أما زلت تذكر تلك الأيام التي كان عمري فيها زي حبة القمح ؟ طاهر .. ووسيم ؟
يا صديقي لقد سافرت بي الدنيا .. ودخل الحزن إلى جوفي ..
أما شاربي , فقد نما .. وخلعت المسبحه ..
والحال الآن , يا ود السر , أني لايص بين العالمين : لا أرض ولا سماء ..
لا أملك سوى أن أُخربش ذاكرتي وأسألها : متى يا طلال كنت إبن آدم كويس .. ؟
شكرأً يا " ود السر " كونك تذكرني بتلك الأيام .
وألف مليون سلام ..
... طلال
_____________________
إنعكاس / Self Portriet . لوحه من رسم : بيكاسو .
خطوط من فحم على ورق .
تم توقيعها بين عامي 1900 و1901 .
العمل محفوظ بمتحف بيكاسو : برشلونه .
عارف يا طلال مرة كنا راكبين أنا وصديق أم درماني قارب فوق بحيرة أمريكية صناعية. وعلى أطراف البحيرة مشاهد خلاّبة وهدوء غريب. وفجأة رأينا شخصا على الشاطئ يجلس متربصا بسنارته الغائصة في ماء البحيرة. ضحك صديقي وقال: ألم نشاهد هذا المشهد قبل أربعين سنة معلقا في دكان حلاقة محمد نور في سوق الموردة؟ بدا المشهد هو نفسه الذي يغيظك اثناء ما كان الحلاق يشد شعرك هنا و هناك! الاّن لا أدري بلوحاتك دي هل ذكرتني البحيرة الامريكية أم دكان محمد نور الحلاق! مصطفى مدثر
يمكن للشباب أن يتيح حياة مليئة بالإثارة، لكن كتابة مثل هذه تحقق إثارة من نوع خاص جداً حتى ليظن الشخص أن الكاتب، وربما القارئ أيضاً، سيعبر ببلوغه نهايتها إلى "ذروته" السعيدة! أنا أشير إلي حديثك عن الوقت الذي تهدره، ربما، في مسرات أخرى !
رأينا إلي حد الآن نصوص تخص ذكريات، بعض ملامح من سيرة ذاتية، هنا أو في سودانيز. أما من سرديات قصصية Fictionيعني؟ تذكرني كتاباتك بأعمال صنع الله ابراهيم المبكرة، في "تلك الرائحة" أو "بيروت .. بيروت" مثلا – إضافة إلي إبداعات عديدين من جيل الشباب المصري المعاصر، ممن نشروا في "أخبار الأدب" قصصا أو حتى قصائد نثر بالعامية أو الفصحى.
خالص المودة
آخر تعديل بواسطة الحسن بكري في الأربعاء يونيو 15, 2005 1:31 pm، تم التعديل مرة واحدة.
بيننا حوارات ناقصه .. علينا إتمامها , على الأقل قبل بلوغي السبعين .. عشان أنا بعد كده عايز أمشي الإسكندريه وأعيش هناك الإطناشر سنه الهيكونو فاضلين من عمري .. الصباح أشرب قهوه من بُن برازيلي خفيف . وبعدين أمشي آكل سمك .. وأتنفس هواء البحر الصباحي .. اتمشى على الشارع المحازي للبحر ( وأنظر للبحر وما سبق من عمري ) ... أرجع البيت , أستحم .. ألبس لبس خمسه ( بنطلون قماش خفيف وقميص أبيض ) وآخد كرسي الخشب وأمشي أقعد على الرمل الساحلي وقدمي داخل الماء .. ألتفت بين الحين والآخر لأتفرج على ولد وبنت بيحبوا بعض .. في ذلك العمر هكون خلاص بقيت راجل عجوز محترم وهكون بطلت الخمره .. هشرب واين بس , ممكن مره مره أشرب كوباية فودكا عشان أنعنش ..
مأمون .. أنا كنت عايز أقول حاجه تانيه .. يظهر إني خرَفت من دلوقت ..
على كل حال أسأل الله حسن الخاتمه , لي ولكل الأصدقاء الأعزاء ..
فيروز ... أنا سعيد جداً بتواجدك هنا .. إنتي أنسانه جميله وفنانه صادقه .. لقد شاهدت مجموعه من أعمالك ... وأحببتها جداً .. لديك يد حره وعقل مفكوك العقال .. وبتعرفي ترقصي مع أفكارك بعذوبه ..
أنا متشوق لرؤية المزيد ..
... طلال
____________________
وجه بيكاسو على طابع بريد .
صدر في المكسيك عم 1981 .
أفرح كثيراً حين أرى أن مثل هذه الكتابه تنال الرضا , وهو الأمر الذي ينبهني إلى ضرورة الإشتغال عليها أكثر ..
للأسف لا أعرف كتابة القصة .. فخيالي ليس خصباً , كما أن قدرتي على التأليف ضعيفه .. ما أشعر بأني أعرفه هو الحكي .. حكاية ما كان .. عشان كده شاعر إني عايز أعيش كتير , وأنغمس في الحياه جداً بكل مساراتها ومعارجها .. لا أريد لمتعه أو عطر أو طعم أو صوت أو مكان أو شارده أو وارده أن تفوتني .. أشعر أني عايز أمسك العالم ده كلو بين يدي وأحتضنه ..
أستاذي العزيز .. تشرفت جداً بالكتابة إليك ..
... طلال
_______________________
صوره خاصه :
بيكاسو وفرنسوا و إبنهما كلود /
Picasso , Francoise & Claude تم إلتقاطها في 1952.
الشئ الذي يعجبني فيما كتبت و عشت , أنك حُر ؛ لا شي مُسبق يحكم مشاعرك ولغتها الخاصة سوي مشاعرك ولغتها الخاصة , وكمان يعجبني في السرد -سردك- الانتباه العفوي الفعلي للحركة الداخلية للانسان , وللشخوص ,اسرارها , جمالها المدسوس كما يهبشهُ و ينبُشه عقلك النبه ... لك لغة صادقة ونافذة - حجر الزاوية- في العملية ككل ؛عملية الكتابة , لغة يومية وجديدة مما يجعل الجمل تنطق بشفافية لتحكي تفاصيل ماجري بجمال ... بعدين ياخ بساطة قوية وواضحة , جمالها شديد ..
أصبحت حين أرى إسمك هنا أو هناك , ينشرح قلبي .. أنا سعيد كوني تعرفت إليك ..
عمر .. فيما يخص " أبو عبيده النيل " , فإن الرجل واحد من أهم أساتذتي في هذه الحياه .. وقد ساعدني في مرحلة مهمة من حياتي على تجاوز الكثير مما يرميه السودان في درب العمر الصغير ..
كان أستاذي في المدرسه .. وكان في تدريسه شهامه وصدق ومروءه .. عاملنا بمحبه وعلمنا الإحترام الحقيقي العميق ..
أخذني من يدي بعد يوم دراسي , وعرفني على خطاب حسن أحمد .. وذهب بي إلى جمعية حماية البيئه .. فدخلت بذلك في جو طيب ومحترم أعانني على هذه البلاد ..
هو الآن في سلطنة عمان , وله بنت تكتب كتابات غايه في الجمال والدقه .. إسمها : مزن أبوعبيده النيل ..
