" إيّـاك و الكتابة !"

Forum Démocratique
- Democratic Forum
أضف رد جديد
محمد جمال الدين
مشاركات: 1839
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:52 pm

مشاركة بواسطة محمد جمال الدين »

الخبر الوحيد الجدير بالوقوف عنده هو فتوى الفكي محمد عثمان بكفر حسن موسى !.
باقي كلامه كله ما فيه إجتهاد ولا خيال وكان محض هتر وسقط عبارة.
محمد جمال الدين
مشاركات: 1839
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:52 pm

مشاركة بواسطة محمد جمال الدين »

نعت هذا الرجل بال "فكي" لم يأتي مني "ضربة لازب" وإنما من دقنه فهو رجل لا يشرب الخمر ولا يغتاب الناس ولا يسب الأديان ويعطي المال من عرق قلمه للمساكين وأبناء السبيل داخل الوطن المنكوب وليس ذاك فحسب بل هو ليس "جيقلو" gigolo أي الرجل الذي يعتاش على أموال النساء مقابل خدمتهن جسدياً.. كما يفعل الآخرون.. إنه وحده النزيه وكل من هب ودب على وجه الأسافير تافه وزنيم وبالذات المعارضين للنظام الإسلامي الحاكم على سنة الله ورسوله. كما أنه رجل يعارض أو يوالي في منتهى النزاهة وفوق ذلك آل على نفسه " جاء عليها" ليأسس منهجاً عظيماً في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. كم هذا الكائن مسكين وبائس و بسيط وفكي ليس بفقيه. فالفكي الجديد ذاهب على خطى الشيخ البرلماني "حسب الرسول" الشهير بحسبو نسوان ليجعل له مكانة مرموقة في فضاء الغوغائية الإنقاذية فيكون "الفكي معاردة".

كل من يقرأ المقالة أدناه بقلم الفكي سيتأكد أن لا شيء من قبل ومن بعد يستحق التأمل أو التفكر أو الرد.. إنه مجرد هراء يبذل كيفما أتفق.. اللعنة على مثل هكذا خيال!.

---
محمد عثمان إبراهيم: السيست* والناشطون: ليس بعد الكفر ذنب!1_2

لا مناص! للحصول على حياة عامة نقية للشعب السوداني، لا بد من تنقية الفضاء العام الذي يجول فيه سدنة الخدمة العامة من ساسة ونشطاء حقوق إنسان ومجتمع مدني وعساكر ومليشيات، وأول خطوة إلى تنقية هذا المجال الواسع هي الإشارة بالأصبع إلى مكمن القذر. ككاتب متسق وصادق مع الذات فإنني في هذه المقالة أحاول فعل ذلك دونما تردد إذ ليس بوسعي أن أفعل أكثر من ذلك. بالنسبة لمؤسسة الحكم فقد وصل كثيرون إلى قناعة بأن هذا النظام وحكومته غير جديرين بالبقاء وإن الأفضل هو التخلص من كل هذا ضربة لازب. شكراً، إذن سهلتم المهمة على الشعب كله بتحديد هدف موحد ومحدد بشكل لا يمكن الضلال عنه، فماذا عن المعارضة؟

المعارضة هي الحكومة البديلة ـ افتراضاً ـ ولهذا فإن ما يشترط في قادتها ونشطائها ومنسوبيها (لم أقل مؤيديها) هو ذات ما يشترط في قادة النظام الحاكم ونشطائه ومنسوبيه. بهذا المعنى فإن تقصي أمر استقامة رموز الحكومة وتأهيلهم ومصداقيتهم ينبغي أن يمتد ليشمل المعارضة. هذه طبيعة الأشياء. حين تفاعل السيدان غازي صلاح الدين وأمين حسن عمر، كلاً على حدة، مع اتهامات وجهت نحوهما بالفساد وقاما بالرد عليها بلتفصيل والتوضيح، قلنا إن هذه بادرة طيبة تجعل المسؤول فعلاً مسؤولاً أمام الناس، وقلنا إن الترفع على التهم الموجهة من قبل المعارضة يعكس حالة من عدم الثقة بالذات. صحف ومواقع على الإنترنت تكتب عن قادة لصوص وسفهاء في المعارضة والمعارضة ترد كل يوم بطابق من اللصوص. حسناً نحن نفهم أن المعارضة لا تقدم رواتب وهي في حاجة إلى الناس؛ لذا فإنها تقبل بمن يأتي إليها لكن من يأتون إليها حين يتولون بعض زمام قيادتها سيديرون رأسها باتجاه مصالحهم. هذا مؤكد وإلا فما هو الفكر الذي يحمله

فلان وفلان من كبار قياداتها؟ أمر مساءلة نشطاء العمل العام في الحكومة والمعارضة هو واجب مقدس لا ينبغي التراجع عنه.
في هذا الإطار، فإننا نحاول اللمس قليلاً على جسد النشطاء المعارضين لنتحسس بعض تضاريس الفساد فيه، وبما أن المعارضين الحقيقيين صاروا يتلقون الأوسمة من الحكومة التي يعارضونها، ويقبضون أموال التعويضات خارج النظام المؤسسي للدولة، ومناضل آخر ـ على أرض الواقع ـ صار نظامياً (سرياً) يتقاضى راتبه بانتظام، فإننا نستطيع أن نقول إن المعارضة في الخرطوم تعارض وفق رؤية الحزب الحاكم وإنهما (أي الحزب الحاكم ومعارضته) يرقصان على ذات الإيقاع!

لم تبق إلا معارضة الإنترنت، والإنترنت عالم آخر مختلف! هو عالم يتيح لمن يحيا داخله أن يخلق نفسه من جديد وأن يقدمها على الصورة التي يريد أن يبدو عليها. موقفي من نشطاء الإنترنت وشخصياته الافتراضية ما يزال ثابتاً: الحياة هي التي نعيشها على أرض هذا الواقع، لا تلك التي نتصورها حين نوثق أسلاك لوحة مفاتيحنا بشاشة الكمبيوتر فنرى عالماً مختلفاً. على الإنترنت يستطيع كل شخص أن يتقمص الشخصية التي يريد، فالمدمن يتحول إلى مناضل، والعاطل عن العمل (خيبة) يتحول إلى كاتب ومثقف متفرغ للإبداع، والجاهل إلى أستاذ، والساقطة يمكنها بسهولة أن تحصل على لقب سيدة! منذ وقت طويل زهدت في نشر مقالاتي وأعمدتي الصحفية على شبكة الإنترنت إلا إذا ارتأيت عكس ذلك في مرات نادرة، ومنذ أن تعرفت على الإنترنت فإنني الزمت نفسي باختيار من أتحاور معهم، لا السقوط في أنشوطات من يرغبون في محاورتي من أصحاب الأجندة وهواة المشاكسة ولكن من استغضب ولم يغضب فهو حمار!

تهرب الكثير من الشخصيات الافتراضية الإنترنتية من ذواتها أولاً؛ إذ يصنع الهارب لنفسه وجهاً آخر غير ذلك الذي له. وجه مشرف يمنحه (معادلاً إيجابياً) عن الوجه الذي ينوء تحت ثقل رزاياه. لمزيد من التوضيح مثلاً سأحكي: ألقى أفراد ينتمون إلى فرقة نظامية حكومية القبض على سيدة متزوجة تقضي إجازة بالخرطوم مخمورة تماماً بصحبة رجل أجنبي في سيارته! من فرط سكرها، رفعت السيدة صوتها بالشتائم مما لفت إليها نظر النظاميين. تم ضبط الخمور والسيارة ومن بداخلها وقضى الجميع الليلة في أحد المخافر الرسمية. في الظل كان هناك رجال أكارم يبذلون كرامتهم تحت أحذية بعض النافذين، طلباً للستر، حتى يتم إخلاء سبيل الساقطة وخليلها وهو ما تم في الساعات الأولى من الصباح. عادت السيدة في نفس الأسبوع إلى حيث يقيم زوجها وعائلتها وانكفأت على نفسها قليلاً ثم عادت للإنترنت كشخصية جديدة! صحيح أنها لم تعد تشاكس الحكومة كما كانت تفعل في السابق، لكنها بين الحين والآخر ما انفكت تشاكس بعض الكتاب بافتراض ساذج بأن هؤلاء لا يعرفونها في الحياة الواقعية وإنهم أهداف سهلة باعتبارهم أفندية!

ناشط آخر يكسب رزقه من محاضرات يلقيها هو وزوجته عن أضرار الخفاض الفرعوني في السودان. تتحدث زوجته في بداية المحاضرة (المكررة) عادة عن محنة تعرضها للخفاض، وكيف أثرت عليها تلك التجربة، ثم يتحدث زوجها بعدها عن المتاعب الصحية والنفسية والجنسية التي ظلا يواجهانها من أثر تلك التجربة. بعد ذلك يرد الزوج وزوجته على أسئلة الجمهور ثم يحملان (الفيها النصيب) من التبرعات التي قدمها الجمهور لمحاربة العادة الضارة! يذهب الزوج وزوجته إلى البقالة لشراء الطعام والحليب، ثم يعودان إلى منزلهما بعد يوم عمل شاقٍ للغاية! هذا الرجل سبني مرة على شبكة فقلت لنفسي: ليس بعد الكفر ذنب.

مناضل آخر من نشطاء حقوق الإنسان معروف بشغفه بـ(الكوارع) وتسول مجالس الشراب، اعتاد أن يشاكسني كتابة، فقلت أن الحمد لله أن جعلني لا أسمع صوته الذي يغني به في مجالس الندامى فيفسدها، ثم يأكل طعامهم، ويصف اللقاء في اليوم التالي بأنه لقاء جرت فيه (مفاكرات) عدة. لا ترتعب يا مناضل فإنني لن أذكر اسمك! في مكان آخر، وفي اليوم الذي كان فيه أحد النشطاء يكتب في الإنترنت، عن نجاح ابنه الدراسي ونبوغه الأكاديمي، كان ذلك الابن يقاد بواسطة الشرطة بتهمة سرقة سيارة وقيادتها تحت تأثير المخدرات! الناشط الذي يبلغه طفله بأنه أثناء غيابه في أحد مؤتمرات (حقوق الإنسان)، بأن (عمو فلان) كان ينام عندهم أثناء غيابه، لا يجفل ولا يضطرب! أليس هذا من أبسط حقوق الإنسان: أن يحصل الإنسان على المأوى؟

الناشط اللص أقام حفلاً متحضراً لزواج ابنته حتى تشاجر الفتيان والصبايا بزجاجات الخمور، وبعد يومين كان الرجل يربط كرافتته الحمراء ويظهر بشعر مصبوغ بعناية في محفل عام محملاً الحكومة السودانية المسؤولية عما أسماه بـ(تهتك النسيج الاجتماعي). عاطل عن العمل اضطر لاصطياد سيدة في عمر أمه ليتزوجها طمعاً في إقامة. في الليل يملأ معدته بالخمر الرخيص ليتمكن من التواصل مع أهل بيته، وفي النهار يقضي وقته في النوم وتنظيف المنزل والكتابة على شبكة الإنترنت. ذات يوم أرسل إليّ رسالة بذيئة عبر البريد الإلكتروني فلم أرد عليه (لو أن كل كلب عوى ألقمته حجراً/ لأصبح الصخر مثقالاً بدينار). جيران الرجل ينقلون للعالم كله بؤس الزوج في بيت طاعته المختار، وهو إذ يفشل في تحرير نفسه من عبودية (شخص واحد) ينذر نفسه لتخليص الشعب السوداني كله من حكومة الإنقاذ!

ساقط آخر كان عاطلاً عن العمل خلال جولة قضاها بين عدة بلدان عربية بصحبة زوجته الموظفة الهميمة. في القاهرة هرب من منزله واتخذ لنفسه اسماً آخر ثم هاجر إلى دولة غربية دون أن يبلغ زوجته التي كانت تتولى الإنفاق عليه بضع سنوات. من مهجره البعيد تفرغ لمعارضة الإنقاذ وأشياء أخرى لا يمكن كتابتها هنا. تفادياً للقيل والقال وضغط العائلة الممتدة، اتخذ لنفسه زوجة غادرته بعد أشهر مع رجل آخر دون أن تعبأ بالحصول منه على مخالصة نهائية للشراكة، وهو لا يزال يناضل على شبكة الإنترنت! مناضل آخر في بلد أوروبي، زارته إحدى قريباته بتوصية من الأهل ليعاونها في ترتيبات دراستها العليا، فأنجب منها وبذل له الأصدقاء التهاني ـ على الفيسبوك طبعاً ـ بالمولود المبارك (هي مولودة للدقة)، وهكذا سيظل مناضلاً مستديماً سواء كان الحاكم عمر البشير أم راؤل كاسترو! الأم المُمْتَحنة انتهى بها الأمر إلى ترك الدراسة والأحلام والتسول في مراكز المساعدة الاجتماعية لرعاية الطفلة. كما هو متوقع من أمثال هذا الناشط المناضل، فقد تخلى عن الأم فهجرها وانتهى بالمسكينة الحال إلى ترك الدراسة والتسول هي وطفلتها أمام مراكز الإعانة الاجتماعية. ليس في الأمر عجب! عائلة الأم في الخرطوم تعض أصابعها وتدوس على قلبها، نسأل الله أن يعوضهم عن صبرهم على هذا البلاء خيراً.

ناشطة كلما تذكرتها تذكرت شخصية بطلة فيلم (خمسة باب) التي أدتها نادية الجندي، وكلما تعرضت لشخصي عبر الإنترنت منحني ذلك الفيلم بعض السلوى فـ(الشقية) ست جيرانها، كما لا يقول المثل المصري!

أجريت بعض التعديلات على بعض الشخصيات من أجل الستر. اللهم نسألك الستر والعفو والعافية ونحمدك كثير الحمد أن منحتنا الفرصة لنحيا كراماً لا ننحني لأحد ولا نحتال على امرأة بغية الحصول على مخرج من مصائر قاتمة. اللهم نحمدك أن أكرمتنا بأدب وخلق لا نتعالى به على خلق الله من أهلنا فنملأ الإنترنت كلما زرنا وطننا بذم أهله أو كما كتب كاتب “طالما حيرتني غبشة الناس في الخرطوم، هل هي من فعل الغبار الذي يتنفسونه فيدخل في صدورهم ليخرج من مسام جلودهم، أم هي من فعل التراب الذي يأكلونه؟ لا أحد يدري”.

هذه بعض حكايات النشطاء الافتراضيين على شبكة الإنترنت، نوردها لأخذ العبر دون أن نهتك الحجب، لكن هناك ثمة رابط واحد بين هذه النماذج التي ذكرتها وبين الكيد للكتاب والمثقفين والشرفاء، إذ وجدت نفسي مثلما وجدت صديقي الأستاذ مصطفى عبد العزيز البطل، الكاتب الكبير، والمثقف اللامع، والساخر البارع من بين ضحايا هؤلاء. يعتصم صديقي البطل بمقولة أبي الطيب أن "الحر ممتحن"؛ أما أنا فأزيد أن "ليس بعد الكفر ذنب"، فقد اعتاد هؤلاء كلهم أو جلهم على الطعن في الذات الإلهية ـ تعالى الله وتنزه عما يصفون ـ فماذا تساوي نفوسنا الضعيفة؟

وحسن موسى ـ دون هؤلاء ـ حكايته حكاية! نلتقي غداً..
صورة العضو الرمزية
محمد أبو جودة
مشاركات: 533
اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 25, 2012 1:45 pm

مشاركة بواسطة محمد أبو جودة »

[align=justify][font=Verdana]
شكراً عزيزي الشقليني، وإنني الآن، أكثر إلماماً بوجوه الرؤية التي تحمل تجاه موضوع الحَدَث والحديث؛ وَ حتى إلمامي السابق، بعد الاطّلاع على مداخلتك "قبل الأخيرة" ربما كان كافياً لي أن أقف عليه كرؤية شقلينية، ورصينة كالعادة؛ يبقى من بعد، أن أبوح: بأنني أتكثّر بك وبرؤيتك، ولذا استزدتُّك، كي تنثر علينا ممّا حباك اللهُ، من جمال وبيان؛ وفي الأثر: المرء بأصغريه، قلبُه ولسانُه؛ وجُزيتَ خيرا على كِليهما.

مرحبا، عزيزي محمد جمال الدين،
أكاد أتلمّس حَنقَك، على المقالَيْن، مما جعلك تعيد المقال القوّال! وبالطبع، لا بد أنّك تساءلتَ بينك وبين نفسك - كما فعل كثيرٌ من قُرّاء المقالَيْن: كيف تأتّى لمحمد عثماننا أن يخوض كل هذا الوَحَل المُختَلق؟ في نفس الآن الذي يُريد أن يقول: هاؤمُ اقرأوا مقاليا..! لماذا كُل هذا التّتبُّع الشنيع لأوضارٍ مزعومة؟ مَ الذي يُشجي خَــليــَّا (!!) أن يتكثّر بـ (هكذا) قلائلٌ للنّاس؟ وليس أيّ ناس! وإنّما نَفَرٌ "عَمَّروا الفكرة" وتجمعهم بكاتب المقال مواطنية وعَشَم واحتشادية لرفع آلاء الحق وخفض دَعَة الباطل العميمة؟ بل صلة إنسانية مُفتَرَضة عند الأسوياء دون الســَّــيِّـين "أحلاما" ...؟ وإلى هنا، ببالي أن أقول: إن أخانا محمد عثماننا، بعد كتابته هذين المقالَيْن الرَّزيــَّين؛ ونشرهما في "بيدرٍ" مهجوس بتسفيل بعض الناس لبعضهم الآخر؛ لو كان حائكا تتراصّ "الإبار" في دسكره، ثم جاءه يوسف، عليه السلام، يتســـوّله "إبرة" يخيط بها "شَرطة الغواية!" لما بذلها له إلاّ إذا ......إلخ,,,




.....
حتى أعود، أقلّ حَنَقا
ومودة للجميع


صورة العضو الرمزية
الصادق إسماعيل
مشاركات: 295
اشترك في: الأحد أغسطس 27, 2006 10:54 am

مشاركة بواسطة الصادق إسماعيل »

في موضوع حسن موسى أعتقد أن محمد عثمان قد جاوب مسبقاً على ما كتبه لاحقاً عن حسن موسى.






قالوا له: الحريق في البلد،
هل مسَ -قال- في شارعنا أحد؟
***
قالوا له النيران في شارعكم
تلتهم الأشجار والحجارة
أطارت -قال- منها صوب بيتنا شرارة؟
***
قالوا له: رماداً صار بيتكم
هذا المساء
صاح: غرفتي، وأجهش بالبكاء!
(قصيدة بعنوان مثقف للشاعر كمال الجزولي)
في الولايات المتحدة ظل البروفيسور نوام تشومسكي يسارياً نقياً وثورياً مخلصاً ومواطناً أمريكياً مناهضاً لسياسات بلاده الرسمية على الدوام، لكنه في المقابل ظل يحصل دائماً على تكريم وإحترام مؤسسات بلاده الأكاديمية والثقافية والأهلية تقديراً لفتوحاته المجيدة في علوم اللغويات والفلسفة والسياسة والإجتماع. نال تشومسكي الحظوة المستحقة فتم تكريمه بحوالي 33 شهادة تقديرية فخرية أمريكية ودولية من مؤسسات رفيعة مثل هارفارد وجورج تاون وأكسفورد وكيمبردج واستقبلته مدرجات الجامعات دائماً بالتصفيق وقوفاً والإحترام.
وفي استراليا تتابع مؤسسة أهلية وطنية رفيعة تسمى مؤسسة الرعاية الوطنية (ناشونال ترست) مجهودات العلماء والمفكرين والنشطاء في القارة المترامية الأطراف، وقد أعدت هذه المؤسسة قائمة محكمة بأسماء اشخاص اعلنت عن أنهم كنوز وطنية حية. هذا الإعلان ليس إعلاناً رمزياً فحسب لكنه شرف سيرسخ على الدوام في ذاكرة الأمة، وهو مطالبة للشعب كله وليس للدولة فقط بتوفير الرعاية والتوقير والإحترام للسيدات والسادة الواردة أسماءهم في القائمة والتعامل معهم تماماً كما يتم التعامل مع الكنوز.
لم تتردد المؤسسة في تضمين أسماء لمبدعين وعلماء ونشطاء ظلوا غالب حياتهم على خلاف مع الدولة، أو حتى مع قطاعات واسعة من المجتمع مثل رسام الكاريكاتير والفيلسوف مايكل ليونيغ الذي لم يتلق تعليماً نظامياً عالياً وكان يعمل في أحد المصانع حتى دخلت بلاده حرب فيتنام على الخط الأمريكي، فبدأ الرسم المناهض للمشاركة في تلك الحرب. منذ ذلك الحين وحتى الآن لم يكف ليونيغ عن التعبير عن مواقفه بالرسم الساخر أو حتى بالتظاهر، وظل أحد القلائل الذين ينتقدون ممارسات دولة اسرائيل ضد الفلسطينينن في مجتمع أستراليا الغربي الحساس جداً تجاه المسألة اليهودية. ذات مرة اعتبر في إحدى رسوماته الذائعة إن بناء اسرائيل للجدار الفاصل هو إعادة لبناء معسكرات المحرقة النازية التي قام هتلر باعتقال اليهود فيها ثم قتلهم بشكل في غاية البشاعة. وضعت هذه اللوحة الساخرة صاحبها في مرمى نيران اللوبي اليهودي لكنه لم يكف عن الرسم والتعبير عن آرائه من مسكنه الريفي في إحدى المزارع بولاية فكتوريا. ظل ليونيغ رغم كل هذا كنزاً أسترالياً حياً منذ عام 1999 وظل مئات الآلاف من قرائه ومحبيه يتلقون كل سنة نتيجة العام التي يزينها برسوماته البديعة مع صحف مؤسسة فيرفاكس التي يرسم في إحداها .
وفي مصر القريبة هذه ظلت الدولة (وليس المجتمع فحسب) تتولى بالرعاية والتقدير والتكريم الكثير من المبدعين والمفكرين والنشطاء الذين ليس هناك ما يربطهم بنظام الحكم في بلادهم سوى العداء، وتشهد على ذلك قوائم ومنح التفرغ التي تمنحها مؤسسات الثقافة للكتَاب والشعراء والمبدعين كل عام، وهي منح توفر العيش الكريم لبعض منسوبي هذه الفئات مقابل أن يتفرغوا هم للإنتاج الفكري والإبداعي. هكذا رأينا مصر ترعى علاج الفيلسوف الراحل عبدالرحمن بدوي الذي غادرها في الخمسينيات ثم ما انفك يشتمها حتى قضى نحبه بعد حياة طويلة وعامرة. ورأينا أيضاً كيف قامت الدولة ممثلة في وزارة الثقافة بتكريم الروائي والكاتب اليساري المعروف صنع الله ابراهيم وقيامه برفض تكريم مؤسسة الدولة في حادثة شاهدها الناس على الهواء حيث الوزير يقوم بالتكريم والمبدع يرفض المال والجائزة.
***
تحتفي الخرطوم هذه الأيام بمقدم الفنان والكاتب والمفكر البارز د. حسن موسى المقيم في فرنسا منذ سنوات طويلة لم ينقطع فيها عن الإنشغال بالهم العام في السودان. منذ قدومه في إجازته هذه والخرطوم تشتغل بحراك ثقافي وفكري وفني من نوع مختلف وشديد التميز فليست كل المحافل كالمحافل التي يكون حسن موسى حضوراً فيها، فما بالك إذا كان هو الشخصية الرئيسية أو المحورية فيها. تابعت إحتفاء البلاد (صحفاً ومؤسسات اهلية) بالتشكيلي الكبير وكنت اتمنى لو انفتحت الدولة والجامعات ومراكز الدراسات والتفكير (الخربة) والتي يعشش العنكبوت على أبوابها بالمثقف الوطني المحترم، وأتاحت له متسعاً في المكان وبراحاً للنقاش حول أفكاره وآرائه وتصوراته فتقدم الأمم مرهون بالمبادرات الخلاقة والقدرة على التنظير للتغيير والتحول، وليس إنتظار الفرج والتشبث بما هو قائم.
***
ليس ثمة شيء قابل للتسليم به دون مناقشة ونقد وتفكير وتمحيص عند حسن موسى لذا فإن الكتابة عنه قدحاً أو مدحاً هي دخول في عش دبابير هائل. من اليوم الذي قرأت فيه مقالته القديمة عن صورة الإمام المهدي قبل سنوات عديدة وأنا أجتهد ما وسعني الأمر لقراءة الرجل وقد بذلت منذ ما يزيد عن العشر سنوات جهوداً حثيثة للحصول على مجلة (جهنَم) التي كان يصدرها بصورة غير دورية، ثم كففت عن طلبها حين تبينت انه كان يوزعها بالإسم على خاصة أصدقائه. تحتفي صالات معارض العالم وغاليريهاته من دبي الى نيويورك مروراً ببيروت والعواصم الأوروبية جلها بلوحات حسن موسى وأفكاره ومن باب أولى أن تحتفي بها بلاده التي غادرها شاباً ثائراً ومتطلعاً وطموحاً ويعود اليها اليوم –مؤقتاً كما دأب كل بضعة أعوام تطول وتقصر- وهو شيخً –في مقتبل الشيخوخة- (ولد بمدينة النهود، غربي السودان، عام 1951م). لا يكف حسن موسى ولن يكف عن إثارة الجدل بلوحاته البديعة وأفكاره المبهرة، ومنذ حوالي الستة اشهر تناولت صحيفة (لوتيليغرام) ومواقع على شبكة الإنترنت تفاصيل الجدل الذي اثارته إحدى لوحاته التي عرضت في محفل فرنسي بإحدى الكنائس حيث تم نزع اللوحة في اليوم التالي للإفتتاح بسبب وصف الكنيسة لها بأنها "صادمة للحساسية الدينية"، وتصور اللوحة صورة بن لادن على مرايا منعكسة من شخصية امرأة عارية الظهر جزئياً.
لدي حوار لم ينقطع منذ أشهر مع المثقف الكبير على موقع (السودان للجميع) على شبكة الإنترنت والذي تشرف عليه (الجمعية السودانية للدراسات والبحوث في الآداب والفنون والعلوم الإنسانية) ومقرها في باريس. وبالرغم من طول أمد الحوار وتشعب موضوعاته وإختلافنا على كل شيء تقريباً، إلا أنني لا أكف عن التصريح بأن ذلك الحوار كان مفيداً بالنسبة لي وتجربة مميزة حازت على نسبة إقبال وقراءة واسعة من الكثير من القراء والمهتمين إذ يستخدم حسن موسى أدوات مختلفة تتراوح ما بين الكتابة والرسم ومصادر متعددة للمعرفة وأدوات متمايزة للحصول عليها عبر لغات ثلاث –على حد علمي- وتجربة فريدة في العيش في بلاد النور في فرنسا كفنان ومثقف فاعل في محيطه ذاك وفي فضائه الأوسع.
لست هنا في معرض الحديث عن تجربة حسن موسى الكبيرة ولكنني مشغول بقضية ما يمكن أن اسميه مؤقتاً هنا ب(المصالحة الثقافية)، وهي في تصوري المبكر هذا محاولة لإستيعاب وتوطين الجزء الثقافي في الحوار الوطني الذي يعتمل الآن في بلادنا على أكثر من صعيد. لقد أنجزت الدولة مصالحة سياسية مع القوى التي حاربتها في الماضي واسالت في الطريق الى تلك المصالحة أنهاراً من الدماء والدموع تم تجاوزها بكثير من المرارات بطبيعة الحال. أفضت تلك المصالحة الى تغيير كبير وهام جداً في البلاد وهو تبديل قواعد اللعبة السياسية في البلاد والإنتقال الى مرحلة جديدة يحتفظ فيها جميع اللاعبين برؤاهم واختلافاتهم السابقة حول الكثير من القضايا العامة، لكنهم يتفقون جميعاً على أدوات مبتكرة للتعبير عن تلك الإختلافات والعمل على تضييق شقتها عبر الحوار داخل أطر معروفة متفق عليها، ووفق نظم تم وضعها بالمشاركة وعبر التفاوض والمساومة. لم يتم استيعاب الجانب الفكري والثقافي على أهميته الكبيرة في هذه المصالحة بل على العكس تم الإبقاء على الخصومة الثقافية وإذكاء نارها بمزيد من الزيت فيأحيان كثيرة، وهكذا مثلما أغفلت المصالحة أو التوافق الوطني جانب السند الأهلي والشعبي فإنها استبعدت تماماً الرافد الثقافي والفكري.
لا يحمل حسن موسى سيفاً في يده لمحاربة السلطة القائمة لكنه لا يخفي رفضه لها، وفي المقابل لا ترفض السلطة –أو هكذا ينبغي أن يكون- من يخالفونها ويرفضون وجودها لأنها لا تستطيع بطبيعة الحال إلغاءهم. تعتقد السلطة القائمة انها الأحق بالحكم فيما يحسب حسن موسى أنها لا تستحق سدة الحكم لكن الطرفان متفقان على أن الوطن هو الأعلى من كل الأفكار والتصورات. الحكومة في حاجة الى معارضين أنقياء يرفضونها ويقدرون على تبيان الأسباب وليست في حاجة لمعارضين يتفقون معها على كل شيء لكنهم يساومونها على المقاعد. من أجل تقوية موقفها وسلطتها ونفوذها تحتاج السلطة- أي سلطة- إلى من يبين لها مواطن عجزها وضعفها وليس أفضل لمثل هذا العمل من مواطن شريف وفرت له الحياة والموهبة فرصة لحياة أكرم وأفضل خارج مدار مقاعد الحكم. مواطن شريف كهذا يستعصي على السوق والإنقياد وفق مقررات لجان الحزب الغامضة أفضل في المعارضة من ألف مشروع لساسة يدخلون أيديهم في جيوب السلطة وينظرون الى مقاعدها الوثيرة ويقولون لها كلاماً ناعماً أو خشناً حسب تقلبات الحال.
***
كانت الخرطوم محظوظة مساء الثلاثاء 2009/12/29 بالندوة التي أقامها إتحاد الكتاب السودانيين وحاور فيها الشاعر والمفكر الكاتب كمال الجزولي صديقه القديم.
تعرفت على كمال الجزولي –من بعيد- منذ سنوات طويلة وقرات أشعاره وحفظت الكثير منها ثم قررت أن هذا الرجل سيسكن مكتبتي بعد ان قرأت مرثيته الفريدة للشاعر الراحل محمد المهدي المجذوب:
"إرفع الكأس الجنوبي الغبوق
لعلنا بالراح نشفى
واجترع في صحة الطوفان
والطير الأبابيل اليزلزل صمتنا.. قصفاً وعصفاً
ثم حدثني عن الغرقى، عن الناجين، هل رجل على
ظهر السفين يصفّنا ..
صفاً فصفا؟!
حين أوشكت على إكمال دراستي في كلية الآداب بجامعة النيلين كان مقرراً على أن أقدم بحثا علمياً كشرط للتخرج فقررت أن أكتب دراسة نقدية عن شعر كمال الجزولي لكن منعتني عن ذلك عدة أسباب أهمها صعوبة الحصول على مدخل يقدمني للرجل لمحاورته وهذه قصة أخرى. لم انقطع عن متابعة مساهمات الرجل الفكرية والأدبية والتي ظل يقدمها بدأب راهب نقي طوال السنوات الماضية. حين أعلنت الإنقاذ (الطبعة الأولى) قانون التوالي السياسي لم يكن هناك سوى كمال الجزولي ليبيِن خطل الفكرة كلها في بلاغة وحذق لم يتأتيا لكثيرين غيره فكانت تلك السلسلة البديعة التي نشرتها جريدة الفجر اللندنية المعارضة حجة لنا جميعاً. وحين بدأت ازمة دارفور في التشكل وفق ممارسة حربية عنيفة في النصف الأول من هذا العقد كتب كمال الجزولي على صفحات هذه الصحيفة ذاتها مقالة ناضحة بالحكمة والموعظة الحسنة بعنوان (دارفور: كيلا نمسح الدهن فوق الصوف) (17 مارس 2003). وحين وقع التجمع الوطني الديمقراطي المعارض إتفاق جدة (الإطاري) مع الحكومة لم يكن هناك سوى كمال الجزولي يبين في إتقان وبصارة مواطن العي والحصر في كتاب الإتفاقية.
منذ أكثر من عقد يواظب الأستاذ كمال على كتابة مقالة أسبوعية مطولة يقتطع لأجلها الساعات الطوال ويكدح في سبيل ضبطها وتدقيقها وملئها بالفائدة ما لا عين كاتبة في السودان رأت ولا أذن سمعت إلا قليلاً. يمكنك أن تتفق مع كمال الجزولي أو تختلف معه بطبيعة الحال لكنك لن تقدر على تجاوز النظر إليه ك(كنز سوداني حي) يتوجب التعامل كما يتم التعامل مع الكنوز وإلا فكم كمال جزولي تملك هذه الأمة العظيمة؟
سعدت صيف هذا العام بلقاء كمال الجزولي في داره الرحبة برفقة الأستاذ مصطفى عبدالعزيز البطل، الكاتب المعروف، والأستاذ ضياء الدين بلال الصحفي اللامع ومدير تحرير هذه الصحيفة. كنت سعيداً بتلك الرفقة والصحبة الطيبة. تبادلنا بعض الكلمات الطيبات وتفضل اهل بيته بإكرام وفادتنا ثم تجولت بعيوني في الصالون الأنيق. قد تظن للوهلة الأولي من وجودك في الصالون إياه إنك لست في الخرطوم بسبب ما اعتادت عليه عيوننا من شكل نمطي لمنازل الطبقة ما فوق المتوسطة أو الطبقة العليا من حيث الدخول الإقتصادية. تجد هؤلاء يكومون أحجاراً يلصقونها بأطنان من الأسمنت والرمال تكفي لبناء سد في الريف حتى إذا اكتمل البناء المهول (المكعوج) كوموا بداخله أطناناً أخرى من الحديد والخشاب على هيئة كراسي وأسرة وطاولات تمسك عنك نَفَسَك وتخنقك خنقاً فإذا كان البيت مملوكاً للدولة رأيت اللون الأخضر والأصفر يصيبانك بالتوتر والأسى، وإذا كان المنزل ملكاً خاصاً أفزعتك التضاريس الناتئة على الحوائط . بيت كمال الجزولي هو بيت شاعر فبمقاعده الأنيقة البسيطة كان يوفر مساحة في المكان لوضع بعض التحف والأزهار البسيطة والهدايا التذكارية وبمراياه التي تتوسط الحائط على شكل نافذة كبيرة تحس باتساع في المكان يزيد من شعورك بالسكينة والراحة! كل هذا دون ترف وإسراف. التهوية ممتازة والكهرباء تكمل ما عجزت عنه الطبيعة. اذكر أنه كان يتوجب علينا مفارقة مضيفنا خلال ساعتين لإرتباطات مسبقة له وارتباطنا بلقاءات أخرى لكنا وجدنا أننا بحاجة للبقاء هنا فألغى هو ارتباطه عبر هاتف نقال أنيق من طراز (نوكيا) بينما أغفلنا نحن موعدنا الذي ذهبنا إليه متأخرين. هكذا طاف بنا الحديث فولجنا في السياسة وأزمة الوطن ودارفور ومتاعب الكتابة والصحافة ولم نأت –للأسف- على ذكر الشعر..ما بال الشعر يتراجع دائماً حتى لنكاد ننساه! لا علينا فقد امتلأت العقول منا فكراً وأدباً والبطون لحماً وثريداً على حد قول مصطفى البطل.
***
ترتكز كتابات الجزولي أيضاً على معارف متنوعة وقدرات فذة ومواهب كبيرة ومصادر قراءات مختلفة لغاتها ما بين العربية والإنجليزية والروسية (يحمل دبلوماً متخصصاً في الترجمة إضافة الى ماجستير القوانين) وتشكل مقالاته الأسبوعية المتصلة ذاكرة مفتوحة للجميع لتبيّن نظر الرجل الثاقب كما إنها تشكل متكأ للتدبر وبلوغ الحكمة ومورداً لا ينضب للمهتمين بالسياسة والفكر والأدب والتاريخ.
مثلما هو الحال مع د. حسن موسى، يصعب الإتفاق على كل شيء مع الأستاذ كمال الجزولي، لكن يمكن الإتفاق دائماً مع كليهما على أنه ينبغي أن يضع الجميع نصب أعينهم ان السلطة دائماً وأعني سلطة الحكومة وسلطة المعارضة زائلتان ولكن ينبغي لهذا الوطن أن يبقى بعيداً عن الحرائق وفي مأمن من نزق الساسة، ولعل أكثر السبل سلامة لبلوغ هذه الغاية هو العمل على التأسيس لعقد ثقافي جديد يقوم على إعادة الإعتبار للمثقفين، وعلى تمكينهم من حيازة الوسائل اللازمة للتعبير عن أفكارهم وطرحها مهما بلغت من الحدة والخصومة، لأن الحكمة كل الحكمة في الحصول على عدو عاقل لا الإبقاء على اصدقاء جاهلين.
قد يلحظ البعض إنتماء كلا الرجلين (حسن موسى وكمال الجزولي) الى اليسار ولكن ما الغضاضة في ذلك وقد توقف اليمين السوداني كله منذ عهد بعيد عن إنجاب المفكرين. لم ينتج اليمين السوداني مفكراً نابهاً بقامة حسن الترابي والصادق المهدي منذ سنوات طويلة –إذا استثنينا د. حسن مكي- بل تراجع دور المثقفين الأصغر سناً من هذا الجانب فانزوى التجاني عبدالقادر وبهاء الدين حنفي ومحمد محجوب هارون وسيد الخطيب، وأعلى أمين حسن عمر وآخرون السياسي على الفكري.
منذ سنوات طويلة ما انفك اليمين السوداني يفرخ أثرياء جدد ورجال أعمال جدد وأغنياء غفلة جدد لكن اليسار نفسه يعيش أزمة مماثلة فقد كف، هو الآخر، عن إنتاج المثقفين والمفكرين لصالح إنتاج (نشطاء) ما يسمى ب(المجتمع) و(ناشطي) حقوق الإنسان المتفقين على تدهور أوضاع حقوق الإنسان، والمختلفين دائماً على توزيع منح التمويل الأجنبي والأسفار الخارجية والدورات التدريبية في عواصم الغرب الذي كان إمبريالياً فصار حراً.
إذن هي دعوة لمصالحة ثقافية وفكرية لا تتعالى فيها الدولة عن الإستماع لصوت العقل المخالف ولا يترفع فيها المثقفون على الحوار بسبب الحلم بيوتويبا لن تتحقق، وفق أكثر التقديرات تفاؤلاً، خلال قرون قريبة!
عادل السنوسي
مشاركات: 839
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 8:54 pm
مكان: Berber/Shendi/Amsterdam

مشاركة بواسطة عادل السنوسي »

بعض الآراء الشرعية في "المصورين " و الرسامين من لف لفهم :

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فقد سبقت الإجابة على حكم التصوير بجميع أنواعه من رسم ونحت وغير ذلك ما يجوز منه وما لايجوز في الفتوى رقم:
14116 13282.
وأما معنى الحديث : أشد الناس عذاباً يوم القيامة المصورون. فقيل: إنه محمول على من صور الصورة لتعبد، وهذا هو صانع الأصنام وهو كافر وهو أشد الناس عذاباً. وقيل: إن محل كون المصور أشد الناس عذاباً هو ما إذا قصد بتصويره مضاهاة خلق الله تعالى واعتقد ذلك وهو كافر أيضاً ومن أشد الناس عذاباً.
فأما من لم يقصد بالتصوير العبادة ولا المضاهاة فهو فاسق صاحب ذنب كبير، ولكنه لا يكفر كسائر أهل المعاصي.
ثم إن الرسم والخط كل منهما داخل في التصوير، إذ الصورة لغة: هي الشكل والخط والرسم، يقال: صور الشيء أو الشخص رسمه على الورق أو الحائط ونحوها بالقلم أو بفرشاة الرسم أو بآلة التصوير.
وبهذا يعلم السائل: أن الرسم داخل في التصوير الذي ورد الوعيد في حق ممارسيه وممتهنيه.
والله أعلم.
------------------------------------------------
السؤال: نعرف أن الرسول صلى الله عليه وسلم لعن المصورين، فمن هم المصورون، هل هم الذين يصنعون التماثيل أو الذين يصورون بالتصوير الفوتوغرافي، أي: الصور المسطحة، وهل تصوير المناظر الطبيعية تصويراً فوتوغرافياً حرام?
الإجابة: تصوير ذوات الأرواح حرام سواء كان تصويراً مجسماً أو شمسياً أو نقشاً بيد أو آلة؛ لعموم أدلة تحريم التصوير، ومنها قوله صلى الله عليه وسلم: "أشد الناس عذاباً يوم القيامة المصورون" (متفق على صحته)، وما رواه البخاري في صحيحه عن أبي جحيفة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه: "لعن آكل الربا وموكله ولعن المصور".

وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
سؤال:

أعلم أن الرسم حرام ، ولكن إذا لم أرسم فسوف أرسب في الامتحان ، فماذا أفعل ؟.

الجواب:

الحمد لله

أولاً :

رسم ذوات الأرواح كالإنسان والحيوان محرم ، بل من كبائر الذنوب ، وقد سبق أدلة ذلك في السؤال رقم (7222) . وسبق أيضاً في السؤال رقم (9473) أن الصورة إذا خلت من الرأس زالت عنها الحرمة .

ثانياً :

إذا ألزم الطالب بالرسم وأمكنه أن يرسم صوراً مباحة وجب عليه ذلك ، ولا يجوز له في هذه الحال أن يرسم صوراً محرمة . ومثال الصور المباحة : الأشجار والأنهار ونحوها مما لا روح فيه ، أو يرسم الأشخاص بلا رأس .

سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :

يحتاج بعض الطلبة إلى رسم بعض الحيوانات لغرض التعليم والدراسة ، فما حكم ذلك ؟ فأجاب :

"لا يجوز أن تصوّر هذه الحيوانات لأن النبي صلى الله عليه وسلم لعن المصوّرين وقال: (أشد الناس عذاباً يوم القيامة المصورون) . وهذا يدل على أن التصوير من كبائر من كبائر الذنوب ، لأن اللعن لا يكون إلا على كبيرة ، والوعيد بشدة العذاب لا يكون إلا على كبيرة، ولكن من الممكن أن تصور أجزاء من الجسم كاليد والرجل وما أشبه ذلك، لأن هذه الأجزاء لا تحلّها الحياة، وظاهر النصوص أن الذي يحرم ما يمكن أن تحلّه الحياة لقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في بعض الأحاديث : (كلّف أن ينفخ فيها الروح وليس بنافخ)" اهـ .

"فتاوى ابن عثيمين" (2/272) .

وقال أيضاً : " وإذا ابتلي الطالب ولا بد فليصور حيواناً ليس له رأس" اهـ "فتاوى ابن عثيمين" (2/272،274) .

ثالثاً :

إذا ألزم الطالب برسم صورة كاملة ، وإذا لم يرسمها فقد يرسب .

فقد قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :

"إذا كان هذا فقد يكون الطالب مضطراً لهذا الشيء ، ويكون الإثم على من أمره وكلفه بذلك ، ولكني آمل من المسؤولين ألا يصل بهم الأمر إلى هذا الحد ، فيضطروا عباد الله إلى معصية الله" اهـ .

مجموع فتاوى ابن عثيمين (2/274) .

والله أعلم
ÇáäæÑ ÃÍãÏ Úáí
مشاركات: 552
اشترك في: الأربعاء يناير 27, 2010 11:06 am

توهمت

مشاركة بواسطة ÇáäæÑ ÃÍãÏ Úáí »

البراق النذير الوراق
توهمت فيك صبراً علي القراءة [ وانا اعرف مرارة الصبر علي القراءةّ]. كما توهمت فيك تروٍ في إعمال النظر؟
ولكنك خذلت توهمي. فلو انك قرأت « سأعود» التي في نهاية مداخلتي، لعرفت انها تخبأ ما استوقفني حقاً. كما لو انك تدبرت ساعود، لعرفت انني آليت علي نفسي العودة لما استوقفني حقاً في ( كتابة) محيميد. كما لو انك لو قرأ ت بتمعن «حتماً» التي سبقت «ساعود» ، لعرفت انني آلي علي نفسي العودة؛ وهو قسم في باب الكتابة عظيم، ولعرفت بداهة ان هناك ماهو اهم من «لازب» التي اعترضتني وانا اخوض في وحل (كتابة) محيميد ؟
كما انك لو صعدت راجعاً ــ وبتمعن ــ ، وقرت « واتلو ....» [ الآيةّ] لعرفت انها لم تكتب عبطاً، ولعرفت ايضاً ان « اللهث» هو ما توقفت عنده طويلاً. ولو واصلت القراءة مستصحباً عقلك، واعملته في «اما انت.....» [النص] لعرفت ان ما آليت بسببه العودة هو امرٌ اخر غير ما استوقفني ــ عرضاً ــ [لازب] وهو امر انوي بسببه ان القمة ليس حجراً فقط؛ وانما جبل الرجاف كاملاً، كونه تطاول علي قامة، والكتابة؛ لو مطّ قامتة كاملة ما بلغ ابهام قدميها.
انا اتمهل يا البراق، كون محيميد اتي امراً في رجل عارف. فالتروي استوجبة البعد مسافة كافية لتجنيب نفسي منطقة رد الفعل الملتصق دوماً بكائنات قاع الهرم الحياتي.

سأعود لابن عثيمين علي مهلي
آخر تعديل بواسطة ÇáäæÑ ÃÍãÏ Úáí في الأحد يناير 12, 2014 12:01 pm، تم التعديل مرة واحدة.
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

ILAUGHYOUWITHMYIPHONE

مشاركة بواسطة حسن موسى »

[quote=" كتب محمد عثمان إبراهيم :
"..
مهاجر منذ أربعة عقود في العالم الأول وما يزال يتجول في الخرطوم، عندما يعود اليها، داخل (ركشة) ويستعير الهواتف النقالة من الأصدقاء عليه أن يراجع كسبه الخاص بدلاً من اشعال الحرائق في النظام الإقتصادي للعالم..."




صورة
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

و " ربما" البراق !

مشاركة بواسطة حسن موسى »


سلام يا البراق
شايفك ختمت تعقيبك [ بتاع 28 ديسمبر 2013]، بـ " ربما " كبيرة توحي بزهدك في العودة لهذه المنازعة . لكنك عدت [في 8 يناير] ـ و العود أحمد ـ لتنصحنا بأن لا نهتم بمكتوب محمد عثمان الذي رأيت المعقبين أولوه قراءة و كتابة بـ " أكثر مما يستحق"!. و قد استغربت دعوتك لنا بالكف عن العناية بمكتوب محمد عثمان في عبارة قصيرة قاضية، كما لو كانت عنايات المعتنين بمكتوب محمد عثمان تصدر كلها عن نفس المنهج. بينما تعددالمناهج بائن في جملة مداخلات المتداخلين ، من الكاتب الذي "يكجّن" محمد عثماننا " بلا غبينة "، و يستثقله ساكت لوجه الله !، والكاتب الذي انتهز المنازعة الجارية ليصفي حساب غبائن شخصية قديمة مع محمد عثماننا، و الكاتب الذي يحمل عليه من باب التضامن السياسي اللينيني الواجب على كافة المعارضين لنظام الإنقاذ ، لغاية ذلك الكاتب الذي يحمل على محمد عثماننا باسم الصداقة التي توجب على الصديق اسداء النصح النقّاد لصديقه. و قد اضحكتني قولة أخونا محمد سيدأحمد لي
"


ماشى معاك اخر حلاوة

وزى ما قال العروابى

غيمتلك يا البخيت
"
و محمد سيد أحمد ـ الذي يقف هنا مع جماعة حاسدي القرد على ذلك الإحمرار الحرج، مندهش طبعا من فيض الإعزاز الواسع الذي غمرني " لا إيدي لا كراعي " ، و أحيانا من طرف أشخاص لم أكن لأصنفهم حتى في خانة " الأعدقاء" ، فتأمّل !. و لو ما عاوز تتأمل نتأمّل ليك و نشرح ليك حتى تفهم. و هذه منفعة كبيرة من منافع تجربة " تعليم الصبيان "، الذي لامني عليه محمد عثمان ابراهيم في مكتوبه المتهافت :
" أكاديمي حاصل على الدكتوراة في تاريخ الفنون منذ ربع قرن وما يزال يعمل معلماً في المدارس الإبتدائية، عليه أن يعيد النظر في دراساته وقيمتها وفائدتها، " . ذلك أن الصبيان يجهلون جهلهم.[ شايف؟].
أقول بأن محمد عثماننا ، في رعونته الأسطورية ، اخترع لي حلفاء ما كنت لأحلم بهم، لكني واع بأن فيض إعزاز عيال المسلمين، الذي غمرني في الأسافير السودانية ، يتجاوز شخصي الضعيف ليطال جملة السودانيين الذي يعيشون على الكفاف، بكرامتهم ، حتى صار الفقر في قاموسهم مرادفا لعزة النفس .[ سأعود لموضوع الفقر هذا في براح لاحق أحفظه لمكتوب محمد عثماننا فصبرا].
استغربت أيضا استصغارك لموضوع محمد عثماننا و أنت تعلم أن الكتاب المرتزقين بذريعة الكتابة، من شاكلة محمد عثمان ابراهيم و مصطفى البطل و شركاهم ، إنما يكتبون وفق مكيدة سياسيية رسمية غايتها الدفاع عن نظام الغول الجاثم في الخرطوم سواء بتجميل وجهه أو بالطعن في قيمة معارضيه أو، حتى ، بتحييدهم و عزلهم عن معسكر المعارضة. تأملت في قولك بأن لا نولي مكتوب محمد عثمان "أكثر مما يستحق" و تساءلت عن حد الإستحقاق.من يعرّفه و على أي استحقاق؟ ، و بدا لي أن نصحك ينطوي على قناعة بأن محمد عثمان [ و أخوه الكاشف ] ليسا من نوع الكتاب الذين يستحقون التأني، أو ربما بدا لك أن أولويات أهل السودان تقتضي من كل صاحب قلم أن يسخر طاقاته للقضايا الجليلة الكبيرة و " لا صوت يعلو فوق صوت المعركة"،أو كما قال ذلك الصيدلي، الذي ترك تجارته ليفتي في جيوبوليتيك الثقافة بدون أدنى تحسب أدبي أو أخلاقي أو حتى سياسي!.رحم الله امرأة قالت " عدم الإحساس مشكلة !" .


تعرف يالبراق ،زمان في عز سبعينات المناقشة التشكيلية الحامية التي استشرت في صحف الإتحاد الإشتراكي كنا نسمع ـ بين بعض ذوي القربى الآيديولوجية ـ من يلومنا على الإنشغال بالفن، [ ترجم: بالفارغة] ، أو من ينصحنا بأن نؤجل المناقشة في الفن لحين الفراغ من المعركة الأساسية ألا و هي استعادة الديموقراطية من براثن طغمة الردة العسكرية. لكننا لم نكن لنبالي بنصح الناصحين ربما لأننا كنا على يقين بكون المناقشة في التشكيل كانت ـ و ما زالت ـ شكلا أصيلا من أشكال المنازعة السياسية. و أن الأولوية التي صنّاها للمنازعة الجمالية ، في تلك الملابسات ـ على المنازعة السياسية التقليدية ، كانت موقفا سليما من الناحية الأخلاقية و من الناحية السياسية.و لعلني لا أشتط لو قلت بأن المنازعة التشكيلية في تصورنا لها ، و في الأسلوب الذي دبرنا عليه حركتنا ضمنها، كانت هي المنازعة السياسية ذات الأولية في مشهدنا.و حين أستخدم ضمير الجماعة هنا فأنا أعني جملة التشكيليين الفصحاء [ وحلفاء جماليين وفدوا من خارج إقليم التشكيل ] الذين ساهموا ، بطريقة أو بأخرى، في فرز الحساسيات الإجتماعية داخل حركة التشكيليين و سيّسوا المناقشة الجمالية ضمن المساءلة حول جدوى الفن في بلد كالسودان. في هذا المنظور يمكنك قراءة مساهمات التشكيليين في مناقشة السبعينات في صحف الإتحاد الإشتراكي إياها.[ عبد الله بولا و هاشم محمد صالح و شخصي و أبوسبيب و النورمحمد حمد و باردوس و أبوسفة و با بكر كنديو و علي الوراق و النور أحمد علي و علاء الجزولي و صلاح حسن عبد الله وعبد المنعم الخضرو عمر الأمين و أسامة عبد الرحيم و كوثر ابراهيم و محمد شداد و نائلة الطيب و آخرين..". أخلص من هذا للقول بجدوى أخذ كلام محمد عثمان ابراهيم و مصطفى البطل و شركاهم من مرتزقة البروباغندا الإسلامجية مأخذ الجد و تفنيد دعاويهم و اختلاقاتهم بموضوعية و تحليل دوافعهم للكتابة بنفس بارد لأنهم لسان حال الطغمة المتسلطة على رقاب الناس بذريعة الدين. و لأن مكاتيبهم تستقطب عددا من القراء الذين من مصلحتنا استقطابهم لصالح معركة الديموقراطية.
أها يالبراق إذا كنت أدعو الكتاب لأخذ مكاتيب كتـّاب النظام المأجورين مأخذ الجد، فمن باب أولى أن آخذ أنا مكاتيبك بكل الجدية الضرورية لتحليلها و نقدها و الإنتفاع بما ينفع فيها.و أنا أقول هذا حتى لا تعتقد أني نسيت سؤالك عن ملابسات التحاقي بتلفزيون أم درمان من سنة 1975 لسنة 1976.

كتبت يالبراق:
" وأراك كذلك، شرحت وفصّلت في حجوة صفحة (ألوان الفن والأدب) ولم تبِرّنا ولو بسطر عن حجوة تلفزيون السودان المار ذكرها؟!.
"
لقد قدمت طلبي لإدارة التلفزيون فور تخرجي و تم قبولي كمهندس ديكور في " قسم الخدمات الإنتاجية" بالتلفيزيون. و كان عملي يتلخص في تجهيز ديكورات البلاتوه بمعاونة شخصين في غاية اللطف و الدراية المهنية هما الأخوان عمر نقد الله و كامل الجنيد، و فريق يضم حوالي عشرة فنيين من أهل المهارات في أعمال النجارة و الدهان و الخياطة و المكياج.و رغم أنني ـ بحكم التصنيف الإداري ـ هبطت على القوم كرئيس ـ لـ "قسم الخدمات الإنتاجية "، إلا أنني تعلمت من هؤلاء الناس الأماجد الكثير من دقائق المهنة مما لا تطاله دروس كلية الفنون. طبعا كان بإمكاني التقديم لوزارة التربية و التعليم للعمل في تدريس الفنون لتلاميذ الثانويات ـ كما فعل معظم زملاء الدفعة [و فيهم من تم تعيينه و التحق بمقر عمله حتى قبل استلام الدبلومة ]. في ذلك الوقت،لم أكن أعتبر نفسي " مهندس " ديكور في المعنى الرسمي للعبارة ،لكني اتخذت لنفسي " تخصصا " في رسم خلفيات برامج المنوعات و السهرات. كان التلفزيون آنذاك يبث بـ " أبيض و أسود". و كنا نحتال على فقر الإمكانات المادية بالرسم على لوحات خلفية بتنويعات الأبيض و الأزرق. كنا نركب اللوحات الضخمة [ حوالي 12 متر في 4 أمتار] و نرسم عليها ثم نمحو ما رسمناه في اليوم التالي لإستخدام المساند القديمة في تدبير تصاوير جديدة. كانت تجربة طيبة تعلمت منها تقنيات السيطرة على الأحجام الكبيرة مثلما تعلمت منها ترويض النفس على قبول تدمير التصاوير القديمة أو تغطيتها بتصاوير جديدة .لكنني كنت أجد العزاء في استغلال هامش الحرية الواسع الذي وهبه لي التلفزيون كوسيلة عالية الكفاءة لنشر تصاويري ، بشكل شبه يومي ، على الجمهور العريض الذي لا يرتاد صالات العرض في الفنادق العاصمية أو في صالات المراكز الثقافية الأجنبية . و هي قناعة خرجت بها من جملة مناقشاتنا الدائرة في تلك الأيام حول كفاءة " وسائط التداول التشكيلي " في بلد كالسودان [ لي مقالة معنونة " وسائط التداول التشكيلي " منشورة في "مجلة الثقافة السودانية " في منتصف السبعينات لا أذكر تاريخها ] .و ضمن شاغل توصيل إنتاجي للجمهور الذي يتجاوز حلقات العرض العاصمية، سعيت للعمل في مصلحة الثقافة في قسم ثقافة الطفل، أيام محمد عبد الحي ، الذي تحمس لنشر أول كتبي التي تتوجه للأطفال " حكاية السمحة فاطمة و الملك الغول "، بل و تكرم بمراجعة لغة النص شخصيا. و بالمناسبة هو نفس محمد عبد الحي الذي كنا نناكفه سياسيا و نعارضه في إجتماعات بعث إتحاد الفنانين، حين كنا نراه جالسا بين اسمعيل الحاج موسى [ الوزير ] و شفيق شوقي و شبرين [ سدنة الرجوع ]، و كان الرجل الشاعر يتقبّل انتقاداتنا بصدر رحب و هو رئيسنا المباشر.ذلك لأن الأمور في تلك الأيام ، أمور علاقة السلطة و المعارضة ، كانت على درجة من التركيب يبعد بالسياق السياسي الثقافي عن بساطة تعارض الأبيض و الأسود التي يتوهمها بعض الكتاب الذين لم يعاصروا تلك الفترة و انتهزوا منها فرصة لومي على عملي في التلفزيون أو في " الأيام" و تصويري كمشارك في سلطة النميري. و دا يا البراق السرج الإنت ركبت فيهو مع البطل و محمد عثماننا.

ياخي خليك من شغل التلفزيون و شغل "الأيام" ، أنا سنة 2004 مشيت الخرطوم و دعوني ناس " الصحافة "، التي كان رئيس تحريرها في ذلك الوقت " عادل الباز "، دعوني للحديث في " ندوة الصحافة " التي كانوا يقيمونها بشكل دوري و ينشرون محتواها على القراء. فلبيت الدعوة و تحدثت في "ندوة الصحافة " و نشر حديثي في حلقتين. و بعدها بسنوات أذكر أن الصديق مامون التلب اتصل بي و قال لي أنه يرغب في نشر نصي " دليل الفالح .." في الملحق الثقافي لأول صحيفة توزع مجانا في السودان . و قد استهوتني فكرة الصحيفة التي توزع مجانا فبعثت لمأمون بنصي و نشره في " الأحداث " . تاني شنو؟!

أها يالبراق أنا شرحت ليك " على نار هادئة " ملابسات عملي في صحف الإتحاد الإشتراكي و في صحف الإتحاد الإسلامجي.بعد كدا أنا طالبك إنت يا لبراق تشرح لي إتّ شغال شنو؟ عشان مرة قريت ليك شي فهمت منه إنك شغال صحفي. لكن ما عرفتك شغال في ياتو صحيفة في السودان. و هل تكتب لقاء أجر معلوم؟ أم أنت متطوع لوجه الله ؟ و إذا كنت تكتب بأجر فمن يدفع لك راتبك ؟

كتبت يالبراق
" .. يا دكتور، هذه الأسئلة وغيرها أنت مسؤول أخلاقياً بتقيعدها ليس لكونك فقط، كنت من ضمن من قاموا بدور ما في زعزعة سلطة نميري، أو لأنك ساهمت مع غيرك في تكوين جباه وتنظيمات مضادة من داخل الأجهزة الحكومية النظامية، لا...لا...أنت مسؤول عنها أخلاقياً وقيمياً، لأنك سلّطت ريشتك وقلمك، على كل شخص تعامل مع النظام الشمولي القائم، ولو بالمصافحة، دون أن تترك له مشروعية تبرير موقفه، فما الذي يجعل دكتور بشرى الفاضل مثلاً عرضة للنهر والزجر والعتاب، بمجرد أن يده لاقت يد أحد السدنة في ظرف يصعب لفنان وكاتب مرهف أن ينتهزه سياسياً ليعبّر عن حُلمه بعدالةٍ ناجزة تقطع هذه اليد بجريرة الظلم والتنكيل الذي مارسته على بني شعبنا، وتنسف القيمة الفنية والأدبية والسياسية لكتاباته ومساهماته على مر السنين، وأثرها الحاذق في تكوين الوجدان السليم لجيل عاش وترعرع في كنف مشروع متكامل لصياغة إنسان سوداني جديد تحت وهم المشروع الحضاري! في الوقت الذي يُحلّق فيه بعض مجايليه في فضاءات الديمقراطية الغربية وسماواتها، ضاربين عرض الحائط بالجمل والجمّال على حد السواء، يهيمون في وادٍ غير ذي زرعٍ، ظانّين بأنهم "مقددينها" وضاربين الهوا دوكو، وهم، في حقيقة الأمر، بلا ذكرٍ إلا اللمم!
"
يالبراق أنا سلطت و أسلط و سأظل أسلط قلمي و ريشتي و كل امكاناتي من أجل قضية الديموقراطية في السودان ، و في غير السودان . و ضمن هذا المشهد فنقدي يطال كل شخص أراه يعترض مسيرة السودانيين نحو الديموقراطية.و ذلك بصرف النظر عن حسبه و نسبه الآيديولوجي أو موقعه من رصيد الإعجاب الأدبي او السياسي في فضاء العمل العام. و هذا البشرى الفاضل الذي تقول عنه أنه تعرض : " للنهر والزجر والعتاب، بمجرد أن يده لاقت يد أحد السدنة
" ليس بهذه البراءة التي تنتحلها له لأن هذا الـ " صديق! " السابق، قطع الربع الخالي و البحر الأحمر و طار عبر الفيافي ليصل خرطوم الإنقاذ و يربط كرفتته ويهرول لمصافحة الناس المسئولين عن تشريده ونفيه مثل مئات الآلاف من السودانيين الذين قطع علي عثمان و شركاه عيشهم باسم" التمكين". لماذا؟ هل "جائزة الطيب صالح" أهم من قضية الديموقراطية؟ لكن ياالبراق خليك من قضية الديموقراطية . إتّ هسّع شفت عبارتك دي مكتوبة كيف؟!

" فما الذي يجعل دكتور بشرى الفاضل مثلاً عرضة للنهر والزجر والعتاب، بمجرد أن يده لاقت يد أحد السدنة في ظرف يصعب لفنان وكاتب مرهف أن ينتهزه سياسياً ليعبّر عن حُلمه بعدالةٍ ناجزة تقطع هذه اليد بجريرة الظلم والتنكيل الذي مارسته على بني شعبنا، وتنسف القيمة الفنية والأدبية والسياسية لكتاباته ومساهماته على مر السنين، وأثرها الحاذق في تكوين الوجدان السليم لجيل عاش وترعرع في كنف مشروع متكامل لصياغة إنسان سوداني جديد تحت وهم المشروع الحضاري!

"
81 كلمة يالبراق تتتابع بعلامات تنصيص عشوائية لا تساعد على فرز المعاني المتراكبة المتداخلة ، لماذا؟ هل لأنك لا تدري كيف تعبر عن فكرة في بساطة موقف بشرى الفاضل؟ أم هي العجلة و الكلفتة التي لا تبالي بعواقب الكلم؟
من يقرأ هذا المقطع يرى صورة يد لاقت يدا أخرى في ظرف يصعب فيه للكاتب صاحب اليد الأولى أن يحلم بعدالة تقطع اليد الثانية الظالمة قبل أن تنسف [ هذه اليد الثانية] القيمة الفنية والأدبية والسياسية لكتاباته [ يعني كتابات الكاتب صاحب اليد الأولى] ومساهماته على مر السنين.في هذا الموضع تدخل العبارة " ، وأثرها الحاذق في تكوين الوجدان السليم لجيل عاش وترعرع في كنف مشروع متكامل لصياغة إنسان سوداني جديد تحت وهم المشروع الحضاري! " و نفهم أن هذا الأثر الحاذق يرمي لتكوين الوجدان السليم لجيل ترعرع تحت رعاية وهم المشروع الحضاري الذي يرمي لصياغة إنسان سوداني جديد ". أها يالوراق الأثر الحاذق د ابتاع يد منو؟ مندري!
هذا الأسلوب في رص الكلمات يصيب القارئ بما يسميه صنايعية الكتابة الفرنسيس بـ " الحَوَل" القرائي: [ لوشما
louchement
]
.و ذلك حين تلتبس المعاني بسبب غياب او عشوائية علامات التنصيص فيحتار خاطر القارئ بين معنيين متناقضين في نفس الجملة.. و من الشعراء من انتفع بأسلوب الحول كتقنية في تركيب القصيد. شوف:
"
يهل قيصر على رأسه
خوذته في قدميه
نعله في يده
سيفه القاطع في عينيه
نظرة حانقة"
لكنك يالبراق اضحكتني بسعيك البريئ لنبش و لتسويغ عملة بشرى الفاضل في موضوع جائزة علي عروة الذي خضنا فيه من قبل ، و قيل أشبعناه بحثا .
بالله عليك إقرأ هذه العبارة الملتوية من جديد و اشرح لينا قصدك:
" بمجرد أن يده لاقت يد أحد السدنة "
! أي و الله! زي ما تقول في واحد أديب ماشي في الشارع ساكت كدا، بس فجأة يده قامت براها مشت "لاقت يد أحد السدنة ".و بعدين يد "أحد السدنة" هذا كان فيها جائزة مالية ، تصادف أنها من شركة" زين للإتصالات" بتاعة يد الفاتح عروة. فقامت يد السادن طوالي أدت الجائزة ليد بشرى الفاضل ضربة لازب بس! ، و كدا كدا إيد علي إيد تجدع بعيد!.
بالله عليك ياالبراق ، كيف ليد بشرى الفاضل ، بعد هذا ، أن تدّعي أي مشروعية أخلاقية تؤهل صاحبها للمساهمة في "
"تكوين الوجدان السليم" لأي جيل ؟!
مالكم كيف تكتبون!


تنويه للشقليني.
يا بيكاسو خلافي مع محمد عثماننا لم يبدأ ـ كما كتبت أنت ـ مع المنازعة التي بدأت في مكتوب النور أحمد علي الذي ورد فيه تعبير " طيز الوزة". خلافي مع محمد عثمان بدأ بعد مشاركته في مؤتمر الجنبري [2009 مايو] .
شوف الرابط

https://sudan-forall.org/forum/viewtopic ... 6250918ca2

و سيرة الوزة وردت في فبراير 2010
الرابط

https://sudan-forall.org/forum/viewtopic ... 6250918ca2


سأعود في أول سانحة
محمد سيد أحمد
مشاركات: 693
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 8:21 pm
مكان: الشارقة

ررر

مشاركة بواسطة محمد سيد أحمد »

عزيزى الشقلينى
زى ما كتب محمد جودة
انا ايضا لم اخرج برؤية واضحة لك

مهما كانت اهمية تاريخ صراعات محمد عثمان الا ان مقالة الاخير يحتاج راى منك
وبعدين نرجع لتاريخ المشكلات على طريقة سياسة بسمارك الداخلية ثم نعرج للخارجية

حسن موسى يازول

غيمتك يا البخيت دى نوع نشوف التراجيكوميدى

انت لو كنت ممتطى سيارة فارهة وموبايلك خطير كان حسدناك

يازول انا عارف حساسيتك للكوميديا عالية جدا دى ما لا فاتت عليك
الفاضل الهاشمي
مشاركات: 2281
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:14 pm

مشاركة بواسطة الفاضل الهاشمي »


كتَبَةُ السلطان: بَوَار الكتابة وطفوليتها وطفيليّتها

عيْنة كاتب اسمه محمد عثمان ابراهيم


الفاضل الهاشمي

(٠)
تنويه ضروري


ترددت فى شان وجدوى الكتابة الناقدة والكاوية بين الكتاب ؛ ثم عدت بعد قناعة ترسختْ ان الهوان الثقافي والاخلاقي وسط المثقفين البرجوازيين الصغار هو السبب المباشر للهزائم الماثلة اقتصادياً وسياسياً وفكرياً وأخلاقياً ضمن مشهد سودان اللبرالية الجديدة العربسلامي فى تحالفها المقدس مع حضارة راس المال الكوني. ولأن يكون ثمة مشروع حداثي او لا يكون لابد من انطلاق معارك فكرية ضارية نطلق فيها العنان للغتنا وخطابنا ونسمي الأشياء بأسمائها لتنفرز الكيمان الفكرية. ضمن هذه القناعة توكّلت علي مواصلة جدل خاضه لفيف من الكتاب السودانيين ضد بعضهم. يجب ان يسود أدب جدل يبجّل الاختلاف وينحرف من الغوغائية والتنابذ والركاكة والبدائية والزبد والشخصنة ابتغاء وجه "التأسيس لعداوة العقلاء التي تقنن الخصام وفق مواثيق واضحة للمنفعة العامة" كما ورد في كلمة راشدة لحسن موسي. ضمن هذا المشهد والمنطق اود التعليق علي مقالين بعنوان "وحسن موسى ـ دون هؤلاءـ حكايته حكاية! " و اخر بعنوان "السيست والناشطون: ليس بعد الكفر ذنب!" نشرهما كاتب باسم محمد عثمان ابراهيم في صحيفة السوداني. المقالان متاحان فى هذا الرابط:
https://sudan-forall.org/forum/viewtopic ... 30e1a9d4b3

أصدُر هنا من قناعة عن بؤس وبَوَار وطفولية المنهج الكتابي و بَرَجوبةْ * الأخلاق عند كاتب المقاليْن بقدر يقيني فى انتشار ظاهرة مُنظّمة سمّاها د. حيدر ابراهيم جنجويد الكتابة تستهف رموز المشروع الديمقراطي العريض .
وكما قال د.حيدر ابراهيم ان الدولة الشمولية عملت علي تحويل المجتمع السوداني الي مجتمع فاشل مثلها فإنها تجند عيالها وبناتها للكتابة الراتبة بان المقاومة والمعارضة فاشلة حتي تصبح فى نظر الاخرين فاسدة بامتياز كفساد ثقافة الثراء والربح السريعين. وقد أشار حيدر ابراهيم الى ازدهار ظاهرة ”جنجويد الكتابة والثقافة” في مجال الصحافة،والإعلام، والكتابة أنتجتها "مرحلة الانحطاط الإسلاموي، وشجعتهم بالمكافآت السخية ليقوموا بمهام قتالية بالكتابة بدلا عن استخدام الكلاشنكوف، لفعاليتها أي الكتابة في إغتيال الشخصية، والإبتزاز والاسفاف.فالنظام بعد أن خبر فعالية الجنجويد في الحروب المسلحة، قرر أن يجربهم في معارك الفكر والثقافة والكتابة.خاصة وقد اصبحت آليات المال والامتيازات والتسهيلات وصناعة الشهرة والنجومية ؛ذات قيمة عليا مع اختلال سلم القيم.والجنجويد الثقافي أو الإعلامي،لابد أن يمتاز بقدر كاف من الوقاحة وقوة العين". والجنجويد ، حسب حيدر ابراهيم، يعلم جيداً مصدر المكافأة التي يستلمها، ولكن هذا لا يردعه أويخجله، بل يتجرأ علي الجميع شتما وسبا وغمزا ولمزا ....ولذلك يكون من فرض العين فضح وهزيمة ”جنجويد الكتابة” كون هزيمتهم من شروط عافية الوطن وبواكير نهضته كما اكد حيدر ابراهيم. استهدافي هنا ليس نعياً مشخصناً أو تشييع محمد عثمان الذي يدعي بأنه صحفي رغم أنه يمشي فى كتابته البائسة مكباً على وجهه وإنما بصدد نقل الحديث عنه كفرد عادي بامتياز الي مستوي الظاهرة ؛ بمعنى اخر رفع الحوارات من المكايدات المنخفضة الى شاهق الوضوح والقضايا الكبري ؛ من ضيق النظر للأشجار الى رحاب صورة الغابة الكبري ؛ غابة بلد متنوع كبير كان اسمه السودان. من هذه الشقوق والنفاجات ومن بين أيدينا جاء الغول .


(١)
في فِصام (سيزوفرينيا) الكتابة والموقف:


اولاً لابد من توضيح فصام أفسد علي محمد عثمان قراءته لمواقف وأفكار د. حسن موسي ومجمل العمل العام الديمقراطي المعارض على مستوياته الفكرية والسياسية المباشرة. أقول فِصام كون محمد عثمان ينشطر بين حالتين نفسيّتيْن نشدت الأولي الإشادة بحسن موسي والثانية تشنئته وتهوينه مجانياً ومن دون وجه حق. حين حاول محمد عثمان رمي حسن موسي بسالب القول تورّط دون قصد ، حسب منطق المقام والمقال والحس السليم ، فى الإعلاء من شأن حسن موسي. لا اشك مطلقاً ان فقر كسب محمد عثمان فى هذا الجدل الخاسر ليس بسبب بؤس وإلتباس منهجه فى الكتابة وحسب وإنما فى سوء طويّته على أقل تقدير. سأسوق هنا نموذجين منشطرين الاول فى تمجيد موهبة حسن موسى الباذخة والبارعة والآخر فى سبّه لنتبين إلتباس الحجاج وارتباكه.
يكتب محمد عثمان شهادة عن حسن موسي وهو فى حالة الانشطار الاول ان موسى "مثقف مميز، ورسام كبير ذو موهبة باذخة مشهود لها، وكاتب بارع قادر على تطويع لغته لتعبر عن أفكاره بطريقة، يشهد الله مبهرة " هذه كتابة طازجة من طبخ اليوم ؛ اما بالامس كتب محمد عثمان ، بعين الرضا ، حين زار حسن موسي السودان (معذرة على طول الاستشهاد) قائلاً:
إقتباس:
"تحتفي الخرطوم هذه الأيام بمقدم الفنان والكاتب والمفكر البارز د. حسن موسى المقيم في فرنسا منذ سنوات طويلة لم ينقطع فيها عن الإنشغال بالهم العام في السودان. منذ قدومه في إجازته هذه والخرطوم تشتغل بحراك ثقافي وفكري وفني من نوع مختلف وشديد التميز فليست كل المحافل كالمحافل التي يكون حسن موسى حضوراً فيها، فما بالك إذا كان هو الشخصية الرئيسية أو المحورية فيها. تابعت إحتفاء البلاد (صحفاً ومؤسسات اهلية) بالتشكيلي الكبير وكنت اتمنى لو انفتحت الدولة والجامعات ومراكز الدراسات والتفكير (الخربة) والتي يعشش العنكبوت على أبوابها بالمثقف الوطني المحترم، وأتاحت له متسعاً في المكان وبراحاً للنقاش حول أفكاره وآرائه وتصوراته فتقدم الأمم مرهون بالمبادرات الخلاقة والقدرة على التنظير للتغيير والتحول، وليس إنتظار الفرج والتشبث بما هو قائم."
الى ان يقول "تحتفي صالات معارض العالم وغاليريهاته من دبي الى نيويورك مروراً ببيروت والعواصم الأوروبية جلها بلوحات حسن موسى وأفكاره ومن باب أولى أن تحتفي بها بلاده التي غادرها شاباً ثائراً ومتطلعاً وطموحاً ويعود اليها اليوم –مؤقتاً كما دأب كل بضعة أعوام تطول وتقصر ....... لا يكف حسن موسى ولن يكف عن إثارة الجدل بلوحاته البديعة وأفكاره المبهرة"
انتهى الاقتباس
حسن موسي اذن ، وبعضمة لسان محمد عثمان وهو واقع تحت سطوة ونفوذ الحالة الاولي المتماسكة ، يعيش فى بلاد النور وله مصادر متعددة للمعرفة يستخدم "أدوات مختلفة تتراوح ما بين الكتابة والرسم ومصادر متعددة للمعرفة وأدوات متمايزة للحصول عليها عبر لغات ثلاث –على حد علمي- وتجربة فريدة في العيش في بلاد النور في فرنسا كفنان ومثقف فاعل في محيطه ذاك وفي فضائه الأوسع" . التخطيط من عندي. لاحظ فجاجة الثنائية التي لا ثلاثية لها حيث بلاد النور تقابل بلاد الظلام . كان حسن موسى ،بعين الرضا، ضمن التيار الرئيسي الكوني وليس فقط المين ستريم الفرنسي.
وفجأة يسقط القناع وينشطر مشهد مديح الظل العالي الدرامي حيث كان يعيش حسن موسى بالامس فى "بلاد النور" أما اليوم فالويل كل الويل له وعليه اذ يعيش مجهولاً خارج مركز الشمال الكوني فى قرية فرنسية خاملة اسمها دوميسارق وكذلك فى هامش السودان حيث يركب الركشة ويستلف الهواتف النقالة !! وهذا طبعاً مشهد مشرّف اللهم إلا فى ذهنية غير سويّة ومختلة الرؤية. اسمعه يقول: "حسن موسى غير موجود في التيار الرئيسي للثقافة السودانية مثلما هو غير موجود في التيار الرئيسي للثقافة الفرنسية حيث يعيش منذ اربعة عقود."
وليت محمد عثمان يدري إن الانتماء للتيار الرئيسي نِقمة وسُبة نجا منها محمود درويش وسميح القاسم وسمير أمين وكل من يفكر بحس نقدي ثاقب .يالها من ربكة طفولية ان تمدح ببوشانية فلان كونه ضمن التيار الرئيسي او تزدريه كونه خارجه. لكن محمد عثمان فى عجلة أمر الكتابة الراتبة والتسوّل وفقدان البوصلة يحاول ركوب سرج المعارضة ويطلب جاه التيار الرئيسي وامتيازه فى آن . وهذه سُبة فى باب فقر المنهج وقلة الحيلة.
ثالثة الاثافي أن محمد عثمان أكّد خلو وفاضه من موضوعية وانه يضمر احتقاراً غريباً لقرائه فى القري ويسيئ اليهم ويربك خيلاءهم وزهوهم وكبريائهم وحسهم بانسانيتهم وواقعهم حين يسخر من قرية (دوميسارق) "خاملة الذكر" في الجنوب الفرنسي التي يعيش فيها حسن موسي بوهم أنه يهوّن أمر خصمه. ماذا يضير ان يعيش الإنسان ، مطلق انسان، فى قرية خاملة الذكر أو مدينة ديناميكية سوى الخواء وشحن الكلام المجاني المسيئ لسكان القري .؟ نحن ازاء قلم يحتاج الي نعي شامل كغيره من بعض صحفيي السودان العاطلين من المواهب ضمن سياق تدني الإنتاجية الشامل والفعالية والنوعية!
كتابة محمد عثمان ضمن ظاهرة منظّمة ومدفوعة الأجر فى اعتقادي تتجلي فى تجنيّه علي ملابسات استضافة التلفزيون السوداني للمغنية الواعدة الشابة نوار عبدالله بولا حيث لاموضوع سوى سفاف القول. تورّط محمد عثمان ، ضمن دوره الجديد، فى فرضية خفيضة السقف مفادها ان قُراءه عبارة عن مجتمع نميمة خامل يهمه جداً ان يسمع فريّة وفضيحة جديدتيْن عن تهافت المبدعين والمبدعات الديمقراطيات نحو بنية الحكم القائم التحتية عبر اختراع بالون "شمارات فَشنك" يحمل أسرار لاوجود لها حول "كيف تم تدبير اللقاء التلفزيوني ولو شاء من شاء سألني! " علي سبيل نميمة التلفونات من استراليا. هذا عين يقين غثاء الكتابة وفجاجتها مشوب بأدب نميمة وقطائع. لو تم نشر هذا الغثاء إلكترونياً لغفرنا له ، لكن أن يطبع فى صحيفة ورقيّة فى بلد تصادر فيه جميع الحقوق بلا إستثناء من حق الحياة لغاية حق الكتابة والتجمّع والتظاهر بل يُقتل فيه المتظاهرين العُزّل الأبرياء بالرصاص الحي فهذا لا تفسير له غير التآمر على كل شيئ.
لابد ان محمد عثمان لا يلوي علي شيئ حين يركّب "مكنة" صحفي ذكي وعالم وباحث فى الإيبستمولوجيا يخترع الحالة فى عُجالة ويوزع التقييمات العاطفية ضمن عجلة الكتابة الراتبة المأجورة والمؤدلجة : هذا الديمقراطي والمثقف او الفنان مهمّش وذاك ذو شنّة ورنّة عطفاً على قناعة صميمية منحرفة تسخر وتحتقر الهامش كموقع ذليل اخلاقياً. هذه عينة قاموسية ممتازة لضيق الماعون والافق المعرفييْن أودت بصاحبها الي حالة انفصامية تقول الشيئ وضده فى آن. لابد ان الاجابة علي سؤال الطيب صالح المشهور "من اين أتي هؤلاء" نجدها فى هذه العينة من الذات المرتبكة الواهمة.


(٢)
فى النرجسية وتضخم الذات البوشانية **


نعرج الان الى نموذج فى تضخم ذات محمد عثمان الكاتبة. كتب محمد عثمان "وقد طيب خاطري أن الرجل (يقصد حسن موسي) كان يشيد بمساهماتي ويعاملني بلطف وتقدير وحفاوة". وفى موضع اخر يقول عن نفسه انه "ككاتب متسق وصادق مع الذات فإنني في هذه المقالة أحاول .." الخ
يحاول محمد عثمان المُدلّل هنا ان يعلي شأنه ومكانته الصحفية للقراء كما يتوهّم بعبارات من شاكلة "مساهماتي" ويحب ، بتدلّل ، أن يظهر انه عومل "بحفاوة" من قِبل حسن موسي لتضخيم ذاته ... "المُدلل كيف نسايرو" !! والحفاوة هنا معطوفة علي جاه وعزومات وعطايا ومِنح الراشي التي تنعش خاطر البوشاني وترفع إنتاجية المدح والعويش الغذيريْن كما سنري فى باب حب محمد عثمان للاحتفاء وتأففه واستعلائه المضمر لغمار الناس من علياء رغد إنسان ممتاز يعاف ركوب الركشة التي استكثرها علي إنسان ممتاز آخر ليتسنّي له خسف خصمه نحو أسفل السافل الطبقي المهمّش. دعاة المشاريع الكبير ياصاح يركبون الصعب والجوع والموت (مش ركشة!) مثل محمود محمد طه وغاندي ومانديلا وجون قرنق ومندي بنت السلطان عجبنا ورابحة الكنانية وسعاد ابراهيم احمد وفاطمة احمد ابراهيم والقائمة تطول.
يازول حين نزور السودان نركب الركشات مع صور تذكارية. الشاذ والمشين هو ان يسخر السوداني فى بلد الثروة الزراعية والحيوانية من ركوب الركشات والدواب. من أي الضوابط المعيارية والمنابع الأخلاقية يستقي كاتبنا مشروعية السخرية من ركوب الركشات ثم يفخر بهدايا ووجبات مهولة أُجزلت له فى سودان يرزح أكثر من ٩٥٪ منه تحت خط الفقر والتجويع والعطالة والابادة ؟ ما هو ذنب حسن موسي ان لم يستوعب خياراته العادية كاتب بوشاني يستفز قراءه بعزومات وشقق وفلل عرضت له وأرضت طموحه ؟ ليته بذل تلك المجاهيد الكتابية عن معاناة أهلنا المهمشين في شرق السودان حيث الفارهات التي تحمل بضائع الرفاه وزجاج الشواهق تمر عبر أراضيهم ويغض مضاجعهم صريرها علي الاسفلت والسكك الحديدية والمطارات !!!
غفلة محمد عثمان عن تزكية النفس الامّارة بالسوء تجعله يتحدث عن نفسه فى مقالاته الراتبة وكأن القارئ لا ينتظر من الكاتب سوى إعلاء شانه بمناسبة وبغيرها. توقفوا معي عند عبارته : "نقاء السريرة والقلب السليم اللذان أصدر عنهما منحاني محبة أناس كثر وفتحا لي أبواباً كثيرة." وفي زلة لسان يكتب عن هذا الفتح ضمن إغراء هدايا اللحظة الاخيرة والولائم قائلا "ما جئت الى السودان إلا وكانت السيارات والشقق التي يقدمها لي الأصدقاء في غير مدينة أكثر من حاجتي فأعيدها وكلي امتنان" ثم يستطرد "وفي كل مرة آتي الى السودان كنت أضطر لتلبية الكثير من الولائم، وفي بعض الأحيان ثلاث مرات في وجبة واحدة ارضاء لكرام الأصدقاء....وفي كل مرة أغادر السودان بعد إجازة، كنت اضطر الى ترك الكثير من هدايا اللحظة الأخيرة في المطارات بسبب الوزن. الحمد لله رب العالمين."
يازول هوويْ ، حكمة وكبرياء ود ابن آدم وانسانيته المحضة حتى لا أقول غريزته، جعلته اجتماعياً وصديقاً يجمّع حوله أصدقاءً كراماً بررة عزيزي النفس. ولكافة السودانيين والسودانيات فى المزارع والمصانع والمكاتب الحكومية والاحزاب ومنظمات المجتمع المدني والجامعات أصدقاء وكتاب وعلماء وأدباء وأساتذة جامعات مغضوبٌ عليهم وخارج المين استريم تم طردهم/ن من الخدمة وليس لهم/ن هدايا وشقق يقدمونها لأحبتهم الزوّار. وحين نزور السودان تتفطّر قلوبنا لحالهم ولابنائهم وجدران بيوتهن/ن التي تعدم الزبالة. من اين أتي أصحابك بالمال والفلل والعربات الفارهات؟ أمن حر مالهم بعد ان ابعدوا الاخرين أم من مال القطاع العام وفساد دولة اللبرالية الجديدة التي أفرزت شرائح رجال الاعمال/الساسة الهبرو ملو؟
حَسْب حسن موسي أنه لم يتورّط فى أكل سحت الجمبري الذي لايعلم لونه وطعمه سكان القري الخاملة والمعسكرات. لو كنت مكان محمد عثمان لركبت الدواب وحلبت الأغنام فى صحن القصر الجمهوري نكايةً بفعائل التيار الرئيسي وكترميز للدفاع عن الرعاة فى شرق السودان حيث أسوأ مثلث للسل فى العالم مقابل التلذذ كتابة بحصر هدايا وهبات تعجز عن حملها الطائرات. يموضع محمد عثمان نفسه فى برج نرجسي وموقع طبقي وأخلاقي وينطلق منه فى رسم قيم لاعلاقة لها بمقاومة الظلم وتجلياته كتخفيض اهل المدن الخاملة والهزء من ادوات نقلهم.
فى مشهد آخر تبدو نرجسية محمد عثمان علي أشدها فى مشهد طفولي حيث يخترع مشهد كوكبة من المبدعين يحشر وسطهم اسم صديقه مصطفى البطل ليتسنّى له ايحائياً ولا شعورياً تضمين ذاته معهم. وضمن التمويه والحالة المرَضية كثيراً ما يتشدق مصطفي البطل ومحمد عثمان برأسمالهما الرمزي من علاقات بفلان وفلتكان من رموز الابداع والفكر السوداني دون رصيد من العطاء الفكري غير الكتابة الراتبة العاطلة دون الوسط فى مستواها حيث الاسلوب المدرسي الانشائي الركيك ومحتوي وزن الريشة ومسيخ وممصمص. أقول ان محمد عثمان يحاول التذاكى فيدخل صديقه مصطفي البطل جنة المبدعين عسي ان يدخل الأخير حماره معه فى تلك الكوكبة المبدعة التي صادف ان شملها حسن موسي فى كتاباته النقدية. والنقد شيئ طبيعي فى حقول المعرفة والجدل والأخذ والرد ؛ ولا يطيقه سوى فاقدي الشيئ. اخترع محمد عثمان كوكبة مبدعة تناولها حسن موسي فى كتاباته النقدية ليضمر انتسابه لها فى قوله: "اكثر الناس تسامياً على المكاسب والمال، فيمن عرفت، هم الكتاب والمبدعون وقد كسب هؤلاء في السودان أفئدة الناس الذين قيدوا انفسهم في محبة هؤلاء طوعاً، ودونكم من هؤلاء الطيب صالح، ومحمد المكي ابراهيم، وجمال محمد أحمد، ومحمد عبدالحي، وابراهيم الصلحي، وبشرى الفاضل، ومصطفى البطل، وابراهيم الصلحي، ومصطفى سند، وعلي المك وصلاح أحمد ابراهيم."
قل لي بربك ماهو المسوّغ الاخلاقي والمعرفي الذي يسوّل لنفس محمد عثمان إدراج صديقه مصطفى البطل ضمن هذه القائمة سوى منطق التطفيف فى مشهد "واذا كالوهم او وزنوهم يخسرون"؟! أقول أن محمد عثمان يخترع تلك المجموعة المنتقاة عشوائياً ممن انتقدهم حسن موسي (قلتُ عشوائياً كونه تجنّب ذكر آخرين منهم عبدالله علي ابراهيم مثلاً) ، ثم يسرّب اليها اسم صديقه البطل حتي يتسنّى له أن ينضم اليها لاحقاً على سبيل منطق المين استريم السوداني الطفيلي اللبرالي الجديد الذى يتوّج من "يصطفي ويحمّد" نوابغاً وكتبة وحيْ على سُنّة التطبيل والتطفّل.
زبدة القول ان كتابة الأعمدة العجولة اجهدت ذهن محمد عثمان وصحبه وأرخت معدتهم ولبّكت أفكارهم ومفاهيمهم حتى اذا بلغهم اليوم السابع فرغ أحدهم من الكتابة الراتبة واستراح للقطيعة والنميمة عبر تقنية رقمية قرّبت السنوات الضوئية من استراليا واليها.


(٣)
الفكر الطالباني وغياب الحس النقدي الفنّي


يقول محمد عثمان على شفا حفرة الانشطار الثاني أن لوحات حسن موسي "الخليعة العارية تباع بتراب الفلوس رغم التبذل المقدم فيها." وفى هذه العبارة يفضح نفسه ويكشف عن ذوق وذائقة متحجّرة لا علاقة لها بسياق الفنون والتشكيل والرسم وتاريخه وانما عن انتمائه الى مدرسة سلفية طالبانية يسوغّ لها ويتسوّق فى بورصتها عارضاً البضاعة الرابحة حسب طلب سوق الصحيفة التي يكتب لها.
وهذا الرجل الذي يدّعي مكارم الأخلاق فى تجشّمه "رسالة أمينة صادقة بعيد مداها" ينسى أو يتناسى، فى غفلته وغيبوبته الشاملة، أنه يضخّم ذاته ويعليها الى مراقي المهنية فى قوله "انني أرفض الكتابة مجاناً إلا بطلبات من الأصدقاء ألبيها" . هذه غفلة عن أن ابجديات النضال ومستحقاته تهيئ وتروّض لطالب مشروعٍ ما أن يموت من أجله فيحيى ولا يقيّم حسناته بميزان الرزق والأجر المادي إلا لمن لا يلقي السمع وهو شهيد. يتم ذلك الهراء حين يذكّرنا محمد عثمان بقناعته الأخلاقية حول دور الصحافة كمنبر "من منابر التوعية والإرشاد ونشر مكارم الأخلاق" وانه يريد " للوعي والرشد ومكارم الأخلاق أن تنتشر بين الناس عسى أن يلتقط هذه الفكرة أحد ممن يسر الله له بسطة في الرزق فيعطي عن طيب خاطر كدأب أهل السودان." لإنزال هذا الشطح الرؤيوي من إرشاد ومكارم أخلاق وأمانة فكرية لأرض الواقع لابد ان تكون الكتابة بتجرد ومجاناً او لا تكون. واضح اننا ازاء مستوى متواضع من العطاء والابداع ولولا ظروف التضييق علي الكتاب والمبدعين وطردهم وقفل دورهم للصالح العام لما نصّب محمد عثمان نفسه كاتباً صحافياً يطمح للاساءة لحسن موسي وللمبدعة الناشئة نوار عبدالله بولا. حليل الصف الباسق من رجال ونساء الصحافة السودانية فى المركز من عرفات محمد عبدالله الى محجوب محمد صالح لغاية مديحة عبداللة وفيصل محمد صالح.
دعنا نفكّك لحظة واحدة من الزيف حين كتب محمد عثمان في أوج وذروة وخيلاء مشهد البورصة التى يعرض فيها بضاعته ان "كل كسب كسبته من الكتابة خلال السنوات الخمس الماضيات قد ذهب في مصارف خير نسأل الله لها القبول." (التخطيط من عندي) . لاحظ ان محمد عثمان يتذاكي فى إختيار مفردات حسّاسة لتساوق مع خطاب ذات صلة بمعايير البضاعة فى سوق التديّن المطروح فى السوق كنحت زبيبة الصلاة بدهاء علي جبين المصلّي للمراءاة مثل "كل كسب كسبته" و"مصارف خير" على سبيل المصارف الاسلامية ذان الربا.
كُف عن القارئ/ة السوداني/ة قهر المجازات الخائبة والخطابة والخطاب ؛ وكفاه واقع السحل والدم والربا المنكور وعذابات الكراكير والمعسكرات ومشاركة النمل مونته وقفّة الملاح وحقنة الملاريا ومصاريف المدارس. أمسك عليك مديح ظلك العالي المؤذي.


(٤)
فى تنميط المعارضة والانتفاخ التامبيري ***


أصدر هنا من قناعة تُعلي شان الوضوح الفكري لمقاومة طفيلية الدولة اللبرالية الجديدة حيث جمع الحاكم بأمر الله فى السودان مالا كثيراً وعدّده واستثمره فى بيع وشراء ذمم الناس وافسادهم على ايام البترودولار السوداني ودفع بمؤتمرات الجمبري إعلامياً وإقتصادياً وسياسياً وطائفياً واخلاقياً وأتت أكلها رَوَثاً وطحالباً وما دون ذلك. ومن الروث مواصلة تشنئة المقاومة والمعارضة ، على طول وعرض مسمّياتها وأهدافها، وتنميطها حتى تتحلل ويذهب نورها.
ضمن هذا المشهد هناك موضوعتان جديرتان بالبحث والتنقيب هما عكوف مجموعات من الكتاب علي تخليق مفهوميْ "المثقف" و"المعارضة" من طينة التنميط ومن ثم تبخيسهما حتي يتسني للصانعين والصانعات تعكير "وتهكير ؟" مناخ صحي تتخلّق وتتبرعم فيه المقاومات التي تفكك وتحلحل وتحلل وتفضح الرباط المقدس بين السوق (بكل مفاهيمه وتموضعاته) والايدولوجية.
لقد انطلت فرية عزل "المثقف" العضوي التقدمي وتشنئته وتبخيس "المعارضة" (على تعدّد مشاربها ) سياسياً أخلاقياً حتي تكاد لا تجد عبارة فى خالية من التشكيك فى مطلق الفعل المقاوم ومقدرة مؤسسات الابداع السوداني (لدرجة تقارب التشكيك المفاهيمي) علي دحر الظلم وتحدّيه. وبذلك تخلقت حالة لا تفرز بين المعارض الذي يبذل ماله ودمه وروحه للتغيير الايجابي والمعارض الذي يتدبر سياسياً إمكانية إنزال هذه المقاومة علي ارض ساس يسوس وانتقال السلطة. ضمن هذا التعميم واللّبْس المفاهيمي يحاول محمد عثمان ومصطفي البطل وحفنة من كتاب الإنشاء العكاظي والخطابة التقليدية إدخال درب المقاومات فى ألْمي كما تقول حكمة أهالي غرب السودان.
يتكسّب صُنّاع هذه المفاهيم مادياً ورمزياً بالانتفاخ التامبيري ويوفّرون ، وهم فى كامل قواهم العقلية، حماية وخدمة ثمينة لمراكمي راس المال البدائي العربسلاميين او الافروعربسلاميين حتي يستفردوا بالمال العام والشأن العام والأخلاق العامة وخصخصتها جميعاً فى الاسواق المالية وبورصة الله أكبر ! هكذا يثير المنتفخون غباراً كيمائياً كثيفاً يخنق الرؤية والأنفاس حتى يتلبّك مشروع المقاومة والاستنارة والحداثة وتنسد شعبه الهوائية وأوردته. من هنا يجب مقارعة بضاعة هؤلاء بلا هوادة وبوضوح فكري لا لبس فيه. من أسوأ النماذج الدرامية الصارخة لفقر المنهج الكتابي وغياب المبدئية والخفّة الفكرية تلك التي يستهدف فيها بعض ضعاف النفوس (مقابل أجر أو بدونه) مكامن ضعف المقاومة العريضة (قاعدة وقيادات) من أقصي يسارها الى أقصى يمينها. وبنعمة مشهد الطحالب الطفيلي وثقافة البِرَكْ أصبح كثير من طلاب الرزق كتّاباً راتبين (باستثناءات معلومة) فى جوقة تيار المين استريم النهري كأعشاب النيل الطفيلية فازدهرت ثقافة المستنقعات الفكرية أو كما قال شاعرنا ود المكي "وبركة العصر بالنايلوفر ازدهرت".
اسمع الي محمد عثمان وهو يحمل موسىً يطهّر بها أطفال معارضة يتوهمهم ويعظهم: "لا تفقد الأمل لكنك بحاجة الى تطهير معارضتك والمعارضة بحاجة الى تطهير صفوفها والصفوف بحاجة الى تطهير الغاوين الملتصقين بجسدها التصاق من قالت أنا وأخوي الجمل جبنا العيش من القضارف ... حتى لا يكون الإنتماء لصف المعارضة النبيل مرتعاً للفاشلين والراغبين في الحصول على هدف بعد أن تعذر تحقيق الأهداف". وبذات المنهج المختل يقول "لا بد من تنقية الفضاء العام الذي يجول فيه سدنة الخدمة العامة من ساسة ونشطاء حقوق إنسان ومجتمع مدني وعساكر ومليشيات، وأول خطوة إلى تنقية هذا المجال الواسع هي الإشارة بالأصبع إلى مكمن القذر.". رَكّاب سرجيْ (المعارضة والمين استريم) وقّاع كما تقول حكمة الأهالي .
وحين يهاجم محمد عثمان المعارضة يختار "شخصيات افتراضية إنترنتية " ويكتب عنها بلاغات وقطائع وشمارات يُسر بها اليه أولياء نعمته. شمارات من شاكلة "سيدة متزوجة تقضي إجازة بالخرطوم مخمورة تماماً بصحبة رجل أجنبي في سيارته!" أو "عاطل عن العمل اضطر لاصطياد سيدة في عمر أمه ليتزوجها طمعاً في إقامة. في الليل يملأ معدته بالخمر الرخيص ليتمكن من التواصل مع أهل بيته، وفي النهار يقضي وقته في النوم وتنظيف المنزل والكتابة على شبكة الإنترنت." أي هراء هذا؟ ترى من يلقمك ذات ليل ويملّيك تلك النميمة. الفاشلون كثر فى جنات الحكم والمعارضة معاً وأشدهم كفراً فرعون الحاكم الذي بيديه الملك والسلطة والثروة ويفسد فى الارض.


(٥)
عوّاس السّم بضوقو


شوف يا محمد عثمان اهلنا بقولو "المافيهو شق ما بقول طق" و "مافي دخان من غير نار" و "عواس السم بضوقو" والبزرع الريح يحصد العاصفة ؛ وفى مشهد أدب النميمة والشمارات هاك السم والعواصف التي تحمّدك حيث جاء فى الشبكة مايلي:
"كاتب سوداني يعيش في (شرق) استراليا، درجت الإنقاذ أن تدفع له (من تحت الطربيزة) لشتم المعارضين وتزويده ببعض القصص المنجورة (على شاكلة قصص اسحق أحمد فضل الله). آخر صفقة تمت بواسطة صديقه (الصحفي السوداني الأمريكي) ليشتم نيابة عنه فنان (ومعارض) سوداني يعيش في بلد اوربي (اشتهر البلد بأنه بلد فنانيين)، يقال أنه قبض فيها عشرة آلاف دولار."
انظر اين يقودك هذا الروث والرّفَث الذي تلعب به أنت وطبيقك مصطفى البطل وآخرين وأخريات!؟
نحن ازاء ظاهرة طفيلية عابثة ضمن هوان الجنوب الكوني يسّر صنيع التيار الرئيسي لمحمد عثمان مغبّة السخرية من مبدع وناشط كحسن موسي ذو "رسالة أمينة صادقة بعيد مداها" يساهم بفعالية مع غيره من المبدعين فى تطوير وترسيخ منهج نقدي وعملي يشكك في صمدية الهويات وعلى درب حداثة تتحدي حداثة راس المال.


هوامش:

* البَرَجوبةْ هي الطين اللّين الملكوك الذي تغوص فيه الارجل (عون الشريف).

** البوشاني من البوش وهو ضرب من الشعر عند الرزيقات وهو الشاعر الذي يحوم علي القبائل وينزل عندهم قبيلة بعد الأخري ويسترزق بمدح خصال القبيلة وشيوخها بشعره المسجوع لقاء مقابل ؛ ومعروف باستهباله ومدح من يدفع أكثر. والبوش هو ايضاً حفل العرس يقولون تتعرجن فى البيشان (عون الشريف).

*** التامبيرا سمكة تنتفخ حين يتم إصطيادها.
The struggle over geography is complex and interesting because it is not only about soldiers and cannons but also about ideas, about forms, about images and imaginings
ادوارد سعيد "الثقافة والامبريالية 2004"
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

[font=Microsoft Sans Serif]

يا جماعة الخير بقى لي فترة متابعة السجالات الحاصلة في حتت متفرقة عن مقال محمد عثمان ( السطحي ) بشأن حسن موسى ..
وحقيقي مندهشة لكمية الكلام الدار حوالين المضمون ( اللاموضوعي ) دة .. والتفرعات الطلعت منو .. والاختلافات الظهرت .. والنقاشات الاحتدت واشتعلت ..

يعني يا حسن موسى تفتكر انه لمن محمد عثمانكم يقول انك في بلدنا الهملان بتركب ركشة وما عندك موبايل وشغال مدرس دة سب او انتقاد بيستاهل الرد منك او من غيرك ؟! .. صح انت زول فنان وليك باع طويل في الحياة المرتاحة وعندك جواز سفر بتاع العالم الاول .. لكنك في الاصل سوداني .. ولمن ترجع السودان بترجع سوداني عادي بسيط وبتتعامل مع الحياة هناك بكل معطياتا .. ودي ما مسبة .. بالعكس دة شئ كويس جداً وبيعني انك ( زول ) متسق مع نفسك وما مصاب بعقدة الجواز الاوروبي وتبعاته من تكبر وشوفونية البتصيب بعض الناس في الحالات دي .. يعني الزول دة مدحك ياخي ما نبزك ..

غايتو انا - وبرغم عدم صحة المقارنة لاني لسة بحمل جواز سوداني وعايشة في الخليج - لمن امشي السودان بركب ركشة وحافلة وامجاد وبصات .. ولو ما لقيت دابة بمشي كداري لمن المشاوير تكون قريبة .. وما حصل اقتنيت شريحة تلفون خاصة بي .. كل شرايحي في السودان بتكون مستعارة من اولاد اخواتي ومن اصحابي .. وبالنسبة لشغلي من ما جيت دبي دخلت بكالوريوس الاقتصاد في الدرج وشغالة سكرتيرة .. اها شنو يعني ؟! كل الحاجات دي ما ادتني احساس بنقص .. وحتى لو اي كائن غمزني او لمزني باسلوب حياتي .. بعتبر انه دة نقص فيهو هو ما فيني انا ..

المهم يا سيدي النعكر ليك دمك زيادة .. قطعنا فيك انا ومحمد سيد احمد وايمان شقاق ( النصيحة ايمان ما قطعت شديد ) لمن اتلاقينا في معرض مفروش الاخير في السودان .. غايتو بختك على القطيعة برضو لاننا زدنا ليك حسناتك وشلنا حبة من سيئاتك .. ما بقول ليك القطيعة كانت شنو عشان ما تقوم ترسمني .. جني وجن تصاويرك دي ..

آخر الكلام ..
( على قولة المواطنين هنا ) محمد عثمانكم دة ما عنده سالفة .. ما تدوهو اكبر من حجمو .. هسة هو بكون مبسوط جنس انبساط بالحاصل دة .. النبي ما تبسطوهو اكتر من كدة ..
وان شاء الله المرة الجاية لمن تمشي السودان تركب لوري او حتى حمار .. وتمشي تدي حصص لاطفال في روضة .. وما تشيل موبايل خالص .. شنو يعني ؟! ببساطة كدة شنو يعني ؟! ..

للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
محمد عبد الجليل الشفيع
مشاركات: 155
اشترك في: الجمعة إبريل 01, 2011 11:11 am

مشاركة بواسطة محمد عبد الجليل الشفيع »

ويا ريت بعد مداخلة سناء جعفر دي ترجعوا لينا (إياك والكتابة) لمساره الأول
محمد سيد أحمد
مشاركات: 693
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 8:21 pm
مكان: الشارقة

ةةة

مشاركة بواسطة محمد سيد أحمد »

يا سناء جعفر قولى بسم الله
انا ما قابلتك اصلا فى السودان
اول واخر مرة اتقابلنا قبل 7 سنوات فى الشارقة
كدى شوفى قطعتى مع منو

بعدين حسن موسى
كتب عن اندهاشى واكد كذلك بطبعا من فيض الاعزاز
يعنى طلعنى حاسد ومندهش كمان دايرا تديهو باص انى كمان بتاع قطيعة


يسلم قلمك وكيبوردك يا هاشمى

جنجويد الكتابة لابد من مواجهتهم بهذا الحزم
صورة العضو الرمزية
سناء جعفر
مشاركات: 656
اشترك في: السبت إبريل 15, 2006 10:49 pm
مكان: U.A.E , Dubai
اتصال:

مشاركة بواسطة سناء جعفر »

كود: تحديد الكل

يا سناء جعفر قولى بسم الله
انا ما قابلتك اصلا فى السودان
اول واخر مرة اتقابلنا قبل 7 سنوات فى الشارقة
كدى شوفى قطعتى مع منو



[font=Microsoft Sans Serif]
يا محمد سيد احمد معليش ياخي على خلط الاسماء العمل ربكة ...
انا قاصدة التشكيلي أحمد سيد أحمد .. وحصل الخطأ بسبب تشابه الاسماء ..
لك العتبى حتى ترضى ..
بلاهي لقاءنا اليتيم داك تمّ 7 سنوات .. سبحان الله ..
لكن هو كان في الشارقة ولا في دبي لمن جيت حضرت المسرحية في مسرح الفنون الجنب قهوة الفنانين في شارع الوحيدة ؟! ..
الظاهر الزهايمر بالجد دخل ...
للصمت صوت عال ... فقط يحتاج الى الهدوء حتى يُسمع ...
للصمت غموض آسر .. يجذبنا اليه عندما يموج العالم حولنا بالصخب المؤلم ...
للصمت جمال وكمال وهيبة ووقار ...
للصمت بهجة سرية لا يعرفها الا من عاشه وتأمل معناه ...
للصمت جيرة طيبة ... ودودة ... مريحة ...
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

المسامح كريم

مشاركة بواسطة حسن موسى »

يا سناء أنا قطيعتكم بتاعة الشارقة القبل سبعة سنين ديك برضو سامع بيها لكن المسامح كريم!
يا محمد عبد الجليل ما تقلق ،البوست ماشي في مساره الأول.
الفاضل الفاضل
جاييك راجع في موضوع معاردة المعارضة فصبرا
صورة العضو الرمزية
محمد أبو جودة
مشاركات: 533
اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 25, 2012 1:45 pm

مشاركة بواسطة محمد أبو جودة »

[font=Verdana][align=justify]

كتب حسن موسى:

(أقول بأن محمد عثماننا ، في رعونته الأسطورية ، اخترع لي حلفاء ما كنت لأحلم بهم، لكني واع بأن فيض إعزاز عيال المسلمين، الذي غمرني في الأسافير السودانية ، يتجاوز شخصي الضعيف ليطال جملة السودانيين الذي يعيشون على الكفاف، بكرامتهم ، حتى صار الفقر في قاموسهم مرادفا لعزة النفس .[ سأعود لموضوع الفقر هذا في براح لاحق أحفظه لمكتوب محمد عثماننا فصبرا]. ) ..

وأقول:
كلام موزون، ولا يميله أن تكون لفيض الإعــزاز "خيت شــلــّتو" .. وأوعَ بالك: أنه إعزازٌ (شِدة ما شديد)، جاييكــم نابع من وجع "وعي الفقُر" و التحديق في حال وطن، يكون في بُكرة أحلى، حتى مع "قليلٍ من الفَقُر لا يضُر" فالفقُر "محل بحث" لأجل تغييره قبل اكتناهات تفسيرِه، إن كانت هناك طرائق! وقد ناظَر "أحد اللامعين المُلَمَّعين" أبا حزمٍ الظاهري، قائلاً: تجدني يا ابن حزم "كاتب شُبّاك" أكثر منك! وأنتَ مُنذ صباك، كنتَ تتعلّم بمصباحٍ من دهب! تستضيءُ به لدرسك..! وكأنّما استدرك "المُناظر الأرعن"! أها وين ليك ..؟ فــ ردّ ابن حزم (ولا قام نفسو): ثراءُ بيتي كان أدعى ألاّ أقطّع نفسي حسراتٍ على المعرفة! ومِغرفتي من "دهب"، بل صمدتُّ - ولستُ الفقير - من مشاغبات تمنع الدّرس.

حقيقي، لا أذكر اسم ذاك المُناظِر لابن حزم الظاهري، ولكنني علاوة على "طوق الحمامة في الأُلفة والألاّف" أذكر كتابه في " الفصل" ين الأهواء والمِلل والنِّحل... وأعرف أنه نشيءُ أندلس المعرفة، ابن ذوات، عصيّ الانخذال.




....
صورة العضو الرمزية
ÇáÈÑÇÞ ÇáäÐíÑ ÇáæÑÇÞ
مشاركات: 180
اشترك في: الأربعاء يناير 07, 2009 7:12 pm

مشاركة بواسطة ÇáÈÑÇÞ ÇáäÐíÑ ÇáæÑÇÞ »

يا دكتور سلام
حقك أن يؤازرك البعض ويغمرك بفيض من الإعزاز "الواسع والضيق"، فقد تبرع محمد عثمان ابراهيم بمدحك من حيث أراد هجائك. أما في شأن صوت المعركة وبقية الأصوات العالية والواطية، فأعلمك، أنني لم أشِر ولو بحرف، لمثل ما فهمت، فقد أردت فقط أن أبيّن بأن ما كتبه محمد عثمان- في مقاليه الأخرين تحديداً- يفتقر لكثير من الدقة، وتعوزه الحرفية في النقد، وقد قدّم معلومات، أفضل ما فيها، لا يصلح حتى لحكاوي ما قبل النوم، وذلك لأنها ببساطة، تحيل قارئها، لافتراض الإختلاق من الكاتب، أكثر من كونها معلومات موثوقة وموثقة. وبالتالي، أراك تعجلت في تفسير ما كتبت، على أنه إقرار مني بأن محمد عثمان (وأخوه الكاشف) ليسا من الكتاب الذين يستحقون التأني!... بالمناسبة: أين أتت سيرة الكاشف أو حسن عطية أو مصطفى في ما كتبت أنا بعاليه؟! إذا كان لك غرض في تقليل جهد ومجهود أي من المطربين أو الفنانين والمبدعين، فهذا ليس شأني ولست مسؤولاً عنه، خصوصاً إذا كان هذا الجهد مُنصبّاً حول احراج ونبش تاريخ أحدهم!.
زمان أهلنا السودانيين قالوا: الجمل ما بشوف عوجة رقبتو...واشتقاقاً من هذا المثل، أزيدك، بأن الكاتب المُغرِض ما بشوف عوجة كتابتو، يا دكتور، لك أن تختار ما شئت من كتاباتي وتعمل عليه يد المُصحح اللغوي وأراهن على أنك لن تجد ما يسُرّك في شأن إهتمامي باللغة وتجويدها، ولكنك مُحتار، ولك أن تفتش في أي مكان حتى ولو كان جملة سقطت فيها شولة أو نقطة... يا زول أنت آخر شخص يتكلم عن عوج الكتابة، لغة ومعنى(وفي معنى دي بجيك راجع عشان ما يؤخذ قولي على عواهنه)*، فلذلك ليس مصرح لك بانتقاد الناس في كتاباتهم خصوصاً على مستوى اللغة والأخطاء الإملائية والمبنى القواعدي والنحوي...هسة التنصيص الفي كتابتك دة انت راضي عنو؟! أولاً ومبتدئاً، أحرص على وضع الفواصل والشولات بدون مساحة(space)، بينها والكلمة التي قبلها، وأحرص كذلك على وضع مساحة(space)، بين الفواصل والكلمات التي بعدها ونفس الأمر ينطبق على (واو العطف)، الذي يزعج القارئ في حركته بعيداً أو قريباً من الكلمات، ثم من بعد ذلك انتقل للمراحل الأخرى في شأن التنصيص والترقيم، والهمزات القاطع منها والواصل والنقط والنصب والجر، وغيرها...ومن ثمّ، لك أن تشغلنا بملاحظاتك عن التنصيص وعلامات الترقيم! عموماً، أنا أقرُّ وعلى رؤوس الأشهاد، بعدم تمكُني الكامل من اللغة، على الرغم من معرفتي كذلك، بأن ما أكتبه مفهوم- خصوصاً في ما أشرت إليه أنت- لك على الأقل، وهذا جُلّ مطمحي.
كتبت يا دكتور:
((ذلك لأن الأمور في تلك الأيام ، أمور علاقة السلطة و المعارضة ، كانت على درجة من التركيب يبعد بالسياق السياسي الثقافي عن بساطة تعارض الأبيض و الأسود التي يتوهمها بعض الكتاب الذين لم يعاصروا تلك الفترة و انتهزوا منها فرصة لومي على عملي في التلفزيون أو في " الأيام" و تصويري كمشارك في سلطة النميري))
هذا ليس مجال إهتمامي بالأمر يا دكتور، مجال إهتمامي هو إلباسك لحق خيارات الناس بصوابها وخطلها، بباطل ما تريد أن تراه أنت عنهم، برعونته ونضجه، فقد أخذتهم بما كنت أنت فاعله، ورميتهم بكل السوآت، مع أن لك عورات لم يداريها الدهر، ومن هذا الباب، فقد رأيت أن لا حق لك في ذمِّ الناس وتكدير معيشتهم وتسويد صحائفهم بحبر الكلمات والرسومات، وأنت لك إسهامات جليلة في تبييض برامج النظام التليفيزيونة!... فالناظر- بحسب إفادتك- "لديكورات البلاتوه" في ذلك الزمان الأغبر، ولخلفيات البرامج المرسومة بعناية فائقة بيد فنان مجيد، يظنن واهماً، أن قبة النظام تحوي فيضاً من ديمقراطية المعرفة واحترام الفنون وتمجيد التنوع ألخ...ألخ...ألخ، مع أن نفس هذا النظام، وفي نفس الوقت، كان يساهم في توحيل البلاد في طين الرأسمالية الإسلامية الآسن، ويفتح أبوابه لبنك فيصل الإسلامي، ويصالح زيداً نكاية في عبيد، ويقتل عمراً ليحيا حسن!. أنت ببساطة يا دكتور، وبرغم تأهيلك الأكاديمي، وقدراتك الفنية الهائلة، ومعارفك المتدفقة، لست مؤهلاً للخوض في شأن تعامل أي شخص مع الأنظمة الشمولية والدكتاتورية، بغض النظر عن مبرراتك ومسوغاتك التي ترمي بها هنا وهناك، فإذا فُتح باب المبررات، فالترابي نفسه، له مبررات مشهودة في شأن إنقلابه المشؤوم، مع أن الترابي هذا، كاد أن يلحس تراب سفنجات الشعب السوداني، لتُغفر له فعلته... وبالمناسبة، هل كان عملك في التليفزيون مرتبطاً بإلتزام سياسي ما؟! لا أظن... وفي عدم ظني هذا، معلومات تؤكد أن خيار عملك في التليفزيون، لا علاقة له بالتكوينات الديمقراطية التي تحدثت عنها سابقاً، والتي كانت تعمل- أي هذه التنظيمات- لإضعاف النظام من خلال العمل من داخل أجهزته الرسمية. ولا أنسى أن أسالك، لماذا تركت العمل ولم تصبر عليه حتى اسقاط النظام؟ هل كان الخروج مُغرياً؟ هل ساورك شك في جدوى ما تعمل؟ ولماذا لم تعد عقب إنهيار النظام ونيلك للشهادات العليا؟ أعرف أنها أسئلة حساسة وتثير شجون، وتفتح جرح التاريخ، ولكني لا أريد إجابة عنها، بل أريدها أن تبين الفجوات في تبريرك للعمل في تلفيزيونٍ، رأينا في بعض المقاطع الموثقة والمنقولة منه إبان تصفية قيادات الحزب الشيوعي، كيف تتحكم فيه الدولة، ورئيسها مثل نبوخذنصر سعيد الحظ، تهب عليه النسمات عن يمينه وعن يساره من موظفي التليفزيون أو كوادر الحماية الرئاسية لا فرق، وتكاد رائحة الخمر تفوح عبر الشاشات، لتعلن للناس أن أنا الدولة والدولة أنا!.
أما بالنسبة لعملي، وسؤالك حول شغلي، فمن باب الأدب، لن أجيب بالإجابة المناسبة...(ما شغلك). ولكني أؤكد لك، أنني لا أتقاضى أي أجر من أي صحيفة من صحف النظام، أو صحف الخرطوم قاطبة، وقد نحيت جانباً من زمن، عن الكتابة الراتبة في الصحف اليومية، لضيق ماعون الصحف بمثل كتابتنا التي لا ترضي النظام، وللتشويه الذي يلحق بالكتابات من قبل الرقيب الداخلي في الصحف، وعلى الرغم من ذلك، أحاول وغيري من الكُتّاب والصحفيين، أن نقتنص الفرص ونتحايل على قيود النشر، لكتابة ما يحلو لنا، وليس ما يحلو للنظام وأمنه، وبهذا الشرح، يبدو واضحاً أنني لا أعتاش على الكلأ والماء، ولكن لي عمل، مقتنع بجدواه لبلدي في ظل النظام الحالي، ومقتنع أيضاً بعدم رضا النظام عنه، على الرغم من أنه عمل قانوني وبتراخيص سارية وتحت بصر أجهزة الدولة... لقد فصّلت لك نوعاً ما في هذا الأمر، على الرغم من أن سؤالك غير صالح في هذا النقاش(irrelevant)، فإن كنت تريد الإشارة إلى أن الصحفيين الذين يعملون في صحف الخرطوم، تشوبهم شائبة، فهذا حكم جائر من قلم يفترض فيه دعم المقاومة اليومية لشرفاء مهنة الصحافة، للمحافظة على مهنتهم من تغول السلطات، واستمرار بقائهم برغم الداء والأعداء، في بلد طاردة، لا تكفي فيها ماهية الشهر، لربع الشهر، ولا تقدم لهم الدولة، إلا التسلط والملاحقات والجبايات والغلاء والفصل من العمل والبيئة الطاردة والملوثة برأس المال الإنقاذي، الذي أصبح كالشبح في سوق الصحافة، يلقف الصحف التي توشك على الإنهيار بسبب السياسات المعلومة، ليديرها وفق هوى الأجهزة الأمنية ومنسوبيها.
أكتب يا دكتور وأرسم أكثر، لنرى صورتك عن قُرب، ولكن كذلك، أحذر، فالصورة المقلوبة لفنانٍ مثلك، سبحان من يعدلها...
هذا مع وعد العودة(ربما) إن جدّ في الأمر ما يستحق
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*في أمر المعنى لم أقصد كل ما تكتب، فهناك الكثير جداً مما تكتبه وترسمه، يكون ذو فائدة عظيمة، وهذا حقك لا مزايدة عليه، ولكن، حين تكتب أو ترسم بغرض الهجاء- ليس النقد- فكثيراً ما ينطبق عليك قولي بعاليه.
صورة العضو الرمزية
ÇáÈÑÇÞ ÇáäÐíÑ ÇáæÑÇÞ
مشاركات: 180
اشترك في: الأربعاء يناير 07, 2009 7:12 pm

مشاركة بواسطة ÇáÈÑÇÞ ÇáäÐíÑ ÇáæÑÇÞ »

يا دكتور سلام
حقك أن يؤازرك البعض ويغمرك بفيض من الإعزاز "الواسع والضيق"، فقد تبرع محمد عثمان ابراهيم بمدحك من حيث أراد هجائك. أما في شأن صوت المعركة وبقية الأصوات العالية والواطية، فأعلمك، أنني لم أشِر ولو بحرف، لمثل ما فهمت، فقد أردت فقط أن أبيّن بأن ما كتبه محمد عثمان- في مقاليه الأخرين تحديداً- يفتقر لكثير من الدقة، وتعوزه الحرفية في النقد، وقد قدّم معلومات، أفضل ما فيها، لا يصلح حتى لحكاوي ما قبل النوم، وذلك لأنها ببساطة، تحيل قارئها، لافتراض الإختلاق من الكاتب، أكثر من كونها معلومات موثوقة وموثقة. وبالتالي، أراك تعجلت في تفسير ما كتبت، على أنه إقرار مني بأن محمد عثمان (وأخوه الكاشف) ليسا من الكتاب الذين يستحقون التأني!... بالمناسبة: أين أتت سيرة الكاشف أو حسن عطية أو مصطفى في ما كتبت أنا بعاليه؟! إذا كان لك غرض في تقليل جهد ومجهود أي من المطربين أو الفنانين والمبدعين، فهذا ليس شأني ولست مسؤولاً عنه، خصوصاً إذا كان هذا الجهد مُنصبّاً حول احراج ونبش تاريخ أحدهم!.
زمان أهلنا السودانيين قالوا: الجمل ما بشوف عوجة رقبتو...واشتقاقاً من هذا المثل، أزيدك، بأن الكاتب المُغرِض ما بشوف عوجة كتابتو، يا دكتور، لك أن تختار ما شئت من كتاباتي وتعمل عليه يد المُصحح اللغوي وأراهن على أنك لن تجد ما يسُرّك في شأن إهتمامي باللغة وتجويدها، ولكنك مُحتار، ولك أن تفتش في أي مكان حتى ولو كان جملة سقطت فيها شولة أو نقطة... يا زول أنت آخر شخص يتكلم عن عوج الكتابة، لغة ومعنى(وفي معنى دي بجيك راجع عشان ما يؤخذ قولي على عواهنه)*، فلذلك ليس مصرح لك بانتقاد الناس في كتاباتهم خصوصاً على مستوى اللغة والأخطاء الإملائية والمبنى القواعدي والنحوي...هسة التنصيص الفي كتابتك دة انت راضي عنو؟! أولاً ومبتدئاً، أحرص على وضع الفواصل والشولات بدون مساحة(space)، بينها والكلمة التي قبلها، وأحرص كذلك على وضع مساحة(space)، بين الفواصل والكلمات التي بعدها ونفس الأمر ينطبق على (واو العطف)، الذي يزعج القارئ في حركته بعيداً أو قريباً من الكلمات، ثم من بعد ذلك انتقل للمراحل الأخرى في شأن التنصيص والترقيم، والهمزات القاطع منها والواصل والنقط والنصب والجر، وغيرها...ومن ثمّ، لك أن تشغلنا بملاحظاتك عن التنصيص وعلامات الترقيم! عموماً، أنا أقرُّ وعلى رؤوس الأشهاد، بعدم تمكُني الكامل من اللغة، على الرغم من معرفتي كذلك، بأن ما أكتبه مفهوم- خصوصاً في ما أشرت إليه أنت- لك على الأقل، وهذا جُلّ مطمحي.
كتبت يا دكتور:
((ذلك لأن الأمور في تلك الأيام ، أمور علاقة السلطة و المعارضة ، كانت على درجة من التركيب يبعد بالسياق السياسي الثقافي عن بساطة تعارض الأبيض و الأسود التي يتوهمها بعض الكتاب الذين لم يعاصروا تلك الفترة و انتهزوا منها فرصة لومي على عملي في التلفزيون أو في " الأيام" و تصويري كمشارك في سلطة النميري))
هذا ليس مجال إهتمامي بالأمر يا دكتور، مجال إهتمامي هو إلباسك لحق خيارات الناس بصوابها وخطلها، بباطل ما تريد أن تراه أنت عنهم، برعونته ونضجه، فقد أخذتهم بما كنت أنت فاعله، ورميتهم بكل السوآت، مع أن لك عورات لم يداريها الدهر، ومن هذا الباب، فقد رأيت أن لا حق لك في ذمِّ الناس وتكدير معيشتهم وتسويد صحائفهم بحبر الكلمات والرسومات، وأنت لك إسهامات جليلة في تبييض برامج النظام التليفيزيونة!... فالناظر- بحسب إفادتك- "لديكورات البلاتوه" في ذلك الزمان الأغبر، ولخلفيات البرامج المرسومة بعناية فائقة بيد فنان مجيد، يظنن واهماً، أن قبة النظام تحوي فيضاً من ديمقراطية المعرفة واحترام الفنون وتمجيد التنوع ألخ...ألخ...ألخ، مع أن نفس هذا النظام، وفي نفس الوقت، كان يساهم في توحيل البلاد في طين الرأسمالية الإسلامية الآسن، ويفتح أبوابه لبنك فيصل الإسلامي، ويصالح زيداً نكاية في عبيد، ويقتل عمراً ليحيا حسن!. أنت ببساطة يا دكتور، وبرغم تأهيلك الأكاديمي، وقدراتك الفنية الهائلة، ومعارفك المتدفقة، لست مؤهلاً للخوض في شأن تعامل أي شخص مع الأنظمة الشمولية والدكتاتورية، بغض النظر عن مبرراتك ومسوغاتك التي ترمي بها هنا وهناك، فإذا فُتح باب المبررات، فالترابي نفسه، له مبررات مشهودة في شأن إنقلابه المشؤوم، مع أن الترابي هذا، كاد أن يلحس تراب سفنجات الشعب السوداني، لتُغفر له فعلته... وبالمناسبة، هل كان عملك في التليفزيون مرتبطاً بإلتزام سياسي ما؟! لا أظن... وفي عدم ظني هذا، معلومات تؤكد أن خيار عملك في التليفزيون، لا علاقة له بالتكوينات الديمقراطية التي تحدثت عنها سابقاً، والتي كانت تعمل- أي هذه التنظيمات- لإضعاف النظام من خلال العمل من داخل أجهزته الرسمية. ولا أنسى أن أسالك، لماذا تركت العمل ولم تصبر عليه حتى اسقاط النظام؟ هل كان الخروج مُغرياً؟ هل ساورك شك في جدوى ما تعمل؟ ولماذا لم تعد عقب إنهيار النظام ونيلك للشهادات العليا؟ أعرف أنها أسئلة حساسة وتثير شجون، وتفتح جرح التاريخ، ولكني لا أريد إجابة عنها، بل أريدها أن تبين الفجوات في تبريرك للعمل في تلفيزيونٍ، رأينا في بعض المقاطع الموثقة والمنقولة منه إبان تصفية قيادات الحزب الشيوعي، كيف تتحكم فيه الدولة، ورئيسها مثل نبوخذنصر سعيد الحظ، تهب عليه النسمات عن يمينه وعن يساره من موظفي التليفزيون أو كوادر الحماية الرئاسية لا فرق، وتكاد رائحة الخمر تفوح عبر الشاشات، لتعلن للناس أن أنا الدولة والدولة أنا!.
أما بالنسبة لعملي، وسؤالك حول شغلي، فمن باب الأدب، لن أجيب بالإجابة المناسبة...(ما شغلك). ولكني أؤكد لك، أنني لا أتقاضى أي أجر من أي صحيفة من صحف النظام، أو صحف الخرطوم قاطبة، وقد نحيت جانباً من زمن، عن الكتابة الراتبة في الصحف اليومية، لضيق ماعون الصحف بمثل كتابتنا التي لا ترضي النظام، وللتشويه الذي يلحق بالكتابات من قبل الرقيب الداخلي في الصحف، وعلى الرغم من ذلك، أحاول وغيري من الكُتّاب والصحفيين، أن نقتنص الفرص ونتحايل على قيود النشر، لكتابة ما يحلو لنا، وليس ما يحلو للنظام وأمنه، وبهذا الشرح، يبدو واضحاً أنني لا أعتاش على الكلأ والماء، ولكن لي عمل، مقتنع بجدواه لبلدي في ظل النظام الحالي، ومقتنع أيضاً بعدم رضا النظام عنه، على الرغم من أنه عمل قانوني وبتراخيص سارية وتحت بصر أجهزة الدولة... لقد فصّلت لك نوعاً ما في هذا الأمر، على الرغم من أن سؤالك غير صالح في هذا النقاش(irrelevant)، فإن كنت تريد الإشارة إلى أن الصحفيين الذين يعملون في صحف الخرطوم، تشوبهم شائبة، فهذا حكم جائر من قلم يفترض فيه دعم المقاومة اليومية لشرفاء مهنة الصحافة، للمحافظة على مهنتهم من تغول السلطات، واستمرار بقائهم برغم الداء والأعداء، في بلد طاردة، لا تكفي فيها ماهية الشهر، لربع الشهر، ولا تقدم لهم الدولة، إلا التسلط والملاحقات والجبايات والغلاء والفصل من العمل والبيئة الطاردة والملوثة برأس المال الإنقاذي، الذي أصبح كالشبح في سوق الصحافة، يلقف الصحف التي توشك على الإنهيار بسبب السياسات المعلومة، ليديرها وفق هوى الأجهزة الأمنية ومنسوبيها.
أكتب يا دكتور وأرسم أكثر، لنرى صورتك عن قُرب، ولكن كذلك، أحذر، فالصورة المقلوبة لفنانٍ مثلك، سبحان من يعدلها...
هذا مع وعد العودة(ربما) إن جدّ في الأمر ما يستحق
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*في أمر المعنى لم أقصد كل ما تكتب، فهناك الكثير جداً مما تكتبه وترسمه، يكون ذو فائدة عظيمة، وهذا حقك لا مزايدة عليه، ولكن، حين تكتب أو ترسم بغرض الهجاء- ليس النقد- فكثيراً ما ينطبق عليك قولي بعاليه.
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

وذرفوا عليه دموع التماسيح !

مشاركة بواسطة حسن موسى »

البراق النذير الوراق كتب:

وبالتالي، أراك تعجلت في تفسير ما كتبت، على أنه إقرار مني بأن محمد عثمان (وأخوه الكاشف) ليسا من الكتاب الذين يستحقون التأني!... بالمناسبة: أين أتت سيرة الكاشف أو حسن عطية أو مصطفى في ما كتبت أنا بعاليه؟! إذا كان لك غرض في تقليل جهد ومجهود أي من المطربين أو الفنانين والمبدعين، فهذا ليس شأني ولست مسؤولاً عنه، خصوصاً إذا كان هذا الجهد مُنصبّاً حول احراج ونبش تاريخ أحدهم!.




يسلام يالبراق
باين عليك ما فهمت عنوان الخيط دا " إياك و الكتابة !"
ياخي بالله المرة الجاية لمن تكتب أي حاجة أعمل معروف أقراها لأي زول جنبك قبل ما تضغط على " قدّم" . و لو مافي زول جنبك اضغط على " استعرض" و اصبر على قراءة ما كتبت قبل بسطه على الملأ،عشان كتابة الأسافير دي تاني ما بتنمسح.شايف؟
صورة العضو الرمزية
ÇáÈÑÇÞ ÇáäÐíÑ ÇáæÑÇÞ
مشاركات: 180
اشترك في: الأربعاء يناير 07, 2009 7:12 pm

مشاركة بواسطة ÇáÈÑÇÞ ÇáäÐíÑ ÇáæÑÇÞ »

ههههههههههه....كنت اظنك أذكى من ذلك...لعل الغربة أفقدتك سرعة الاستيعاب!
أضف رد جديد