ماركسية قدر ظروفك

Forum Démocratique
- Democratic Forum
أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
ÃãÌÏ ÝÑíÏ
مشاركات: 253
اشترك في: الاثنين إبريل 12, 2010 12:06 pm

ماركسية قدر ظروفك

مشاركة بواسطة ÃãÌÏ ÝÑíÏ »


حوارمع سكرتير الحزب الشيوعي
06-18-2013 09:08 PM
النظام الحالي هو السبب في ظهور الحركات المسلحة
أنا ضد الفكر السلفي المقصي للآخر

المقدمة
الشخصية السودانية بحاجة لدراسات عميقة في كافة المجالات لنجد تفسيراً لالتصاقها بكل شئ ومناداتها بالشئ وضده في آن]، وربما تكون النتائج قريبة من قول الناقد (عبدالله الهادي الصديق) إن الشعر السوداني مصاب بالتصوف المزمن في مختلف مراحله، فعندما قابلت السيد محمد مختار الخطيب أدركت أن كل الحياة السودانية مصابة بالتصوف المزمن! وأخذت أحصي لا إرادياً كلماته ذات المرجعيات الإسلامية، وأنا أحادثه عبر الهاتف قبل وبعد إجراء الحوار، ثم أخذت أقارن بينه وبين اليساريين غير السودانيين الذين قابلتهم فوجدت البون شاسعاً في كل شئ.. ضيفي لهذا الأسبوع شخصية عظيمة التأدب والزهد حتى في مقارعة الحجة بمثيلتها ظل طوال الحوار هادئاً رغم الأسئلة الملتفة حول عنق التبريرات وأستطيع القول بثقة كاملة إن التفكير اليساري حبيس أمنيات الرجل وما عداه طليق! حرصت على أن يكون حواري معه مؤانسة واسترجاع لما هو دائر في عقول الشارع..
======
عفراء فتح الرحمن
محمد مختار الخطيب ـ سكرتير الحزب الشيوعي
ـ بداية من الذي جندك للحزب الشيوعي السوداني وفي أي عام؟
كنت أعمل في تنظيمات ديمقراطية في اتحاد الشباب السوداني في العمل النقابي وتشربت الفكر الاشتراكي من خلال وجودي في مدينة عطبرة، نشأت وترعرعت فيها وتلقيت دراساتي منذ الخلوة والأولية.
ـ سكرتير الحزب الشيوعي درست الخلوة؟!
أيوة.. وواصلت في عطبرة حتى عطبرة الثانوية الحكومية وعشت في منطقة حي العمال وكان هناك نضال ضارٍ من العمال ضد المستعمر وقتها وفي المرحلة الثانية تأتي قضاياهم ومطالبهم المشروعة وكنا نساهم ونحن أطفال في المظاهرات والمواكب التي تخرج وكذلك عندما كبرنا وتحديداً في المرحلة الثانوية كنت كأندادي مشاركاً دائماً في المظاهرات ثم التحتقت بالعمل النقابي في اتحاد الشباب والجمعيات التعاونية وبالتالي الذي جندني للحزب لم يكن شخصاً وإنما كانت بيئة بأكملها محفزة للميول الاشتراكية.
ـ عبدالخالق محجوب السكرتير الأسبق للحزب الشيوعي كان صاحب كاريزما طاغية ونضال صادق أودى بحياته لأجل الفكرة، ونقد عاش تحت الأرض أكثر مما عاش فوقها وكان يمثل إجماعاً نادراً فقد صلى عليه الأدارسة و(عزى فيه) أنصار السنة والمتصوفة والمهدي والترابي، فهل وجودك في مقعد هؤلاء مهمة لا تحسد عليها؟!
(شوفي) في الحركة الشيوعية السودانية هنالك العديد من القادة منهم عبدالخالق ونقد وقادة آخرون لم يسمع بهم أحد ظلو يؤدون واجبهم في تفانٍ وصمت متلازمين ويعملون في جبهات أخرى غير الجماهيرية، والمسألة مسألة فكرة فالجماهير متعطشة للفكرة والأحلام والعدالة الاجتماعية لذا رأوا في عبدالخالق ونقد تجسيداً للفكر الشيوعي المناضل.
ـ هنالك أكثر من زاوية نظر لتبوأك لمنصب سكرتير الحزب الشيوعي، فالبعض يرى أن أصحاب النضالات التاريخية مثل سليمان حامد أو الشخصيات المعروفة جماهيرياً مثل يوسف حسين أو الشفيع خضر، هم أولى وآخرون يرون أن قدومك من الصفوف الخلفية هو ميزة تحسب للحزب القادر على تفريخ كوادر في صمت أنت كيف ترى هذا الأمر؟
أولاً الثوري هو ثوري في كل مكان وأياً كان وضعه ومنهجه إذا كان في القاعدة أو الوسط أو سدة الحزب فالموضوع ليس أين هو وجودك؟ وإنما ما هو عطاؤك؟ الأمر الثاني الاختيار للسكرتارية يتم عن طريق اللجنة المركزية وما حدث أنه لم ترشح اللجنة المركزية سليمان حامد، ومن تم ترشيحهم الخطيب ويوسف حسين والشفيع انسحب الأخير وبقينا أنا ويوسف وكان الفوز من نصيبي، لكن الحزب قائم على الجماعة في الفكر والعمل لأجل تحقيق مطامحه
ـ البعض يفسر فوزك غير المتوقع بأنه نتاج الصراعات (الجهوية والجيلية) داخل الحزب الشيوعي، وأن انسحاب الشفيع خضر وتدعيمه لموقف يوسف حسين ما كان إلا امتداداً لتلك الصراعات والتكتلات؟
لم ألحظ تكتلات وإنما الانتخابات كانت ديمقراطية وشفافة والترشيحات كما أسلفت تمت من داخل (اللجنة المركزية) وتم الفرز داخل الاجتماع وأعلن الفائز فلم يكن هنالك تكتلاً واضحاً، ودستور الحزب يرفض قيام تكتلات.
ـ منذ متى نحن في السياسة السودانية نلتزم ونطبق دساتير الأحزاب؟! والسؤال ثانية: ألم يكن انسحاب الشفيع وقوله إنه لا يستطيع الترشح أمام يوسف حسين وأنه يزكيه جزءاً مكشوفاً من الصراع؟
عندما قال الشفيع هذا الكلام عكس رؤيته فقط ولا ننسى أيضاً أنه يعمل مع كادر سياسي متقدم لا يستطيع التأثير فيه.
ـ البعض أصبح ينقل الحديث من مرحلة الهمس الى المكاشفة بأن الخطيب ما هو إلا مرحلة تكميلية فقط تنتهي صلاحياته بقيام المؤتمر السادس للحزب؟
برحيل الأستاذ نقد كان لابد من إكمال الدورة المتبقية وانتخاب سكرتير سياسي لإكمالها وانتخت لإكمالها ونحن الآن على أبواب المؤتمر السادس الذي سنتخب لجنة مركزية جديدة وستقوم بترشيحاتها لسكرتارية جديدة وإذا تم ترشيحي مرة أخرى وتم انتخابي فأنا على أتم الاستعداد لأداء كل المهام والتكليفات.
ـ ذكرت أنك ربيب التعليم الديني (الخلوة) ثم عملت في حلفا مع عدد من الإسلاميين، لماذا نحن في السودان أذكياء في خلق علائق اجتماعية مع العديد من التيارات الفكرية ودون ذلك في العلائق السياسية؟
أولاً الخلوة كانت تمهيد ودراسة جيل وكانت خلوة النجاح بالإضافة لعلوم الدين تدرس العلوم الحديثة الرياضيات واللغة العربية وغيرها، أما العلاقة الاجتماعية فنحن في النهاية سودانيين وبيننا أواصر وثقافة ووطن مشترك، ففي منطقة حلفا جمعتنا قضايا ومشكلات التهجير والتدني الذي حدث في المشروع، وكنا عناصر في الحزب الشيوعي وأخرى من المؤتمر الوطني وأحزاب أخرى وكان العمل تحت هدف سام» وهو مصلحة المواطن.
ـ الجزء الثاني من السؤال لماذا نحن دون المستوى دائماً فيما يتعلق بالتقارب السياسي بين الأحزاب السودانية حتى ولو على قضايا وطنية لا تقبل التجزئة؟
أولاً الحركة السياسية السودانية قائمة على احترام الرأي والرأي الآخر، حتى التاريخ لا يستطيع إلا أن يثبت السخونة والتشنج في طرح القضايا داخل البرلمان السوداني ولكن عندما يخرج للنواب تجد أياديهم متشابكة ويجمعهم الود وما نراه حالياً هو نتاج هذا النظام الذي عمل على إقصاء الآخر، لأنه حامل للحقيقة وحده حسبما يرى لذا يكفر الآخرين ولا يعترف بالآخر.
ـ التاريخ يدحض ما ذهبت اليه لأن حادثة حل الحزب الشيوعي وطرد نوابه من البرلمان عام 1965م جاءت كدلالة على نزعة الإقصاء المستوطنة داخل الحركة السياسية السودانية قبل مجئ هذا النظام بعهود؟
هذا صراع فكري، فاليمين حاول إقصاء اليسار بعد أن تهيب من المد الجماهيري للحزب الشيوعي السوداني، لأنهم حاولوا التخلص منا بعد أن ثبت لهم استحالة هذا الأمر ديمقراطياً لما وجدناه من التفاف جماهيري ساحق وكان فوزنا بالعديد من الدوائر مفاجئاً لهم فلجأوا الى طبخ مكيدة مدبرة بمقتضاها تم طرد النواب وحل الحزب الشيوعي.
ـ الحزب الشيوعي السوداني ليس حملاً وديعاً إنما لديكم مخالب وأنياب أيضاً وما ذكره الزميل جوزيف قرنق في (أحداث الجزيرة أبا) بأن ثورة الإمام الهادي ليست ثورة مشعوذين فقط وإنما جزء من المؤامرة على نظام مايو الباسل تثبت أنكم شركاء في الكثير؟
نحن ضد العمل الانقلابي بشكل عام، وفكرتنا الرئيسة هي الوصول الى السلطة عن طريق الجماهير وقد تم تقويم نظام 25 مايو بصورة غير متوافقة مع الواقع، وكان هنالك صراعاً داخل اللجنة المركزية حول تأييد الانقلاب أم لا؟ ووصلوا الى أن القوة التي وصلت الى السلطة هي (برجوازية صغيرة) وانتقال السلطة تم تأييدها لأجل دفع هذه الثورة في الاتجاه الديمقراطي، وهذا ما أدى الى انقسام الحزب في النهاية حول الفئة التي رأت تأييد مايو بكل برنامجها دون تجزئة، والأخرى التي رأت التأييد مع إجراء التعديلات اللازمة فيما يتعلق بالديمقراطية وغيرها.
ـ القاضي (صلاح حسين) تحدث ببطلان حل الحزب الشيوعي وطرد نوابه من البرلمان، ولكنكم لم تصروا على إعادة حقوقكم عن طريق الديمقراطية وبالمجمل فضلتم التعامل مع نظام عسكري شمولي نكاية في الديمقراطية التي سلبت حقكم؟
الحزب الشيوعي لم يكن منظماً ولم يخطط لانقلاب عسكري ولك ما حدث أنه كان يجري التخطيط لانتخابات رئاسية، وكان بابكر عوض الله مرشح اليساريين، وفي الأثناء تم انقلاب العسكريين وتبنوا برنامج اليسار لبابكر عوض الله فحدث صراع داخل اللجنة المركزية، فتيار يرى بوجوب دعم الانقلاب العسكري والتيار الآخر يرفض ذلك لأن الانقلاب العسكري في نظره ليس هو الطريق لتحقيق الغايات، وأخيراً توصلت اللجنة المركزية الى أن هذه قوة من قوة الجبهة الوطنية الديمقراطية وصلت الى السلطة ومن مصلحتها أنها غيرت السلطة من اليمين الى قوة صاحبة مصلحة في التغيير ووضعت شرطاً وهو جنوح هذه القوة الى الديمقراطية وهذا أحدث انقساماً داخل الحزب فاستوزروا وذهبوا مع مايو من قالوا بالدعم المطلق وآخرون كما أسلفت كانت لديهم ملاحيظ.
ـ كيف نوفق بين كلامك السابق والمقولة الشهيرة لعبدالخالق (بأن مايو شرف لا ندعيه وتهمة لا ننكرها)؟
هذا كلام التجاني الطيب وليس عبدالخالق محجوب، وحسم هذا الأمر في المؤتمر الخامس الذي أقر بخطأ دعمنا لانقلاب عسكري ونحن ضد أي انقلاب وفي دستورنا أن الوصول الى السلطة يكون عبر صناديق الاقتراع، وجودنا مع مايو كان خطأً ونقدنا هذا الخطأ في المؤتمر الخامس.
ـ تحدثت سابقاً أن هذا النظام لا يقبل بالفكر المغاير وهو ذات الأمر الذي تعاني منه أنت شخصياً وإلا لماذا قدت حملة تصريحات شعواء ضد الفكر السلفي؟
قدت هجوماً على الفكر السلفي وليس على الأشخاص ضد الممارسات الخاطئة في ذلك الوقت، ولا يعني وجود علاقات طيبة ألا تنتقد الفكر، وأنا ضد موقفهم المكفر للآخر في سودان متعدد الأديان والثقافات ولابد من التعامل والاعتراف بالتعدد بصورة متكافئة وديمقراطية.
ـ في حديثي معك قبل الحوار قلت إنك ضد الحجاب فهل تحول سكرتير الحزب الشيوعي الى مفتي وهل أنت مؤهل للقيام بهذا الدور وكيف تنكر أمراً شرعياً وارد بالدليل والقرآن والسنة؟
أولاً حكاية أن الحجاب منزل في القرآن هذه افتراءات فقط إنما هو عادات قبائل دخلت الى الإسلام ثم انتقل لممارسة إسلامية.
ـ كيف يكون افتراءً وهو الوارد بالدليل القطعي في سورتي الأحزاب والنور؟
ليس هنالك حجاب وإنما هنالك مبدأ السترة الإنسانية فما ترتديه النوبيات من (جرجار هو زي ساتر وكذلك الثوب السوداني..)

ـ مسألة السترة والأزياء الفلكلورية هذه نقطة يمكن أن نتحدث عنها لاحقاً، لكن كيف تنكر ورود الحجاب بدلائل في القرآن والسنة؟
الغرض في النهاية هو الحشمة للمرأة والرجل وعدم إظهار المفاتن.
ـ في سورتي النور والأحزاب ألم تقرأ الآيات البينة في الحجاب، وإذا فعلت فعلامَ تستند في الإنكار؟
كل الشعوب لديهال أزياء محددة صممت للستر، نحن ضد التهتك بشكل عام وندعو لأن ينظر الجميع للمرأة باعتبارها إنسان كامل الآدمية وليس أداة متعة، والحجاب هو زي القبائل التي وصلت يوماً الى السلطة وفرضته على الآخرين.
ـ مع أني لست عالمة دين بالطبع ولكن حديثك من الأقوال المرفوضة بالأدلة، حتى عند أداء شعيرة الحج للمرأة زي إسلامي ترتديه وهو الحجاب؟
أنا مهيأ للحديث عن المرأة كإنسان وبالتالي اتباع أي وسيلة تحجبها عن أداء دورها في الحياة أنا ضدها، فأنا لست ضد الحجاب كزي ولكن ضد الفكرة التي وراء الحجاب ورأي السلفيين أن المرأة وضعها الطبيعي منذ الميلاد الى بيت زوجها ثم لحدها، ويتعاملون مع المرأة على أساس أنها فتنة وشيطان و.. و.. و..، والحجاب من أدوات حجب المرأة عن ممارسة أدوارها الحياتية.
ـ عندما تحدث الشيوعيون عن نموذج الدولة البوليسية عند استالين سرعان ما يرفضون هذا النموذج ويبدلونه بالنظريات، الآن أنت في مسائل الدين تنصرف الى نماذج شاذة وأنا أحدثك عن القرآن والسنة فلا تنصرف الى غيرهما؟
القرآن والسنة طلبا الاحتشام وكل مجموعة سكانية تضع أزياءها المحتشمة والمتوافقة مع ظروفها المناخية..
ـ فاطمة أحمد إبراهيم عندما أسهمت في إنشاء الاتحاد النسائي ومجلة المرأة ودخلت البرلمان كانت محجبة فلماذا لم يكن حجابها عائقاً ولماذا اختارت فاطمة الشيوعية الحجاب؟
ليس هنالك زي محدد معروف بأنه زي إسلامي وكل ما طلبه الإسلام ألا تكشف المرأة زينتها وألا تتبرج هذا هو الخط العام، أما نوع الزي فهو راجع للمجموعات السكانية.
ـ لماذا عندما نتحدث عن الشيوعية تهرعون الى كارل ماركس ولينين وعندما نأتي الى الدين تختار نماذج شاذة وتنكر ما جاء به القرأن والسنة؟
أنكرت ماذا؟
الحجاب؟
زي ماقلت ليك ما في مواصفات محددة على أساس أنها زي إسلامي، وإنما الخط العام هو الحشمة وعدم إظهار الزينة وهنالك شعب ومجموعة تصنع أزياءها الملائمة.
ـ من المقولات الشهيرة لعبد الخالق محجوب (أن العدو الذ يقف حائلاً يمنع سعادة السوداني المسلم والمسيحي ليس هو الإسلام وإنما المستعمر ومن لف لفه) كيف توفق بين مقولة عبدالخالق وبين النظرية الماركسية التي صرح مبتكرها (بأن لا .. والحياة مادة)
الدين أفيون الشعوب ليست مقولة كارل ماركس وإنما مقولة التنويريين، أما مقولة (لا.. والحياة مادة) لم تصادفني أثناء قراءتي للكتب الماركسية والنظرية قائمة على المادية وأن الفكر هو انعكاس للمادة، و(كالفن عندما قال الدين أفيون الشعوب كان يعبر عن المؤسسة الدينية التي تحالفت مع الإقطاع في ذلك الوقت كتحالف الملك مع البابا ومحاكم التفتيش لذلك رفض التنويريون الدين بذلك الشكل، أما في الدين الإسلامي فلا توجد مؤسسة دينية حاكمة ولا حتى في أركان الإسلام الخمسة توجد مثل تلك الممارسات باسم الدين فالناتج أن هذا الأمر لا ينطبق على الإسلام، ولا يوجد دين طلب إقامة دولة لأن الدولة متحركة والدين ثابت. ودور الدولة محدود في التنمية والخدمات ورفاهية المواطن.
ـ هل الشيوعيون السودانيون يؤمنون فكرياً بكل النظرية الماركسية أم إنهم (سودنوها)؟
تعاملنا مع النظرية الماركسية بشكلها العام وهي ليست نظرية ضد السماء وإنما كيف تبني مجتمعاً على الأرض وعندما نمارس الدين فهو منظومة قيمية وأخلاقية والدين يبيح لك وفق شروطه أن تحقق مطامحك الحياتية (اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً).
ـ في عهد استالين كانت الشعائر الدينية ممنوعة لا مساجد ولا كنائس ولا غيرها ماذا أنت قائل في الجفاء بين الشيوعيين على مستوى النظرية والتطبيق وبين المؤسسة الدينية؟
عندما قامت الثورة وجدت تحالف قيصر مع البابوية فاعتقدت أن جزءاً من وسائل وأدوات إذعان الناس يتم عن طريق المؤسسات الدينية، وهذا ما يحدث في العصر الحديث من استغلال الدين في السياسة.
ـ بعيداً عن التبريرات وقريباً من المكاشفة ألا تعتقد أن هنالك إشكالات رئيسية في نظرة الماركسية نظرية وتطبيقاً للأديان عموماً؟
الأساس هة كيف نبني مجتمعاً اشتراكياً قائماً على العدالة الاجتماعية، وهذه أشواقنا حول الاشتراكية، أما التطبيقات فهي ترجع ال] الظروف الخاصة التي تحيط بالوضع ونحن هنا في السودان نسعى لدولة مواطنة ونحن ضد استغلال الإنسان لأخيه الإنسان إذا كان مسلماً أو مسيحياً أو أي دين آخر، وهذا ما يجمعنا كشيوعيين.
ـ واحدة من محفزات تحقيق العدالة الاجتماعية وجود نظرية الثواب والعقاب (جنة ونار وقبر ووحشة ووحدة إله يحاسب وآخرة)، لكن ما هي محفزات العدالة الاجتماعية لدى الشيوعيين؟
أولاً سقط الاتحاد السوفيتي نتيجة لدعوته الى الإلحاد ومحاولة فرض هذا الأمر على الشعب، وكان هذا خطأ ولا يمكن أن تنزع الإنسان من بيئته وأن تجبره على تبديل وجدانياته.. الدولة هي المنصورة وهي العادلة ولو كانت كافرة كما قال ابن تيمية إذن للدولة مهام وللدين مهام متعلقة بتنمية الأخلاق، أما الثواب فهذه مرحلة وفي الأخير يرتقي الإنسان الى مرتبة الإحسان، أما الأسباب المادية المؤدية للظلم هي النظام الرأسمالي المبني على الربحية وتراكم المال والصراع ما بين العمل الجماعي الذي يعود ريعه لفئة شرهة محدودة هذا ما خلق التنمية غير المتوازنة وخلق عالماً أول متقدم وعالم ثالث متخلف، والدين مهم لكن ليس وحده من يقود الإنسان الى العدالة والدولة الحاكمة الآن دينية فلماذا لا توجد عدالة وهل ما نراه الآن هو ما يدعو له الدين؟
ـ هل الدولة الإسلامية متنافية مع العدالة في نظركم؟
أمن يتبنى أن فكره دينياً حسب ما نراه الآن يتحول الى دكتاتور وينظر بعين واحدة تريه أنه الوحيد الصائب والجميع على خطأ وهنالك تيارات ومدارس تتبنى العديد من الأفكار المتطرفة، ومجرد حديثنا عن دولة دينية فهذا يساوي أحادية نظرة الحاكم في أنه خليفة الله العادل المنتصر الذي لا يخطئ أبداً لهذا يجب ألا تكون الدولة دينية وإنما تنظر لجميع الأديان بمساواة وهدفها الرئيس توفير الخدمات وحماية الأرض ورفاهية المواطن.
ـ هذا يفضي الى أن رؤية الحزب الشيوعي للدولة المدنية هي الدولة العلمانية؟
ليس بالضرورة، لأن الدولة العلمانية ليست شكلاً واحداً ونماذج العلمانية ليست متطابقة، والصورة المشتركة أنها دولة غير دينية ومهتمة بالإنسان، فنحن نتحدث عن أهمية صيرورة المواطنة أساس لكل الحقوق والواجبات.
ـ هنالك مقولة ترددها كثيراً (نحن نطمح في قيام نظام اشتراكي ديمقراطي)، فإذا قامت انتخابات فرضاً واختار السودانيون طوعاً لا كرهاً الدستور الإسلامي، ما هو موقفكم وقتها؟
ماذا يعني دستور إسلامي؟! هنالك دستور يحدد الحقوق والواجبات أما إذا اختار الشعب الحكم عن طريق الإسلاميين فهذه إرادة الشعب التي يجب أن تحترم، ولكن القوة السياسية الواصلة الى السلطة أياً كانت يجب أن تعترف بأهمية الديمقراطية والعدالة والمساواة بين جميع فئات الشعب.
ـ بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، فكر البعض في تغيير اسم الحزب ونهجه ورغم مناقشة هذا الأم في المؤتمر الخامس إلا أن البعض مازال يرى أن اسم الحزب ظل يحجبه عن الجماهيرية فهل ستتكرر مناقشة الأمر في المؤتر السادس؟
ما توصلنا اليه في المؤتر الخامس أن اسم الحزب هو الحزب الشيوعي السودانيهو حزب الطبقة العاملة وهذا ما توافقنا عليه، ورغماً عن ذلك لا أقول إن أبواب الحوار مغلقة فعن طريق القنوات الداخلية يمكن مناقشة وطرح العديد من القضايا.
ـ لديكم في الحزب الشيوعي السوداني العديد من الملاحيظ على وثيقة الفجر الجديد ما هي؟
أولاً هذه الوثيقة كلف عدد من الأشحاص كممثلين لقوى الإجماع الوطني وليس الأحزاب، هذا ابتداء ودورهم المواءمة ما بين الوثيقة والبديل الديمقراطي لنوافق بين ما هو مختلف حوله فالتوقيع عليها كان خطأً والصواب الرجوع للأحزاب وأخذ آرائهم لأنهم ليسو مخولين من قبل الأحزاب للتوقيع على الوثيقة، القضايا المختلف حولها حل القوات النظامية والعدلية وبقية هياكل الدولة لا نوافق على هذا المقترح نحن مع أن تكون هنالك ستة أقاليم وليس ثمانية.. أيضاً حديث الهوية ليس وقتها أيضاً الدين والدولة قلنا بإرجائها الى المؤتمر الدستوري الذي سيجلس فيه كل الأحزاب من أجل الوصول الى توافق. واختلفنا حول الوحدة الطوعية فالواقع أننا متحدين وما يجب العمل لأجله هو كيفية التعايش والتكامل بين القوى الموجودة في السودان.
ـ ما هو رأيكم كحزب شيوعي في محاولات تغيير النظام بفوهة البندقية كما حدث من الجبهة الثورية في شمال وجنوب كردفان مؤخراً؟
نحن كحزب شيوعي مع إسقاط هذا النظام عبر جبهة عريضة من الجماهير سلمياً، الخيارات الأخرى نحن لسنا أوصياء على الجبهة الثورية التي اختارت لنفسها العمل المسلح يجب أن نعترف بوجود مظالم حقيقية وعلى الحكومة أن تسعى لحلهاه وما نشهده حالياً أن المسؤولية تقع على كاهل هذا النظام الذي لا يعترف بالمظالم وأن القضية سياسية ويؤطر القضايا الوطنية في أنها جهادية.. هذه نظرة أحادية أدت الى فصل الجنوب وما زالوا يتسكعون في ذات الدائرة.

ـ قبل الاعتداء الأخير كانت الحكومة جالسة معهم ما هو المطلوب منها تحديداً؟
الخلاف الحاصل في أديس كان حول قضيتين، أولاً قضايا السودان لا تحل عبر الثنائية ولابد من توسعة الماعون التفاوضي عبر حوار شامل، ولابد من مؤتمر دستوري قومي لكافة القوى السياسية وحملة السلاح ومنظمات المجتمع المدني والاتفاقات الثنائية هي المسؤول الأول عن فصل الجنوب والحكومة لا توفي بما تتفق عليه هذا يؤدي الى تصاعد الأزمة.
ـ كيف تكون الحكومة غير موفية بالالتزامات وقد فصل الجنوب قبل حسم أبيي والحدود والنفظ والجيش، البعض الآخر يرى أنها متعجلة في التزاماتها؟
بالعكس الجنوب انفصل نتيجة لعدم التزام الحكومة بتعداتها في نيفاشا، فالذي تحقق المسألة المهمة هي الديمقراطية بشكل عام والثنائية مشكلة لأن مشكلة الجنوب جزء من الأزمة السودانية لذا توجب مشاركة كل القوى وليس الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني فقط.
ـ فيما يتعلق بالالتزامات والإيفاء بها قبيل الانفصال ذهب النائب الأول ومعه مبلغ 250 مليون دولار وجميع الوزراء الاتحاديين تقريباً الى الجنوب؟
أنا حديثي من شقين الالتزامات هذه التزام مادي وديمقراطي لتهيئة المناخ لكافة الحريات واستمرار القمع وعدم إشراك كافة الأحزاب والاكتفاء بنسبة 52% للمؤتمر الوطني المسيطر على كافة هياكل الدولة.
ـ إذا كان هذا رأي الحزب الشيوعي لماذا شاركتم في دستوره؟
لأنه كان موقفاً للحزب أو كنا نطمح في الديمقراطية وما حصل لم تدفع استحقاقات الديمقراطية ومورس القمع وحجبت الحريات من قبل النظام الحالي.
في الختام متى يقوم المؤتمر العام السادس للحزب الشيوعي؟
نحن حالياً كونا اللجان لتحضير الأوراق التي ستقدم للجنة المركزية وستحدد الأخيرة تاريخ عقد المؤتمر وحسب الدستور هنالك فترة أربعة أشهر لإنزال هذه الأوراق للمناطق المختلفة ليرفعوا رؤاهم ثم يعقد المؤتمر.
ـ من هو الداعم لقيام المؤتمر العام السادس؟
العضوية وأصدقاء الحزب
ـ شكراً جزيلاً لك سيد الخطيب؟
شكراً لك ولصحيفة الجريدة..
@@@
www.aljareeda-sd.net
الجريدة
صورة العضو الرمزية
ÃãÌÏ ÝÑíÏ
مشاركات: 253
اشترك في: الاثنين إبريل 12, 2010 12:06 pm

مشاركة بواسطة ÃãÌÏ ÝÑíÏ »


طيب لمن سكرتير الحزب يكون ما قرأ مقدمة ماركس عن (نقد فلسفة الحق عند هيجل) ممكن يكون قرأ شنو ؟؟! يا زميل لو كنتا قريت كتابة ماركس دي ( و الهي اصلا ما طويلة ولا دايرة ليها قديد عيون) كنتا عرفتا انو الجملة دي لمن تتقال كدا بتكون مبتورة و ماركس بالمناسبة قالها .. ماركس قال بالحرف في نهاية الفقرة التانية من الصفحة الاولى من نقده دا ( إن الشقاء الديني هو تعبير عن الشقاء الواقعي، وهو من جهة أخرى، احتجاج عليه. الدين زفير المخلوق المضطَهَد، قلبُ عالم لا قلبَ له، كما انه روح شروط اجتماعية لا روحَ فيها؛ إنه أفيون الشعب.)
لو كنتا ساي فكرتا انو انتا بعد بقيت قاعد في حتة عبد الخالق و نقد دي انو حتتسئل من القصة دي و من موقف الماركسية من الدين كان تفتش تقراها لانو الحزب دا الزملاء القاعدين فيو و الماتو فيو و ماتو عشان الحاجات الامنو بيها و اتعلموها منو و بيو ما قاعدين بايمان غيبي ساي ولا بيسمعو الكلام من امام ولا فكي ولا شيخ و لا استاذ و يصدقوهو طوالي و يمشو يدافعو فيو بالصاح و بالغلط، قاعدين فيو بحس نقدي و بقناعات فكرية (الهي بتجي من القراية في الاول بالمناسبة مش من السماعيات) ...
لو كنتا قريتا برضو كنتا حتعرف بدل ما تقدنا بالكلام عن تفسيراتك الذاتية لكون الحجاب عادة ولا فريضة انو معركتنا على الارض و ليست في معتقدات الناس الذاتية عن السماء و اوامرها و نواهيها... لأنك ببساطة ما حتكون عارف رأي ماركس في صراع البروتستانتية الطرحو في نفس المقدمة القصيرة دي .. و طبعا حتكون متصالح مع الوضع الحالي تماما لانك برضو ما عارف ولا قريت الكلام الكتبو ماركس في المقدمة دي انتقادا للحالة الالمانية المشابهة تماما لوضع السودان حسي.
يا الخطيب كان ما قريت ماركس معناها ما قريت هيجل (هو نقد ماركس ليو انتا ما قريتو) و كان ما قريتهم الاتنين ياكا الما بتعرف ديالكتيك ... خليك من انك تعرف كلام التجاني الطيب ولا نقد كان عن مايو ولا يوليو القراب ديل
ياخ انا ممكن اسألك سوال ...قبال تعلن استعدادك للمواصلة بعد السادس انتا قاعد هنا بتعمل في شنو و عشان شنو ؟؟؟!!!
صورة العضو الرمزية
ÃãÌÏ ÝÑíÏ
مشاركات: 253
اشترك في: الاثنين إبريل 12, 2010 12:06 pm

مشاركة بواسطة ÃãÌÏ ÝÑíÏ »

بعداك حكاية الاتحاد السوفيتي سقط نتيجة دعوتو للالحاد دي شنو ... ؟؟
جبتها من وين يعني ... طيب خلينا من فلسفة الحق عند هيجل و ماركس و الكلام الكتير القديم دا ...
وثائق المناقشة العامة الفاتت دي .. ما مرت عليك ساي ؟؟ بالصدفة يعني ... عشان مليانة نقاش سقوط الاتحاد السوفيتي و اسبابو
خليك من دا ... في دراسة في كورس المرشحين البيجو خاشين الحزب دا اسمها الجمود في الماركسية (مستمدة من ورقة نقد الكان قاعد في حتتك دي ذاتها السنة الفاتت) بتناقش ضمن ما تناقش سقوط الاتحاد السوفيتي ... ما مرت عليك برضها ؟

اها طيب و حائط برلين ؟؟ يكون وقع بخسف من السماء مثلاً؟
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

و حزب " سورة التور"

مشاركة بواسطة حسن موسى »

أمجد فريد كتب:[size=24]
طيب لمن سكرتير الحزب يكون ما قرأ مقدمة ماركس عن (نقد فلسفة الحق عند هيجل) ممكن يكون قرأ شنو ؟؟!


لو كنتا ساي فكرتا انو انتا بعد بقيت قاعد في حتة عبد الخالق و نقد دي



يا الخطيب كان ما قريت ماركس معناها ما قريت هيجل (هو نقد ماركس ليو انتا ما قريتو) و كان ما قريتهم الاتنين ياكا الما بتعرف ديالكتيك ... خليك من انك تعرف كلام التجاني الطيب ولا نقد كان عن مايو ولا يوليو القراب ديل
ياخ انا ممكن اسألك سوال ...قبال تعلن استعدادك للمواصلة بعد السادس انتا قاعد هنا بتعمل في شنو و عشان شنو ؟؟؟!!!








حزب " سورة التور"
سلام يا أمجد
قرأت تعليقك على حديث الخطيب ، سكرتير حزب الشيوعيين السودانيين، و أثار في خاطري جملة من التفاكير في موضوع التربية الفكرية للناشط السياسي. و أنا، مثل كثيرين ، لم أسمع بالخطيب إلا بعد أن اختاره الشيوعيون لتولي مسئولية قيادة حزبهم. و حين نظرت في سيرته المنشورة وجدت فيها نموذج الناشط الشيوعي الذي تربى في بيئة العمل النقابي و النضال السياسي اليومي العلني و السري أكثر من نموذج الشيوعي المثقف العارف بشعاب الفلسفة و علم الجمال السياسي و غير ذلك مما أورثنا القادة التاريخيون لحزب الشيوعيين السودانيين.و أظن أن رأي الشيوعيين استقر على خيار الخطيب لأنهم رأوا فيه صورة الرجل المناسب لقيادة حزبهم ضمن ملابسات اللحظة التاريخية البالغة التركيب التي تعبرها حركة شعبية سودانية تعوّل كثيرا على وجود حزب الشيوعيين ضمن القوى الديموقراطية.
طبعا إجابات الخطيب على أسئلة الصحفية [ المتحاملة ولا جناح عليها! ] حول الموقف من الدين و الحجاب الإسلامي، تكشف عن ضعف معلومات الرجل في مواضيع صارت اليوم في متناول الناقرين على محركات البحث الإسفيرية. و أظن أن بين الكوادر المتوسطة في حزب الشيوعيين أشخاص كثيرون قمينون بمعالجة الأسئلة التي طرحت على سكرتير حزبهم بدراية سياسية و بسعة في المعلومات التاريخية. لكني يا صديق أرى سكرتير حزب الشيوعيين في موقف ذلك المثقف العضوي الذي يعمل بما علم على أمل أن تورثه التجربة العملية علم ما لم يعلم. على صورة ذلك المزارع "الأمي" [والمثقف بطريقته] في حكاية " سورة التور" [ 1].

و هي حكاية سمعتها مرة من بعض أصدقائي الجمهوريين في السبعينات.و الحكاية تحكي ما حصل لعالم أزهري درس الفقه و جوّد علوم الدين و نال الإجازة من الأزهر و عاد ليشغل وظيفة في ديوان الإفتاء.قالوا أن الرجل في طرق عودته قرر المبيت في قرية صغيرة منسية قبل أن يستأنف سفره في الصباح.و استضافه أهل القرية في مسيدهم و أكرموه و هم لا يدرون شيئا من أمر تخصصه.و حين جاء وقت صلاه العشاء اصطف القرويون وراء إمام القرية ليصلوا و حذا العالم الأزهري حذوهم.و ما أن شرع الإمام في الصلاة حتى تبين للشيخ الأزهري أن هذا الرجل الذي يؤمّهم يغلط في القراءة و لا يعرف كيف يؤدي الصلاة بشكل صحيح.فصبر عليه حتى سلّم و عاجله:
يا زول قرايتك و صلاتك كلها غلط في غلط.
فرد الإمام مندهشا:
و إنت منو عشان تغلّطني في قرايتي و صلاتي؟
فرد العالم الأزهري :
أنا فلان و درست علوم الدين في الأزهر الشريف و بكرة الصباح ماشي أشتغل مفتي في الخرطوم.
فرد الإمام:
و أنا فلان تعلمت القراية و الصلاة هنا و بكرة الصباح بمشي اشتغل في زرعي.
فأراد العالم أن ينهي المجادلة بإفحام الإمام المكابر فقال له:
إنت كان بتعرف القراية كدي أقرا لينا سورة البقرة قدام المسلمين الصّلّيت بيهم ديل.
فوجم الإمام لحظة و اسقط في يده. فهو لا يعرف من سورة البقرة و آياتها المئتين و ستة و ثمانين إلا أولاهن التي تبدأ بـ " آلم" . و حقيقة لم يكن إمام القرية شخصا متبحرا في علوم الدين و لم يكن تجويد القراءة بين أولوياته.كان مزارعا أميا يدبر أموره على الحس السليم ولا يخوض في أمور الدين المشتبهات. و كان أهل قريته يولونه ثقتهم و يستفتونه و يصلون وراءه و رغم أن كل حصيلته من القرآن لم تكن تتجاوز معرفة الفاتحة و بعض السور القصيرة.
ساد صمت ثقيل في المجلس و أهل القرية يجيلون النظر بين العالم المزهو و إمامهم المطرق.
فجأة رفع الإمام رأسه و خاطب العالم قائلا:
أنا بقرا ليك" سورة البقرة" بس إنت تقرا لينا "سورة التور" في الأول.
فانتفض العالم واقفا كأن عقربا لدغته و صرخ :
لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم ،يا زول استغفر، القرآن مافيهو سورة اسمها "سورة التور".
فالتفت الإمام ناحية الحضور و سأل مجموعة الرجال الغبش المقرفصين حوله:
يا جماعة ، الله قال : ما فرطنا من شئ في الكتاب، أها هل يجوز إنو البقرة الإنتاية يكون عندها سورة في الكتاب و التور الضكر ما يكون عندو سورة؟
فأجاب الحضور في صوت واحد:
لا،حاشا،إذا كان في الكتاب سورة للبقرة فضروري يكون فيهو سورة للتور كمان.
و التفت الإمام نحو العالم الواقف و قال :
إنتو الله دا شافوه بالعين و لا عرفوه بالعقل؟
قالوا أن العالم الأزهري انحنى و طوى مصلاته و حمل متاعه و قرر أن لا يبيت ليلته مع القوم الجهلة الزنادقة.
بعدها لسنوات ظل أهل القرية يتندرون بحكاية هذا العالم" المثقف" الغريب الذي يجهل "سورة التور".بينما هم لم يكن يداخلهم الشك في وجودها في الكتاب.و ظل إمام القرية " المثقف" يؤم الصلاة كعهده و يقرأ ما تيسر بطريقته دون أن يحتاج يوما لقراءة سورة البقرة أو حتى لقراءة سورة التور.


أها يا أمجد أنا أرى الأستاذ الخطيب ضمن رهط الماركسيين السودانيين الذين قرأوا البيان الشيوعي [ أكيد] ثم نابهم من تراث ماركس النذر اليسير المنثور هنا و هناك في ثنايا الأدب التقدمي، و وجدوا كنزهم السياسي في هذه الحصيلة المتواضعة [ بمقياس المثقفين المتأكدمين] و انطلقوا يبشرون بالتغيير بين الفقراء.هؤلاء الرجال و النساء الذين أعادوا اختراع الماركسية من راسهم، و من حسهم السليم في مواجهة أسئلة الواقع السوداني يستحقون الإجلال النقدي الذي يقعد مساهمتهم في مكانها ضمن منظور التاريخ الخاص لحركة الثورة في السودان.ذلك لأنهم هم الذين صانوا هذا الحزب الذي صنع عبد الخالق و نقد و غيرهم. و ضمن هذا المشهد أتوقع منك أن تخاطب هؤلاء الناس بأسلوب يليق بنوعية مساهمتهم التاريخية. يعني نوع كلامك بتاع " الحتة الكان قاعد فيها فلان أو علان " فيهو إزراء غير مبرر و غير ضروري بقيمة هذا القائد السياسي و بحساسية الناس الذين اختاروه ديموقراطيا لقيادة حزبهم.
و إذا كانت حكاية " سورة التور" تمثل، في خاطري، كمحطة ضمن سعي الأهالي الأميين لتملّك مفاتيح وجودهم بإعادة إختراع الدين على قدر مقاسهم فأنا آخذ إجابات الخطيب الجاهل بنصوص ماركس و بنص الشرع في خصوص الحجاب كتنويع معاصر على " سورة ماركس ".ولا جناح على القوم كونهم اخترعوا للثور سورة مثلما لا جناح على الخطيب و رفاقه إذا خترعوا لماركس سورة، فهم لم يفعلوا ذلك من باب التشنيع على عقيدتهم و إنما من باب تقعيدها كنموذج للإنسجام وفق منطقهم ، منطق" الحس السليم " في تعريفهم للتناقض الرئيسي بين العمل و رأس المال.
المهم يا زول ، هذه المنازعة المجوبكة التي تعالج موضوع ماركسية الماركسيين السودانيين، تستحق أن نفرز موياتها بعناية و بشيئ من التأني افتقدتهما في مداخلتيك القصيرتين الغاضبتين. في الخاطر اشياء من "حتى" لكن "العيد" [ العين و الإيد ] قصيرة فصبرا.

[1] حكاية " سورة التور" وردت في خيطي المعنون " أدب الشفاء"https://www.sudan-forall.org/forum/viewtopic.php?t=1962&...477a3ed09fbb0b8ed540
عبد الله حسين
مشاركات: 208
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 9:52 pm

مشاركة بواسطة عبد الله حسين »

أليست لك فلسفة أيها الراعي ؟



في مسرحية شكسبير " على هواك " يقول المهرج تتشستون للراعي كورين : أليست لك فلسفة أيها الراعي ؟، فيرد كورين بإجابة بديهية : لست أعرف منها أكثر من أنه كلما اشتد سقم المرء زاد قلقه وأن من يطلب المال والثراء ورضي النفس يفتقر إلى ثلاثة أصدقاء مخلصين، وأن المطر يبلل والنار تحرق، وأن المرعى الخصيب يجود بالخراف السمينة، كما أن السبب الأكبر في هبوط الليل هو غياب الشمس ، وأن ذلك الذي لم تهبه الطبيعة ذكاء يكتسبه يرجع ذلك إلى نشأته المترفة أو انحداره من أصلاب آباء غاية في الغباء. فيعلق تتشستون ساخراً : مثل هذا الرجل فيلسوف بالسليقة. ثم يسأله : أو لم تذهب قط إلى البلاط أيها الراعي ؟، فيجيب كورين : كلا وايم الحق. فيرد تتشستون : إذن فأنت ملعون. فيجيب كورين أرجو ألا أكون.
تذكرت هذا الحوار الذي دار بين شخوص شكسبير وأنا أقرأ مداخلاتك الغاضبة في هذا الخيط يا أمجد فريد، فاستغربت لكل هذا العنف ونبرة العجرفة والأستاذية فيها، فماذا يضير الأستاذ محمد مختار الخطيب إذا افترضنا أنه لم يقرأ مقدمة " نقد فلسفة الحق عند هيجل "، فمؤسسي الحزب أنفسهم لم يكونوا ملمين في بدايات تأسيس الحزب سوى بالنزر اليسير من الماركسية، وهذا لم يمنعهم من قيادة هذا الحزب حتى أصبح قوة لا يستهان بها في السودان وفي المنطقة. فالأمر لا يتطلب حفظ هذه العبارة أو تلك من عبارات ماركس ومعرفة مكان ورودها في هذا النص أو ذاك من نصوصه، وإنما فقط إلمام كافي بالمنهج الديالكتيكي وتطبيقه على الواقع السوداني. فالأستاذ الخطيب أفنى زهرة عمره في هذا الحزب وفي جبهة من أصعب جبهاته وهي جبهة العمل النقابي، حيث يجد الكادر نفسه في مواجهة السجون والمعتقلات والاختفاء في ظل الأنظمة الديكتاتورية وأمام استحقاق استعادة النقابات وبناء الحركة النقابية في الأنظمة الديمقراطية، الشيء الذي يعني عدم توفر الوقت الكافي للاطلاع والتثقيف الذاتي، وكثير من هذه الكوادر الحزبية أدت دورها على أكمل وجه ورحلت في صمت، دون أن يعلم بهم أحد، حتى نقرأ نعيهم في جريدة الميدان أو في بيان حزبي، لذا تجدني على قناعة أن مساهمات كوادر نقابية أمثال السر أحمد البشير وسيد أحمد الشيخ في النيل الأبيض وشيخ الخير في النيل الأزرق والتي قامت ببناء الحزب وترسيخ جذوره في ريفي المنطقتين أكبر بما لا يقاس من مساهمات كوادر حزبية أخرى أتاحت لها ظروف عملها الحزبي الظهور الإعلامي. كما أجد نفسي على قناعة تامة أن جيل المؤسسين والأجيال الأولى من الشيوعيين السودانيين قد فهموا الماركسية أكثر من كثير من الكوادر الحزبية من الأجيال اللاحقة، لأنهم التقطوا روح الماركسية بينما أمسك الأخيرون بنصوصها.
لا شك عندي أن فكرة ربط الدين بالأفيون كانت متداولة في أوروبا قبل ماركس وبين معاصريه، وعلى الأرجح أنها تسربت إليه من صديقه ورفيقه الشاعر الألماني الكبير هاينريش هاينه، ومما يدعم هذا الافتراض أن مقولات أخرى شهيرة هي في الواقع ليست في الأصل لمن اشتهروا بأنهم قائليها، مثل مقولة آدم سميث " دعه يعمل دعه يمر "، فهي في الواقع تعود إلى ما يقرب المائة عام قبل آدم سميث، حيث ترددت وسط الناس في فرنسا في عهد لويس الرابع عشر، قبل أن يلتقطها صاحب المذهب الطبيعي فرانسوا كيناي ويرددها الاقتصادي والسياسي الفرنسي تورغو، ولكنها ظلت مع ذلك ملتصقة التصاقاً لا فكاك منه بآدم سميث.

أم بخصوص الحجاب الإسلامي فأنظر الخبر أدناه
.
عبد الله حسين
مشاركات: 208
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 9:52 pm

مشاركة بواسطة عبد الله حسين »

رساله دكتوراه ازهريه موضوعها : «الحجاب!» ليس فريضة إسلامية؟

في رسالة نال بموجبها الشيخ مصطفى محمد راشد درجة الدكتوراه في الشريعة والقانون من جامعة الازهر – فرع دمنهور بتقدير عام امتياز، قال الشيخ مصطفى فيها ان الحجاب ليس فريضة اسلامية، وان تفسير الايات بمعزل عن ظروفها التاريخية، واسباب نزولها قد ادى إلى فهم مغلوط شاع وانتشر بشكل كبير حول ما يسمى بـ«الحجاب الاسلامي!»، والمراد به غطاء الرأس الذي لم يذكر لفظه في القرآن الكريم على الاطلاق، الا ان البعض قد اختزل مقاصد الشريعة الاسلامية وصحيح التفسير ورفض إعمال العقل في نقله وتفسيره، وأورد النصوص في غير موضعها وفسرها على هواه، مبتعدا عن المنهج الصحيح في التفسير والاستدلال الذي يفسر الآيات وفقا لظروفها التاريخية وتبعا لأسباب نزولها، إما لرغبتهم وقصدهم ان يكون التفسير هكذا، واما لحسن نيتهم لأن قدراتهم التحليلية تتوقف إمكانات فهمها عند هذا الحد لعوار عقلي أو آفة نفسية.
باتت مسألة «الحجاب!» تفرض نفسها على العقل الاسلامي وغير الاسلامي، وامست مقياسا وتحديدا لمقصد ومعنى وطبيعة الدين الاسلامي في نظر غير المسلمين مما حدا ببعض الدول غير الاسلامية الى اعتبار «الحجاب!» شعارا سياسيا يؤدي إلى التفرقة بين المواطنين والتمييز بينهم، وقد حدثت مصادمات، وفصل من الجامعات والوظائف بسبب تمسك المسلمة بفهم خاطئ لما يسمى «الحجاب!»، وتحميل للاسلام بما لم يأت به من دعوى انه فريضة اسلامية.
جاءت ادلة من يرون فرضية «الحجاب!» متخبطة وغير مرتبطة، مرة بمعنى الحجاب، وتارة بمعنى الخمار، واخرى بمعنى الجلابيب، وهو ما يوضح ابتعادهم عن المعنى الصحيح الذي يقصدونه وهو غطاء الرأس، وانهم يريدون انزال الحكم بأي شكل لهوى عندهم، وقد ورد ذكر «الحجاب!» في الآية رقم (53) من سورة الاحزاب، والمقصود به الحائط أو الساتر، وهو متعلق بأمهات المؤمنين الطاهرات المطهرات ووجوب وضع ساتر بينهن وبين الرجال من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، اما الاستدلال بآية الخمار التي وردت في سورة النور في الآية رقم (31) فهو أيضا استدلال باطل لأن المقصود بها وجوب ستر النحر وهو اعلى الصدر وستر العنق ايضا، وعلة نزول تلك الآية الكريمة، تصحيح وتعديل وضع خاطئ كان سائدا وقائما وقت نزولها وهو كشف صدر المرأة وهي صورة يرفضها الاسلام ومن ثم قصدت الاية تغطية الصدر وليس غطاء الرأس كما يسميه الناس الآن «الحجاب!».
اما الاستدلال بآية الجلابيب التي وردت في سورة الاحزاب في الآية رقم (59)، فإن سبب نزول الآية ان عادة النساء وقت التنزيل كانت كشف وجوههن مثل الإماء أو الجواري، فكان بعض الفجار يسترقون النظر إلى النساء فنزلت تلك الآية لتضع فارقا وتمييزا بين الحرائر والإماء الجواري حتى لا تتأذى الحرة المؤمنة العفيفة.
واخيرا استدلال البعض بحديث أسماء بنت ابي بكر رضي الله عنهما عندما دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمرها بأن لا تكشف الا عن وجهها وكفيها، كدليل على فرضية «الحجاب!» أي غطاء الرأس، فهو استدلال لا يعتد به لأن هذا الحديث من احاديث الآحاد، وليس من الاحاديث المتواترة أو المتصلة السند، لكنه حديث آحاد لم يتصل سنده بالعدول الضابط.
صورة العضو الرمزية
ÃãÌÏ ÝÑíÏ
مشاركات: 253
اشترك في: الاثنين إبريل 12, 2010 12:06 pm

مشاركة بواسطة ÃãÌÏ ÝÑíÏ »

سلام يا حسن و عبدالله و شكرا للتعليق على الحال الذي يدعو للاشفاق على اي حال
و كلاكما محق في وصف ردي بالغضب و الغضب الذي قد يعمي البصر في كثير من الاحيان و لكن الذي نعوذه هو عمى البصيرة
و يا عبدالله استمحك في ان ابدأ ردي بالرد عليك
ياخوي ايرادك لخبر رسالة الحجاب الازهرية تخبرك تماما انه قد جانبك الصواب بعيدا في فهم مقالي (الغاضب كما قلت) ، يا خوي انا لا يعنيني ان كان الحجاب فريضة ولا عادة ولا سنة ولا حتى حركات ساي .. و لا يعني حزب الشيوعيين السودانيين ولا موقف لهم منه ايضا. موقف الشيوعيين من الدين يا عبدالله ليس موقف لاهوتي كموقف البروتساتنيين من الدين ليتأسس من داخله ، هذا الامر شخصي و يعنى البني ادم في ذاته و لذاته موقفنا منه مرتبط بانعكاساته المادية فقط مثل استخدامه للتبرير للقمع الاجتماعي و الاستغلال و التمييز و غير ذلك ، لاتفاسيره او اصلاحه او الخلاف حوله. هذا موقف نظري متكامل في امر التأسيس للدولة المدنية المحايدة تجاه المعتقد الديني و مبني على القاعدة الجدلية الاساسية ان البنية التحتية لعلاقات المجتمع و الانتاج هي التي تؤثر على البنية الفوقية للمجتمع و تصنعها و ليس العكس .. حكاية نصر من الله (ساي كدا) و فتح و قريب و الاتحاد السوفيتي سقط بسبب دعوتو للالحاد ، و مصر اتهزمت من اسرائيل سنة 67 بسبب بعدها عن الله و مرسي صلا بالرسول في الحلم و الرسول ماسك يد نافع في الحلم برضو باب واسع للدجل الساي .. منهج مثالي بامتياز بيقدح في جزمك القطعي بالمام الخطيب الكافي بديالكتيك ماركس و نظريته (التي لا يكل له لسان عن دعوته للتمسك بها مطعمة بلينينيتها كمان و غالب ظني بعد لقاء الجريدة طيب الذكران الرجل يعني ستالينيتها حاسبا انو كلو من الاثر الحكيم للسلف الصالح ، طيب حسي لو دايرين نتمسك بيها مطلقة كدا زي ما بيصرح لينا الخطيب و مشينا سألناهو النتمسك بيو شنو .. حيقول لينا نتمسك بالتحليل البيوصل لي انو الاتحاد السوفيتي سقطت دعوتو للالحاد ؟! ربما يكون من الاسلم سؤاله عن نمسكها من وين يا خطيب؟
ما باقي لينا الا ندعو للناس طيب للصلاة و التهجد في المركز العام لاسقاط النظام زي حقلة الدعاء و ختمة القران العملتها الانقاذ في الساحة الخضراء لتحرير اب كرشولا !!!

انه (الدين) افيون الشعوب صياغة خالصة السبك لماركس سبقو على التشبيه ماركيز دي ساد قبال اكتر من تمنين سنة في روايتو جولييت بمقولة( انه الافيون الذي تطعمونه لشعوبكم) متحدثا عن الدين. لكن المقولة في نفسها ليست المهمة .. ماركس لم يقل الجملة في سياق تشبيه ادبي او قطعة فنية يهذب بلاغتها و يشذبها .. قالها في معرض حديثه و شرحه لموقف نظري متكامل عن تاثير الاستلاب الديني و انعكاسه على حياة الناس المادية .. عشان كدا زي ما قلتا فوق تناولها بهذا الشكل هو تناول مختزل و مجتزأ يعاب بشدة الا يعرفه سكرتير حزب الشيوعيين الماركسيين السودانيين و هو احد اكبر المأخذ المثارة في انتقاد الحزب .. هي شود دو ليتيل بيت اوف هوم ورك بيفور ستارت توكينق. الدين افيون الشعوب جزء من مقالة متكاملة بها شروحاته و ليست قطع نظري مطلوق براو كدا ساي
ليست المشكلة في عدم قرائته لمقدمة نقد فلسفة الحق عند ماركس .. بل المصيبة كل المصيبة في انه لا يعرف موقف الفلسفة و منهج التحليل الذي يقول به الحزب الذي يتسنم قيادته و يصرح هو بالتمسك به من الدين و الدولة كاحدى اكبر علاقات التأثير و التأثر في مجتمعنا الليلة دي ... هو اكبر تمظهرات مصايبنا السودانية انو حاكمانا الجبهة الاسلامية ياخ
صورة العضو الرمزية
ÃãÌÏ ÝÑíÏ
مشاركات: 253
اشترك في: الاثنين إبريل 12, 2010 12:06 pm

مشاركة بواسطة ÃãÌÏ ÝÑíÏ »


في شأن المناضل العضوي و المثقف الرسولي و توهان الفكرة في متاهة اعادة اكتشاف النظرية

سلام يا حسن و شكر اخر لك و لكل المنبهين لنبرة العضب التي تمنع التأني للتجويد في طرح وجهة النظر المعنية عن موقف احسبه صحيحا و بذلته لادافع عنه .. و كفى بالغضب ان يعمينا تبصر الخطوة من ان يعمينا عن بصيرة الدرب السليم. لعلك تعلم بعض رأئي و موقفي من التسليم المطلق بالماركسية و الايمان بمقولاتها المطلقة بل و موقف يالاكثر في رفض التصوير الاسطوري للشيوعي السوداني في صفة المثقف الرسولي الذي يحمل عبء الرسالة النظرية و كلفتها المعرفية. بل موقفي متماهي تماما مع راي مهدي عامل في كون المعرفة الضرورية و التي تفيدنا هي التي تنتج عن التحليل العلمي الملامس للواقع (نقد الفكر اليومي-مهدي عامل) . و الموقف مبذول في عدة نقاشات داخلية و خارجية و مبذول على صفحات هذا المنبر في مقال معاد نشره عن صحيفة الاخبار بتاريخ 31 اغسطس 2010 عن تجديد الحزب الشيوعي و مثالب التفكير الوثوقي و صنمية المعرفة.،- رد على ما اتى فيه الدكتور صدقي بمقال مجيد في الرد على (الاخ) امجد على صفحات الميدان (لم افهم ما اتى فيه بالتحديد و لكن يبدو ان حصيلتي المعرفية تتقاصر عن ذلك-)مفضلا فتح الباب للصراع الفكري على صفحات جريدة الحزب كما قال ، نفس صحيفة الحزب التي رفضت نشر المقال المعني و نشرت الرد عليه فيا لمبدئية الصراع الفكري المفتوح و عدالة توزيع ادواته - و لكن بالمقابل فقواعد هذا التحليل العلمي و نظريته التي يعيد المناضلين العضويين اكتشافها بصورة عملية من خلال ملامسة واقع الجماهير ليست مجرد ترف فكري و نظري لمن يتوفر له الوقت و الفرصة في التعرف عليها.
خوفي من المصيبة يا حسن ليس ان يكون الخطيب هو امام سورة التور مستعينا على تصريف اموره بالحس الانساني السليم من واقع خبرته العضوية في ملامسة قضايا الناس و النضال لاجلها (و ذلك ما اشكك فيه لما سيلحق في كلامي) بل من ان يتحول جمور الشيوعيين السودانيين لاهل قرية امام حزب التور، مؤمنين على مقال شيخهم كونه لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه و في ذلك ما حذر منه الصديق احمد الحاج في مقاله المنشور بالايام عن كرنفالية المؤتمر الخامس و مخاطر الانزلاق نحو الطائفة.

عموما بالعودة الي متن الموضوع،
اكثر ما يميز المثقف العضوي كمناضل شعبي حقيقي بامتياز هي ان مادية تحليله في التعامل مع شأن حراك المجتمع و قضايا الناس و السياسة هي مادية اصيلة اصالة كفاح الاحتكاك المباشر بالواقع و الملامسة و ليست نتاج المعرفة المكتسبة بالوكالة عبر وسيط نظري. لا يعيب الخطيب عدم قراءة هذا الكتاب او ذاك كما تفضلت مشكورا بالاشارة يا حسن لكن الذي يعاب عليه عدم معرفته او اكتشافه للتحليل المادي و ديالكتيك الواقع الساي دا في المجتمع الذي يسعى لتثويره عبرها. و لهذا انكر عليه صفة المثقف العضوي كما اطلقتها عليه، كم التحليل المثالي الذي قدمه في ردوده ،طارحا اسبقية التصورات العقلية و اولويتها على الوجود المادي تشهد عليه ( انظر الدين ثابت و الدولة متغيرة مثلا و الاتحاد السوفيتي اسقطته دعوته للالحاد). من رجل كهذا لا استغرب ان يكون موقفه من الحجاب مبني على تفسيره الديني لفرضيته من عدمها. رجل كهذا يمكنه ببساطة ان يمنع الحجاب في السودان لو تولى حكمه بداعي الحفاظ على الهوية السودانية من الغزو العروبي باعتباره مجرد عادة عربية !!! (بالطبع في هذه الافتراضية كثير من التحامل لكن يمكن هنا افتراضية و لا اجزم بالطبع انه سيفعلها لكن نظريا فلا شئ يمنعها حسب تحليله لموقفه الصلد من الحجابالذي اخذ اكثر من نفس الحوار في توضيحه).
و ليس في هذا الموقف يا حسن نوع من الازدراء لشخص الخطيب في ذاته يا حسن ، فالرجل يستحق الاحترام على ما قدمه في موضعه ، لكن امر الحفاظ على حزب عبد الخالق فهذه فيها نظر ، كثير من النظر في حقيقة الامر. فحزب عبد الخالق ليس مباني او ورثة اراضي او حتى مجرد النهج البيروقراطي للمؤسسات الباقية حتى اليوم. بل هو منج التحليل المادي هذا في التعامل مع قضايا الناس و تحليل واقع مجتمعهم.

اما عن ملابسات اللحظة التاريخية بالغة التعقيد التي ادت لتولي الخطيب مقعد الرجل الاول في حزب الشيوعيين السودانيين كسكرتير سياسي للجنتهم المركزية فمبلغ علمنا كاعضاء في قاعدة الحزب انها بالغة التعقيد فعلا لدرجة ان اللجنة المركزية ما زالت تحقق في ملابساتها منذ تولي الرجل لمنصبه و حتى يوم ربنا هذا غير عالمين ما وصلت اليه نتائج تحقيقاتهم حتى الان. و ربما هذا قليل من كثير من مبلغ تعقيداتها.

و عسى ان يكون مقالي الاخير هذا خفف بعضا من الجوبكة في المقالتين الاوليين . و ربما مزيد العيد مرة مرة يساعد هذه التفاكير على ان تاخذ مجراها الي رأي نقتنع جميعا بصوابيته

الفاضل البشير
مشاركات: 435
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 7:56 pm

مشاركة بواسطة الفاضل البشير »

سلامي امجد ,حسن ,عبد الله حسين
الحجاب عادة وليس فريضة.
(لو كنتا قريتا برضو كنتا حتعرف بدل ما تقدنا بالكلام عن تفسيراتك الذاتية لكون الحجاب عادة ولا فريضة انو معركتنا على الارض و ليست في معتقدات الناس الذاتية عن السماء).
هذا الرد بان الحجاب عادة وليس فريضة هو ما يسحب القيمة الى الارض ويجردها ويحررها من النسبة الى السماء. بالضبط عكس فهمك لها. فالعبارة ارضية من الدرجة الاولى.
العبارة بسيطة فى شكلهاولم ترد قبلا عند ماركس طبعا. لكن تعال حركها وقلبها فى الواقع الحاصل لترى كيف انها مفتاحية عميقة العائد فى مشروع هزيمة التضليل الديني الحاصل.
.والتفسير اتى من الازهر كما ذكر الاستاذ عبد الله حسين.واراه اجدى من الرجوع لمااتى به ماركس . ويمكن بالطبع اكتشافه من التجارب المباشرة من المغتربين فى الخليج, لمن تامل قليلا.
بل ان المبدا القار فى جذر المقولة هوايضا فعال جدا فى نقض سماوية التشريعات الاخرى
قطع يد رجم صلب...الخ
رد التشريعات* الى مجتمعات سابقة للاسلام يكاد عندي ان يكون هوالتحليل الفعال الانجع لدحض التضليل الديني فى هذه المعركة الحالية.ولو التفتت اقلام مثقفي اليسار للتركيز عليه لاحرزوا بعض التقدم على صعيده. واكرر رايي بانه انتزاع قيم من سوح السماء وردها الى الارض.
اتفق معك حول ضعف تحليل السيد الخطيب المبتسر لسقوط الاتحاد السوفيتي. وفى نفس الوقت اجزم بان هذا ليس اقصى ما عند السيد الخطيب.
الدين افيون الشعوب ولا لتجار الدين .
ما فضل المفهوم حين ياتي من ماركس بصيغة افيون على هذا الهتاف المستولد من رحم العذاب بصيغة تجارة.؟

ولكن ماذا عن عفراء عبد الرحمن؟
فوراء اسئلتها تكمن الازمة العميقة, والاجدر ان تجد حظا من التحليل من احدهم.
تعرف استاذ امجد خطر ببالي-لو فى زمن- ان نجرب الاجابة على اسئلتها جميعها لنرى ان كنا حقا سناتى بافضل مما اتى به السيد الخطيب.
مثلا سؤالها :
 كيف يكون افتراءً وهو الوارد بالدليل القطعي في سورتي الأحزاب والنور؟
اجابة محتملة:-انا شيوعى ملحد السؤال دا ما بيمشي معاي .
والله كيف الشورة؟

اتضامن معك ضد الميدان, تحجب مقالك وتنشر الرد عليه.

---------------------------------------
*احسب ان مداخلتى هنا اتت فقط بهدف التركيز على هذه النقطة-اهمية رد التشريعات لمصدرها الارضي.

صورة العضو الرمزية
ÃãÌÏ ÝÑíÏ
مشاركات: 253
اشترك في: الاثنين إبريل 12, 2010 12:06 pm

مشاركة بواسطة ÃãÌÏ ÝÑíÏ »

سلامات يا الفاضل و تحياتي
اعتراضي يا سيدي مرة اخرى ليس على كون الحجاب و اسانيد مرجعيته ارضية او سماوية ، بل على ان الموقف السياسي من المعتقدات الفكرية الذاتية للناس هو موقف محايد تماما ما دامت انعكاساتها المادية لا تمس الحقوق العامة ولا تؤثر على الاخرين. محاولة التأسيس لمرجعية لنقض الدين من داخله في طرح سياسي هو اول حاجة انتهاك لحق من يعتقد في المرجعية السماوية لهذا الدين ... انتهاك لمبادئ العلمانية ذات نفسها و لكن بالمقلوب. انا لا اعترض على ان يعتقد الخطيب في كون الحجاب عادة و ليس فريضة قرانية لكن ما انكره عليه ان يفعل ذلك من سدة مقعده كسكرتير عام لحزب الشيوعيين السودانيين.
و قد قلت في مكان اخر في هذا المنبر في نقاش لحملة ايقاف حكم الرجم على طفلة لك تبلغ الخمس عشرة سنة
اقتباس:
و بعد اذا جاء اهل الشريعة الاسلامية بقانون عقلاني مقبول للعقل و متصالح مع الانسانية و يخدم الحوجات التنظيمية للمجتمع فساقبله ... اسموه شريعة او اسموه بأي اسم اخر او ايا كانت مرجعيته فالعبرة بالنسبة لي هي في الانعكاس المادي له لا في مرجعيته بالنسبة لي ... فيه في ذاته لا في انعكاسه في عقولهم ...

العبرة ليست فيما يعتقده الناس و يؤمنون به بل في ما يفعله بهم و بنا .. لذلك تجدني ارفض ايضا التبريرات التي يقيمها البعض في مناهضة ختان الفتيات باعتباره ليس من الدين و ان الرسول لم يأمر به مثلا ( قول امر بيو كان حيبقى كويس يعني) و هذه حيلة العاجز و اللا مبدئي و الذي يستصعب السير في طريق نشر الوعي الي اخره. ختان الفتيات ضار بالصحة و يؤدي الي كذا و كذا و كذا و من يمارسه على طفلة فيجب ان يعاقب و لكن لو اختارت شابة بالغة عاقلة ان تقوم به لنفسها فهذا شأنها على الاطلاق تماما كشأن نسل الهيبيز اليوم الذين يختارون وشم جسمهم و ثقبه بما لا يتصوره العقل ولا يخفى على المنطق ضرره .. و كذلك في باب التكتيك الذي اشرت فان فتح الباب للتأسيس لنقد الدين من داخله يمنح حسبو و امثاله فرصة واسعة و تفوق لا يحد في شأن الفتيا في الامر المجتمع و شئونه بالاستناد لتفسيراته المتعددة و قدرتهم على وعد الناس بالجنة ضربة لازب

لنترك سوح السماء لمن يريدها يرتع فيها كما يشاء و لنركز معركتنا على سوح الارض و ما اكثر معاركها .. موقفنا من معارك السوح الاولى انها لا تعنينا ما دامت لم تنعكس سلبا علينا في الارض و هنا ايضا فمعركتنا مع انعكاساتها و ليس تفسيراتها ..
بالنسبة لعقراء .. البت دي صخفية شاطرة ، لقت قدامها درب مفتوح بتاع جهجهة زي دي ... تخليهو ؟! لا انكر عليها ولا حرف من اسئلتها و بالنسبة لتساؤلك عن الرد على سؤالها الاستطرادي .. ربما كانت الشورى هي الرد على سؤالها الاول بما لا يسمح بطرحه بالساس .. بان معركتنا ليست دينية في المقام الاول و شرح كلام عبد الخالق الكتفق جملة و تفصيلا مع عبارة ماركس محل الجدل بان محددات معركتنا في معوقات تقدم البني ادم السوداني من استغلال اقتصادي و تمظهراته الاجتماعية و السياسية و غيرها و ان ان الدين يتم استغلاله كمخدر موضعي في هذا السياق تماما عندما كان مزارعي الشمالية يزرعون الفدان في ارض سيدي بفدان في الحنة

شكرا لتضامنك في قصة الميدان التي مرت عليها ثلاثة اعوام الان و ما زال الصراع الفكري محلك سرك
الفاضل البشير
مشاركات: 435
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 7:56 pm

مشاركة بواسطة الفاضل البشير »

سلامي امجد وتحيتي

(ان الموقف السياسي من المعتقدات الفكرية الذاتية للناس هو موقف محايد تماما ما دامت انعكاساتها المادية لا تمس الحقوق العامة ولا تؤثر على الاخرين).
هل هي حقا معتقدات ذاتية؟ولا تمس الحقوق العامة؟
لا ارى ان الموقف السياسي من فرد ذى معتقد وحجاب ديني فى مجتمع حر ديمقراطي, حيث له هنا ان يكون محايدا, لا ارى انه يتساوى مع الموقف من الحجاب الذى يفرضه مشروع دولة* دينية قهرية..
.
 (محاولة التأسيس لمرجعية لنقض الدين من داخله).
نعم اتفق معك توجد محاولات لنقض الدين من داخله. ومعك ايضا اراها عاجزة . اما عما ورد عن الحجاب فى النص محددا, فلا ارى فيه نقضا للدين من داخله. هذا طرح موازي مادي لقضية الحجاب . طرح ماركسي(او هو نواة تناول ماركسي)
وفى اعتقادى اصلا تنقص الحزب والماركسيون دراسة تاريخية مادية لهذه التشريعات,حجاب, رجم, بتر الخ. او لعل هذه الدراسات متوفرة لكن نشرها محدود.
.
اتفق معك فى موقفك من الختان فانا ايضا ضد الجدال حوله برمته. معك اقول : هو فقط جريمة, وفقط يجب وقفها.

(لنترك سوح السماء لمن يريدها يرتع فيها كما يشاء و لنركز معركتنا على سوح الارض)
المشكلة بالنسبة للماديين التاريخيين هناك جملة واسعة من القيم تنسب وتحتكر للفكر الديني, وهي نشأت أصلا فى خضم الصراعات المادية.
(وعاشت ذكرى العلماني حمورابي).
فلم تترك له؟
كماذكرت اعلاه ارى ضرورة تأريخ مادي للشرائع. وحتى التوحيد يمكن رده لنشاته الارضية.

تلاحظ ان ميلي للمنافحة او التناول المفصل للسيد الخطيب يقل مقارنة مع حرصي على ابراز هذه النقطة-ضرورة رد الشرائع لاصلها المادي عبرتناولها بنهج ماركسي.
تقدر تقول انى خرجت عن الموضوع ومضيت لما يشغلنى اكثر.


----------------
* قال الخطيب :فأنا لست ضد الحجاب كزي ولكن ضد الفكرة التي وراء الحجاب ورأي السلفيين أن المرأة وضعها الطبيعي منذ الميلاد الى بيت زوجها ثم لحدها، ويتعاملون مع المرأة على أساس أنها فتنة وشيطان و.. و.. و..، والحجاب من أدوات حجب المرأة عن ممارسة أدوارها الحياتية.

صورة العضو الرمزية
ÃãÌÏ ÝÑíÏ
مشاركات: 253
اشترك في: الاثنين إبريل 12, 2010 12:06 pm

مشاركة بواسطة ÃãÌÏ ÝÑíÏ »

سلامات يا الفاضل مرة اخرى و مرحب بنقاش ما يشغلك ايضا فساحة النقاش واسعة يا سيدي

المهم

اختلف معك مرة اخرى في طرحك لتفكيك الدين و رده لاصوله الارضية كواجب (سياسي) للحزب و الماركسيين في مجملهم
ان مقاومة المشروع السياسي الدولة الدينية القمعية لن يتم باستخدام نفس الياتها، بمحاولة نشر و تثبيت الاصل الارضي للاديان. هذا ليس واجب سياسي على الاطلاق كما ان اي طرح سياسي له سينتهك نفس مبادئ العلمانية و لكن بالمقلوب. لا ينبغي ان يعني الناشط السياسي كون الناس يعبدون الله ام البقرة ام الشمس بقدر ما يعنيه كيف يحافظ على حقوقهم و يقدم لهم ما يسهل تفاصيل تفاعلهم مع بعضهم البعض في المجتمع و ينظم العلاقات الانسانية بينهم بحيث لا يسمح بانتهاك فرد او مجموعة لحقوق الاخرين. مجرد ان يطرح فرد سياسي رأيه في المعتقد الديني (كسياسي) يتساوى هو و تجار الدين على ذات المقعد. من حق الناس ان يؤمنوا بما يشاءون و لكن ليس من حق احد ان يستخدم هذا الايمان لتبرير اي شكل من اشكال معاناتهم او تعمية نظرهم عنها (و ذلك الذي افهمه من كتابة عمنا ماركس سابقة الذكر) . الغرق في تفاصيل الاصل المادي للدين ليست واجب الحزب ولا قادته على الاطلاق و لكنل المجال لها مفتوح في دراسات اللاهوت و فلسفة الاديان و دونك ما اثاره كتابة د.محمد محمود الاخير من نقاش حول الامر. الذي تناول فيه وجهة نظرك بشكل علمي و اكاديمي بحت و رد عليه بعض من ردوا بنفس الاكاديمية و هرج اخرون و مرجو ساي.
هذا الحياد السياسي تجاه المعتقد الديني - الذي ينكر تماما نظرية خير وسيلة للدفاع الهجوم- يجب ان يكون مبدأ اساسي لممارستنا السياسية الرشيدة. و لسنا معنيين باي موقف لاهوتي من معتقدات الناس و لو كانت دولة الطغاة تستخدم هذه الادوات فالواجب علينا مهاجمة هذا الاستخدام لا الاداة ذات نفسه و استخدام المبررات الصحيحة حتى و لو كان اقل جاذبية او اكثر صعوبة على التقبل و الفهم و اكثر عرضة للرفض .. (يعني حكاية انو البترول بتقوم بسببو حروب مش مبرر لمنع استخدامو فهنا الحروب نتيجة و ليست اصل متعلق بالبترول في نفسو و لاستخدام و تطوير الطاقة الشمسية لكن كون ان البترول مورد طاقة قابل للنفاذ و غير صديق للبيئة (و دي صفات اصيلة للبترول في ذاته) فدي المبررات الصحيحة لصرف القروش في تطوير الطاقة البديلة)
الفاضل البشير
مشاركات: 435
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 7:56 pm

مشاركة بواسطة الفاضل البشير »

سلام امجد
سعدت جدا بهذا التعارف معك. وياللذة الخصومة .

يبدو انى فشلت فى توضيح ان كتابة تاريخ مادي للشرائع هو عمل فكري مستقل بالكامل. وليس رد فعل للاديان. وغايته عندى ان تلكم الشرائع العلمانية ستصبح قابلة للتناول النقدي, ما نحتاجه فى بناء مشروعنا المستقل.
وربما ان هذه الدراسات متوفرة.

افدتني جدا : ان ادقق وافهم ما يفصل السياسي من الفكرى.
وافدتنى فى غير ذلك فشكرا لك.
أضف رد جديد