شوف شوف !

Forum Démocratique
- Democratic Forum
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

شوف شوف !

مشاركة بواسطة حسن موسى »


شوف شوف!


هذا الخيط
قبل فترة، كنا نثرثر، مع أحمد سيد أحمد، حول ضرورة خلق حيز للتصاوير المتنوعة التي تحدث عن نفسها بأكفأ مما تقول الكلمات. و أظنني قلت لأحمد أن بين أضابيري كمية من التصاوير [ فتوغرافية و غير فتوغرافية ] التي تقف كل واحدة منها بذاتها مستغنية عن التعليق الأدبي.[ شايف العبارة الجبارةدي: " التعليق"؟ و فيها إنو الأدب لو ما علّقتو على حاجةقوية ماعندو عضم ضهر يسندو]. المهم يازول، لا إعتراض طبعا على التعليق الأدبي لكن المقصود هو إفساح المجال للتصاوير لتحدث عن نفسها. بعد داك لو في زول عندو أدب يجيبو يعلـّقه و الحسّاس يملا عينو... و كدا!.
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

مينكينين، صورة في الصورة!

مشاركة بواسطة حسن موسى »

آرنو رافايل مينكينين
صورة في الصورة!

صورة

صورة

صورة
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

مينكينين، صورة في الصورة2

مشاركة بواسطة حسن موسى »

مينكينين 2


صورة

صورة

صورة

آرنو رافايل مينكينين، المصور الفتوغرافي الفنلندي [من مواليد5 194]، قضى العقود الأربعة الأخيرة يصوّر جسده ضمن المنظر الطبيعي و الحضري في محاولة مبتكرة لمقاربة نوع الصورة الشخصية.[ سيلف بورتريت]. الصيف الماضي، ضمن ملتقى الفتوغرافيا العالمي بمدينة آرل، 2013، شاهدت معرضا ضم مجموعة ضخمة من أعماله. جزء من التصاوير يعرض مينكينين وحده في المنظر الطبيعي الفنلندي و أحيانا يبدو مع زوجته أو ابنهم، لكن مجموعة التصاوير يلفها سحر إنساني خاص قلما نقابله في أعمال الفتوغرافيا الدارجة.
يقول مينكينين: " ما ترونه في تصاويري تحقق بالفعل أمام الكاميرا.بدون أي تدخل او ترتيش لاحق.و حتى لو كنت قد تحّسبت لآلاف الإحتمالات قبل التصوير،فصوري مأخوذة من الواقع الحاصل أمام الكاميرا..
.. عقيدتي الفتوغرافية تتلخص في كون الفن يجعل المخاطرة مرئية.
أو كما قد يقولها ديكارت :
أنا أفكر، إذن أنا أرى، و حين أرى فأنا موجود."
إذا أردتم المزيد من أعمال مينكينين فهي مبذولة في موقعه على الرابط
https://www.arno-rafael-minkkinen.com/m ... woman.html

أو في فيسبوك
في هذا الرابط

لكني أحمل لكم نسخة مشاهدتي، و هي كما ترون ، تجربة تطرح استحواذا شخصيا لأثر الرجل.في بداية تجوالي في المعرض فكرت في أخذ صورة لبعض تصاوير مينكينين، على سبيل التذكار. و في المساء، حين نقلت التصاوير على شاشة الحاسوب فوجئت بحضوري الشبحي في إنعكاس صورتي على الزجاج الذي أطـّر به العارضون أعمال مينكينين، و بدا لي كأن الصدفة الكريمة ـ و رب صدفة ـ تكفلت بدمجي ـ بالألوان ـ في موضوعات مينكينين. في اليوم التالي عدت للمعرض و واصلت التجوال داخل عالم مينكينين المصنوع بين تنويعات الأبيض و الأسود ، .
عادل عثمان
مشاركات: 845
اشترك في: الثلاثاء مايو 10, 2005 12:14 pm
مكان: المملكة المتحدة
اتصال:

مشاركة بواسطة عادل عثمان »

حسن موسى "الفن"لاندي وزوجته الفرنساوية


صورة
There are no people who are quite so vulgar as the over-refined.
Mark Twain
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

بحيرة بجع الخط

مشاركة بواسطة حسن موسى »

كنت جالسا في حديقة "بحيرةالزمرد" التي كانت كما الواحة في وسط أسمنت " كونمينغ" ، عاصمة إقليم يونان،في جنوب غربي الصين.طلبت شايا فأحضروا لي حافظة الماء الحار التقليدية حتى أضيف من الماء للشاي الأخضر كلما انتهيت من كوبي.و يتذرع الصينيون بالشاي الأخضر لشرب الماء الساخن طيلة اليوم و يزعمون أن الشاي الأخضر ينفع البشرة.تأملت في منظر البحيرة و في خاطري مشروع مائية لإنعكاسات ضوء العصر الأصفر على الماء.ثم ظهرت بجعة سوداء تعبر المشهد في سكون.تابعتها ببصري حتى قادتني لحيث الخطاط.لولا حركة البجعة لما انتبهت لهذا الرجل الجالس على بعد خطوات من مدخل المقهى. كان في حوالي عقده السادس يخط تصاويره على بلاط الممر و في يده فرشاة قصيرة المقبض.توقفت البجعة عند الخطاط كمن يراقب بفضول ظاهر حتى انتهى من عمله.ثم استدارت و رجعت لوسط البحيرة.كان هناك بعض الشباب لاحظوا الخطاط ووقفوا يتأملون عمله في صمت لكنهم لم يروا البجعة. من حيث أجلس ، أظنني كنت الوحيد الذي كان في وسعه رؤية هده المشاهد من بحيرة بجع الخط.




صورة


صورة

صورة

صورة

صورة


صورة
عادل عثمان
مشاركات: 845
اشترك في: الثلاثاء مايو 10, 2005 12:14 pm
مكان: المملكة المتحدة
اتصال:

مشاركة بواسطة عادل عثمان »

جميلة الكتابة عن المشهد، وجميلة الصور السينمائية المتتابعة، في مقاربتها المشهد بالاقتراب اكتر واكتر، zoom in فدخلنا في المكان كأننا كنا هناك لحظة اللقطة والصورة والمشهد والكتابة. كاميرتك نوعها شنو يا دكتور حسن؟
There are no people who are quite so vulgar as the over-refined.
Mark Twain
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

توقير الأدوات

مشاركة بواسطة حسن موسى »

سلام يا عادل
شكرا على الشوف الحديد. و لو كانت عندي كاميرا سينمائية لكانت كفتني مشقة التعليق.
تعرف أنا لم أتنبه لـ " نوع / كاميرتي إلا بعد تعليقك. و قرّبت أقول ليك : كاميرا صغيرة سودا كدا! بعدين خجلت و مشيت قلبتها و عرفت إنو اسمها كانون ديجيتال إكسوس 10015.و هي هديةمغرضة اشترتها لي باتريسيا في عيد ميلادي[ كذا!] حتى تبعدني من استخدام كاميرتها الخطيرة، و ذلك لأنها على قناعة بكوني شخص لا يوقر الأدوات، و هي قناعة أجهل اسبابها تماما. أما توقير الأدوات فهو في ثقافة النصارى أثر باق من وثنية غميسة في ديانة التقنيةو حسبنا الله و نعم الوكيل!
عادل عثمان
مشاركات: 845
اشترك في: الثلاثاء مايو 10, 2005 12:14 pm
مكان: المملكة المتحدة
اتصال:

مشاركة بواسطة عادل عثمان »

يضع سره في اضعف خلقه من الكاميرات الرقمية. كاميرتك جبارة، لاقطة بحساسية عالية للمنظر وللمشهد. وهذه الحديقة المتبحرة (من بحيرة) والملاذ الآمن للبجعات السود والبيض وما بينهما، فعلآ واحة، في عالم صار عبدآ للكونكريت والاسفلت والتلوث. وعمك الصيني الستيني بقبعته الامريكية وجسده الرشيق، في شغل شاغل عن باقي البشر، منغمسآ كما ريشته في حبر الدنيا الداخلية للفنان، ومنهمكآ في "تشويه" البلاط بحروف لغته، قرافيتي مسموح به، لا بلدية ولا غرامة ولا سجن. وجذوع الاشجار مطلية بالبوهية (او الجير) البيضاء، كما كان المجلس البلدي في عاصمتنا المثلثة، في زمان غابر، يطلي/يجمّل جذوع اشجار اللبخ والنيم في الشوارع والحدائق العامة في الاعياد والمناسبات المقررة في كتاب الحاكم.

صور بديعة زاوجت بين التقنية الرقمية في الكاميرات، وبين عين الفنان المصور الذي اختار هذا المنظر لا ذاك، وهذه الزاوية لا تلك، وكتب بلغة سرية رسالته للعالم المشاهد، عليكم بالعناية بالعيون، وصلة العيون بالمخ والجمال، وعيون الناس في نهاية الامر عدسات بالغة الحساسية للقبح وللجمال وما بينهما. المرحوم جمال محمد احمد الكاتب التليد ووزير الخارجية الاسبق، في لقاء صحفي، قال انه سمّى ابناءه وبناته بحرف العين، عالية وعاطف الخ، كل اسمائهم الاولى تبدأ بحرف العين، وهم عنده عيون جمال. ما اجمل الرؤية.

صورة
There are no people who are quite so vulgar as the over-refined.
Mark Twain
صورة العضو الرمزية
نجاة محمد علي
مشاركات: 2809
اشترك في: الأربعاء مايو 04, 2005 1:38 am
مكان: باريس

مشاركة بواسطة نجاة محمد علي »

حسن وعادل
سلامات


صورة

بعد الكتابة الصينية من تأليفي، التي أنزلتها على صفحتي في فيسبوك، هذه محاولة لتقليد كتابة هذا الخطاط الصيني، وقد جلست أتأملها كما هذه البجعة.


محمد جمال الدين
مشاركات: 1839
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:52 pm

مشاركة بواسطة محمد جمال الدين »

حسن وعادل ونجاة والآخرون منا محتملي المرور من هنا وعابري سبيل الشوف.. سلامات .. (قلنا نسلم بالجملة)

راقني البوست وتمنيت المزيد، لسببين الأول: رغبة في معرفة تقنيات التصوير و محاولة تحسس جمالياته كوني شبه أمي في الحتة دي (من حيث المقدرة على الممارسة) ضمن حتات كتيرة منها الفن التشكيلي والرقص والغناء والعزف الموسيقي والنجارة والحدادة والطباخة والمزيد. ولا أظنني أجيد شيئاً غير محاولة كتابة الرواية والصبر على المكاره وهما أمران متلازمان أو هو زعمي الخاص طبعا.

والسبب الثاني (قلنا سببين) هو أنني مستغرق هذه الأيام في كتابة مسودة رواية جديدة شديدة الطموح من جانبي أحاول من خلالها أن أصنع شخوصاً تجد لي (شخصياً) تفسيراً لمعضلات الوجود (تفسير الكون وعناصره حتة حتة) سيكون إسمها الرسمي (بيق بانق) أنشر حلقاتها هذه الأيام "لايف" وفي الحال.. ذاك الشيء يجعلني ضنين المشاركة بالكتابة كما التعليق وربما القراءة بحكم عظم الوقت والخيال المستهلكين في الخدمة "سخرة" في مصنع الرواية مما يجعل مثل هذا البوست الداعي للشوف وحده يمثل لي "بريك" ممتاز.. وذاك هو الأمر. تشكرات حسن موسى.

نجاة سلامات تاني:

الكتابة الصينية التي قمت بتأليفها أعلاه تبدو رائعة ولكن لو تصادف أنها أضلت التقليد وكانت جمل مفيدة تمجد الديكتاتورية الصينية وتدين المظاهرات الجارية هذه الأيام في هونق كونق ح تودي وشك وين :)
صورة العضو الرمزية
نجاة محمد علي
مشاركات: 2809
اشترك في: الأربعاء مايو 04, 2005 1:38 am
مكان: باريس

مشاركة بواسطة نجاة محمد علي »

سلام يا محمد جمال
الكتابة الصينية الفوق هي نسخ مني لكتابة الخطاط الصيني في الصورة الفوق الفيها ولد لابس قميص كاروهات بالأحمر والأبيض والأسود، واقف خلف الخطاط. ولو طلع الكلام مدح للدكتاتورية الصينية، ما عندي في هذه الحالة قروش لغرامة ولا وقت للسجن، والصورة في البوست على مسئولية المصوِّر.
أما الكتابة الصينية التي من تأليفي، فتجدها على صفحتي في فيسبوك.

نجاة

صورة العضو الرمزية
نجاة محمد علي
مشاركات: 2809
اشترك في: الأربعاء مايو 04, 2005 1:38 am
مكان: باريس

مشاركة بواسطة نجاة محمد علي »

صورة

بولا في الأمجاد، يناير 2013


صورة

ومحمد، سائق الأمجاد


تصوير عزة

عادل عثمان
مشاركات: 845
اشترك في: الثلاثاء مايو 10, 2005 12:14 pm
مكان: المملكة المتحدة
اتصال:

مشاركة بواسطة عادل عثمان »

صورة
There are no people who are quite so vulgar as the over-refined.
Mark Twain
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

أيكاريوس

مشاركة بواسطة حسن موسى »

صورة

صورة

صورة

صورة


صورة

صورة

صورة


معذرة على تأخري في التعديل و لكنها ملابسات الحياة الأسافيرية. كنت قد سألت الدرديري عن اسم المصور فأتتني إجابته

. the name of the guy is photo noto .. good friend folwing the underground movement in art and street artist .... i am going to leave to italy to play some gigs there w/ Afro Cargo + and then to Brlin Germany + poetry performanse , panting etc ...
آخر تعديل بواسطة حسن موسى في الجمعة أكتوبر 10, 2014 11:31 am، تم التعديل مرة واحدة.
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

Re: أيكاريوس

مشاركة بواسطة حسن موسى »


إيكاريوس من السودان


وقعت على صور الدرديري و آلته المجنـّحة البيضاء في فيس بوك و قد بذلها الدرديري على صفحته بدون شرح او تعليق يعين الناظر فيها على عقلنة مايرى.وشملني فضول مسنود بخبرتي القديمة بالدرديري كفنان يرسم تصاوير وجوده بأدوات مفهومية مفارقة لما يتحصله التشكيليون في مدارس الفنون. في أيام كلية الفنون كنا رسامين نقارب التشكيل حسب التقليد الأوروبي الحرفي الممتد بين عصر النهضة و مدرسة باريس.و أظننا كنا نقبل شطحات الدادائيين و السورياليين و المفاهيميين، ضمن أخوّة التمرّد التي جمعتنا آنذاك، بنوع من السماحة الجمالية، كممارسات مشاترة منهجيا،هي في أحسن حالاتها فيض ابداعي، و في اسوأه " طفح منهجي" يخرج بالفنان من موضوع الرسم لمواضيع الفنون المشهدية. و هو لوم كنا نوجهه بشكل منهجي لكافة رواد الحركات [ بيرفورمانص] التي يطغى فيها الحضور الجسدي للفنان على أثره التشكيلي.[و أستثني الرقص طبعا ].و في ذلك السياق يمكن عقلنة المناقشة التي استعرت وسطنا في سبعينات التشكيل حول الممارسة الفنية بين قطبي " الرؤيا " و " الحرفية". و هي مناقشة ساهم فيها الدرديري و أصدقاء " الكريستالية": محمد شداد و نائلة الطيب و كمالا اسحق .و حين أقول " ساهم فيها" فعبارتي تنطوي على مجاز عريض يجمل المساهمة النظرية مع المساهمة الـ " عملية" التي ميزت الدرديري داخل الرباعي الكريستالي.و قد نوهت في خيط قديم بهذا المنبر لبعض حركات الدرديري أثناء العصر الذهبي للجماعة الكريستالية . أنا أثبت نص التنويه هنا من باب استكمال خلفية المشهد الذي أرى ضمنه أثر الدرديري اليوم.

و حين وصلنا لكلية الفنون في مطلع السبعينات كان اتحاد كلية الفنون مستقلا عن اتحاد طلاب المعهد الفني كما كانت المنظمات و الجمعيات النقابية والثقافية و السياسية لطلاب الكلية تعمل باستقلال تام عما يدور بين" طلاب المعهد الفني" كما كنا نسميهم، كما لو كنا نحن خارج المعهد الفني.و كان من الطبيعي ان يتولد عن هذا الفرز بعض الحساسيات بين طلبة الكلية و" طلاب المعهد الفني".و كان من الطبيعي ان تتطور الحساسيات بين هؤلاء و أولئك الى مستوى المناكفات و الشقاقات الشفهية غالبا ، و الجسدية العنيفة من وقت لآخر، و ذلك حسب انعكاسات النزاع السياسي و الثقافي آنذاك.
و رواة التاريخ غير الرسمي لكلية الفنون يحفظون بعض الحالات التي تطور فيها الاستهجان المتبادل الى " دواس " ملحمي سالت فيه الدماء من الطرفين المتنازعين حول تعريف وضعية الجسد بين تناقضات الحداثة و التقليد.أنا لن أنسى ذلك النهار من عام 1974، في استوديو التلوين ، حيث كنا تحلّقنا حول تمرين" طبيعة صامتة" ، نرسم و نتندّر على محمد شدّاد، و هو يدندن شيئا من أغاني السيرة بأسلوب أدخل في غناء الهنود الحمر،حين دخل الدرديري محمد فضل الأستوديو تحيط به ثلّة من طلبة و طالبات الكلية، و هم يعبرون عن استنكارهم للاعتداء العنيف الذي تعرّض له الدرديري من بعض طلبة الاقسام الهندسية ( الاعداء) الذين استفزّهم ملبسه.و حقيقة ، كان الدرديري في ذلك اليوم قد تزيّى بزي يستحيل تجاهله حتى على النظر الأكثر تسامحا.فقد ارتدى الدرديري " تي شيرت "، ممزّق عمدا في أكثر من موضع و مربوط، بما تبقّى من الكُم، تحت الكتف الأيمن العاري. أرتدى الدرديري خرقته الممزقة عمدا( كـ " نوع من الفن " على حد عبارة العوام)،ارتداها على ما تبقى من بنطلون جينز ممزق عند الركبة و مثقوب في أكثر من موضع من الخلف بحيث يمكن للناظر ان يرى طرفا من لباسه الداخلي .و كان واضحا ان الدرد يري جاء الى الكلية ذلك الصباح و هو" مبيّت النية" على الاستفزاز.و كان الاستفزاز ، في تلك الايام ،قد استقرّ كاستراتيجية فنية و فكرية عالية الكفاءة، و ذلك بحكم عائده الاعلامي المجز في أفق" الجماعة الكريستالية" التي كان الدرديري ـ بطريقته ـ أحد أعمدتها في كلية الفنون.في تلك الأيام، كانت الـ " مدرسة الكريستالية" ،في ذروة عزّها الجمالي و السياسي الهش، تعتمد على محمد شداد و نائلة الطيب و الدرديري و أستاذتنا الفنانة الكبيرة كمالا اسحق.و رغم أن كل واحد كان يلعب دوره المميز ضمن الجماعة ، الا أن لمحمد شداد القدح المعلّى في التأسيس المفاهيمي و بناء التبريرات الآيديولوجية و الجمالية التي ضمنت للكريستالية براحا ضمن الفضاء السبعيناتي للمناقشة الكبيرة في موضوع الفن وقضايا الحركة الاجتماعية في السودان.في تلك الأيام ـ و أنا أصر على " تلك الأيام" كون محمد شداد ورفاقه الكريستاليين ، في " هذه الأيام "، هم أبعد ما يكون عن الموقف السياسي و الجمالي الذي كانوا يبشرون به في السبعينات، و هذه سنة الحياة و لا ينجو أحد من التحول .أقول : في تلك الايام كان محمد شداد ينظّر لموضوعات " تحرير الغرائز" لتحرير المجتمع و " توفير الجهد" و تحرير الممارسة الفنية من ربقة" الحرفية" لصالح "الرؤيا" الابداعية التي ترسم صورة" الوجود كمشروع كريستالة" عماده" شفافية" المعاني و الذوات.
حين دخل الدرديري الجريح استوديو التلوين وسط استهجان الطلاب كان من الطبيعي أن يهب محمد شداد ناحيته ليفهم منه كيف أصابه ما أصابه.و ما أن تحوّل الرهط الى خارج الاستوديو في الممر أمام مكتب عميد الكلية ، حتى عدنا الى ما كنّا عليه من ونسة و تندّر ، فمثل هذه الاشتباكات كانت جزءا من روتين الحياة في كلية " الفنون الحربية" في تلك الايام.بعد ذلك بلحظات رأيت محمد شداد يعود للأستوديو و بيده طوبة حمراء و يتناول جريدة يلف فيها الطوبة بعناية قبل أن يغادر الاستوديو على عجل.في تلك اللحظة لم أفهم مقصده، و انتابني خاطر مبهم أنه بصدد التحضير لواحدة من " الحركات " اياها التي عرف بها الكريستاليون.( تلزمني عودة متأنيّة لـ " حركات " الكريستاليين و تنقصني وثيقة " البيان الكريستالي" لاستكمال نص في خصوص محمد شداد ومن كان عنده فضل نص... فالأجر على الله). لكن خاب ظني ، فالحركة التي كان محمد شداد يحضر لها كانت أكبر من كل الحركات الكريستالية الطريفة التي عرف بها الكريستاليون في تلك الايام. اذ بعد خروج محمد شداد بلحظات و صلنا هرج عظيم و مرج تحرك كالاعصار من بوفيه المعهد لغاية باحة كلية الفنون بين استوديو تصميم المنسوجات و استوديو التلوين.و رأينا جمعا هائجا من عشرات الاشخاص يتجاذبون بالأيدي و وسطهم بسطاوي بغدادي عميد الكلية و قد تمزّقت ملابسه ضمن المجابذة التي حاول الفصل بين أطرافها، كانت هناك مجموعة من طلاب الاقسام الهندسية تحيط بزميل لهم يسيل الدم من رأسه، بينما أحاط جمع آخر بمحمد شداد و بعض طلاب كلية الفنون الذين انبروا للدفاع عنه ،محاولين ابعادهم من بؤرة التوتّر، حيث كان الطالب الذي اقتص منه محمد شداد لاعتداءه على الدرديري ما يزال يتوعّد و يهدّد .و في دقائق قليلة انتشر الخبر في نواحي المعهد الفني فامتلأت الباحة بزحام عجيب من الطلاب و الاداريين و العمال و الاساتذة ، و كل يدلي بدلوه في الامر.فهمنا ، فيما بعد ، أن محمد شداد قد ذهب للبوفيه و في يده الطوبة الملفوفة في الجريدة و قصد الطالب الذي اعتدى على الدرديري و ضربه بالطوبة على أم رأسه اقتصاصا .لكن الشكلة لم تنته عند هذا الحد ، فقد التقى الجمعان بنهاية اليوم الدراسي عند بوابة المعهد الفني و استؤنفت الملحمة بشكل موسّع أتاح لمن فاتهم الفصل الاول ان يفشّوا غبائنهم القديمة المؤجلة في الفصل الثاني.
هكذا كان أولاد المسلمين ، في تلك الايام البريئة، يقيمون ، على قلق ،عند تقاطع التقليد المحدّث و الحداثة التقليدية و يغيرون الباطل بيدهم ما استطاعوا الى ذلك سبيلا.و أنظر اليهم اليوم و قد أدركتهم الدياسبورا، بنت الغول المتعولم ( الامريكي) و منظمة التجارة الدولية، فجعلتهم في موضع حرج من الوزّة، يغضّون اليد و اللسان و يتعامون عن الباطل الذي يساكنهم ، و يتعقبهم اذا خرجوا، و يتحرّش بهم في حركتهم و سكونهم ، فسبحان مغيّر الاحوال من حال الى حال."

أنظر الرابط

بين مشاجرات السبعينات و جولة الدرديري مع طائرت في هذا الحي الإغريقي ،مشى صاحبنا خطى مساره الفني و خاطره مسكون بهاجس الحرية الكاملة الشاملة التي لا يحدها حد.و لا أبالغ إن قلت أن الحرية هي موضوع الدرديري الفني الأوحد ، سواء رسم أو نحت او كتب الشعر أو ركـّب التصاويت الموسيقية في عروضه.و أنا أتأمل في التصاوير الفتوغرافية التي تحكي قصة الدرديري مع الطائرة الصغيرة عبرت خاطري اسطورة "إيكاريوس" الهارب من منفاه بوسيلة الأجنحة الهشة التي صنعها من الريش و الشمع. طار إيكاريوس في السماء و حلق بجناحيه و هو سعيد بحريته،نصحه والده " ديدال" يابني لا تحلق قريبا من سطح البحر لأن الرطوبة المالحة ستفسد عليك جناحيك ،و لا تحلق عاليا نحو الشمس لأن الحرارة ستذيب الشمع الذي يثبت ريش جناحيك، عليك بالإعتدال. لكن " إيكار" في نشوة التحليق الحر، و أي حرية أعظم لبني الإنسان من الإنعتاق من قوانين الجاذبية الأرضية؟، نسي نصيحة الإعتدال و غالى في العلو فذوبت حرارة الشمس شمع الجناحين و تساقط ريشه و سقط إيكار في لجة البحر. لكن الدرديري إيكار حريف ، أهله الفقرا علموه كيف يفاوض التحليق بين ملح الأرض و نار السماء و يأخذ جناحيه عاليا في حواري الملح الأثيني ثم يعلو و يلامس الشمس فوق غبار الخرطوم و يعرّج على سان فرانسيسكو و نيويورك ثم يعود راجعا ليحكي للأثينيين حكاوي طيران لا يبالي بالإعتدال.
جاء في الأثر أن
البراق أيضا كانت مركب لأبراهيم عندما كان يزور زوجته هاجر وابنه إسماعيل , كان النبي إبراهيم يعيش في فلسطين مع زوجته سارة , وكان البراق ينقلة صباحا إلى مكة لرؤية عائلته ويعود به بالمساء إلى فلسطين .



صورة
صورة العضو الرمزية
الوليد يوسف
مشاركات: 1854
اشترك في: الأربعاء مايو 11, 2005 12:25 am
مكان: برلين المانيا

مشاركة بواسطة الوليد يوسف »

https://www.youtube.com/v/4kw6AHJzZKY
السايقه واصله
محمد عثمان أبو الريش
مشاركات: 1026
اشترك في: الجمعة مايو 13, 2005 1:36 pm
اتصال:

مشاركة بواسطة محمد عثمان أبو الريش »

( لا إعتراض طبعا على التعليق الأدبي لكن المقصود هو إفساح المجال للتصاوير لتحدث عن نفسها. بعد داك لو في زول عندو أدب يجيبو يعلـّقه و الحسّاس يملا عينو... و كدا!.)


سلام يا حسن، وكل عام وأنت وبتريسا ونجاة وبولا بألف خير..

لو قلعت الكدارات بنلعب معاك
Freedom for us and for all others
محمد عثمان أبو الريش
مشاركات: 1026
اشترك في: الجمعة مايو 13, 2005 1:36 pm
اتصال:

مشاركة بواسطة محمد عثمان أبو الريش »

فى المدينة المحرمة forbidden city في بكين قبل عدة أعوام..
الصورة لمحارب قديم شارك في ال long march وتنظر اليه فتاة من العصر الحديث
زمنان ويالهما من زمنين

صورة
Freedom for us and for all others
محمد عثمان أبو الريش
مشاركات: 1026
اشترك في: الجمعة مايو 13, 2005 1:36 pm
اتصال:

مشاركة بواسطة محمد عثمان أبو الريش »

صورة
Freedom for us and for all others
محمد عثمان أبو الريش
مشاركات: 1026
اشترك في: الجمعة مايو 13, 2005 1:36 pm
اتصال:

مشاركة بواسطة محمد عثمان أبو الريش »

صورة
Freedom for us and for all others
أضف رد جديد