربية بفلسطين، وهو محام مسيحى من أصل فلسطينى، وسويسرى الجنسية، أتم دراسته الابتدائية فى العام 1961م فى قريته، ثم التحق باكليركية البطريركية اللاتينية فى بيت جلا قرب بين لحم بين العامىّ 1961و1965م، ثم غادرها ليتعلم مهنة الخياطة حتى العام 1968م، وأصبح ترزياً فى جنين، ووفى العام 1970م يحصل على منحة دراسية فى سويسرا، فيحصل هناك على شهادة فى القانون من جامعة فرايبورغ بامتياز فى العام 1976م، ويسجل رسالة الدكتوراه فى القانون فى معهد الدراسات العليا فى جنيف، ثم يأتى إلى مصر لمضى بها سنة باحثاً فى أطروحته للدكتوراه والتى بعنوان" تأثير الدين على النظام القانونى، الحالة فى مصر، غير المسلمين فى البلدان الاسلامية"، وينالها مع مرتبة الشرف فى العام 1979م، وخلال اقامته بمصر التقى بأربعين شخصية مصرية، يعتزم نشر هذه المقابلات، عمل كموظف فى المعهد السويسرى للقانون المقارن، وانشأ مركز القانون العربى والإسلامى, قام بتدريس الشريعة الاسلامية فى كثير من الجامعات العالمية، واشرف على العديد من البحوث والدراسات المتعلقة بالقانون فى الدول العربية، حصل على العديد من الجوائز العالمية، مؤلفاته تجاوزت الثلاثين كتاباً، وأكثر من 200مقال بلغات العالم المختلفة، سبق له ان ترجم القرآن الكريم إلى اللغة الانجليزية، والايطالية، والفرنسية، وكان احدث مؤلفاته وهو مدير مركز القانون العربى والإسلامى بسويسرا هو "القرآن الكريم" بالتسلسل التاريخى للنزول وفقاً للأزهر الشريف، ليفتح الباب امام جدلاً لا ينتهى، قد يبشر بثورة فكرية حقيقية، بقدر ما يثيره من قضايا قد تبدو مناوئة.

القرآن الكريم ملك للجميع؟!

ينبه د. "الذيب" إلى أن القرآن ليس حكراً على المسلمين، وليس ملكاً لأحد:" إِنۡ هُوَ إِلَّا ذِكۡرٌ لِّلۡعَالَمِينَ"( سورة التكوير رقم الآية 27)، فيحق لغير المسلم أن يقرأه ويفهمه، وليس بالضرورة كما يفهمه مشايخ المسلمين، بل كما يمليه عليه عقله، ونحن نقول على الجانب الآخر فآن الأوان للمسلمين أن يقرأوا القرآن كما كان يقرأه الصدر الأول للإسلام، منجماً مرتباً حسب مقتضيات ظروف التنزيل، خاصة وأن القرآن رفض كل سلطة دينية صراحة:" اتَّخَذُوا۟ أَحۡبَارَهُمۡ وَرُهۡبَانَهُمۡ أَرۡبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ"( سورة التوبة رقم الآية 31)، فمن واجب كل مسلم، وغير مسلم ان يتواصل مع القرآن الكريم بالطريقة التى يراها ملائمة لثقافته، وقدراته العقلية، فقرر د. "الذيب" بان يجعل نسخته لوجه الله متاحة على موقعه بالمجان للجميع، فالقصد الأساسى من هذه النسخة ليس التعبد، أو التلاوة، وانما البحث العلمى، وتسهيل فهم القرآن الكريم بلغة العصر الحديث، وان تطابقت مع سرده الاول الذى هبط به من السماء قبل مصحف عثمان المحكم، فهى طبعة لم تمس نص القرآن الكريم، وإنما اكتفت بترتيب السور التاريخى الذى اقره الأزهر الشريف.

مذهب الرئيس السادات؟!

يستشهد د."الذيب" بكلمة القاها الرئيس الراحل "محمد أنور السادات" فى إذاعة القرآن الكريم فى 31مايو 1976م، قال فيها :"ان الاسلام ليس مجرد عبادات ومناسك...ومعجزة التشريع القرآنى هى صلاحيته لكل عصر، ومرونته فى كل التحولات، ومعجزة الاسلام كدين هى قدرته المستمرة على التفاعل والعطاء والتأثير"، فالقرآن هو الكتاب الاكثر تأثيراً على الحالة السياسية والثقافية والتشريعية فى المجتمعات التى تعتبره المصدر الأساسى لقانونها، ومن هنا جاءت أهمية أن نقرأه بشكل أفضل، وخاصة المؤمنين به الذين يمثلون خمس البشرية، ولذا حرص د. "الذيب" على تقديم نسخة بها خصائص جديدة، حيث التزم بالرسم العثمانى للنص القرآنى، دون تغيير، ولكن حسب وقائع النزول التى اقرها الازهر الشريف، كما ضمن النص كتابة بالرسم الإملائى العادى لتسهيل عملية البحث داخل النص، واشار إلى أهم القراءات المختلفة، والناسخ والمنسوخ فى حينه، كما ضّمن نسخته ما ورد من ذكر لها مماثل فى المراجع المسيحية، واليهودية، كما توقف عند الصعوبات اللغوية التى اقرها الفقهاء المفسرين، وضّمن النسخة فهرساً لجميع الأعلام والأماكن، والمفاهيم الواردة فى القرآن الكريم لتسهيل عملية البحث.

السلم الزمنى للأحداث؟

اعتمد د. "الذيب" على المستقر فى التقليد الإسلامى، فقد ولد النبى محمد صلى الله عليه وسلم فى العام 570م، فى مكة المكرمة، وفى العام 610م بدأ النبى صلى الله عليه وسلم تلقى الرسالة من الملاك جبريل، وهاجر النبى صلى الله عليه وسلم فى العام 622م، إلى يثرب مدينة والدته مع بعض رفاقه، ومن ذلك اليوم الموافق 16 يوليو 622م بدأ التقويم الهجرى، ثم عاد النبى صلى الله عليه وسلم إلى مكة فى العام 630م، وتوفى فى المدينة المنورة فى 8 يوليو 632م، وكانت نهاية الوحى، فاستمر نزول الوحى لمدة ثلاث وعشرين عاماً، وكان كل ما نزل الوحى كتبه الصحابة على وسائل بدائية مثل الرقاع، والأكتاف، والعسب، وتم جمع القرآن الكريم رسمياً فى عهد الخليفة" أبى بكر الصديق"(ت:634م)، وبدأت ظهور مجموعات متباينة من النصوص القرآنية، قرر بسببها الخليفة "عثمان بن عفان"(ت:656م) بتثبيت القرآن فى نسخة واحدة، وهى التى تحمل اسم "مصحف عثمان"، وأمر بحرق المجموعات الاخرى.

مصحف عثمان؟

يتألف محصف عثمان من 114 سورة كل سورة تحمل إسماً مشتقاً من الكلمات الأولى من السورة، وهى اسماء ليست ضمن الوحى، فهى غير واردة فى المخطوطات الأولى للقرآن، ويرتب مصحف عثمان السور وفقاً لطولها، مع بعض الاستثناءات القليلة، ويشار إلى ان بعض الصحابة كان لديهم مصاحف ذات ترتيبات مختلفة عن الترتيب الحالى، كما أن الامام على بن ابى طالب كان يمتلك مصحفاً مرتباً وفقاً للتسلسل التاريخى، ويشير د." الذيب" إلى اقرار فقهاء الدين الاسلامى بأهمية التفرقة بين الآيات المكية، والمدنية، الا انه إلى اليوم لم تصدر طبعة باللغة العربية للقرآن الكريم حسب التسلسل التاريخى، بيد أن هناك اقتراحات تقدم بها بعض المفكرين المحدثين لذلك الاصدار لتسهيل فهم القرآن منهم على سبيل المثال "محمد أحمد خلف الله"، ود. "نصر حامد أبو زيد"، وقام د. "محمد عابد الجابرى" بإصدار كتابه "مدخل إلى القرآن الكريم" لتفسير القرآن حسب التسلسل التاريخى.

موقف الأزهر الشريف؟

ذكر د. "عبد الله دراز" فى مجلة الازهر لشهر رمضان فى العام 1950م:"ان ترتيب القرآن فى وضعه الحالى يبلبل الأفكار، ويضيع الفائدة من تنزيل القرآن، لأنه يخالف منهج التدرج التشريعى، الذى روعى فى النزول، ويفسد نظام التسلسل الطبيعى للفكرة، لأن القارئ إذا انتقل من سورة مكية إلى سورة مدنية اصطدم صدمة عنيفة، وانتقل بدون تمهيد إلى جو غريب عن الجو الذى كان فيه، وصار ينتقل من درس فى الحروف الابجدية إلى درس فى البلاغة"، ولايزال ذلك الاقتراح من المفكرين المسلمين ينتظر القيام به عن طريق لجنة متخصصة، وحتى تقوم هذه اللجنة بعملها أخذ د. "الذيب" على عاتقه هذا العمل بمفرده.

اهمية التسلسل التاريخى للمصحف؟

يبرر د. "الذيب" مشروعه تبريراً لن يسلم بالطبع من فكرة المؤامرة، حيث يقول: "هذا الموقف سيحل معضلة التعامل مع النص القرآنى، وهو أحد الدوافع التى جعلتنى أنشر القرآن بالتسلسل التاريخى...فهذا الترتيب يساعد على فهم نظريته، فالقارئ يرى فيه بصورة واضحة مما يتكون كل من القرآن المكى، والقرآن المدنى، ويستطيع ان يحكم بذاته كيف تم التحول من موقف متسامح دون تمييز إلى قرآن مسيس، جهادى يفرق بين اتباع النبى محمد صلى الله عليه وسلم والآخرين، وبين الرجل والمرأة، فمن الملاحظ ان الآيات المكية تستعمل عامة عبارة "ياأيها الناس"، بينما الآيات المدنية فقد استبدلتها بعبارة "ياأيها الذين آمنوا"، ففرقت بين الناس على اساس الايمان"، وبعيداً عما اعلنه معد المصحف بالتسلسل الزمنى، الا أنه بلاشك سيكون مبرراً لتجديد الخطاب الدينى، بحثاً عن خطاب دينى فاعل على نحو فعّاليته الأولى التى احدثها لدى الصدر الأول فانفعلوا به على هذا النحو المتسلسل التاريخى، فكان دافعاً لهم لبناء حضارة فى مواجهة أعتى الحضارات التى حولهم.

صورة د.سامى عوض الذيب أبوساحلية

صورة

الاستاذ والباحث والفنان ع.الشقليني، بعد التحية
دار نقاش بين عمرو بركات ومحسن حول المقال وخلفياته، والحوار غير صالح للنشر في مناخات هذه الايام ولا بعدها. لكن اقول ان المقال نفسه مُنع من النشر في مصر ما بعد 28 يناير11م..!
وفي اهم صحيفة ثقافيه يونيو 2012 . وتزامن نقاشنا مع صدور ملفك الضافي هذا.
ما يوجد بطي المقال من تقاطعات قد نلاحظها في III كان ثورة متمردة على فكر الطبقة الارستقراطية فى مكة، فحورب "محمد" صلى الله عليه وسلم من طرف الفلول الحاكمين بمكة لأنه اراد تغيير النظام القائم إلى نظام اكثر عدالة، وأكثر إنسانية، فواجهه رجال الحزب الحاكم من أصحاب المصالح بحروب ضارية، ثم انتقل إلى رفيقه الأعلى وهو يحلم بثورته الفكرية والأخلاقية، إلا أن أنصاره تحولوا فيما بعد لانصار لنموذج قديم يتصارعون بدورهم من أجل مصالحهم، III ، لكن الاهم هو ورقه بحثية لعمرو بركات صدرت العام 2007كان تقول ان ابن هشام (توفي ابن هشام عام 218هـ، الموافق 834 ميلادي)"سرق" السيرة النبوية من ابن اسحاق 85هـ/703م ،مكان الميلاد المدينة تاريخ الوفاة 151هـ/ 768م).. وبالتالي إعادة قراءة الاحداث من جديد تكشف الكثير من الاساطير ، والقداسة والعصمة الزائفة المتكلسة لدرجة الصلابة.
في إنتظار الرقم 32. وما سيليه.
مع خالص الشكر والتحية لهذا المجهود .
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »


الأكرم : الأستاذ محسن الفكي
تحية طيبة وتثميناً لما كتبت ، فقد أرفدت الملف بعدما تطرق الملل إلى نفسي منن عدم المشاركة أو الحوار ، فآثرت أن أضنّ بما تبقي من الملف وهو الكثير وهو حالياً حوالى (44) مداخلة ، وكنت أرغب كشف خوافي ما يُطلق عليه حالياً ( الشورى ) ، واستخداماتها السياسية والدينية ، وتتبُع تاريخها ، وكشف التاريخ الثيوغراطي للسلطة منذ الخلفاء الأوائل من بعد وفاة النبي . وذلك منذ اجتماع رؤساء القبائل في سقيفة بني ساعدة ، قبل أن يُدفن النبي !!!،
وكنت أرغب بعد أن استكمل المواد المنقولة إجراء الدراسة المفصلة . وهو أمر كبير .
*
بالنسبة لكتابة القرآن وفق أسبقية النزول ، فتلك قصة كبرى ، سوف تكشف المكر الذي به تم تدوين النص العثماني ، والذي اتخذه جميع الإسلاميين كأصل دون تناوله نقدياً . ومن الغرابة أن تجد آية المبتدأ وآية الانتهاء متفرقة بين السور !! :
(1)
{اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ }العلق1
(2)
{حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُواْ بِالأَزْلاَمِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }المائدة3

وتلك قضية كبرى ، فلسفية وعلمية تتعلق بإعادة قراءة النصوص بالتزامن مع وقائع التاريخ .
لك شكري الجزيل
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »


كيفية صناعة الوداد

الأعز : أستاذ محسن الفكي
تحية محبة مغموسة في رهق البحث عن شراكة القلم النضير .
الكتابة المقروءة ، خير طريق إلى قلوب القراء والكُتاب معاً .
هكذا أنت أرهف من ورقة أمام المقص . لقد أثريت الملف ببطون الرؤى . وأسرجت خيلك إلى اللقاء المريب .
لربما كان الموضوع تُحيط به الخيوط الشائكة ، وأقاصيص التاريخ التي يتلصص عليها علم الفلكلور ، فيحيل روايات الناس عبر العصور إلى روايات وأحاجي ، تتسلق ببطء سنوات التاريخ ، ويرتقي الحُلم على الحبال المتينة إلى السماء . ويفترقان : الحقيقة والأحجية .
شكراً لك هذا الركض ، فما أكنزت الكثير . أنت تعلم أن السماء يقرأ أوراقها المُحبون ، وأيضاً القتلة ، المغسولة عيونهم بمناظير سوداء للعقائد ، تطوي النفوس وتصنع منها المُحبين ، وتصنع القتلة بالثوب الذي لا رحمة فيه

*
صورة العضو الرمزية
محسن الفكي
مشاركات: 1062
اشترك في: الثلاثاء مارس 17, 2009 12:54 am
مكان: ميدان الخرطوم

ليس بالموت وحدة -يتوادد-يحيا الانسان..!

مشاركة بواسطة محسن الفكي »

عزيزي عبد الله
وصلني مكتوبك.. وربما اوقعني حظي ان يكون لي يوزرنيم للمخاطبة المباشرة. دونما غيري من بقية القراء نقرا ونطالع ..نتعلم ..نحاصص ما قرأناه في داخلنا ..تستغلق علينا مفاهيم وتنفتح اخري .. ونتعجب لبعض الجهل النشط في أكثرها.
حواسنا النقدية مشرئبة الاعناق ، وقرون إستشعارها منتصبة جمعاء.

لانقرا ما هو مكتوب في دنيا العوالم الافتراضية فقط،والا لما إنتبهتُ للدكتور النور حمد وهو ينادي على محمد أبو جودة للمشاركة في تلك المحاضرة؛
بل نقرأ حتى أخبار من رحلوا للعالم الآخر
نعزيك ونواسيك، ولا تعتقدنا بلا حاسة عاطفية امام كل ما تكتب وما يصدر لك من أثر حبر.
لكن اقول الحي ابقي من الميت .. وأنا طفل؛ماتت قرون استشعاري التى تنصب للموتي الاهرامات.. التى اصبحت قباب .. ثم أصبح للفواتح الالكترونية مقام الاحتفاء ايضا.
لكن اعذرني في هذه الجزئية، فأنا ممن يسعدون لما اسمع " اثناء تلاوة الوفيات " عبارة [وينتهي المأتم بإنتهاء مراسم الدفن]
والود ودي لو تم الغاء الدفن نفسه وكل المقابر في الكون..!
[sup]محسن[/sup]

عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »

(32)
ونتابع نص محاضرة الدكتور محمد عمارة : (17)

فحتى لو وقفت فوائد الديمقراطية عند صلاح الدنيا، فيجب عدم الاستهانة بذلك، وخاصة إذا كان البديل هو الاستبداد المفسد للفرد و المجموع، وللدين والدنيا جميعا
وأخيراً . فسواء أكان أمر الشورى الإسلامية، أو أمر الديمقراطية الغربية، فان هناك فارقاً بين " المثال " وبين " الواقع " عند الممارسة والتطبيق . وإنها لحكمة إلهية أن تظل التطبيقات لكل المبادئ والفلسفات دون " المثال " الذي يصوره الفكر لهذه المبادئ والفلسفات، وذلك حتى يظل السعي الإنساني دائباً ودائماً على طريق الاقتراب "بالواقع" من " المثال " فينفسح الأمل دائماً وأبداً أمام التسابق الإنساني على طريق التقدم والارتقاء . وإلا فلو حقق الإنسان كامل المثال لانتهى " جدول أعمال " الحياة الإنسانية، وحل القنوط محل التطلع لتحقيق المزيد من الآمال
قد كانت تطبيقات الشورى الإسلامية، في تاريخ الأمة والحضارة الإسلامية، أدني بكثير جداً من " مثال " هذه الشورى في الفكر الإسلامي . وكذلك حال التطبيقات الغربية للديمقراطية، لم تمنع هذه الحضارة الديمقراطية من إنتاج العنصرية والحروب الدينية والقومية والاستعمارية والنظم الفاشية والحروب الكونية التي جعلت هذه المجتمعات الديمقراطية تتفوق على وحشية الإنسان البدائي في الإبادة والتدمير! ولم تمنعها من أثرة الرأسمالية المتوحشة، التي جعلت وتجعل 20% من البشر _ هم سكان الشمال الديمقراطي – يستأثرون بـ 86% من خيرات العالم، تاركين 14% من ثروات العالم لـ 80% من السكان !! ناهيكم عن أن هذه التطبيقات الغربية للديمقراطية لم تمنع من أن تكون التجارة الأولى للدول الديمقراطية هي تجارة السلاح تليها تجارة المخدرات تليها تجارة الدعارة!! ولم تمنعها من أن يكون ما ينفق على القطط والكلاب والخمور والترف المستفز أضعاف ما ينفق على الصحة والغذاء والتعليم.
فلا الشورى تمثل الوصفة السحرية للتقدم والإصلاح ولا الديمقراطية هي الحل السحري لمشكلات المجتمعات المعاصرة وإنما الحل هو الكدح الإنساني كي تكون التطبيقات للشورى أو الديمقراطية – اقرب ما تكون إلى تحقيق إنسانية الإنسان
https://roea.maktoobblog.com/106/%D8%A7% ... %8A%D8%A9/
انتهى نص محاضرة الدكتور محمد عمارة .
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »


ونواصل
صورة العضو الرمزية
محسن الفكي
مشاركات: 1062
اشترك في: الثلاثاء مارس 17, 2009 12:54 am
مكان: ميدان الخرطوم

محاولة لرفع الخيط

مشاركة بواسطة محسن الفكي »

شكرا عبد الله للمواصلة مرة أخري.

ولم تمنعها من أثرة الرأسمالية المتوحشة، التي جعلت وتجعل 20% من البشر _ هم سكان الشمال الديمقراطي – يستأثرون بـ 86% من خيرات العالم، تاركين 14% من ثروات العالم لـ 80% من السكان !! ناهيكم عن أن هذه التطبيقات الغربية للديمقراطية لم تمنع من أن تكون التجارة الأولى للدول الديمقراطية هي تجارة السلاح تليها تجارة المخدرات تليها تجارة الدعارة!! ولم تمنعها من أن يكون ما ينفق على القطط والكلاب والخمور والترف المستفز أضعاف ما ينفق على الصحة والغذاء والتعليم.



في طرفة، يقال ان احدهم بيحاول ان يقنع مواطن امريكي من سكان نيويورك بالاسلام
قام قال ليهو اخش ليه ..؟
قال ليهو عشان تخش الجنة
قال ليهو الجنة دي فيها شنو..؟
قام قال ليهو فيها لبن وخمر ونساء وعسل ... وطفق يعدد
قام قال ليهو يعني زي نيويورك كده.
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »

(33)

نصوص من الذكر الحكيم :
{وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ }الشورى38
موجز تفسير الجلالين :
38 - (والذين استجابوا لربهم) أجابوه إلى ما دعاهم إليه من التوحيد والعبادة (وأقاموا الصلاة) أداموها (وأمرهم) الذي يبدو لهم (شورى بينهم) يتشاورون فيه ولا يعجلون (ومما رزقناهم) أعطيناهم (ينفقون) من طاعة الله ومن ذكر صنف
التفسير الموجز :
والذين استجابوا لربهم حين دعاهم إلى توحيده وطاعته, وأقاموا الصلاة المفروضة بحدودها في أوقاتها، وإذا أرادوا أمرًا تشاوروا فيه، ومما أعطيناهم من الأموال يتصدقون في سبيل الله, ويؤدون ما فرض الله عليهم من الحقوق لأهلها من زكاة ونفقة وغير ذلك من وجوه الإنفاق.

ونواصل


.
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »

(34)

{فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ }آل عمران159
موجز تفسير الجلالين :
فبرحمة من الله لك ولأصحابك -أيها النبي- منَّ الله عليك فكنت رفيقًا بهم, ولو كنت سيِّئ الخُلق قاسي القلب, لانْصَرَفَ أصحابك من حولك, فلا تؤاخذهم بما كان منهم في غزوة "أُحد", واسأل الله -أيها النبي- أن يغفر لهم, وشاورهم في الأمور التي تحتاج إلى مشورة, فإذا عزمت على أمر من الأمور -بعد الاستشارة- فأَمْضِه معتمدًا على الله وحده, إن الله يحب المتوكلين عليه.

ونواصل

*
أضف رد جديد