" إيّـاك و الكتابة !"

Forum Démocratique
- Democratic Forum
أضف رد جديد
أسامة الخواض
مشاركات: 962
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 7:15 pm
اتصال:

مشاركة بواسطة أسامة الخواض »

عزيزي حسن
سلامات

ظلت الكناية و غيرها من وسائل الأداء اللغوي طريقة الثقافات -سالكة شعاب "الحصافة اللغوية"- في سعيها إلى التعبير عما "يجرح" المشاعر و "الذوق العام".
و امتد الأمر ،في العالم الغربي،إلى استبعاد الكلمات و التعابير التي تسيئ إلى بعض المجموعات الثقافية او الفئات،فتغير "المعاقين" إلى "ذوي الاحتياجات الخاصة" مثلا.
و على المستوى السياسي و الإعلامي -على الأقل في الغرب منذ السبعينيات، صار الحديث محكوما بما يسمى ب" Political correctness .

و في الثقافة العربية الإسلامية ظل "المجاز" حقل صراعي أيدلوجي و عقائدي بين المذاهب المختلفة.
و يرى نصر حامد أبوزيد في دراسته عن قضية المجاز في القران عند المعتزلة،أن المجاز كان وسيلة المعتزلة في سعيهم الدائب لنفي التصورات الشعبية عن الذات الإلهية و أفعالها.

و يتم اللجوء إلى الكلمات الحقيقية للمزيد من التأكد كما في رواية عبدالله بن عباس،التي تدل على اللحظات التي يتم فيها التخلي عن "الكناية". عن عبد الله بن عباس قال "لَمَّا أتَى ماعِزُ بنُ مالِكٍ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال له : ( لَعَلَّكَ قَبَّلْتَ، أو غَمَزْتَ، أو نَظَرتَ ) . قال : لا يا رسولَ اللهِ، قال : ( أنِكْتَها ) . لاَ يَكْنِي، قال : فعندَ ذلك أمَرَ برَجْمِهِ .
صحيح البخاري،كتاب الحدود.

و في آيتين من سورة النساء و سورة المائدة نجد "الغائط" و "لمس النساء".

ففي سورة النساء ، يقول نص الآية 43
يا ايها الذين امنوا لا تقربوا الصلاة وانتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ولا جنبا الا عابري سبيل حتى تغتسلوا وان كنتم مرضى او على سفر او جاء احد منكم من الغائط او لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وايديكم ان الله كان عفوا غفورا ".

و يقول نص الآية السادسة من سورة المائدة:
يا ايها الذين امنوا اذا قمتم الى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وايديكم الى المرافق وامسحوا برؤوسكم وارجلكم الى الكعبين وان كنتم جنبا فاطهروا وان كنتم مرضى او على سفر او جاء احد منكم من الغائط او لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وايديكم منه ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون.

*الغائط و التفاسير:

يقول تفسير" الميزان في تفسير القرآن " عن الغائط ككناية و ليس كما يقال اليوم عن كونه برازا" و في قوله تعالى: «أو جاء أحد منكم من الغائط» من الأدب البارع ما لا يخفى للمتدبر حيث كنى عن المراد بالمجيء من الغائط، و الغائط هو المكان المنخفض من الأرض و كانوا يقصدونه لقضاء الحاجة ليتستروا به من الناس تأدبا، و استعمال الغائط في معناه المعروف اليوم استعمال مستحدث من قبيل الكنايات المبتذلة كما أن لفظ العذرة كذلك، و الأصل في معناها عتبة الباب سميت بها لأنهم كانوا يخلون ما اجتمع في كنيف البيت فيها على ما ذكره الجوهري في الصحاح،.
و لم يقل: أو جئتم من الغائط لما فيه من تعيين المنسوب إليه، و كذا لم يقل: أو جاء أحدكم من الغائط لما فيه من الإضافة التي فيها شوب التعيين بل بالغ في الإبهام فقال: «أو جاء أحد منكم من الغائط» رعاية لجانب الأدب.

و يقول "جامع البيان في تفسير القرآن" للطبري" في تفسير "الغائط" الواردة في الآية رقم 43 من سورة النساء " والغائط: ما اتسع من الأودية وتصوّب، وجعل كناية عن قضاء حاجة الإنسان، لأن العرب كانت تختار قضاء حاجتها في الغيطان فكثر ذلك منها حتى غلب عليهم ذلك، فقيل لكل من قضى حاجته التي كانت تُقْضى في الغيطان حيث قضاها من الأرض: متغوّط، جاء فلان من الغائط يعني به: قضى حاجته التي كانت تقضى في الغائط من الأرض. وذكر عن مجاهد أنه قال في الغائط: الوادي.

حدثني المثنى، قال: ثنا أبو حذيفة، قال: ثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: { أَوْ جَاء أَحَدٌ مّنْكُمْ مّن ٱلْغَائِطِ } قال: الغائط: الوادي.

التفاسير عن المقصود ب"لامستم النساء":

يقول "جامع البيان في تفسير القرآن" للطبري" القول في تأويل قوله تعالى: { أَوْ لَـٰمَسْتُمُ ٱلنِّسَاء }.
يعني بذلك جلّ ثناؤه: أو باشرتم النساء بأيديكم.
ثم اختلف أهل التأويل في اللمس الذي عناه الله بقوله: { أَوْ لَـٰمَسْتُمُ ٱلنِّسَاء } فقال بعضهم: عَنَى بذلك: الجماع. ذكر من قال ذلك:
حدثنا حميد بن مسعدة، قال: ثنا يزيد بن زريع، قال: ثنا شعبة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، قال: ذكروا اللمس، فقال ناس من الموالي: ليس بالجماع، وقال ناس من العرب: اللمس: الجماع. قال: فأتيت ابن عباس، فقلت: إن ناساً من الموالي والعرب اختلفوا في اللمس، فقالت الموالي: ليس بالجماع، وقالت العرب: الجماع. قال: من أيّ الفريقين كنت؟ قلت: كنت من الموالي، قال: غلب فريق الموالي، إن المسّ واللمس، والمباشرة: الجماع، ولكن الله يكني ما شاء بما شاء.
حدثنا ابن بشار، قال: ثنا محمد بن جعفر، قال: ثنا شعبة، عن أبي قيس، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، مثله.
حدثنا محمد بن المثنى، قال: ثنا محمد بن جعفر، قال: ثنا شعبة، عن أبي إسحاق، قال: سمعت سعيد بن جبير يحدّث عن ابن عباس أنه قال: { أَوْ لَـٰمَسْتُمُ ٱلنِّسَاء } قال: هو الجماع.

و يقول تفسير "تقريب القرآن إلى الأذهان"((أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء))، أي جامعتم معهنّ فإن الملامسة كناية عن الجماع.
و يورد "نور الثقلين" قصصا عدة في اختلاف تفسير "أو لامستم النساء":

270 - في الكافى على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابى عمير عن حماد بن عثمان عن الحلبى عن ابى عبدالله عليه السلام قال سألته عن قول الله عزوجل (اولا مستم النساء) قال هو الجماع، ولكن الله ستير يحب الستر فلم يسم كما تسمون.

271 - في تفسير العياشى عن ابى مريم قال قلت لابى جعفر عليه السلام ما تقول في الرجل يتوضأ ثم يدعو بجارية فتأخذ بيده حتى ينتهى إلى المسجد، فان من عندنا يزعمون انها الملامسة؟ فقال لاوالله ما بذلك بأس، وربما فعلته وما يعنى بهذا الا المواقعة دون الفرج.

272 - عن منصور بن حازم عن ابي عبدالله عليه السلام قال اللمس الجماع.

273 - عن الحلبى عن ابي عبدالله عليه السلام قال: سأله قيس بن رمانة قال أتوضأ ثم ادعوا لجارية فتمسك بيدى فأقوم فأصلى أعلى وضوء؟ فقال لا، قال فانهم يزعمون انه اللمس؟ قال لاوالله ما اللمس الا الوقاع يعنى الجماع، ثم قال قد كان أبوجعفر عليه السلام بعد ما كبر يتوضأ ثم يدعوا لجارية فتأخذ بيده فيقوم فيصلى.

ويقول ابن كثير في "تفسير القرآن الكريم" عن حكم اللمس و القبلة كمعنى من معاني اللمس" قال ابن جرير: وأولى القولين في ذلك بالصواب قول من قال: عنى الله بقوله: { أَوْ لَـٰمَسْتُمُ ٱلنِّسَآءَ } الجماع، دون غيره من معاني اللمس، لصحة الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قبَّل بعض نسائه، ثم صلى ولم يتوضأ، ثم قال: حدثني بذلك إسماعيل بن موسى السدي، قال: أخبرنا أبو بكر بن عياش، عن الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن عروة، عن عائشة، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ، ثم يقبل ثم يصلي، ولا يتوضأ، ثم قال: حدثنا أبو كريب، حدثنا وكيع، عن الأعمش، عن حبيب، عن عروة، عن عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبَّل بعض نسائه، ثم خرج إلى الصلاة ولم يتوضأ، قلت: من هي إلا أنت؟ فضحكت، وهكذا رواه أبو داود والترمذي، وابن ماجه، عن جماعة من مشايخهم، عن وكيع به، ثم قال أبو داود: روي عن الثوري أنه قال: ما حدثنا حبيب إلا عن عروة المزني، وقال يحيى القطان لرجل: احك عني أن هذا الحديث شبه لا شيء، وقال الترمذي: سمعت البخاري يضعف هذا الحديث.

و الله و رسوله أعلم.


أسامة

أقسم بأن غبار منافيك نجوم

فهنيئاً لك،

وهنيئاً لي

لمعانك.

لك حبي.



16\3\2003

القاهرة.

**********************************
http://www.ahewar.org/m.asp?i=4975
محمد سيد أحمد
مشاركات: 693
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 8:21 pm
مكان: الشارقة

ششش

مشاركة بواسطة محمد سيد أحمد »

مصطفى ادم المتحدث الرسمى باسم العائلة

دى طريقة لئيمة جدا فى المخاطبة الخشنة يا اشرف
ãÍãÏ ÇáÃãíä ãæÓì
مشاركات: 33
اشترك في: الخميس نوفمبر 24, 2005 9:46 am

مشاركة بواسطة ãÍãÏ ÇáÃãíä ãæÓì »

فضل القراءة على الكتابة

خُلقنا - في المقام الأول - لنقرأ لا لنكتب:
اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ
والقلم أداة قراءة وتعلم ومثاله قلم المهاجر في المسيد الذي يستخدمه لقراءة القرآن وحفظه.
الكتابة - على سبيل الحقيقة - تعود لله سبحانه تعالى الخالق البديع:
قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا
وما نقوم به نحن البشر من فعل الكتابة، في حقيقته، محاولة لقراءة هذا الكون المتمظهر في كلمات الله: كل ما نكتبه بواسطة الضوء أو الهواء، هو قراءة في مرحلة الـOutput. المبدعون منّا هم من يفلحون في القراءة الانتقائية المكثفة لبعض ما كتب البديع.
ولذة النص تتجلى أكثر ما تتجلى في قراءته لانها لذة جماعية ينال كل نصيبه على قدر ما بذل من جهد، بينما تنحصر لذة كتابته في فرد...
إن تمثيل القراءة-الكتابة بفكرة الدخلات-المخرجات، تقودنا إلى إدراك وصفة الجودة في هذه العملية: قراءة أكثر تقود إلى كتابة أقل!
محمد جمال الدين
مشاركات: 1839
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:52 pm

مشاركة بواسطة محمد جمال الدين »

الإستدلال بالنصوص المقدسة كمسلمات حتمية أو حجج نهائية أمر خطر جداً (وخطأ جسيم في تقديري) في محاجة دنيوية بحتة مثل هذي... وهل نحن نعرف غير الدنيا أم أنها محاولة الإنتصار للرأي الدنيوي عبر لبوس القداسة؟!.

تلك ملاحظة عامة...

تحيات يا صحاب.

محمد جمال
ãÍãÏ ÇáÃãíä ãæÓì
مشاركات: 33
اشترك في: الخميس نوفمبر 24, 2005 9:46 am

مشاركة بواسطة ãÍãÏ ÇáÃãíä ãæÓì »

أخي العزيز محمد جمال... قبل الوصول إلى مرحلة تخطيئ الاستدلال بالنصوص المقدسة في الحجاج الدنيوي، نحتاج لتدبّر لما سميت النصوص المقدسة بالمقدسة؟ أهناك إقرار بكمال العلم عند واضع هذه النصوص، أم لأمر آخر؟ ما جدوى النصوص الدينية الملقاة على أهل الدنيا إذا لم يستخدموها في أمور دنياهم (في تحاورهم وحجاجهم واستشكالهم)؟
لك الود والتقدير
صورة العضو الرمزية
الوليد يوسف
مشاركات: 1854
اشترك في: الأربعاء مايو 11, 2005 12:25 am
مكان: برلين المانيا

مشاركة بواسطة الوليد يوسف »

في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله. هذا كان في البدء عند الله. كل شيء به كان وبغيره لم يكن شيء مما كان. فيه كانت الحياة والحياة كانت نور الناس. والنور يضيء في الظلمة والظلمة لم تدركه

كان انسان مرسل من الله اسمه يوحنا. هذا جاء للشهادة ليشهد للنور لكي يؤمن الكل بواسطته. لم يكن هو النور بل ليشهد للنور. كان النور الحقيقي الذي ينير كل انسان آتيا الى العالم. كان في العالم وكوّن العالم به ولم يعرفه العالم. الى خاصته جاء وخاصته لم تقبله. واما كل الذين قبلوه فاعطاهم سلطانا ان يصيروا اولاد الله اي المؤمنون باسمه. الذين ولدوا ليس من دم ولا من مشيئة جسد ولا من مشيئة رجل بل من الله

والكلمة صار جسدا وحلّ بيننا ورأينا مجده مجدا كما لوحيد من الآب مملوءا نعمة وحقا. يوحنا شهد له ونادى قائلا هذا هو الذي قلت عنه ان الذي يأتي بعدي صار قدامي لانه كان قبلي. ومن ملئه نحن جميعا اخذنا. ونعمة فوق نعمة. لان الناموس بموسى اعطي. اما النعمة والحق فبيسوع المسيح صارا. الله لم يره احد قط. الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبّر

وهذه هي شهادة يوحنا حين ارسل اليهود من اورشليم كهنة ولاويين ليسألوه من انت. فاعترف ولم ينكر واقرّ اني لست انا المسيح. فسألوه اذا ماذا. ايليا انت. فقال لست انا. النبي انت. فاجاب لا. فقالوا له من انت لنعطي جوابا للذين ارسلونا. ماذا تقول عن نفسك. قال انا صوت صارخ في البرية قوّموا طريق الرب كما قال اشعياء النبي. وكان المرسلون من الفريسيين. فسألوه وقالوا له فما بالك تعمّد ان كنت لست المسيح ولا ايليا ولا النبي. اجابهم يوحنا قائلا انا اعمد بماء. ولكن في وسطكم قائم الذي لستم تعرفونه. هو الذي يأتي بعدي الذي صار قدامي الذي لست بمستحق ان احل سيور حذائه. هذا كان في بيت عبرة في عبر الاردن حيث كان يوحنا يعمد

وفي الغد نظر يوحنا يسوع مقبلا اليه فقال هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم. هذا هو الذي قلت عنه يأتي بعدي رجل صار قدامي لانه كان قبلي.

يوحنا 1 : 1-30


النصوص المقدسة جزء أصيل ومهم في تأريخ الكتابة. ولا أرى ضير من الإستدلال بها،طالما جاء هذا الإستدلال في سياق الموضوع المطروح للنقاش. وما اورده الأخ محمد الأمين موسى جدير بالتأمل في هذا السياق. ففيه يعود بالكتابة الي مرحلة ما قبل العقل النقدي المعاصر ويردها الى عصور الأسطورة او قصة الخلق الدينية او مرحلة ما قبل إختراع الحروف والأبجديات، أي الكتابة في بعدها الصوتي وهو المصدر الأصلي الذي سوف يوحي بالكتابة الحروفية فيما بعد ذلك وهذا رأي. وفي هذا المقام أيضاً نجد مغامرات ميتافيزيقية مستترة وتصورات عقلية تتلبس مظاهر الدين. وكل ذلك يعبر على نحو ما عن تعدد مناهج الرؤى المختلفة ومنافذ التناول ووجهات المداخل.

وليد يوسف
السايقه واصله
الفاضل الهاشمي
مشاركات: 2281
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:14 pm

مشاركة بواسطة الفاضل الهاشمي »

ملاحظة الملاحظة:


محمد جمال اخوي كتب:

Quote

الإستدلال بالنصوص المقدسة كمسلمات حتمية أو حجج نهائية أمر خطر جداً (وخطأ جسيم في تقديري) في محاجة دنيوية بحتة مثل هذي... وهل نحن نعرف غير الدنيا أم أنها محاولة الإنتصار للرأي الدنيوي عبر لبوس القداسة؟!.

تلك ملاحظة عامة... "

Unquote

يامحمد دى ملاحظة عامة جدا جدا ... ومن اسماها "مقدّسة" ??
هى دنيوية مصنوعة فى الدنيا ، أعلوها فوق رؤوسنا حتى تطش
ابصارنا وافئدتنا من بُهرة نورها ونارها ثم لانرى فعائلهم فينا ...
معك ان الاستدلال بها خارج سياقها "المقدْس" وشوف حكمتها الارضية ضروري ... والاسهاب فى الرجوع للقاموس فضول اكاديمي كون
الانسايكلوبيدا صناعة عصرها تخترعها الثقافة ، ثقافة ذلك العصر ...
تذكّر معى هذا التعريف العجيب للزنوج على ايام عصر التنويروالحداثة النفخو بيها طايوقنا

The article on Guinee on the Encyclopdie

حيث عصارة العلم الذى كان حينئذً خارج تخوم النسبية وفى قلب المطلق

فيما يُسمى بعصر التنوير عن العرق


quote
"The natives are idolaters, superstitious,
and live most filthily; they are lazy, drunken rascals,
withouit thought
for the future etc etc
Unquote
(من الفيلسوف الغاني كوامى ابيا In my Fathers House
)

حتى شفنا ذات الغبار النصراني يعلو تفاكير محمد المهدى المجذوب
"وليتى فى الزنوج ولى رباب / تميل به خطاى وتستقيم ..."
كما كتب بولا فى شجرة نسب الغول
The struggle over geography is complex and interesting because it is not only about soldiers and cannons but also about ideas, about forms, about images and imaginings
ادوارد سعيد "الثقافة والامبريالية 2004"
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

المقدّس

مشاركة بواسطة حسن موسى »

يا جماعة
بدون مقاطعة
عندي سؤال إنصرافي:
هل "البيان الشيوعي" نص مقدس أم غير مقدّس ؟
محمد جمال الدين
مشاركات: 1839
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:52 pm

مشاركة بواسطة محمد جمال الدين »

المقدس عندي هو كل "ما" قال لنفسه بالقداسة ومنه "الكتاب المقدس" كما الكجور. وهو ملزم فقط للمؤمنين به ولا يصلح حجة مطلقةونهائية لمجرد إدعائه القداسة... أي لا يشتغل إلا في محيطته الإيماني. فمن البدهي أن الآية القرآنية التي تحرم أكل لحم الخنزير ليست ملزمة للمسيحي أي لا حجة عليه بها كما أنها ليست حجة بالنسبة للكافر أو الملحد مثلآ. ذاك هو الأمر ببعض الإقتضاب إذ لا ارى داعيآ للإسهاب!.

انظر مثلآ أخ محمد الأمين موسى إلى مبتدأ قولك المعني إذ تقول: (خُلقنا - في المقام الأول - لنقرأ لا لنكتب:
اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ
والقلم أداة قراءة وتعلم ومثاله قلم المهاجر في المسيد الذي يستخدمه لقراءة القرآن وحفظه.
الكتابة - على سبيل الحقيقة - تعود لله سبحانه تعالى الخالق البديع
). (تلوين الحروف من عندي).

من قال أن الإنسان خلق ليقرأ؟. يقرأ لمن؟. من الذي يكتب؟. طبعآ انت أجبت بعاليه على مثل هذه التساؤلات عبر النص المقدس وفق فهمك الذاتي للنص كما تأويلك له و قبله بحسب إيمانك الناجز بالنص في فضائه المقدس... أليس كذلك؟. هنا يكون المأزق الذي أشرت له في مداخلتي السابقة.

بعد أتفق مع وليد أن كل النصوص التي أرتأت لذاتها القداسة أو الأخرى جديرة بالإستدلال بها لكن موضوعيآ وبلا تنزيه أي بما لا يجب العقل كي تكون صالحة للتداول "السلمي" في سوق الحجج الموضوعية!.

تحياتي
محمد جمال الدين
مشاركات: 1839
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:52 pm

مشاركة بواسطة محمد جمال الدين »

وسؤال حسن موسى الأخير رائع!. إذ يقول: (يا جماعة
بدون مقاطعة
عندي سؤال إنصرافي:
هل "البيان الشيوعي" نص مقدس أم غير مقدّس ؟).

والإجابة من عندي: نعم، مقدس!. نعم، وفق الفهم الذي قلت به للتو "انظر عاليه". ف"البيان الشيوعي" غير قابل للنقاش (الأخذ والرد) من حيث هو جوهر... فهو مستوف شروط القداسة كلها... فإما انت مؤمن به أو كافر ... وانت كنت متخذآ مكانآ وسطآ فأنت "مصلح" في فضائه مثلك ولوثر في المسيحية. وهنا لا أتحدث عن قيمة البيان ولا محتواه بل مكانه من جدل العقول!.
صلاح النصري
مشاركات: 607
اشترك في: السبت يوليو 01, 2006 12:32 pm

Re: المقدّس

مشاركة بواسطة صلاح النصري »

حسن موسى كتب:يا جماعة
بدون مقاطعة
عندي سؤال إنصرافي:
هل "البيان الشيوعي" نص مقدس أم غير مقدّس ؟


يا حسن قول ياحسن عند الشدايد والمحن وهاك الأجابة الانصرافية
تقريبا حوالي عام 1968
ترشح نصرالدين السيد ضد رغبة السيد علي الميرغني وأقيمت ليلة سياسية ووجهت المايكرفونات صوب دائرة السيد علي وكان ا لهتاف الكهنوت مصيره الموت .وجاءات صحف اليوم التالي تتحدث عن ذبح القداسة في عتبة السياسة.وكان قبلها سنة 1966 تم حل الحزب الشيوعي وذبحت السياسة. ومن ديك وعيك كل زول شايل سكينو بدل قلمو وكيبورده.
ãÍãÏ ÇáÃãíä ãæÓì
مشاركات: 33
اشترك في: الخميس نوفمبر 24, 2005 9:46 am

مشاركة بواسطة ãÍãÏ ÇáÃãíä ãæÓì »

شكرا أخي محمد جمال على الاهتمام... قلت:

"من قال أن الإنسان خلق ليقرأ؟. يقرأ لمن؟. من الذي يكتب؟. طبعآ انت أجبت بعاليه على مثل هذه التساؤلات عبر النص المقدس وفق فهمك الذاتي للنص كما تأويلك له و قبله بحسب إيمانك الناجز بالنص في فضائه المقدس... أليس كذلك؟. هنا يكون المأزق الذي أشرت له في مداخلتي السابقة."

لكي أجيب عن أسئلة القراءة والكتابة التي طرحتها عاليه، احتاج لتوسيع مفهومي القراءة والكتابة. نحن نقرأ عبر حواسنا الخمس وأدمغتنا تعتمد اعتمادا كبيرا على القراءة حتى تدير أجسادنا وتتواصل مع العالم الخارجي مستخدمة حوالي 100 مليار عصبونة ترتبط فيما بينها بحوالي كوادرليون وصلة (واحد أمامه 15 صفرا)... نحن نقرأ الكتابة والصور عبر أعيننا (أينما وجدت فعل نظر في صيغتي الماضي والأمر، معناهما قرأ واقرأ على التوالي)، ونقرأ الدعاش عبر أنوفنا وجلودنا، ونقرأ الأصوات عبر آذاننا...
إن الدعوى التي سعيت لطرحها في مداخلتي الأولى - مستثارا من لدن المداخلة الافتتاحية في هذا البوست - أن كل كتابة ننجزها نحن بني البشر، هي قراءة مخصوصة.
تأمل معي كيف أن قراءة النص الواحد عبر أصوات متعددة، تنتج رسائل تواصلية متعددة سواء كانت هذه الأصوات لعدد من الاشخاص أو لشخص واحد.
نأتي للكتابة: من أين نأتي - نحن بني البشر - بما نكتب؟ ألا نعيد قراءة ما قرأناه عبر حواسنا معجونا بما قرأناه عبر مخيلتنا؟ انظر إلى صانع الصورة وكاتب النص والمتكلم تجدهم يقرأون قراءة مخصوصة.
سؤالك: من الذي يكتب؟ إجابته عندي: يكتب من يخلق. وكل مخلوق مكتوب، سواء كتابة تكوين دون ذري أو ذري أو جزيئي أو كتابة شفرة وراثية أو كتابة بنية متماسكة أو أفلاك يُسبح فيها...
إن الاستشهاد بالنص المقدس - إشارة إلى القرآن الكريم - وأي نص آخر غير مقدس تفرضه ضرورة التواصل الإنساني. فالقاضي مضطر للاسشهاد بنصوص المتهم لأن (الاعتراف سيد الأدلة) بغض النظر عن مدى اعتقاده في قدسية صاحب النص. وكثيرا - بحكم تاثير البيئة والإطار المرجعي - تجدنا نستشهد بالنص القرآني المقدس بكيفية صريحة أو ضمنية سياقية. إليك صاحب البوست وقد ساقنا إليه وهو يعلم أننا عرفنا من خلال سورة لقمان أنه قال لابنه وهو يعظه... وها أنت - أخي محمد - تستخدم مصطلح "الدنيوي" وهو مصطلح قرآني (وربما ورد في نصوص مقدسة أخرى) أتى ضمن مفهوم ثنائي للحياة (الدنيا/الآخرة).
خلاصة قولي: إن الإشكالية لا تكمن في النص - بمفهومه الشامل - سواء كان مقدسا او غير مقدس، بل تكمن في كيفية قراءتنا له ونتاج هذه القراءة.
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

سلح سوق الفن و فن سلح السوق

مشاركة بواسطة حسن موسى »

صورة



الفن : قداسة في سلح السوق


"ميردا دارتيستا " في رسمها الطلياني
Merda d’Artista
و ترجمتها في الإنجليزية
Artist's shit
يعني بالعربي " خراء الفنان "، هو العنوان الذي اختاره الفنان الطلياني "بييرو منزوني "
Piero Manzoni
لأثره الفني المشاتر و المتمثل في بضعة عشرات من العلب المعدنية اسطوانية الشكل تحتوي كل واحدة منها، حسب ادعاء الفنان، و حسب البطاقة الملصقة على العلب ، على سلح الفنان! أيوه " سلح الفنان"، برازه،غائطه ،كامخه ، عذرته و هراره! و العبارة التي صارت عنوانا للعمل الفني مكتوبة على البطاقة الملصقة على العلبة الأسطوانية بالإيطالية و الإنجليزية .و مانزوني من الاسماء الشهيرة بين طليعة الفنانين الأوروبيين التي عرفت بتيار "البوب آرت" في شمال أوروبا أو بـ" الواقعية الجديدة " نيو رياليزم " في فرنسا في ستينات القرن العشرين. و جلهم يعتبر نفسه بين ورثة الدادائية.أما مانزوني الذي يرى عمله كتخريج على مبدأ الـ " ريدي ميد " الذي ابتدره مارسيل دوشان، فهو لم يبع الكثير من معلباته الفنية، و معظم مقتنييها الحاليين تحصلوا عليها إما كهدايا من مانزوني شخصيا أو عن طريق المبادلة بآثار أخرى . و قد قام مانزوني بتحديد سعر كل علبة تحتوي على ثلاثين غراما من البراز بثلاثين غراما من الذهب حسب سعر بيع الذهب الجاري. لكن ملابسات سوق الفن ، الذي هو مثل أي سوق آخر، خاضع لقانون العرض و الطلب، جعلت من معلبات مانزوني بضاعة مطلوبة. فبلغ سعر العلبة الواحدة مبلغ الثلاثة آلف غرام من الذهب الخالص.و رغم ذلك يتنافس جامعو الآثار الفنية على إقتناء معلبات مانزوني. و لم يبق في حوزة أسرة الفنان إلا خمس علب يحرصون عليها حرصا كبيرا، و قيل يعضون عليها بالنواجذ! و لا عجب فآخر المباعات تراوح بين خمسة و عشرين ألف و خمسة و ثلاثين ألف دولار أمريكي للعلبة الواحدة.
لكن مصير معلبات مانزوني في مجموعات المتاحف الأوروبية مازال يتكشف عن أسئلة جمالية و تقنية و مالية محيرة تتقاطع عند كل حادثة جديدة.ففي عام 1988 تعرض متحف مدينة " راندرس" الدنماركية لمشكلة عويصة مع إحدى علب مانزوني التي أعارها للمتحف أحد جامعي الفن الأوروبيين.ذلك أن العلبة ، ربما بفعل الصدأ،انثقبت وتسربت منها مادة غريبة. و بعد التحليل أثبت المعمل أن المادة المتسربة من العلبة هي سلح بالفعل دون أن يتمكن من القطع بالطبيعة الحيوانية أو الإنسانية لهذا السلح.
هذا الحادث جعل الجامعة المعروفة " مارينا فوساتي" تفكر في التخلص من علبتها بعرضها للبيع أو للمبادلة مع آثار فنية أخرى. و في الإنتظار فالسيدة فوساتي تحتفظ بعلبتها في ثلاجة مطبخها.
و في نهاية القرن العشرين اضطرت غاليري سيربنتين الإنجليزية ، التي كانت تنظم معرضا لمانزوني، اضطرت لرد علبة مانزوني المعروضة لصاحبها الجامع الإيطالي كونسولاندي، و ذلك لأن روائح كريهة بدأت تنبعث منها.
و تواتر حكايات التسرب من علب مانزوني في السنوات الأخيرة، ألهم بعض العاملين في سوق الفن فكرة أن التحول الذي أصاب العلب ربما كان جزءا من صميم طبيعة أثر مانزوني. فبيير كورنيت دو سانسير مثلا، يدفع بفرضية أن التسرب في العلب ربما كان مقصودا من طرف مانزوني .و هي فرضية لو صحت فعمل مانزوني يتحول من مقام التحفة المتحفية الثابتة لمقام " العرض" الحي المتحول [ بيرفورمانص]. و هذا التطور في طبيعة العمل يرفع من قيمته الجمالية ، و بالتالي قيمته المادية في سوق الفن.
أنظر بيرو مانزوني
[l’artiste italien Piero Manzoni ]
في ويكيبيديا

سأعود
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »






تحية للجميع :
قرأت ما تيسر لي من قراءة في هذا الملف ، ووجدت الكثير من الألوان مشتبكة وتتخذ ما تراه من مكان تقتعد فيه ، ولم يكن المُخْرَج لوحة ، بل لوعة الذي يتتبَّع .
هذه الأشتات من الكتابة ، تعودت أن أقرأ مثلها في الملفات هنا ، وتصيبني بالدوار . لأني أرى فيها عقد منفرط ، وأطراف تصبح مركزاً ، والنول يصبح صانِعاً دون صاحبه ...
للمشروعات حسب ما أعرف على سبيل المثال : مُدخلات وأدوات ثم مخرجات
تحية لكل من شارك في الملف ، دون أن أخبط رفيق كتابة في رأسه !




حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

دوار القراءة !

مشاركة بواسطة حسن موسى »

عبد الله الشقليني كتب:




تحية للجميع :
قرأت ما تيسر لي من قراءة في هذا الملف ، ووجدت الكثير من الألوان مشتبكة وتتخذ ما تراه من مكان تقتعد فيه ، ولم يكن المُخْرَج لوحة ، بل لوعة الذي يتتبَّع .
هذه الأشتات من الكتابة ، تعودت أن أقرأ مثلها في الملفات هنا ، وتصيبني بالدوار . لأني أرى فيها عقد منفرط ، وأطراف تصبح مركزاً ، والنول يصبح صانِعاً دون صاحبه ...
للمشروعات حسب ما أعرف على سبيل المثال : مُدخلات وأدوات ثم مخرجات
تحية لكل من شارك في الملف ، دون أن أخبط رفيق كتابة في رأسه !







سلام ياعبدالله بيكاسو الشقليني
من أين ندخل على الكتابة؟ و أين نستقر فيها؟ و بأي مخرج نخرج؟
هذه و الله أسئلة لا تخطر إلا على المعماريين الذين تعودوا أن يصنعوا للدور مداخلا و مخارجا تنسجم مع الإتفاقات الإجتماعية. لا جناح عليك يا باشمهندس، فهذه عادات المهنة.و أنحنا متأسفين على الـ " لوعة" التي أدركتك من تشابك الألوان، لكننا يا صاح لسنا في مقام الصناعة المعمارية. نحن في ملكوت الكتابة، و لو شئت قل : نحن في متاهة الكتابة.ندخل محل ما يعجبنا و" نقعد نقوم على كيفنا"، و فينا نستوطن عديل لو عجبنا الحال و كمان فينا نرحل و نفتح ثغرة نتخارج منها في أي موضع نشاء من حائط عمارة الكتابة.و مافي زول طالبنا قرش!
يا شقليني لو عنّ لك أ ن " تخبط " أي من رفقاء الكتابة على رأسه لأن كتابته عكننت عليك فلا تتردد، فخبط الكتابة لا يقتل غزال و لا يسيل معه دم و لا يحزنون [ الجماعة الحساسين الـ "يحزنون" ديل خليهم يحزنوا و يقطعوا وشهم من محل الخبط ! ] .
نهايتو ، لو في حاجة ما عاجباك قول الحاجة الفلانية الكاتبها فلان الفلاني دي ما عاجباني عشان كدا و كدا و كدا و بعدين نتناقش، لكن كونك تكاورنا كلنا بالقاضية الفنية و بعدين تقعد تتشكى من الدوخة و خمة النفس دا ما بخارج معانا.شايف؟
عبد الله الشقليني
مشاركات: 1514
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:21 pm

مشاركة بواسطة عبد الله الشقليني »


عزيزنا حسن محمد موسى
تحية طيبة ....وود كثير
أنا لم أكاور الجميع ، لكل عالمه الخاص ، بحيث لا يجمعهم موضوع واحد ،
وهذه قراءة للملف من وقائع كتابات شركائه ، كل يغرد في شجرة واحدة ،
وأذكر كثيراً قرب الغروب يتجمع أشتات العصافير ، كل تتحدث ، والسامع
لا يعرف الموضوع المشترك بين الجميع ..
وليس من اختصاص المهندسين هو جعل للملف هدف ، يساهم فيه الجميع ،
خاصة وأن هنالك أكثر من دعوة للمساهمة في الوعي ، هذا الخليط " الخلاق " كي لا يساء الظن بنا
لا يستقيم وراء فكرة أو هدف متجانس ...
وهو مدعاة ( الدوخة وخمة النفس )
لا أعرف طريقاً إلا الأيسر للإختلاف ، يحتار المرء فيمنْ يخاطب ، بل ولماذا ؟:
زمان في أغنية بتقول :

أحب ياتو
أسيب ياتو
أحب النيل وشتلاتو

*
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

و شرح التربيزة !

مشاركة بواسطة حسن موسى »

صورة



"نافورة" عمل مارسيل دوشان، يحمل توقيع باسم حركي، ر. موت، 1917



إيا..4

و شرح التربيزة
للأصدقاء الذين استغربوا عنايتي بمعلبات الفنان بييرو مانزوني في هذا الخيط الذي يزعم الخوض في موضوع ضرورة الكتابة[ و القراءة]، أود، قبل الشرح، أن أنوّه بأن خطتي الإبتدائية كانت بذل التفاكير في موضوع سلح الفن ضمن استطرادات "جيوبوليتيك الجسد". و أظنني أشرت في مطلع هذه المناقشة بأن أدب الجسد يفيض عن ماعون الخيط الموسوم بالجسد تخصيصا ليحضر و يتبيّن في جملة أحوال الكتابة. ربما لأن منهج المقاربة يفرض تعدد المداخل الفضفاضة، بين مدخل الأدب و مدخل الجسد و مدخل السياسة، التي تتقاطع كلها عند واقع السوق، سوق رأس المال المعولم، الذي يتحكم في تطورات و أحوال الصراع الإجتماعي بين الفرقاء المعاصرين.
و الكلام في المحتوى الجمالي لمعلبات بييرو مانزوني، مثله مثل الكلام في المحتوى الجمالي لأي من تمثلات السوق، يخرج بنا من مشهد الفن كزخرف طبقي غايته تمكين الهيمنة الآيديولوجية للبورجوازية المتعولمة على مرجع النسخة الأوروبية ، لمقام الفن كسلاح نقدي في المعركة التي يخوضها تحالف الحفاة العراة المستضعفين و المستبعدين و المغبونين من كل فج ، ضد سدنة رأس المال المعولم. و هو مقام حربي مترامي الأطراف بين أبعاد التاريخ و الجغرافيا. ذلك أن معلبات بييرو مانزوني البريئة في ظاهرها الصبياني العابث ، من اللحظة التي وضع عليها خالقها سعرا ، فهي تنمسخ سلعة فاجرة ترقص على إيقاع العرض و الطلب مثلها مثل "طاولة" ماركس المشهودة!
و ماركس يرقـّص الطاولة حين يعزف لها شيئا من موسيقى " رأس المال"[ الجزء الأول، 4، حول الطبيعة الوثنية للبضاعة و اسرارها ]، الرابط:
le.capital.free.fr.
و يضيئ حقيقتها المزدوجة، على التوالي، حين تبدو كسلعة في ساحة السوق ، وحين تكون كخشب غاشم ماثل بين أنواع المتاع العادي.
" للوهلة الأولى تبدو السلعة كمتاع عادي مكتف بذاته. و قد أبنّا العكس في تحليلنا للسلعة كمتاع بالغ التركيب، عامر بالإلتباسات الميتافيزيقية و بالمماحكات اللاهوتية. ذلك أنها لا تنطوي على أي سر، لو أخذناها من حيث صفتها الإستعمالية، لأنها إما أن تفي باحتياجات الإنسان، بحكم خصائصها الطبيعية ، أو أن خصائصها الطبيعية تتخلّق من حاصل العمل الإنساني. و من البديهي أن النشاط الإنساني يحوّل المواد الطبيعية بطريقة تؤهلها للإستعمال. فشكل الخشب مثلا يتحوّل حين تصنع منه طاولة. و رغم ذلك فالطاولة تظل محافظة على طبيعتها كخشب و كمتاع عادي ينطرح موضوعا للحواس. لكن من اللحظة التي تنطرح فيها هذه الطاولة كسلعة فذلك شأن آخر. لأنها تصبح موضوعا مزدوج الهوية قابل للعقلنة و فالت منها في آن.و في هذا المشهد فالطاولة لا تكتفي بتثبيت قوائمها على الأرض، بل تنتصب ، إن جازت العبارة ، على رأسها الخشبي، و في مواجهة السلع الأخرى، تجمح وراء نزواتها الأكثر غرابة فكأنها ترقص " [ماركس ، حول الطبيعة الوثنية للبضاعة و اسرارها ].
و هكذا تغادر معلبات بييرو مانزوني مقام السلح العابث لترقص سعيدة مع طاولة ماركس في ساحة السوق. هذا السوق السحري هو مثل الملك " ميداس" الذي يمسخ ما يمسه لذهب لامع.و في هذا المشهد فسلح مانزوني لم يعد سلحا، إنه ذهب خالص وإن فاحت منه رائحة الغائط. بل هو وثن " فيتيش "
fétiche
من الذهب مثله مثل ذلك الوثن الذي ينتحل هوية الطاولة الخشبية. و لو تأملنا في حال هذه الطاولة الراقصة فلن نجد صعوبة في التوصل لحقيقة أننا كلناـ و الضمير راجع للجماعة التي تبيع قوة عملها في سوق رأس المال المعولم ـ نرقص و نبدّع كلما عزف لنا أرباب سوق العمل لحنا من لحون رأس المال و نحن حامدون شاكرون على النعمة ! .
و مانزوني في هذا الموقف، عند تقاطع السوق و الفن و الجسد، لا يمثل كمجرد فنان عابث يعشق إطلاق القفشات الفنية،إنه فنان يساري ينتمي لتجربة نقد المجتمع الإستهلاكي التي خرجت منها حركات الإحتجاج الشبابي الكبيرة التي انتظمت الحواضر الأوروبية و الأمريكية في ستينات و سبعينات القرن العشرين. و إذا كان درس ماركس يشرح كيف أن الطاولة الخشبية تصبح وثنا في مشهد السوق، فمانزوني يترجم مقولة ماركس بأن السوق يملك أن يجعل من خراء الفنان وثنا ذهبيا يتحلق حوله جمهور الفن في مجتمع رأس المال..
و أهمية عمل مانزوني تتمثل في كونه يمثل كقنطرة بين أثر ماركس و آثار نفر من الفنانين المتأخرين الذين جعلوا من الإحتجاج بوسيلة الجسد منهجا مرموقا في تدبير الخلق . هذه القنطرة يبنيها مانزوني من ميراث فنانين مثل " مارسيل دوشان" صاحب الـ " ريدي ميد " الذي يعيد تعريف هوية المتاع المتشيئ في شكل تحفة، حسب ملابسات حساب المصالح الطبقية. كان دوشان يأخذ أي قطعة متاع و يسميها أثرا و يوقع عليها باسمه مثلما يفعل الفنانون الآخرون الذين يصنعون اللوحات و المنحوتات. و كون مؤسسات العرض التقليدية التي قدم لها آثاره كانت تمانع أو ترفض قبولها، فهذا الموقف لم يكن ليؤثر على عزم" مارسيل دوشان"، لأنه انطلق ينازع مؤسسات العرض في مشروعية حكمها الجمالي.ففي خاطر مارسيل دوشان، وحده الفنان يحتاز على مشروعية جمالية طبيعية تجعل منه السلطة العليا في تقرير ما إذا كان عمله ينتمي لملكوت الفن أم لا. كان " دوشان" ينظر للعمل الفني كحاصل مفاوضة مستمرة بين الفنان و نظر المتلقي، أو " الناظر"، حسب عبارته الشهيرة" الناظر هو الذي يصنع الأثر ". هذه العلاقة الخاصة بين فعل الخلق و فعل التلقي تنفي مؤسسات السوق المالي و السياسي من حرم الخلق الفني لأنها ترد الشيئ الموسوم أثرا فنيا لهوية آحادية هي هوية الأثر ذي المنفعة الجمالية فكأن " مارسيل دوشان" يحقق حلم ماركس، بشكل معملي، قبل حلول المجتمع اللاطبقي. هل قرأ مارسيل دوشان رأس مال ماركس ؟ مندري! و الأرجح أن تفاكير ماركس حول الهوية المزدوجة للسلعة كانت قد انتشرت في أجواء بداية القرن العشرين بحيث أن أي من أهل الحساسية الإنسانية، كان يتلقاها بصورة عفوية. وعبارة " أهل الحساسية الإنسانية " تشمل مجموعة الأدباء و الشعراء و الفنانين و الموسيقيين الذين أرسوا دعائم الحداثة الجمالية من خلال حركات الخروج الكبيرة في مطلع القرن " المستقبلية، الدادائية، التركيبية، السوريالية إلخ و التي كانت تتطور بالتوازي مع التيارات السياسية الكبيرة التي عبرت المجتمع الأوروبي في العقود الأولى للقرن العشرين .
و في هذا المنظور ، منظور السالك ضمن شروط مجتمع لاطبقي، يتفق مارسيل دوشان و ماركس في كون جوهر المنازعة الطبقية إنما يرتبط بتجاوز الإزدواج المسموم الذي يلحقه شرط السوق بتعريف هوية الأشياء الماثلة كمسند للعلاقة بين الناس.
و الوعي بوطأة السوق في خاطر الفنانين الحداثيين مسؤول عن ظواهر البحث المحموم عن أشكال التعبير التي تسد المنافذ أمام تغول السوق أو تجنب الأثر الفني الوقوع في حفرة السوق.في هذا المنظور انتبه حداثيو مطلع القرن العشرين لأهمية الأثر الزائل، الأثر الذي يستمد قوته من واقع هشاشته الفانية في منظور الديمومة و الثبات الذي تتظاهر به الآثار التقليدية.ذلك الأثر الفاني الذي لا يدوم إلا لحظات تنفيذه، كما العرض المشهدي أو الموسيقي فتح أمام الفنانين دروب مباحث جمالية ملهمة في صدد قيمة "التحفة" السامية النهائية التي لا يـاتيها الباطل من أي مكان لأنها تزعم لنفسها حياة خارج التاريخ.و هذا البحث الجمالي الناقد لواقع السوق و الذي تطور اليوم في ما يعرف بفن " العرض" أو الـ " بيرفورمانص " يموضع حضور الفنان المادي في قلب العملية الإبداعية. و ارتباط فن" العرض" بالحضور الجسدي للفنان في مكان العرض لفت الإنتباه لفرص الخلق المتكنزة داخل موضوعة الجسد. و من قناة الجسد تطورت تيارات ما صار يعرف اليوم بـ " فن الجسد " سواء تعلق الأمر بالجسد المكتوب، الجسد كمسند للكتابة الجمالية[ بودي آرت]، أو الجسد كذات ناطقة عن هوى النفس الحية الحيوانية المتحققة في زمان و في مكان لا يطالهما التعبير الأدبي . الجسد، جسد الفنان، يبقى غير قابل للإمتثال لمنطق التسليع الذي يتيح لأهل الحظوة المادية تملك الأثر الإبداعي و حجبه عن الآخرين. من هذه الثغرة الجمالية التي تتيحها موضوعة الجسد يتسلل المبدعون، المتمردون على منطق السوق، عبر استحكامات رأس المال، جيئة و ذهابا ،ويمدون لسانهم لغول السوق الغبي و ظهرهم محمي بمشروعية آيديولوجية يقتبسونها من ميراث ماركس كرم الله وجهه.

سأعود
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

و ماذا نصنع بالكاتب الراتب؟

مشاركة بواسطة حسن موسى »



و ماذا نصنع بالبطل ؟


الشكية لأب إيدا قوية

نبهني بعض الصحاب للضجة الإسفيرية التي أثارتها كلمة نشرها الكاتب الراتب مصطفى البطل في جريدة صديق له من اسلاميي الخرطوم.و قد استرعت المكاتيب المبذولة هنا و هناك اهتمامي لسببين: أولهما لأني وجدت نفسي في قلب المنازعة المسمومة أعاني من تنكير غميس توصلت إليه حيلة الكاتب الراتب الذي يبدو أنه وجد له منفعة بيّنة في تنكيري مثلما وجد منافع شتى في التشهير بخصومه، و ثانيهما لأني لمست في هذه المنازعة نوعا من "أليغوريا " لأدب العلاقة العصيبة بين الرجال و النساء في مجتمع السودانيين المعاصر . و أنا استخدم عبارة " أدب " في مدلولها الحضاري [ يعني أدب أهلنا الأدبونا بيهو] و النصوصي [ يعني أدب الكاتب الجالس أمام لوحة مفاتيح حاسوبه].
و أنا ، هنا ، أحدّث عن" الأدب" النصوصي لأني على قناعة قديمة بأن كل أنواع العلاقات التي تتجلّى عبر وسيلة الكتابة تنتهي إلى الإنمساخ في أحد الأشكال الأدبية المبذولة بين الناس. و من هنا تعودت أن أنظر في ما تجود به أقلام و كيبوردات الأسافير كمجرد أنواع أدبية قبل كل شيئ. و في هذا تستوي عندي المكاتيب الخاصة و العامة مثلما تستوي عندي المكاتيب المادحة مع المكاتيب القادحة. و من هذا الموقف روّضت نفسي على قراءة أي مكتوب على أساس أنه مجرد تعبير أدبي أولا و أخيرا . و في هذا المشهد فـ "قلة الأدب" عندي هي درجة في سلم الأدب [ قول: درجة منخفضة]. هذه الطريقة في التعامل مع مكاتيب الآخرين لها منافع كثيرة أولها أنها تحصّنني من ردود الأفعال الغاضبة و تجنبني الإنفعال العاطفي [ حتى حينما يعجبني المكتوب ] ، و ثانيها أنها تتيح لي التأمل العقلاني في الضرورة التي حفـّزت كاتبه على تنكـّب مشقة الكتابة و الضرورة التي حفزت القراء على الإهتمام بالمكتوب و الضرورة التي تحفزني على التصدي له [ أو إهماله]. طبعا هذا المنهج في التعامل مع مكاتيب أهل الأسافير التي تتواتر كل يوم لا يمكنني من التصدي لمكاتيب المطاميس من عيال المسلمين بطريقة تعطي كل ذي صاع صاعاته المستحقة، معليش خليتهم لي أب إيدا قوية! لكني مضطر لتنظيم الأولويات و التأنّي عند أكثر الكتاب استحقاقا [ من شاكلة هذا الكاتب الذي يحمل اسم " المصطفى" عليه الصلاة و السلام ، و الذي باع روحه لشيطان البروباغندا بثمن بخس مختلس من مال الشعب ].


اسلامولوجيا:

المهم يا زول ، نظرت في كلمة البطل المعنونة " " أكثر من مرة، و لاحظت أن كاتبنا البطل ينصّب نفسه على منصّة المسلم الورع الذي يدافع عن العقيدة ضد جحافل العلمانيين الملاحدة و المرتدين الزنادقة و التحرريين الإباحيين المش عارف إيه.و شوّقني ذلك للنظر في ثنايا هذه المنازعة التي تترامى و تستشري على الأسافير كما نار القصب! طبعا مافي زول من عيال المسلمين فوّض البطل ناطقا باسم الجالية الإسلامية في السودان أو في المهاجر ، لكن البطل لا يبالي ، فقد هداه الله مؤخرا لهذه المهمة النبيلة فاعتمد الحديث الشهير " من رأى منكم باطلا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فـ ..إلخ. "، و انطلق بقلمه في حرب الباطل و الرزق على الله!
و لو فحصنا هذا الباطل الذي أثار حفيظة البطل، فهو يتفصّل في كون شابة سودانية مقيمة في بريطانيا انتقدت الشريعة الإسلامية في برنامج تلفزيوني بريطاني ،و أعقب تصريحها أكثر من رد فعل حيث قرظها بعض العلمانيين و من بينهم أثنى على شجاعتها الباحث السوداني الـ" إسلامولوجي " المعروف، الدكتور محمد أحمد محمود الذي نشر كلامه في منابر الأسافير السودانية. و في نفس الوقت انتقدها بعض الكتاب المسلمين أو الإسلاميين .و نقد الشريعة الإسلامية في مشهد جيوبوليتيك الإسلام في السودان ليس بدعة علمانية جديدة و إنما هو تقليد ثابت يتشارك فيه العلمانيون مع العديد من الإصلاحيين المسلمين، بينهم الاستاذ محمود محمد طه. و رغم أن البطل، مثله مثل كتاب السودان يعرف هذا التاريخ جيدا، إلا أن معرفته لم تمنعه من تصوير الأمر[ تعليق محمد محمود و من ساندوا الفتاة السودانية] كما لو كان مؤامرة غايتها التغرير بالشباب السوداني و بالذات بـ " شباب المهاجر ". و تخصيص فئة " شباب المهاجر" في مكتوب البطل يكشف عن الروع الحقيقي الذي اصاب مُخـَدِّمي البطل[ الباز و شركاه في جهاز البروباغاندا الإنقاذية ] من الخطر المحيق بهؤلاء الشباب الذين تتيح لهم شروط الحياة في المهاجر فرص الخيار الوجودي الحر بعيدا عن طوائل القوانين القمعية من شاكلة "قانون النظام العام" و " قانون الأمن العام" و" قانون الإفقار العام" و" قانون الإستبعاد العام" و " قانون الإستعباد العام " و هلمجرا . البطل و مخدّموه خائفون على الشباب السوداني من خطر الحرية! و البطل هنا يعارض الحرية بالإسلام و يتصور أن الشاب المسلم إما أن يختار الحرية فيرتد عن الإسلام أو يلزم حظيرة الإسلام فيأمن من مخاطر الحرية.طبعا البطل غير معني بفرص الحرية المتكنـّزة في بعض تفاكير الإسلام الجليلة ، مثلما هو غير معني بـ " مخاطر" الإسلام السياسي الذي ينتفع به الصيارفة المتأسلمون المستأسدون على الشباب السوداني في تسويغ المساخر و الشناعات . و " هؤلاء الناس " الأراذل صاروا يحلّون لأنفسهم و يحّرمون على غيرهم ما يشاؤون، و طوع بنانهم آلات الإفتاء و الإعلام التي يرتزق العاملون فيها من عطايا السلطان . و حتى لو تبعنا البطل في" درب السلامة" الإسلامية فهو لا يفصح عن أي إسلام يتحدث هو.ذلك أن الإسلام في زمن السودان الراهن مبذول في صيغة الجمع، و قيل خشوم بيوت، بين إسلام أهل الطرق الصوفية و إسلام الترابيين و إسلام الوهابيين وإسلام الجمهوريين ، و اسلام الشيعة، لغاية اسلام الشيوعيين السودانيين ...البطل في شغل شاغل عن العناية بمصير الشبيبة المسلمة، التي يستفرد بها من انتحلوا الدين، مثلما هو في شغل شاغل عن تعريف الإسلام الذي يرغب في حمايته من جور العلمانيين الزنادقة، و ذلك لأن أولوياته بعيدة كل البعد عن الأسئلة الحقيقية التي تمور بها إشكالية إسلام زمن العولمة .أولويات كتابة البطل تراعي موجهات البروباغندا السياسية لنظام المؤتمر الوطني. و في هذا المشهد فصاحبنا لا يتورع عن الأدب الغوغائي الذي ينتحل الحرص على الإسلام و على عيال المسلمين بمنهج الخم الذي لا يعرف قشـّة مُرّة و الأجر على الله!.


طه جعفر لا يقرب الصلاة:

في كلمته القصيرة يمشط البطل أرض الأسافير الواسعة في عجل ظاهر و يختزل خصومه لكاريكاتيرات منفـّرة و يبسط تفاكيرهم بطريقة تتيح له أن يشنقهم وسط الرضاء العام الذي يتوقعه من قراء يتوسم فيهم كاتبنا الغشامة الأدبية و قلة الحيلة السياسية.ففي حالة " طه جعفر " مثلا، نجد أن البطل اصطفاه من بين الخصوم و قدمه على أساس أنه عدو الإسلام الأول ، لأنه ـ حسب عبارة البطل ـ صاحب " تاريخ إلكتروني حافل في سب الذات الإلهية و تبخيس الدين" . و بالإضافة لهذه العاهة الكبرى فطه جعفر في خاطر البطل شخص اباحي يدعو للفوضى الجنسية لأنه حسب العبارة التي اقتطفها عنه البطل " لا يمانع أن تمارس ابنته الجنس مع شاب طالما كان ذلك هو خيارهما الحر". و وجه الخَمْ في حجة البطل هنا هو أن البطل يتمسك بصدر العبارة " لا يمانع أن تمارس ابنته الجنس مع شاب " ثم يشيح النظر عن الفكرة الأساسية في عبارة طه جعفر: " .. طالما كان ذلك هو خيارهما الحر ". ذلك لأن الفكرة الأساسية في عبارة طه جعفر هي الدفاع عن حق ابنته، و حق الشباب عموما، في الإختيار الحر مهما كانت النتائج. ترى ما الذي يدفع البطل للإنتفاع بحيلة في بؤس " لا تقربوا الصلاة "؟ هل هي مجرد الرغبة في دفن خصومه تحت ركام الحجج بالحق و بالباطل؟ أم أن البطل ، كأب سوداني، اضطرته ملابسات الحياة لتربية عياله في المجتمع الأمريكي،[ لمدة عشرين عاما! ] مرتاع من فكرة أن عياله الأمريكان يملكون بالفعل فرصة الإختيار الحر الطليق بحكم نشأتهم في مجتمع يمجد الحرية الفردية؟ مندري؟


الإسمو زي اسمي

و في مشهد الخم الغوغائي يقدّم البطل خصومه على أساس أن خيانة الإسلام شيئ مؤصل بالطبيعة في كينونتهم، لأن هؤلاء الخصوم يخونون الأمل الديني المودع في طبيعة الاسماء التي منحها لهم ذويهم. و عليه فمن مصلحة خصوم البطل أن يكتبوا بأسماء غير مشحونة بأثقال التاريخ الإسلامي ، لأن خصم البطل الذي يحمل إسما كمحمد أو طه أو فتح الرحمن لا ينجو من تـاثيم سهل يتربص به البطل عند مدخل كل منازعة : فـ " فتح الرحمن " يلهم البطل أن والدي هذا الفتح الرحمن لا بد أنهما يحسان بالخيبة في هذا الولد العاق الذي يعادي الإسلام بينما " ظهره في جدار الكعبة" [ إنت يا البطل الكعبة دي سجلوها ليك متين ؟ يا خي عبد المطلب جد النبي هيمسيلف قال لإبرهة " للكعبة رب يحميها"! ] .
أما محمد حيدر المشرف الذي صفه البطل بكونه " يحمل اسم نبينا الكريم "، فقضيتو بايظة جملة و تفصيلا [زيّو زي طه جعفر و محمد محمود و " عبد الخالق الذي لا يعرف الخالق" في عبارة مقطوع الطاري جعفر نميري]!.غايتو أي ناس عندهم اسماء بتاعة مسلمين و داخلين في منازعة مع البطل ، أحسن ليهم ، حقنا للدماء ، يغيروا إسماءهم أو يتسمّوا بأسماء افرنجية محايدة [ أولاد المسلمين في فرنسا لمن يكونوا عاوزين يزوغوا من عواقب الإسم العربي يقلبوا محمد لـ " مومو" و " زين الدين " لـ " زيزو" و فاطمة لـ " فاتو " و " خديجة " لـ " كادو " ]، و يا حبذا لو اتخذوا لهم أرقاما و كفى الله المؤمنين شر القتال.


المعارد عينو قوية

المهم يا زول، عشان نرجع لضرورة كتابة مصطفى البطل تلزمنا قراءة أدبه بانتباه لما وراء و ما قبل و ما بعد و ما بين الكلمات. و هو مايسميه أهل الكتابة السينمائية بـ " النص خارج إطار الرؤية المباشرة " [ أور شان]. و هو مكتوب كتابة واضحة في مجمل كتابات البطل، الذي أثبت ، منذ أيام " مؤتمر الجنبري " الفاسد ،أنه آلى على نفسه أن يتولى مسئولية جبهة " المعاردة". و " المعاردة " تعبير من عندياتي استخدمته لتوصيف تلك الفئة الضالة الكتاب المأجورين الذين يقتاتون من معارضة المعارضة السودانية لنظام الإنقاذيين.و قد استلطفه بعض الصحاب لأنهم استشعروا فيه معنى موقف " المعرّد" الذي ينطبق على القوم. و من ينظر مادة "عرد" في القاموس السوداني الفصيح يجد معاني الهرب و الفرار يوم الهياج. قال حسان بن ثابت:
فتيان صدق كالليوث مساعر من يلقهم يوم الهياج يعرّد
و قال الحردلو الصغير:
صقايع الفرخ بدَن لك يالجرِيك عُرِّيد
[ عون الشريف قاسم، قاموس اللهجة].
و البطل [ عاشت الأسامي! ] كاتب أسطون بين "المعاردين"، و الأسطون، في لغة العربان ، هو الجمل طويل العنق، و تستخدم العبارة لتوصيف الخبراء المبرزين في مجالات تخصصهم. و كاتبنا لا يخفي ولعه بالعرّيد، و قد يبلغ به الحال لوم المعارضين على احجامهم عن الإنضمام لرهط المعّردين المغرّدين كل يوم على شجرة نظام المؤتمر الوطني. ولولا أن اولوية هذه الكليمة هي قراءة نص البطل المبذول هذه الأيام لأفردنا لهذه السيرة المعرّدة خيطا منفصلا .


زليخة و "الرجل" فيس تو فيس !

نظم البطل مكتوبه المسموم بحيث يتخلص من الرجال الضكور أولا باخراجهم من حظيرة الإسلام و ايداعهم حظيرة الكفر و الإلحاد و الفوضى الجنسية ثم يتولى أمر النساء [السبايا ؟] على مهل، فيبدأ بتيسير عوووضة التي يراها" بين من اصطفوا " يسبونه، رغم أني لم أعثر على معنى السباب في تعليق تيسير عووضة على البطل ، و صفة الإصطفاف الجمعي تشي بـ " نظرية مؤامرة " إسفيرية تهجس خاطر هذا الكاتب الباسل لمجرد أنه يعتبر نفسه "قبلة الكتاب" بدون أية اسباب وجيهة بخلاف اصراره ـ أعزه الله ـ على اسلوب في الكتابة يعود لكتاب العصر الوسيط. و ربما أمكن فهم انتخابه لشخص تيسير عووضة و محاولة تلطيخها بما لا يليق بكون تيسير، في تعقيبها القصير ، وقعت في شر [ أو في خير ] أعمالها حين تجاسرت و نخست الرجل في " أعز ما يملك "، في تلك المنطقة شديدة الحساسية، منطقة عزه الأدبي ككاتب فحل .وصفة الأديب الفحل هي القاعدة التي بنى عليها صاحبنا بأسه الإعلامي على خشبة مسرح المنازعة السياسية في السودان. فهاهو رجل يقتات من سمعته كأديب صاحب قلم " فاليك "، يتعرض للهوان من طرف " بت ساكت "[ قول: "حرمة" ] تنظر في أثره الأدبي و تقيمه ككلام منظوم شكلا لكنه بلا محتوى. يعني إذا أصلو البنات بقن يفرزن الغث من السمين و يستهونن بكلام فحول الكتاب الميامين ،تاني البطل فايدتو شنو لنظام الإنقاذ الذي ينتفع بأدبه الراتب في معاردة المعارضين؟

البطل يأخذ على تيسير عوووضة أنها " امراة تصول و تجول في المدن الإلكترونية و تدمن الخفة و الإستظراف و ترفع الكلفة مع من تعرف و من لا تعرف ". طبعا صورة المرأة المارقة للريبة و التلاف بين "المدن الإلكترونية"، لا تخلو من إشارة لتلك المرأة الفصيحة الصوّالة الجوّالة[ ترجم : المطلوقة] بين "المدن الإلكترونية"،و لاحظ عبارة " المدن الإلكترونية " دي، واردة هنا بدلا من " الشبكة الإسفيرية" أو المواقع الإلكترونية" أو الأسافير أو " إنترنيت " ،لأنها تسوّغ شبهة العربدة الفالتة في المدن الواقعية ، و في نهاية التحليل فإنطلاقة تيسير عووضة في المدن الإلكترونية، مثلها مثل انطلاقة نساء سودانيات أخريات ، حق مشروع انتزعنه بقدراتهن و بعلمهن و بمواهبهن الأدبية. و تيسير عووضة ،تسهم مع أخريات من نساء السودان ،في تحويل المشهد التعبيري و السياسي بشكل يتناسب مع نمو و تطور حركة التحرر النسوي في مجتمعنا، هذا الحضور الإيجابي للنساء في فضاء العمل العام لا يخيف البطل ، الذي يربي عياله في أمريكا ، لكنه يخيف مخدّميه الصيارفة المتأسلمين، " هؤلاء الناس " الجاثمين ـ باسم الدين و باسم العرق وباسم التقاليد الباليةـ على صدر الشعب السوداني يروّعهم احتمال خروج النساء السودانيات على قيود و قيم ثقافة المجتمع قبل الرأسمالي.أما حكاية إدمان "الخفة و الإستظراف" فهذا أمر من واقع اسلوب تيسير الأدبي المميز و هو ما يحفزنا لقراءة مكاتيبها، و البطل هنا حاسد ساكت ،و الحاسد لا يدري ما يصنع مع الرازق !
أما إشارة البطل للمرأة التي " ترفع الكلفة مع من تعرف و من لا تعرف " و التي شيد البطل على أساسها نسخته الشخصية من محكية يوسف و امرأة العزيز فهي رجم بالغيب في حق تيسير و في حقي أنا ،لأن البطل لا يعرفها و لا يعرفني بما يسوّغ له مثل هذا التقرير الذي يجانب الحقيقة.حسب حجوة البطل : كان في قديم الزمان امرأة " بلغت من التحررـ أو التحلل، لا فرق ـ [ كذا!] أنها رأت رجلا سودانيا " فهجمت عليه و افترسته إلخ. أها " الرجل " " السوداني " دا يا ني أنا حسن موسى القدامكم دا، لكن البطل تعمد حجب اسمي بأسلوب خبيث. و تنكيري في حجوة البطل مقصود منه اختزال صلتي بتيسير عووضة ، صديقتي في حلقة أصدقائي الشارقيين و بنت صديقي عثمان عووضة ، لمجرد لقاء بين " راجل " و " مرة " في جزيرة مهجورة! البطل لم يكلف نفسه عناء سؤالي " يا حسن موسى إنت بتعرف الزولة دي من متين؟ و من وين؟ إلخ " رغم أنه مواظب على سؤالي،و دعوتي للمشاركة في محافل و منتديات نظام مخدميه ، بذريعة "رفعرأسالسودانعاليا" [ إنتو السودان دا فضل فيهو راس؟]. البطل لا يهتم كثيرا بتحري المعلومة الصادقة في خصوص الناس الذين يتناولهم في كتابته الراتبة.لماذا؟ لأن الكتابة الراتبة طبعها العجلة التي لا تحتمل التأخير ، و الكاتب الراتب لا يكتب لجمهور القراء و إنما يكتب لسكرتير تحرير الجريدة الذي يستعجله في انتظار المادة المكتوبة ليسود بها فجوات الجريدة قبل الدفع بها للمطبعة . و العجلة مسؤولة عن الطابع التقريبي[ ترجم الكلفتة ] في الكتابة الراتبة. و من جهة أخرى فالكتابة التقريبية تيسّر لصاحبها نشر غشاء التلبيس الذي يمكن الكاتب من طبخ الأكاذيب مع أنصاف الحقائق. و لو تساءلنا عن الضرورة التي تجعل مصطفى عبد العزيز البطل يخوض في ماء الكذب الضحل لما وجدنا ضرورة غير ضرورة الإرتزاق بذريعة الأدب.و هذا يا صاح ضلال كبير في عرفنا، نحن عيال المسلمين، حين نتوكل و نكابس وراء الرزق في بلاد الله الواسعة على قناعة أن الله يرزقنا "كما يرزق الطير". غايتو ياالبطل في دي إلا تعتذر و تستغفر ،" و من لزم الإستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا، و من كل هم فرجا و رزقه من حيث لا يحتسب "، عشان لو ما اعتذرت و استغفرت ياهو الضيق وراك و الهم محمّدك! شايف؟ [ تشوف بي وين ؟ إنت في اللحظة دي تكون مشغول بالتشطيب على عمود الأسبوع الجاي طبعا].


الأدب

طبعا موضوع الرجم بالغيب في حقنا ينتهي مع الإعتذار و الإستغفار ، لكن موضوع فحص النص الأدبي دا ما عندو نهاية.
و حين يكتب البطل أن " الرجل استحيا و غضب عندما قرأ ما كتب عنه[ استحيا هو و هي لم تستح] " ، فهو يصوّر تيسير عووضة في موقف المرأة الشيطانية الجامحة وراء " رغائبها الأنثوية"و يصوّرني في موقف الرجل البريئ المستحيي و قميصه مقدود من دبر إلخ، على مرجع قصة يوسف الذي زعزعه كيد زليخة و كاد أن يعصف به " لولا أن رأى برهان ربه"! طبعا أنا شايف برهان ربي في جملة مواقف البطل السياسية و الأدبية المبذولة في كتاباته الأسافيرية المصنوعة من خامة الإلتواء الأخلاقي و الغوغائية السياسية. فالبطل لا يجهل مضمون تعليقي على عبارة تيسير في حقي،و لا يمكن أن يغيب على بصيرته القارئة أن اعتراضي على عبارة تيسير ورد ضمن سياق بالغ التركيب. لأني اعترضت على عبارة تيسير لكونها بذلتها ضمن ثرثرة اسفيرية لم تعجبني مع أشخاص [ مثل د. نجاة محمود والمدعوة " دينا" و آخرين ] لا يعجبونني و لا تربطني بهم معرفة ،أو قل: تربطني بهم خصومة سياسية و مناكفات إسفيريةة مشهودة. و لومي لتيسير وارد في هذا المقام الذي لمست فيه تعريضا مجانيا بشخصي في ذلك المنبر الإسفيري الذي لا يشرفني و الذي نادرا ما ترد فيه سيرتي بما يرضيني. لكن البطل يصادر كل التركيب اللاحق بملابسات عبارة تيسير و تعليقي عليها ليخلص للنتيجة المبسطة:أورورووك يا ناس الحلة هوووي هناك "امرأة تعبر عن رغائبها الأنثوية بدون وازع من خلق و دين"!.
هذا التبسيط المخل هو الذي حفزني على بذل هذا المكتوب لتعريف البطل و شركاه بطبيعة صلة الصداقة الفكرية و الإحترام التي تربطني بتيسير عووضة . و فوق هذا الإعتبار الخاص ،يهمني التأمل في موقف المرأة و الرجل ضمن نسخة البطل الشخصية لمشهد الحداثة و التحرر.فالبطل يصور التحرر كمرادف للتحلل و الحداثة كمرادف للإلحاد و الفوضى الجنسية. فالرجل و المرأة "مجرمان ثلاثة" ـ حسب تعبير صديقنا الفنان آدم الصافي ـ لأن ثنائيهما مستحيل بغير حضور الشيطان. و هذا الشيطان، شيطان الحداثة، الذي يسكن فضاء العلاقة بين الرجل و المرأة هو الوسيط الذي يرى البطل أنه يمكـّن المرأة من " نقل رغائبها الأنثوية بغير وازع من خلق و دين ". هذا البطل الأمريكي النابه، حين يكتب مثل هذا الكلام الغوغائي، فهو لا يتوجه به لتيسير أو لشخصي ، أو حتى للقارئ السوداني العادي. لا ، البطل هنا يخاطب حراس الدين السلفي في الدوائر الأكثر تشددا ضمن حلقات الإسلاميين السودانيين. و حديثه ينطوي على منفعتين : المنفعة الأولى هي أن يطمئن المتشددين داخل أروقة السلطة بأنه يشاركهم قناعاتهم الدينية المشاترة لـ "دين الفطرة" السليمة، و المنفعة الثانية هي أن ينشر الذعر وسط نقاده بالتشهير بهم كملحدين و إباحيين و مفسدين للشباب المسلم.و لنتأمل ، " يا رعانا الله "، هذه الفقرة المدهشة من مكتوب هذا الرجل الذي يتسمى باسم المصطفى عليه السلام :
" يقود الكتيبة الرافضة لموقفي رجل ينحدر من مدينة كوستي، و يعمل محاسبا في مدينة جدة ، على بعد خطواتى من الكعبة [ سجم الجغرافيا!] ".." يضع ظهره في جدار الكعبة ، و يمالئ الإلحاد " .." و الإسم الكامل فتح الرحمن خلف الله و يكتب تحت اسم الشهرة قيقراوي " .يا النبي نوح ! يا بطل نسيت تجيب أسماء أخوانه و زوجته و أولاده و أرقام بطاقاتهم و نمرة عربيتهم !. ولا يغيب على فطنتنا ـ يا " أعزنا الله " ـ أن البطل حين يبذل تفاصيل سير خصومه و عناوينهم و مكان إقامة أهاليهم، يعرف أن كل هؤلاء الناس مضطرون للتردد على السودان من وقت لآخر لزيارة الأهل أو قضاء بعض الأغراض أو لتجديد جوازات سفرهم إلخ. و حين يتم إتهام شخص مقيم في السعودية بموالاة دعاة الإلحاد فهذا الإتهام يقارب النطق بالإعدام في حق الشخص المعني و البطل عارف.
أنا زاهد في التعليق على كلام البطل في صدد الشخصية التي تكتب تحت اسم " دينا " لأسباب لا تخفى على أحد. لكني عائد لهذه السيرة من زاوية نظر مغايرة فاصبر علي يا بطل.
صورة العضو الرمزية
موسى مروح
مشاركات: 172
اشترك في: الأحد نوفمبر 06, 2011 9:27 am

مشاركة بواسطة موسى مروح »

سلام، حسن.
وشكراً على هذا الكلام المهم.
كامل التضامن معك والأخت تيسير وبقية السيدات والسادة.
التعريض بالناس وتأليب الغرائز الدينية عليهم والتدخل في حياتهم الخاصة ومعتقداتهم، في شكل نيابة مفترضة عن الله أو رسوله، أمر مرفوض، وغير أخلاقي.
مصطفى مدثر
مشاركات: 935
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 10:26 pm
مكان: هاملتون-كندا

مشاركة بواسطة مصطفى مدثر »


KO
دي اسمها القاضية الفنية يا حسن موسى.
البطل استهان بالزوايا البتجيب الريح
وهي أكثر من الريح!





.
----------
KO هي النوك آوت لمن استطاع إليه سبيلا.
أضف رد جديد