مشاهد من أحوال الزنوج حول العالم

Forum Démocratique
- Democratic Forum
الخير محمد حسين
مشاركات: 469
اشترك في: الجمعة أكتوبر 06, 2006 2:15 am

مشاركة بواسطة الخير محمد حسين »

الاخ/قصي والاخوة. السلام عليكم. الامر يرجع الى تقاليد راسخة -للاسف-لدى بعض العرب والمسلمين فهم يعيبون السواد ويصفون بعضهم بابن السوداء رغم ان الاسلام يفضل بالاعمال لا بالألوان وكمثال لسوء فهمهم فانهم يصفون عبد الله ابن سبأ بابن السوداء رغم أن الجرم الذي ارتكبه ابن سبا لايبرر أن نعيب صفة السواد في أمه.فهذه العادات هي ثقافات تسود بسيادة أهلها طبعا..فعندنا برضو الاعتزاز باللون الاسود:نقول:الجن الاحمر والموت الاحمر وغيرنا يقولو :الجن الاسود واليوم الاسود.
أي أحمق يمكن أن يعقد الأمور ، ولكن تبسيطها يحتاج إلى عبقري.
صورة العضو الرمزية
قصى همرور
مشاركات: 278
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 11:07 pm

مشاركة بواسطة قصى همرور »

التحيات والشكر لأخينا الخير محمد حسين

الليلة لدينا فيلم وثائقي حديث، من قناة البي بي سي البريطانية، وهو جزء من سلسلة أصدرتها القناة عن تاريخ العنصرية.. يحوي هذا الفديو الآتي:
- أول معسكرات إبادة عرقية جماعية ألمانية كانت في افريقيا، وقصص أخرى
- الدارونية الاجتماعية ومحاولتها - ونجاحها - في تأسيس ما يسمى "العنصرية العلمية"
- المزيد من التاريخ غير المشهور عن بدايات وجرائم الاستعلاء الأوروبي العنصري حول العالم

مشاهدة هذا الوثائقي تعطي صورة واضحة، وقوية، لمدى تجذر العنصرية في البشر، وقدرتها على أن تتشكل وتتلون بلون "الحضارة" و"العلم" وحتى "الإنسانية" في نفس الوقت الذي تقوم فيه بطعن كل هؤلاء في القلب مباشرة.

Scientific Racism: The Eugenics of Social Darwinism

[flash width=560 height=400]https://www.youtube.com/v/-eX5T68TQIo
Conventional is neither neutral nor convenient
صورة العضو الرمزية
قصى همرور
مشاركات: 278
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 11:07 pm

مشاركة بواسطة قصى همرور »

تحايا مجددة

هذه المداخلة عبارة عن متابعة لمسار الكتابات الأخيرة في خيط "جيوبوليتيك الجسد العربسلامي في السودان"، الذي ابتدره الأستاذ حسن موسى منذ عدة أعوام وما زال نشطا.. جاء ذكر منهج التحليل الثقافي في السودان، على يد الأستاذ محمد جلال هاشم وغيره، وجاء معه ذكر لقضايا تتعلق بموضوع جدوى التحليل الثقافي في مقابلة "المادي" (بالمفهوم الماركسي)، وتتعلق أيضا بالافريقانية - أو تيار عموم افريقيا (Pan-Africanism) - وماهية موقفه من الثقافة والمادة، وأيضا جدواه في هذا العصر، وربما في السودان تحديدا.

ما نلاحظه أن تصور الافريقانية عند الكثير من المثقفين السودانيين هو تصور "عرقي" (ولا أقول اثني، فالإثنية مجالها أرحب وأكثر موضوعية، لاشتمالها على دالـّتي الثقافة واللسان، وليس "العرق" بالضرورة، وبين الاثنين فرق كبير).. لهذا نجد معظم تحفظات المثقفين السودانيين ضد تيار الافريقانية مبنيا على فهم مغلوط لها منذ البداية، وهو فهم مسبق مبني على تصور سريع لجذور الكلمة (افريقيا) ثم تمديد الخيال (أو حصره) بناء على تلك التصورات.. هنالك تغاضي واضح عن أن "الافريقانية" مصطلح وليس كلمة.. هو مصطلح له إرثه من الأدب السياسي الموثق، والفعل التاريخي المتراكم.. الافريقانية مدرسة ثقافية، تتجسد في طروحات سياسية واقتصادية وتوريخية، وليست مجرد كلمة يمكن فهم خلاصتها بوسائل النحو والصرف اللغوية العامة.

في خيط "جيوبوليتيك الجسد" جرى الحديث عن الثقافة في مقابل المادة، ومثل هذا الحديث لا يمكن أن يمضى قدما إلا حين نفترض، افتراضا مسبقا، أن الثقافة والمادة نقيضان، أو كينونتان منعزلتان بعضهما عن بعض.. هذا الافتراض المسبق غير وارد في الرؤية الافريقانية، وعليه فإن الحركات الافريقانية حول العالم لم ولا تعزل الثقافي من المادي في تعاطيها مع الأمور.. أكثر من ذلك فإن لعدد مقدر من رموزها مساهمة موثقة في تبيان هذا الأمر من الناحية النظرية.. أدناه بعض الأمثلة:

(1)
ستيف بيكو هو مؤسس حركة الوعي الأسود في جنوب افريقيا، وأيضا تلميذ روبرت سوبوكوي، مؤسس المؤتمر الافريقاني (Pan-Africanist Congress) هناك. لدى بيكو تعريف مختصر للثقافة، وهو: "ثقافة أي شعب هي، جوهريا، الجواب المُركّب، من المجتمع المحلي، لمشاكل الحياة المتنوعة." [*] نحن حين نواجه مشاكل جديدة كل يوم، فما نفعله تجاهها يساهم بالضرورة في التغيير الدينامي المستمر للبناء الثقافي الذي يخصنا.. عليه فإن تعاطينا مع مشاكلنا المادية هي جزء لا يتجزأ من حياتنا الثقافية.

وهذا تعريف يمكن أن يقال بديهي - لكن البداهة أحيانا ليست بتلك البداهة - فالتعبير الثقافي، مهما كان مصدره ومطلبه، إنما يبرز ويُتوارث عبر علاقات مادية، سواء كانت اقتصادية أو بيئية أو طقوسية مرئية (وكل الطقوس المرئية، بما في ذلك الممارسات الدينية والفنية، لها قيودها المادية).

(2)
أملكال كابرال، أحد الرموز الأصيلة لحركات التحرر الافريقية ابان عهد مقاومة الاستعمار، ربط بين التحرر الوطني والثقافة ربطا وثيقا، في حين أنه استعمل التحليل المادي الديلكتيكي استعمالا ماهرا في تطوير وتطبيق خلاصات نظرية مهمة في عملية مقاومة الاستعمار.. إحدى تلك الخلاصات النظرية القوية هي نظرية "الانتحار الطبقي" (class suicide) الذي أشار به للوضع المتميز والخطير للطبقة الوسطى، أو البرجوازية الصغيرة (petty bourgeoisie) من الافارقة الذين تلقوا تعليما استعماريا مهنيا لملء فراغ إداري وتقني في المستعمرات.. السياق التاريخي جعل هذه الطبقة هي الوحيدة التي لديها كفاءة تولي قيادة حركات التحرر الوطني ومن بعد ذلك إدارة وبناء الدولة المستقلة الحديثة (دولة ما بعد الاستعمار)، رغم أن المستعمر لم يصنعها لذلك الغرض، لكن لكي تقوم تلك الطبقة بتلك المهمة التاريخية فهي تجد نفسها أمام قرار سياسي مصيري - هو أخلاقي في جوهره - وهو إما أن تتماهى مع كونها صنيعة استعمارية بتطلعات برجوازية مستوردة، او تقوم بـالانقلاب على ذلك المسار المرسوم لها (بواسطة المستعمر وبواسطة المنهج المادي الديلكتيكي) لتتماهى مع واجب تاريخي أكبر، فتضع مكتسباتها المعرفية والتقنية في خدمة شعوبها المستَعمَرة، وتعيد تعريف نفسها كرأس رمح شعوبها في وجه المستعمر، وأيضا طليعة الطاقم الإداري الذي سيعيد بناء أوطان مستقلة حديثة من ركام الهوية المشوهة والاقتصاد التبعي للمستعمرات.. لكي تقوم هذه الطبقة بواجبها التاريخي، بدل المضي في مسارها المرسوم مسبقا، عليها أن تقوم بما يمكن أن يسمى انتحارا طبقيا [**]، فهو رغم مخاطره الجمة - المادية والمعنوية - إلا أنه إذا نجح فسيعيد خلقها لتصبح صانعة تاريخ جديد في اتحاد وتماهي مع شعوبها، وليس في اغتراب عنها.

طبعا اليوم يمكن النظر للوراء لنرى أن ذلك - أي الانتحار الطبقي - هو تقريبا ما حدث بخصوص معظم قيادات حركات التحرر الافريقية (وغير الافريقية)، بيد أن بعض تلك القيادات انتكس في إحدى مراحل ذلك التخلق، وبعضها مضى قدما حتى نهاية الشوط الممكن لهم (إما بالموت أو الاغتيال، أو حتى التقاعد لسبب أو لآخر). من تلك القيادات التي واصلت مشوار انتحارها الطبقي حتى النهاية: كابرال نفسه، وبيكو وسوبوكوي، وجوليوس نيريري، وعبدالخالق محجوب، ووالتر رودني، وفرانز فانون، والأستاذ محمود محمد طه، وآخرون وأخريات، وخلف من بعضهم خلف واصلوا المشوار أيضا، بشروط تاريخية جديدة، مثل جون قرنق ديمبيور.

كابرال، في تحليله ذلك، جعل الثقافة أمرا جوهريا في عملية التحرر الوطني وبناء الدولة المستقلة الحديثة.. لدى كابرال فإن "بما أن التسلط الامبريالي يجد نفسه في حاجة ماسة دوما لممارسة القهر الثقافي، فإن عملية التحرر الوطني هي بالضرورة عمل ثقافي."[***] وذلك لأنه ليست هناك أي فرصة للمستعمر، بجميع أشكال الاستعمار، أن تستتب له الأمور ويطمئن لاستمرارية وضع الاستعمار المادي ما لم يصحبه محق للهوية الثقافية للمستعمَرين، إذ ما دامت هناك هوية ثقافية منمازة عن هوية المستعمر فإن جذوة مقاومة المستعمر لن تنطفئ أبدا (ومهما كان ذلك المستعمر في جلد غريب أو جلد يشبه جلدنا).

(3)
أوردنا سابقا، في هذا الخيط، نظرة والتر رودني لعلاقة التحليل المادي الديلكتيكي بالعنصرية - بما أننا عموما ننظر للعنصرية كتصور وفعل ثقافي - حيث قلنا:
"رودني كان يرى أن أصل مشكلة الاضطهاد الاثني مشكلة تاريخية، مرتبطة بالحروب والصراعات الاقتصادية والطبقية، وكل هذه حين تتكثف تتجسد في صور صراعات إثنية عامة، وعرقية غليظة.. من هذه النظرة كان رودني يتبنى التحليل الماركسي الذي يرى أن الصراع الطبقي هو أصل المسألة عموما، داخل بنيات المجتمعات نفسها كما في صراعها مع بعضها البعض، لكنه يتجسد في صور عدة ويتمدد مع الزمان ليتخذ هيئات تكاد تكون غير طبقية في أساسها (وهنا يختلف رودني عن التفكير الماركسي النمطي)، أي أن التعامل معها اليوم من أجل معالجتها لا يصح أن يكون بالأدوات الاقتصادية المعتادة أو حتى القانونية فقط، بل هناك جانب ثقافي ونفسي أصبح هو المحور ولا بد من معالجته هو تخصيصا لكي تكون المعالجة الاقتصادية والقانونية مستدامة."

.......

وبعد،
فإن الثقافة في جوهرها مجال تعبير رحب، لكنه مجال محكوم بقيود دائمة في أي مجتمع، والقيود المادية إحداها، وهناك غيرها، مثل محدوديات المعرفة، وتشاكيل البيئة (الايكولوجيا)، والذاكرة الجمعية (التاريخ الشعبي)، ومسائل أخرى هيكلية، مثل اطار الجغرافيا السياسية (الدولة) وعوامل القانون والاقتصاد داخل ذلك الاطار (حيث صورة توزيع السلطة والثروة على مجموعات المواطنين).. بناء على ذلك فإن أي تصور يضع الثقافة في جانب، والمادة في جانب آخر، هو تصور يؤدي لتقويض الاثنين معا.

________

* من كتاب بيكو "أكتب ما يعجبني" (I Write What I Like)، وهو تجميع لمقالات وخطابات خطّها أثناء قيادة حركة الوعي الأسود قبل اغتياله على يد عساكر الابارتيد في جنوب افريقيا.

** يمكن مراجعة ورقة كابرال "سلاح النظرية" التي قدمها في مؤتمر القارات الثلاث لشعوب افريقيا وآسيا وامريكا اللاتينية، في هافانا 1966:
https://www.marxists.org/subject/africa/ ... theory.htm

*** راجع ورقة كابرال "التحرر الوطني والثقافة" التي قدمها في جامعة سيراكيوس الامريكية عام 1970، قبل ثلاثة أعوام من اغتياله، أثناء زيارة صغيرة لأمريكا خاطب فيها الجمعية العمومية للأمم المتحدة:
https://racismandnationalconsciousnessre ... ulture.pdf
Conventional is neither neutral nor convenient
أضف رد جديد