وداعاً نيلسون مانديلا

Forum Démocratique
- Democratic Forum
أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
إدارة الموقع
مشاركات: 394
اشترك في: الأربعاء مايو 11, 2005 3:10 pm

وداعاً نيلسون مانديلا

مشاركة بواسطة إدارة الموقع »

صورة

نيلسون مانديلا
18 يوليو 1918 ـ 5 ديسمبر 2013

صفحة مشرقة من تاريخ الإنســـانية



.
الخير محمد حسين
مشاركات: 469
اشترك في: الجمعة أكتوبر 06, 2006 2:15 am

‏ ....

مشاركة بواسطة الخير محمد حسين »

قمة التضحية من أجل حرية وكرامة إنسان إفريقيا.
أي أحمق يمكن أن يعقد الأمور ، ولكن تبسيطها يحتاج إلى عبقري.
سيد أحمد العراقي
مشاركات: 624
اشترك في: الأحد يونيو 21, 2009 11:44 pm

أبونا مانديلا. .أيقونة التسامح والحرية.

مشاركة بواسطة سيد أحمد العراقي »



من بريدى

أبونا مانديلا. .أيقونة التسامح والحرية.
بيان من التضامن السوداني لمناهضة التمييز العنصري ( تسامي)

(لا يولد أحدٌ يكره الآخر بسبب لون بشرته أو ظروف نشأته أو دينه .. الناس يتعلمون الكراهية. فإذا كانوا قادرين على اكتسابها، يمكنهم تعلم المحبة، فهي تأتي بصورة طبيعية وعفوية إلى القلب البشري). هي عبارة من مئات العبارات التي تعكس حكمة الرجل الأسطورة، أو أب العالم، أو زعيم الحكمة، أو قديس المساواة، أو بطل السلام، أو رمز النضال والحرية، أو أيقونة التسامح والمحبة؛ هي كلها صفات التصقت بوالدنا وأستاذنا وزعيمنا نيلسون مانديلا الذي أنهى 95 عاماً شكلت إضافة حقيقية لتاريخ الإنسانية جمعاء، فلذلك لم يمت بل رحل بجسده وترك روحه الطاهرة، وحياته الزاخرة بالخير والجمال.
ونحن في " التضامن السوداني لمناهضة التمييز العنصري" ( تسامي) يكون لحزننا طعمه الخاص لأنه حزن على فقد من استلهمنا من سيرته العطرة جميل أفكار، ومن تعلمنا منه معنى التسامح مع عدم نسيان الماضي، لكن تجاوز مراراته مثلما قال (أحداثنا كثيرة و آلامنا كبيرة ، ولكن ... نريد أن نجعل من ذكرى تلك الأحداث قوة ترشدنا لعدم تكرار أخطاء الماضي، و نريد أن نجعل من ثقافة التسامح قوة دفع إلى الخطوة القادمة لنبتعد عن تلك الأحداث ... بعدا لا ينسينا الحدث و لكن ينسينا الألم ، ، فتأتي الذكرى لا مناسبة للبكاء و الثأر و فتح دفاتر و صفحات لا نفتحها إلا مرة في السنة في ذكرى الألم . أتركوا تلك الصفحات ... و لا تنسوها ... لنؤسس لثقافة التسامح ... )، وهي مواقف ومبادئ أسست لبداية رحلة الحقيقة والمصالحة في جنوب أفريقيا، لأن مانديلا السجين لحوالى 27 عاماً، خرج من ذات السجن من غير مرارة أو كراهية لخصومه، وقاد معهم بعد ذلك مرحلة الإنتقال، لينال جائزة نوبل للسلام، لأنه أرسى مبدأ التعايش السلمي، وقبول واحترام الآخر، ولأنه لو لم يفعل غير ذلك لبدل استبداداً في جنوب أفريقيا باستبداد آخر، ولحول كل جنوب أفريقيا إلى أنهار من الدماء، أو لأجبر البيض على الخروج من بلادهم، أو جعل السود مسجونين في أغلال الكراهية والحقد والتشفي، لكنه مانديلا.
وهو أبرز رموز الديمقراطية وحقوق الإنسان في أفريقيا والعالم، بعد أن قدم أهم نماذج التداول السلمي للحكم في أفريقيا، بتركه لكرسي الرئاسة وهو في أوج مجده، وسطوع نجمه، والمفارقة أن ذلك حدث في قارة يتقاتل الناس فيها على الكراسي فيزهقون في اقتتالهم ذلك ملايين الأرواح، في وقت جاءت الرئاسة تسعى لمانديلا على طبق من نضال، واستحقاق، إلا أنه ركل كل ذلك ليبنمي مجده الخاص والعام بطريقته هو، ليعيش قرير العين، هادئ البال، ويصير الأب الروحي للجميع، والجميع يتسابقون نحو التقرب منه.
ونحن في السودان أكثر حاجة لتجربة مانديلا؛ لاسيما وأن السودان، والسودانيين، ظلوا(ن) في حالة إدراك وغيبوبة على السواء في فهم والتعاطي مع الأشكال والأنماط المختلفة للعنصرية وأشكال التمييز المختلفة، حتى صارت متجذرة في الحياة العامة والخاصة، ومتأصلة في تعامل السودانيين وقبولهم لبعضهم البعض. لقد بلغت العنصرية بمختلف أشكالها وتمظهراتها فيما إنقضى من ربع قرن بعد هيمنة نظام الإسلام السياسي وحزب المؤتمر الوطني، بلغت مراتب تكريس التفرقة والشتات بين السودانيين، وغرس الكراهية بينهم(ن)، وزرع الفتن، مسخرين في ذلك لوسائل الإعلام والتعليم، وهيئات حفظ القانون والعدالة والخدمة المدنية، بل اكثر من ذلك بعد ان عملت سياسات وممارسات عنصرية الدولة السودانية على الدفع بربع سكانه للخروج وإختيار الإنفصال على الوحدة، فرسمت العنصرية تجربة التشظي والتقسيم الأولى، بعد أن جعل من القبيلة هويةً، و من العرق انتماءً، فتكاثرت الحروب الاهلية، وتمزق النسيج الإجتماعي، وأصبح السودان قابلاً للمزيد من الإنقسامات السكانية والمجتمعية والجغرافية، وذلك في ظل استعار ألسنة نيران الكراهية، و علو نبرة رفض الآخر بإزدرائه وممارسة مختلف صور وإنماط التمييز ضده(ا)، أفرادا وشعوبا، تعرضوا للإبادات الجماعية وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية. في الصمود في سجنه. نحن في حاجة ملحة، اليوم قبل الغد إلى شمس مثل مانديلا لتزيح عنا أستار ليل الظلم والاستبداد.مثلما نحن في حاجة إلى إنسان/ة بقامته/ا، وقدرته/ا على تمسكه/ا بمبادئ الحق والحرية والخير والجمال مثلما كان يقول (إذا خرجت من السجن في نفس الظروف التي اعتقلت فيها فإنني سأقوم بنفس الممارسات التي سجنت من أجلها، وأن الحرية لا تقبل التجزئة وأن القيود التي تكبل شخصاً واحداً في بلادي، إنما هي قيود تكبل أبناء وطني أجمعين)، ونحتاج إلى قوة شكيمته، وشجاعته الاستثنائية، حتى نسترد حريتنا كاملةً غير منقوصة، ولا مجزوءة.
نحن هنا إذ ننعي البطل نيسلون مانديلا؛ إنما نعزي أنفسنا، وكل المهمشين في بقاع الأرض، وكل عشاق الحرية والسلام والتسامح، وليت سيرته هذه تكون تجربة للحكام العنصريين والمستبدين، وهنا لا بد من تحية الرئيس ديكليرك على شجاعته وقبوله لمبدا تداول السلطة سلمياً، والغاء كافة قوانين التمييز العنصري، وليت حكام السودان يحذون حذو ديكليرك في موقفه من التحول الديمقراطي، والسلام والاستقرار والعدالة والعدل.
رحم الله أيقونة السلام والمحبة، ورسول التسامح، ورمز الصمود.
التضامن السوداني لمناهضة التمييز العنصري ( تسامي
6 ديسمبر 2013.

[b]
ÅáåÇã ÚÈÏ ÇáÑÇÒÞ
مشاركات: 77
اشترك في: الأربعاء أغسطس 29, 2012 12:31 am

معلم الشعوب...رحل!

مشاركة بواسطة ÅáåÇã ÚÈÏ ÇáÑÇÒÞ »

صورة


رحل ملهم الشعوب ابن افريقيا العظيم نلسون مانديلا. .. ستبقي روحك ترفرف في ساحات النضال. كل الصحف و بكل اللغات نعت المعلم!
صورة العضو الرمزية
إبراهيم جعفر
مشاركات: 1948
اشترك في: الاثنين نوفمبر 20, 2006 9:34 am

مشاركة بواسطة إبراهيم جعفر »

بعضُ ما قالتهُ صحيفتا الغارديان والتايمز البريطانيتين بتاريخ 6 ديسمبر، 2013م، في الاحتفاء بحياة نيلسون مانديلا: كَبْسَلَة صحفية موجزة*

فيما عُنيت جميع الصحف البريطانية الرئيسة الصادرة في صبيحة اليوم، السبت، بنبأ رحيل "الأب الروحي" لجنوب أفريقيا المعاصرة، نيلسون مانديلا، في يوم أمس، الخامس من ديسمبر، 2013م، وخصصت لحياته التقارير والتغطيات، وفيما جُلّلت الصفحات الأولى لصحف الغارديان والتايمز والإنديبيندنت والديلي تلغراف البريطانية بصورة كبيرة له، بالأبيض والأسود، انتخبنا، في هذه الكَبسَلَة الصحفية الموجزة، من صحيفتي التايمز والغارديان البريطانيتين، عنوانين من بعض الكثير الغفير الذي ودَّعتَا به "الأب الروحي" لجنوب أفريقيا المعاصرة، نيلسون مانديلا، هما: "مانديلا جسد لشعب وقارة بأسرها القيادة الملهمة، كما وحاز على مكانة تتجاوز حدود الدول المكانية والزمانية، الشيء الذي صيَّره ضميراً لعصره" (افتتاحية التايمز) و"جاكوب زوما: الأمة فقدت ابنها الأعظم إثر رحيل قائد انتقل بجنوب أفريقيا من عهد الفصل العنصري إلى عهد الديمقراطية المتعددة الأعراق" (الغارديان). وتحت عنوان التايمز قالت الصحيفة إن عظمة الزعيم الأفريقي الراحل، الذي أعلن عن رحيله في يوم أمس، الخميس، تتمظهر في إعلائه لقيمة المصالحة على شهوة الانتقام، كما وفي فهمه العميق أن الديمقراطية وحدها هي الكفيلة بمداواة جراح التفرقة والتمييز العنصريين. ومضت الصحيفة قائلة، في احتفائها بحياة وذكرى مانديلا، إنه قد جسد لشعب، وقارة بأسرها، القيادة الملهمة، كما وحاز على مكانة تتجاوز حدود الدول المكانية والزمانية، الشيء الذي صيَّره ضميراً لعصره. واستطردت الصحيفة حديثها، على ذات السبيل، فقالت إن مانديلا قد حرر نحو 40 مليون أفريقياً من أشد وأعنف صور الاضطهاد وألهم أجيالاً في كل قارات العالم إذ أنه قد كان رجلاً جسوراً لا تلين له إرادة ولم يكف عن تحدي سطوة الدولة العنصرية البيضاء حتى أفلح، عندَ مُنتهى سبيله، في تحويل سجانيه إلى أصدقاء. وأبانت الصحيفة، في هذا السياق، أن تعريف نيلسون مانديلا للجسارة والشجاعة لم يكن هو غياب الخوف وإنما كان هو التشبُّت بالإصرار على تجاوزه.



[color=brown][size=24][align=left]لندن، 6 ديسمبر، 2013م
* تحرير وترجمة: إبراهيم جعفر
عبد الماجد محمد عبد الماجد
مشاركات: 1655
اشترك في: الجمعة يونيو 10, 2005 7:28 am
مكان: LONDON
اتصال:

مشاركة بواسطة عبد الماجد محمد عبد الماجد »

تعلقت بمانديلا كما سائر الناس, واحببته كما سائر الناس أيضا, وليس كما سائر الناس تعلقت بحبه أمي المسنة, فبعض هؤلاء العجائز ملهمون يقرأوون ما بين السطور ويتوصلون إلى النتائج الصحيحة بفطنة العقل السليم (الفطرة) ولا يتم ذلك لمن لوّث فطرته تعلقاً بالأشياء الصغيرة والبحث عن أجابات لأسئلة صغيرة بائسة
وربما ليس كسائر الناس ألحت على أسئلة تجددت , وكنت أحسبها حسمها أساتذي منذ زمن, وثبت أنه غير صحيح:
بدأت أعاود النظر في مسألتيِّ الرسالة والنبوّة.
هل ختمتا بالفعل؟
لا بد أن تفسير ختمهما يختلف عما أُفهمنا أو كما أجاب عمليا رجال ونساء كثر أمثال محمود والعدوية وبعض المولانات ممن ينعتون بأئمة الكفر. وهل ثمة كفر على الإطلاق؟
راعني تمثل ما علمته من سمات الأنبياء في شخص مانديلا وفي أقواله وأفعاله.
القاسم المشترك الأعظم بين ما يقال عنهم أصحاب الرسالات والنبوءات لا يزال يتجدد في بني الإنسان
تجدد في مانديلا وفي غير مانديلا عبر الألفية السابقة.
رسخ في ذهني أن القوة الأعظم تتنزل رسائلها على كل الناس وعلى مرٍّ الدهور.
أهو اصطفاء أم توفر ظروف ما اجتماعية أو وراثية أو تربوية؟ لا يهم الإجابة عن هذه الأسئلة
المهم أن يعلم المتنطعون في كابينات المعلبات الآيدولوجية أنهم معلبات مجمدة في ثلاجات قديمة وأن جميع المعلبات لا بد أن لها تواريخ انتهاء صلاحية
لم نغذي انفسنا بمعلبات منتهية الصلاحية؟
الفكر غذاء لا يصلح إلا طازجا, فإذا فات أوانه فلا حيلة لنا إلا اكتشاف وصفات جديدة تلائم الظروف الصحِّإجتماعية الراهنة.
وكان مانديلا قدّم لنا آخر وصفات العصر أطباقاَ جنيّة.
المطرودة ملحوقة والصابرات روابح لو كان يجن قُمّاح
والبصيرةْ قُبِّال اليصر توَدِّيك للصاح
صورة العضو الرمزية
موسى مروح
مشاركات: 172
اشترك في: الأحد نوفمبر 06, 2011 9:27 am

مشاركة بواسطة موسى مروح »

حُظينا وكان لنا شرف الحياة في زمان ماديبا.
طوبى للسماء بمن بَعثتهُ لها الأرضُ.
صورة العضو الرمزية
إبراهيم جعفر
مشاركات: 1948
اشترك في: الاثنين نوفمبر 20, 2006 9:34 am

مشاركة بواسطة إبراهيم جعفر »

صورة العضو الرمزية
نجاة محمد علي
مشاركات: 2809
اشترك في: الأربعاء مايو 04, 2005 1:38 am
مكان: باريس

مشاركة بواسطة نجاة محمد علي »

.

صورة

The Daily Telegraph
6 ديسمبر 2013

المصدر

.
Ahmed Elmardi
مشاركات: 1279
اشترك في: الأحد مايو 08, 2005 8:08 pm

مشاركة بواسطة Ahmed Elmardi »

مانديلا
الفاضل الهاشمي
مشاركات: 2281
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:14 pm

مشاركة بواسطة الفاضل الهاشمي »



مانديلا والمسيرة المستمرة
December 8, 2013
محمد محمود
[email protected]

لم تكن مسيرة مانديلا الطويلة للحرية مسيرته وحده وإنما مسيرة كل شعبه، وهي لم تبدأ به ولم تنته بعد. كان مانديلا، مثل كل العظماء الذين ساعدوا على صياغة التاريخ وتغيير مساره، واسطة عقد بين الماضي الذي وَرِثَه والحاضر الذي كابده والمستقبل الذي ظلّ يحلُم به. ولقد كان من الممكن لمانديلا أن يعيش حياة وادعة هادئة رغدة كزعيم قبلي محلي، إلا أنه اختار دربا آخر هو درب التحرير بكل أشواكه وآلامه وتضحياته، وكان على استعداد ليضحّي التضحية الكبرى ويموت من أجل قضيته. إلا أنه لم يمت وانتصر.
وكان انتصاره انتصار فريدا، فهو لم ينتصر على عدوه ويهزمه فحسب وإنما مدّ يده لعدوه في تضامن إنساني فريد عندما أعلن “إن ما فات قد فات” (“let bygones be bygones”). بهذه الجملة البسيطة أدخل مانديلا عنصرا سحريا في كيمياء جنوب إفريقيا، وهي جملة ما كان من الممكن أن يقولها إلا مانديلا لتصبح قانونا أخلاقيا يحترمه كلّ السود في جنوب إفريقيا. لقد كان مانديلا وهو يتعرّض لإذلال السجن على مدى سبعة وعشرين عاما في غاية التماسك والصلابة. عجز جلادوه كل هذه السنوات أن يصلوا لشيء في دواخله ظل متماسكا وصلبا — عجزوا عن الوصول لهذه الشيء وتفتيته. وإذ بالتماع هذا الشيء وتألّقه يخطف أبصار العالم ومانديلا يتفوّه بهذه الجملة البسيطة — فالشيء الذي ظل مانديلا يحمله في أعماقه هو قطعة ماس تختلف عن الماس الذي يبحث عنه نظام الفصل العنصري وهو يغتصب أرض جنوب إفريقيا ويستبيح إنسانها. قطعة الماس التي حملها مانديلا في دواخله كانت وعيا صافيا ورائقا بالضرورة الحيوية للتمسّك بمبدأ الحرية ومبدأ رفض الاستغلال. لقد جسّد نظام الفصل العنصري نظاما من أسوأ الأنظمة وأبلغها في الانحطاط الأخلاقي، فهو لم يعرّض أجساد الأفارقة لبشاعات نهبه الرأسمالي فحسب وإنما أخضع وعيهم أيضا لعقيدته العنصرية التي حوّلها لقوانين وقواعد للتعامل والسلوك. ولكن مانديلا أدرك إدراكا عميقا أن حريته هو كضحية لا تتحقّق تحقّقا كاملا إلا بحرية الجلّاد أيضا، فمفارقة التاريخ كانت تشير أن مانديلا المسجون كان هو الحرّ الحقيقي الذي لم يهزمه الخوف وأن نظام الفصل العنصري كان هو الخائف والمحبوس دوما في سجن الإدانة الأخلاقية للضمير العالمي. وعندما خرج مانديلا من سجنه (وكان سجن مانديلا قد تهاوى في واقع الأمر قبل لحظة خروجه الفعلية ومنذ أن بدأت المفاوضات السرية معه) كان بإمكانه أن يبعث جلاديه وسجانيه بقوة القانون ليحلوا محله في السجن. إلا أنه اختار غير ذلك — اختار أن يهدم السجن وأن يكون دربه هو درب الغفران والعفو والسماح. لم يكن ذلك الغفران الذي شعّ من ماسة مانديلا بلسما لجراحه وحده وإنما كان أيضا بلسما لجراح كل ضحايا الأمة ولتشوّهات كل جلادي الأمة.
ورغم أن مانديلا هيّأنا لموته، إلا أن لحظة توقف نبضه كانت لحظة جعلت كل العالم يتوقّف ويتحسّس نبضه. وما جعل العالم يتوقّف هو قوة قصة مانديلا والإشعاع الباهر الذي صدر عنها. إن قصة مانديلا تمسّ أنبل ما في دواخلنا، إذ أنها لا تمسّ فحسب قدرتنا على مقاومة الظلم والصمود بلا انكسار في وجهه (وهو صمود يعكس البطولة الإنسانية) ولكنها تمسّ أيضا قدرتنا على التغلّب على ذلك التشوّه النفسي والأخلاقي الذي يفرزه القهر والارتفاع فوقه ونحن نستمسك بأهداب إنسانيتنا (وهو موقف يعكس أفضل وجه للأخلاق الإنسانية).
لقد ترك مانديلا وراءه تَرِكَتين ثقيلتين: تَرِكَة الحرية وتركة العدل الاجتماعي. أما الحرية فقد تم إرساء قاعدتها الصلبة الأولى بالإصرار على الديمقراطية ومبدأ الصوت الواحد للمواطن الواحد الذي قضى نهائيا على نظام التفرقة العنصرية، كما تمّ إرساء قاعدتها الصلبة الثانية عندما تبنّت جنوب إفريقيا دستورا يستند على أرقى وأسمى المباديء الدستورية ويحمي كلّ الحريات والحقوق الأساسية. إلا أن قيام البنيات الديمقراطية وإقرار الدستور لا يعني أن الحرية قد وصلت لبرّ الأمان ولم يعد ثمة خوف عليها في جنوب إفريقيا. إن قوى اليمين الأبيض لا زالت متربّصة وإخفاقات المؤتمر الإفريقي الوطني من الممكن أن ترتدّ وينفرط العقد. إن تركة الحرية تركة ثقيلة لأنها تحتاج لسهر مستمر ويقظة لا تنقطع.
أما تركة العدل الاجتماعي فقد كانت العقدة التي استعصت على مانديلا وتركها للأجيال اللاحقة. دخل مانديلا السجن وهو يحمل حُلْميَ الديمقراطية والاشتراكية. وعندما خرج من السجن خرج لعالم مختلف اضطره للتنازل عن حُلم توزيع الثروة. وتوزيع الثروة هو الهدف الكبير في جنوب إفريقيا الذي فشلت صفوة المؤتمر الإفريقي الوطني بزعامة ثابو مبيكي وجيكوب زوما في تحقيقه والذي لا زالت تقاومه الأقلية البيضاء في تجليها الرأسمالي المستغِل الذي يرفض التنازل عن الامتيازات الاقتصادية الموروثة عن نظام الفصل العنصري. ولأن اللامساواة السياسية لا تنفصل عن اللامساواة الاقتصادية فإن هذا هو التحدي الكبير والتركة الثقيلة الأخرى التي تواجه مسيرة الديمقراطية والمسيرة الطويلة للحرية في جنوب إفريقيا.


محمد محمود أستاذ سابق في كلية الآداب بجامعة الخرطوم ومدير مركز الدراسات النقدية للأديان


المصدر: حريات

The struggle over geography is complex and interesting because it is not only about soldiers and cannons but also about ideas, about forms, about images and imaginings
ادوارد سعيد "الثقافة والامبريالية 2004"
صورة العضو الرمزية
عثمان محمد صالح
مشاركات: 733
اشترك في: السبت يناير 21, 2006 9:06 pm

مشاركة بواسطة عثمان محمد صالح »

حُذِف
آخر تعديل بواسطة عثمان محمد صالح في الأربعاء إبريل 01, 2015 8:27 am، تم التعديل مرة واحدة.
صورة العضو الرمزية
عثمان محمد صالح
مشاركات: 733
اشترك في: السبت يناير 21, 2006 9:06 pm

مشاركة بواسطة عثمان محمد صالح »

حُذِف
آخر تعديل بواسطة عثمان محمد صالح في الأربعاء إبريل 01, 2015 8:27 am، تم التعديل مرة واحدة.
عادل السنوسي
مشاركات: 839
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 8:54 pm
مكان: Berber/Shendi/Amsterdam

مشاركة بواسطة عادل السنوسي »

God bless his soul. باستطاعتنا القول بأنا عشنا عصر مانديلا ...
___________________________________________

هذا هو رأي بعض أئمة المسلمين في الرجل العظيم الذي رحل:

الداعية السعودي البراك: مانديلا "كافر هالك"الثلاثاء، 10 كانون الأول/ديسمبر 2013، آخر تحديث 14:52 (GMT+0400)

الرياض، المملكة العربية السعودية (CNN) -- أصدر الداعية السعودي البارز، عبدالرحمن البراك، بيانا قاسيا هاجم فيه الذين يتمنون الرحمة للزعيم الجنوب أفريقي الراحل، نيلسون مانديلا، متسائلا عن سبب "تمجيد هذا الكافر الهالك" معتبرا أن المترحم عليه "وقع في "ناقض من نواقض الإسلام" ويصبح "مرتدا" بحال إصراره على ذلك.

وقال البراك، الذي يتمتع بمكانة دينية ومعنوية رفيعة في السعودية: "هلك في هذه الأيام (مانديلا) الكافر، وقد قيل إنه ملحد أو نصراني، كما هو مشهور في الإعلام، وقد بادرت صحف محليةٌ وغير محلية وقنوات عربية إلى تمجيده والبكاء عليه، وليس للرجل ما يحمد عليه إلا ما يذكر عنه من تصديه لمقاومة العنصرية في بلاده... مع أنه لم يتفرد بالجهد في هذا السبيل."

وأضاف البراك أن الدين "لا يمنع ذكر الكافر بما فيه من خصال حميدة" ولكنه استطرد بالقول إن ذلك "لا يسوغ التبجيل والتمجيد والإطراء المشعر بالاحترام والولاء، مع تجاهل أسوأ السيئات، وهو الكفر،" مضيفا أن مانديلا قد "دعي إلى الإسلام فأصر على كفره،" كما ذكر بأن الرئيس الراحل "نشر الفساد في البلاد من الزنا والفجور وشرب الخمور."

واعتبر البراك أن إشادة الإعلام العربي بمانديلا تعود إلى "رضى أمريكا وهيئة الأمم عنه لأنه عندهم نصراني،" وتوجه إلى "المترحمين" على مانديلا بالقول: "هذا المترحم على الكافر إن كان يعتقد أنه على دين صحيح فقد وقع في ناقض من نواقض الإسلام، فإن عُرِّف وأصرَّ كان مرتدا، وإن كان لا يعتقد صحة دين هذا النصراني فترحمه عليه جهل وضلال، وقد ارتكب محرماً في دين الإسلام بإجماع العلماء.

يشار إلى أن وفاة مانديلا أدت إلى سيل من التعليقات لرجال دين وشخصيات في السعودية، فقد أشار الداعية سلمان العودة إليه بمعرض إشادته بدوره في محاربة العنصرية، كما أعاد الداعية عائض القرني نشر نص رسالة كان قد دعاه فيها إلى الإسلام.
ÅáåÇã ÚÈÏ ÇáÑÇÒÞ
مشاركات: 77
اشترك في: الأربعاء أغسطس 29, 2012 12:31 am

الاتحاد النسائي السوداني ينعي المناضل الافريقي مانديلا

مشاركة بواسطة ÅáåÇã ÚÈÏ ÇáÑÇÒÞ »

يتوجه الاتحاد النسائي السوداني بأحر التعازي لمواطني جنوب أفريقيا وكل شعوب القارة الأفريقية ولكل المناضلين في كل مكان الذين رفعوا اسم مانديلا شعارا أمام ركابهم وهم يناضلون ضد الاضطهاد والقهر والعنصرية.
حقا كان مانديلا معلم الشعوب لم يتزحزح عن مواقفه رغم كل ما لاقاه من بطش ومن ظلم تحت نير الأبارتهايد ولم يساوم قط في قضايا شعبه ووطنه بل قضايا كل الشعوب المضطهدة فصار رمزا لكل المتطلعين إلى الحرية والديمقراطية والمساواة.
مضى مانديلا تاركا إرثا من القيم والمثل والمبادئ تظل شعلة وقًادة أبدا في دروب النضال والمناضلين، كما تظل سيرته نبراسا لا ينطفئ يبصًر الأجيال المتتالية يعلمهم ويلهمهم معاني البطولة والتضحية ونكران ألذات ومعاني الانتماء للوطن وللإنسانية. رحل مانديلا بعد أن أدى رسالته كاملة وأوفي وطنه حقه فحق لنا أن نمجد ذكراه بتنسم خطاه والتمسك بقيمه ومبادئه.
لقد فقدت أفريقيا برحيل مانديلا كنزا قل أن يجود به الزمان لكن يبقى ما حواه الكنز ذخر لنا نتوارثه عبر الأجيال فلتكن أعماله الخالدات عزاء لنا في أفريقيا وفي كل مكان يتطلع شعبه نحو النور.
"طوبى لكم فارسكم مغوار
أدار وجه الشمس فاستدار
وعلق النجوم والأقمار
على طريق الليل والنهار"

اللجنة التنفيذية للاتحاد النسائي

2013-12-9
صورة العضو الرمزية
محمد أبو جودة
مشاركات: 533
اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 25, 2012 1:45 pm

مشاركة بواسطة محمد أبو جودة »

[align=justify][font=Verdana]

ما وراء النبأ الأليم...

نيلسـون مانديلا .. الرحيل المُـر لأبـرز رموز التـّحرّر الأفـريقي *

طوى أفريقيا والعالم أجمع، نبأُ رحيل صنديد التحرر الجنوب- أفريقي ضد سياسة الآبارتيد "الفصل العُنصري".. بطل الحرية والسلام ورجل النضال والتسامح الحق .. نيلسون مانديلا .. فكأنّما طوى الدّنيا حتى جاءنا خبرٌ .. فَزِعنا فيه بآمالِنا إلى الكَذِب .. عن عُمرٍ يُناهِز الــ 95 عاماً، توفّى حكيم أفريقيا والرئيس الأسبق لدولة جنوب أفريقيا .. نيلسون مانديلا .. واسمه الذي نشأ به: رولي هلاهلا .. كذلك كانوا يُنادونه بـــــ " ماديبا ". جاء النّعيُّ صباح الجمعة من مدينة جوهانيسبيرج 6 ديسمبر 2013 إثر عِلّة في الرّئتَين .. تعدّدت الأسبابُ والموتُ واحد .. المجدُ لله في الأعالي .. وبالناس المسرّة وعلى الأرض السلام.. وُلد مانديلا في 1918، وتخرج في كلية القانون، والتحق منذ شبابه الباكر بحزب "المؤتمر الوطني الأفريقي" وكان قومياً وطنياً كل حياته السياسية، ويسارياً بعضٍ من مسيرته، ثم سياسياً بأُفُقٍ واسع، على مدى عُمره .. تم انتخابه رئيساً للمكتب التنفيذي لحزبه بإقليمه، وكان ناشطاً في العمل الكفاحي، حوكم 1964بالسجن لسبعة وعشرين عاما .. تم إطلاق سراحه في 1990، ونال جائزة نوبل للسلام في العام 1993 مناصفة مع "دوكليرك" رئيس جنوب أفريقيا من "الأقلية البيضاء من شعب البوير .. الأوروبي".. ثم انتُخب رئيساً لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي، وانتـُخب من بعد، رئيساً لدولة جنوب-أفريقيا 1994 وحتى 1999 لفترة واحدة رفض أن يجدَّدْ له .. واعتزل العمل السياسي في 2004.. تكاثف نشاطه في العمل المدني الخيري، وحارب الإيدز، وعمِل وسيطاً في عدد من معتركات الحرب والسلام في بعض الدول الأفريقية..

في سنـة 1948 تم تقنين سياسة الأبارتيد " التفرقة العنصرية" من حكومة الأقلية البيضاء (حوالى أربعة مليون نسمة) لتطبّق على "الأغلبية الأفريقية، حوالى أربعة وعشرين مليون نسمة بالإضافة إلى أربعة مليون نسمة من "الملوّنين" المهاجرين من شبه القارة الهندية. حُدِّدتْ نوعية الأعمال المناطة بالسود، مُنِعوا من حق الانتخاب وحق الملكية، إضافة إلى انعدام المساواة بينهم وبين البيض .. بل تمّ عزلهم في المساكن وأماكن العمل والمدارس. كان الظلم، ظُلم الإنسان لأخيه الإنسان فظيعاً .. وقع على الشعب الجنوب-أفريقي، بينما وقع "الإسترقاق" على يدِ المغامرين الأمريكان، يصيدون الأفارقة ويشحنونهم من موانيء في "غرب أفريقيا" رأساً إلى أمريكا .. يبيعونهم بعد أن ينتهكون انسانيتهم، ثم يكلّفونهم ما فوق طاقاتهم.. تلك الأمركة الباغية" قد حكاها التاريخ، وما نضب معين التاريخ في عصرنا الحالي من أمركات متواصلة في البغي والعدوان.

نيلسون مانديلا، دخل السودان عبر مطار الخرطوم في الفترة بين 1961 و1962 ولم يكن يحمل جوازاً أو وثيقة سفر، بل ورقة عادية من دولة تنجانيقا "تنزانيا حالياً" مكتوب فيها (( إن هذا الشخص هو نيلسون مانديلا من دولة جنوب أفريقيا، خرج من مطار تنجانيقا وسيعود إليه )) .. عرِفه الموظف السوادني فحيَّاه: مرحباً بكَ في السودان، ثم خَتَم له "الورقة" حتى يواصل سفريته إلى "أديس أبابا" لحضور المؤتمر التحرري لدول وسط وجنوب أفريقيا..

يقولون: لقد أردتِ الأيّامُ فارسَ حوبةٍ ,,, نيلســــون مانديلا القائد الأفريقي، ذلكم الأبي، مُناضلاً لأجل الحرية والحقوق الوطنية ورِفعة الأوطان .. من الواعين لشعار واجب الأوطان داعينا ..ندأب ليل نهار نعمل ونبذل كُل مساعينا .. فقد كان جليل العزم، وسيم الحزم، باذلاً أقصى ما يستطيع لأجل مبادئه، وقابلاً للتضحيات الجسمية في سبيل مسعاه نحو الحرية والسلام والتقدم لوطنه.. قرأ واقعه الوطني بعين فاحصة، وتضامن مع إخوته وأبناء شعبه مُخلِصا ثم كتب الكتُب، ومنها: " مسيري الطويل نحو الحرية " .. تأمّل بعُمقٍ ليقول من جميل الكلام ونبيله:
• إننا نقتل أنفسنا عندما نُضَيّق خياراتنا في الحياة.
• إن الانسان الحر كلما صعد جبلا عظيماً وجد وراءه جبالا أخرى يصعدها.
• الحرية لا يمكن أن تعطى على جرعات، فالمرء إما أن يكون حرّاً أو لا يكون حرّاً.
• العظمة في هذه الحياة ليست في التعثر، ولكن في القيام بعد كل مرة نتعثر فيها.
• التسامح الحق لا يستلزم نسيان الماضي بالكامل.
• إني أتجول بين عالمين، أحدهما ميت والآخر عاجز أن يولد، وليس هناك مكان حتى الآن أريح عليه رأسي .
• إذا خرجت من السجن في نفس الظروف التي اعتقلت فيها، سأقوم بنفس الممارسات التي سجنت من أجلها.

مضى الزعيم مانديلا، بعد أن مثّلَ قمة الوعي الوطني المُستنير، ناضل ضد ظلم الإنسان "الأوروبي الأبيض" وهو أقلّية حديثة عهد بوطنٍ في قعر القارّة السمراء، ضدّ أخيه الإنسان "الأفريقي غير الأبيض"، المُغرِق توطّناً منذ حوالى العام 200 ميلادي في بلاد جنوب أفريقيا كـ "قبائل الناتو". انتفضتْ أوروبا من نومة عصورها الوسطي، فادّرَعتْ شعارها التلبيسي " عبء الرجل الأبيض في تمدين المتوحّشين الأفارقة وغيرهم" .. فجيَّشت البحار بالسُّفن، لتبحر في استكشافات متعددة.. يُدلي التاريخ بأسماء قراصنة مُستكشفين، تجّار آيدلوجيا، مغامرين وقباطنة يركبون البحر بإمرة ملوكهم وملكاتهم، كريستوفر كولومبس، بارثلوميودياز، كابتن كوك ، جلبرت وألبرت وغيرهم، ليغزون الإنسانية المُغايرة عن "آريّتهم". تمــلّك الأسبان والبرتغاليون البحار، أواخر القرن الخامس عشر، ليتّبعهم الهولنديون والبريطانيون؛ الذين علا نجمهم البحري بعد أن أغرقوا "الآرمادا" الأسطول الأسباني، أواخر القرن السادس عشر، ليتسيّدوا البحار ويُغرقون "الأنفار" ويُفرِّقون بين الأحرار .. ابتُليَتْ أفريقيا بالمُستكشفين الأوروبيين ومنهم مستوطنون في منتصف القرن السابع عشر، من الهولنديين الذين قطنوا أرض الأفارقة في جنوبها، وعُرفوا بشعب البوير "الأفريكانز" .. ثم تتالت الوفود الأوروبية على أفريقيا؛ بل تحاربت الشعوب الأوروبية من إنجليز لهولنديين لألمان لفرنسيين على أرض البلد الأفريقي الكبير بمقاطعاته الأربع؛ والكل يُمَنِّي النفس بامتلاك أكبر شريحة من الأرض بأهلها، يستعمرها ويستصفي خيراتها، وقد يستوطَن فيها..

حورب "الزولو" في جنوب أفريقيا، أخريات القرن التاسع عشر، وحتى أوائل القرن العشرين. بواسطة البريطانيين، ومن قادتهم في ذات الحرب، "كتشنر آل خرطوم" حاكم عام السودان الاحتلالي، بعد أنْ أسلم قياد السودان لاحتلالي آخر، من بني جلدته "ريجنالد وينجت" .. هكذا كان العصر الفيكتوري؛ لم ينجُ منه قاطني شمال القارة السمراء ولا جنوبها ..! ومنذ تلك الحِقَب، وعلى طول تلك الفيافي والوديان والتلال والجبال والغابات والأنهار والبحار؛ تطاوَل الكفاح في كثيرٍ من بقاع القارة السمراء. ناضل الأفارقة ضد الاسترقاق، الظلم، نهب الموارد، تدمير الثقافات المحلية، قطع طـُرق التطور الطبيعي لمجتمعات القارّة السّمراء.. سمقت أسماء روّاد النضال الأفريقي عبر السنين.. فتجمّلت سيرة النضال الأفريقي بأمثال، نيلسون مانديلا، بابراك كارمل، علي عبداللطيف، باتريس لوممبا، جومو كِينياتا، كوامي نيكروما، ناصر، الأزهري، عمر المُختار، وغيرهم كثيرون؛ إن ذهبوا بأجسادهم، فما تزال أرواحهم الشفيفة وتجاربهم الثرّة، ترفِد النضال الأفريقي لأجل إنسانية أرقى، في حقوقٍ وطنية مُصانَة، وتماهٍ مع العَصر ، مُتناغِم..

نيلسون مانديلا، لم تقف عذاباته عند "آبارتيد" أقلّية الأروبيين "البوير" الحاكمين في بلده بالتمييز العُنصري ضد الأفارقة، بل ظلّ محظوراً من "أمريكا ذات العَماد" بيد الرئيس الأمريكي الراحل/ رونالد ريغان .. إلى أن قيّض الله لإسارِه وحظرِه و"أرهبتِه" ، وهوَ مَنْ هو، رئيس دولة جنوب أفريقيا، أن يُفَكّ. على يد وزيرة الخارجية "كونداليزا رايس"، في عهد الرئيس بوش العام 2008 .. أمضى مانديلا عُمُره في النضال النبيل، فاحترمه العالم، أحبَّه كل أهل أفريقيا، ثم ازدهت به الشعوب المغلوبة على أمرها. فـــَــــــ ــــــوداعاً مانديلا .. وداعاً نبيلاً أيَّهذا الفارس الأفريقي المغوار .. ستكون ذِكراك الوفيّة .. باقية مع الأيام.












-----
* نشرتُه بصحيفة "الرأي العام" 12ديسمبر 2013
أضف رد جديد