ثــرثــرة حـمـيـمــة ....

Forum Démocratique
- Democratic Forum
أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

[font=Microsoft Sans Serif]

الفاتح جبرا .. ساخر طبيعي ..


تعارفنا في هذا الفضاء الواسع الذي جمع اطرافنا المشتتة من كل انحاء الارض .. كنت اعجب لقدرته في السخرية من كل الاوضاع ووضعها في قالب سهل ممتنع مهما صعبت .. عندما هاتفته مبدية رغبتي في زيارته .. قابلني بترحاب جميل قلل من حده توجسي المعلن من المعرفة الجديدة وشجعني على الذهاب الى منزله الكائن في امدرمان .. رافقني صديقي خالد ماسا الذي ارهقته بمشاويري المكوكية في انحاء العاصمة العاصفة ..

سالنا عن موقع المنزل ودلنا احد المارة ... وقبل وصولنا وجدنا الساخر بانتظارنا على ناصية الشارع الضيق المحفوف بالود .. وجدت ( ابو ناجي ) كما تخيلته .. ( انسان سوداني بسيط .. تحس بيه كأنه عمك او خالك او اخوك الكبير .. يقابلك بابتسامة عريضة و يسالمك بقلدة .. ويسالك عن احوالك باهتمام وحنية ) .. وفي صالة المنزل الامدرماني جلسنا مع زوجته اللطيفة الرقيقة المضيافة ( وفاء ) يتحاوم حولنا نشوى وناجي بتهذيب جم ..

وكانت جلسة ما منظور مثيلا .. ( قصينا ورصينا .. ضحكنا واتناقشنا .. شربنا العصير ومعاه احلى شاي بنكهة القرنفل .. اتكلمنا عن احوال البلد والحاصل فيها .. ولمن جينا طالعين حلفونا نقعد زيادة ) .. اكثر ما لفت انتباهي في ذلك المنزل الحميم هو مسبحة الصليب العملاقة التي علق فيها مصحف صغير وصور المسيح ومريم العذراء في دلالة واضحة لمعتقدات قاطني المنزل المختلفة .. وقدرة كل منهم على تقبل الآخر بتسامح جميل ونادر .. وفاء سليلة طائفة الارثوذكس المتزمتة وحفيدة السيد بولس الذي اشتهر باستقطاعه جزءا من بيته لينشئ فيه خلوته الشهيرة (خلوة بولس) لتدريس القرآن بمنطقة بيت المال بام درمان .. تزوجت وفاء بالفاتح المسلم وانتصرا لحبهما لتتكون اسرة رائعة وخالية من العقد والتعصب الديني الاعمى .. اسرة تحتفي بطقوس كلتا الديانتين بكل سماحة ..

شكراً ليكم يا وفاء والفاتح على لطفكم وكرمكم وحسن استقبالكم .. معرفتكم ولقياكم كانت من مغانم هذه الاجازة .. وما زلت على وعدي بان اعود الى منزلكم العامر في اجازة قادمة بإذن الله .. ( وآكل البامية بالرز من يد وفاء ) :) ...


للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

[font=Microsoft Sans Serif]


زينب بليل .. منتدى السرد والقصة .. وجائزة الامام الخميني ..


عندما التقيتها لأول مرة .. احسست بدفق من الامومة ينساب منها تجاه كل من حولها .. كائن أسمر نحيل القد .. خفيف الحركة .. ( بشلوخ ) عريضة تزين الوجنتين .. كانت تحمل سنوات عقدها السادس بكل فخر وبعزم امرأة تدرك تماماً حجم ما انجزته في حياتها .. تتكلم بوضوح معلمة امتهنت التدريس لفترة .. لبقة في حديثها وماهرة في التقاط خيوط الحكايات.. قام الدكتور عبد الباسط ميرغني مالك ومدير مركز الفنار مشكوراً باستضافة اللقاء الذي تمّ بينها وبين ماري وتينا بحضوري وصديقتي الاستاذة مشاعر شريف المحاضرة بالمركز والتي نسقت لهذا اللقاء بعد ان ابدت لها ماري رغبتها في لقاء الاستاذة زينب كإحدى رائدات الكتابة القصصية في السودان ..

كانت جلسة مطولة اجابت فيها الاستاذة زينب عن كل الاسئلة التي طرحت عليها بلغة انجليزية سليمة ادهشتني .. ثم زالت دهشتي عندما علمت انها امتهنت الترجمة لفترة بمستشفى الكورنيش بأبوظبي .. كان حديث نسائي بحت وذو شجون حكت فيه عن مشوار حياتها بحرارة وشفافية جميلة اسرت ( الخواجيات ) القادمات من بلاد التحفظ والبرود .. تحدثت عن تجربتها في الكتابة والتحديات التي واجهتها .. حكت عن برامجها الاذاعي عن القصة القصيرة الذي تقدمه في اذاعة ولاية الخرطوم وفيه تقوم باستلام قصص الادباء الشباب ومناقشتها مع بعض المختصين في مجال القصة والنقد .. عن منتدى السرد والنقد الذي يقوم باحتضان المواهب الشابة وتقديها إلى المجتمع الادبي .. ثم حكت عن جائزة الامام الخميني في القصة والرواية ..

لم استطع اخفاء دهشتي عندما سمعت بمسمى هذه الجائزة .. كما لم استطع حبس السؤال الذي قفز إلى لساني عن ماهية العلاقة بين قوم لا يتكلمون العربية ولا يكتبونها ولا يفهمونها وبين قصص تكتب بالعربية ؟! .. ولماذا وافقت السفارة الايرانية على دعم ورعاية نشاط لا تفقه فيه شيئاً ؟! .. ثم علمت بعدها ان المستشارية الثقافية الايرانية بالخرطوم لها نشاط واسع في شتى المجالات وتعمل على رعاية ودعم الكثير من الانشطة الثقافية .. ( شئ مدهش جداً وبخلي كتير من الاسئلة تتحاوم جوة الزول ) ...

ثم استحضرت مداخلة الاخ سيف النصر محي الدين في خيط كتبه الاخ حامد بخيت الشريف عن فوز الكاتبة سارة الجاك بجائزة الامام الخميني وسال فيه نفس الاسئلة التي دارت بذهني وكان فحواها :

" نبارك للقاصة سارة الجاك و بقية الشباب فوزهم بجائزة الامام الخوميني للقصة القصيرة رغما عن الحيرة التي يسببها اسم الجائزة ، إذ ما الجامع بين الامام الخوميني و بين القصة القصيرة و ما الجامع اساسا بين الجمهورية الاسلامية بمعمميها و متشدديها و بين القصة القصيرة .التقارير و الاخبار المتعلقة بالفن و الأدب و حرية التعبير في ايران تدور في مجملها عن الرقابة و القمع و المصادرة و الخطوط الحمراء الكثيرة جدا التي لا يجب تعديها و المساس بها و الا صار أمر الكاتب و الفنان الى المحاكمة العاجلة و المشنقة من بعدها . لا يجوز المساس بالجمهورية الاسلامية و لا نقدها و لا السخرية من رموزها..لا يجوز المساس بفكرة ولاية الفقيه ..لا يجوز الخوض في أمر الدين الا بالطريقة التي يفهمه بها ملالي قم ..الخ القائمة الطويلة من الممنوعات و المحظورات "

عندما ناقشت الاستاذة زينب عن الجائزة ومسماها المحفز على التساؤل .. افادتني بأنها هي من سعت الى هذه الرعاية بمجهودها الشخصي بوصفها رئيسة منتدى السرد .. وحصلت على موافقة المستشارية الثقافية بتكريم الفائزين بجائزة نقدية تحمل اسم امامهم المبجل ارتفعت قيمتها من 1000 جينه سوداني عندما بدأت حتى وصلت قيمتها الى 10.000 جنيه حالياً .. وذلك لرغبتها في تحفيز المواهب الشابة في الكتابة القصصية ..

وبرغم اقتناعي بسمو مساعي وأهداف الاستاذة الكاتبة زينب بليل .. إلا انني لم استطع ( هضم ) فكرة رعاية ايران لمنتدى يعني بالقصة والسرد في السودان .. غير ان هذا لم يردعني عن قبول دعوتها الكريمة لحضور ندوة في مقر المنتدى بالخرطوم 3 شمال شرق الامدادات الطبية ( بعد شارعين من بيتنا ) .. لتكريم الروائيين عادل سعد وسارة الجاك الفائزين بجائزة الطيب صالح للإبداع الروائي في دورتها العاشرة مناصفة ، وذلك عن روايتيهما "أتبرا خاصرة النهار" لعادل سعد و"خيانتئذ" لسارة الجاك .. وبرغم ضيق المكان وقلة التنظيم تمتعت بالندوة وخصوصا حديث الروائي عادل سعد المليئ بالحب والتبجيل لمدينته عطبرة .. وبعد ان شكرت الاستاذة زينب بليل .. خرجت وأنا ما زلت احمل تساؤلي عن العلاقة الغريبة بين منتدى السرد والقصة .. والإمام الخميني !! ..


للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
صورة العضو الرمزية
محسن الفكي
مشاركات: 1062
اشترك في: الثلاثاء مارس 17, 2009 12:54 am
مكان: ميدان الخرطوم

عاوزين نشوف صورتكـ

مشاركة بواسطة محسن الفكي »

[font=Microsoft Sans Serif]
الاديبة والقاصة الروائية الانترنتية (لحين ميسرة) سناء جعفر
ازيك بعد طول غياب،وإفتقاد لتسيد العنوان بالصفحة الاولي. اهنئ زميلتنا ،الروائية سارة الجاك بالفوز
يالا ياسناء نشوفك في نسخة ورقية قريبا جدا وأكيد منصات التتويج.


كلما أتذكر الفاتح جبرا، لايغيب عن بالي حليفة طلاقه السايبرية الشهيرة، ابريل 2007 ،واذكر معها الديكتاتور الصغير في نفس كل واحد منا.. قلة استطاعت أن تقتله.
الحليفة يا سادتي كانت بسبب عدم تقبله للرأي والراي الآخر، وقرر من ساعتها فراق "سول" والاكتفاء-التحصن -بموقعه الخاص،فضلا عن اعمدة الصحف السودانية والراكوبة وغيرها..
أصبحتُ،لا اطالع لتلك الفئة من المهرجين"الجدد" - الكتابات الصحفية الساخرة- والتى تسطح تناول قضايانا الاساسية وتحولها من مواقف تصادمية الى مجرد تهريج. وبالطبع لم اهتم كثيرا بمن الفائز في اولوية حقوق نشر"حنة فلانة" فكلهم في الهرجلة والتهريج سواء.

[font=Microsoft Sans Serif] وفاء سليلة طائفة الارثوذكس المتزمتة وحفيدة السيد بولس الذي اشتهر باستقطاعه جزءا من بيته لينشئ فيه خلوته الشهيرة (خلوة بولس) لتدريس القرآن بمنطقة بيت المال بام درمان .. تزوجت وفاء بالفاتح المسلم وانتصرا لحبهما لتتكون اسرة رائعة وخالية من العقد والتعصب الديني الاعمى .. اسرة تحتفي بطقوس كلتا الديانتين بكل سماحة ..

[font=Microsoft Sans Serif]

فاضلتي سناء جعفر
سعيد بالإطلالة على اسرة سودانية، تعايشت مع فوارق الهوية
واعتقد سماحة السياق تسمح بكلمة سماحة
إنما بصورة عامة أقول،ان مفردة تعايش دوما أشمل.
من يسامح من ..؟
من هو صاحب الدرجة الاعلى كي يسامح ..؟ لما بقول لي زول انا سامحتك،اي ان لدي افضلية عليك،وبالتالي انت في منزلة او رتبة أقل.


[font=Microsoft Sans Serif] كنت اود نشر بعض الصور التي التقطت في هذا اللقاء لولا تحذير مبطن وردني في ايميل من ...

[font=Microsoft Sans Serif]لاحظت تغييرا في الصورة الرمزية
وليس لدي حساب بالفيسبوك،وإن وجد فالمشاهدة تحتاج اذنا آخر..اكيد بعض، قراء هذا الخيط ،يتطلعون الى النشر،وأنا منهم.لازالت بمخيلتي صورة سناء الغاضبة وهي تزيد من سرعة سيارتها لتلحق بسائق آخر،احتج على بطء قيادة سناء، لكن بطريقة شوارعية.

هذا التعليق؛
سيجعل الذين تابعوا الخيط من آخره، للعودة والتنقيب، زي ناس ، موسى مروح وغيرهم كثير.دى برضو تبع الثرثرة، يا سناء.

____________

علي بالطلاق المنبر ده خليتو ليك
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

[font=Microsoft Sans Serif]

الاخ الكريم / محسن الفكي ...

بعد التحية والسلام ..

اثناء الجلسة مع الاستاذ الفاتح جبرا واسرته .. لم يكن موضوع حنة عواطف ( او مهما كان اسمها ) غائباً عن بالي ...
( وفي الحقيقة كان في طرف لساني ) .. لكن حلاوة الجلسة منعنتني من تعكير صفوها بهذا السؤال الذي قد يجر خلفه منغصات كثيرة ..
فلجمت نفسي واحجمت عن ذكر الموضوع ..

فيما يختص بتساؤلك عن المسامحة .. والتسامح ..

حسب قاموس المعاني الوارد في العزيز قوقل عرّف كلمة التسامح من ضمن تعريفات اخرى :

مصدر تسامحَ / تسامحَ في .
التَّسامُح الدِّينيّ : احترام عقائد الآخرين .
المعجم: اللغة العربية المعاصر

اما كلمة مسامحة حسب نفس المعجم فهي تعني :
سامح فلانًا بذنبه : صفح عنه ، - سامَحك اللهُ : دعاء معناه أرجو من الله أن يعفو عنك وقد يستخدم في العتاب .

واظن ان الفرق واسع بين المعنيين .. ما وجدته في ذاك المنزل لم يكن فيه اي نوع من المسامحة ..
بل كان تسامحاً جميلاً تقبل فيه كل طرف الاخر بلا تنازل وباحترام عميق لمعتقدات شريكه دون ان يكون احدهما اعلى او ادنى درجة من الآخر ..


بالنسبة للصورة الرمزية التي تكرمت اختي العزيزة نجاة بتحميلها بعد ان اعيتني .. فهي ليست من ضمن مجموعة صور تينا الممنوعة .. هي صورة التقطت عن طريق هاتف نقال في جلسة مميزة في ( اروما كافيه ) ..
تابع الخيط .. سوف اتحدث عن هذا المطعم المميز وسحره الذي جعل صديقتي الصغيرة تلتقط تعبيري المتأمل انذاك ..

لك تحيات طيبات زاكيات ..


للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

[font=Microsoft Sans Serif]
الروتاري الغامض في السودان ...


تلقيت دعوة كريمة من صديق عزيز لحضور الاجتماع الدوري لفرع منظمة الروتاري بالخرطوم في فندق هيلتون سابقاً ( لم يعلق الاسم الجديد بذاكرتي لكن اظنه كورال ) .. دفعني الفضول لقبول الدعوة .. كنت اود وبشدة ان اعرف اكثر عن هذا المجتمع الغامض الذي تكاثرت حوله الاقاويل بشان علاقته بالماسونية والصهيونية ..

عندما وطأت قدماي مدخل الفندق الذي كان شهيراً ومهيباً باسمه ورسمه .. احسست على الفور بأنه لم يعد كما هو .. على الرغم من ان المبنى لم يتغير منه شئ .. إلا ان الجو العام المحيط بالمكان كان مختلفاً .. ربما هو احساس شخصي .. لكنه القى بظله على نظرتي الى كل ما حولي .. بدأ الدرج المؤدي الى المدخل الرئيسي بائساً وثقيل الظل .. والبوابات الزجاجية الشهيرة يعلوها الغباش .. الردهة الداخلية كئيبة ولا حياة فيها .. الديكور لم تطله يد التجديد منذ زمن طويل .. كاونتر الاستقبال محفوف بالظلال وضعيف الاضاءة .. وعندما احتجت الى دخول دورة المياه تمنيت لو لم افعل .. لم يكن الحمام قذراً .. لكن ما ان ولجت حتى صفعتني روائح خانقة ارهقت جيوبي الانفية الى حد المرض .. من الواضح ان مراوح الشفط وتنقية الهواء لم تكن تعمل .. استكشفت داخل دورة المياه لأفاجأ بعدم وجود صنبور مياه للاغتسال !! .. واستعيض عنه بإناء بلاستيكي قديم ( جك ) يجب عليك ان تملاه من احواض غسيل الايدي الخارجية قبل دخولك وإلا وجدت نفسك في مأزق حرج ..


عقد الاجتماع في قاعة ( Ivory Club ) التي تخيلت ان اجدها بشكل مختلف عما كانت عليه منذ زيارتي الاخيرة لها قبل عشرون عاماً او يزيد .. لكن يبدو ان ادارة الفندق الجديدة لا تؤمن بالتغيير ... لذلك كانت القاعة كما هي بأخشابها الداكنة وإضاءتها الباهتة ..
كان الحضور القليل المختلط متميزاً بأسماء رنانة ومعروفة من صفوة المتعلمين والمثقفين في شتى مجالات الطب والهندسة والاقتصاد .. وأكثر ما لفت نظري خلال الاجتماع الذي تميز بقصر جدوله هو سيادة اللغة الانجليزية في التخاطب برغم ان غير الناطقين بها من الحضور كان شخصاً واحداً فقط ..

كان النقاش هادئاً ومنظماً لا يتكلم فيه احد بدون استئذان والحصول على موافقة رئيس الجمعية الذي تصدر المائدة وأمامه جرس لم يحتج إلى استعماله إلا مرة واحدة عندما تجاوز احد الحضور الوقت المحدد الممنوح له للنقاش .. كان الحديث يدور حول الانجازات التي قامت بها المنظمة خلال الفترة السابقة .. حفائر أُنشأت .. مدارس بُنيت .. جرعات تطعيم شلل اطفال وُزعت .. الخ ..

خُتم الاجتماع بوجبة غداء صحية متماثلة لكل الحضور عبارة عن قطع من السمك المشوي مع الخضار المسلوق والأرز الابيض .. تلتها حلوى كريم الكراميل وسلطة الفواكه ثم الشاي ( المنعنع ) ..
عندما خرجت من الاجتماع .. كنت قد عرفت بعض المعلومات عن نشاط المنظمة في السودان والعمل الطوعي الذي تقوم به لخدمة المجتمع .. لكن كيان المنظمة نفسه كان يلفه نفس الغموض الذي اختبرته قبل حضور الاجتماع ..
وما زلت فضولية جداً حيال هذا الموضوع .. وقد نويت ان اواصل البحث بشأنه .. ( والله يستر من فضولي دة .. غايتو يوم بوديني الاخرة :) ) ..


للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

[font=Microsoft Sans Serif]

حاجات عادية .. جداً ...


حاجة عادية جدا في السودان ... انه يكون في مصنع اسلحة وسط المناطق السكنية .. يحصل فيه انفجار .. وتتضارب الاقوال الرسمية والشعبية .. ما بين ماس كهربائي .. إلى طائرات اسرائيلية .. وبما انه فرضية الطائرات هي الاكثر ترجيحاً لدى العموم بعد ان أكد شهود عيان انهم شافوها .. يبقى الحاجة الاكتر من عادية انه المجال الجوي لبلدنا بقى مفتوح ومستباح لكل من هبّ ودبّ .. وعادي جدا أي دولة عدوة او حتى ( عديقة ) ممكن تدخل .. وتضرب .. وتطلع بدون أي اعتراض من قواتنا الباسلة التي تتفنن في قصف المدن الامنة داخل حدود الدولة ولا تستطيع اعتراض أي اختراقات تحدث في مجالنا الجوي ضد أي عدوان خارجي ... بالجد عادي يا جماعة .. ياخي ما دة السودان الهملان الما عنده وجيع .. يا كافي البلا لا رادارات متطورة ترصد .. ولا آليات دفاع تحمي .. ولا قوات تطارد .. وما بين الشفا واليرموك وبورسودان وغيرها مما خفي .. مافي زول بتضرر غير المواطن المسكين .. عادي يا جماعة ما احنا في السودان ...


حاجة عادية جداً في السودان .. انه في العاصمة العاصفة عربية جمع الزبالة ما تجي لمدة اسبوعين .. وانه المواطنين مفروض يتصرفوا في زبالتهم براهم .. يحرقوها .. يعيدوا تدويرها باي طريقة يبتكروها .. يختوها في نواصي الشوارع او في الارصفة .. وعادي جداً انك تصحى الصباح وتفتح باب بيتك تقوم تلقى جبل نفايات اتكوم فجاة وفي جنح الظلام بمحاذاة حيطتكم ولا تحت الشجرة القدام بابكم .. لكن الاكتر عادية من دة كلو انه يجيك موظف رسمي شايل دفتر ايصالات ويقول ليك بكل وقاحة ادفع رسوم النفايات !! .. ولمن تساله كيف ادفع رسوم عن خدمة انا ما بحصل عليها .. يقول ليك دي ما مشكلتي انا وظيفتي اجمع الرسوم بس وما عندي علاقة بجية العربية من عدما !! .. والاكتر عادية من دة كلو انه موظف الجباية ممكن يجيب ليك الشرطة لو رفضت تدفع !! .. عادي يا جماعة ما احنا في السودان ...


حاجة عادية جداً في السودان .. انه العربات تمشي في الاشارة وهي حمراء فاقع لونها ( بتكون غنية زينة وعاجباني اتكتبت مخصوص لاشارات المرور في السودان الجايط لأنها فعلا زينة ما بتوقف عربية مستعجلة ولا بتردع سائق مسرع ) .. وعادي جداً انك تكون ماشي في شارعك الصحيح لا بيك ولا عليك .. وفجأة تلقى زول دخل قدامك بدون احم ولا دستور .. والاكتر عادية انك لو حاولت تحتج على تصرفه دة يقوم يشاكلك ويطلعك انت غلطان لأنك ماشي حسب قانون المرور .. عادي يا جماعة ما احنا في السودان ...


حاجة عادية جداً في السودان ... انك تدخل شارع تكون ليك مليون سنة بتمشي فيه .. تقوم فجاة تسمع صفارة شرطي المرور .. ولمن تقيف وتسال عن سبب التوقيف تكتشف انه الشارع دة من امبارح بالليل بقى اتجاه واحد !! وعادي جداً انه شرطي المرور يديك مخالفة لأنك ما بتعلم بالغيب وما عرفت انه الشارع اتقلب كيانه بين عصر وضحى .. عادي يا جماعة ما احنا في السودان ...


حاجة عادية جداً في السودان .. انه يطلع قرار بإغلاق كوبري حيوي بربط الخرطوم بحري بالخرطوم لمدة 12 ساعة او تزيد يومياً عشان اعمال الصيانة .. واكتر عادية انه الصيانة دي حتستمر سنين كاملتين .. او تزيد .. حسب التساهيل وذمة الزول الماسك المشروع .. وهمة العمال .. وما مهم الاختناق البحصل يومياً .. ولا العربات البتقيف بالساعات .. ولا المشاوير بين العاصمة المثلثة البقت عذاب .. عادي يا جماعة ما احنا في السودان ...


حاجة عادية جداً في السودان .. اني بعد صلاة الفجر ابدأ اعبي البراميل واغسل حوشنا عشان اضمن توفر الموية .. وعشان اسبق الجيران العندهم موتورات كبيرة قبل ما يفتحوها ويشفطوا كل الموية الاصلها شحيحة في المواسير .. حاجة عادية انه النجوم والقمر يكونوا شاهدين على صراعي مع الخرطوش التقيل والمقشاشة الفقرية .. عادي يا جماعة ما احنا في السودان ...


حاجة عادية جداً في السودان .. انه الناس تقيف قدام بتاع الجرايد وتقرا من غير ما تشتري .. والاكتر عادية انه تشيل الجريدة تقراها وترجعا تاني مقابل مبلغ اقل .. عادي يا جماعة ما احنا في السودان ...


حاجة عادية جداً في السودان .. انه تحصل حريقة تلتهم طرمبة بنزين كاملة بكل العربات الفيها لانه ولد ارعن قرر انه يتهرب من دفع قيمة البزين الشالو وبعد ما عبى الخزان ساق عربيته بسرعة ونتل معاها خرطوم التعبئة الوقع ومع الشرار الناتج عن الاصطدام بالأرض اشعل الحريق ..
والحاجة الاكتر عادية انه الشرطة ما قبضت على الفاعل وقدر يهرب بالبنزين السرقو والطرمبة الحرقا .. عادي يا جماعة ما احنا في السودان ...


حاجة عادية جداً في السودان ... انه شارع كامل في قلب العاصمة اغلبية بيوته اتحولت لقهاوي اثيوبية .. وانه ما بين كل قهوة وقهوة .. بتلقى قهوة .. والحاجة الاكتر من عادية انه كل القهاوي دي عندها زباين .. واغلبهم من الشباب .. قطعت الشارع من بدايته مع محمد نجيب لغاية نهايته في السجانة .. كنت بعاين لواجهات البيوت واتأمل في الديكورات والاشكال الغريبة المصصمة بالجبص الملون .. وفي الابواب المفتوحة وطالعة منها ريحة البن والبخور واقفات بنات صغيرونات مفروض في وطنهم يكونن في المدارس او الجامعات .. وبازياء عبارة عن بطاقة دعوة مغرية للدخول .. منظر الشارع ومظهره ما ريحني .. اداني احساس ما مطمئن .. واصابني بالوجوم لفترة طويلة .. لكن زجرت نفسي الامارة بالانتقاد و قلت ليها ( احنا لا نرحم ولا نخلي رحمة الله تنزل ؟!! ) خلي كل زول يشوف رزقه بالطريقة البتناسبه وتريحه .. و في النهاية دة شئ عادي .. ما احنا في السودان ..


للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

[font=Microsoft Sans Serif]


الاكل .. الاكل .. الاكل في السودان ..

في الاجازة دي قربت اوصل لقناعة باننا شعب ( أكّال ) .. والكلام دة ما قلته ساكت .. وصلت ليه عن ملاحظة ومعايشة .. لاني محل ما امشي واقبّل بلقى الناس بتاكل .. والبلد كلها بقت مطاعم .. وملانة بالبشر ( حتى ظننت ان كل ربات البيوت قد قد امتنعن عن الطبخ في بيوتهن ) .. كنت بمشي المطاعم مجبرة ولتلبية الدعوات المتواصلة احتفاء بحضوري في الاجازة .. اها أي مطعم دخلته كان مزحوم لدرجة غريبة .. لمن بديت اسال نفسي .. ياربي الناس ديل كلهم يكونوا جايين اجازات واهلهم واصحابهم برضو بحتفوا بيهم بالطريقة السودانية الوحيدة المعروفة للاحتفاء ؟! .. بالمناسبة دي سالت احد الاصدقاء الاصر هو واسرته على عزومتي في مطعم لاكرامي .. ( انتو يا جماعة ليه الناس بتربط اكرام الضيف بعزومة في مطعم ؟! ) .. ووقتها كانت معدتي قد بدأت تحتج على كميات الطعام التي تفوق قدرتها الاستيعابية .. ونوعية الطعام التي لم تعتد عليها .. وتمثلت علامات الاحتجاج في غثيان دائم .. وحالة شبع مزمنة تمنعني من الاستمتاع بكل ما هو معروض امامي من مطايب .. رد صاحب الدعوة بان المطاعم ( هي البرنامج الوحيد المتاح هنا للاستمتاع ) وانه ندرة اماكن الترفيه تجعل من المطاعم المكان المثالي للتجمع وملاقاة الاصحاب وقضاء وقت طيب ..

لكن اقول ليكم الحق ؟! .. فعلا في كل المطاعم الزرتها كنت بلاحظ انبساط الناس بالونسة وسط الاكل .. بالاسترخاء المرسوم في الملامح .. وبالضحكات العالية .. وبالقعدة المتوهطة حتى بعد انتهاء الوجبة بفترة طويلة .. ثم اكتشفت انه ونسة ما بعد الاكل دي الذ من الاكل زاتو ..

ونبدأ الوجبات بالترتيب ...

احلى اماكن فطرت فيها ..

اوزون :

جو هادئ .. خدمة ممتازة .. وفرجة على خلق الله .. بنات وأولاد كانهم طالعين من صفحات مجلات الموضة .. اطفال حلوين وناعمين ونضاف ولابسين هدوم غالية ولا يخلو الامر من ( دادة ) تجري ورا الطفل وترعاه .. شيب وشباب .. نساء ورجال .. اجتماعات عمل وقعدات ونسة .. كتب وهواتف ذكية وكمبيوترات بكل الاحجام والمقاسات ..
فطور اوزون بينفع مع الناس البتحب الاكل الخفيف من الصباح .. يعني قطعة كرواسان او دانش باستري او كب كيك مع كباية شاي او نسكافيه او كابتشينو او لاتيه او قهوة امريكية .. والاخيرة دي مرّة زي الحنضل وبتعمل حرقان .. ولو عاوز ازيد من كدة سندويتش لمن تشوف سعره طوالي جوعك يسكت :) .. اظن بالنسبة للخواجات الماليين الكافتيريا مافي مشكلة اسعار مع جنيهنا الداقي الدلجة مقارنة بالدولار الطاير السما .. ولا اظن في مشكلة برضو للناس الباقيين من مرتادي الكافتيريا الجميلة .. لانه واضح انه الجنيه السوداني ما بيعني ليهم شئ .. ياخي معقولة سندويتش صغير كدة لا يسمن ولا يغني من جوع يكون سعره 34 جنيه ؟! .. غايتو شلت هم الناس العزموني فيها ..


ليزامين سفاري هوتيل :

فندق صغير ( محشور ) وسط البنايات في العمارات شارع (41 ) .. عرفت انه اسم المكان الغريب مستوحى من اسم زوجة مالكه السوداني الذكي الذي عرف كيف يستغل كل المساحات المتاحة في الاستقبال الضيق المزين بديكور سوداني حميم وبذوق لا تخطئه الاعين المتفحصة .. افيال وزرافات ووحيد قرن من الابنوس اللامع .. تماثيل محاربي الجنوب ( الراح مننا ذات غفلة ساسة اغبياء ) بقاماتهم الطويلة وحرابهم المسنونة .. رائحة عطرة تملأ المكان .. خارج ردهة الاستقبال الصغيرة اتسعت المساحة الخارجية المصممة على شكل ( قطيات ) متشابكة بعروق خشبية ضخمة .. استقرت تحتها طاولات بمفارش بيضاء ناصعة .. وكانت وجبة افطار جميلة تكونت من ( طبق اومليت مستدير كالبدر .. وقطعة هوت دوج متوحدة مع شرائح خضروات طازجة .. زبدة ومربى وأربع قطع من شرائح خبز التوست المحمص وشاي بالنعناع ) ..
وجبة شهية ومشبعة وبسعر معقول ( 35 جنيه للفرد ) .. القعدة في ليزامين من الصباح تروق البال خصوصا مع هدوء المكان وقلة مرتادي الفطور المبكر .. لمن جيت طالعة لفت نظري دولاب زجاجي مغلق بأحكام فيه اكياس صغيرة معبأة بعشب شبيه بالحرجل ومكتوب عليه شاي المورينغا .. سالت يا اخوانا المورينغا دي شنو كمان .. قالو لي دي اسمها نبتة الحياة وفيها علاج من كل الامراض ( الضغط والسكري والنحافة والسمنة والكليسترول والقلب والمخ والاعصاب .. الخ ) .. وانها حتكون الاستثمار القادم بقوة في السودان .. وانه في ناس بدت فعلاً تزرعا بغرض التصدير ..
اها هسة انا زعلانة اني ما جبت معاي كيسين تلاتة من اكسير الحياة دة استعين بيهم لمواجهة امراضي البتتفاقم في الغربة بشكل غريب .. كدة يا ناس الزراعة افتونا في جدوى المورينغا دي يمكن نقرر ندخل في الاستثمار الذهبي دة ...


كافتيريا لذيذ :

فيها اجمل فول بالجبنة والمِشّ الحادق وزيت السمسم.. وطعمية حارة بنكهة الخضار .. وصحن شطة حمراء زي النار .. ومخلل عجور شهي .. وعيش منفوخ وطاعم .. وكمية من الناس .. وأصوات عالية .. وونسة كتيرة .. وأسعار معقولة جداً وفي متناول اغلبية الناس .. بحب فطور لذيذ لاني بحسسني كأني جوة بيتنا ومع اهلي ..


وما زال لحديث الاكل بقية .. الجائعون يمتنعون :) ..

للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

[font=Microsoft Sans Serif]
واحلى اماكن اتغديت فيها ..

حوش السمك ..الرياض ..



ويا سلام على سمك النيل وطعامته .. انا هنا ممتنعة بإصرار عن اكل سمك الخليج العربي او الفارسي أو المستورد من شتى بقاع الارض إلا فيما ندر .. ما بحب طعمه ولا ريحته .. ولو اتجبرت عليه بآكله على مضض .. وكل ما دكتوري ينصحني بتقليل اللحوم الحمراء والاستعاضة عنها باللحوم البيضاء .. بعمل فيها اضان الحامل طرشا ... لاني عارفة قدرتي المحدودة على تحمّل اكل السمك او الدجاج .. اها نرجع لحوش السمك .. هناك الريحة مختلفة .. والطعم مختلف .. اول ما تدخل وتقعد حوالين ( الطبلية ام بنابر عالية ) جوة البرندة اللافة ومفتوحة على الحوش الكبير .. ويضربك هوا المراوح ام رزازاً بارد ومنعش .. وتحس بالراحة .. تبدأ ( تتاوق ) لزحمة الناس الحواليك .. ولغاية ما توصلك الصينية المحملة بكل اختياراتك السمكية .. يكون تآمر الريحة مع اصوات ومنظر ( الإكِّيلة ) في ( الطبليات ) المجاورة وصلّك لمرحلة ما عادية من الجوع .. واول ما تجيك الصينية الكبيرة المدورة طوالي تبدأ الهجوم على سمك البلطي المفتوح زي الفطيرة ومحمر ومقرمش .. وسمك البياض ( ما عجبني لانه كبير وعوير ولحمه كتير ) .. وسمك العجل الشهي الخالي من الشوك .. وصحن شطة خضراء بفول الحجات ( حارة شديد ) .. وصحن جرجير وبصل ابيض ( وتباً لجملة بري ما بآكل بصل ريحته كعبة ) لانه اكل السمك ما بيحلى الا بالبصل :) .. ولازم يكون جنبك صندوق مناديل الورق .. والشامبيون ..

كانت غدوة حلوة وشهية .. تبعتها قعدة في الحوش برة وطلب ( جبنة ) جاتنا و معاها مبخر ( معجعج ) بخلطة بخور الجاولي والعدني ..
غايتو هي العزومة كانت غدا .. لكن لمن طلعنا من الحوش الدنيا كانت مضلمة ..


كافتيريا المها .. حوش الريد ..

وفي بحري الحنينة مشيت للمها .. كافتيريا صغيرة وبسيطة .. لكن بتديك احساس غريب بالألفة والود .. وبالتأكيد استمتدت الاحساس دة من الناس الكانوا فيها .. مجموعة من البشر مافي اجمل ولا احلى منهم .. وفي حوش الريد الفي نصه مزروعة شجرة وريفة قعدنا .. كنا كلنا بنتكلم مع بعض في نفس اللحظة .. بنضحك لنفس الحكايات .. وبنناقش مواضيع كتيرة بنختلف ونتفق لكن بهدوء واحترام .. شئ جميل انك تكون وسط ناس بشبهوك .. وأنت معاهم تحس انه السودان دة اجمل بلد في الدنيا بناسو بس .. لانهم ناس بنسوك الهم .. وبشيلوا منك الغم .. وبحقنوك بجرعة كبيرة من البهجة .. ضحكة ريهان الريح الشاذلي براها بتشرح القلب وبتخلي كل شئ حواليها يضحك .. نقنقة تيسير النوراني الامومية الواعية الحنونة .. مناكفات فادية اليمني الودودة .. مشاغبات اميرة الشيخ الشقية .. رزانة دلوش الحلوة .. وزيارة حاتم الياس الما فهمنا منها أي شئ لأنه عمل فيها الضيف المجنون .. وأجمل حاجة في القعدة انه خالد ماسا مع اصحابه بقلع توب الجدية وبضحك وبهزر وبكاوي ويشاغل زي باقي خلق الله ..
وصل الغداء .. زقني دجاج بالبيض المسلوق .. وزقني لحم ( موش حتقدر تغمض عينيك عنه ) .. وانجيرا حادقة مفروشة في صواني كبيرة .. ومجموعة من السلطات المتنوعة .. اكلنا وقشقشنا مناخيرنا من حرارة الدليخ .. بردنا جوفنا بصحون بطيخ بارد .. شربنا البيبسي .. وبعده جاتنا ( الجبنة ) بزنجبيلا وبخورا وفشارا .. صاحبة الكافتريا الاثيوبية المتزوجة سوداني كانت كريمة ومضيافة وخدمتنا بتفاني ومحبة ..
وبالجد في السودان سمحة المهلة .. قعدنا بمهلة .. اتونسنا بمهلة .. وطلعنا من الغدا والدنيا ليل فرحة ومحنة ..


Tangerine Boutique Restaurant

مطعم تانجرين .. مكان غاية في الهدوء والجمال والفخامة .. موقعه متميز .. ناصيه على شارع المطار .. الجدران الخارجية لونها مابين البمبي والبنفسجي .. مدخل جميل .. ساحة خارجية منسقة بشكل رائع .. خدمة خمسة نجوم ابتداء من النادل الواقف مخصوص عشان يفتح الباب للزبائن .. مروراً باهتمام موظفي الصالة الداخلية .. وانتهاء بالوجبة الشهية .. ديكور راقي ومتميز جداً .. اضاءة ناعمة ومريحة .. نادلات اثيوبيات واضح انهن معزولات ( بالفرازة ) .. جميلات .. رشيقات .. نشيطات .. ومبتسمات .. صبورات على حيرة الزبائن في الاختيار من قائمة الطعام المحتشدة بكل ما لذّ وطاب .. الملفت للنظر انه المطعم شبه خالي برغم تفرده .. في الصالة الطويلة العريضة كنا بس طاولتين المشغولات .. طاولتنا المليانة بونسة الحريم وضحكاتن .. معاها طاولة تانية فيها ناس هادئين ما سمعنا صوتهم لغاية ما طلعوا .. وبس .. مافي تاني أي زول غيرنا .. واضح انه كلام زبوني بتاع الامجاد الوصلني سبب اساسي لعدم وجود ناس كتار .. لانه لمن نزلت وقبل ما احاسبه عاين لي باندهاش كدة وقال لي بكل جدية ( ياسناء ياخي المطعم دة قالوا غالي شديد انتي عازمة ولا معزومة ؟! ) ورديت عليه بابتسامة مهمومة ( معزومة يا ود امي معزومة ) .. غايتو استمتعت بالأكل الشهي والونسة اللذيذة والصحبة الجميلة .. وجواي نغزة وجع من تكلفة القعدة دي على صحبتي العزمتني .. برضو دخلنا المكان الدنيا منورة .. وطلعنا منه والدنيا مضلمة ..


مطعم بابليون او بابل ..

في الرياض ناصية شارع مستشفى مكة .. المكان مكون من طابقين .. احتجنا نقيف خمسة دقايق تقريباً عشان نلقى تربيزة فاضية نقعد فيها .. زحمة ما عادية .. ومن طبقة عمرية متماثلة .. ادهشتني ملاحظة ان كل مرتادي المطعم من الشباب .. أولاد وبنات .. تساءلت عن السر في الموضوع دة .. قالوا لي انه المطعم قريب جدا لجامعة مأمون حميدة .. وانه ديل كلهم طلبة الجامعة بيجوا يتغدوا هنا !! .. لمن قريت قائمة الطعام استغربت لأنه الوجبات ما رخيصة بالنسبة لطلبة جامعة .. بعدين لمن عرفت انه طالب الطب في سنة اولى في الجامعة المذكورة لازم يدفع 24 مليون عن السنة للدراسة .. وعشرة مليون زيادة اذا عاوز سكن داخلي .. قلت اكيد البدفع مبالغ زي دي ما حيكون صعب عليه ياكل يومياً في المطعم دة مهما غلا .. طلبت وجبتي .. وفي انتظار حضورا بديت اتامل العالم الحواليني .. وجواي بكبر سؤال .. يا ربي ديل طلبة وطالبات جامعة ولا عارضي ازياء محترفين ؟! .. البنات الصغيرونات لابسات بطريقة شبه متماثلة .. بنطلونات ضيقة ( سكيني عديل ) .. وبلوزات برضو ضيقة .. شعور مسدولة او مرفوعة بطريقة غريبة .. مكياج كامل .. طلاء اظافر يتناسب مع لون الزي مهما كانت غرابة اللون .. اكسسوارات ملفتة .. وأسلوب تخاطب ملفت ايضاً .. استغرقتني تأملاتي حتى كاد الاكل يبرد ويتجلد .. كانت الوجبة جميلة ( وطاعمة ) والخدمة لابأس بها مقارنة مع ازدحام المطعم ...
اميز ما في هذه الدعوة اننا دخلنا المطعم والدنيا منورة .. وطلعنا والدنيا لسه منورة .. اصلاً مع الهيصة الحاصلة ما كان في أي طريقة قعاد ولا ونسه .. لأنه كنا بالكاد بنسمع بعض من الضجيج ..

وما زال لحديث الاكل بقية ...

للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

[font=Microsoft Sans Serif]

وصلنا آخر وجبة .. وهاكم احلى اماكن اتعشيت فيها ..

مطعم فندق السلام روتانا ..

اكتر شئ عجبني كان جو الفندق والقعدة الحلوة والرفقة الطيبة .. العشا بوفيه مفتوح فيه كل ما لذ وطاب .. لكن لسوء حظي صادفت الدعوة يوم الاربعاء .. يوم المأكولات البحرية .. يعني صح انا بحب السمك في السودان .. لكن ما لدرجة امشي بوفيه يكون كله اسماك بعضها غريب الشكل والنوع والمنظر .. انا اصلاً عندي مشكلة مع أي سمك عنده مجسات أو مخالب او قشور .. اها البوفيه حتى المقبلات كانت بحرية .. شيء سوشي .. وشيء محار .. ومعاهم ناس جمبري واستاكوزا وابوجلمبو زاتو !! ..
حاولت قدر الامكان ما ابين امتعاضي عشان خاطر مضيفي الكريم .. رفضت الشوربة تماماً لأنه القدر المستدير كانت فيه حاجات عايمة ما مفهومة .. من المقبلات اكلت السلطات بس .. غايتو ربك رب الخير وبعد بحث وتمحيص في كافة الاواني المغطاة والمفتوحة لقيت انهم عاملين لحم بقر بالفطر .. وفي رز ابيض .. وسمك عجل مقلي .. طوالي اعلنت رفضي التام والقاطع لكل المأكولات البحرية الغريبة على ذائقتي واكتفيت من كامل البوفيه بثلاثة اصناف فقط ..
لكن التعويض كان في التحلية .. الشيف الماسك بوفيه الحلويات كان في قمة الكرم لدرجة انه عرض يخت لي في الصحن كل انواع الحلويات الموجودة .. وبما انه مافي طريقة إلا اذا اتسع الصحن ليصبح بمساحة صينية .. وكمان ما كان عندي نية اقضي باقي الاجازة في المستشفى .. اكتفيت بحاجات بسيطة بلعت وراها حبة الجلوكوفيج وقلت الحمد لله ..
طلعت مبسوطة من المكان .. وفي نفس الوقت مغيوظة من الـ ( 200 جنيه ) الدفعا لي مضيفي مقابل حفنة رز مع لحمة بقر وقطعة سمك صغيرة ..


معطعم سوليتير – الرياض ..

اجمل شيء في السودان انه اصحاب المطاعم بقوا يعملوا فيها جو جميل يجذب الناس من كافة الطبقات والأعمار والجنسيات .. وانه اسلوب الخدمة بقى كويس خالص وجاذب .. وانه الشباب السودانيين بدوا يكتسبوا خبرة مقدرة في مجال خدمات المطاعم .. مطعم سولتير في شارع الجزار عمل حركة زكية لمن وفر موقف سيارات كبير قدامه شجع الناس تجي وهي عارفة انه عرباتهم حتكون بمأمن ومحروسة كمان .. ما شاء الله المطعم كان ملان فل .. سودانيين وعرب وأجانب .. شباب صغار جايين مجموعات .. اسر .. ناس متوحدين .. الاكل جميل وكتير ومشبع جداً .. اصريت على وجبتي المفضلة .. ستيك مشوي مع رز ابيض وخضار مسلوق .. كانت الخدمة سريعة .. ودودة .. ومحترفة ..
بعد ما انتهينا من العشا وبمجرد ما رفعوا الصحون .. جابوا لينا تحلية فاخرة بعددنا ومجاناً .. وبدون ما نطلبا .. كانت عبارة عن قطعة كيكة جبن مغطاة بصلصة الفراولة .. وقطعة مثلثة من كيكة شوكلاتة بالكريمة .. وقطعتين أكلير طري وشهي محشي بالكريمة ومغطى بصلصة الشوكلاتة .. كانت بادرة جميلة من المطعم وأسعدتنا .. سولتير .. مطعم ناوية ازوره كلما اتيحت لي الفرصة ..


مطعم ( My Place ) – الرياض ..

واقع ناصية على شارعين .. ما شفت المطعم من جوة .. لأنه مشينا ليه بين مشوارين وما كان في طريقة ندخل ولا نقعد .. ومن العربية طلبنا الاكل .. احلى سندويتش فيليه دجاج بشطة الهلابينو .. حقيقة كان الذ سندويتش اكلته من فترة طويلة .. فعلاً شهي .. واتمنيت لو ارجع للمطعم تاني واقعد واكل بمزاج .. لكن الوقت ما اسعفني ..



المطعم الحاصل على الاوسكار .. اروما كافيه .. المنشية ..

مطعم صغير بحديقة خارجية تحلو القعدة فيها اذا كان الجو جميل .. وفعلا اليوم داك كان جميل جداً .. برودة لطيفة مع رشة مطر ناعمة وقصيرة .. لكن مضيفتنا الكريمة كانت حجزت طاولة داخلية كبيرة فقعدنا جوة .. في بداية المدخل وضعت طاولات عرض زجاجية مغلقة مرصوصة فيها مشغولات يدوية من عقود وأساور وأقراط وغيرها من الاكسسوارات .. وبأسعار معتدلة .. وعلى الجدار رصت لوحات تنوعت ما بين تجريدي وتشكيلي وتكعيبي مرسومة بالزيت على القماش .. وبرضو معروضة للبيع .. اظن دي فكرة جميلة ولمن علقت عليها عرفت انه في يوم بيكون المطعم عبارة عن مرسم حي .. الناس بتجي وتقعد وتتفرج على الرسامين وهم برسموا قدامهم .. عموما الديكور غريب ومبتكر .. حيطة كاملة مصنوعة من ابواب خشب شيش قديمة مرصوصة فوق بعض .. المطعم نضيف وفيه جلسات متنوعة ما بين الطاولات العادية وكنبات وكراسي كبيرة .. قعدنا في طاولتنا المحجوزة سلفاً لتتسع لعددنا الكبير .. طلبنا الاكل من القائمة الطويلة وانا مشفقة على النادلتين الاثيوبيات من فرط الحركة المكوكية بين الطاولات المزدحمة .. شربت اجمل شوربة كريمة خضار بالفطر .. وأكلت الذ سلطة خضار بالجبنة والجرجير واحلى ستيك مشوي بالفلفل الاسود .. وختمت وجبتي بأشهى كيكة جبن ..

وبرغم جمال الاكل في المطعم دة .. الا انه استحق الاوسكار لسبب تاني مختلف تماما .. لمن جات الساعة تسعة بدت حركة غير عادية قبالة جدار الشيش المبتكر .. تلاتة كراسي اترصت .. ساوند سيستم اتركب .. مايكروفونات اتجهزت .. بعدها بشوية جات داخلة شابة جميلة خلاسية الملامح .. ممشوقة القوام .. باسمة الوجه .. ودودة النظرات .. جلست بهدوء ملكي في كرسي النص .. وجنبها قعد ولد شرحبيل احمد العرفته من الشبه وكان شايل جيتاره .. وبالجهة التانية قعد عازف جيتار تاني .. وبدت المتعة .. عرفت انه المغنية الشابة اسمها رشا حامد .. بتغني باللغة الانجليزية والاسبانية .. ما بقدر اقول انه صوتا جميل شديد .. لكنه عميق وفيه شجن غريب خصوصا في اغاني الاسبانية .. جمهور الشباب كان متجاوب معاها بانسجام .. ومن الاركان بتسمع الصفير .. وبعد كل اغنية بتعالى التصفيق الحار .. كان الحضور بطلب اغاني معينة استجابت ليها الفنانة الشابة بأريحية شديد .. غنت الاغاني الكلاسيكية القديمة والغريبة انه الشباب ديل كانوا حافظين وبيرددوا معاها مقاطع كاملة من الاغنيات .. الساعة 11 مساء انتهت الجلسة الجميلة .. طافت بعدها رشا حامد بأغلبية الطاولات وسلمت على الحضور في ايدهم وحيتهم بكلمات رقيقة وابتسامة دافئة .. شكرتها على المتعة الادتني ليها بأدائها المميز .. وشكرتني على الحضور .. حقيقة اتمنيت لو اتسع زمن الاجازة عشان ارجع اروما كافيه تاني يوم الخميس المخصص ليها واستمتع بالأداء الهادئ .. لكن للأسف في السودان الوقت ما بسعفك لتكرار الاشياء الممتعة ..

معلوماتي البسيطة عن رشا حامد انه فيها جزء سوداني وجزء امريكي .. وإنها جامعية وعملت في مجال التدريس .. وإنها زوجة لمواطن امريكي افريقي وام لطفلين .. ذات حضور قوي وشخصية كاريزمية .. من طريقة غناها وتجاوبا مع الجمهور بتعرف انها انسانة حساسة ومعطاءة وكل شئ عندها ( معمول بحب ) ..


حاشية ..


مبروك لدولة الامارات العربية المتحدة التي تستضيفني على ارضها منذ قرابة ثلاثة عشر عاماً ذكرى عيدها الوطني الــ 41 ..
اعاده الله عليها وعلى شعبها وحكامها وكل المقيمين فيها من شتى الاجناس وهم يرفلون في النعم ويتمتعون بالامان والرخاء ..
كل عام ولوحات الحب والولاء والانتماء تُرسم بكل الالوان بين شعب منحه حكامه ما يستحق من حقوق جعلته عزيزاً مكرماً داخل وخارج وطنه ..
فبادل الشعب حكامه ودولته حباً بحب .. وتقديراً بتقدير ..

( عقبالنا يارب ) .. ولو بعد حين ..



للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
صورة العضو الرمزية
محسن الفكي
مشاركات: 1062
اشترك في: الثلاثاء مارس 17, 2009 12:54 am
مكان: ميدان الخرطوم

محمد عبد الله الريح يكسب

مشاركة بواسطة محسن الفكي »

[font=Microsoft Sans Serif]سلام مجددا يا سناء(مع حفظ الالقاب)

كنت متوقع تبشرينا ببشارة نشر،رغم المعوقات التي سقتيها سابقا، في ان ترفض مجرد صحيفة مواصلة نشر حكاويك،والتي طالعتها معلقا معك العام2007،وكان من ضمن تعقيباتي،مسألة الإشارة للتاريخ. وهنا ايضا اتساءل ،مرة اخرى هل تكتبين من الذاكرة ام من يوميات .. وبالتالي الاشارة للتاريخ..مرة اخري؟
وبالطبع طالعت انك لاتكتبين الا من المكتب،فهذه فرصة "أتجدع" هنا لحدي يوم الأحد.

[font=Microsoft Sans Serif] ولا يخلو الامر من ( دادة ) تجري ورا الطفل وترعاه

[font=Microsoft Sans Serif]
ورايك شنو يا سناء في إستحداث،وجود المربية..؟
نحنا اتعودنا على مهن كـ "غسالة" او"كناسة" او "طباخة" أو"عواسة" أو"حنانة" أو "مشاطة" ،وما الى ذلك من المهن المعروفة في البيت السوداني...؟
فلو قارنا أمرنا اليوم ببيئة عرب "الجاهلية!" ..الذين كانت لهم نساء يمتهن التربية والرضاعة،ورجال لتعليم الفروسية والعلم . أجد أننا تأخرنا في هذا الامر كثيرا. خاصة مع ظروف حياة خرج الاب والام للعمل معا.
-

https://www.youtube.com/v/WZRmZ8M-CPE

ده آخر فديو للفاتح جبرا،(بتاريخ 24 نوفمبر الجاري)وبه مقارنة ومقاربة بين "الجدد" و"القدامي" والذين يمثلهم محمد عبد الله الريح والذي انتزع البسمة من الاثنين معا.وللمزيد للمشاهدة اضغطي/ي الفاتح جبرا حتى لا اكون موضوعيا.

-
قلت ان السياق يسمح،هل ممكن السياق ما يسمح ..؟ اذا لو تغير السياق فأكيد انه لا يسمح
اسمح لك او لا أسمح.
يقول المعجم الوجيز ص 320 العمود رقم 3 ،سمح سماحة = كرم وسخاء، ؛سامحه عفا عنه،في الدعاء سامحك الله ، ويقال سامحه بذنبه .تسامح في كذا = تساهل، بل حتى بيع السماح = البيع بأقل من السعر المناسب، (السمحة) وصف للشريعة،أي فيها يسر وسهولة. نعم أتفق معك ان فارق المعني بين تعايش وتسامح كبير،وأيضا " التسامح الديني" مستخدم على نطاق واسع،رغم كل ما سبق .
لكن تعايش ديني،أدق واصحّ،دي رؤية ووجهة نظر تخصني،فهل يسمح او تسمح بها مساحة الفضفضة في مدونتك ..؟ أم انك ستتعايشين معها ..؟

كل الخوف في النهاية تكوني مداومة يوم الجمعة وتجي تردي هسه،قبل ما اتهنأ بهذا الاحتلال المؤقت، مع خالص شكري وتحياتي مسبقا.
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

[font=Microsoft Sans Serif]

سلام يا محسن الفكي ..

بشأن الكتابة .. انا بكتب من الذاكرة طوالي .. وما عندي اي يوميات أخرى مدونة .. فقط كتابتي المنتشرة في الفضاء الاسفيري دة .. وبعتمد في توثيق التاريخ على التاريخ المدون في الاماكن البنشر فيها ..

بشأن النشر .. ما عارفة ليه انا ما مهمومة بقصة النشر دي .. برغم الحاح الاصدقاء بضرورة نشر كتاباتي في كتب .. وبرغم تقديري الشديد لكل الاراء البتحضني على حفظ حقوقي الادبية والمادية بالنشر .. لكن أظن كدة ( وبعد الظن حق ) اني ما زلت بتعامل مع الكتابة بروح الهواة وبالتالي ما بركز كتير في مسائل ضرورة النشر وحفظ الحقوق .. الحق الوحيد البصر عليه وبدافع عنه هو وجود اسمي في اي كتابة حقتي تنشر في اي مكان حتى لو بدون اذني او موافقتي ..

بشأن ( التجدع ) هنا .. يا سيدي زي ما قلت قبل كدة .. دي مجرد ثرثرة .. وهي قابلة لاستيعاب كل الراغبين في قراءتها او رفدها بما يناسبها .. وبما اني فعلا ما بكتب الا في المكتب ( ولغاية الان ما قدرت احدد سر الموضوع دة ) .. وبما انه الاحد والاتنين كنت بستمتع باجازة العيد الوطني لدولة الامارات العربية المتحدة .. يبقى اديتك فرصة كافية للتجدع بدون مضايقة او رد مني :) ..

وظيفة الدادة او المربية وظيفة محترمة .. وفي الخارج عندها مدارس خاصة ودروس وامتحانات صعبة .. والوظيفة تحتاج الى مراجع معتمدة للمربية تستند عليها الاسر الراغبة في وضع اطفالها تحت عهدة المربية .. لكن لم نعتد في السودان على منظر المربية او ( الدادة ) التي تركض خلف الاطفال بينما الام جالسة لا تحرك ساكناً ... ربما هي من مستحدثات المجتمع ( المرفه ) الذي اصبح يستورد كل شئ من الخارج ... بما فيه مربيات اطفاله ..
رأي شخصي .. لا اثق باجنبية غريبة يُعهد اليه غرس وتنشئة طفل قد يختلف عنها في العادات والتقاليد واسلوب التنشئة والعقيدة ..

ويا محسن اسمح لك واسامحك واتسامح مع وجودك في ثرثرتي الحميمة .. لا تثريب عليك .. فكلنا نتعايش مع بعضنا البعض في هذا الاسفير الشاسع ...


للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

[font=Microsoft Sans Serif]

وختامه ديوان الجباية .. و( السجم ) الوطني ..


بعد ما انتهى العيد ببهجته ولحمته وشيته وشربوته .. قررت انه قد آن الاوان لتعكير دمي وتكدير صفوي بزيارة ديوان شئون العاملين بالخارج لدفع الجبايات المفروضة عليّ دون ان احصل مقابلها على اية خدمات داخل او خارج الوطن .. والتي بموجبها سوف احصل على تأشيرة الخروج ( ولو ما كنت مغروضة في التأشيرة كان ديوان الجباية دة يشمني قدحة ) .. اسوا ما في الموضوع انه الزيارة تمددت لتلتهم جزء مقدّر خلال اربعة يوم من اجازتي الثمينة ..


Day one

قمت على مهلتي .. شربت الشاي وفطرت .. لمن وصلت الساعة عشرة ونص كان كل موطئ قدم في مباني الديوان ( زحمة يا دنيا زحمة ) .. صديقتي الجات معاي لنفس الهدف حاولت تقنعني إننا نتخارج ونخلي الموضوع لبكرة .. رفضت تماما فكرة اني اضيع يوم تاني في الرجعة واصريت ادخل .. ويا ليتني لم افعل .. كانت الزحمة شفطت كل الهوا المتاح في الجو .. ومع الضجيج الشديد كان بيطلع بوخ حار ونتن من الممرات المحشية بالبشر برغم انه درجة الحرارة ما كانت عالية .. حاولت ادخل غلبني .. شلت روحي وصحبتي وطلعنا بعد ان استمعنا إلى نصيحة غالية من احدهم ( لو عاوزين تخلصوا بدون زحمة .. بكرة الساعة تمنية صباحاً تكونوا قدام الباب ) ..
رجعت وانا اجرجر اذيال الغيظ على الصباح الذي تبدد بلا جدوى ..


Day two

الساعة سبعة ونص طلعت من البيت لا شاي ولا فطور ولا يحزنون .. تمنية شوكة انا وصحبتي واقفات قدام الباب الرئيسي للديوان .. لقينا زحمة ( ذكورية ) ما عادية .. والموظفين رافضين يفتحوا الباب .. اتلملمنا زي ستة سبعة ( نساء ) ووقفنا بعيد منتظرين تعطّف وتكرّم ناس الديوان بفتح ابواب جنتهم الموعودة .. لكن يبدو انه كانت عندهم افكار ونوايا اخرى لتعذيب المغفلين الواقفين برة ديل .. طالت مدة الوقوف .. وبدات الاصوات تتعالى .. وتدافع الذكور نحو الباب الموصد بغضب افرحنا وقلنا خلاص الغضبة دي حتفتح لينا باب الجنة الموصد .. وترافق مع التدافع سباب حاد بشتى اللهجات .. للديوان .. والقائمين عليه .. وللبلد زاتا ..
وكلما ازداد التدافع الذكوري ازداد تراجعنا النسائي إلى الخلف لمن لقينا انه مافي مفر من الانسحاب من المكان .. فقررنا نكوّن وفد نسائي للمطالبة بفتح الباب المطلّ على الشارع الرئيسي للنساء .. مشينا ( متغزرات ) ببعض واصطدمنا بتعنت موظف البوابة الرفض تماما يدخلنا وامرنا نرجع للباب التاني .. قمنا احنا كمان استعنا بالعناد النسائي الشهير وابينا نتحرك ووقفنا مرصوصات نتبادل النظرات الغاضبة مع حارس بوابة ديوان الجباية البغيض .. في النهاية يبدو انه وقفتنا لفتت انتباه احدهم .. فامر الحارس بادخالنا .. فخطونا ونحن ننظر اليه بشماتة المنتصر .. بينما يكاد شرر نظراته الغاضبة يحرقنا ..

جوة ( البرندات ) الطويلة اتنقلنا من شباك صغير قاعدة وراه موظفة لا مبالية .. إلى آخر وراه موظفة اكتر لا مبالاة من الاولى .. كنت اتمتم لصديقتي بغيظ شديد ( الناس ديل يشيلوا قروشنا وكمان يذلونا ؟! .. صحي منعول ابوها بلد ) .. سالتني الموظفة اللامبالية ( اها عاوزة تدفعي الزكاة كلها ؟! ) اجبتها ( لا .. نصها ) اجابتني ( سمح امشي المكتب الاخير على ايدك اليمين اطلعي فوق للتأجيل ) ..
كان ممكن ادفعا كلها .. لكن حالة الغيظ الاتلبستني خلتني اعاند روحي وارفض ادفع ليهم قروشي التعبانة فيها وابرد بطنهم .. خلصت اجراءات التأجيل واتجهت لشباك اورنيك التاشيرة كان كله رجال قاموا مشكورين افسحوا لي المجال قدام بدون ما انتظر دوري .. خلصت كل الاجراءات ودقيت التاشيرة في الجواز .. وشلت نفسّي وقلت الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه .. وقلت اطلع سريع من الديوان دة قبل لا يطق لي عرق ولا تجيني كوما سكري ..

اثناء هرولتي في السعي الحثيث للخروج من المكان .. ( طقشت ) عيني يافطة مكتوب فيه ( الرقم الوطني ) .. الغريبة خلال الاجراءات دي كلها مافي زول سالني من رقمي الوطني برغم الكلام السمعته عن انه مافي تاشيرة بدونه .. قلت لروحي يا بت ادخلي وشوفي الحاصل شنو .. اتهورت واتورطت ودخلت .. وبديت اجراءات طويلة في عدة شبابيك صغيرة قبيحة وراها موظفين وموظفات طابعهم اللامبالاة ..
واتبعت التعليمات حرفياً .. استلمي ورقة .. استلمت .. امشي التصوير .. اتصورت .. اخدي البصمات .. أخدت .. استلمي ورقة تانية .. استلمت .. اقعدي انتظري ساعتين عشان تاخدي رقمك الوطني .. قعدت ..
مرت الساعتين .. وما استلمت .. مشيت للموظف البنادي الاسماء بدون ميكرفون .. والسمع سمع والما سمع ان شاء الله عنو ما سمع .. يا اخونا وين رقمي الوطني ؟! .. عاين لي من فوق لتحت وهزّ كتفينه وقال لي .. بكون لسة ما اتطبع .. ليه ما اتطبع ما ديل الناس الكانو واقفين معاي في الصف ؟! .. هزّ كتفينه تاني وقال لي .. عادي مرات الطباعة بتتاخر .. لو مستعجلة امشي وتعالي بكرة تلقيه جاهز ..

صادفت كلماته هوى في نفسي المتهاوية من الارهاق والزهج ولقت نصيحته طريقها إلى اذني التي اتعبها الضجيج .. فخرجت لا الوى على شئ وانا احدث نفسي ( ان غداً ناظره قريب ) ..

وباقي حكاية يومين من العذاب .. لوكوا معاي الصبر ...


للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

[font=Microsoft Sans Serif]
Day Three

جيت الديوان على راحتى وقلت الموضوع ما حياخد مني أكتر من خمسة دقايق استلم وامشي اكمل باقي مشاويري الكتيرة ومسيخة الابت تخلص .. اها دخلت طوالي على محل التسليم .. للاسف الزول البنادي بدون مايكرفون ما لقيته .. وبديت جولة طويلة من الاسئلة عن مكان رقمي ومن وين استلمه .. ومن مكتب لمكتب .. ومن شباك لشباك .. وفي النهاية قالو لي انتظري ( المنادي ) هو معاه كل الاوراق القديمة والجديدة .. انتظرت .. مرت ساعة .. وتبعتها ساعة اخرى .. وظهر المنادي .. ونادى الاسماء .. واسمي ما ظهر .. يا جماعة الحكاية شنو ؟! .. لو ما عاوزين تدوني رقم وطني كلموني .. مافي مشكلة اني اقعد بدونه .. هو اصلن السجم دة انا حاستفيد منه شنو ؟! .. قام المنادي البحب يهوزز كتفينه نصحني امشي مكتب التحريات عشان اعرف ليه ورقتي ما اتطبعت .. مشيت مكتب التحريات .. الشاب القاعد ورا المكتب (طبظ ) في كمبيوتره وعاين لي كدة وقال لي : يااخت الاجراء بتاعك مؤجل !! ..
وبديت افور .. وبدت اعصابي تفلت .. وبدا صوتي يرتفع .. وبدت العبارات الغاضبة تتدافع .. مؤجل ؟! .. يعني شنو مؤجل .. ومؤجل لمتين .. وليه ما قلتو لي الكلام دة من اول يوم ؟! .. وليه مضيعين لي تلاتة يوم امشي واجي فيهم بدون فايدة ؟! .. انتو قايلين الناس فاضيين وبس قاعدين قصاد رقمكم الوطني .. اها اقول ليك كلام .. انا ما عاوزاهو .. احتفظوا بيه عندكم .. قال مؤجل قال !! ..
الشاب كان صبور وعنده حبة اخلاق .. وبدا يشرح لي اسباب التأجيل براحة كدة .. معليش يااخت .. انتي لمن كتبتي وظيفتك ما جبتي لينا ما يثبت كلامك .. بديت افور تاني .. كيفن يعني اجيب ليكم ما يثبت كلامي !! اصلاً مافي أي زول هنا طالبني اجيب ما يثبت كلامي .. وبعدين انا كاتبة ليكم شنو في الوظيفة ؟! وزير مفوض ولا سفير ؟! .. حي الله وظيفة ادارية وما محتاجة اثبات ومكتوبة في الاقامة .. عاوزين اثبات شنو اكتر من الاقامة ؟! .. ويبدو انه فورتي كانت صعبة جداً واثمرت لانه الموظف الصبور طوالي بدا يطقطق كمبيوتره وبعد دقايق قال لي .. خلاص انا فكيت التأجيل من عندي .. بعد كدة باقي توقيع الضابط المسئول .. انتظري شوية بس الزول دة مشى يفطر .. اول ما يرجع بوقع ليك وتشيلي ورقتك وتمشي ..
مرت ساعة والضابط لسة بفطر .. ونص ساعة تانية والضابط ما رجع من الفطور .. ولمن صبري نفد مشيت طوالي لمكتبه عشان اشوف قصة الفطور الاستغرق ساعة ونص دة نوعه شنو .. لقيت المكتب ملان مراجعين وحضرة الضابط المبجل ما ليه اثر .. رجعت للشاب الصبور .. لمن عاين لي وعرفني على حافة الانفجار .. قال لي يا اخت اقول ليك كلام ؟! .. امشي البيت ارتاحي .. احنا شغالين لغاية اربعة عصر .. تعالي قبلها حتلقى رقمك جاهز عندي .. .. هزيت راسي بالموافقة لانه كنت خلاص فقدت القدرة على الكلام .. وطلعت على البيت عدل بعد ما لغيت كل المشاوير من الزهج ..



Day Four

جيت الديوان وانا متحفزة وشايلة جواي كل قاموس السبّ والشتم البعرفه .. وقلت الليلة يا انا يا ناس الرقم الوطني .. لو قالو لي لسة ولا تعالي بكرة الا استفرغ فيهم كل القاموس العندي وزي ما تجي تجي .. دخلت مكتب الشاب الصبور .. ما لقيته .. مشيت محل المنادي لقيته قاعد يهوزز كتفينه لناس كتار .. مشيت ليه وخطواتي بتطلق شرار وعيوني فيها نار .. سالته باقصى ما قدرت من صبر وهدوء .. وين رقمي الوطني .. عاين لي كدة وسالني .. موش انتي سناء المؤجلة ؟! يا سلام !! تاجيلكم بقى لقبي عندكم ؟! .. ايوة انا المؤجلة .. وين سجمي الوطني .. ياخي رقمك عند فلان شاله من امبارح .. طيب .. وين فلان .. امشي المكتب داك اسالي منه .. مشيت المكتب .. وين فلان ؟! .. والله فلان دة كان هنا وطلع قبل شوية شوفيه برة .. مشيت افتش من مكتب لمكتب عن فلان الشايل سجمي الوطني وحايم بيه !! لمن تعبت ورجليني وجعتني قعدت في اول كرسي لقيته فاضي وانا بحاول اعد لغاية مليون عشان اهدا شوية ..
لمن وصلت الخمسين في العد جا فلان ماري جنبي بدون ما يلاحظني .. نطيت من الكرسي ومسكته من قميصه .. هي يا فلان سجمي الوطني قالو عندك !! .. تبسم ضاحكاً .. ايوة يا سناء .. امبارح بعد ما طلعتي طوالي الضابط وقعه وشلته عندي قلت يمكن تجي راجعة تاني .. اتنفست الصعداء .. مديت يدي بدون كلام .. فتش الورق الكتير الشايله في ايده وطلعه لي .. شكرته بهمهمة مبهمة وقلت احسن امشي اعمل ليه تغليف حراري بتلاتة جنيه في شباك قبيح وراه موظف لامبالي ..
لمن خلصت التغليف وانا طالعة قلت كدة النشوف البيانات المكتوبة شنو .. لمن وصلت لتاريخ الميلاد اكتشفت انه سنة الميلاد معكوسة وانه الجماعة ديل اختصروا من عمري ( 18 ) سنة كاملة .. فغرت فاهي دهشة .. ومن الباب رجعت للموظف الصبور تاني .. ياخي اسمع .. تاريخ ميلادي دة غلط .. انتو عكستو السنة .. عاين للورقة الفي يدي ... وقال لي : يازولة انتي مفروض تفرحي .. هسة عندك مستند رسمي يثبت انك من جيل التمنينات .. ولو عاوزة ممكن تمشي تغيري جوازك بالتاريخ الجديد دة .. قلت ليه .. اسمع يا زول .. ما عاوزة اكون من جيل التمنينات .. عدلوا لي التاريخ دة واكتبوا لي تاريخ ميلادي الصحيح .. عاين لي باندهاشة وقال لي : مافي مشكلة لكن الموضوع دة الا بكرة ..
تااااني بكرة !! منعول ابو السجم الوطني بتاعكم دة .. خلي كدة ان شاء الله ما اتعدل ..

شلت الورقة بالتاريخ الغلط وطلعت .. حالياً كل كم يوم كدة بتراودني نفسي الامارة بالسوء امشي القنصلية في دبي واعمل جواز جديد اكون فيه من جيل التمنينات ... وارجع ابقى حنكوشة .. وانكر كل تجاربي العشتها واتعلمتها خلال السنوات المختزلة من عمري .. وانا مالي ؟! .. موش حكومة جمهورية السودان الديمقراطية بجلالة قدرها قررت تصغرني ؟! ..

الرقم الوطني ؟ !! ... وحات الله دة السجم الوطني ..

وانتهت حكايات الاجازة بحلوها ومرها ...


للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

رزق المساكين في ديوان المجانين

مشاركة بواسطة حسن موسى »

سلام يا سناء
و الله إن كان لك من عزاء في كل هذا العناء فهو أننا استمتعنا بكتابتك و تجمّلنا بها.و الشكر موصول لديوان الجناية [ التصحيف مقصود ] و " السجم " الوطني و الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه.
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

[font=Microsoft Sans Serif]

يا حسن موسى سلام ..

ياخي كنت عاوزة ارد عليك بكلام كتير ( كالمعتاد ) .. كنت عاوزة اونسك بباقي حاجات الاجازة الغميسة الما حكيتا .. بشوارع مشيتا .. وابواب دقيتا .. بناس لاقيتهم صدفة وكانت اجمل صدفة .. بقهاوي مليانة حكاوي .. بدموع في عيون اطفال .. بضحكات بقت ضنينة .. بالبنقو المنتشر بين الشباب .. بالبنات الغنايات والاولاد البنططو زي القرود وقالوا برقصوا .. كنت عاوزة اونسك بحاجات كتيرة ..
لكن جاني خبر موت طلاب جامعة الجزيرة وعمل لي وجع قلب وطمام روح .. سدّ نفسي من الكلام .. وضاعت حكاياتي في متاهات الحزن على اولاد في عزّ الشباب اغتيلوا غيلة وغدراً ..
اولاد كانوا اهاليهم منتظريهم يتخرجوا ويشتغلوا عشان يعدلوا الحال المايل .. زيهم وزي باقي المساكين الفي بلدنا السجمان المتمسكين بمقولة ( بكرة يكبروا الجهال ويزيلوا الغبار ) .. اها ديل ما ادوهم فرصة يكبروا ويزيلوا من وشوش اهاليهم غبار الحاجة والفقر والمرض والجهل .. الاولاد ديل قتلوهم لانهم كانوا بحلموا بعالم سعيد .. ماتوا بس لانهم حلموا .. ملعونة ابوها بلد بتقتل اولادا لانهم بحلموا ... في السودان ما مفروض ابداً أي انسان يحلم .. لانه الحلم هناك جريمة يعاقب عليها قانون الكيزان بالموت ...

في السودان لازم الكل يقتنع .. ويؤمن .. ويردد :
لا تحلموا بعالم سعيد
فخلف كل قيصر يفوت قيصرا" جديد
وبعد كل ثائرا
" يموت أحزان بلا جدوى ودمعة سدا"
احتاج دوزنه وترا" جديدا"
لا يضيف إلي النشيد سوى النشاز
لغة تفتش عن ارض خصبة
شمسا تغير طعم فاكهة الشتاء
احتاج مفرزنا من الشعراء والجوعى
لنعلن سخطنا
او ننتهى منا بأغنية تذاع
بالشهداء والفقراء بطفلنا الأتي وكوم اللاجئين
للداعين في الصلوات هتفنا ما سمعتم
ثم هاترنا انصرفتم
يا بحر تجاوز في سكونه كل حد
يا بحر قم حرك تحرك أو فعد
نحو ابتدائك فالنهايات البعيدة لاتحد
الفظ جحيمك
او فقادر
ساحليك إلي الأبد
تابعو ما شئتموه أو طاوعوا من خفتمو
فالزاحفون إلي الفجيعة
انتمو فقط افهموا إن لا وثيقة أو وفاق
ولا حقيقة أو نفاق
تخفي عن الأطفال عورة من دفنتم من رجال"

وياريت لو سلموهم لاهاليهم بعد ما قتلوهم .. الا قتلوهم ورموهم في ترعة .. الترعة الكان مفروض لمن يتخرجوا من الجامعة يعمروها ويوسعوها ويعدلوا مسارا .. رموهم وسط الارض الكان مفروض يزروعها ويحصدوها .. رموهم بطريقة لا انسانية .. كانهم ما بشر .. كانهم ما اولاد البلد دي .. كانهم اعداء الداء ..

معليش يا حسن .. ما قادرة اونسك بكلام سمح عن بلد ما سمح .. بلد حولته عربدة الانقاذ السياسية والدينية لحفرة كريهة ظاهرها العذاب وباطنها الموت .. الموت بشتى الطرق والنكهات .. موت معنوى زي ما حاصل لاغلبية الشعب التعبان ... وموت حقيقي بالضرب المبرح او بالرصاص او بالشنق او بخلافه ( تتعدد الاساليب والموت واحد ) .. وبعد الموت .. المحظوظ ( اذا في حظ بعد الموت ) هو البتتلقي جثته وتكرم بدفنها ويكون عنده قبر واضح معروف المكان يزوروه فيه احباؤه ويقروا على روحه الفاتحة .. حتى اذا الجثة اتلقت مرمية في صحراء ولا ترعة ولا غابة المهم تتلقي .. لانه عادي في السودان الناس ( تتقتل ) وما تتلقى الجثث ..

معليش يا حسن حكاياتي لبست توب الحداد .. اتوشحت بالسواد .. حكاياتي ماتت مع الوليدات الصغار ديل ..
الله يتغمدهم برحمته .. ويصبر اهاليهم .. وينتقم من قتلتهم في الدنيا قبل الاخرة ..


باقي الكلام :

او كما قال امل دنقل في كلمات سبارتكوس الأخيرة :

معلق أنا على مشانق الصباح
و جبهتي- بالموت- محنية
لأنني لم أحنها... حية!
يا إخواني الذين يعبرون في الميدان مطرقين
منحدرين في نهاية المساء
في شارع الإسكندر الأكبر:
لا تخجلوا... و لترفعوا عيونكم إلىّ
لأنكم معلقون جانبي... على مشانق القيصر
فلترفعوا عيونكم إليّ
لربما.. إذا التقت عيونكم بالموت في عينيّ:
يبتسم الفناء داخلي...لأنكم رفعتم رأسكم ...مرة


للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

[font=Microsoft Sans Serif]



يا ناس الواطة سووا حاجاتكم .. نهاية العالم جاتكم ..

أو
هل سيكون يوم الجمعة 21 ديسمبر هو يوم القيامة ؟! ..



اها يا جماعة الخير .. واحنا في خضم الربيع العربي البقى ما ربيع بالنسبة لكتير من الدول .. وفي معمعة الانقلابات الفاشلة في السودان .. والموت بالجملة في كل البلدان ..
جانا الخبر شايلة الاسفير .. وقالو القيامة قربت شديد .. باقي ليها كم يوم .. او بالتحديد 4 يوم .. يعني كل انسان يتهيأ لانه يوم 21/12/2012م حيكون آخر يوم في عمره وعمر الارض ..
واالتاريخ دة يقال انه ناس حضارة المايا الانقرضوا ليهم قرون .. قبل ما يندثروا كتبوا لينا في الحجار بلغتهم الغامضة انه الحياة دي ماشة في دوائر... ودة معناه ان الزمن بعيد نفسه لمن تكتمل الدائرة .. والاكتمال دة بيحصل مرة كل 5000 سنة .. اها لحظة تكتمل دورة الزمن دي بتجي مصيبة من الفضاء الخارجي ( وانا مختلفة معاهم تماما في الحتة دي .. لاننا احنا البشر ما محتاجين مصيبة تجينا من برة عشان تنتهي مننا .. احنا برانا متكفلين بصنع مصائبنا التي تسهم وبشكل فعال في فناء كل شئ حي على ظاهر هذه البسيطة ) .. اها نرجع لناس المايا .. قالو في كوكب عملاق حيقترب من الارض بشكل يؤثر على التوازن الموجود فيها ..
( وقد أكد العلماء أنه تم رصد كوكب جديد أطلق عليه علماء الناسا كوكب إكس أو كوكب النيبيرو والذي يتراوح حجمه بين 4 أضعاف حجم الأرض وبين مرتين ونصف حجم المشتري ويقترب بسرعة فائقة من الأرض قادما من خلف الشمس سالكا مداره الذي يبلغ 3600 سنة)
واقترابه الشديد من الارض سوف يؤدي لحدوث البراكين والزلازل والفيضانات التي ستقضي على الحياة في سطح الارض فلا يبق فيها بحر ولا شجر .. ولا طير ولا بشر .. بمعنى آخر سوف تصبح قاعاً صفصفاً ...
وحسب نظرية دائرية الزمن عند اهل المايا الذين سادت حضارتهم لفترة طويلة ثم بادت تاركة خلفها الكثير المثير من الاثار التي دلت على تقدمهم وتطورهم .. انه آخر سلالات البشر ظهرت قبل 3114 وأن نهايتهم ستكون عام 2012 وتحديدًا في 21 ديسمبر منه ..

نظرية مثيرة للاهتمام .. وبتخلي الزول يفكر .. لو بقت صحي القيامة بعد اربعة يوم .. الانسان مفروض يعمل شنو خلال الايام القليلة المتبقية دي .. دة سؤال كان بيتطرح علينا زمان في قعدات الونسة .. وبتلقاهو حايم في المنتديات .. سؤال بفتح ابواب كتيرة من الامنيات والرغبات .. بفتح ابواب الخوف من حاجات بعض الناس ما كانت مؤمنة بيها وشايفاها عبث .. وبفتح ابواب الكفر بحاجات بعض الناس كانت بتعتبرا من المسلمات الغير قابلة للنقاش .. وفي كل الاحوال .. كل الناس بتشوف فكرة فناء العالم مخيفة .. وبعيدة ..

حتى المسلمين المؤمنين تماما بانه علم الساعة عند الله وحده " قل إنما علمها عند ربى لا يجليها لوقتها إلا هو "..
وانها ممكن تقع ما بين غمضة عين وفتحها " لا تأتيكم إلا بغتة "..
الا انهم معتمدين على ظهور العلامات الصغرى التي ذكرها أنس بن مالك في حديث مذكور في صحيح البخاري
( لا تقوم الساعة - وإما قال : من أشراط الساعة - أن يرفع العلم، ويظهر الجهل، ويشرب الخمر، ويظهر الزنا ويقل الرجال، ويكثر النساء حتى يكون للخمسين امرأة القيم الواحد )
وحسب واقعنا المعاش .. اظن كل العلامات الصغرى دي اتوفرت بكثرة .. وما باقي لينا غير العلامات الكبري التي رواها حذيفة بن اسيد الغفاري في حديث صحيح عن الرسول (ص) فقال :
(اطلع النبي صلى الله عليه وسلم علينا ونحن نتذاكر. فقال " ما تذاكرون ؟ " قالوا : نذكر الساعة. قال " إنها لن تقوم حتى ترون قبلها عشر آيات ". فذكر الدخان، والدجال، والدابة، وطلوع الشمس من مغربها، ونزول عيسى عليه السلام، ويأجوج ومأجوج. وثلاثة خسوف : خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب. وآخر ذلك نار تخرج من اليمن، تطرد الناس إلى محشرهم ".
وعشان كدة عندنا حسن ظن جميل اننا ما زلنا في ( السيف سايد ) وانه القيامة ما حتقوم في زمننا دة .. وانه لسة في علامات ما ممكن تحصل في التلاتة يوم دي لانه وحسب ما قرأنا وتعلمنا انه بعد ظهور سيدنا عيسى عليه السلام وقتله للمسيح الدجال سوف يبقى في الارض مدة اربعين سنة .. لسة عندنا وقت نتوب ونستغفر ونعمل صالحاً ..

وبعد دة كلو لسة بطرح السؤال الاعتباطي على كل قارئ .. حتعمل شنو لو بقت القيامة فعلا بعد تلاتة يوم ؟!

غايتو انا بما اني لسة ما حجت ولا حتى عمرت .. وعباءة عبادتي والتزامي الديني مليانة بالخروم .. لا املك الا ان اقول : أسأل الله ان يغفر لي ويرحمني ويتقبلني عنده بقبول حسن ويتجاوز عن سيئاتي وجميع المسلمين انه هو الغفور الرحيم .. ربي اغفر وارحم وتجاوز عما تعلم انك الاعز الاكرم


اليكم مقتطفات من المواضيع التي كتبت عن نهاية العالم المزعومة يوم 21/12/2012م والتي جمعتها من العديد من المواقع والمنتديات والصحف ...
فيها حاجات تخليك تضحك .. وحاجات تانية تخليك تقول صحي رزق الهبل على المجانين .. ومصايب قوم عند قوم فوائد ..
اقروا .. واتأملوا ...


(1)
أكدت وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" أن الحديث عن نهاية العالم في 21 ديسمبر الجاري "كذبة"، ونفت بذلك اشاعات ترددت عن انتهاء العالم بهذا التاريخ، بسبب حادث كوني كبير "سيقلب الأرض رأسا على عقب".
وأثبت تقرير صادر عن "ناسا" بعد عمليات مراقبة حثيثة، عدم وجود أي كوكب قرب الأرض أو حتى أجرام سماوية بعيدة قد تسير بسرعات عالية جدا بحيث تصل الأرض وترتطم بها خلال الشهر الجاري.
وأضافت "ناسا" أن يوم 21 ديسمبر ليس نهاية العالم كما يتردد، وإنما يوم حدوث ظاهرة "الانقلاب الشتوي" وهو حدث فلكي يحدث عندما تكون الشمس عند أكبر مسافة على طرف مستوي خط الاستواء.
ويأتي هذا التقرير بعد أن أوردت وسائل إعلام أن فئة كبيرة من الناس في أماكن مختلفة من العالم تؤمن بناء على تقويم الـ"مايا"، بأن نهاية العالم ستكون في 21 ديسمبر الجاري، بعد أن يرتطم جسم ضخم بالكرة الأرضية، منهيا كافة أشكال الحياة عليها.



(2)
يتخوف كثيرون من نهاية العالم ديسمبر 2012، ولكن رجلاً في الصين أخذ الموضوع بجدية زائدة حين استثمر مدخراته لبناء سفينة تقيه من الفيضانات التي سترافق يوم القيامة. وذكر موقع صحيفة (غلوبال تايمز) الصينية، أن لو شينغاهي، من إقليم شينجيانغ الذي تسكنه أغلبية اليوغور، استثمر حوالي 160 ألف دولار لبناء قارب ضخم يأمل أن يساعده بالنجاة من الطوفان الذي يتوقعه في نهاية العام الجاري. وأشار لو، إلى أنه بدأ في بناء القارب عام 2010، ولكن إنجازه تأخر بسبب نقص المال.
وحين ينتهي القارب الذي صممه الرجل بنفسه يتوقع أن يبلغ طوله 21 متراً وارتفاعه 5.6 أمتار، ووزنه حوالي 80 طناً. وقال لو، إنه يخشى من انتهاء العالم عام 2012، لذا قرر استثمار ماله في القارب الذي يأمل أن يساعده في النجاة، ولكنه أقر أن ذلك لم يكن دافعه الوحيد، بل رغب أيضاً باستخدام القارب للاستمتاع بالمنظر في نهر تريم، وتأمين خدمات النقل البحري في حال نجا العالم من الكارثة.
يذكر أن لو، يحمل شهادة في العلوم، وكان عمل بشركة بناء قبل أن يصبح مستثمراً للأراضي. ويسود إيمان لدى كثيرين أن العالم سينتهي فعلاً عام 2012 وفق توقعات تقويم المايا الذي اعتقد أنها ستنتهي في 21/12/2012.



(3)
حمى العد التنازلي نحو نهاية العالم، كما يعتقد البعض تواصل انتشارها مسببة قلقا لدى السلطات الفرنسية التي تتحضر لمنع المئات وربما الآلاف من الوصول إلى جبل بوغاراش الشهر المقبل.


(4)
قالت الجمعية الفلكية بجدة أن ما قيل عن ظهور ثلاثة شموس في توقيت واحد في سماء مدينة شنغهاي خلال الأيام القليلة الماضية وربطها بنهاية العالم المرتبط بتقويم حضارة المايا غير صحيح.
وبين المهندس ماجد ابوزاهرة رئيس الجمعية: أن ما ظهر إلى جانب الشمس هو ظاهرة جوية ناتجة عن انكسارات لضوء الشمس تعرف بتسمية "الشمس المزيفة " أو" الشمس الشبح "، على هيئة لطخة براقة من الضوء في السماء تحدث بشكل متكرر، ويمكن رؤيتها بسهولة عندما تكون الشمس منخفضة نحو الأفق. وتكون إلى الجانب الأيمن والأيسر من الشمس على نفس الارتفاع وتبعد كل " لطخة ضوئية " عن الشمس 22 درجة. ويمكن رؤيتها أيضا مع وجود حلقة من الضوء حول الشمس والتي تسمى الهالة. ويمكن رؤيتها في كافة أرجاء العالم في أي وقت في العام.
هذه اللطخة الضوئية تتميز بأن الجانب القريب منها للشمس هو بلون احمر، أما اللون في الطرف البعيد يتدرج من البرتقالي إلى الأزرق. إضافة إلى هذه الألوان تتداخل إلى حد بعيد وفي النهاية هذه الألوان تندمج إلى اللون الأبيض.
ويرجع السبب في حدوث هذه الظاهرة الجوية الى كريستالات جليدية سداسية الشكل في السحب الرقيقة العالية و الباردة أو خلال الطقس البارد جدا.



(5)
دعت إدارة منشأة "مخبأ ستالين" في موسكو، الراغبين بالنجاة من "نهاية العالم" المتوقعة وفق تقويم المايا في 21 الشهر الجاري، ليلجأوا إلى المطعم الموجود في المخبأ المحصن الذي يبعد 65 مترا عن سطح الأرض.
ونقلت وكالة أنباء "نوفوستي" الروسية عن بيان لإدارة "مخبأ ستالين"، وهو متحف الحرب الباردة، أنها تدعو الراغبين في النجاة من "نهاية العالم" ليلجأوا إلى المخبأ الذي يبعد 65 مترا عن سطح الأرض و3 كيلومترات عن قصر الكرملين.
ووعدت الإدارة بتأمين "النجاة من نهاية العالم" في مقابل مبلغ 1.5 مليون روبل (48847 دولاراً) للشخصيات الهامة، و500 ألف روبل (16282 دولاراً) للمواطنين العاديين.
وجاء في البيان "إن ثمن تذكرة الملاذ من نهاية العالم سيرتفع مع اقتراب النهاية".
ووعدت إدارة المطعم بإعادة نصف المبلغ المدفوع إذا "لم يقض العالم نحبه".
وبدأ العمل في تشييد منشأة "مخبأ ستالين" في أربعينات القرن العشرين تنفيذا لأوامر الزعيم السوفيتي ستالين، وظلت في عهدة وزارة الدفاع حتى عام 2006 عندما اشترتها شركة خاصة.
ويسود إيمان لدى الكثير من الناس أن العالم سينتهي فعلاً عام 2012 وفق توقعات تقويم المايا الذي اعتقد أنها ستنتهي في 21/12/2012



(6)
يحبس الملايين أنفاسهم بانتظار يوم الـ21 من ديسمبر/كانون الأول، مترقبين ما إذا كان سيشكل هذا التاريخ موعداً مع "نهاية العالم" .. وتعود خلفيات هذا الاعتقاد إلى أكثر من خمسة آلاف سنة، عندما توقع شعب المايا نهاية العالم في الحادي والعشرين من ديسمبر 2012 .. وبحسب هذه النبوءة، فإن حادثاً كونياً كبيراً "سيقلب الأرض رأساً على عقب"، بعد أن يرتطم جسم ضخم أطلق عليه كوكب "نيبيرو" بالكرة الأرضية، منهياً كافة أشكال الحياة عليها. أما اللافت فيبقى أن هذا الاعتقاد يؤمن به نحو 10% من سكان الولايات المتحدة وعدة دول أخرى بحسب وسائل إعلام أمريكية .. وعلى الرغم من أن وكالة الفضاء الأمريكية وجهت العديد من التحذيرات بشأن عدم صحة هذه النبوءة، فإن 5 دول في أمريكا الجنوبية سوف تشهد احتفالات غير مسبوقة ابتداء من يوم الجمعة المقبل وتستمر على مدى ثلاثة أيام.
وما زاد من مخاوف البعض ظهور ثلاث شموس في توقيت واحد في سماء مدينة شنغهاي قبل أيام، لكن هذه المخاوف بددها عدد من علماء الفلك، عندما أكدوا أن ما ظهر إلى جانب الشمس هو ظاهرة جوية ناتجة عن انكسارات لضوء الشمس تعرف بتسمية "الشمس المزيفة" أو "الشمس الشبح".
أما الخوف من نهاية العالم والترويج لنبوءات المايا فتعود أسبابه، بحسب مراقبين، إلى التغير المناخي وهوليوود، التي اتهمت بالمسؤولة إلى حد كبير عن الهوس المرافق لهذا التاريخ، على خلفية إنتاجها للفيلم الشهير "2012" الذي يتحدث عن نهاية العالم، إضافة لكتاب "عهد المايان" للروائي الأمريكي ستيف ألتين.
بين نهاية العالم وبداية دورة زمنية جديدة تنشغل الشركات السياحية في كثير من دول العالم لاسيما في أوروبا وأمريكا بزيادة عائداتها المالية من خلال تنشيط الحركة السياحية غير العادية بالتزامن مع الموعد الحدث، وتنظيم الاحتفالات الضخمة لهذه المناسبة.



(7)
أصبحت قرية شيرنس الوادعة في الغرب التركي، على مقربة من موقع أفسس الأثري، مكتظة منذ أسابيع، لأنها ستكون بمنأى عن نهاية العالم في 21 ديسمبر/كانون الأول الجاري وفقا للمؤمنين بهذه الفكرة استنادا الى تقويم حضارة المايا.
ويقول المؤمنون بنهاية العالم قريبا إن هذه القرية التي تقطنها 600 نسمة، ستتمتع بموجات من الطاقة الإيجابية. وأدى انتشار هذه الأفكار إلى طفرة سياحية في القرية شغلت كل فنادقها ذات الـ400 سرير.
وقال ايلكان غولغون الذي يعمل في قطاع السياحة "إنها المرة الأولى التي نشهد فيها هذا النشاط السياحي في الشتاء. فهناك أشخاص يعتقدون أن الطاقة في هذه القرية قوية جداً، ويعتقدون أنها ستحملهم الى عالم آخر".
وأبدى أحد سكان القرية، ويدعى إبراهيم قطان، سعادته بتدفق السياح، وقال: "هذه الشائعات المنتشرة حول نهاية العالم جيدة جداً، وكلما انتشرت أكثر ارتفع عدد الزبائن في الفنادق، إنها تسهم في ازدهار قريتنا".

للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
الفاضل الهاشمي
مشاركات: 2281
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:14 pm

مشاركة بواسطة الفاضل الهاشمي »


الأخت سناء
كنت أشاهد قبل يومين هذا الفلم الوثائقي عن ذات البضاعة ؛ قلت أضعه بين يديكم/ن:
2012
Crossing Over: A New Beginning

انه التلاعب والتغبيش أو بقلم ميشيل النر: كل الأشياء تتداعي وتتقهقر -عايرة وادوها سوط :
الأطباء يقوضون الصحة
المحامون يغتصبون العدالة
الجامعات تودى بالمعرفة
الحكومات تنتهك الحريات
الإعلام الرسمي يشوه المعلومات
والأديان تقوض الروحانيات
(ترجمة من عندياتي من الفلم)

هذا فلم وثائقي يعالج موضوعة قيامة 21 ديسمبر من مناظير مختلفة

2012 Crossing Over: A New Beginning


https://topdocumentaryfilms.com/2012-cro ... +Online%29

هذه شريحة منه على اليوتيوب
https://m.youtube.com/#/watch?v=eOcNqDHk ... uri=%2Fwatch%3Fv%3D
eOcNqDHkBvc
The struggle over geography is complex and interesting because it is not only about soldiers and cannons but also about ideas, about forms, about images and imaginings
ادوارد سعيد "الثقافة والامبريالية 2004"
الفاضل الهاشمي
مشاركات: 2281
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:14 pm

مشاركة بواسطة الفاضل الهاشمي »



لو قيض لي قول كلمات عن الوثائقي أعلاه سأقول:
انه حزب المحبين
يضع المخرج النقاط حيث وسعه: تحت الحروف وفوقها ومن بينها .... ما أربحها صناعة الخوف تسوقنا جميعا إلى مربع الضحايا....
مشاهد محبوكة من التأمل والتفاؤل كون عالم الحب فركة كعب من هنا حيث القبح وان "الحبة ملك الاتحاد" ...حبوا تصحو حتي تشعو حبا ....
الطبيعة كفيلة بخلاصنا وان طاقة الوعي ذات صلة بوعي الطاقة الفلكية .....
الكاميرا لا تكذب وتقول كل الحقيقة!!!!
استمتعوا بالرحلة ،،، رحلة الوجود ... وعطرو الرحلة بروحانية وبثو طاقة إيجابية على جميع الخلق
تربت اياديكم/ن

The struggle over geography is complex and interesting because it is not only about soldiers and cannons but also about ideas, about forms, about images and imaginings
ادوارد سعيد "الثقافة والامبريالية 2004"
صورة العضو الرمزية
محسن الفكي
مشاركات: 1062
اشترك في: الثلاثاء مارس 17, 2009 12:54 am
مكان: ميدان الخرطوم

شكرا يا الفاضل

مشاركة بواسطة محسن الفكي »

[align=right]https://www.youtube.com/v/hlfYHAV1i8w#!

"عاما .. عاما .. ما بااا شوف" ..هكذا كنا نهتف صغارا في احدى الالعاب
والآن أغمض عيناي قبل الدخول لمشاهدة أي فلم وثائقي او تسجيلي، مهما كان موضوعه، ففيه مكسب وأي مكسب.
فما بالك ان كانت زاوية الشوف من زول شواف زي الفاضل الهاشمي
شكرا لك يا سناء ، جبتي لينا الفاضل ولو من باب السينما ..فرصة زي دى ما بتتفوت ـ وياريت يا الفاضل تكررها مرارا. وهسه وقفت المشاهدة بعد مرور دقائق معدودات- لحين عودة- وأتهيأ للخروج لمواجهة وثائق يوم معاشي جديد.
لكما التحية والامتنان
محسن.


* كامل الفلم مستخلص من وصلة الفاضل الهاشمي*
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

[font=Microsoft Sans Serif]

استاذنا الفاضل الهاشمي .. شكراً ليك على رابط الفلم الوثائقي ..
للاسف كوني في المكتب ما قدرت ارفع الصوت عشان اسمع بتمعن ..
فاجلت الاستماع لغاية ما ارجع البيت ..
لكن لفت انتباهي المقدمة المكتوبة ..


2012 Dec 21, 2012 is on everyone’s mind. What will it bring? Is it the end of the world? A new beginning for mankind? Or just another year on the calendar? 2012 Crossing Over, A New Beginning explores a spiritual perspective on the events of Dec 21, 2012.

This documentary investigates the galactic alignment, consciousness awakening, cycles of evolution, our binary star system with Sirius, the fear agenda in the media, who’s behind it, love vs fear and much more.


واضح انه التاريخ دة حظى باهتمام اغلبية الناس في شتى بقاع الارض ( ما بنقدر نقول كل الناس لانه في ناس ما عارفين دلالة التاريخ دة .. ولا مهتمين يعرفو ) ..
وفكرة يوم القيامة لو اخدناها بمعنى مجرد ( بعيد عن الافكار والمعتقدات الدينية ) فيها تضارب واضح بين الخوف والحب .. الخوف من الفناء .. الخوف من النهاية .. الخوف من الموت .. الخوف من الحساب ... الخوف من العذاب .. وفي المقابل بنلقى الحب واقف بصلابة .. حب الحياة نفسها .. حب الحب نفسه .. حب الوجود والكون .. حب اللحظات المميزة .. حب البشر لبعضهم ..

حسب عقيدتنا كمسلمين احنا مدفوعين بخليط الخوف والحب الاتنين مع بعض في التعامل والتفكير مع يوم القيامة .. وروحانية التفكير في اليوم دة بتعتمد على علاقة كل فرد بمحيطه وتفاعله مع المعطيات الدينية ومدى يقينه بالغيبيات التي يؤمن بها دون ان يراها .. لكن اظن انه لمن تحين اللحظة دي فعلاً .. حتسود شريعة الخوف .. لانه في اليوم المشهود حيحصل الاتي :

" يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ " ..

وفي اليوم داك مافي حيشتغل بزول وكل انسان حيقول رقبتي وبس ( يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ) ..

يعني في اليوم داك لا حيكون في حب ولا يحزنون .. وكل شاة معلقة من عرقوبا ...

شكراً يا هاشمي على المدد الجميل ..
وممكن نزيد في النقاش لمن اسمع حوار الفلم الوثائقي ..


للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
أضف رد جديد