( سقيفة بني ساعدة ) ومصطلح ( الشورى ) : حياةٌ تُكذِب المصطلح

Forum Démocratique
- Democratic Forum
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »

(35)

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً }النساء59
موجز تفسير الجلالين :
يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه, استجيبوا لأوامر الله تعالى ولا تعصوه, واستجيبوا للرسول صلى الله عليه وسلم فيما جاء به من الحق, وأطيعوا ولاة أمركم في غير معصية الله, فإن اختلفتم في شيء بينكم, فأرجعوا الحكم فيه إلى كتاب الله تعالى وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم, إن كنتم تؤمنون حق الإيمان بالله تعالى وبيوم الحساب. ذلك الردُّ إلى الكتاب والسنة خير لكم من التنازع والقول بالرأي، وأحسن عاقبة ومآلا.

ونواصل

*
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »

(36)

{وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً }النساء83
موجز تفسير الجلالين :
وإذا جاء هؤلاء الذين لم يستقر الإيمان في قلوبهم أمْرٌ يجب كتمانه متعلقًا بالأمن الذي يعود خيره على الإسلام والمسلمين, أو بالخوف الذي يلقي في قلوبهم عدم الاطمئنان أفشوه وأذاعوا به في الناس, ولو ردَّ هؤلاء ما جاءهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى أهل العلم والفقه لَعَلِمَ حقيقة معناه أهل الاستنباط منهم. ولولا أنْ تَفَضَّلَ الله عليكم ورحمكم لاتبعتم الشيطان ووساوسه إلا قليلا منكم.

ونواصل
*
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »

(37)

نبدأ الدراسة : (1)

الشورى ومشتقاتها في اللغة :

من المعجم الوسيط :
اشتَور القوم : شاوَر بعضهم بعضاً
وتَشاوروا : اشتوروا
استشارَ فلان : لبِس شارة : لباساً حَسَناً
واستشار أمره : تبيَّن واستنار .
الإشارة : تعيين الشيء باليد
الشُّورَى : التشاور
وأمرهم شورى بينهم : الأمر الذي يُتَشاوَرُ فيه
المستشار : العليم الذي يؤخذ رأيه في أمرٍ هام علمي أو فني أو سياسي أو قضائي أو نحوه ( محدثة )
المَشْوَرَة : ما يُنصَحُ به من رأي أو غيره
المشْوَرَة : المَشُورة
المُشيرة : الإصبع السبابة

ونواصل
*
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »


لك الشكر الجزيل أخي أستاذ : محسن الفكي
ونشكر المتابعة وإثراء الملف ، وهو مفتوح على كل الاتجاهات .

ونواصل

*
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »


(38)

ونرفد دراستنا (2)
نورد كيف دخل مصطلح ( الشورى ) الذي تم تأويله من النصوص ومن خبرات التاريخ ( أهل الحل والعقد ) ! . ونرفق أنموذج
هو نص دستور الحركة الإسلامية في السودان :
*

دستور الحركة الإسلامية 1
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالي:
{الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللِّه وَلاَ يِنقضونَ الميثاق وَالَّذِينَ يصلُونَ مَا
أَمَرَ اللُّه بِهِ أَن يُوصلَ وَيَخشوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سوءَ الحِسابِ .
الرعد الآيات ) 20 - 21 (صدق الله العظيم


دستور الحركة الإ سلامية
بسم الله الرحمن الرحيم
دستور الحركة الإسلامية السودانية
الحمد لله والصلاة والسلام على محمد بن عبد الله النبي الأمي وعلى أزواجه أمهات المؤمنين وعلى آل بيته وذريته وسلم تسليماً كثيراً.
______________________________________________________________________________________________________
الديباجة
نحن أعضاء المؤتمر العام للحركة الإسلامية السودانية نؤكد مواصلة الحركة الإسلامية السودانية لسعيها في نشر الدعوة الإسلامية ورد الحاكمية لله تعالى في الدولة والمجتمع لتحقيق النهضة الشاملة للأمة على مبادئ الإسلام.
وقد كان من أهم أدوار الحركة الإسلامية تقديم الإسلام في كل مجالات الحياة، حقاً وهدى ومنفعةً. فنافحت الحركة الإ سلامية الأطروحات والفلسفات التي أرادت أن تُخرج الدين من ساحة السياسة والاقتصاد والعلوم الكونية والاجتماعية والإنسانية.
فكافحت بالإسلام العلمانية والماركسية واشتراكية هاربة من مضارب الدين وديمقراطية مستنكفة عن التسليم لرب العالمين . فكانت الحركة في دُور العلم بالحجة والمنطق وفي ساحة المجتمع بالعمل الطوعي الإنساني الإسلامي وفي ساحة الجهاد دفاعاً عن الدين
والوطن كما كان من أهم ما أنشأت الحركة هو بناؤها التنظيمي .. فبفضل الله وتوفيقه ثم بالنيات الصالحة لأعضاء الحركة وتخطيطهم المتجدد والمرن، تواصل بناء التنظيم مرحلة بعد مرحلة استفادةً من الأفكار الجديدة والخبرة المكتسبة من ساحة العمل، وبلغت الحركة الإسلامية مدىً بعيداً في تعدد وتنوع وانتشار مؤسساتها التنظيمية.
فالحركة التي بدأت بعدد قليل في وسط طلاب الجامعات والثانويات في أربعينيات القرن العشرين الميلادي، وبعض الشعب الجغرافية في أحياء العاصمة والمدن الأخرى تطورت لتكون حضوراً في جميع مؤسسات التعليم العالي والعام، وتعمل مع فئات المجتمع
وقطاعاته والفئات المهنية مشاركة في النقابات والاتحادات والمنظمات الأخرى. وتوسعت جغرافياً لتغطي كل أقاليم البلاد. فأنشأت في الولايات منظمات الطلاب والشباب و أولت
المرأة اهتماماً خاصاً ومكنتها من أداء دورها في كافة شعب الحياة.
و سياسياً نما تنظيمها من جماعة ضغط وتنظيم صفوي ليصبح كياناً جماهيرياً واسع الصف متنوع العضوية قومي التركيب وفي ذلك اتساق مع مكونات الوطن. ونضج العمل السياسي للحركة الإسلامية ليشكل حضوراً فاعلاً في مؤسسات الدولة لتمكين
الإسلام فيها.هذا التنوع النافع والانتشار الواسع لمؤسسات الحركة أسفر عن تحديات جديدة أمام الحركة، من أهمها تحدي وحدة هذه المؤسسات وتناسق أدوارها .. وقدرة التنظيم على التوفيق بين هذا الانتشار الواسع وضبط المؤسسات والقيادات في إطار الأهداف
والرسالة. لكل ذلك اتجهت الحركة لتطوير نظامها الأ ساس إلى دستورٍ يهتم بالإطار الكلي ويصوب إلى الغايات والمهام الكبرى ليترك لهذه المؤسسات المتنوعة مجالاً مرناً لوضع لوائحها ونظمها في هذا الإطار. وقد اتجهت وثيقة الدستور إلى جانب العناية بالكليات التي تضبط وجهة الحركة، إلى حسم موضوع وحدة القيادة.. فهذا الدستور جعل المؤسسات السياسية والتنفيذية والتنظيمية والاجتماعية للحركة مؤسسات مستقلة، مرجعياتها فيما تنشئ من نظم وقوانين ولوائح وآليات، ليعطيها مصداقية في العمل في محيطها العام من خارج عضوية الحركة.بهذا نعلن التزامنا التام بهذا الدستور ونتعهد باحترامه وحمايته والعمل وفق أحكامه.
___________________________________________________________________________________________________________________________
دستور الحركة الإسلامية السودانية لسنة 2012 م
مجلس الشورى :
عملاً ب أحكام المادة 20 ) 9( أجاز مجلس الشورى في دورة انعقاده رقم ) 8 (بتاريخ 20 جمادى الآخرة 1433 ه الموافق 11 مايو 2012 م دستور الحركةالإسلامية الآتي نصه:

الفصل الأول

ا سم الد ستور وبدء العمل به
-1 يسمى هذا الدستور « دستور الحركة الإسلامية السودانية لسنة 2012 م « ويُعمل به فور إجازته ب أغلبية الثلثين.
يعرض هذا الدستور على المؤتمر العام لاعتماده.
إلغاء وا ستثناء
-2 يُلغى من تاريخ العمل بهذا الدستور النظام الأساسي للحركة الإسلامية لسنة 2005، على أن تظل جميع اللوائح والقرارت التي صدرت و الإجراءات التي اُتخذت بموجبه سارية إلى أن تُلغى أو تُعدل وفقاً لأحكامه.
تفاسير
-3 في هذا الدستور مالم يقتض السياق معني آخر يكون للكلمات والعبارات الواردة أدناه المعاني التالية:
الحركة:
يقصد بها الحركة الإسلامية السودانية المعرّفة في المادة ) 4( من هذا الدستور .
الدستور:
يقصد به دستور الحركة.
المؤتمر العام:
يقصد به المؤتمر الذي يعقده أعضاء الحركة وفق الدستور واللائحة العامة المنظمة لعمل أجهزة الحركة على المستوى القومي، وهو أعلى سلطة تنظيمية في الحركة.
مجلس الشورى:
يقصد به مجلس الشورى القومي للحركة، كما يحدده الدستور واللائحة العامة المنظمة لعمل أجهزة الحركة.
6 القيادة العليا :
يقصد بها القيادة العليا التي يتم تشكيلها حسب المادة ) 22 ( من الدستور
رئيس المؤتمر:
يقصد به رئيس المؤتمر العام للحركة.
الأمين العام:
يقصد به الأمين العام للحركة المنتخب بواسطة مجلس الشورى.
الأمانة العامة:
يقصد بها الجهاز التنظيمي للحركة في المستوى القومي والذي
يباشر تنفيذ خطة الحركة.
اللائحة العامة:
يقصد بها اللائحة التنفيذية التي يجيزها مجلس الشوري لتكوين
وتنظيم عمل أجهزة الحركة القومية، والمفسرة لأحكام الدستور.
الكلية:
يقصد بها الحصة العددية من الجهة أو الفئةأو القطاع المهني أو الطوعي بقصد التمثيل النسبي في المؤتمرات حسب ما تحدده اللائحة العامة.
الفئات:
يقصد بها القطاعات التي تؤدي عمل الحركة التنظيمي في جهات المرأة،الطلاب، الشباب والعاملين بدول المهجر.
القطاعات المهنية والطوعية:
يقصد بها من يؤدون عمل الحركة في المجالات المهنية أو الطوعية في القطاع العام والخاص والأهلي.
القطاعات التنظيمية:
يقصد بها جميع القطاعات الفئوية والمهنية والطوعية.
لائحة الولايات:
يقصد بها اللائحة التي يقترحها الأمين العام وتجيزها الأمانة العامة
لتحديدأجهزة الحركة التنظيمية في المستوى الولائي والمستويات الأدنى وتحديد طريقة تكوينها واختصاصاتها.
7
الفصل الثاني
تعريف الحركة وخصائصها ورسالتها و أ سسها الفكرية وغاياتها
تعريف الحركة الإسلامية
-4 ) 1( الحركة الإسلامية السودانية جماعة إسلامية منتظمة في تنظيم عضوييقوم على ضوابط محددة، ويعمل في إطار تيار إسلامي عام في المجتمع يقترب منه ويتناصر معه في تحقيق مبادئ و أهداف قاصدةإلي نشر الإسلام وتمكينه وحمايته.
) 2( تعمل الحركة في المجال الدعوي والسياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي وكل مجالٍ للنشاط الإنساني، وتعمل مع كل شرائح المجتمع وقطاعاته، وتهتم بمؤسسات الدولة والمجتمع وفلاح الفرد في الدنيا والآخرة، وفي كل ذلك تعني بتربية وإعداد القيادات وتجديد الرؤى والأفكار والسياسات والمواقف المؤسسة على أصول الإسلام.
) 3( تعمل الحركة في جميع المجالات بمؤسسات تناسب كل مجال وتكون منفتحة على آخرين ما وافقوا على برامجها وسياساتها والعمل على تحقيق أهدافها الواردة في هذا الدستور .
) 4( تعتمد الحركة الدعوة بالحسنى، وإنشاء وبناء نماذج حية تعرف في سلوك أفرادها وخصائص المؤسسات والمنظمات التي تنشؤها هي أو بالاشتراك مع آخرين في أوجه الحياة كافة.
) 5( تحفظ الحركة لكل المؤسسات والمنظمات والأجهزة التي تنشؤها أو تشارك فيها استقلاليتها وكينونتها وفاعليتها في إطار المهام الموصوفة بالنظم واللوائح الخاصة بتلك المؤسسات والمنظمات والأجهزة .
) 6( قيادات الحركة العليا في الصعيد التنفيذي والسياسي والخاص - المنتخبون وفقاً لمرجعيات ونظم مؤسساتهم – هم القيادة العليا للحركة الإسلامية .
خصائص الحركة
-5 للحركة خصائص تميزها على النحو الآتي:-
) 1( ربانية: تدعو للإيمان بالله والاعتراف بفضله وبشكر نعمه والانتفاع بماسخره للإنسان في الأرض والسماوات وتدعو إلى تزكية النفوس بذكر الله و إعمار الوجدان بحب الله وتعظيمه وطاعته – وللمؤمنين أسوة حسنة في رسول الله.
) 2(شاملة: أهدافها شاملة شمول الدين الحنيف تسعى لإسلام الحياة كلها لله تعالى تحقيقاً لمعنى لاإله إلا الله. فالمجتمع بدولته وحكومته ومؤسساته الأخرى معينات للفرد ليسلم قلبه وجوارحه لله رب العالمين.
) 3(اجتهادية: تعتمد القرآن الكريم والسنة المطهرة ومنهج النبوة أصولاً لاجتهادها و لالتزامها الفكري ولجهادها العملي. وتحض على التفكر والتفقه والاستزادة من العلم والمعرفة بسنن الله الكونية والاجتماعية والنفسية وذلك لتحقيق الغاية من الخلق وهي العبودية لله رب العالمين وإعمارالأرض.
) 4( دعوية: تعلم الناس أصول العقيدة الإسلامية الصحيحة وتهديهم إلى منهاج الدين الحق وترشدهم إلى مشكاة النبوة ومكارم الأخلاق. وتأخذهم برفق ويسر لى فهم أمور الدين والدنيا والتعامل معها عبر مدارج الالتزام والاختيار والعمل.
)5( إصلاحية: تهدف إلى دعوة الناس فرادى وجماعات إلى الاستقامة على أمر الله تعالى في شؤونهم الخاصة والعامة، محاسبةلأنفسهم ومراجعة لأعمالهم وأوبة لغفار الذنوب, وتأخذ بالإحسان منهجا وغايةً وتسعى لإقامة نموذج الإسلام في السودان عماراً وعدلاً ، وتنسق مع الجماعات الإسلامية والدعاة كافة لإحياء دور الأمة الإسلامية ورسالتها في العالمين.9
) 6( وسطية: تدعو لالتزام الحق في مواقع الهوى، تجنباً للغلو والتشدد والظلم والجور والإفراط ومجافاةً للتطفيف والتفريط وإعطاء الدنية في الدين
) 7( جهادية: تدعوإلى الحق وترشدإليه وتجادل الباطل وتدافعه وتجاهد لرفع الظلم ونصرة المستضعفين وحماية الدعوة من أي قهر
يحول بينها وبين الناس، أو اعتداء على بيضة الدين والشريعة
الإسلامية.
) 8( 􀀷شورية: تعتمد الشورى منهجاً ملزماً وتسعى لتطوير نظمها و إجراءاتها في الأمور كلها.
غايات الحركة
-6 تسعى الحركة لتحقيق الغايات الآتية:
) 1( تبليغ رسالة الله الخاتمة للناس كافة.
) 2( حث المسلمين على التمسك بالإسلام والعمل به والتفقه فيه وتزكية المجتمع بمبادئ وقيم الإسلام وأخلاقه وسلوكياته ليؤدي رسالته في الحياة.
) 3( العمل لتحقيق وحدة الأمة الإسلامية واسترداد دورها الرسالي في العالم والتفاعل مع قضاياها ومدافعة الظلم والطغيان والاستكبار
ومناصرة المستضعفين.
) 4( تقديم النموذج الإسلامي لقيادة الإنسانية إلى عالم تسوده قيم الحق والعدل والخير.
) 5( التعاون مع القوى الإنسانية الساعية لتحقيق السلم وكرامة الإنسان.
وسائل الحركة
-7 ) 1( تسعى الحركة لتحقيق أهدافها وبلوغ غاياتها باتخاذ الوسائل المشروعة كافة.
) 2(دون المساس بعمومية نص البند ) 1( تتخذ الحركة الوسائل الآتية :-
( أ( التفقه والعلم والمعرفة والسعي لتحقيق المقاصد الكلية للدين.
)ب( تأسيس وبناء الصف المسلم والجماعة ذات الإمرة والطاعة التي تؤدي واجب العبودية لله تعالى.
)ج( تقديم القدوة الحسنة في سلوك أفراد الحركة.
)د( البلاغ والدعوة بالتي هي أحسن بكل الوسائل المتاحة.
)ﻫ( النشر والإعلان والعرض لفكر الحركة وفنونها وأدبها.
)و(إقامة دُور العبادة ومؤسسات التوجيه والتربية والتكافل.
)ز(إنشاء المنظمات والهيئات والجمعيات والمؤسسات في شتى ضروب النشاط الإنساني المشروع.
)ح( تولي السلطة العامة بالوسائل المشروعة والسلمية.
)ط( التعاون وبناء العلاقات الثنائية والجماعية مع الأفراد والهيئات
والتنظيمات والجمعيات محلياً و إقليمياً ودولياً.
)ي( التواصل بالمجادلة والمناظرة والحوار.
11
الفصل الثالث
الحركة ونظام الحكم والنظام السياسي وإصلاح المجتمع
الحركة ونظام الحكم
يقوم نظام الحكم في فكر الحركة الإسلامية على إقامة دولة راشدة تلتزم الشورى،
وتأسيس مجتمع يتعاقد على بيعةٍ لولي الأمر ترعى الاعتبارات الآتية:
1 .1 إقامة الدين وبسط العدل والشورى ونشر الدعوة.
2 .2 إقامة دولة الإسلام التي تحمل الرسالة وتحكِّم الشريعة وتحفظ
الحقوق وتحمي المجتمع وتزكيه، والدفاع عنها.
3 .3 البيعة والسمع والطاعة لولي الأمر في حدود طاعته لله ورسوله.
�4 .4 إعداد القوة لدفع الصائل ورد البغي والعدوان.
5 .5 المحافظة على الأمن وفرض النظام وتنفيذ حكم القانون.
6 .6 المحافظة على سيادة الدولة واستقلالها.
7 .7 تأكيد حرمة الأنفس والأعراض والأموال والدماء.
8 .8 ضمان الإرادة الحرة للمواطنين وحفظ كرامتهم وتحفيز طاقاتهم.
9 .9 السعي في تحقيق مصالح الناس وتوفير الخدمات الضرورية لهم.
1010 السعي الجاد في تحقيق التنمية الشاملة المتوازنة ومكافحة الفقروالبطالة.
1111 السعي لتحقيق العدالة الاجتماعية والتكافل ورعاية الفقراء و أصحاب الحاجات.
1212 اعتماد الكسب الحلال وطهارة اليد من المال العام ومحاربة الفسادوتحريم موارد الكسب الحرام.
1313 العمل على بناء علاقات خارجية متوازنة مع الدول والمؤسسات والهيئاتقائمة على قواعد الحق والعدل والسلم العالمي.
1414 احترام تعهداتها الدولية في حالات السلم والحرب ورعاية عهودها والتزاماتها.
الحركة والنظام السياسي
-9 يقوم النظام السياسي في فكر الحركة على مبدأ التعدد ويبنى على الدعائم الآتية:
) 1( الولاء لله والتضحية في سبيله، وتعزيز مقومات الانتماء للوطن والاستعداد للدفاع عنه.
) 2( السمع والطاعة لولي الأمر الذي تنتخبه الأمة طوعاً.
) 3( الحرية والشورى والعدالة والمساواة في الحقوق والواجبات العامة.
) 4( السعي لقومية التنظيمات السياسية بحيث تشمل كل من يرتضي أهدافها وغاياتها وبرامجها من كل المناطق والأعراق، وتنفتح علىقطاعات المجتمع وتنظيماته وفئاته .. وتكون للرجال والنساء سواء.
) 5( المؤسسية والتزام الحوار الشوري في الممارسة واتخاذ القرار.
) 6( التخطيط العلمي للنشاط السياسي، وإصلاح الدولة والمجتمع.
) 7( التفاعل مع القواعد الشعبية والقيام بواجبات التعبئة والتوعية
والتوجيه، الذي يؤهل المجتمع ليكون مجتمعاً قائداً.
) 8( تعمل الحركة في المجال السياسي من خلال حزب تنشؤه يكون منفتحاًعلى الآخرين ، يرعى برامجها وسياساتها ويعمل على تحقيقأهدافهاالواردة في هذا الدستور .
) 9( جواز الشراكة السياسية والتحالف والتنسيق مع الآخرين على
أساس المصالح العليا للوطن.
الحركة والإصلاح الاجتماعي
-10 تتوخي الحركة و ضع منهج للإصلاح الاجتماعي والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يقوم على الأصول الآتية :-
) 1( ترسيخ القيم ومكارم الأخلاق.
) 2( رعاية الأسرة والطفل وتعزيز مؤسسات النظام الاجتماعي.
) 3( تقويم مناهج التعليم بما يحقق نهضة الأمة وصلاح المجتمع وسلامته.
) 4( العناية بالصحة وترقية الذوق العام.
� )5( إعلاء قيم العمل والكسب والإتقان.
) 6( تقويةأواصر الإخاء والتراحم والتكافل من خلال المؤسسات
والجمعيات الطوعية.
) 7( تقوية النسيج الاجتماعي وتنزيهه من العصبيات القبلية والجهوية.
) 8( حفز المجتمع ليكون مبادراً وقائداً لحركة التغيير والإصلاح.
) 9( النهوض بالإعلام ليكون معبراً عن قيم المجتمع العليا وهادياً
للسلوك القويم.
الفصل الرابع
العضوية
شروط العضوية
-11 تكتسب عضوية الحركة باستيفاء الشروط الآتية :-
) 1( الاستقامة على فرائض الإسلام وحدوده.
) 2( الرغبة في الانضمام للحركة.
) 3( اعتماده بواسطة المستوى التنظيمي المعني حسب ما تحدده اللائحة العامة.
)4( أداء قسم الولاء للحركة المنصوص عليه في اللائحة العامة.
واجبات الأعضاء
-12 ) 1( واجبات أعضاء الحركة هي واجبات المسلم الملتزم بكل ما أوجبته الشريعة الإسلامية.
) 2( دون المساس بعمومية نص البند )
1( يكون من واجب العضو:-
( أ( تزكية نفسه بأداء الشعائر وأداء الفرائض والالتزام بالورد اليومي منالقرآن الكريم والأذكار المأثورة ، وأن يأمر أهله وذويه بذلك.
)ب( الاهتمام بالجماعة وصلة الرحم والتواصل مع الآخرين والحض على فضائل الأعمال.
)ج( تهيئة النفس وإعدادها للجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
)د( الطاعة في المنشط والمكره ما لم يؤمر بمعصية.
)ﻫ( الانتظام السياسي الفعال في الكيان الذي تحدده الحركةإطاراً لعملهاالسياسي.
)و( الالتزام بالتكليفات والواجبات التنظيمية والسعي للإحسان والأخذ
بالعزائم والقيام بالواجب واجتناب الشبهات في الشأن العام والخاص.
)ز(أداء الاشتراك المالي الراتب.
المحاسبة و فقدان العضوية
-13 يُحاسب أعضاء الحركة الذين لا يلتزمون بتحقيق غاياتها ومبادئهاأو يُخِلّون بواجبات العضوية أو بما كُلِّفوا من مهام .. وذلك بموجب الإجراءات التى تحددها لائحة المحاسبة.
-14 يكون فقدان عضوية الحركة حسب الإجراءات التي تحددها اللائحة العامة في الحالات الآتية:
) 1( الاستقالة .
) 2( الإقالة وفق الإجراءات التى تحددها لائحة المحاسبة فى حالة الإخلال
بشروط و واجبات العضوية المشار إليها في المادة ) 12,11 (.
) 3( فقدان أهلية التكليف الشرعي.
) 4( الوفاة.
الفصل الخامس
أجهزة الحركة الإسلامية التنظيمية في المستوى القومي
تكوين هيكل الحركة
-15 يتكون هيكل الحركة في المستوى القومي والولائي على النحو الآتي:
) 1( المؤتمر العام.
) 2( مجلس الشورى القومي.
) 3( القيادة العليا.
) 4( الأمانة العامة.
تكوين المؤتمر العام
-16 تتكون عضوية المؤتمر العام من عدد كلي تحدده اللائحة العامة كما يلي:-
)))1كليات من المؤتمرات الولائية بالتناسب مع عدد أعضاء الحركة بالولاية وذلك بنسب عادلة تحددها لائحة الولاية في إطار اللائحة العامة.
)))2كليات من القطاعات التنظيمية تحددها اللائحة العامة.
) 3( كليات من القطاعات التنظيمية الولائية تحددها لائحة الولاية في إطار اللائحة العامة.
) 4( نسبة تختص باختيارها لجنة استكمال تتكون من رئيس مجلس
الشورى والأمين العام ونوابهما.
) 5( تحدد اللائحة العامة نسب وطريقة الاستكمال.
مهام المؤتمر العام
-17 يكون للمؤتمر العام المهام التالية :-
) 1( انتخاب رئيسه ونائبه ومقرره.
) 2( انتخاب مجلس الشورى القومي لكل أجل حسب ما تحدده اللائحة العامة.17
)3( إجازة موجهات الخطة والسياسات العامة للحركة.
) 4( تقويم الأداء العام للحركة و أجهزتها التنظيمية في المركز والولايات .
)5( إجازة الدستور وتعديلاته.
) 6( مراقبة استقامة أجهزة الحركة على مبادئ الشريعة الإسلامية
وتنبيهها على ذلك.
أجل وانعقاد المؤتمر العام
-18 يكو أجل وانعقاد المؤتمر العام كما يلي :-
)1( أجل العضوية في المؤتمرأربعة أعوام.
) 2( ينعقد المؤتمر بصفة دورية كل عامين واستثناءً بدعوة طارئة من ثلث أعضائه أوبقرارمن مجلس الشورى القومي.
) 3( تحدد اللائحة العامة العدد الكلي للمؤتمر والنسب العادلة والنصاب القانوني لاجتماعاته.
تكوين مجلس الشورى
-19 ينتخب المؤتمر العام مجلس الشورى القومي لكل أجل جديد بعدد ونسب تمثيل عادلة تحددها اللائحة العامة.
مهام مجلس الشورى القومي
-20 تكون لمجلس الشورى القومي المهام التالية:
) 1( انتخاب رئيسه ونائبه ومقرره.
) 2( انتخاب الأمين العام.
) 3( اعتماد رؤساء اللجان المتخصصة الذين يرشحهم رئيس المجلس ويكوّنون مع رئيس المجلس ونائبه ومقرره هيئة المجلس وتحدد اللائحة العامة عدد وأسماء اللجان.
) 4( مباشرة صلاحيات المؤتمر العام للحركة أثناء غيابه.
18
) 5( مراقبة المشروعية الإسلامية لعمل أجهزة ومؤسسات الحركة في جميع مستوياتها.
)6( إجازة الخطة العامة للحركة وموازنتها وفق الموجهات العامة للمؤتمر العام.
) 7( التوجيه والرقابة والمتابعة الدائمة لأداء الشورى بأجهزة الحركة
التنظيمية في المركز والولايات.
) 8( رفع تقرير حول الأداء العام لأجهزة الحركة لكل دورة انعقاد
للمؤتمر العام.
) 9( إجازة تعديلات دستور الحركة ب أغلبية ثلثي أعضائه .. ويعمل بهاإلى حين عرضها على المؤتمر العام لاعتمادها.
)10( إجازة اللائحة العامة لأجهزة الحركة واللائحة الداخلية المنظمة لعمله وعمل هيئته، ولائحة القيادة العليا و اللائحة المنظمة لأعمال المؤتمر العام.
) 11 ( تكون قرارات المجلس ملزمة لكافة أعضاء الحركة و أجهزتها فيما دون المؤتمر العام.
أجل ودورات انعقاد مجلس الشورى
-21 يكون أجل مجلس الشورى ودورات انعقاده كما يلي :-
)1( أجل مجلس الشورى القومي أربعة أعوام.
) 2( ينعقد مجلس الشورى مرة كل أربعة أشهر وتجوز دعوته استثناءً بطلب من رئيسه أو ثلث أعضائه أو بطلب من الأمانة العامة.
) 3( يقوم رئيس المؤتمر العام بدعوة مجلس الشورى للانعقاد في جلسته الأولى.. ويتولى رئاستها لحين اختيار رئيس المجلس.
القيادة العليا
-22 تنشأ القيادة العليا للحركة الإسلامية من قيادات الحركة العليا في الصعيد لتنفيذي والسياسي والخاص المنتخبون وفقاً لمرجعيات ونظم مؤسساتهم.
مهام القيادة العليا
-23 يكون للقيادة العليا المهام التالية:-
) 1( مراقبة استقامة أجهزة الحركة ومؤسساتها المستقلة على مبادئ الشريعةالإسلامية ، ووفقاً للإستراتيجيات والخطط المُجازة.
) 2( الربط وتكامل الأدوار بين جهزة الحركة ومؤسساتها المستقلة، ضماناً حسن تنفيذ السياسات وتحقيقاً لمبادئ وأهداف الحركة.
الأمانة العامة
-24 يمارس الأمين العام مهامه من خلا أمانة عامة تنظيمية يرأسها ويقتر أماناتها المتخصصة ومهامها وعضويتها حسب اللائحة العامة، ويقدمها لمجلس لشورى لاعتمادها، ودون الإخلال بما جاء في المادة ) )25 أدناه، تقوم الأمانة لعامة بالمهام التالية:
) 1( متابعة تنفيذ السياسات والخطط والبرامج المجازة من مجلس الشورى.
) 2( اقتراح اللائحة العامة للحركة المنظمة لأعمالها في المستوى القومي عرضها على مجلس الشورى لإجازتها.
اختصاصات الأمين العام
-25 يختص الأمين العام بما يلي :
) 1( اقتراح السياسات والخطط والبرامج ومتابعة تنفيذ ما يليه منها بعدإجازتها في مجلس الشورى.
) 2( رفع تقرير دوري حو أداء مؤسسات الحركة التنظيمية لمجلس الشورى.
) 3( تحديد نظم وعلاقات التنسيق بي أجهزة الحركة التنظيمية المختلفة ي المركز والمستويات كافة.
) 4( التوجيه النافذ، والرقابة الداخلية على أداء أجهزة ومؤسسات
الحركة في مستوى الأمانة العامة والمستويات الولائية كافة.
) 5( محاسبةأجهزة ومؤسسات الحركة التنفيذية في المستويات كافة.
) 6( اقتراح لائحة الأجهزة الولائية والمستويات الأدنى وعرضها على الأمانة لعامة لإجازتها.
الأجهزة التنظيمية الولائية والأجهزة الأدنى
-26 ) 1( تكون للحركة أجهزة تنظيمية ولائية وأجهزة على المستويات دون الولايةحسب اللائحة العامة.
الفصل السادس
تمويل الحركة ومصارفها ومراجعة أموالها
مصادر تمويل نشاط الحركة
-27 تمول الحركة نشاطها من الموارد التالية:
) 1( اشتراكات الأعضاء .
) 2( التبرعات والهبات والمعونات .
) 3( الأوقاف والوصايا .
) 4( عائد الاستثمارات التي تنشئها .
)5( أي موارد أخرى تقبلها الأمانة العامة.
مصارف أموال الحركة
-28 ) 1( تصرف أموال الحركة في تمويل نشاطها العام.
) 2( تحدد اللوائح المالية التي تصدرها الأمانة العامة كيفية حفظ أموال لحركة وكيفية صرفها .
مراجعة أموال الحركة
29 - ) 1( يعين الأمين العام مراجعاً قانونياً لمراجعة الأداء المالي لمؤسسات الحركة.
) 2( يرفع المراجع القانوني تقريره إلى الأمين العام بالكيفية وفي الزمان الذي حدده.
الفصل السابع
أحكام عامة وختامية
أحكام عامة
-30 ) 1( تعتمد الحركة نهج الشورى في مستوياتها كافة في إطار الدستور، واللوائح لمفصلة له.
) 2( تكون القرارات الصادرة من المستوى الأعلى في الحركة ملزمة للمستويات التنظيمية لأدنى.
) 3( يلتزم أعضاء الحركة بالعمل على تحقيق غاياتها ومبادئها والالتزام بدستورهاولوائحها.
) 4( يؤدي أعضاء الحركة قسماً للولاء تحدده اللائحة العامة.
) 5( يكون أجل دورة القيادات التنظيمية في مستويات الحركة كافة أربعةأعوام ويمكن أن تجدد لدورة ثانية فقط.
) 6( تجيز أجهزة الحركة القومية اللوائح التنظيمية التي نص عليها الدستوروأي لوائح أخرى تراها مناسبة لتنفيذه.
) 7( تجيز الأمانة العامة اللوائح الخاصة بمحاسبةأعضاء الحركة الإسلامية الذين يخالفون دستورها ولوائحها.
إجازة وتعديل الدستور واعتماده
-31 ) 1( يجيز المؤتمر العام دستور الحركة بالأغلبية العادية في اجتماع قانوني.
) 2( يعدل هذا الدستور باقتراح يوافق عليه ثلثا أعضاء مجلس الشورى ويجيزه المؤتمر العام .
) 3( يعتمد رئيس المؤتمر العام الدستور وأي تعديل يجرى عليه بشهادة موقعة منه بعدموافقة المؤتمر العام عليه.
حل الحركة الإ سلامية
-32 لا يجوز حل الحركة الإسلاميةإلا بموجب قرار يجيزه ما لا يقل عن 75 % من عضويةالمؤتمر العام في اجتماع قانوني لا يقل حضوره عن 80 % من عضوية المؤتمر العام.
**********************


أشهد أن مجلس الشوري قد أجاز في دورة انعقاده الثامنة ) 2008 - 2012م( بتاريخ 20من شهر جمادى الآخرة 1433 ﻫ الموافق 11 من شهر مايو 2012 م دستورالحركة الإسلامية السودانية .
،،، والله الموفق ،،،
د/إبراهيم أحمد عمر
رئيس مجلس الشورى القومي
أشهد أن المؤتمر العام للحركة قد أجاز في دورة انعقاده ............. بتاريخ............
من شهر ............. ﻫ الموافق ..........من شهر.......... 2012 م دستور الحركة
الإسلامية السودانية.
،،، والله الموفق ،،،
رئيس المؤتمر العام للحركة الإسلامية السودانية
__

https://www.sudaneseonline.com/cgi-bin/s ... readedview
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »


(39)

ونواصل دراستنا (3)

نعم (سقيفة بني ساعدة ) ومصطلح ( الشورى ) : الحياةٌ تُكذِب المصطلح .
مصطلح " الشورى " يحاول الإسلاميون إلباسه ثوب العصر . بعضهم رأى أن الشورى هو المصطلح الأصل والسباق قبل الديمقراطية . ومعروف أن مصطلح الديمقراطية نشأ في أثينا مئات السنوات قبل ظهور الإسلام .
ليس لدى أهل السلف القدرة على قراءة الحداثة في النصوص القرآنية . التي ترى أنها تحمل مجموعة هائلة والمفاهيم . لكل عصر مفاهيمه وقيمه ، منذ أول نزول القرآن وإلى عصرنا إن كان لأصحاب الدين رؤية متقدمة للبدء بالقفزة البروتستانتية والخروج من العودة إلى السلف ، إلى مواكبة العصر .
تعليقنا على محاضرة الدكتور محمد عمارة
الشورى الإسلامية والديمقراطية الغربية

في محاضرة الدكتور محمد عمارة عن الشورى والديمقراطية ، لم يتطرق إلى تطبيق تلك المقولات الخاصة بالشورى على كيفية اختيار الخليفة ابو بكر أو عمر أو عثمان أو ما تم من ملك من بعد معاوية . ولم يذكر ما تم من شورى في سقفية بني ساعدة أو ما تلاها من أحداث عاشها صحابة رسول الله في أمورهم السياسية . وتلك القواعد الشورية التي تحدث عنها الدكتور لم يتم تنفيذها على الواقع ، وهي في الحقيقة لم تكن شورى وفق اجتهاده ، بل أن اجتهاده هو محاولة لقراءة حياة أصحاب رسول الله ، وهو ما يكذبه الواقع . وهي صورة منمقة مُجددة ، وحلم لم يستطع الواقع أن يعيشه ، بل كان صحابة رسول الله أبعد عن الشورى حين ولي الخلافة أبوبكر ، وأوصى لعمر من بعده ، وأختار عمر صفوة ليختاروا من بينهم عثمان ، ثم واقعة الثوار الذين قتلوا عثمان ، ومعركة " الجمل " بين علي وعائشة التي قتل فيها طلحة والزبير ، فكيف يعقل أن نصدق الصورة المثالية للشورى وقد احتجبت عن صحابة رسول الله انفسهم !
وكان تسلسل الأحداث السياسية ومعارك الحكم ليست لها علاقة بشروح الدولة الفاضلة التي أراد دكتور محمد عمارة أن يلبسها ثوب إنسانياً وشورياً راقياً يكذبه الواقع التاريخي وأيضاً الواقع المعاش .

ونواصل
*
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »

(40)
ونواصل دراستنا : (4)

منهج السلف هو الذي استخرج نظاماً للدولة والحكم منذ عهد الخلافة الأول . ولم يكن للشورى حظ ، كما سنأتي بدليلنا لاحقاً، بل كانت القبلية والجهوية وحكم الصفوة أول أمر حكم الدولة من بعد رحيل النبي الأكرم . وكانت شورى صفوة ما يسمونهم بوجهاء القبائل من المهاجرين والأنصار . وليست هنالك شورى للفقراء من أهل الصفة الذي نصروا الدعوة أولها ، وليست هنالك شورى للموالي والعبيد والنساء . بل كانت هنالك دولة الصفوة القبلية ، تداولتها الصفوة ، بل اقتتلوا عليها في حرب معاوية وعلي على الحكم والخلافة ، وصارت من بعد التحكيم ملكاً عضوداً ، يورث فيه الخليفة أبناءه وتؤخذ البيعة عنوة من أهل الصفوة . فلم يكن الأمر خارج عن عصبية القبيلة وأسس الحكم .
فهل يستطيع الذين يتبعون السلف استنباط ديمقراطية ؟
نحن نقول لا
بل ابتدعوا اجتهاد الدفاع عن " أولي الأمر " وطاعتهم . وليس هنالك طريقاً ديمقراطياً أو شورياً ، ولكنهم استنبطوا نصرته . بل تعدى الأمر بأن يكون اجتهاده هول المعمول به . ومنحوه قدرة جمع مال الزكاة وصرفها وتجهيز الجيوش وتنفيذ أمر قوانين الشريعة واجتهاد طرقها وشكلها وضوابطها .
لم يستطع اجتهاد السلف مخالفة استملاك العبيد عن طريق الحروب . سكتوا جميعاً . وانتشرت العبودية وكانت الحياة الاجتماعية في ذلك الزمان هي التي افـتت بالصمت على العبودية ووسائلها بالحروب المتعددة الأهواء والمتنوعة المشارب .

ونواصل
صورة العضو الرمزية
محمد أبو جودة
مشاركات: 533
اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 25, 2012 1:45 pm

مشاركة بواسطة محمد أبو جودة »

بل ابتدعوا اجتهاد الدفاع عن " أولي الأمر " وطاعتهم . وليس هنالك طريقاً ديمقراطياً أو شورياً ، ولكنهم استنبطوا نصرته . بل تعدى الأمر بأن يكون اجتهاده هول المعمول به . ومنحوه قدرة جمع مال الزكاة وصرفها وتجهيز الجيوش وتنفيذ أمر قوانين الشريعة واجتهاد طرقها وشكلها وضوابطها .
لم يستطع اجتهاد السلف مخالفة استملاك العبيد عن طريق الحروب . سكتوا جميعاً . وانتشرت العبودية وكانت الحياة الاجتماعية في ذلك الزمان هي التي افـتت بالصمت على العبودية ووسائلها بالحروب المتعددة الأهواء والمتنوعة المشارب .

ونواصل



الأكرم/ عبدالله

أراك كأنّما تجمع للديمقراطية، عزمَ إنهاء العبودية ضربة لازب! كأنما لم تقُم أو تبحر، في قديم الزمان أو الجديد منه، سُـفن العبودية بأشرعة الديمقراطية ذات نفسها. في نُسخة أمريكا ذات العِماد؛ وقد هضمتْ في جوفها ديمقراطية "الويست" الذي انتصر. حتى في السودان، لمّا أراد صاحب العبء في ترقية الناس، وشفاهه تتلمّظ باستعمار حديث ليس كالتُّركي، بعد أن كان قد شبع من العبودية أو كاد، تسامح فتسامح ثم تلادَحَ. بما لا يقل عن مُسامحة شُورى اجتهاد السلف، وثقافة نُصرة أُولي الأمر بالحق وبالباطل. تلادَح في استمرارية استملاك العبيد، طالما لم يكُ وجيع. فتسامُح، أو لعلّه تهاون الديمقراطية في كبح جماح الرِّق في السودان المصري التركي المهدوي، كان أفدَح. مع ذلك، فأين العام 1492 وما بعده من العام 622 وما قبله؟ وإذن، كلّه عند السلاطين تساميم (تهاويم) ما دام السُلطان ديمقراطي أو شُوَري. ودون أن نمنع استطالة الهَمِّ، لسببٍ من العجز الحاصل عن الوصول إلى شُّورَى أو ديمقراطية قليلة الخسائر، فلنُلقِ نظرة (واحدة و بس، حتى لو بالدَّسّ) على ما اجترحته أيدي سلاطين شمال السودان وجنوبه رِفقاً مع سلطنات ثَوْرِييِّ النيل الأزرق وجنوب كردفان، من مَشـــْـــوَرة شعبية؛ تنازعوا فيها قميصاً مُمَزَّعاً حدَّ الشَّرْطَة! واحتملوا فيها سيوف وبنادق، وتصاولوا فيها ادّعاءاً بشُورَانا وديمقراطيتهم. الكل يريد أن يأخذ من القميص شَـلِـيـَّتِه ولو صِفَتْ على "كُمْ"! فما هيَ المُحَصِّلة؟ هاهُم الآن أولاء جميعاً، بلا أكمام ولا قمصان غير التي للثعابين، يلبسونها ديمقراطياً أو شُوَرِيَّاً، ثم يخلعونها لأم فكـو الديمقراطية الشُّوَرية الفالصو! وهنا أكيد سبب، ألاّ نفَع في مثلها ديمقراطية، ولا انتفاع في مِثلها شـــورى؛ في الآن الذي تتمايز فيه كل ديمقراطية أو شورى، بأنها ليست كما يصِفون، أو لعلــَّها ليست بهذا الهوان الحاصل.
ودمتَ متواصلاً يا صديق



----
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »



الأكرم أبوجودة

تحية طيبة وكثير ود
نشكر كثيراً المداخلة الثرية حول مآل الشورى . فنحن في سردنا بصدد الشورى وفق النصوص الدينية ، وكانت الممارسة التاريخية للسلطة بين صحاب النبي لم ترتق بالشورى وفق المفهوم الذي يجادل فيه دكتور محمد عمارة أو أمراء السلفيون في مباهة تاريخهم القديم بأنهم الأسبق . ونحن لم نتحدث عن قصة العبودية في العالم . ولكن نرجع لنصوص الذكر الحكيم ، وقد حرمت شرب الخمر ولم تُحرم العبودية وهي الأكثر إهانة للإنسانية !


عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »

(41)
ونتابع الدراسة : (5)

لم يستطع المتصوفة أو المعتزلة منذ تاريخهم القديم ، رغم حفرهم في المسائل الفكرية ، من تأسيس ميلاد لفكر ديني متقدم . فقام أهل السلطان بوأد التصوف الفكري بالدم وقاتلوا المعتزلة كذلك . فكان السيف هو في مقابل الفكر .
دخل المتصوفة عندنا في السودان قلوب الناس بطلب جهاد النفس منذ مبتدأ القرت الخامس عشر الميلادي ، وليس بجهاد الحرب. فتقربوا من الجميع واتخذوا الطبول الأفريقية وسيلة تقربهم من المجتمعات في إفريقيا وفي وطننا . وأنشئوا خلاويهم للدراسة والعبادة.ولكن الفكر المتصوف توقف عند التدريب وتليين العصاة بالحسنى ، من داخل المدارس الدينية بالحسنى ، وأقام مدارسه أو خلاويه بالجهد الطوعي العام . لكن احتفظت مؤسسة الخلاوي بمؤسسة الرق وفق الأعراف الاجتماعية الموجودة ، لم تحاربها ، ولم تستغل جهاد الحرب في التوسع في الرق . ولكنهم أفادوا منها أيما فائدة في خدمة الخلاوي وخدمة مزارع الخلاوي التي اقتطعها لهم السلاطين . وكانوا ضمن التيار العام والوجود الاجتماعي والاقتصادي لمؤسسة الرق . ولم ينفذوا العقوبات الحدية ، ولكنهم لا يعترضون إن تم تنفيذها من قبل الحكام ! . لن نذهب كثيراً في مناهج حياة المتصوفة أو سلالاتهم من بعدهم ، في تأسيس الغلظة في تطبيق العقيدة بتفاصيلها منذ دولة المدينة أيام النبي . وتركوا الأمر للحكام أن يتخذوا فيه ما يشاءون . ولكن ليس لهم كبير تنازع في السلطان . فكانت هنالك مسافة بينة بين فقهاء السلاطين وبين المتصوفة .
*
لقد بلغت جملة الخلاوي في السودان وفق إحصائية بعددها في جمهورية السودان عام 1989 نقلاً عن الإحصاءات الرسمية كما وردت في صفحة 461 في سفر " المسيد " للطيب محمد الطيب : 14684 خلوة . وهي صورة للمؤسسة التعليمية الدينية ومدى انتشارها في بقاع السودان ، وقد أسهمت في تكوين الرأي العام منذ تاريخ طويل . وتفاصيلها :
كردفان 922 – دارفور 2240 – الأوسط 4312 – الشرقي 3428 – الشمالي 1135 – العاصمة القومية 2618 – الاستوائية 15 – بحر الغزال 6 – أعالي النيل 8 .

ولكنهم في ذات الوقت لم يكونوا متوسعين في العلوم الدينية ،بل الدراسة السنية في القرآن والحديث ، وفي مراحل متقدمة للمريدين : الأوراد ونهج علوم الباطن بالعمل . وأيضاً لم يكن لهم هموم التفكير في الشرائع من جهاد وعقوبات أو إعادة النظر فيها بتأويل جديد ، فكان اجتهادهم في التربية النفسية ، وإتباع أصحاب الخلاوي وأئمة المتصوفة ومن يسمونهم بأولياء الله ، يقتدون بهم وعلى نهجهم يسيرون . تخففوا في غلظة العقوبات بالسكوت عنها ،واهتموا بالترغيب لا الترهيب ، دون الالتفات إلى الحكم والدولة الدينية ، فكانوا أذرعة الدولة الدينية حين تستدعيهم بالرغبات أو بالغصب . ولكن قوتهم الفكرية والثقافية شاركت كقوة في حكم مملكة سنار والممالك المجاورة . فكانوا من أركان الحكم التي يراعي فيها الحكام قوتهم في نفوس العامة ، وكانوا يمثلون الصفوة ذات العلم والدراية بالطب النفسي والمشورة في أمور الدين . فاقتطعوا لهم المزارع ومكنوهم من إقامة مؤسسات طوعية للسكن والمعيشة لتلاميذ الخلاوى .

*
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »

(42)
ونتابع الدراسة (6)

تاريخ الشورى في الإسلام :
نزلت الآية {وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ }الشورى38 . وهي أول ترخيص لاستخدام منهاج الشورى خلال حياة النبي . وهي متعلقة بما دون النبي وصلاحياته . فمن يقول بأنها كانت شورى منفتحة على الحكم والسلطان فإنه يتبع تأويلاً جديداً ، لأنه لا يعقل أن تكون هنالك إمامة أو سلطة بوجود النبي . وعند وفاة النبي بدأ الصراع على السلطة قبل تجهيزه للدفن . فترك الصحابي أبوبكر وعمر علي بن أبي طالب وحده لإجراءات تجهيز ودفن النبي ، وذهبوا لمقارعة طلاب السلطة من الأنصار . فكان اجتماع تم بين الأنصار في سقيفة بني ساعدة . فعلم به المهاجرون فتسابقوا إليه . نادى المجتمعون على تولية الأمر للصحابي الأنصاري " سعد بن عبادة " ، وكان حينها مريضاً. وتم اقتراح أن يكون امير منهم وأمير من المهاجرين . لحق الصحابي عمر وأبو بكر وأبوعبيدة بالاجتماع وخطب أبو بكر بأن المهاجرين الأمراء وأن يكون الوزراء من الأنصار . وأن من ينازع المهاجرين في الأمر فهو ظالم . واقترح أن يبايعوا أي من عمر أو أبوعبيدة ، ورشحاه وتمت البيعة لأبي بكر الصديق ولم يرض سعد بن عبادة بالأمر ، هو وعائلته .
لم يكن حاضراً اجتماع السقيفة غير علية القوم ، دون ضعافهم ودون أهل الصفة وهم أوائل المسلمين ودون النساء والموالي . وهي عصبية قبلية بامتياز .
وعندما أدركت المنية أبوبكر أوصى لعمر بن الخطاب من بعده وأملى كتاب التوصية لعثمان بن عفان .
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »

(43)
ونتابع الدراسة (7)

وعندما اصيب عمر بن الخطاب أوصى لمجلس شورى مكون من علياً وعثمان والزبير وسعداً وأضاف طلحة وإن لم يأت في ثلاث ليالٍ يتم الأمر بينهم بدونه .
وبعد اغتيال الصحابي عثمان ، تداعى طلحة والزبير ومعهم بعض النصار لمبايعة علي بن ابي طالب ، وذهب للمسجد وتمت المبايعة ، وبعد أشهر شب الخلاف وكانت معركة الجمل بين علي وعائشة وانتصر علي . ونازع معاوية بن ابي سفيان في الخلافة ونشبت معركة صفين وكاد جيش معاوية أن ينهزم ، وأنقذته خدعة رفع المصاحف على أسنة الرماح والدعوة للتحكيم ، وكان أبو موسى الأشعري وكيلاً لعلي بن أبي طالب وعمر بن العاص الداهية وكيلاً عن معاوية ، واتفقا على خلع الاثنين ، وقدم الأشعري ليبدأ بالخلع ، ثم أعقبه عمر بن العاص وثبت معاوية كما يثبت الخاتم في يده . ومنها تحولت الحكم إلى ملك عضود . هذه قصة الصحابة الأطهار وهم يتقاتلون في السلطة ، وآيات الشوري بينهم ، فلم تردعهم . لأنه لم يكن في الخلافة أو الإمامة أصل في الدين ، جاءوا بها ونسبوها لأحاديث عن النبي ، ولا نص قرءاني نزل خاص بالحكم من بعد النبي . ومن تلك كان الحكم وتوابعه اجتهاد لا غير ، ليس له من قداسة .

عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »

(44)


قصة سقيفة بني ساعدة في سيرة ابن هشام (أ)
شركة أبناء شريف الأنصاري للطباعة والنشر
صيدا – بيروت – لبنان
ص 837 - 841


قال ابن إسحاق : ولما قُبض رسول الله ÷ انحاز هذا الحي من الأنصار إلى سعد بن عبادة في سقيفة بني ساعدة ، واعتزل علي بن ابي طالب والزبير بن العوام وطلحة بن عبيد الله في بيت فاطمة ، وانحاز بقية المهاجرين إلى ابي بكر ، وانحاز معهم أسيد بن حضير ، في بني عبد الأشهل ، فأتى إلى بكر وعمر ، فقال إن هذا الحيّ من الأنصار مع سعد بن عبادة في سقيفة بني ساعدة ، قد انحازوا إليه ، فإن كان لكم بأمر الناس حاجة فأدركوا قبل أن يتفاقم أمرهم ، ورسول الله في بيته لم يفرغ من أمره قد أغلق دونه الباب اهله ، قال عمر : فقلت لأبي بكر : انطلق بنا إلى إخواننا هؤلاء من الأنصار ، حتى ننظر ما هم عليه .
*
قال بن إسحاق : وكان من حديث السقيفة حين اجتمعت بها الأنصار ، أن عبد الله بن أبي بكر ، حدثني عن ابن أبي شهاب الزهري ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن عبد الله بن عباس ، قال / أخبرني عبد الرحمن بن عوف ، قال : وكنت في منزله بمِنى أنتظره ، وكنت أقرئه القرآن ، قال بن عباس : فقال لي عبد الحمن بن عوف : لو رأيت رجلاً أتى أمير المؤمنين ، فقال : يا أمير المؤمنين ، هل لك في فلان يقول : والله لو قد مات عمر بن الخطاب لقد بايعت فلاناً ، والله ما كانت بيعة أبي بكر إلا فلتة فتمّت ، قال فغضب عمر ، فقال : إني إن شاء الله لقائم العشية في الناس ، فمحذرهم هؤلاء الذين يريدون أن يغصبوهم أمرهم ، قال عبد الرحمن : فقلت : يا أمير المؤمنين لا تفعل ، فإن الموسم يجمع رعاع الناس وغوغاءهم ، وإنهم هم الذين يغلبون على قربك ، حين تقوم في الناس ، وإني أخشى أن تقوم فتقول مقالة يطير بها أولئك عنك كل مطير ، ولا يعوها ولا يضعوها على مواضعها ، فأمْهل حتى تقدم المدينة فإنها دار السنة ، وتخلَّص بأهل الفقه وأشراف الناس فتقول ما قلت بالمدينة متمكناً فيعي أهل الفقه مقالتك ، ويضعونها على مواضعها ، قال : فقال عمر : أما والله إن شاء الله لأقومن بذلك أول مقام أقومه بالمدينة .
قال بن عباس : فقدمنا المدينة عقب ذي الحجة ، فلما كان يوم الجمعة عَجّلت الرواح حين زالت الشمس ، فأجد سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل جالساً إلى ركن المنبر ، فجلست حَذوه تمس ركبني ركبته ، فلم أنشب أن خرج عمر بن الخطاب ، فلما رأيته مقبلاً ـ، قلت لسعيد بن زيد ، ليقولن العشية على هذا المنبر مقالة لم يقلها منذ استُخلف ، قال : فأنكر عليّ سعيد بن زيد ذلك ، قال : ما عسى أن يقول مما لم يقله قبله ، فجلس عمر على المنبر ، فلما سكت المأذون ، قام فأثنى على الله بما هو أهل له ، ثم قال : أما بعد ، فإني قائل لكم اليوم مقالة قد قدر لي أن أقولها ، ولا أدري لعلها بين يديّ أجلي ، فمن عقلها ووعاها فليأخذ بها حيث انهت به راحلته ، ومن خشي أن لا يعيها فلا يحل لأحد أن يكب عليّ، إن الله بعث محمداً وانزل عليه الكتاب ، فكان مما أنزل عليه أية الرجم ، فقرأناها وعلمناها ووعيناها ، ورجم رسول الله ورجمنا بعده ، فأخشى إن طال بالناس زمان يقول قائل : والله لا نجد الرجم في كتاب الله ، فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله ، وإن الرجم في كتاب الله حق على من زنى إذا أحصن من الرجال والنساء ، وإذا قامت البينة ، أو كان الحبل أو الاعتراف ، ثم إنا قد كنا نقرأ فيما نقرأ من كتاب الله : " لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم أن ترغبوا عن آبائكم " إلا أن رسول الله قال : لا تطروني كم اُطري عيسى بن مريم ، وقولوا عبد الله ورسوله " ثم إنه قد بلغني أن فلاناً قال : والله لو قد مات عمر بن الخطاب لقد بايعت فلاناً ، فلا يغرّنّ أمرءاً أن يقول : إن بيعة أبي بكر كانت فلتة فتمت ، وإنها قد كانت كذلك إلا أن الله قد وقى شرها ، وليس فيكم من تنقطع الأعناق إليه مثل أبي بكر ، فمن بايع رجلاً من غير مشورة من المسلمين ، فإنه لا بيعة له هو ولا الذي بايعه تَغِرَّة أن يقتلا ، إنه كان خبرنا حين توفى الله نبيه ، أن الأنصار خالفونا ، فاجتمعوا بأشرافهم في سقيفة بني ساعدة وتخلف عنا علي بن أبي طالب والزبير بن العوام ومن معهما ، واجتمع المهاجرون إلى أبي بكر ، فقلت لأبي بكر : انطلق بنا إلى إخواننا هؤلاء من الأنصار ، فانطلقنا نؤمهم حتى لقينا منهم رجلان صالحان ، فذكرا لنا ما تمالأ عليه القوم ، وقال : أين تريدون يا معشر المهاجرين ؟ قلنا : نريد إخواننا هؤلاء من الأنصار ، قالا : فلا عليكم أن لا تقربوهم يا معشر المهاجرين ، إقضوا أمركم ، قال : قلت والله لنأتينهم ، فانطلقنا حتى أتيناهم في سقيفة بني ساعدة ، فإذا بين ظهرانيهم رجل مُزمل فقلت : من هذا ؟ فقالوا : سعد بن عبادة ، فقلت وما له ؟ فقالوا : وجعٌ ، فلما جلسنا تشهّد خطيبهم ، فأثنى على الله بما هو أهل له ، ثم قال : أما بعد ، فنحن أنصار الله وكتيبة الإسلام ، وأنتم يا معشر المهاجرين رهط منا ، وقد دفّت دافّة من قومكم ، قال : وإذا هم يريدون أن يجتازونا من أصلنا ، ويغصبونا الأمر ، فلما سكت أردت أن أتكلم ، وقد زوّرت في نفسي مقالة قد أعجبتني ، أريد أن أقدمها بين يدي ابي بكر ، وكنت أدري منه بعض الحد ، فقال أبو بكر : على رسلك يا عمر ، فكرهت أن أغصبه ، فتكلم ، وهو كان أعلم مني وأوقر ، فوالله ما ترك من كلمة أعجبتني من تزويري إلا قالها في بديهته ، أو مثلها أو أفضل ، حتى سكت ، قال : أما ما ذكرتم فيكم من خير ، فأنتم له أهل ، ولن تعرف العرب هذا الأمر لإلا لهذا الحي من قريش ، هم أوسط العرب نسباً وداراً ، وقد رضيت لكم أحد الرجلين ، فبايعوا أيهما شئتم ، وأخذ بيدي وبيد أبي عبيدة بن الجراح ، وهو جالس بيننا ، ولم أكره شيئاً مما قاله غيرها ، كان والله أن اُقدَّم فتُضرب عنقي ، لا يقبرني ذلك إلى إثم ، أحب إليّ من أن أتأمر على قوم فيهم أبوبكر .

ونتابع

*
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »


(45)


نتابع قصة سقيفة بني ساعدة في سيرة ابن هشام (ب)


قال قائل من الأنصار : أنا جذيلها المُحَك وعذيقها المُرجب ، منا أمير ومنكم أمير يا معشر قريش ، قال : فكثر اللغط ، وارتفعت الأصوات حتى تخوفتُ الاختلاف ، فقلت ابسط يديك يا أبا بكر ، فبسط يده ، فبايعته ، ثم بايعه المهاجرون ، ثم بايعه الأنصار ، ونزونا على سعد بن عبادة ، فقال قائل منهم : قتلتم سعد بن عبادة . قال : فقلت : قتل الله سعد بن عبادة .
اق لابن اسحاق : قال الزهري : أخبرني عروة بن الزبير أن أحد الرجلين الذين لقوا من الأنصار حين ذهبوا إلى السقيفة عُويم بن ساعدة ، والأخر معن بن عدي ، أخو بني العجلان ، فأما عويم بن ساعدة ، فهو الذي بلغنا أنه قيل لرسول الله من الذين قال الله عز وجل لهم { فيه رجالٌ يحبون أن يتطهروا والله يحب المتطهرين } التوبة 108 ، فقال رسول الله " نعم المرء فيهم عويم بن ساعدة " وأما معن بن عدي ، فبلغنا أن الناس بكوا على رسول الله حين توفاه الله عز وجل ، وقالوا والله لوددنا أنا متنا قبله ، إنا نخشى أن نُفتن بعده ، قال معن بن عدي : لكني والله ما أحب أني مت قبله حتى أصدقه ميتاً كما صدقته حياً ، فقُتل معن يوم اليمامة شهيداً في خلافة ابي بكر ، يوم مسيلمة الكذاب .
اقل بن إسحاق : حدثني الزهري ن قال : حدثني أنس بن مالك ، قال : لما بُيع أبوبكر في السقيفة وكان الغد ، جلس أبوبكر على المنبر ، فقام عمر ، فتكلم قبل ابي بكر ، فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ، ثم قال : أيها الناس ، إني قلت لكم بالأمس مقالة ما كانت مما وجدتها في كتاب الله ، ولا كانت عهداً عهد إلى رسول الله ، ولكني كنت أرى رسول الله سيدبر أمرنا ، يقول : يكون آخرنا وإن الله قد أبقى فيكم كتابه الذي به هدى الله رسوله ، فإن اعتصمتم به هداكم الله ، ثاني اثنين إذ هما في الغار ، فقوموا فبايعوه ، فبايع الناس أبا بكر بيعة العامة ، بعد بيعة السقيفة .

*
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »


(46)

نتابع قصة سقيفة بني ساعدة في سيرة ابن هشام (ج)

فتكلم أبوبكر فحمد الله ، وأثنى عليه بالذي هو أهله ، ثم قال : أما بعد أيها الناس ، فإني قد وُليت عليكم ولست بخيركم ، فإن أحسنت فأعينوني ، وإن أسأت فقوموني ، الصدق أمانة ، والكذب خيانة ، والضعيف فيكم قوي عندي حتى أربح له حقه إن شاء الله ، والقوي فيكم ضعيف عندي حتى آخذ الحق منه إن شاء الله ، لا يدع قوم الجهاد في سبيل الله إلا ضربهم الله بالذل ، ولا تشيع الفاحشة في قوم قط إلا عمهم الله بالبلاء ، أطيعوني ما أطعت الله ورسوله ، فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم ، قوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله .
قال ابن إسحاق : وحدثني حسين بن عبدالله ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : والله إني لأمشي مع عمر في خلافته وهو عامد إلى حاجة له وفي يده الدرة ، وما معه غيري ، قال : وهو يحدث نفسه ، ويضرب وحشي قدمه بدرته ، قال – إذا التفت إلي – فقال ابن عباس ، هل تدري ما كان حملني على مقالتي التي قلت حين توفى رسول الله ؟ قال : قلت : لا أدري يا أمير المؤمنين أنت أعلم ، قال : فإنه والله ، إن كان الذي حملني على ذلك إلا أني كنت أقرأ هذه الآية { وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً } البقرة 143 ، فوالله إن كنت لأظن أن رسول الله سيبقي في أمته حتى يشهد عليها بآخر أعمالها ن فإنه الذي حملني على أن قلت ما قلت .
انتهى النص المنقول .

*
عبد الماجد محمد عبد الماجد
مشاركات: 1655
اشترك في: الجمعة يونيو 10, 2005 7:28 am
مكان: LONDON
اتصال:

مشاركة بواسطة عبد الماجد محمد عبد الماجد »

من رأى الله؟
أجبني يا من رأيت.
من تحدث مع الله؟
أجبني يا من حاور الله.
""""
أنا لا أكذبك وقد أصدقك لأن الأمر لا يعنيني أبدا لا يعني أي أحد
يعنيني المزارع
والخباز
ومعلم الحرف ومباصر المعيشة بالتقنية (تقليدية أو حديثة)
ويعنيني القاضي الذي أشارك في تنصيبه وفق شروط تقضي ان لكل فرد شارك في التنصيب حق النقض (الفيتو) إذا بدأ ذلك القاضي في إحضار إلهه الشخصي لقاعة المحكمة.
""""
أعلم أن كائنا علوياً يحدثني أحيانا ويكلفني بأمور تخصني أنا وحدي
ويقول: لا تحشر نفسك في جحر التحدث باسمي وإن كان بإماكنك التحدث عني, وإياك إياك من الغصب ومن أكل حقوق الناس
وبإختصار:
أرسلني لنفسي فقط لأعرف حقوقي وحقوق غيري وحدودي وحدود غيري.
"""""
إي طريق غير هذا لن يؤدي إلا "التفشتس" فهل مسوليني يعرف الله؟ لم يدّعِ إلها غير إلهه هو الذي سعى لفرضه على الناس فمات مشنوقا.
.....
ألهمتني يا شقليني
المطرودة ملحوقة والصابرات روابح لو كان يجن قُمّاح
والبصيرةْ قُبِّال اليصر توَدِّيك للصاح
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »


أخي الأكرم : عبد الماجد

لكم هي لحظة ترتج لها الأنفس ، فالأسئلة مُحرضة ومبدعة ، ولكن هؤلاء صنعوا من أحلام الناس قبعات مقدسة ،
ما أكثر الجماجم التي تم سحقها باسم الله ....
لك من الشكر أجزله
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »

لنرفع الملف بما لكثيرين من حاجة إليه
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »

نرفع الملف للحاجة الماسة إلى مفرداته
صورة العضو الرمزية
محمد أبو جودة
مشاركات: 533
اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 25, 2012 1:45 pm

جميل التحايا للأكرم الشقليني ..

مشاركة بواسطة محمد أبو جودة »



جميل التحايا عزيزنا الأكرم/ عبدالله،

وجميل أنّك رفعت الملف، فبالفعل هناك حاجة ماسّة ..

سأنظر في ما سبق، وسآتيك بما يعِنُّ لي في الأمر .




وابقى طيّباً مُستدام الخيرات
أضف رد جديد