هل صحيح تم تنفيذ جريمة قطع اطراف مواطن سودانى فى الخرطوم؟

Forum Démocratique
- Democratic Forum
صورة العضو الرمزية
ÃÈæ ÈßÑ ÕÇáÍ
مشاركات: 236
اشترك في: الاثنين يوليو 28, 2008 11:15 am

هل صحيح تم تنفيذ جريمة قطع اطراف مواطن سودانى فى الخرطوم؟

مشاركة بواسطة ÃÈæ ÈßÑ ÕÇáÍ »


رشحت اخبار تفيد بأن أحد قضاة عصابة الانقاذ حكم على متهم فى قضية نهب بحد الحرابة و تم تنفيذ قطع اطراف المواطن بمستشفى الرباط. اتمنى الا يكون هذا الخبر صحيحاً لكن على كل حال يجب ان يتم التأكد من ذلك. ادعوا القوى السياسية الوطنية بكل اطيافها لبذل كل ما فى وسعها للتأكد من صحة هذا الخبر، و ان حدث فعلاً (لا قدر الله) عليها بتعبئة الناس للتصدى لهذه الجريمة الشنيعة و الحادثه المأسوية بما تستحق من رد. لصوص الانقاذ هؤلاء يمارسون الحرابة و النهب المسلح ضد كل الشعب السودانى و كل صباح، و فى الاخر ينفذوا هذه العقوبات المتخلفة فى الفقراء ضحايا النهب و الفساد الانقاذى.
آخر تعديل بواسطة ÃÈæ ÈßÑ ÕÇáÍ في الأحد فبراير 17, 2013 5:13 pm، تم التعديل مرة واحدة.
أرض الله ما كبْوتة
صورة العضو الرمزية
ÃÈæ ÈßÑ ÕÇáÍ
مشاركات: 236
اشترك في: الاثنين يوليو 28, 2008 11:15 am

مشاركة بواسطة ÃÈæ ÈßÑ ÕÇáÍ »

علم موقع (النيلين) من مصادره المطلعة بأن سلطات السجن الإتحادي كوبر قد نفذت حكم القطع من خلاف علي المدان (آدم بابكر) اليوم (الخميس) الموافق 14/فبراير2013م بواسطة اطباء مستشفي الشرطة ببري والذين بدورهم قطعوا يده اليمني ورجله الشمال تنفيذاً للحكم الصادر في مواجهته من احدي المحاكم بغرب السودان قبل سنوات من تاريخ التنفيذ الذي شهده اللواء شرطة عمر عبدالماجد مدير السجن الإتحادي كوبر بالخرطوم بحري.من جهة اخري قال المصدر ان المدان آدم بابكر يشبه الفنان الراحل محمود عبدالعزيز شبهاً شديداً في الوجه ونحافة الجسم مؤكداً في ذات الوقت ان تنفيذ هذا الحكم يعد الأول في القطع بالخلاف منذ ان تولت ثورة الانقاذ الوطني مقاليد الحكم في السودان في 30 يونيو 1989م وإلي هذه اللحظة التي نفذ فيها الحكم علي المدان الذي ظل قابعاً في السجن لسنوات من تاريخ الحكم عليه.



https://keytabook.com/details.php?articleid=3657
أرض الله ما كبْوتة
Awad Mohamed Ahmed
مشاركات: 106
اشترك في: الاثنين نوفمبر 19, 2007 9:48 pm

مشاركة بواسطة Awad Mohamed Ahmed »

العزيز بكرى

و هل تظنن ان الامر سيتغير ان كان الامر صحيح او غب\ير صحيح
و ماذا غير قتل مئات الالوف و تشريد الملايين فى دارفور و الجنوب

لا شئ سوف بحدث
ما الذى اصاب شعب المدن صانع التغيير و جعله يستكين كالنعتج لاسوا حكم مر على السودان منذ حكم التعايشى
صورة العضو الرمزية
ÃÈæ ÈßÑ ÕÇáÍ
مشاركات: 236
اشترك في: الاثنين يوليو 28, 2008 11:15 am

مشاركة بواسطة ÃÈæ ÈßÑ ÕÇáÍ »

سلام و بركات عزيزى عوض محمد أحمد
هذه علامة فارقة جداً فى مسيرة هذا النظام، اٍذ ظل على الدوام يرتكب جرائمه فى الظلام، فى الخفاء و الاطراف النائية من السودان. رغم زعيقهم الكثيف عن الشريعة و احكام الله، ظل يمارسون خليط من التقية و البرغماتية المكشوفة فى تفادى هذه الاحكام و القوانيين الرجعية المتخلفة. أما ان يصلو الى مرحلة يرتكبوا فيها مثل هذه الجرائم المخزية و المحزنة على ملاء من الناس و فى ضوء النهار، فهذا ما لا يمكن السكوت عليه او اٍحتماله. جميعنا نعلم انهم لا يقيمون وزناً للانســان و القيم الانسانية، ولا يقيمون وزناً للشعب السودانى الاعزل و لا لقواه السياسية المدنية. يتصرفون تحت بطر القوة و اٍمتلاك السلاح. لكن فى ذات الوقت نحن نعلم انهم جبناء فى وجه من يمتلك القوة و السلاح المتفوق عليهم. الم تراهم فى الايام السابقة يجوبون العالم، يلعقون احذية الغرب من اجل قليل من المال و التمويل و الاستثمار؟ هذه عقيدتهم الحقيقية المال و الدولار، لو انعدم المال و الدولار فرغت الخزائن مما فيها سوف يتفرقون ايدى سباء قبل ان يصيح الديك. من هنا يمكن ان نخضهم. سوف يعزلهم العالم و يتجنبهم كمن يتجنب الكلب الاجرب. فقط على احرار السودان و كل الاسوياء تشمير الســواعد من أجل هذه المعركة الانسانية النبيلة نصرة للفقراء الذين يفتكون بهم اكثر من مرة، مرة بافقارهم و سلبهم سبل العيش الشريف و مرة اخرى بقطع ايديهم من خلاف.
أرض الله ما كبْوتة
صورة العضو الرمزية
ÃÈæ ÈßÑ ÕÇáÍ
مشاركات: 236
اشترك في: الاثنين يوليو 28, 2008 11:15 am

مشاركة بواسطة ÃÈæ ÈßÑ ÕÇáÍ »



نفَّذ أطباء مستشفى "الرباط" الجامعي بالخرطوم، يوم الخميس، عقوبة القطع من خلاف على مدان في جريمة حرابة، بعد استنفاد كافة مراحل التقاضي، وهي المرة الأولى منذ ثلاثين عاماً التي يتم فيها تنفيذ هذه العقوبة بالسودان. وذكرت صحيفة "السوداني" الصادرة بالخرطوم، يوم الجمعة، أن المدان "أ.م.م" كان قد قطع الطريق في 29 مارس 2006 على عربة في طريقها من التبون إلى سوق شارف بغرب كردفان بعد أن هددهم ببندقية كلاشينكوف كان يحملها وقام بنهب الركاب تحت تهديد السلاح. وتم تأييد العقوبة من محكمة الاستئناف وبعدها أيدت المحكمة القومية العليا عقوبة القطع من خلاف، وصادقت عليها دائرة المراجعة، كما أيدت العقوبة والإدانة المحكمة الدستورية. ويعتبر الواثق صباح الخير أول من نفذت فيه عملية الصلب في تاريخ السودان المعاصر في يونيو 1984، إبان تبني الرئيس الأسبق جعفر النميري تطبيق الشريعة في البلاد. وقيل حينها إن مصلحة السجون تفاجأت بعدم وجود "مصلبة" لعدم وجود سابقة، كما أن الحكم لم يفصِّل كيفية الصلب ومدتَّه.



https://sudanile.com/index.php?option=co ... &Itemid=60
أرض الله ما كبْوتة
صورة العضو الرمزية
ÃÈæ ÈßÑ ÕÇáÍ
مشاركات: 236
اشترك في: الاثنين يوليو 28, 2008 11:15 am

مشاركة بواسطة ÃÈæ ÈßÑ ÕÇáÍ »


الانقاذى الفســل: يسرق مال الفقراء لينعم فى الدنيا و يقطع ايدى الفقراء -تقرباً لله- لينعم فى الاخرة. فمال العمل ايها الشعب السودانى الفضل؟
أرض الله ما كبْوتة
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

طب القطع من خلاف!

مشاركة بواسطة حسن موسى »

أبو بكر صالح كتب:


نفَّذ أطباء مستشفى "الرباط" الجامعي بالخرطوم، يوم الخميس، عقوبة القطع من خلاف على مدان في جريمة حرابة،
".."
.. ويعتبر الواثق صباح الخير أول من نفذت فيه عملية الصلب في تاريخ السودان المعاصر في يونيو 1984، إبان تبني الرئيس الأسبق جعفر النميري تطبيق الشريعة في البلاد. وقيل حينها إن مصلحة السجون تفاجأت بعدم وجود "مصلبة" لعدم وجود سابقة، كما أن الحكم لم يفصِّل كيفية الصلب ومدتَّه.



https://sudanile.com/index.php?option=co ... &Itemid=60



سلام يا أبا بكر

السادة أطباء مستشفى الرباط الجامعي ، يخرجون من بيوتهم الصباح و في جدول أعمالهم تنفيذ القطع من خلاف و يعودون راجعين لأسرهم آخر النهار يأكلون و يشربون و يمشون بين الناس كأن شيئا لم يكن.. !
يا لهوان مهنة الطب، التي، في غير بلادنا، ترتبط بمعاني الرحمة و المواساة و رفع المعاناة عن المصابين!
تري من هم هؤلاء الزبانية الذين ضلوا طريقهم لمهنة الطب؟
من علمهم طب القطع من خلاف؟
و ماذا يعلمون طلابهم في هذا المستشفى الجامعي؟
تعرف بكرة لو انقلبت موازين السياسة السودانية سنسمع بين فقهاء السياسة السودانية من يشرح لنا أن هؤلاء المرتزقة المتنكرين في بلوزات الأطباء هم مجرد " أطباء كارير " و تكنوقراط ساكت ينفذوا شغل الحكومة زيهم و زي الدبلوماسيين الكارير و الأمنجية الكارير و الربّاطة الكارير والصحفيين الكارير و جملة الأرزقية الكارير
صورة العضو الرمزية
ÃÈæ ÈßÑ ÕÇáÍ
مشاركات: 236
اشترك في: الاثنين يوليو 28, 2008 11:15 am

مشاركة بواسطة ÃÈæ ÈßÑ ÕÇáÍ »


صورة




انظر الى هذه الوجوه بتمعّن، تجد ان سيف الشريعة المزعومة لا يأكل الا أيدى الفقراء.
أرض الله ما كبْوتة
صورة العضو الرمزية
ÃÈæ ÈßÑ ÕÇáÍ
مشاركات: 236
اشترك في: الاثنين يوليو 28, 2008 11:15 am

مشاركة بواسطة ÃÈæ ÈßÑ ÕÇáÍ »

السادة أطباء مستشفى الرباط الجامعي ، يخرجون من بيوتهم الصباح و في جدول أعمالهم تنفيذ القطع من خلاف و يعودون راجعين لأسرهم آخر النهار يأكلون و يشربون و يمشون بين الناس كأن شيئا لم يكن.. !
يا لهوان مهنة الطب، التي، في غير بلادنا، ترتبط بمعاني الرحمة و المواساة و رفع المعاناة عن المصابين!
تري من هم هؤلاء الزبانية الذين ضلوا طريقهم لمهنة الطب؟


سلام يا حسن موسى، تصدق بالله الجماعة ديل يقطعوا ايدى المساكين و الفقراء و يقولوا ليك بكل بجاحة و قوة عين: الله يجعلها لينا فى ميزان حسناتنا. ما اٍقامة حدود الله كمان. اطباء الرباط امرهم معلوم، هؤلاء خرجوا من رحم الجبهة الاسلامية الموبوء فلا يرجى منهم خير للانسان و الانسانية، لكن حتى كثيرين من عيال العربسلاميين الافندية و طبقة وسطى يقولوا ليك دى حدود الله ما بنقدر نعترض عليها. الاخيرين ديل بما نالوه من الحظوه الطبقية التى تعلم (تعليم و وظيفة و بعثات دراسية و ماموريات و ما خفى كان اظرط) عصمتهم من ذل الحاجة فى الحياة الدنيا، بقوا ماملين فى الاخرة كمان. دايرين يكسبوا الاخرة و لو كان الطريق للجنة يمر فوق أطراف الفقراء الذين استبعدوا و حرموا من نصيبهم فى الثروة و السلطة فى هذا البلد المتلاف، مافى قشة مرة.
أرض الله ما كبْوتة
ãÈÑ ãÍãæÏ
مشاركات: 131
اشترك في: الجمعة إبريل 01, 2011 1:53 pm

مشاركة بواسطة ãÈÑ ãÍãæÏ »

عزّائي للجميع،
أعلن رفضي وإدانتي لهذه الجريمة الشنيعة!
صورة العضو الرمزية
ÃÈæ ÈßÑ ÕÇáÍ
مشاركات: 236
اشترك في: الاثنين يوليو 28, 2008 11:15 am

مشاركة بواسطة ÃÈæ ÈßÑ ÕÇáÍ »

عزّائي للجميع،
أعلن رفضي وإدانتي لهذه الجريمة الشنيعة!

أحسن الله عزاء الجميع يا مبر.
أرض الله ما كبْوتة
صورة العضو الرمزية
ÃÈæ ÈßÑ ÕÇáÍ
مشاركات: 236
اشترك في: الاثنين يوليو 28, 2008 11:15 am

مشاركة بواسطة ÃÈæ ÈßÑ ÕÇáÍ »


تقريباً مرت حوالى ثلاثة أيام على هذه الجريمة البشعة، كنت أتوقع أن ينتفض الناس، أن يصطفوا بالالاف للتعبير عن رفضهم لها. كنت أتوقع ان تنسال فيوض المقترحات بما يجب و ما يمكن فعله فى وجه هذا الجبروت. كنت أتوقع أن أقراء بيانات الرفض و الادانة من الاحزاب السياسية و التجمعات النقابية و جمعيات و منظمات حقوق الانسان. كنت أتوقع بيانات المبدعين-من كل جنس و لون- و أعمالهم التى تسخر من هذه الواقعة المأسوية، تمد لسانها للصوص الذين يقطعون أيدى الفقراء بدعوى الشريعة. لا أعرف اين، لكن هنالك ثمة شئ ما خطأ فى هذه البلاد! او ربما أنا مجرّد رجل جامح الخيال.
أرض الله ما كبْوتة
Awad Mohamed Ahmed
مشاركات: 106
اشترك في: الاثنين نوفمبر 19, 2007 9:48 pm

مشاركة بواسطة Awad Mohamed Ahmed »

تقريباً مرت حوالى ثلاثة أيام على هذه الجريمة البشعة، كنت أتوقع أن ينتفض الناس، أن يصطفوا بالالاف للتعبير عن رفضهم لها. كنت أتوقع ان تنسال فيوض المقترحات بما يجب و ما يمكن فعله فى وجه هذا الجبروت. كنت أتوقع أن أقراء بيانات الرفض و الادانة من الاحزاب السياسية و التجمعات النقابية و جمعيات و منظمات حقوق الانسان. كنت أتوقع بيانات المبدعين-من كل جنس و لون- و أعمالهم التى تسخر من هذه الواقعة المأسوية، تمد لسانها للصوص الذين يقطعون أيدى الفقراء بدعوى الشريعة. لا أعرف اين، لكن هنالك ثمة شئ ما خطأ فى هذه البلاد! او ربما أنا مجرّد رجل جامح الخيال.


جالك كلامى يا ابو الباء يا حبيب
عليك امان الله الدكتور القطع الزول دا يكون مشى اكل ايسكريم و باسطة و دخل سينما و لوج كمان ثم تعشى و تجشى و امكن كمان عمل السنة

يا بيكو لا عزاء لك الا مقولة التعايشى على مبعدة خطوات من فروة موته: البلد فيها جن لابد و دا سبب مصايبا كلها)
صورة العضو الرمزية
ÃÈæ ÈßÑ ÕÇáÍ
مشاركات: 236
اشترك في: الاثنين يوليو 28, 2008 11:15 am

مشاركة بواسطة ÃÈæ ÈßÑ ÕÇáÍ »


حكاية محيرة عزيزى عوض، حتى الحزب الشيوعى الذى من المفترض انه نصير الفقراء لم يقل شيئاً حتى الان. مع الحيرة لكن الحالة دى مفهومة بالنسبة لى. هذه البلاد لم تعى الدرس بعد، رغم قساوة التجربة التى مررنا بها لكن لا حياة لمن تنادى. الا يكفى اننا البلاد الوحيدة فى العالم المعاصر التى قتلت رجل بجريرة الفكر، بتهمة التفكير out of the box. صحيح هنالك كثيرين فى محيطنا الاقليمى تعرضوا للاغتيالات بسبب افكارهم و ارائهم السياسية و الفكرية، على سبيل حسين مروة، فرج فودة حتى شكرى بلعيد فى الاسابيع المنصرمة و غيرهم كثر. لكننا نتفرد عن كل هذه النماذج، باننا الحالة الوحيدة التى فيها تم اٍغتيال المفكر باستخدام جهاز الدولة. جريمة تمت بالعرض البطئ، على مرئى و مسمع من المجتمع و القوى السياسية و الثقافية لم نستطيع اٍيقافها، فيالها من خيبة راكبة اعتى الجمال.

أرض الله ما كبْوتة
حافظ خير
مشاركات: 545
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:23 pm

مشاركة بواسطة حافظ خير »

صورة العضو الرمزية
ÃÈæ ÈßÑ ÕÇáÍ
مشاركات: 236
اشترك في: الاثنين يوليو 28, 2008 11:15 am

مشاركة بواسطة ÃÈæ ÈßÑ ÕÇáÍ »


حافظ يا فردة ... شكراً على الكتابة المتفائلة. اسمح لى بأن انقلها الى هنا ايضا، لمزيد من الضوء.




أرض الله ما كبْوتة
حافظ خير
مشاركات: 545
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:23 pm

مشاركة بواسطة حافظ خير »

ما متأكد يا فرده إنها متفائلة، تماماً... ولكن ها هي:

....
ماذا حدث في مستشفى الرباط الجامعي الحديث؟!

كنت أفهم دائماً أن عقوبات تقطيع الأطراف البشرية - هذه العقوبة "ذات الدلالات الرمزية البسيطة والعجيبة في آن واحد" - لم يعد لها مكان في عالم اليوم. ولم تعد هذه الحقيقة صادمة لأحد طبعاً. فهو الواقع الذي تدعمه الإحصائيات: شريعة الحدود لم تعد تطبق إلا في أماكن محدودة جداً من العالم، وفي بلدان، عدا السعودية، غاب عنها مفهوم الدولة وانفرطت فيها سيادة القانون بالمعنى المعروف. ... سيتحدث المسلمون عن حدود الشريعة؛ سيصفون فوائدها التي كانت والحكمة التي من أجلها شُرَّعت في ذلك الزمن البعيد؛ وسيحكون لنا عن كيف نفذها المسلمون الأوائل بحسِّ العدالة المطلق، وبالحساسية الإنسانية المتسَّمة بالرحمة والرفق واللين، وسيقسمون لك أنه لو طبقت حدود الشريعة بالطريقة "الصحيحة" اليوم فسينصلح حال الناس إلى الأبد. ولكن وصفهم لهذه الطريقة "الصحيحة" ينطوي على "استحالة" واضحة هم يدركونها جيداً: تحقيق العدالة الاجتماعية الكاملة، في مثال عالٍ ومتعالٍ، بحيث لا يبقى فقير ولا جائع ولا محتاج على وجه الأرض... لن يقوم الإسلاميون المعاصرون بتنفيذ شريعة العقوبات الحدية، أبداً.

ليس هذا من باب حسن الظن بالحركيين الإسلاميين الذين يحكمون السودان اليوم مثلاً، بل هو حُسن ظن بهذا "التقدم الملحوظ" الذي انتظم المجتمعات البشرية في مسيرتها منذ القرن الميلادي السابع وحتى الآن، المجتمعات البشرية التي نحن كلنا منها وفيها، وساهم المسلمون في إنتاجها وتطويرها طبعاً، ولو بمعدلات أقل في أوقات لاحقة: التقدم الذي كانت ذروته انفجار الثورات الصناعية ، واختراع الطباعة، وتطور تكنلوجيا الزراعة ، وكل التحولات المصاحبة لها التي أفضت في ما أفضت لتحسُّنِ مؤسسات التهذيب المجتمعي التي أبتدعها الإنسان المعاصر، مثل السجون المزودة بالمكتبات، ومؤسسات إعادة تأهيل الخارجين على القوانين وعلى توافق الناس في المجتمع، الخ. الخ.

كنتُ متأكداً: ستختفي -بشكل كامل - عقوبات تقطيع الأيادي والأقدام والسيقان بالسيوف والسكاكين، كعقوبات كان المجتمع يريد بها في يوم من الأيام تنظيمَ حقوق الناس وحمايتهم وأمنهم وسلامتهم. ستختفي مثلما اختفت مؤسسات العبودية وأسواقها المزدهرة التي كانت رائجة وحافلة بالنشاط، ومثلما سقطت ضريبة الجزية التي لو بقيت قوانينُ الإسلام على حالها لاصطف لدفعها أقباط مصر – بعد يومين من انتخاب "الدكتور" مرسي – في مباني محافظة القلوبية في نهاية كل شهر هجري ، ولدفَعَها أصدقاؤنا السابقون من مسيحيي بحري وأمدرمان، بالتقسيط المريح، منذ العام تسعة وثمانين ، ربما في مبنى البوستة بالمسالمة؛ لدفعوها كلهم وهم صاغرون طبعاً... لكن ذلك لم يحدث.

لقد اختفت مثل هذه الظواهر والعقوبات دون ضجة ودون انفعال أو شعور بالخسارة، ربما لأن التلاشي والإختفاء حدث "بالحركة البطيئة" كما يقولون …رغم أنها تظهر دائماً وبشكل راتب في نقاشات وجدالات "نظرية" في الميديا عامةً، أو كما في هذا الموقع الذي أكتب فيه مثلاً، وتصبح مادة للتبادل في سوق الكلام التنفيسي والتعبيري ... لكن هذه الجدالات لن تضير الواقع الماثل الحقيقي شيئاً. سيكون بإمكاننا، كأناس يعيشون في هذا الزمان، أن "نتصور" بقليل أو كثير من الخيال دلالات تلك العقوبات وفعاليتها الحقيقية – المتخيلة والرمزية – التي كانت، قبل خمسة عشر قرناً من الآن، ونتبادل مثل هذه "التصورات"… لكن لن يخطر الآن على بالك أبداً أيتها القارئة، ولا على بال أكثر المسلمين تقوقعاً في القرون الماضية أن نعيد، أيها القاريء، ذات العقوبات، بذات الطريقة، كأننا نجرجر الزمان من قرونه، ليعود القهقرى نحو عصور مضت.

لن يسعى أي مجتمع قانوني مدني - بكامل اندفاعه البيروقراطي والإداري - على تنفيذ مثل هذه القوانين، إذ أنها، ببساطة، صارت تصادم "الحس الإنساني الطبيعي" الذي تأسس بتراكم خبرات التطور المجتمعي المدني والحقوقي... هذه هي الحقيقة العارية التي تفسر لنا لماذا لم ينفذ الأخوان المسلمون السودانيون هذه العقوبات وقد دانت لهم الدولة لأكثر من ثلاث وعشرين سنة. وتفسر لنا لماذا لم يخطر في بال أكثر قادة حزب الرفاه التركي ورعاً وتمسكاً بالدين تحقيقها في إستانبول اليوم. تخطيء، لو كنت تظن أن هؤلاء ما زالوا ينتظرون "الفرصة المواتية"، و"اللحظة المناسبة" لاستعادة هذه القوانين... لن يفعلوا. لقد فاتت اللحظة المناسبة منذ أكثر من مائة وخمسين عاماً، ولن تعود. لقد "تطورت" حساسية البشر، بل تطورت "مشاعرهم" حتى، تجاه هذه العقوبات التاريخية التي أسستها مجتمعات مضى عليها، حتى الآن، أكثر من ألف وخمسمئة سنة...



كنت أتخيل دائماً أنَّ الإسلاميين المعاصرين بكافة أنواعهم سيجدون طرقاً – مهما كانت متشعبة وملتوية – للتهرُّب من تنفيذ مثل هذه العقوبات، وقد حدث... فحتى دولة السعودية المسجونة داخل أسطورة الدين الذي تصادف أنه "مبرر وجودها الوطني" الوحيد تنفـِّذ هذه القوانين اليوم بكثير من الاستحياء والإلتفاف – حسب ظني – وربما أبقت منها فقط بعض "المظاهر الرمزية" ، و"بتكلفة أقل" من الدم المراق والأطراف "الأجنبية" المقطوعة؛ فلو صدقوا في تطبيقها لرأيت اليوم الكثير من البشر السعوديين يمشون في شوارع الرياض وجدة والدمام مقطوعي الأطراف، بدلاً من تسكعهم داخل جدران السجون التي يقيمون فيها الآن ... حتى مؤسسات الدولة السعودية التي تنفذ هذه العقوبة أظنها تجد صعوبة بالغة في التآلف مع طبيعتها كمؤسسات "مدنية" (تنتمي، مهما قلنا، للمدنية الحديثة) كي تستمر في تنفيذ هذه المشاهد الخارجة من غياهب التاريخ... فتجد نفسها في النهاية تحيل هذه الإجراءات إلى "طقوس رمزية"، تشير بطرف خفيِّ إلى الماضي... تأمل معي في اختيار جيراننا من أعراب الجزيرة العربية الكبرى مثلاً لرمزية استخدام السيف لتنفيذ عقوبة الإعدام: لماذا السيف؟! هل هو الإعدام، فعلاً؟ أم هي "مشهدية رمزية تاريخية" يصنعونها ويبتدعونها بحِرفية المسرح الحديث وأداوته، ليبذلوا لنا ولأنفسهم صورة متخيلة لإسلام متخيل؟

قد استحالت تلك العقوبات صوراً "فريدةً" تتناقلها فقط – وأحياناً فقط – مواقعُ الإنترنت، وقد تم توثيقها بكاميرات ديجتال موصلة بهواتف نقـَّالة، أصحابها كانوا يتجوَّلون قبل ثوان من التقاطها في مولات التسوق الحديثة... لقد أصبحت فيديوهات "تنفيذ حدود الله" مثل فيدوهات الأحداث والمناظر "الغريبة" التي تراها على اليوتيوب، حالات ولقطات مثيرة شاذة تلتقطها الكاميرات المهتزة المرتبكة، بالمصادفة... (قطط تهجم على كلاب، رجل ينزلق على قفاه ، قسيس يسقط في البركة أثناء تعميد الطفل، إمام يفتي بإرضاع الموظفين... )

في غفلة من التاريخ قام نظام نميري بمساعدة الأخوان المسلمين السودانيين بتطبيق هذه العقوبات لفترة محدودة، ولكن ما لبث العاملون على اصدارها وتنظيمها وتطبيقها من الفقهاء والقضاة والقانونيين وبيروقراطيي الجهاز "العدلي" أنفسهم أن تآمروا وتحايلوا على أمرها. فهرعوا يبحثون وينقبون في أكوام كتب الفقه والأحاديث والتفاسير عن مخارج تبرر لهم الإنصياع والرجوع ، للأمام، لحساسيتهم الإنسانية الجديدة التي لا حيلة لهم فيها... فأخرجوا لنا الرمادَ من ركام الكتب القديمة ولوّحوا لنا بـ"عام الرمادة" – اجتهاد ابن الخطَّاب المنسي القديم – فرحين ومهللين، ومرتاحي الضمير... بل صار "درء الحدود بالشبهات"، وهو التفصيلة الفرعية في كلام الفقهاء القديم، موضةً حديثة يجيدها المحامون، ويهلل لها تهليلاً أفضل الفقهاء والقضاة المكلفين بتطبيق "حدود الشريعة"؛ يهللون لها، ثم، يتنفسون الصعداء...



هل سقط الشيخ الدكتور حسن الترابي، فعلاً، مغشياً عليه، حين رأى مشهد الدم السائل في قطع اليد الأولى لقوانين سبتمبر في سجن كوبر، كما تحكي الرواية الشائعة؟

هل تسأل نفسك لماذا ، حين طبقت القوانين الحدية في تلك الغفلة من الزمان، كانت مهمة قطع الأطراف توكل للأطباء "الأبوقراطيين" (الذين سيضمدون جراح الضحايا ويعتنون بها والتي كانوا، يا للمفارقة، قد سببوها هم أنفسهم بمباضعهم ذاتها) ؟
لماذا لم يوكلونها لرجال أشداء غلاظ مفتولي العضلات يحملون سيوفاً ثقيلة؟ ولماذا كان الحاكمون يتفادون مشهد الدم السائل والأطراف المقطوعة، ولماذا لم ينفذوها في الميادين العامة كما جرت العادة في الأصل؟ أين السيف وأين "السيَّاف" يا رعاك الله؟
حسناً... كنت وما زلت أعتقد أنَّه حتى الإسلاميين السودانيين المعاصرين لن ينفصموا عن طبيعة البشر الراهنة وحساسيتهم السائدة، التي لن تقبل عقوبات قطع الأعضاء، فالإخوان المسلمون (الذين يضاربون في بورصات دبي العالمية، ويتنزهون في عرصات "هون كونق"، ويتعالجون في المستشفيات الأوروبية بأمصال "أهل الكتاب") سيجرفهم فقه الضرورة الذي اخترعوه إلى شاطيء الأمان، ليكونوا معنا هنا في الحياة الطبيعية الراهنة...

ولكن، مالذي حدث الآن في مستشفى الرباط الحديث، المزود بأجهزة إنقاذ الحياة ، والمؤهل لإجراء عمليات جراحة الدماغ؟ مالذي حدث؟!
ياسر الشريف المليح
مشاركات: 1745
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 7:24 pm
مكان: ألمانيا
اتصال:

مشاركة بواسطة ياسر الشريف المليح »

سلام يا أبو بكر لك ولحافظ والجميع..

هذه مداخلة كنت قد وضعتها في بوست Farda الذي نقل إلى هنا:

ـــــ

تواترت الأخبار عن تنفيذ حد الحرابة على مواطن سودان قام بقطع طريق سيارة فى احدى ولايات السودان مستخدما سلاحه الكلاشنكوف ..
وحد الحرابه كما هو معروف يتم بقطع اليد اليمنى والرجل اليسرى ..
وقد تم التنفيذ تحت اشراف الاطباء بمستشفى الرباط بالخرطوم ..
والخبر كما ورد فى "المصري اليوم" عن صحيفة السودانى كما يلى ..


Quote: وذكرت صحيفة «السودانى» أن المدان قطع الطريق فى مارس 2006، على سيارة ركاب، كانت فى طريقها إلى سوق فى غرب كردفان، مستخدماً بندقية كلاشينكوف، ونهب الركاب تحت تهديد السلاح.

وأشارت الصحيفة إلى أن الأطباء المختصين نفذوا عليه عقوبة القطع من خلاف، عقب اتخاذ الإجراءات الطبية، ووصفتها بـ«السليمة» - المتبعة فى مثل تلك الحوادث - موضحة أنه تم قطع اليد اليمنى والرجل اليسرى للمدان، تنفيذا للحكم الصادر ضده، من إحدى المحاكم الولائية، قبل سنوات، وبعد انتهاء كل السبل لاستئناف الحكم.

واعتبر بهى الدين حسن، مدير مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، تنفيذ العقوبة بمثابة جريمة تعذيب، وجريمة ضد الإنسانية، موضحاً أن جميع الاتفاقيات الدولية الحقوقية، تحظر العقوبات البدنية أو ممارسة أى شكل من أشكال التعذيب.

ولفت «حسن» إلى أن «الخرطوم» سبق أن وقعت على الاتفاقية الدولية لمناهضة التعذيب، ولذلك فإن تنفيذ العقوبة الأخيرة، قد يعرضها للمساءلة الدولية، فى هذا الشأن، لأنه يخل بالتزاماتها الدولية. وقال جمال عيد، مدير الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان: تم تنفيذ أحكام مماثلة على عدة أشخاص، منذ سنوات، ولم يسلط عليها الضوء بشكل كاف. لافتاً إلى أن تنفيذ الحكم الأخير، يأتى كمحاولة من نظام عمر البشير لإضفاء الغطاء الإسلامى على جرائمه فى حق شعبه.



ما هو رأيك عزيزتى/عزيزي بسودانيزاونلاين وعبر الفيسبوك ؟



قوانين السودان الجنائية لعام 1991 التي طبقت هذه العقوبة ليست شريعة إسلامية، والمادة 167 وإن سميت بالحرابة ولكنها لا علاقة لها بالحدود في الشريعة الإسلامية وسنأتي على ذلك.
في تقديري أن السودان لن يحصِّل أية عافية ما دامت هذه القوانين الشائهة موجودة، والعمل والمطالبة بإلغائها يجب أن يكون واجب كل سوداني مؤمن بوطنه إذا كان مسلما أو غير مسلم، وغيور على دينه إن كان مسلما. الدليل الملموس على فشل هذه القوانين هو انفصال جنوب السودان واستقلاله.
هذه القوانين وصفها الأستاذ محمود محمد طه الوصف الصحيح وهو أنها "وضعت واستغلت لإرهاب الشعب وسوقه إلى الاستكانة عن طريق إذلاله".

نأتي للمادة 167 والمادة 168 والمادة 169 من القانون الجنائي لعام 1991:

وأرجو الانتباه لما وضعته بالألوان:

الحرابة. 167- يعد مرتكباً جريمة الحرابة من يرهب العامة او يقطع الطريق بقصد ارتكاب جريمة على الجسم او العرض او المال شريطة ان يقع الفعل :
(أ‌) خارج العمران فى البر او البحر او الجو او داخل العمران مع تعذر الغوث،
(ب) باستخدام السلاح او أى اداة صالحة للإيذاء او التهديد بذلك .

عقوبة الحرابة. 168-(1) من يرتكب جريمة الحرابة يعاقب:
(أ‌) بالاعدام او بالاعدام ثم الصلب اذا ترتب على فعله القتل او الاغتصاب،
(ب‌) بقطع اليد اليمنى والرجل اليسرى اذا ترتب على فعله الأذى الجسيم او سلب مال يبلغ نصاب السرقة الحدية ،
(ج) بالسجن مدة لا تجاوز سبع سنوات نفيافي غير الحالات الواردة فى الفقرتين (أ) و (ب).
(2) من يرتكب جريمة الحرابة فى الولايات الجنوبية يعاقب:
(أ‌) بالاعدام اذا ترتب على الفعل القتل،
(ب) بالسجن المؤبد اذا ترتب على فعله ارتكاب جريمة الإغتصاب،
(ج) بالسجن مدة لا تجاوز عشر سنوات اذا ترتب على فعله الأذى الجسيم اوسلب المال ،

(د) بالسجن مدة لا تجاوز سبع سنوات فى غير الحالات الواردة فى الفقرات (أ) ، (ب) ، (ج) .


سقوط عقوبة الحرابة. 169- (1) تسقط عقوبة الحرابة اذا ترك الجاني باختياره ما هو عليه من الحرابة واعلن توبته قبل القدرة عليه .
(2) لا يخل سقوط عقوبة الحرابة بالتوبة بحقوق المجني عليه او اوليائه فى الدية او التعويض او رد المال .
(3) اذا سقطت عقوبة الحرابة يجوز الحكم على الجاني بالسجن مدة لا تجاوز خمس سنوات.

المصدر : القانون الجنائى السودانى https://forum.arabia4serv.com/t48438.html#ixzz2LHYB2HFx


لماذا هذه المواد لا علاقة لها بالشريعة الإسلامية؟
1. جعلت تنفيذ العقوبة مختلفا في الولايات الجنوبية عنه في ولايات الشمال السوداني فاستبدلت القطع من خلاف بالسجن المؤبد في الجنوب. [ب ، ج من 2 بعاليه].. وهذا طبعا تخفيف أملاه الخوف من اتهام المجتمع الدولي في التعامل مع المواطنين الغير المسلمين، أو إرضاء للجنوبيين الغير مسلمين واتقاء لغضبهم من عقوبة القطع من خلاف، ولكنه مخالفة لنصوص الشريعة على أي حال.
2. المادة 169 تتحدث عن سقوط عقوبة الحرابة وهذا في حد ذاته مخالفة للشريعة. فالحدود لا تسقط إذا بلغت الإمام أو الحاكم. ولكن قوانين 1991 سعت إلى تخفيف العقوبة ولكن بمخالفة نصوص الشريعة.
3. هذه الانتقائية وفرصة إسقاط العقوبة عمن تخافهم الحكومة يدل على أن المقصود هو إرهاب المستضعفين والمساكين وإذلالهم في الشمال، والرضوخ للأقوياء في الجنوب.
ــــ
وقد سبق للأستاذ محمود أن طالب النميري بإلغاء قوانين مشابهة أسماها الأستاذ بقوانين سبتمبر حتى لا يظن أحد أنها هي الشريعة الإسلامية، أو أن العقوبات المطبقة فيها هي حدود الله. ولذلك جاء في منشور هذا أو الطوفان بتاريخ 25 ديسمبر 1984 ما يلي:

وجاءت قوانين سبتمبر 1983 ، فشوهت الإسلام في نظر الأذكياء من شعبنا ، وفي نظر العالم ، وأساءت إلى سمعة البلاد .. فهذه القوانين مخالفة للشريعة ، ومخالفة للدين ، ومن ذلك أنها أباحت قطع يد السارق من المال العام ، مع أنه في الشريعة ، يعزر ولا يحد لقيام شبهة مشاركته في هذا المال .. بل إن هذه القوانين الجائرة أضافت إلى الحد عقوبة السجن ، وعقوبة الغرامة ، مما يخالف حكمة هذه الشريعة ونصوصها .. هذه القوانين قد أذلت هذا الشعب ، وأهانته ، فلم يجد على يديها سوى السيف ، والسوط ، وهو شعب حقيق بكل صور الإكرام ، والإعزاز .. ثم إن تشاريع الحدود والقصاص لا تقوم إلا على أرضية من التربية الفردية ومن العدالة الاجتماعية ، وهي أرضية غير محققة اليوم ..

إن هذه القوانين قد هددت وحدة البلاد ، وقسمت هذا الشعب في الشمال والجنوب و ذلك بما أثارته من حساسية دينية كانت من العوامل الأساسية التي أدت إلى تفاقم مشكلة الجنوب .. إن من خطل الرأي أن يزعم أحد أن المسيحي لا يضار بتطبيق الشريعة .. ذلك بأن المسلم في هذه الشريعة وصي على غير المسلم ، بموجب آية السيف ، وآية الجزية .. فحقوقهما غير متساوية .. أما المواطن ، اليوم ، فلا يكفي أن تكون له حرية العبادة وحدها ، وإنما من حقه أن يتمتع بسائر حقوق المواطنة ، وعلي قدم المساواة ، مع كافة المواطنين الآخرين .. إن للمواطنين في الجنوب حقا في بلادهم لا تكفله لهم الشريعة ، وإنما يكفله لهم الإسلام في مستوى أصول القرآن ( السنة ) .. لذلك فنحن نطالب بالآتي :-

1- نطالب بإلغاء قوانين سبتمبر 1983 ، لتشويهها الإسلام ، ولإذلالها الشعب ، ولتهديدها الوحدة الوطنية..


مع وافر التحايا
ياسر
صورة العضو الرمزية
Isam Ali
مشاركات: 230
اشترك في: الأحد مارس 04, 2007 11:37 pm

ضد العقوبات الحدية

مشاركة بواسطة Isam Ali »

سلام يا ابوبكر
وسلام للجميع هنا


كثيرا ما تساءلت لماذا لا توجد عقوبة السجن ( مثلا) ضمن حدود العقوبات الاسلامية ؟!
والاجابة البسيطة والمباشرة لانو شبه الجزيرة العربية ماكان فيها سجون ، وطبعا كان فيها سلطة تمارس اصدار العقوبات وتوقيعها . وقد جلست قريش على سدة تلك السلطة ومارستها وكان احد وسائل تشييد تلك السلطة وممارسة بنية قوتها هو ماسمى بحلف الفضول الذى التزمت بيهو القبائل فيما يخص احكامه بصدد السرقات فض منازعات التجارة ..الخ وقد انجز بناء ادوات لضمان التنفيذ منها بوليس لحراسة قوافل التجارة وجهاز لتنفيذ العقوبات مثل الجلد والخلع (اى النفى من القبيلة) والرجم والقطع ، وهى نوع العقوبات التى تواضعت عليه المجتمعات منذ السومريين والاشوريين وبعضها سجلته مسلة حمورابى . فلا الذاكرة التاريخية تكلمت على السجن ، ولا سمحت بيهو كمفهوم خيام العرب . وفى الحقيقة كان اول من بنى سجنا "اسلاميا" هو الخليفة على بن ابى طالب آخر الراشدين منهم ؛ فقد بناه من القصب وسماهو " نافع" اى والله ، وطبعا لم يكن نافعا البتة ، فقد اتكل المساجين على الله وذهبوا طلقاء .
المسألة انو وراثة هذه الحدود العقابية من المجتمعات السابقة والمعاصرة فى وقت تسميتها ، ما ح يخليها اكثر من مقدرات تلك المجتمعات على تنظيم شئونها القانونية ووسائل البحث عن سبل تحقيق العدالة ، وتطبيقها الان يدفع حتى عتاة قادة الاسلام السياسى لاشكال متواترة من خطابات معتزرة تبحث عن شروط فى مسيرة المجتمع لتخيفها وتعطيل العمل بها . مثلا الصادق المهدى يسميها الصورة العقابية فى الدين ويحكم عليها بالضآلة فى كتاب لا اذكر عنوانه ، صدر كرد فعل على اختراع قوانين نميرى للشريعة الاسلامية وبعد اول قطع ليد فى سجن كوبر ؛ وقال انها لاتتطرق لنوع من الجرائم هى اكثر خطرا على المجتمع المعاصر ، كما طرح فكرة بناء المجتمع الذى يقابل احتياجات ناسو فتقل دواعى الجريمة و يقل مبرر استخدام هذه العقوبات . اما حسن الترابى فقد خر صريعا مغشيا عليه فى اول تجربة قطع - يبدو انه تقفلت عليه طرق الزوغه - واذكر تفسيره اللاحق للورطة العميقة - فى احسن الاحوال والتوصيف- انها شكل استجابته لمرأى الدم وليس - كما يفهم من كلامو - استفظاعه للعقوبة .
انها عقوبة فظيعة ، فى منتهى القسوة ، تصدم الحساسية الانسنانية حتى فى اكثر حالاتها انخفاضا ، ونقيض للرحمة - تلك القيمة الانسانية ذات العلو - كما هى قيمة دينية تحظى بنفس العلو فى نفوس المسلمين ، يرددونها الف مرة فى اليوم عندما يقولون : يسم الله الرحمن الرحيم .
والمسألة ما واقفة فى حدود قيادييى الاسلام السياسى الايديولوجيين بل تمثل اهتمام مركزى فى شغل بعض المفكرين ، وكمثال سريع يقول شحرور الذى يدعو لاستعادة ابن رشد : إن تلك الحدود هى الحد الاقصى ، بما يعنى وجود حد ادنى وبين الحدين هناك الاف الممكنات هى مجال الاجتهاد الذى يحقق انسانية المسلمين وحقيقة الدين ، او كما قال .
المسألة ما دايرة ليها درس عصر - فقد اتضحت من عصرا بدرى ومنذ زمن الرسول الذى روى عنه البخارى
«إنما أهلك الذين قبلكم، أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد» .

برضو ما دايرة درس عصر ملاحظ العلاقة المتاحة بين جرائم الدولة الخاصة بالاسلاميين كمكون لببنية القوة المحيطة لجوانب الحياة فى البلد وتقنينها بايديولوجيا التمكين فالتجنيب مثلا - ذلك المفهوم القبيح باكتر من الممارسة - هو تقنين للسرقة بالمفتشر الدينى فى ابتداع المشروع الحضارى ، هو عملية التراكم البدائى لراس المال بكل اشكال عنفه وهى اقمأ الاشكال . الملاحظة متاحة بين استهوان قتل الشعوب السودانية - فقد احتج راس النظام الفاشى على تهويل وسائل الاعلام العالمية - عدوة الاسلام - لقتل الدارفوريين فقال : هم كلهم عشرة الف ؛ وبين مثلث حمدى الذى ينقّص مساحة البلد كما ينقّص الرئس الفاشى عدد سكانه لاقامة دولة وحكم الطبقة عن طريق اكثر الوسائل فعالية :القهر الطبقى و العنصرى

لا يعدم القهر ادواته : جنود ومليشيات و صحفيين وقوانين و ايديولوجيا ، وتحالفات سياسية ..الخ ودكاترة
والتغيير لا يتم الا بادوات جديدة ، مغايرة ونقيضة احيانا . لا يعدم التغيير ادواته ، و بغض النظر عما يمكن ان يرسى عليهو النقاش حول فصل الدين عن الدولة او فصل السياسة عن الدين ، فالقوانين التى تسمى بالحدود يجب استهدافها بالالغاء ، تماما ، فهى قوانين بشعة ومجافية للحس الانسانى ونقيضة لمفهوم الاصلاح ، فلن ينصلح حال من قطع طرفا من جسده . ويستمر تنال منه القسوة كل لحظة فى حياته وتنال من اهله ومجتمعه.
ينال منى التعاطف مع ضحايا هذا القبح مليا ، ويضغط على الروح حتى تختنق ، واطالب قوة التغيير القادمة ان تجعل من مصائرهم الظالمة جندا فى فعلها السياسى القادم ، وبرنامجا من مهام حكمها بما يرفع عنهم الظلم ويرقى شأنهم الانسانى ويعيد تأهيلهم بكل شكل المساعدة الممكنة
وصدق من هتف بالثورة كخيار للشعب مدخلا للحرية والعدالة ةالسلام
صورة العضو الرمزية
ÃÈæ ÈßÑ ÕÇáÍ
مشاركات: 236
اشترك في: الاثنين يوليو 28, 2008 11:15 am

مشاركة بواسطة ÃÈæ ÈßÑ ÕÇáÍ »


عزيزى القارئ الكريم،

الناس بتختلف فى أرئها و نظرتها للحياة و الشؤون العامة، هذه من سنن الله فى الارض. لكن شئ ما وحيد يستحق التصحيح فى هذه المقام. اٍن بداء لك ان الاعتراض على القوانيين الحدية، المستمدة من مرجعية الدين الاسلامى هو اٍعتراض ينطلق من أرضية كفر بالاديان، فهذا غير صحيح. أو على الاقل ليس بالضرورة. عليه فأن اٍعترضت معانا فهذا لن يخرجك من الدين فى كل الاحوال. فى الحالة التى أمامنا و غيرها فالاعتراض على تطبيق هذه القوانيين ذو علاقة مباشرة و قوية بقضية الانحياز للفقراء و الضعفاء فى المجتمع. أى هو موقف مبعثه السعى الحثيث من أجل العدالة أكثر من أنه موقف ضد الدين. و العدالة -كما تعلم- هى مناط الدين و جوهره دعواه، أليس كذلك؟ هناك اٍعترضات أخرى طبعاً، نابعة موقف من داخل الدين ذاته، ترى أن هذه القوانيين جاءت الى زمان غير زماننا هذا. هذه رؤية نظّر لها بعقل مفتوح و فداها بسـالة و شموخ الاستاذ محمود محمد طه. و هنالك اٍعتراضات من خارج الدين، اى تجد سندها فى اراء نظرية متجاوزة للدين و هذه لها حججيتها أيضا. لكننى هنا معنى بالموقف من العدالة الذى ذكرته و سوف آتى على تبيانه بتفصيل فى الفقرات القادمة. فأنظرني هناك.

فى أى من بلاد العالم و على مر التاريخ الانســانى نجد أن القوانيين الحاكمة لا تنفصل عن طبيعة النظام السياسي الحاكم. بطبيعة النظام السياسى نعنى الكيفية التى تتشكل بها السلطة السياسية و علاقة هذه السلطة بعامة الناس (الشعب). على سبيل المثال، فى زماننا الحاضر هذا هنالك أنظمة ملكية مطلقة تسود فى بعض البلدان (الخليج مثال) هنالك أنظمة الديمقراطيات البرلمانية (غرب اوربا و شمالها أمثلة) و هنالك الانظمة العسكرية (السودان و كوريا الشمالية أمثلة)، هذه مجرد تقسيمات عامة لا تنظر للتفاصيل و الاختلافات الدقيقة، لكنها كافية لاغراضنا هنا.

فى كل هذه الانواع من الانظمة تقع السلطة السياسية فى يدى أقلية من الناس تزعم (بالحق و بالباطل) أنها تحكم بتفويض من الشعب و نيابة عنه. تقول انها تحمل همومه و أحلامه و ترعى مصالحه. نجد هذه الجماعات الصغيرة الحاكمة لا تنفك تؤكد على اٍنتمائها للشعب و أنها جزء أصيل منه. لذا و هى فى طريقها لرعاية مصالح الشعب فأن تبداء بنفسها أولا. اوليست هى جزء من الشعب؟ و فيها يدها القلم؟ لذا لن تكتب نفسها شقية أبداً. هذه الصيغة رغم تباينها حسب نوع النظام السياسي ضمن الفئات التى ذكرنها آنفاً، لكن هذا التباين أو الاختلاف هو اٍختلاف مقدار و ليس اٍختلاف نوع كما جرت عبارة الاستاذ محمود محمد طه. هذه الجماعات و هى تركض بساق نعام خلف مصالحها، فأنها تصمم كل مكونات الدولة و عناصرها بالشكل الذى يضمن ديمومة سلطانها السياسى و يضمن جريان سلس مصالحها الاقتصادية للان فى المستقبل. لابد أن رأسك يذدحم فى هذه اللحظات بنماذج تستعصى على الحصر.

حسناً، من ضمن هذه العناصر الهامة فى الدولة تأتى القوانيين و التشريعات فى مختلف مستوياتها و متابعة تطبيقها. كما أسلفنا القول أنو الفى يدو القلم ما بكتب نفسه شقى. لذا عرفت المجتمعات التحيز الطبقى و الفئوى فى صاغية القوانيين و متابعة تطبيقاتها. أسمع الى قول الكومديان الامريكى الراحل جورج كارلين فى أحدى كومدياه الفيلسوفة الساخرة يستهزاء بارهاصات قانونية تطالب بانزال عقوبة الإعدام على مروجى المخدرات. ضحك كارلين و قال لماذا مروجى المخدرات هؤلاء المساكين الصغار؟ Kill the banker who launder the drug money‪,‬ kill the bankner. الراجل داير يقول أنو طالما هنالك من يغسل أموال المخدرات و يعيد تدويرها فى النظام المالى و يخلق منها أرباح خرافية فهذه التجارة لن تتوقف بل سوف تزدهر. بكلمات أخرى هو يرى أن عملاء البنوك الذين يساعدون على غسيل الاموال هم السبب الرئيس لازدهار هذه التجارة. لا لن يحكام الـ banker ابداً لانه من زمرة Wall street و هى الجماعة الحاكمة فعلياً و ما الرئيس و من حوله الا مجرد وكلاء لهذه الجماعة.

هذا المثال الذى بين يدينا أسطع دليل على ما نقول. فهذا الرجل المسكين الذى فتك به جزارى الرباط ما كان ليحدث له ما حدث الا لانه من الاصقاع النائية من السودان. من غرب كردفان. منذ ما يقارب ربع قرن من الزمان عصابة الانقاذ تتسلط على رقاب الناس، لكن لم تنفذ مثل هذه العقوبات الا هذه الايام! هل لانه لم تحدث سرقات أو جرائم تقع تحت طائلة هذه القوانيين؟ لا ابداً بالتأكيد. لكن الانقاذ هذه الايام فى حاجة ماسة الى مغازلة الجماعات المتطرفة التى بدأ يتنامى نفوذها فى السودان. لعل تذكر حادثة حرق السفارة الالمانية القريبة و التى اعقبها اٍكتشاف معسكر لتدريب المتطرفين بولاية النيل الازرق و غير ذلك من الشواهد الكثيرة. يقرأ تنامى هذه الجماعات المتطرفة مع تأكل المؤتمر الوطنى بنضوب موارد النفط و الفلوس التى تستخدم فى شراء الذمم و تأليف القلوب. لذلك وجدت فى هذا الرجل الفقر المسكين ضحية مناسبة تتقرّب بها لهذه الجماعات الغريبة على المجتمع و على سنن الكون و الحياة. لكن برغم حوجتها الماسة لمثل هذا القربان، ما كانت لتتمكن من هذا الرجل المسكين لو انه وحيد و فقير و لم يجد من يسانده. لو كان لهذا الرجل من أهل و اصدقاء و معارف على معرفه بدروب الاعلام و المنظمات الحقوقية كان فقط يكفيهم تسريب خبر الحكم عليه للناس فى الداخل و الخارج من فترة كافية. طبعاً لو كان له معارف بهذه الخبرات ربما لم يحتاج حتى ان يقطع الطريق من الاساس. لكن على كل حال، مجرد تسريب الخبر كان بامكانه أن يحميه من منشار الرباط الاسلامى. لان الانقاذ بمثل ما هى تحتاج للمتطرفين فيهى أيضا تتسول الدعم من العالم.

خلاصة القول اٍذن هى أن عملية صياغة القوانيين و تطبيقها لا تخلو من تحيّز اٍجتماعى و طبقى على الاطلاق، هذه الحقيقة تنطبق على السودان و غيره و تتفاوت أيضاً فى حدتها من بلد لاخر و من نظام لانظام أخر. لذا، اٍذا كانت القوانيين هى أحكام بالسجن و ما شابه فحتى هذا التحيز يكمن اٍحتماله و السعى لتقليله بقدر الامكان. لكن اٍذا كانت الاحكام هى من قبيل قطع الايدى و ما شابه و يلازمها ذات التحيز الطبقى و الإجتماعى الدائم فهذا ظلم تتفطر له السموات و الارض.


حليلك بتسرق سفنجة و ملاية
و غير بيسرق خروف السماية
تصدق فى واحد بيسرق ولاية؟
دا أصل الحكاية و ضرورى النضال
‫-----‬
الابيات للاستاذ الشاعر: محجوب شريف.


+++++++
شاكر مساهمات الاصدقاء هنا: حافظ فردة، الدكتور ياسر المليح، و الاستاذ عصام على. الى عودة قريبة.

أرض الله ما كبْوتة
أضف رد جديد