أعظم قرار اتخذته في حياتي

Forum Démocratique
- Democratic Forum
صورة العضو الرمزية
الشيخ محمد الشيخ
مشاركات: 153
اشترك في: الأربعاء مارس 10, 2010 10:36 am

مشاركة بواسطة الشيخ محمد الشيخ »

عزيزي الأستاذ صلاح النصري لك التحية والتقدير
أشكر لك اطلالتك ومساهمتك. اتفق معك لما كان للتعليم في ما مضى من مزايا جملت أهمها في كونه ديموقراطياً وعادلاً، يعني ليس طبقياً. وكان يتحلى بالدافعية لأنه يحقق للمتعلم وضعاً اقتصادياً واجتماعياً مجزياً. أخذت عليه أنه لم يكن يعنى بكشف وتنمية القدرات الإبداعية. بالطبع أن كشف وتطوير القدرات الإبداعية لا يكون برهنه لتشجيع بعض الأساتذة واستنكار البعض الآخر، وإنما من خلال برامج تربوية تعليمية ومقررات يكون هدفها هو تنمية القدرات الإبداعية. إن نظام التعليم القائم على معيار الذكاء بتركيزه على الفهم والاستدلال يهمش الإبداعية لما لها من قدرات تتعلق بالأصالة، والطلاقة الفكرية، والقدرة على تغيير الحالة الذهنية.. إلخ. وربما نجد العذر لنظامنا التعليمي في ذلك الوقت إذ أن ا لإهتمام بتطوير القدرات الإبداعية من خلال المناهج التربوية بدأ عالمياً بعد أن تفاجأ الإمركان بتفوق الاتحاد السوفيتي عليهم في مجال غزو الفضاء، في نهاية الخمسينيات وبداية الستينيات.أما التعليم عندنا الآن فهو يفتقد الدافعية والديموقراطية والإبداعية.
صورة العضو الرمزية
الشيخ محمد الشيخ
مشاركات: 153
اشترك في: الأربعاء مارس 10, 2010 10:36 am

مشاركة بواسطة الشيخ محمد الشيخ »

عزيزي الأستاذ قصي تحية مودة وتقدير
أشكرك على الصورة وسآتي لموضوع الخوف عند أستاذنا الأستاذ محمود.
صورة العضو الرمزية
الشيخ محمد الشيخ
مشاركات: 153
اشترك في: الأربعاء مارس 10, 2010 10:36 am

مشاركة بواسطة الشيخ محمد الشيخ »

الأستاذ راشد تحية مودة وتقدير، وكل عام وأنتم بخير.
شرفت البوست بطلعتك البهية ومشاعرك الصدوقة.
صورة العضو الرمزية
الشيخ محمد الشيخ
مشاركات: 153
اشترك في: الأربعاء مارس 10, 2010 10:36 am

مشاركة بواسطة الشيخ محمد الشيخ »

يا أبو الحسن أنا عارفك من زمان بتاع مشاكل، يعني كيف أنا أجاوب ليك الأسئلة دي:

ترى هل عاد الله للمثول في " مبدأ الفعل الأعظم "؟ مندري! لكن الرعاة و الفلاحين الفقراء في ضواحي العالم الثالث الذين حملوا السلاح في وجه قوى العدوان و الإحتلال الرأسمالي المعولم، هؤلاء الناس لم يقرأوا ماركس أو ماو أو جيفارا لكنهم يتوكلون على الله و يقبلون الموت دفاعا عن حقوقهم المسلوبة.. أين يكون الطالبان من" مبدأ الفعل الأعظم"؟


لا شك أنه سؤال رائع يتعلق بالجذور، لهذا السبب يحتاج إلى مقدمات. دعنا في الوقت الراهن نتعرف على مبدأ الفعل الأعظم، ونترك الباقي إلى اشعار آخر. من أهم مبادئ الفيزياء المعاصرة والكلاسيكية ما يعرف بمبدأ الفعل الأصغر. فحوى هذا المبدأ أن المنظومة أو الجسيم يتخذ على نحو تلقائي المسار الذ يحقق أقل قدر للطاقة أو الفعل. الفعل مصطلح فيزيائي هو حاصل ضرب الطاقة في الزمن. جاء أخوك الشيخ وقال يا جماعة هذا المبدأ ينطبق على الجماد وليس على الكائنات الحية، وليس في هذا جديد.الجديد قام بتطوير مبدأ الفعل الأصغر لتشمل الصيغة الرياضية مبدأ الفعل الأعظم. في إطار مبدأ الفعل الأعظم يتخذ الكائن الحي بصورة تلقائية المسار الذي يحقق أكبر قدر للطاقة أو الفعل، وهذا بالطبع يفسر النمو التلقائي للكائنات الحية وتنظيمها الذاتي وتطورها. كما أثبت أن مبدأ الفعل الأصغر حالة خاصة يؤول إليها مبدأ الفعل الأعظم وذلك حين يموت الكائن الحي ويصير جماداً. الصيغة الرياضية لمبدأ الفعل الأعظم توضح العلاقة بين معدل تغير الفعل والحيوية ( معيار قدرة الجينوم على توليد النظام). بناء على مبدأ الفعل الأعظم تطور الكائنات الحية ليس ظاهرة عشوائية كما تذهب نظرية دارون، بل له إتجاه يتحدد على ضوء تعظيم الفعل. فيؤدي ذلك إلى زيادة عمر الكائن، أو الفعل الكلي، أو زيادة حصيلة الجينوم من معلومات وراثية.
Ashraf Elshoush
مشاركات: 163
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 7:23 pm

مشاركة بواسطة Ashraf Elshoush »

سلام...

يبدو و كأنه " كلنا في الخوف ... شرق".
أو كما قال حسن عادل موسي إمام: ناس تخاف ما تختشيش.
و فعلاً. بعد قراءتي لما كتبت، أستاذ الشيخ، لم أجد بداً غير الخوف بصوت عالي. فبعد أن كنت أخاف أن أخاف، بت أختشي ألا أخاف.
ليست "غلوتية" كما يبدو. و إنما علاقة نشأت في السر. خبرتها أنا وحدي، ملاءة، غطاء، و مسند. لم أجرؤ غير اليوم بالبوح بها. تماماً كإيمانٌ أحمد!
داخل قاعة سينما ما. بعيدة عن الإستنتاج. كنت أنزوي في "ضلمة" هي الأخري: ما. بعيدة عن مرأي العسس المتجولين. كان عليّ "تلفيق" أوضاعي. فها أنا "مخاط" بين إثنتين. كذكر تافه. لا يسوي حتي تمتمة نصِّه ،دعك عن تمامته. الأغرب من ذلك أنني كنت من المصابين بمرض ال perfection !!! سبحان خالق المنافقين.
فجأة و بلا مسوغ: إنتابني الهلع.
لم أعد أدري أين أنا. و لماذا أنا هنا، أصلاً؟
ما كل هذا الضجيج. المشاهد. كنت حتي أترجاها لتسعفني من الوقت ما أقدر لإستدراكها. خفوت و ظلام يزيدونني إنغماساً. تعرقت كما لم أفعل من ذي قبل. " هبوط حاد في الدورة الدموية " هذا كل ما جلبته المشرحة من الذاكرة!
كنت حينها أُسابق الجنون، بجنون، كيما يصل إلي عقلي، قبلي.
وقتها أدركت أن الخوف، أخوّف من الموت و الغياب.
لم تتجرأ تلك الحالة أن تستمر أكثر من ثلاث دقائق، أو أكثر قليلاً. حمدت الله علي إنتهاء العرض.، و الفتاتين. عدت بعدها و نقحت علي إثرها علي ما أذكر نص قصصي بعنوان:
الحلم ... في إبتعاده عن الزيًّ!
فحينها كان لديّ من الخوف ما يكفي، لضخ أكسير الحياة، فيه.
ظلّت تلك الحالة تنتابني، كبت إبليس. لا فكاك منها. إلا و أنت مرتخي، عديم الفائدة. كمتلقي لخبر وفاة، لا مناص له إلا النحيب. و ها أنا أنتحب والدي، و الحالة إياها تاجٌ علي رأسي.
بكيت كما لم أبكي. لم أخف. من البكاء ولا من ... إياها، سيئة الذكر. لم أحتمل، حينها الإثنين: خبر، و حالة. وكأن الله به، يعاقبني بحق الانثيين، و شيطانهما الثالث: ظلام السينما!!!
لم أكن بذلك العمق. كي أستقصي مآلات التحول، في علاقتي الأولي، و الخوف.
فكلما إنتابتني "الحالة"، كلما تقرفصت. ضاماً المسند، الملاءة، و الغطاء، مستعوزاً بالمعوزتين، و من الدعاء ما يكفي لتنويمي!
صرت هكذا، حتي علمت فيما بعد أنها حالة عادية من بنات الحلة تدعي:
نوبة قلق.
قد يكون الخوف "أخوف" من الموت و الغياب، ولكن ما هو أخوف من الخوف، هو أن ينتابك الخوف مرة، فيصبح الخوف من أن " تخاف" هو التخوف الأخوف. علي ما تظنه تجربتي.
"" الحقيقة تبدو ... ولا تكون ""
سالم موسي.
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »



رسالة محبة للكاتب القاص ومشاركوه


ليت العُمر يعود بنا إلى دفئ الذين اخترتهم ، لا الذين اختارتهم الحياة ليكونوا بقربك . ربما أحببتهم عُشرة ، وربما كان فيهم من وجدته كأنك في وعيك الكامل قد اخترته صديقاً .
ليت العمر يعود بنا يوم واحد في كل أسبوع ، كنا نلتقي الأحباء " محمد بيرق " و " الشيخ محمد الشيخ " و " محمد عبد المنعم " و " محمد عبد الحميد "..... وسلسلة من الذين جمعتهم اختيار بعضهم ليجلسوا لقراءة كتاب يتداولونه . يشرحون جسده ويفتحون اللحم والعصب والعظم ، ويعرفون المختبئ والمستتر والمجهول من كاتب السِفر ، ومقارنته بآخرين .... ، فرقتهم الحياة في أركان الكون ، لتجمعهم أقطار السماوات بحيلة عصرية من صناعة الإنسان : إن الأطياف يمكنها أن تلتقي .

تحياتي لك سيدي في منبرك قاصاً ، مثل ما كنت باحثاً ، ومنقباً في حوائط صلدة ، صنعت بصبرك منها مسامات تنفذ فيها ، واخترقتها أنت رغم الكثير الذي وقف امامك كي لا تكون كما تودُ ..
تحية للكريمة الفاضلة والأبناء والبنات ، لا أعرف ماذا فعل الدهر في الطين الأخضر .
فعلت في نفسي قصتك الأفاعيل ، لأعيد مخزون الطفولة من " سحَارَّة " تختزن الجدات في الزمان القديم فيها كل ما له قيمة . نفتح صندوق الدنيا ونكتب من تلك الأقمشة دُمى من شكل ولون آخر ، قبل أن نتدثر بالرحيل .
تقبلوا محبتي
محمد جمال الدين
مشاركات: 1839
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:52 pm

مشاركة بواسطة محمد جمال الدين »

ال tale جميلة*... والمداخلات كثيرها جميل برضو... I like them... و dislike ما حاجات كتيرة!.
فأنا كقارئ لم أدخل من باب الناقد بل باب المتذوقة... لا يتوجب علينا أن نكون نقادآ كل الوقت... أنا شخصيآ لا أستطيع... لا أرغب في ذلك. أنا أجئ كثيرآ من باب المتعة واللذة وحدهما... لا أظنه من الحكمة أن يتأمل الرجل عيوب جسد عشيقته حينما يهم بمضاجعتها بل يكون أعمى لمزيد من المتعة وينشدها كذلك. هو كذلك الأدب... وليس في ترميزي "قلة" أدب كون الأمر يجوز مع الفن والموسيقى والدين وكرة القدم بنفس القدر... وكل شي بلا إستثناء!.

فللناقد أدواته (الموضوعية: قل بها؟) وللمتذوق رقصاته على وقع الطبول في حرية مطلقة لا تحدها الحدود!. وكل نفس بما كسبت رهينة!.

شكرآ أستاذ الشيخ محمد الشيخ.

محمد جمال

---

لا أنشد نقد النقد!. فقط دعوة إلى التلذذ بالآيسكريم مرة واحدة دون التفكر في عجائنه.


--------------------
* Tale may refer to:
Cautionary tale, a traditional story told in folklore, to warn its hearer of a danger
Fairy tale, a fictional story that usually features folkloric characters (such as fairies, goblins, elves, trolls, witches, giants, and talking animals) and enchantments
Fable, a brief story, which illustrates a moral lesson and which features animals, plants, inanimate objects, or forces of nature which are anthropomorphised
Frame tale, whereby the main story is composed, at least in part, for the purpose of organizing a set of shorter stories.
https://en.wikipedia.org/wiki/Tale
Ashraf Elshoush
مشاركات: 163
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 7:23 pm

مشاركة بواسطة Ashraf Elshoush »

سلام...

التحية للمعوزتين.
إبداع إسلامي/ نفساني.
يؤكد درايتهم:
من أين تؤكل ... الكتف.
"" الحقيقة تبدو ... ولا تكون ""
سالم موسي.
صورة العضو الرمزية
الشيخ محمد الشيخ
مشاركات: 153
اشترك في: الأربعاء مارس 10, 2010 10:36 am

مشاركة بواسطة الشيخ محمد الشيخ »

عزيزي عبد الماجد محمد أولاً سلامتك وأتمنى أن تكون دوماً على أتم صحة وأحسن حال.
عزيزي كل الدروب مشرعة، أسرج خيولك وتخير وعر الدروب. لا يحتبل المستقبل لحظة مناسبة عبوراً إلى الذات أكثر من الآن... اللحظة المناسبة هي الآن. قرأت قبل عقود قصة حكاها أريك فروم في أحد كتبه - لا أذكر ربما "الإنسان لنفسه". قال: دخل رجل الجنة ووجد الباب الخاص به مفتوحا، فانتظراً أن يأذن له الحارس بالدخول. ظل منتظراً ومنتظراً حتى شاخ وهرم. عندها هم الحارس بقفل الباب، فقال له الرجل أما تأذن لي بالدخول. قال له الحارس لقد ظل هذا الباب مفتوحاً من أجلك طوال الوقت، ولم تدخل، أما الآن فقد حان قفله.
صورة العضو الرمزية
الشيخ محمد الشيخ
مشاركات: 153
اشترك في: الأربعاء مارس 10, 2010 10:36 am

مشاركة بواسطة الشيخ محمد الشيخ »

الأستاذ مبر محمود تحية وتقدير
نعم يقع الخوف في إطار غريزة حفظ البقاء. يدفعنا الخوف أن نحافظ ونحمي حياتنا من أسباب الفناء. الخوف في حد ذاته لا يحمينا من ويلات الدهر،، كان ذلك نتيجة لما نتعرض له من فقر ومرض وظلم وعدوان، أو نتيجة لما تمور به دواخلنا من ضعف وهوان. لا يحمينا الاستدبار من أن نكون فريسة سائغة لما يضج به الواقع من جلادين. الحفاظ على الحياة وتنميتها وترقيتها يقتضي أن نفعل، أن نواجه الواقع، أن نعمل ونتفانى ونضحي من أجل اجتثاث أسباب الفناء...هنا تكمن الشجاعة. الخوف سلاح ذو حدين: في غياب الشجاعة، كثيراً ما، يؤول الخوف على الحياة إلى خوف من الحياة، فيتكلس العقل وتأفل الحضارة.
صورة العضو الرمزية
الشيخ محمد الشيخ
مشاركات: 153
اشترك في: الأربعاء مارس 10, 2010 10:36 am

مشاركة بواسطة الشيخ محمد الشيخ »

عزيزي الأستاذ حافظ خير، تحية ومودة.
بصراحة أن برضو تفاجأت لما وجده النص من إهتمام لدي المتحاورين، ولعل الأسباب التي ذكرتها أنت تفسر بعضاً من ذلك. ذلك أن النص استقوى بشيء من الشاعرية (الأدبية)، وبعض من الحكمة المنبثقة مباشرة من تجربة وجودية أصيلة وصادقة.
صورة العضو الرمزية
الشيخ محمد الشيخ
مشاركات: 153
اشترك في: الأربعاء مارس 10, 2010 10:36 am

مشاركة بواسطة الشيخ محمد الشيخ »

عزيزي قصي سلام،
أعطى الأستاذ محمود موضوع الخوف أهمية خاصة. يتضح ذلك من قوله:
وفي الحق، إن الخوف ( القهر) هو الذي استل المادة العضوية من المادة غير العضوية، فبرزت بذلك الحياة.. ثم إن الخوف هو السوط الذي حشد الأحياء في زحمة سباق التطور.. فالحياة مولودة في مهد الخوف.. ومكتنفة بالخوف في جميع مدارجها
مع ذلك لا يرى الأستاذ محمود أن الخوف هو الحالة الأقوم للحياة، بل يرى:

وحين يتم الانتصار على الخوف، بفضل الله، ثم بفضل العقل، يصبح نفخ الروح الإلهي في القلب البشري بوسيلة اللطف، بالأمن، وبالسلام، وبالمحبة.. فما دام النفخ من الخارج فإنه بوسيلة الخوف الذي تسلطه العناصر الخارجية، وسيجيء وقت يصير فيه النفخ من الداخل، ويومئذ يكون الخوف قد انهزم، وإلى الأبد..
إذن هدف الفكرة الجمهورية هو التحرر من الخوف وليس تأبيده. ويتم ذلك كما فهمت في مرحلتين:
المرحلة الأولى، أن يستقوى الإنسان بالخوف من الله وحده لا شريك له ضد كل أنماط الخوف الأخرى، الخوف من الفقر، الخوف من الحاكم، الخوف من المرض، الخوف من الفشل، الخوف من الموت..الخ. يكون خوف الإنسان من الله عون له في التحرر من الخوف من كل ما هو غير الله.
المرحلة الثانية التحرر من الخوف من الله، وذلك بالتماهي مع الذات الالهية بالمحبة وتقريب صفات العبد من صفات الرب.
بالمقابل يميز التحليل الفاعلي بين مستويين للخوف:
1 - الخوف على الحياة: يتسم الخوف على الحياة ببعدين، بعد إيجابي يتمثل في أن يعمل المرء حفاظاً على حياته من الأذى والمخاطر. كما يتسم ببعد سلبي يتمثل في أن بعض البشر في سعيهم بغية الحفاظ على حياتهم يحتكرون الثروة والسلطة والحقيقة ولا يأبهون لما يسببونه للآخرين من أذى.
2 - الخوف من الحياة: الخوف من الحياة يقصد به الخوف من الفاعلية، أي عدم الدفاع عن المشروع. حينما يعي الإنسان أن ما يدعيه من وعي وذات هو ناتج برمجة اجتماعية يشوبها الكثير من العيوب واللاعقلانية. تصبح الذات البديلة والوعي البديل الذي يتطلع إليه هو ما نسميه بالمشروع، خاصة إذا تعلق المشروع بالانتاج والإثراء الشامل للحياة. إن رعاية وتنمية المشروع ليس بالأمر السهل.تحتاج تنمية الذات و إعادة البناء بطبيعة الحال إلى الكثير من المعاناة. علاوة على ذلك لن يقف المألوف أو ما أسميه بنية العقل السائدة مكتوفة الأيدي وهي ترى أنك تتجاوز مشروعها وتكفر بأصنامها. فتشن ضدك حرباً شعواء على كافة الأصعدة النفسية والفكرية والاجتماعية..الخ. لكل هذه الصعوبات يجبن البعض عن الدفاع عن المشروع. لكن عدم الدفاع عن المشروع يؤدي بدوره إلى الخوف من موت الفاعلية. هكذا يصبح الإنسان معتقل في حلقة مغلقة من الخوف- الخوف من الفاعلية والخوف على الفاعلية- وهو ما يسميه البعض بالخوف أو القلق الوجودي. وسميته في كتابات سابقة بالاغتراب، حين يفقد الإنسان الإنتماء لبنية العقل السائدة، ويعجز عن تحقيق بنية عقل بديلة، فيصبح بلا هوية.
عندئذ يقتضي التحرر من الخوف تعزيزاً لبقاء الحياة على مستوى الفرد والجماعة الدفاع عن المشروع على مستوى الفرد والجماعة.بهذا المعنى يتحرر الإنسان من الخوف بقدر ما يدافع عن المشروع ويحقق من فاعلية.
صورة العضو الرمزية
الشيخ محمد الشيخ
مشاركات: 153
اشترك في: الأربعاء مارس 10, 2010 10:36 am

مشاركة بواسطة الشيخ محمد الشيخ »

عزيزي أشرف تحية مودة وتقدير.

بعد قراءتي لما كتبت، أستاذ الشيخ، لم أجد بداً غير الخوف بصوت عالي. فبعد أن كنت أخاف أن أخاف، بت أختشي ألا أخاف.

عزيزي أشرف هذا مثال رائع لما قصدت به قوة الوعي "كبرها تكبر، صغرها تصغر". أنا واثق أن كل شيء في الدماغ ، خاصة فيما يتعلق بالاستسلام للخوف والفشل والاحباط. ليس الخوف من غرس الحياة مجبولاً في فطرتنا بل هو نتيجة لما يصدَر لنا من من تشوهات منذ نعومة أظافرنا. يخضع الإنسان بحكم تكوينه إلى نوعين من الرقابة أو العسس وظيفتهما حماية الإنسان من ويلات الدهر. أحدهما بيولوجي ويعرف بجهاز المناعة والثاني سيكلوجي ويسمى الأنا الأعلى أو الضمير أو الرقيب. هذه أنظمة داخلية. علاوة على ذلك توجد أنظمة خارجية متمثلة في الشرطة والعسس وخلافه. الأنظمة الداخلية لا تقوم بوظيفة الحماية على أكمل وجه على الدوام. أحياناً يختلط عليها الأمر. على سبيل المثال جهاز المناعة الذي وظيفته مهاجمة الجراثيم وغيرها من أجسام غريبة. يحدث في بعض الأحيان أن يطغى ويجمح هذا الجهاز فيبدأ في مهاجمة بعض خلايا الجسم الذي من المفترض أن يوفر لها الحماية. على سبيل المثال حينما تنزل البويضة من قناة فالوب وتسبح ملايين الحيوات المنوية لاستقبالها، ويفلح أحدهم في معانقتها، سرعان ما يرسل جهاز المناعة الجانح كتيبة للقضاء على هذا الجسم الغريب. فيزرع الأسى في عيون الزوجين اللذين أصبح زرعهما بلا حصاد. هكذا حينما يطغى الرقيب فهو يهاجم مراكز الصيرورة والعطاء.
يحدث نفس الشيء للرقيب النفسي حين يطغى فيهاجم مراكز العطاء، يقيدها ويشل حركتها.

داخل قاعة سينما ما. بعيدة عن الإستنتاج. كنت أنزوي في "ضلمة" هي الأخري: ما. بعيدة عن مرأي العسس المتجولين.

عندها كان العسس الحقيقي في داخلك يمارس طغيانه، فيرسل كتيبة لاخماد الثورة التي اشتعل أوارها. وحينما تخمد الثورة، يأتي للذم والتوبيخ. هو يلقي بك في اليم مقيداً ويقول لك أسبح وحينما لا تسبح، يأتي ليقرظك ويصفك بالفشل في إدارة المعركة. يجبرك أن تطيعه وحين تطيعه يعاقبك. من الأرجح أن تكون نوبة القلق وشيجة الصلة ونتاج لهذا الوضع المربك: الخوف أن تفعل والخوف من الَا تفعل. هذا الرقيب الطاغية اللاعقلاني يزرع فينا منذ الطفولة. راقب كم يتعرض له الطفل أو الطفلة في اليوم من نواهي ومحرمات فيما يستاهل ولا يستاهل.
يسرني أنك قررت( وليكن هذا أعظم قرار في حياتك) أن تتحرر من الخوف، من هذا الرقيب الطاغية. مع الأسف كثيرون يقعون تحت سيطرة هذا الرقيب الطاغية، كان ذلك على المستوى النفسي أو المعرفي أو الاجتماعي ولكنهم عادة يلوذون بالصمت والفرار.

صورة العضو الرمزية
محسن الفكي
مشاركات: 1062
اشترك في: الثلاثاء مارس 17, 2009 12:54 am
مكان: ميدان الخرطوم

الخوف يجعلنا نموت في كل لحظة.

مشاركة بواسطة محسن الفكي »

التحية مجددا للكل،واشكرك جزيل الشكر لتفضلكم بقول الهدية استاذ الشيخ محمد الشيخ،خاصة وقد راقتك كبديل، وسعدت اكثر بما جاء في التعقيبات من طرفكم،- توجد جزئية ربما أعالجها معك من خلال الرسائل الخاصة لاحقا- ووجدت اقتباسا قديما تجده اسفله ينقل تعليقي على تعقيبكم. ولك الشكر والتحية مرة أخرى.

الشيخ محمد الشيخ كتب:ثانياً يا محسن بعض الناس معتقلون في وعيهم و موثوقون بسياج من الخطوط الحمر. فإذا حاولت أن تقذف به خارج هذه السياج تكون كمن يقذف به إلى اليم موثوق القدمين واليدين. عندئذ تقتضي الحكمة أن تقبله خوفاً عليه وليس خوفاً منه. لعل قبولك له (وليس لأفكاره)يساعد ذات يوم أن يفتح كوة في السياج تسمح له برؤية النور. في العموم خير وسيلة للإقناع في نظري هي تقديم النموذج الذي يدفع الآخر طواعية لقبول الجديد.

محسن الفكي كتب:توجد مقولة لا أذكر قائلها تقول :
الأوهام فى الرؤوس كالمسامير كلما ضربت عليها بعنف ازدادت رسوخا


ومواصلة لتعدد وعديد الرؤي عن الخوف أنقل ؛
صورة غلاف -الاخيرة-كتاب كسر الحدود تأليف د.نوال السعداوي
صورة


مقدمة الكتاب:

لقد تربينا منذ الطفولة على تقديس الحدود والخوف من تجاوز الخطوط الحمراء في كل مجال. خاصة مجال القوى السياسية والدينية المسيطرة، ولهذا السبب لم يخرج من بلادنا مبدعون أو مبدعات في مجال العلوم والفنون لقد تربينا على التقليد والمحاكاة والنقل والترجمة عن الآخرين، وليس الإبداع بعقولنا والمغمرة والخوض في المحرمات. ومن المحرمات الموروثة في عالم الأدب هو الفواصل والحدود التي رسمت لنا بين الرواية والقصة والشعر والمسرحية وغيرها، وكذلك الحدود بين العلم والفن، لكن اللغة الإبداعية تكسر هذه الحدود، وتعبر عن نفسها بطرق جديدة ومختلفة، الإبداع يحطم النظام السابق عليه ويخلق نظاماً جديداً، الذي لا يلبث أن يتحطم معه الإبداعات الجديدة المتكررة دون انقطاع. وهذا الكتاب هو مرحلة من مراحل كسر الحدود بين الرواية والقصة والشعر والمسرحية والمقال العلمي، أو الأدب أو السياسة، إنه محاولة جديدة جاءت وحدها تلقائياً بعد أن شعرت بضرورة تواجدها، لأن الأشكال الأدبية الموروثة لم تعد كافية للتعبير عما يجيش في النفس من تغيرات وتحولات في عالم يعيش التغيرات والتحولات بأسرع مما نتخيل.
[sup]
ثم تكتب نوال السعداوي في صفحة 86 ما يلي، [/sup]

عن الخوف

-الخوف يجعلنا نموت في كل لحظة.
-إن نسينا واحد من الاحياء.
-او هجرنا واحد من الأزواج.
-وان عارضنا السلطة وهددتنا بالجبس او النفي.
-وإن لم نعارضها أصبحنا من المنافقين الموتي.
-نموت من الحب والكره.
-ونموت إن غاب الحب وإن غاب الكره.
-نموت بسبب العيال والولادة وحمي النفاس.
-ونموت لأننا بلا عيال.
-نموت من الخوف من العقاب في الدنيا
-ونار جهنم الحمراء بعد الموت.
-نموت من الخوف آلاف المرات،ملايين المرات.

* * *
قالت رابعة العدوية: أنا لا أخاف نار جهنم الحمراء و لا أطمع في جنة عدن الخضراء.

وسـألوها: الجّنة والنار وردتـا في القرءان والإنجيل والتوراة،ألا تؤمنين بالكتب السماوية ؟!

قالت أنا لا أقرأ ولا أكتب،وإذا سعيت الى الله فلأنه العدل وليس كتابا.


* * *

https://www.youtube.com/v/KnKM0MTeR3g

[sup] قام عازف الفلوت العالمي حافظ عبد الرحمن مختار بإرتجال هذه المقطوعة،مساء الاحد 11نوفمبر12م،اثناء حوار اذاعي. ايضا مهداة للشيخ محمد الشيخ والجميع.[/sup]
صورة العضو الرمزية
الشيخ محمد الشيخ
مشاركات: 153
اشترك في: الأربعاء مارس 10, 2010 10:36 am

مشاركة بواسطة الشيخ محمد الشيخ »

عزيزي الأستاذ عبد الله الشقليني تحية محبة وتقدير.
أنني جد سعيد برسالتك الرقيقة التي نقلتني إلى فترة وأناس اعتز بهم. كان تدار في منزلي ندوة الجمعة خلال السبعينيات والثمانينيات وحتى بداية التسعينيات حين خرجت من السودان، لم تكن الندوة دائماً منتظمة. لكن كان دائما يؤمها لفيف من المبدعين السودانيين في مختلف ضروب الإبداع، من أدباء وتشكيليين وروائيين ومفكرين..الخ. ما يثلج الصدر أن جلهم كانوا من أصحاب المشاريع يتقدون بالفاعلية والعطاء. وما يثلج الصدر أيضاً أن جزء منهم واصل تطوير ذاته ومشروعه رغم الظروف القاسية كان ذلك في السودان أو في الخارج. وأتمنى رغم تعدد المشغوليات أن تكون سودان الجميع واحة نستظل بوارف ظلالها من جديد.
دمت ذخراً
صورة العضو الرمزية
الشيخ محمد الشيخ
مشاركات: 153
اشترك في: الأربعاء مارس 10, 2010 10:36 am

مشاركة بواسطة الشيخ محمد الشيخ »

عزيزي الأستاذ محمد جمال تحية مودة وتقدير
تجدني سعيداً باطلالتك وتذوقك جمال ال tale، لا فرق عندي إن كنت وحيداً في الظلام أو على قارعة الطريق، المهم سعادتك وسعادة النص من مقص الرقيب. شكراً على توضيحك المعاني المختلفة لل tale
صورة العضو الرمزية
الشيخ محمد الشيخ
مشاركات: 153
اشترك في: الأربعاء مارس 10, 2010 10:36 am

مشاركة بواسطة الشيخ محمد الشيخ »

عزيزي الأستاذ محسن تحية تقدير ومودة لك، وللجميع.
شكراً ليك يا محسن إنت راجل كريم، يعني كل زيارة ومعاها هدية من روائع الإبداع. التحية لعازف الفلوت العالمي حافظ عبد الرحمن. التحية أيضاً للمفكرة والمناضلة نوال السعداوي، كان فكرها وما زال ملهماً لأجيال من التقدميين والتقدميات.
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

ملمس اللحظة الراهنة

مشاركة بواسطة حسن موسى »

حافظ خير كتب:نال هذا النص من الحاضرين والحاضرات اهتماماً لافتاً، يستحقه بكل تأكيد...
وقد مسّني كما فعل معهم هنا مساً خاصاً وشخصياً يا أستاذ الشيخ...

... لكني سأزعم أن مصدر الانفعال المشترك هو واحد أو متقارب جداً.
هل هو أنَّ النص يلامس "لحظة راهنة" في تفكير سودانيي سودان الجميع؟
هل هي الحاجة لتعبير حقيقي (وعاطفي) و"حار" عن قضية عامة ، مثل محاربة "الخرافة" المستشرية في المشهد السياسي السوداني اليوم، ومواجهة التسلط الديني السياسي على العمل العام؟ أو هو ربما نزوع نحو أنسنة وشخصنة قيم وتعبيرات مثل التفكير العِلمـ()ـاني في ما يخص قضايانا العامة، سياسيةً كانت أم غير ذلك ..


..


ح.خ



الشيخ سلام جاك
قالوا " الحال العامر يُعدي" و خيطك عامر بأسئلة ما أنزل الله بها من سلطان [ تقريبا ].
و نحن قوم نفضل السؤال على الإجابةربما لأن الإجابة تعلن، بصورة أو بأخري،قفل الباب الذي فتحه السؤال. المهم يا زول أسئلتي كتيرة و أنا مزانق هذه الأيام لكني عائد لكل الأسئلة بدون فرز [ الجذرية و تلك التي تزعم أنها " ثانوية "].
أثار اهتمامي تعليق الصديق حافظ الخير حول ملمس اللحظة الراهنة في تفكير سودانيي سودان الجميع. و أظن أن الأمر يتجاوز سودانيي سودان الجميع لجملة السودانيين المقيمين ، على قلق و روع و حيص بيص ،بعد أن فقدوا أمنهم الرمزي الموروث، عند مفترق دروب الحداثات.و أظن أن محكيتك عن الخوف و الشجاعة لا مست سؤال الأمن الرمزي في هذه اللحظة الحرجة من تخلق صراع طبقات زمن العولمة.ذلك أن العولمة، في نسختها الرأسمالية الغاشمة المسلحة بالتقنية و بقلة الحياء تقتحم الخصوصيات و تنتهك المقدسات و تفتك بالمواريث على رؤوس الأشهاد و مافي زول قادر يقول بغم [ غيرنا نحن حزب الفن الديموقراطي
There is fire on the mountain and no body seem to be on the run]
.زمان أيام الهيمنة الإستعمارية الغليظة كنا نلعب دور الضحية و قصادنا مجتمعات الهيمنة الأوروبية تلعب دور الجلاد المنافق الذي تعود أن يأكل راسنا و يجزع من نظرة الإتهام الصامت في عيوننا.أما اليوم فقد صرنا كلنا في الهم شرق و غرب، و نوع محكية الشيخ عن الإنتصار على العفاريت تفعل نفس مفعولها في خاطر عيال النصارى أو عيال الصينيين الذين زلزلتهم تحولات العولمة فصاروا لا يدرون كوعهم من بوعهم. غايتوربنا يجيب العواقب سمينة!
صورة العضو الرمزية
الشيخ محمد الشيخ
مشاركات: 153
اشترك في: الأربعاء مارس 10, 2010 10:36 am

مشاركة بواسطة الشيخ محمد الشيخ »

الأعزاء حسن والجمع الكريم سلام وتقدير
لا شك أن الأستاذ حافظ خيري قد لفت نظري حينما كتب:

نال هذا النص من الحاضرين والحاضرات اهتماماً لافتاً، يستحقه بكل تأكيد...
وقد مسّني كما فعل معهم هنا مساً خاصاً وشخصياً يا أستاذ الشيخ...

... لكني سأزعم أن مصدر الانفعال المشترك هو واحد أو متقارب جداً.
هل هو أنَّ النص يلامس "لحظة راهنة" في تفكير سودانيي سودان الجميع؟
هل هي الحاجة لتعبير حقيقي (وعاطفي) و"حار" عن قضية عامة ، مثل محاربة "الخرافة" المستشرية في المشهد السياسي السوداني اليوم، ومواجهة التسلط الديني السياسي على العمل العام؟ أو هو ربما نزوع نحو أنسنة وشخصنة قيم وتعبيرات مثل التفكير العِلمـ()ـاني في ما يخص قضايانا العامة، سياسيةً كانت أم غير ذلك ..


إلى أن اهتمام سوداني سودان الجميع بالنص لعله ليس صدفة وليس لما ينطوي عليه النص من أبعاد جمالية وفكرية، وإنما لأن هذه الأبعاد تلاقحت مع احتياجات وهموم السيكلوجية الجماعية للمجموعة في الوقت الراهن. وهي قراءة جديرة بالإهتمام لأنها نقلتنا من حيز الفردي والأدبي إلى حيز الاجتماعي.
ثم جئت أنت ياحسن لتقول لنا المشكلة ليست قاصرة على سوداني سودان الجميع، بل:

أن الأمر يتجاوز سودانيي سودان الجميع لجملة السودانيين المقيمين ، على قلق و روع و حيص بيص ،بعد أن فقدوا أمنهم الرمزي الموروث، عند مفترق دروب الحداثات.و أظن أن محكيتك عن الخوف و الشجاعة لا مست سؤال الأمن الرمزي في هذه اللحظة الحرجة من تخلق صراع طبقات زمن العولمة.ذلك أن العولمة، في نسختها الرأسمالية الغاشمة المسلحة بالتقنية و بقلة الحياء تقتحم الخصوصيات و تنتهك المقدسات و تفتك بالمواريث على رؤوس الأشهاد و مافي زول قادر يقول بغم.

ده معناه إنو القصة الحكيتها أنا كان حلم، بينما العفريت الحقيقي موجود وفي السهلة وكمان متحصن بآية الكرسي وشرع الله. فأين المفر؟ أنا معاك ده إسمها حيص بيص. وعلى الرغم من معاناة جميع الشعوب من عفريت الرأسمالية إلا أن معاناتنا مزدوجة، ففي الوقت الذي لم نحقق فيه ما حققته الحداثة من مكتسبات، يقع علينا وزر ما حققته الحداثة من تناقضات.
صورة العضو الرمزية
الشيخ محمد الشيخ
مشاركات: 153
اشترك في: الأربعاء مارس 10, 2010 10:36 am

مشاركة بواسطة الشيخ محمد الشيخ »

الأعزاء حسن موسى والحضور الكريم والكريمات تحية مودة وتقدير

ترى هل عاد الله للمثول في " مبدأ الفعل الأعظم "؟ مندري! لكن الرعاة و الفلاحين الفقراء في ضواحي العالم الثالث الذين حملوا السلاح في وجه قوى العدوان و الإحتلال الرأسمالي المعولم، هؤلاء الناس لم يقرأوا ماركس أو ماو أو جيفارا لكنهم يتوكلون على الله و يقبلون الموت دفاعا عن حقوقهم المسلوبة.. أين يكون الطالبان من" مبدأ الفعل الأعظم"؟

عزيزي حسن أرى أن دفاع المجموعات البشرية عن أرضها وعرضها وذودها عن موارد عيشها لا يحتاج إلى أي اعتقاد في آيدلوجيا أو دين ، لا يحتاج إلى أي شكل من أشكال الاعتماد أو التوكل على قوى خارقة طبيعية أو غيبية. الانثروبلوجيا تعلمنا أن المجموعات البشرية دافعت عن مواردها للبقاء وعن سرقة وسبي نسائها قبل ظهور الأديان، بل قبل ظهور الإنسان الحديث الذي تنتمي إليه الأجناس البشرية المختلفة في الوقت الحاضر، الذي ظهر في بعض التقديرات قبل 100 ألف سنة. بل إن أسلاف الإنسان : إنسان الكرمنيون وإنسان النيا ندرثال، وحتى الأسترولبسكس، كانوا يذودون عن حياضهم دون الحاجة إلى أي عقيدة أو اله. لماذا نسير بعيداً، يلاحظ أن كلاب الحي في المدن الصغيرة والقرى بالليل حينما ينام الناس وتؤول إليها السلطة تشكل قطيعاً يدافع بشراسة عن أرضه وإناثه ضد المعتدين من الكلاب الغزاة. قرأت ذات مرة دراسة تتعلق بدفاع الأسود عن حياضها، أوضحت الدراسة أن مجموعات الأسود التي تشارك إناثها في الدفاع عن موارد عيشها تكون أكثر قدرة على البقاء. وهو حال مجتمعاتنا اليوم، إذ تتفوق المجتمعات التي تساهم فيها المرأة في عملية الإنتاج على تلك المجتمعات التي تحول المرأة إلى مجرد وعاء للرغبة وأداة للتفريخ. إذن نحن أمام ظاهرة تتعلق بالبيولوجيا، وتعرف في إطار البيلوجيا الاجتماعية بالفطرة الدارونية.
هل يعني هذا أن المجموعات البشرية ليست في حاجة إلى دين أو عقيدة ثورية بغية الدفاع عن حياضها؟
في واقع الأمر لقد ظهرت الأديان والعقائد الثورية والآيدلوجيات تلبية لهذه الفطرة الدارونية. أي بغية توفير فرص أفضل لبقاء المجموعة البشرية المعنية من خلال الدين أو الآيدلوجيا المحددة. كيف ؟ أثبتت دراسات البيولوجيا الإجتماعية أنه في إطار نفس المجموعة يتحصل الأناني على فرص أفضل للبقاء من الإيثاري، ولكن حين التنافس بين مجموعتين تتحصل المجموعة التي تحتوي على عدد أكبر من الإيثاريين على فرص أفضل للبقاء وتتفوق على المجموعة التي تحتوي على عدد كبير من الأنانيين. ( لك أن تقارن بين مصير أسر الإيثاريين على طول الطيف السياسي السوداني من شيوعيين وجمهوريين وحتى بعض الأسلاميين ومصير أسر الأنانيين من سارقي قوت الشعب، كانوا داخل النظام الحاكم أو خارجه. كما لك أن تقارن بين ضعف مجتمعنا وقوة إسرائيل ). إذن ظهرت الأديان والعقائد الثورية نسبة لحاجة المجتمعات للإيثار. إن أبسط وأسرع وسيلة لتحقيق أكبر قدر من الإيثار تتمثل في:
1- توحيد وعي الإيثاريين 2- خلق معنى ومقابل لتضحيات الإيثاري.
النقطة الأولى جلية إذ من الواضح أن قوة الجماعة تتأتى من خلال تنظيم وتوحيد جهودها، وإن الوعي هو الوسيلة الأجدر لتحقيق هذا الغرض. بالنسبة للنقطة الثانية أنه من الممكن في إطار مجموعة بشرية معينة أن تجد من يكون في مقدوره التضحية بحياته بلا مقابل من أجل المجموعة، في واقع الأمر هذه النوعية موجودة غير أنها عملة نادرة في هذه المرحلة من تطور البشرية، لكن يمكنك أن تزيد من عدد الأيثاريين إذا أقنعت أعداد متزايدة من المجموعة عينها بأن تضحياتهم لا تضيع سدى إنما سيكون هنالك مقابل يتمثل في حياة أفضل ونعيم دائم. هذا بالضبط ما تقوم به الأديان والعقائد الثورية: إعطاء معنى للتضحية و/أو (خلق) مقابل وتعويض.
ظل هذا ديدن المجموعات البشرية الصغيرة ( العشائرية) المتشظية حينما تتعرض لعدوان متتالي من مجموعات قبلية أكبر، أو مجموعات قبلية متناحرة متنافرة حينما تتعرض للعدوان من مجموعات قومية أكبر، كان دائماً ما يتشكل وعي المجموعات المشظية الصغيرة بهويتها العرقية وال( وطنية)، التي تتعلق بموارد عيشها، في بادئ الأمر كي ما تتوحد في مواجهة العدوان الخارجي. وفي بعض الأحيان يكون في مقدورها إنتاج هوية ثقافية ( دين أو عقيدة ثورية) تاريخية تسمح بالمزيد من الترابط والإيثار. إذن مفهوم الهوية في بعديه البيولوجي والثقافي الاجتماعي يخدم قضية واحدة هي التماسك والترابط الداخلي للمجموعة وقدرتها من ناحية أخرى للتصدي للعدوان الخارجي بكل أنواعه.
مشكلة الإيثار: جاء في كتاب التحليل الفاعلي وتحديات النهضة أن التطور الاجتماعي الثقافي للبشرية لا يتناقض وتطور الكائنات الحية، ذلك أن التطور في كل مستوياته ينطوي على تعظيم الفاعلية- يقصد بالفاعلية الإبداع والإيثار. بذا تصبح الفطرة الدارونية بمعنى الأنانية والعنف والاستبداد مظهراً من مظاهر تدني الفاعلية. هنا تكمن مشكلة الإيثار إذ أنه رهين بالتطور الإجتماعي الثقافي للبشرية. في المراحل المتدنية للفاعلية التي لم نبرحها حتى الآن إلُا جزئياً، يكون الأيثار مغلقاً، في أطار الأسرة أو القبيلة، أو الوطن، حسب الحالة الحضارية للمجموعة البشرية، خارج هذه الحدود يكون الآخر مستباحاً ومضطهداً ومستغلاً بحجة التفوق العرقي أو الديني أو الحضاري. إذا صحت مقولة إن التطور الاجتماعي الثقافي للبشرية ينطوي على تعظيم الفاعلية سوف، لا محالة، يأتي اليوم الذي يكون فيه الإيثار مفتوحاً فتسقط كل هذه الأوهام. عندئذ تتوحد البشرية انطلاقاً من إنسانيتها وليس انطلاقاً من أي عرق أو جغرافيا أو دين.


ترى هل عاد الله للمثول في " مبدأ الفعل الأعظم "؟

لنا عودة، ولكن بعد حين . .
دمت ذخراً
أضف رد جديد