رحيل الأستاذ محمود صالح عثمان صالح راعي مركز ع.الكريم ميرغني

Forum Démocratique
- Democratic Forum
أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
إدارة الموقع
مشاركات: 394
اشترك في: الأربعاء مايو 11, 2005 3:10 pm

رحيل الأستاذ محمود صالح عثمان صالح راعي مركز ع.الكريم ميرغني

مشاركة بواسطة إدارة الموقع »


رحيل الأستاذ محمود صالح عثمان صالح
مؤسس وراعي مركز عبد الكريم ميرغني
صادق العزاء لأسرة المركز


علمنا بأسف وحزن عميقين بنبأ رحيل الأستاذ محمود صالح عثمان صالح، مؤسس وراعي مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي. ونحن إذ ننعاه، نحيي مساهماته المتميزة في ساحتنا الثقافية، خاصةً تأسيسه، في عام 1998، لمؤسسة هامة استطاعت الرسوخ والمساهمة الفاعلة والمتميزة في الحياة الفكرية والثقافية في بلادنا، وأن تعزز مكانتها بين منابر الاستنارة.

نتقدم بعزائنا الحار لأسرته، ولأسرة مركز عبد الكريم ميرغني، ونحيي مرة أخرى مساهماته العالية.


إدارة الجمعية والموقع



صلاح النصري
مشاركات: 607
اشترك في: السبت يوليو 01, 2006 12:32 pm

مشاركة بواسطة صلاح النصري »

منقول من صحيفة حريات


الإمام الصادق المهدي ينعي الراحل محمود صالح عثمان صالح
نعي أليم
أنعي لأمتنا طيب الذكر محمود صالح عثمان صالح، كان محمود رحمه الله رجل أعمال ومثقفاً ورجل برٍ من طراز فريد.
انقلاب 25 مايو 1969م في فورته اليسارية الحمقاء أمَّم الاستثمارات الوطنية دون أية دراسة، كما قال لي أحدهم: “أخذنا الأسماء من دليل التلفون”، وقال قائدهم اعترافاً بفجاجة التجربة: “لقد استولينا على هذه الاستثمارات وكانت مربحة فتحولت بأيدينا إلى خاسرة”. وكانت أسرة عثمان صالح العريقة في أم درمان ممن أُمِّمَت استثماراتهم ووُضعت عليها اليد الخرقاء.
عميد أسرة عثمان صالح طيب الذكر، صالح عثمان صالح، نقل عمله إلى لندن حيث أسس عملاً استثمارياً ناجحاً خلفه في إدارته محمودٌ الذي أدار عمله الاستثماري بذهنية حديثة.
لم ينضم محمود لأي حزب سياسي ولكنه كان مهتماً بالعمل الوطني وكان صديقاً لي ولحزب الأمة مؤيداً لمبادراتنا الوطنية دون انقطاع.
وعلى غير عادة المستثمرين اهتم محمود بالعمل الثقافي، فأسس ودعم مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي، الذي تعددت أنشطته من نشر الكتب، إلى القيام بدور تنويري وتثقيفي للمجتمع عبر الندوات والسمنارات، إلى الاهتمام بثقافة الطفل وغيرها من الأنشطة؛ فاحتل مركزاً مهماً في المجال الفكري والثقافي في السودان. اهتم محمودٌ عبر المركز برعاية المفكرين والمثقفين والمترجمين السودانيين الذين وجدوا في رحابه ظلاً وارفاً ومساعدة في نشر كتبهم، كما سعى في تخليد ذكرى رموز الثقافة والفكر أمثال المرحوم السفير عبد الهادي الصديق، والأديب الأيقونة الطيب صالح رحمه الله، حيث أنشأ جائزة الطيب صالح لتشجيع الروائيين السودانيين لا سيما ناشئتهم. واستمر المركز على مدى 16 عاماً، ومنذ إنشائه في 1998م حتى الآن، يعمل كمنارة في ظلام الشمولية الخانقة التي كانت تتوجس من مناشطه وكثيراً ما عرقلتها.
كان الراحل المقيم مهتماً بالتوثيق للحياة السودانية، فتبنى ترجمة ونشر مجموعة ضخمة من الوثائق البريطانية عن السودان، كما ترجم هو بنفسه كتاب (السودان) للسير هارولد ماكمايكل، وكتاب هندرسون عن حياة ورسائل السير دوغلاس نيوبولد؛ كما اشترى من حر ماله مجموعة ضخمة من الكتب النادرة عن السودان، وأودعها لدى جامعة بيرقن بالنرويج لتكون متاحة لطلاب الدراسات السودانية.
لقد كان المرحوم محمود من أولى المواطنين بلقب ابن السودان البار ولكن النظم الشمولية لا تعتبر بررة إلا أنصارها. وحسناً فعلت جامعة الخرطوم بمنحها له درجة الدكتوراة الفخرية التي استحقها عن جدارة.
ألا رحم الله الفقيد محمود صالح وكافأه في دار النعيم بميزان “إن الدين المعاملة” ومقياس “الْخَلْقُ كُلُّهُمْ عِيَالُ اللَّهِ، فَأَحَبُّ الْخَلْقِ إِلَى اللَّهِ مَنْ أَحْسَنَ إِلَى عِيَالِهِ”[1]. وأحسن عزاء زوجه فكرية ميرغني، وأبنائه أمير وأسأمة، وسائر أسرته، وأهل الثقافة والفكر، والسودان الوطن الذي ثكله.
الصادق المهدي.
نوفمبر 2014م.
صلاح النصري
مشاركات: 607
اشترك في: السبت يوليو 01, 2006 12:32 pm

مشاركة بواسطة صلاح النصري »

نعي صحيفة الميدان

Saturday, November 15th, 2014
المركز العام للحزب الشيوعي وصحيفة الميدان ينعيان ببالغ الحزن والأسي السيد/ محمود صالح عثمان صالح،عميد آل عثمان صالح،والذي اختطفته يد المنون بلندن ظهر أمس السبت،إثر علة لم تمهله طويلا . لقد كان الفقيد علماً من أعلام السودان الذين إنتموا للوطن بحق وحقيقة،تشهد عليه أياديه البيضاء التي امتدت دون من أو أذي لكافة المناشط الإنسانية،وظل وفياً للشعب السوداني،وفي خندق المناضلين من أجل الحرية حتي آخر رمق في حياته .

الفقيد والد أمير وأسامة وشقيق كل من المرحوم توفيق ومحمد صالح وابن عم أبناء إسماعيل وميرغني ومحمد وعبد الرحيم وأحمد عثمان صالح وابن أخت عبد الله ومبارك وعبد الكريم وعبد الرحيم وعبد العزيز ومحمد الأمين ميرغني .

والعزاء موصول لكافة أفراد الأسرة وأصدقائه ومعارفه بالسودان ولندن. له الرحمة.
الفاضل الهاشمي
مشاركات: 2281
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:14 pm

مشاركة بواسطة الفاضل الهاشمي »

العزاء موصول لكافة أفراد أسرة المرحوم وأصدقائه ومعارفه وللصديق كمال عبدالكريم مرغني

The struggle over geography is complex and interesting because it is not only about soldiers and cannons but also about ideas, about forms, about images and imaginings
ادوارد سعيد "الثقافة والامبريالية 2004"
حامد بشرى
مشاركات: 137
اشترك في: الخميس يوليو 23, 2009 2:21 am

مشاركة بواسطة حامد بشرى »

أعزي نفسي والمركز ولكل من ساقته قدماه يوماً الي هذا المكان الذي صار ملجئ ودوحه لاهل السودان وأمدرمان خاصة في فقد مؤسسه محمود صالح عثمان صالح . عزائي الخاص لكمال في فقدك رفيقك ونصيحك .
صورة العضو الرمزية
نجاة محمد علي
مشاركات: 2809
اشترك في: الأربعاء مايو 04, 2005 1:38 am
مكان: باريس

مشاركة بواسطة نجاة محمد علي »

عزائي الحار للدكتور كمال عبد الكريم ميرغني، للأستاذ وليد، ولكافة أسرة مركز عبد الكريم ميرغني ولآل عثمان صالح في هذا الفقد الكبير.


صورة العضو الرمزية
الحسن بكري
مشاركات: 605
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:51 pm

مشاركة بواسطة الحسن بكري »

تعازي صادقة لذويه وأصدقائه وعارفي فضله، والتعاوي موصولة للأستاذ كمال عبد الكريم ميرغني ممن التقيت بهم في المركز من عائلة المرحوم ولوليد ولكافة رواد مركز عبد الكريم ميرغني وللأصدقاء الكتاب والروائيين والقصاص وجملة المثقفين ممن وجدوا التشجيع والدعم في مبادرته الكريمة بإنشاء المركز الثقافي وفي تخصيص جائزة للكتابة الروائية وأخرى للقصصية. له الرحمة.
ياسر زمراوي
مشاركات: 1359
اشترك في: الاثنين فبراير 05, 2007 12:28 pm

مشاركة بواسطة ياسر زمراوي »

العزاء الحار لاسرته واله
اللهم ارحمه والهم اله وذويه الصبر وحسن العزاء

العزاء موصول لاسرة مركز عبدالكريم ميرغنى
صورة العضو الرمزية
إبراهيم جعفر
مشاركات: 1948
اشترك في: الاثنين نوفمبر 20, 2006 9:34 am

مشاركة بواسطة إبراهيم جعفر »

خالص العزاء لأسرة العم محمود صالح، ولا سيّما أسامة محود صالح وكمال محمود صالح ووالدتهما. وقد كان العم محمود صالح، أقول بإيجاز، راعياً لمركز عبد الكريم ميرغني الثقافي بالخرطوم، رجلاً كبير الشان على عدة أوجه، وحادباً على شؤون المدرسة السودانية بلندن ومترجماً وموثقاً للوثائق، ولا سيما الوثائق إداة الاستخبارات البريطانية في السودان.
ÇáäæÑ ÃÍãÏ Úáí
مشاركات: 552
اشترك في: الأربعاء يناير 27, 2010 11:06 am

مشاركة بواسطة ÇáäæÑ ÃÍãÏ Úáí »

حذفت هذا التكرار قبل اكثر من اسبوع، وعللت،واخرت الصديق احمد سيد احمد بما جري معي من ملاوحات هذه الآلة الملعونة، وفرحت انني خدعته، حين رفض ادخالي لتفادي ذلك التكرار. ضحك احمد حين اخبرته انني خادعت هذه الآلة المجنونة. وعدت اليوم لاكتشف عمق ملعونيته. ان يحمل مكراً وخبثاً.
آخر تعديل بواسطة ÇáäæÑ ÃÍãÏ Úáí في الأحد ديسمبر 14, 2014 1:06 pm، تم التعديل مرة واحدة.
صورة العضو الرمزية
إبراهيم جعفر
مشاركات: 1948
اشترك في: الاثنين نوفمبر 20, 2006 9:34 am

مشاركة بواسطة إبراهيم جعفر »

وهذا هو من أسميّه- ممازحاً- "أستاذ الجِّيل"، وأعنى بذاك الأستاذ [b]أحمد بدري، يكتُبُ مرثيَّة للدكتور محمود صالح عثمان صالح: b]


[b]محمود صالح . . . إسمو كفاهو !![/b]



•بسم الله الرحمن الرحيم


" يا أيتها النفس المطمئنة إرجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي " صدق الله العظيم


تنعي مدرسة الأسرة السودانية في لندن في أسى بالغ وحزن عميق



الدكتور محمود صالح عثمان صالح



الذي انتقل إلى جوار ربه راضيا مرضيا صباح السبت 23 محرم 1436ه الموافق 16 نوفمبر 2014م وشيع جثمانه أمس الأحد إلى مقبرة ساوثهول في لندن في موضع عاينه واختاره بنفسه عليه رحمة الله. وفي ذات التوقيت أقام أهل أمدرمان صلاة الغائب على روحه الطاهرة وتوافد المعزون زرافات ووحدانا إلى بيوت الأسرة العامرة في ودنوباوي.

وتتوجه المدرسة بعزائها الحار ومواساتها المخلصة ومشاطرتها الصادقة في الخطب الفادح إلى رفيقة دربه السيدة الفاضلة فكرية ميرغني وإلى ابنيه أمير وأسامة وزوجتيهما مني وعفراء وإلى أحفاد فقيدنا العزيز دينا وسارة وأحمد ومبارك ومريم. هذه العائلة الصغيرة جسدت لنا مدرسة نموذجية وسط مدرستنا الكبيرة.

ونبعث بالعزاء الصادق إلى شقيقه محمد وزوجته هند وأبنائهما وإلى كافة آل صالح وآل ميرغني تلك الدوحة التليدة الضاربة بجذورها في تقاليد السودان أصالة وتواصلا وشهامة وبظلالها الوريقة الوارفة على الوطن وأهله برا وعطاء.



محمود صالح .. نفاج ثقافي من الوطن وإليه



كان محمود صديقا أثيرا للمدرسة السودانية التي ولدت في لندن عام 1991 وكان محمود حفيا بتجربتها البكر وغير المسبوقة. وعندما أسس الراحل العظيم مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي في أمدرمان سنة 1998 رأى بفكره الثاقب ورؤيته النافذة في المدرسة توأما لندنيا للمركز الوليد الوثاب في أمدرمان مدينته الباسلة. وكانت بداية النفاج التعليمي الاجتماعي فبعث المركز للمدرسة بمطبوعاته الأولى في التعريف بشخصيات سودانية مرموقة مثل التجاني الماحي وابوسليم وأحمد المصطفي وغيرهم. ثم جاءنا على نفقة المركز ملك الجاز شرحبيل أحمد وزوجته زكية أبوالقاسم واكتمل الكرنفال الفريد بحضور صاحب النفاج شاعر الشعب محجوب شريف وابنته مريم. وعاشت المدرسة والسودانيون في بريطانيا أياما لا تنسى من الإبداع والطرب وفرح الأطفال والكبار. وصدرت في تلك الأيام مجلة " نفاج " على شاكلة مجلة" الصبيان " السودانية المأثورة باللغتين العربية والإنجليزية تحمل من أبوابها المحفورة في ذاكرة الأجيال "عمك تنقو وحبوبة العازة " بريشة شرحبيل و"محمود يريد أن يعرف " بالإضافة إلى مساهمات الكتاب من الأطفال في بريطانيا والسودان والخارج. وكتب محمود صالح نفسه في العدد الرابع من المجلة في شهر مايو سنة 2003 ينصح التلاميذ بقراءة المجلة والكتابة لها وحثهم على توجيه محرريها بالنقد والتصحيح ما لزم.



وفي تلك الأيام رددت صالات الأمسيات الثقافية بين جدران المدرسة وفي منابر لندن المتنوعة مع شرحبيل ومجموعة الموسيقيين المختارة من أكسفورد وبرايتون " هودنا .. يا هودنا – نحنا صغار ما ذنبنا “ثم " يا وطني .. يا بلد أحبابي " ومع محجوب ومريم وكورال الجالية بقيادة مصطفى السني ونادر رمزي ومعاوية الوكيل وأبوذر وزملائهم ومع أطفال المدرسة بإشراف المعلم الفذ معتصم الإزيرق العديد من الأنشودات في التربية الوطنية

" كفك .. كفك – تلقاني تمام في صفك

ما دام الصدق حليفك – وكتاب الحق في رفك "

وفي قصيدة أخرى " تبتب تبتب .. باكر ياما تقرا ياما تكتب " وواحدة فلسفية تقول

" ظلي .. ظلي – أجري يجري – اتعب يتعب – ألعب يلعب مثلي بلي – لكن قل لي – هل يسمعني من يتبعني ملي ملي؟"



وبفضل مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي شهدت قاعة الكوفة وسط لندن عام 2004 معرض سواكن لأستاذ العمارة في جامعتي الخرطوم وعمان الدكتور عبد الرحيم سالم في حضور نخبة من أعيان الأدب والفنون بينهم الطيب صالح وعثمان وقيع الله ومحمد أحمد أبارو وإبراهيم الصلحي وحسن تاج السر وبونا ملوال ومحمد سليمان وأحمد البشرى وآخرون ثم حفل المدرسة في عيدها العاشر الذي أحياه عبد الكريم الكابلي يصاحبه المسرحي السر قدور ورقصات سودانية من أطفال المدرسة بإشراف معلم الموسيقى نادر رمزي.

وشهدت قاعة كونويي وسط لندن حفلا رائعا بتعاون مركز عبد الكريم ميرغني والمدرسة السودانية لصالح المنظمة السودانية لرعاية الأطفال المصابين بفشل كلوي جاءت له من الخرطوم فرقة هيلاهوب للدراما والكوميديا وشارك في المهرجان الخيري محجوب شريف وابنته مي ونانسي عجاج وإيمان زكي ومصطفى السني ومعاوية الوكيل وغيرهم.



في يوم الخميس 22 يناير من سنة 2004 نظمت جامعة الخرطوم حفلا كبيرا لتوزيع الدرجات العلمية والشرفية. كما منح مجلس الأساتذة الموقر درجة الدكتوراه الفخرية لمحمود صالح عثمان صالح عرفانا وتقديرا لعطائه المتميز في مجال الفكر والتثقيف والنشر والتنمية الاجتماعية. كما نال التقدير الأكاديمي الرفيع في تلك الأمسية كل من المعلم حسن أحمد يوسف ومحمد عبد الفتاح القصاص من مصر وتيموثي كندال من الولايات المتحدة.



واحتفت أمدرمان بابنها البار محمود صالح مساء السبت 24 يناير 2004 عندما استضافت مكتبة البشير الريح العامة احتفال مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي الذي أمه جمع غفير من مريدي المعرفة ورواد المنتديات الفكرية والثقافية. شارك في الحفل الكبير كورال جامعة الأحفاد للبنات وأطفال نفاج إلى جانب مجموعة عقد الجلاد والمطربة نبوية الملاك والفنان عبد الكريم الكابلي وفرقة هيلاهوب المسرحية. تحدث أمين ميرغني شاكرا ومقدرا بلسان أسرة المركز وآل ميرغني وآل صالح وقدم كامل شوقي وطه عثمان بلال لوحة تذكارية للمحتفى به من أسرة المكتبة العامة.



عهد محمود تولاه الله بواسع رحمته إلى كوكبة مضيئة من الأهل والأصدقاء بالإشراف على المركز الثقافي ورعايته وتسيير شؤونه على رأسها كمال عبد الكريم ميرغني وعماد عثمان صالح. قامت هذه النخبة الفاضلة بالمسؤولية خير قيام وأدارت دفة المركز وهو تحت عيون عاطف مشفق أورافض متربص بكل تكيف وحكمة واقتدار في بحر تلاطمت فيه أمواج الكبت والتخذيل والتجهيل. رعت المركز ونواياه الطيبة ورسالته الإنسانية عناية الله ولطفه بإنسان السودان الطيب المسكين وهو يشكو الظمأ لمنابع الدراية والتعليم والمعرفة.

رحم الله محمود صالح بقدر ما قدم من الخير والبر والإحسان لوطنه وأهله وللإنسانية جمعاء. نسأل الله سبحانه أن ينزل على قبره الطاهر فيضا من المغفرة والبركات وأن يكرمه بمقعد صدق في الفردوس الأعلى.

طبت حيا وطبت ميتا يا محمود. فسلام ثم سلام عليك في جنان الخالدين.



أحمد بدري عن أسرة المدرسة السودانية – لندن

18 نوفمبر 2014م
ÇáäæÑ ÃÍãÏ Úáí
مشاركات: 552
اشترك في: الأربعاء يناير 27, 2010 11:06 am

مشاركة بواسطة ÇáäæÑ ÃÍãÏ Úáí »

صورة

النور أحمد علي كتب:محمود صالح عثمان صالح (الجنا خالوالخال والد)
الاثـر: ثنـائيـــة الحضــور الغيـــاب


محمود: من ايِّ الابواب آتيك؟ فهي عديدة

لست هنا في. هذا المقام لارثيه؛ فالرجل اوسع من مواعيني الكتابية؛ بل هو اوسع من الموت ذاته، ذلك لانه شغل مساحته من الوجود بكفاءة عالية، وفاض علي حوافها، حياةً، ماكراً بالموت.
فالكائن البشري؛ فعلٌ، وفاعلية، ومشروع وجود، يتحدي العدم! ومحمود فعل، وتفاعل، وانجز مشاريع حياته بكفاءة المنقذين. عدل المعادلة المائلةزمناً ـ معادلة: المال والثقافة ـ فحسب معرفتي بفضاء العمل العام السوداني؛ فمحمود هو الاول الذي ارتكب تعديل هذه المعادلة القاسية علي التعديل؛ حقق ذلك بسهولة تمتنع عن التكرار،
فالرجل عمل علي تنمية امبراطورية مالية ضخمة،، انشأها الجد الاكبر لمحمود؛ جده لابيه. فالحقها بالعولمة،محافظاً علي وطنيتها؛ وهذه معادلة اخري قاسية. فعل ذلك بفكر منتبهٍ، وافقٍ انساني. واجبر المال علي خدمة الانساني من انشطة الانسان ـ اعني : الثقافة. وهذا فعل مغاير لافعال الرأسمالية المتوحشة؛ وهو مشروعه الذي يمدد به الحياة ويتحدي به الموت! وهو الجانب الذي فاض عن مساحة وجوده
كلي اسف انني اكتب من موقع:( كمن سمع). علي الرغم من انني عشت زمنه، ولم اعرفه! وعندما عرفته؛ عرفت ايضاً غفلتي وقلة حيلتي امام اتساعه..
الموت هو من عرفنا به وبسعته. اراد ان يقول لنا: عاش بينكم رجل غلبني، ومضي يفعل في الحياة.
محمود فعل، وترك خلفه افعاله تمشي علي الارض، تماماً كما كان يمشي هو، وهذه تركة ثقيلة، تحتاج رجالاً بحجمه، لتحافظ علي خطوها وفاعليتها، وبهمته الثقافية والانسانية وهذا امر اشبه بالاستحالة؛ فالرجل عاش فريداً وعمل بفرادة، ورحل بفرادته. ولكن يمكن ان تتضامن مجموعة من الرجال لتكمل المشوار؟
***انتبهوا ايها الاحياء الموتي، فمحمود رحل. والموت حين يزور دياركم ، فهو كائن نقاد. اما انتم فما يفعله معكم فانه يقطع عنكم الحياة التي لم توفوها حقها.
فإذا عجزتم عن احترام حقكم في الحياة، فاحترموا آثار المتفردين بينكم، فإن في ذلك حياة لكم يا « اولي الالباب».


من تقاطعه مع شارع ليبيا جنوباً، يبدأ شارع الموردة؛ والذي يوازي شارع الاربعين، يبدأ مشواره شمالاً، بمحازات صديقه النيل، الذي بدأ سيره شمالاً، قبل ان يولد الشارع، وقبل ان يتعلم المشي. وعندما يتجاوز المحطة بقليل يغير اسمه الي «شارع الوادي»؛ انا لا اعرف لماذا غير اسمه، ولكن هذا ما حدث. الشارع في سيره المزدوج يحمل البشر من الجنوب الي الشمال وبالعكس.وعند اقترابه من محطة الدومة، في سيره ليطبع في الذواكر المتحركة في كلا الاتجاهين «مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي» . ويستمر الامر علي مدار الساعة. كل العابرين الي المحطة الوسطي امدرمان، ثم المحطة الوسطي الخرطوم؛ كلا المحطتين كانتا قلبا المدينتين، وايقونتاهما اللتان يستدل بها الغرباء لمقاصدها، وكانتا ؛ المحطتين، ملتقي الانتلجنسيا المدينية، منذ الاستقلال حتي ظلام الانقاذ. وقد عوضهما محمود خيراً منهما :( مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي).
ولكن. وعلي ذكر الرجلين القامتين ( عبد الكريم ميرغني، ومحمود صالح عثمان صالح) يبدي الشارع مرحاً، وهو يحمل ايقونة بصريةً، كأثر للرجلين الذين ولدا ومشيا في هذا الشارع عمراً مفيداً. وقد غابا، فابقاهما الاثر حضوراً فاعلاً في حياة الناس، كما كان وجودهما فاعلاً.
ليس الامر مجرد لافته، ولكنها علامة انسانية وحضارية،تشير لمعني الوفاء، وتقول بملئ اشهارها البصري:(ان عظيمين مرا من هنا، وهما باقيان هنا الي حين تعلمون قدرهما.
كلا الرجلين كان باراً بوطنه، وباراً بالثقافة والمثقفين. كان فارسين يتباران في فعل الخير في معناه الذي يفيض عن المعني العام والمبتذل. عبد الكريم استخلص محموداً، فاخلص له محمود، واخلص لدوره في الحياة. وعندما رحل الخال، اراد محمود من موقف الاستخلاص،ان يبقي خاله. الذي كان فاعلاً في الحياة.، ان يبقيه فاعلاً بعد الرحيل؛ فَخَلُدا معاً.
هذه اللافتة، هي إشارة للغياب، ودليل الحضور الكثيف، لظاهرتين بشريتين، عاشتا هنا، وفعلتا هنا، وما تزالان تفعلان. انهما اقصي بيان للفاعلية.
فمن هما هذان العلمان؟
الخال: عبد الكريم ميرغني(1923/1995).
تشير شجرة نسبه الي اهتمام مبكر بالتعليم، ونال فرعه المباشير اسهماً وفيرة منه؛ نذكر اشقاء عبد الكريم، اخوال محمود:ـ
1) عبد الله ميرغني،سياسي واقتصادي مرموق، وصل في السلك الوظيفي وزير مالية السودان.
2) عبد الرحيم ميرغني / وصل مدير بنك السودان.
3) عبد العزيز ميرغني خبير اقتصادي.
4)امين ميرغني، اقتصادي، بلغمرتبة وكيل وزارة التجارة.
5} مبارك ميرغني رجل اعمال.
6) ابو القاسم ميرغني، كان طالب قانون اغتيل ابان حوادث مارس1953م
7) عبد الرحيم ميرغني...
هذا هو التفرع المباشر من هذه الاسرة الممتدة والمتداخل. ونلحظ الاهتمام بالاقتصاد لدي الغالبية منهم، وبعضهم توجه للاعمال الحرة، ذات النسب بالاقتصاد.
كما عرفنا اهتماماً من عبد الكريم بالثقافة علي وجه العموم، وبان ذلك في الوصية التي اوصاها ( الخال) (للجنا)، حيث اوصاه بالاهتمام بالوثائق البريطانية في شأن السودان. وقد حملها ( الجنا) بقوة، وفاض عليها. حيث كان عبد الكريم نفسه عمل علي ترجمة بعض الوثائق وكان ينشرها في صحيفة الميدان اواخر ستينات القرن الفائت.
كان الخال يسكن جهة الاستنارة، وهذا بالضبط ما فعله محمود، وقف عمره العامر بالعمل، جهة الاستنارة.
ومن محلسه/مركزه الذي اقامه في منزلة منتدي للثقافة والتنوير منذ خروجه من المعتقل؛ في عهد نميري وحتي رحيله 1995 من القرن الماضي.
هذا المجلس الذي حظي الصديق عبد الكريم عبد الفتاح، بصحبة صاحبه لما يقرب من العشرين عاماً. قوة جذب هائلة، هي التي ابقت الاقتصادي، و(القارئ العادي) عبد الكريم الي جوار الظاهرة عبد الكريم ميرغني. لا بدَّ ان هناك مشترك سري بين الرجلين يشي به تطابق الاسمين؟
كان المجلس/ المركز لاحقاً، والذي كان يؤمه المثقفون، وقدامي السياسيين، واصحاب الحاجات من كل المشارب. كان يبدأ نشاطه، الساعة التاسعة صباحاً، ولا‮ ‬ينتهي‮ ‬إلا في‮ ‬التاسعة مساءً‮.‬ مثيراً‮ ‬للحوار وللتفاكر،‮ ‬وللإعانة المعرفية،‮ ‬والمادية وقد كان‮ «‬الخال‮» ‬بذالاً‮ ‬في‮ ‬الاتجاهين‮.‬
شجرة نسب محمود الابن‮ :
(٩٣٩١/ ٢١ ‬نوفمبر ‮٤١٠٢ ‬ا ستخلصه والد محمود هو خال عبد الكريم‮ ميرغني.‬
آل محمود لأمه‮: ‬شغفوا بالعلم كما النموذج المصغر لشجرته‮)‬
أما آل محمود لأبيه فهم اهتموا بالتجارة وبلغوا فيها شأواً‮ ‬لا‮ ‬يقل مما بلغه آل محمود لأمه من العلم‮.‬ فالكل‮ ‬يعرف عثمان صالح رجل التجارة الذي‮ ‬بلغ‮ ‬حجم تجارته في‮ ‬الحبوب ما‮ ‬يعادل ‮٥٦‬٪‮ ‬من تجارة السودان منها‮.‬ أما محمود فقد برع في‮ ‬الجهتين بلغ‮ ‬وخلق فهماً‮ ‬هجيناً‮ ‬متناسقاً‮ ‬يصعب مثاله‮.‬ ففي‮ ‬حدود الثانية عشر من عمره استخلصه خاله عبد الكريم لنفسه بعد أن راود عنه والداه‮. ‬وما كان لهما أن‮ ‬يردا عبد الكريم فقد كانا بوفائه اعلم.‬
لم‮ ‬يستخلص عبد الكريم من محمود، اللحم والدم، ففي‮ ‬عائلة اباه ما هو كفيل بتوفير رغد العيش. ‬ولكنه قرأ‮ فيه نجابةً؛ ‬وهو القراء العظيم‮. ‬وكان هذا الاستخلاص ضمن عطاياه العديدة التي‮ ‬مدها للسودان‮. ‬منها ـ العطايا‮) ‬ما هو ثقافي‮ ‬ومنها ما هو سياسي‮ ‬ومنها ما كان معرفيّاً. ‬ومنها شخصية كازمية عالية النقاء‮.‬
فماذا جرى‮؟:‬
ولد محمود 1959‬م‮,‬ وأكمل مراحله الدراسية حتى الثانوي‮ ‬بأم درمان ثم ابتعثه الخال لدراسة الاقتصاد بجامعة بريستول ببريطانيا‮.‬
هذه عائلة لها جنوحات عالية للعمل والمال،‮ ‬وهي‮ ‬تبدو للوهلة الأولى معادلة صعبة التحقق‮. ‬فجميع أخوال محمود اقتصاديون،‮ ‬وحتى الخال المستخلص رجل اقتصاد من معدن نفيس،‮ ‬ولكنه مثقف متميز‮. ‬قراءٌ بطل عالم بطب الأعشاب وخبير فيه‮. ‬وله باع طويل‮ ‬يعرفه عارفو فضله من حضرة مجلسه العامر‮ (‬معهده‮) ‬الذي‮ ‬امتد بمنزله من ‮١٧٩١ ‬حيث اعتزل العمل العام، وحتى 1995م ‬لحظة رحيله‮.‬
أما‮ «‬الجنا‮» ‬فقد فكك تلك المعادلة فائقة التركيب والتعقيد، فالرجل تخرج من كلية الاقتصاد بجامعة بريستول بامتياز،‮ ‬وكان‮ ‬يمكن‮ ‬يذهب مباشرة إلى فضاء العمل العام الاقتصادي‮ ‬والذي‮ ‬شغل فيه الأخوال مراكز متقدمة ما بين وزير‮ - ‬ومدير بالبنك الأول في‮ ‬السودان‮. ‬ولكنه عاد لإدارة أعمال العائلة في‮ ‬الخرطوم‮. ‬ولكن لم‮ ‬يغب عن مجلس خاله عبد الكريم،‮ ‬بل كان كثيف الحضور في‮ ‬الفضاء الثقافي‮ ‬الذي‮ في مركز الخال الافتراضي بمنزله/‬
كان محمود قماشة فريدة النسج في‮ ثوب ‬هذه العائلة الممتدة،‮ ‬وبعد العام ‮٩٦٩١ ‬وعندما أمم نميري‮ ‬شركات عثمان صالح ( الجد)، نقل محمود نشاطه التجاري‮ ‬إلى المملكة المتحدة، ولم‮ ‬يبق أسيراً‮ ‬للمسار التجاري‮ ‬الذي‮ ‬اعتمدته الأسرة‮ (‬تجارة الحبوب‮) ‬بل ألحقه بالحداثة فنوع في‮ ‬التجارة من تجارة للعقارات والصناعة في‮ ‬الكثير من بلدان العالم‮.‬
ويمكن أن نشير إلى حادثة عن كارزمية هذه الشخصية وقوتها فعندما تراجع نميري‮ ‬عن قرارات التأمين،‮ ‬وكان محمود صاحب الكلمة العليا في‮ ‬ما‮ ‬يختص بهذه الشركات، ثقة من العائلة في‮ ‬إمكاناته؛ لم تهرع عائلة عثمان صالح إلى استعادة أملاكها،‮ ‬وهو حق،‮ ‬لكنه ربط اعادتها باعتذار علني‮ ‬من رأس النظام، وهو سلوك يميِّز ‬ الرسمالية الوطنية عن الرأسمالية التقليدية ‮.‬
وفي‮ ‬لندن،‮ ‬وبعد أن مكن لإمبراطوريته الاقتصادية،‮ ‬واطمئن على إدارتها بما‮ ‬يضمن استمراريتها،‮ ‬لم‮ ‬يركن إلى الدعة والخمول الفكري‮. ‬بل توجه مباشرة إلى النشاط الثقافي‮. ‬وبدأ بوصية خاله في‮ ‬ما‮ ‬يخص الوثائق البريطانية‮.‬
***«في تقديمه لمجلدات الوثائق البريطانية عن السودان يقول الراحل محمود صالح: «يأتي في طليعة أهداف مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي في أمدرمان دوره المتنامي في جمع وحفظ وتوثيق التراث السوداني الهادف إلى ردم الفجوة بين الماضي والحاضر. كما يهدف في الوقت ذاته إلى تيسير الحصول على هذه المصادر والمراجع للباحثين والطلاب وغيرهم من أفراد المجتمع، دون أن تترتب على هذه الخدمة أي تكلفة مادية.» ويقدر كم الوثائق التي تمَّ جمعها وتصنيفها وترجمتها في أثني عشر مجلداً بـ 234 وثيقة، مدونة في 1287 ورقة، تمَّ انتقائها بعناية من 4500 ورقة، تغطي الفترة 1940-1956م. وقد حفلت هذه المجلدات بأسرار وخفايا ومواقف السياسة الاستعمارية تجاه السودان، عبر ثلاثة مراكز رئيسة، تتمثل في وزارة الخارجية البريطانية في لندن، والسفارة البريطانية في القاهرة، ومكتب الحاكم العام والسكرتير الإداري في الخرطوم.»
***أحمد إبراهيم أبو شكاك صحيفة الراكوبة ‮٩١/١١/٤١٠٢‬
السؤال فعلاً،‮ ‬والذي‮ ‬طرحه‮ ابو شوك «‬من أين جاء هذا الرجل‮».
‬انه فعلاً‮ ‬ايقونة فريدة لم‮ ‬يعرفها الفضاء الثقافي‮ ‬السوداني‮ ‬من قبل نحن لا ننسى محمد أحمد السلمابي‮ (‬رجل البر والإحسان‮) ‬ولكننا أيضاً،‮ ‬نذكر محمودا رجل البر والإحسان الثقافي‮ ‬والإنساني‮.‬
محمود ومركز عبد الكريم
كان محمود وفياً‮ ‬لخاله‮ وفاض ‬عن وصيته بخصوص الوثائق البريطانية التي تخص السودان. وراح ذهنه‮ ‬يركض في‮ ‬كل الاتجاهات الثقافية والإنسانية، كأنه‮ ‬يسابق نفسه‮. ‬كان محمود مؤسسة أو مجموعة مؤسسات‮ ‬يديرها ذهن خلاق‮. ‬فالتفت إلى نواة المركز التي‮ ‬بادرها الخال بمنزله لما‮ ‬يزيد عن العشرين عاماً‮، ‬فأوصى له رأسه بالمركز الأهلي الاستناري‮ ‬المتميز والذي‮ ‬أصبح علامة‮ ‬ينافس الطبيعة،‮ فبعد ان ‬كان الدومة، في‮ ‬حي‮ ‬العمدة علامة طبيعة، احتلت محلها لافتة «مركز عبد الكريم ميرغني‮ ‬الثقافي‮».‬
توَّج الأستاذ محمود صالح حياته المعاشية المتفاعلة بقضايا الثقافة والأدب في السودان بتأسيس مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي بمدينة أم درمان، وذلك في الخامس عشر من مايو 1998م. وقد علق الدكتور حسن أبشر الطيب على هذه المبادرة النوعية، بقوله: إن المركز يمثل «فكرة رائدة مبدعة تتجسد فيها نقلة نوعية حضارية في الاحتفاء برموزنا الفكرية»، علماً بأن الحضارة عملية تراكمية تبنى على الإرث الثقافي الموروث من السلف الصالح، «ويأتي الأبناء لاحقاً فيضيفون إليه جديداً، وفقاً لمعطيات الحياة المتغيرة والمتجددة»، ويشير إلى أن المركز «مركز ثقافي أهلي، وبالتالي فإن كل الجهود الممتدة الواسعة يمكن لها أن تحقق استمراره وحيدته، بحيث يستطيع تلقي مشاركة ودعم كل الناس دون حساسيات، وبعيداً عن ساحات الصراع السياسي».
هذه التوجهات في‮ ‬سياسة المركز،‮ ‮ ‬كانت نتيجة لمعرفة حميمة بالخال الموسوعي‮ ‬المعرفة، والذي‮ ‬لم‮ ‬يقحم قدراته في‮ ‬وعاء سياسي‮ ‬باسمه‮. ‬كان فياضاً‮ ‬في‮ ‬كل اتجاه‮. ‬وبذلك حرص محمود أن‮ ‬يكون المركز أهلياً،‮ ‬لا‮ ‬يربط نفسه بأي‮ ‬نظام‮ او جهة. كانت جهته هي الشعب السوداني والذي يحتفظ له محمود بمكانة يليق بوطن؛ وتليق بقامة محمود الانسانية.‬
كان كل نشاط المركز منذ تأسيسه وما نشر من عناوين‮ فاقت ‬المئات‮. ‬من حرّ‮ ‬ماله وحرّ‮ ‬فكره وحرّ‮ ‬إنسانيته‮.‬
رحل عبدالكريم بقي‮ ‬عبدالكريم،‮ ‬غياباً‮ ‬وحضوراً‮ ‬كثيف‮.‬
رحل محمود بقي‮ ‬محمود في‮ ‬أفعاله‮ الاستنارية ‬الباقية مجموعة
***«بدأت قصة مجموعة محمود صالح بجامعة بيرقن التي يربو كمها على الألفي كتاب وعدد مماثل في الوثائق النادرة، بكتاب عن «الاستثمار في إفريقيا» لمؤلفه البروفيسور هاربرت فرانكل، نشرته جامعة كمبريدج عام 1938م. وقد عثر الأستاذ محمود صالح على نصٍّ من الكتاب في التقرير السنوي لحاكم عام السودان، هوربت هدلستون (1940-1947م)، وكان مفاد ذلك النص: «لا يوجد أدنى شك في أن التنمية الاقتصادية التي حدثت في السودان في القرن العشرين قد حققت إنجازاً رائعاً، يمكن اعتباره من عدة نواحي نموذجاً للأقطار الإفريقية الأخرى.» ولا عجب أن هذا النص قد حفَّز القارئ المهتم بشأن السودان أن يبحث عن الكتاب لمدة تقدر بعشر سنوات، لكن جهوده لم تكلل بالنجاح إلا في شتاء عام 1997م، عندما التقى بالسيدة أليزبيث بنقهام في القاهرة، وسرَّها عن رغبته في الحصول على الكتاب المشار إليه. وبعد بضعة أيام من ذلك اللقاء العابر وجد الأستاذ محمود صالح نسخةً من «كنزه المفقود» في صندوقه البريدي، ومعها مذكرة مفادها أن شخصاً يدعى بول ولسون في ضاحية شبرسبري في انجلترا لديه مجموعة نادرة من الكتب عن تاريخ السودان وجغرافيته، وأنماط الحياة فيه. وبفضل هذه المذكرة بدأت العلاقة بين بول ولسون ومحمود صالح، وأثمرت خواتيمها في شراء المجموعة بكاملها، والتي يقدر كمها المودع الآن بجامعة بيرقن بألفي كتاب من الكتب النادرة التي يرجع تاريخ تأليف بعضها إلى القرن السابع عشر للميلاد، إضافة إلى كمٍ مماثلٍ من الوثائق الأرشيفية، والصور الفوتوغرافية، واللوحات الفنية. وتعالج هذه المجموعة قضايا مختلفة عن التاريخ، والاجتماع، والاقتصاد، والسياسة، والجغرافيا، والآثار، وعلم النبات، وعلم الحيوان، وفن العمارة في السودان. ومعظمها كُتب باللغة الإنجليزية ولغات أوروبية أخرى، وهي على حدِّ قول الراسخين في الدراسات السودانية تمثل مجموعة نادرة للطلبة والباحثين في الشأن السوداني، ولا يوجد لها مثيل داخل السودان أو خارجه».
***أحمد إبراهيم أبو شكاك صحيفة الراكوبة ‮٩١/١١/٤١٠٢‬

**‬أولاً اعتذر ان كلا الرجل أوسع من سعة مواعيني الكتابة
** ‬اعتذر أنني‮ ‬لست في‮ ‬زمن الرجل ولم أعرف أياً‮ ‬منهم‮.‬
** ‬ثالثاً‮ ‬شكراً‮ ‬للموت،‮ ‬هذا الموظف العدمي بامتياز،‮ ‬ولكونه دائماً‮ ‬ما ينبهنا أن كنزاً‮ ‬بشرياً‮ ذهب باتجاه العدم،‮ ‬مكتبه بشرياً‮ ‬ذهبت إلى‮هناك >>>>>>>>>>>>الي (النسيان‮).‬
ولكن‮ ‬يبقى‮ ‬عزائي‮ ‬أن أمثال هؤلاء الرجال،‮ ‬وعلى الرغم من و هن ذاكراتنا،‮ ‬إلا أنهم قادرون على تبديل الغباب بحضور كثيف‮ ‬يُعرض نفسه على بلادة الواقع،‮ ‬ويشير دائماً‮ ‬إلى الأمام‮. ‬ذلك أنهم كانوا دائماً‮ ‬يرون أبعد منا في‮ ‬الزمن‮ ويضيئون ‬الأمام‮.‬
أنا أكتب ذلك لاعتذر لأبناء جيلي‮ ‬ممن لم‮ ‬يعرفوا هاتين الايقونتين‮. ‬اعتذر عن عمانا وكسلنا الذهني‮.‬
وفوق كل ذلك، قام محمود
** بترجمة كتاب‮ »‬السودان‮« ‬لهارولد ماك مايكل
** وكتاب‮ «‬كيف أعدّ‮ ‬السودان الحديث‮» ‬لمؤلفه ك ك هندرسون‮.‬
كما هو صاحب فكرة تجميع كتابات صديقه الطيب صالح في‮ ‬مجلة، «المجلة» والتي‮ ‬طبعت في‮ ٠١ ‬مجلدات قدم لها بنفسه‮.‬

شهادات

** ‬دكتوراه‮ فخرية ‬من جامعة الخرطوم ( وهو فخر للجامعة)
**كان قد اعجبه كتاب للسير هارولد ماك مايكل عن السودان ، ماك مايكل - لمن لا يعرفه ـ كان سكرتيرا إداريا لحكومة السودان وقد كان له من الأثر في إدارة السودان ما لم يكن لغيره ممن شغلوا نفس المنصب ، فرأى ان لا يكتفي بشرائه الكتاب ، ورغب في ترجمته حتى يصل به إلى من لا يعرف الإنجليزية ، فسعى سعيا دؤوبا – حكى عنه – ليصل الى خلَف الكاتب او من قد تكون له حقوق ملكية في الكتاب ليستأذنه او يتفق معه على ترجمة الكتاب ونشره ، ولما لم يوفق قام بترجمة الكتاب بنفسه ونشره مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي حتى تصل معرفة شيئ عن السودان لمن قعد به جهله بالإنجليزية عما في الكتاب . تلك بعض محامد محمود هو محمود صالح عثمان صالح. في تعليق يومئذ على صنيع محمود كتبت « محمود صالح عثمان صالح رجل الإقتصاد والمال وذواقة الادب واللغة وعاشق المعرفة .... مكّنته مكْنته من اللغتين العربية والإنجليزية لأن يخرج ترجمة راقية ».
فمحمود كان كالشهاب وضوئه في كل فضاءات العمل الثقافي التنويري، وساحات العطاء الخيري في السودان وخارج السودان، ينفق بيمناه ما لا تعلمه يساره، وذلك انطلاقاً من إيمانه الراسخ بأن واقع السودان لا تصلحه الحكومات ولا الأحزاب السياسية وحدها- إن لم تكن قد أسهمت في تدهوره- بل يستقيم الإصلاح بعطاء أبنائه الأوفياء الذي يحلمون بغدٍ مشرق لأجيالهم الصاعدة؛ وبفضل هذه الرؤية الثاقبة استطاع المرحوم محمود صالح أن يخلِّد اسماً لامعاً في قائمة أبناء السودان الأوفياء.
أحمد إبراهيم أبوشوك/ صحيفة الراكوبة/ 11-16-2014

شهادة الصادق المهدي

وعلى غير عادة المستثمرين اهتم محمود بالعمل الثقافي، فأسس ودعم مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي، الذي تعددت أنشطته من نشر الكتب، إلى القيام بدور تنويري وتثقيفي للمجتمع عبر الندوات والسمنارات، إلى الاهتمام بثقافة الطفل وغيرها من الأنشطة؛ فاحتل مركزاً مهماً في المجال الفكري والثقافي في السودان. اهتم محمودٌ عبر المركز برعاية المفكرين والمثقفين والمترجمين السودانيين الذين وجدوا في رحابه ظلاً وارفاً ومساعدة في نشر كتبهم، كما سعى في تخليد ذكرى رموز الثقافة والفكر أمثال المرحوم السفير عبد الهادي الصديق، والأديب الأيقونة الطيب صالح رحمه الله، حيث أنشأ جائزة الطيب صالح لتشجيع الروائيين السودانيين لا سيما ناشئتهم. واستمر المركز على مدى 16 عاماً، ومنذ إنشائه في 1998م حتى الآن، يعمل كمنارة في ظلام الشمولية الخانقة التي كانت تتوجس من مناشطه وكثيراً ما عرقلتها.
الصادق المهدي
16 نوفمبر 2014م

شهادة عبد الباسط سبذرات

**«أكتب عن رجل أخفى فعل (اليسار) انتماء بتبتل وإخبات جعله ورداً سرياً لا تدركه أبصار وعيون السياسة، ولا تسمع نجوى ليله وقد لامس السحر.. أذن شبعت بتصنيف الناس إلى (يسار) يهلك و(يمين) هو حزب الله!!
أكتب عن «عبد الكريم ميرغني» الذي أقام له أحد أبناء السودان النجباء مركزاً ثقافياً، بدأ خافت الضوء ثم ما لبث أن أصبح وزارة للثقافة يشارك الوزارة الرسمية بذر (تقاوي) الفكر في أرض أم درمان شديدة الإلفة بالفن والثقافة والإبداع.
هو- أي «محمود عثمان صالح»- الذي يكتفي بالصلاة في العمل العام بـ(صلاة كل ركعاتها بقراءة سرية) مخافة أن يسمع الناس همسه في أذن الفكر والاستنارة والأدب.. ولهذا ترك البوح البواح ليقوله ويجهر به مركز «عبد الكريم ميرغني».. فهل جهر وأبان؟ أظنه فعل وباقتدار.»
عبد الباسط سبذرات

**منح الباحث والناشر السوداني د. محمود صالح عثمان جائزة بيرغن النرويجية تقديراً لجهوده في جمع ونشر الأدبيات السياسية والفكرية المتعلقة بالسودان على مدى فترات من تاريخ البلاد وايداعها في مكتبة جامعة بيرغن. كما صدر عنه كتيب في هذه المناسبة.
انصرف محمود منذ عام 1994 الى العمل العام مهتما اهتماما خاصا بالدراسات السودانية في التاريخ والسياسة والآداب منكبا على جمعها وترجمتها ونشرها على نفقة مركز عبدالكريم ميرغني الثقافي الذي تولى تأسيسه في أمدرمان 1998وكانت آخر مساهماته الزاخرة في اثراء منابع الدراسات السودانية.
كما ينوه الكساندرو هنريت تشاكوس في اصداره جامعة بيرغن مجموعته الخاصة التي تضم آلاف الكتب والمخطوطات واللوحات الأثرية والوثائق التاريخية النادرة التي جمع بعضها على مدى سنوات طويلة .
جريدة الصحافة

شهادة د. عبد اللطيف البوني/ السوداني

**محمود حصر نشاطه في جمع كل ما كتب عن السودان بغير اللغة العربية وقبل الاستقلال واهتم بصورة خاصة بما كتب في الفترة الاستعمارية مستفيداً من وجوده في بريطانيا فقام بجمع خمسة آلاف وثيقة تم تصينفها وترجمتها ووضعها في اثني عشر مجلداً تغطي الفترة (1940 -1956) ثم ترجم الكتب المرجعية التي اختطاها أساطين الإدارة في الفترة الاستعمارية – كتاب السودان لماك مايكل مذكرات السير دوقلاس نيوبولد ثم جمع أكثر من ألفي كتاب وكان يضرب أكباد الطائرات والسيارات من أجل كتاب وفيها كتب رحالة يرجع تاريخها إلى القرن الثامن عشر (الرحالة الفرنسي بوسنيه 1709) بالإضافة إلى ثلاثمائة لوحة تاريخية حاول وضعها في مكان مناسب في السودان ولكنه لم يجد الاستجابة فتم وضع ألفي كتاب من مجموعة محمود وبلغات مختلفة في جامعة بيرقن بالنرويج لكي يستفيد منها الدارسون وتوضع على الانترنيت ثم تحول للسودان بعد خمس سنوات.

د. عبد اللطيف البوني/ السوداني
الأربعاء, 26 نوفمبر 2014

شهادة الأديب الراحل الطيب صالح:
«إنَّ محمود لم يستأثر بالثراء لنفسه وأسرته، بل أخذ ينفق منه بسخاء على ما ينفع الناس جميعاً، فهو رجل مرموق ليس بماله، بل بأفعاله ودوره في المجتمع.»

شهادة فدوي عبد الرحمن علي طه

** «إنه خبر محزن وفقد جلل. لقد كان محمود رجلاً عظيماً، ولدي احترام خاص له. لا أنسى فضله عندما حضر نقاشي لنيل درجة الدكتوراه، بعد أن علم أن والدي لا يستطيع الحضور بسبب المرض. ثم عمل حفلاً كبيراً بهذه المناسبة.» وجسدت أيضاً البروفيسور فدوى عبد الرحمن علي طه هذه القيمة الإنسانية، عندما كتبت في خاتمة رثائها للمرحوم محمود صالح قائلة: «وستبقى وستظل نجماً ساطعاً في سماء الأمة، بما قدمت، فمثلك لا يموت. وسيبقى غرسك مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي منارة سامقة. وستبقى مكتبتك في بيرقن متكأ للعلماء والباحثين، ورمزاً للمحبة التي تربط بين بيرقن وكل من زارها ودرس فيها من السودانيين، ووصلاً للشمال والجنوب. وستبقى محبتك في نفوس أهلك، وعشيرتك، وأصدقائك، وعارفي فضلك.» هكذا كان محمود صاحب سيرة وسريرة بين الناس، يعطى من غير منٍ ولا أذى، وينفق بسخاء لا يخشى الفقر. نسأله الله أن فيض عليه ثواباً بقدر ما فاض على الناس عطاءً، ويسكنه
فسيح جناته مع الصديقين والشهداء، وحسن أولئك رفيقاً.[u]
صورة العضو الرمزية
محمد أبو جودة
مشاركات: 533
اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 25, 2012 1:45 pm

مشاركة بواسطة محمد أبو جودة »

أصدق التعازي للجميع في وفاة الراحل العزيز محمود صالح؛

والتعازي الحارة لأســرته وأسرة مركز عبدالكريم ميرغني ..



----
ÇáäæÑ ÃÍãÏ Úáí
مشاركات: 552
اشترك في: الأربعاء يناير 27, 2010 11:06 am

مشاركة بواسطة ÇáäæÑ ÃÍãÏ Úáí »

لا اعرف بالتحديد كيف حدث ذلك؟
كلما اذكره انني رجوت هذا الكائن المخبوت، انني اريد ان اضيف صورة الاستاذ محمود تحت بند «تعديل» كررت هذا الرجاء اكثر من مرة، نتيجة لرفضه السماح لي بالدخول للتعيديل، ولما احترت قلت احتال، فضغطت علي ايقونة اقتباس، والتي تعمل عملها عادة بعد السماخ لك بالدخول،ولدهشتي فتح نصي، لم اصدق واضفت الصورة، ولما استعرضت الوضع ظهرت الصورة سابقة للموضوع، فقلت انطلت حيلتي علي هذا الكائن البلاستيكي ( وان تكن غير دقيقة)، وذهبت لشأني ولما راجعت الامر اليوم، وجدت التكرار الذي لم افعله. ولله في آلاته شؤون!
محمد عثمان أبو الريش
مشاركات: 1026
اشترك في: الجمعة مايو 13, 2005 1:36 pm
اتصال:

مشاركة بواسطة محمد عثمان أبو الريش »

.
أدعو الله ان يرحم فقيد الوطن محمود صالح، ويجعل بركته في ذريتـه،
والعزاء موصول لزملائه في مركز عبد الكريم ميرغنى ولكل الشعب السودانى في هـذا الفقـد الكيبر.
Freedom for us and for all others
الفاضل البشير
مشاركات: 435
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 7:56 pm

مشاركة بواسطة الفاضل البشير »

شكرا استاذ النور لصبرك سردا لجوانب سيرة الفقيد من مختلف المصادر.
وبعد.
ارى ان الفقيد هو افضل المعزيين.
كيف لا وهو من ترك فينا كنزه, كنزنا العظيم.؟

(وأثمرت خواتيمها في شراء المجموعة بكاملها، والتي يقدر كمها المودع الآن بجامعة بيرقن بألفي كتاب من الكتب النادرة التي يرجع تاريخ تأليف بعضها إلى القرن السابع عشر للميلاد، إضافة إلى كمٍ مماثلٍ من الوثائق الأرشيفية، والصور الفوتوغرافية، واللوحات الفنية. وتعالج هذه المجموعة قضايا مختلفة عن التاريخ، والاجتماع، والاقتصاد، والسياسة، والجغرافيا، والآثار، وعلم النبات، وعلم الحيوان، وفن العمارة في السودان. ومعظمها كُتب باللغة الإنجليزية ولغات أوروبية أخرى، وهي على حدِّ قول الراسخين في الدراسات السودانية تمثل مجموعة نادرة للطلبة والباحثين في الشأن السوداني، ولا يوجد لها مثيل داخل السودان أو خارجه)
اليس هذا جديرا بالابتهاج والزغاريد؟
أضف رد جديد