إتحاد الكتاب الشاقية

Forum Démocratique
- Democratic Forum
صورة العضو الرمزية
ÃÈßÑ ÂÏã ÅÓãÇÚíá
مشاركات: 17
اشترك في: السبت نوفمبر 26, 2005 1:37 am

مشاركة بواسطة ÃÈßÑ ÂÏã ÅÓãÇÚíá »


حذفت المداخلة
وشكرا للأخت الصديقة نجاة

أبكر آدم إسماعيل
آخر تعديل بواسطة ÃÈßÑ ÂÏã ÅÓãÇÚíá في الأربعاء يناير 25, 2006 5:24 pm، تم التعديل مرة واحدة.
صورة العضو الرمزية
نجاة محمد علي
مشاركات: 2809
اشترك في: الأربعاء مايو 04, 2005 1:38 am
مكان: باريس

مشاركة بواسطة نجاة محمد علي »



حذفت المداخلة.
خالص شكري للأخ أبكر آدم إسماعيل.
نجاة

آخر تعديل بواسطة نجاة محمد علي في الأربعاء يناير 25, 2006 5:21 pm، تم التعديل مرة واحدة.
صورة العضو الرمزية
مصطفى آدم
مشاركات: 1691
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 5:47 pm

مشاركة بواسطة مصطفى آدم »

أخونا أبكر،
لك التحية والشكر على فتح هذا الحوار الذي يمكن أن يسهم إذا ما تمت إدارته بهدوء و صبر على الأختلاف إلى فائدة عظيمة تصب في صالح المشروع الوطني الكبير الذي يشمل شعوب السودان بمجملها. و لا غبار على اللجوء للسخرية التي تجيدها كما يجيدها الأخرون , لكن:العبارة التي اقتبستها أعلاه من نص سجيمان والتي أربأ بنفسي من ذكرها لما تنضح به من إزراء كامل بحقنا جميعاً
تتناقض تماماً مع ما ورد هنا حول الأخ عبدالحميد البرنس :
كما هو بائن لي، أما محاججاته المتعلقة بنظريته السيجيمانية، التي لم يتحفنا حولها بـconclusion بعد، فتبدو لي مثل محاججات أصحاب المطاعم في محطات البصات السفرية الذين يبيعون الفشفاش والدمام علي أساس أنهما كبدة! إنها ورطة أدخل نفسه فيها بنفسه، وأنا أتعامل مع ما يفعل في هذا السبيل على أساس أنه خطأ وليس دجانة.
من حيث الموقف المبدئي من جانبك فيما يتعلق بأيدولوجية الإزراء و الإستعلاء العربسلامي التي يكرسها خطاب سجيمان ، وبالتالي تقود إلى التباس مفهومي . كيف يمكن أن نقارب بين موقفك الرافض لكل ما يمت لهذه الأيدولجية و استخدامك لنص خطاب ممثلها الرسمي في الفضاء الأسفيري ، (والذي يصل إلى حد القذف ، الجريمة التي يجرمها ، حتى قانونهم الوضعي المسمى زوراً بإسلامي)لمعايرة من يقفون بصلابة في وجه هذا السفه العاير، وأعتقد أنك أحد هؤلاء الذين يقفون بصلابة في وجه السفه العاير من مهرجي الأيدولوجية العربسلامية.
و من حيث لاتدري ، كما اتمني ، يمكن تأويل عبارتك أعلاه على أنها موافقة ضمنية على الرأي الوارد في النص الأصلي الذي ورد في سودانيز أون لاين . أمّأ إذا كنت تدري بذلك و لم تتردد في استخدام العبارة فهذا أمر يستحق التوضيح قبل أن يتواصل هذا النقاش الواعد. و للإستاذة نجاة، كإدارة الموقع ،الحق الكامل في المطالبة بسحب هذه العبارة المسيئة في حقها و حقك ، كمدافع صلب عن حق المهمشين من شعوب و نساء السودان ، و حقنا جميعاً .
و عموماً ، الحوار الذى يندفع نحو شخصنة الأمر يفقد مجراه و ينزلق في وحل الذات الغير مبرأة ، في الغالب ، من الغرض.
مع خالص الشكر.
ÍÇãÏ ÈÏæí ÈÔíÑ
مشاركات: 7
اشترك في: الأحد يناير 15, 2006 9:43 pm

مشاركة بواسطة ÍÇãÏ ÈÏæí ÈÔíÑ »

الأستاذ أبكر آدم إسماعيل والمتداخلون الأفاضل،
خرجت بعد القرأة بالنقاط أدناه، وهي التي أتمنى أن تأخذ حظها من النفاش بقصد التركيز. فتشعب النقاش لن يؤدي إلا لمس القضايا من الخارج وطمر جوهرها في رماد (الحرفنة اللغوية). والنقاط هي:

1 - لا أتفق مع الأستاذ أبكر في الإحالة القبلية لأدلوجة صراع الهامش المركز. فهي لا تأخذ هذا المنحى إلا بعد أن يجرى عليها نوع من التحويل من طبيعتها الإقتصادية - الإجتماعية إلى الحيز العرقي لتتحول إلى أفق آخر من التضاد هو التضاد الأفريقي - العربي. فتضادية الهامش - المركز من حيث أنها أدلوجة فإن حديها أو قطبيها، لا يخضعان بالضرورة للفضاء القبلي. عليه فقد بدى لي كما لو أن الحوار الذي قرأته يستلف دينمياته من خارج المطروح للنقاش. فالأستاذ أبكر يتوسل صراع الهامش - المركز كمدخل إلى المسألة العرقية.(عرب - أفارقة). باعتبار أن الهيمنة في السودان تدعي العروبة. لا نجادل في ذلك لكننا نظن أنه حتى المسألة العرقية لها أفق آخر غير القبلية. فرب شايقي أو (جعلتي) ليس بالأشعث ولا الأغبر أكثر إنتماءا للهامش من زغاوي لا (يتسوق) إلا من عفراء مول. ولكم في ياسر عرمان مثالا جيدا.

2 - أقول للدكتور حسن موسى أن البوست والحديث معا هما بصدد أتحاد الكتاب السودانيين وليس (السياسيين). ولو كانت الكتابة السياسية أو النضال السياسي هما المعيار لإختيار قيادة الكتاب السودانيين لكان محجوب شريف وليس كمال الجزولي. ولا أظن أن الأمر كذلك ولا ينبغي أن يكون.



4 - أما في مسألة إتحاد الكتاب السودانيين فلا يجوز الحديث إلا عن السنة الديموقراطية. فإعادة تكوين الإتحاد نفسها هي إحتفالية ديموقراطية. ولا أظن أن الكتاب السودانيين سوف يجلسون قبائل حين يجلسون لأمر كهذا، وأن كانوا قد يجلسون كأيديولوجيات يحسم الصراع بينها الإجراء الديموقراطي..
صورة العضو الرمزية
ÃÈßÑ ÂÏã ÅÓãÇÚíá
مشاركات: 17
اشترك في: السبت نوفمبر 26, 2005 1:37 am

مشاركة بواسطة ÃÈßÑ ÂÏã ÅÓãÇÚíá »



الأخت العزيزة نجاة
تحياتي الطيبات

أنا لم أقصد أي إساءة. لماذا أقصد الإساءة؟
وطالما توضيحي لمقصدي، وللتأويل الذي علي أساسه استعملت تلك العبارة لم يكن مقنعا لك، يصبح إستعمالي لتلك العبارة خطأ؛
وعليه فقد قمت بحذفها.

وأرجو أن تتقبلى إعتذاري وبالغ أسفي على ما لحقك من أذى


أبكر آدم إسماعيل

صورة العضو الرمزية
عالية عوض الكريم
مشاركات: 358
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 5:50 pm

مشاركة بواسطة عالية عوض الكريم »

وأرجو أن تتقبلى إعتذاري وبالغ أسفي على ما لحقك من أذى


ابكر

احبك والله هكذا بدون مقدمات او خلافه ...
لابد للخلاف من قلب ...
ولابد للتفاكر من اورده ...
يجري عليها دم الانسان الذي نصبوا
فشكرا ان كنت بقامه الحزن النسائي ...
فان ما جري لنجاة هي اساءه لفكرة المرأة الحره وحقها في الانطلاق الاسفيري...الذي يوازيه اقصاءها علي ارض الواقع من ملمح الحياة الذي تريد...كلنا نجاة وان امسكنا بالعصا من منتصفها لست خوفا انما ثقة في مقدرتها علي ادراة حواراتها وخلافاتها منفرده...
والف تحيه وورده للجميل حسن موسي ...

محبتي
صورة العضو الرمزية
ÃÈßÑ ÂÏã ÅÓãÇÚíá
مشاركات: 17
اشترك في: السبت نوفمبر 26, 2005 1:37 am

مشاركة بواسطة ÃÈßÑ ÂÏã ÅÓãÇÚíá »


الأخ الصديق مصطفى آدم
تحياتي الطيبات، وشكرا عل المفاكرة، وقد أدركت خطأ استعمالي لتلك العبارة فقمت بحذفها والإعتذار للأخت نجاة، كما قمنا سويا بحذف تعليقاتنا التي ترتبت عليها - كما ترى.

الأخ الصديق حامد بدوي بشير
تحياتي الطيبات
نحترم وجهة نظرك في الإختلاف معنا وسنمضي في توضيح وجهة نظرنا حول القضية في هذا الخيط أو المسلسل الذي قد يستمر طويلا. كن معنا بالمزيد.

الأخت الصديقة عالية عوض الكريم
شكرا علي كلماتك الطيبات ولك حبي أيضا

أبكر آدم إسماعيل
حسن موسى
مشاركات: 3621
اشترك في: الجمعة مايو 06, 2005 5:29 pm

مشاركة بواسطة حسن موسى »

الفنأفريقانية السوداء نية 2


أبكر يا أخانا في أفريقيا(تاني)

مسك العصاية من النَّص
تأملت في كلامك حول الاسباب التي طرحتها في تفسير التصحيف الذي ادرك "صوت الوترالسادس" في نسختها المنشورة على موقعك، وما كان من أمر انشغالك عن تصويبها بأمور الدنيا، و بدا لي اعتذارك أشنع من ذنبك كونك يا صاح يا كاتب تلقي النص بين الاسافير ولا تدقّق أو تأبه بالمراجعة، وتنتظر أن تبعث لك العناية بالخصوم المراجعين المتفحّصين ينبهونك الى مواضع الخلل في نصوصك حتى تصوّبها، و أنا ارى في مثل هذا المسلك استهانة بقدر قراءك، ناهيك عن استهانتك بقيمة نصك اذ تلقيه على العواهن. والعواهن يا صاح هي جرائد النخل اذا يبست، و المرء يرمي الكلام على عواهنه حين يتكلم عفو الخاطر ولا يبال أصاب أم اخطأ (و لا أكتمك اني لم المس العلاقة بين جريد النخل اليابس والكلام بغير تحسّب، و فوق كل ذي علم بركة). واذا كان هذا شأنك مع نصوص في معزّة الشعر فلنا الحق ان نقرأ بمزيد من التحفظ نصوصك التي تعالج شأننا السياسي العام. ولنا أن نتساءل: ما نصيبها من التصحيف؟ وهل راجعتها؟ ام أنك في انتظار فاعل خير يراجعها لك؟


وفي "التخليل" النهائي (وهو أزرط من " التحليل" النهائي) فان موقفك من نصّك يمكن تلخيصه كوجه من وجوه "مسك العصاية من النَّصْ (بفتح النون المشددة)، و هو، في نظري الضعيف، وجه من وجوه "مسك العصاية من النُّصْ( بضم النون المشددة). ومسك العصاية، عصاية الكتابة، من النَّص ـ فيما وراء مناقشتنا الراهنة ـ هو يا صاح مكيدة أدبية قديمة طالما انتفع بها اهل الكتابة حين تضطرهم ملابسات الكتابة /القراءة للزوغان الواعي أو غير الواعي من عواقب الكتابة. ووجه المكيدة في فعل مسك العصاية من النَّص انما هو في كونه ينطوي على شبهة التملص من عواقب الكتابة بذريعة التصحيف والأخطاء المطبعية التي قد تموّه وراءها زلات اللسان التي يجود بها لاوعي الكاتب، (و "زلات اللسان"
Lapsus Lapse
في مشهد مولانا سيجموند فرويد، انما تعبر عن قسمة الخاطر بين عبارتين تحملان ارادتين متناقضتين بحيث تلعب الحالة النفسية للكاتب لحظة التعبير دورا مهما في تحبيذ واحدة على الاخرى. ترى اي خاطر الهمكما انت وعادل انواع التصاحيف الواردة في نصوصك). وقد انتبه نفر من شعراء العرب في العصر العباسي الى التصحيف الارادي كنوع ادبي مستقل، وذلك موضوع شيق لا سبيل للتفصيل فيه ضمن مقامنا هذا. كل هذا يردنا الى موضوعة "مسئولية الكاتب" المشهودة في الادب والتي يمكن اختصارها بعبارة أن الكاتب مسئول أولا و أخيرا عن نصه فلا يفرّط فيه بأي حال وقد يموت دونه. وتلك يا صاح مسئولية لا يطيقها كاتب مستعجل. والعجلة تتربص بنا جميعا و لات مناص، ويبقى العزاء في النوايا الطيبات والحمد لله على كل شيء.

أما ما كان من أمر ما أسميته بـ "أهم المسلمات" في خطابي، والتي لخصتها أنت "بقليل من التأنّي" في قولك :
"مسلمة الصاح حسن موسى التي تنبني عليها مقولاته في الفنأفريقية التي أسهب فيها هناك وعنون بها مفاكرته هنا هي "كون العرب في افريقيا مثلهم مثل غيرهم من أهل القارة الآخرين" وقد أسقطت أنت من الاقتطاف الذي اوردته عني مفتاح فهمه في عبارتي "هم أفارقة"، والعبارة كما وردت في نصي هي كالآتي :
".. كون العرب في أفريقيا هم أفارقة مثلهم مثل غيرهم من أهل القارة الآخرين..". و أنا على يقين من كونك لم تتعمد اسقاط مفتاح فهم كلامي، حاشاك، لكني تأنيت عند هذا الامر كونه يكشف لي عن مشكلة العجلة في مسلكك الكتابي يا صاح، والعجلة ليست "من الشيطان"، كما يشاع وسط الأهالي و لكنها الشيطان نفسه. وأنا ألومك على شيطان العجلة الذي يفسد عيك صناعة التعبير، والكتابة صناعة، وأنت أدرى و ان تذرّعت و تعذّرت بأدب اللاأدرية المعاصرة التي لا تنجو من شبهة التواضع الكاذب. وهاك اقرأ هذا الكلام المحير الذي اوردته في خصوص "الاجيال والكتابة":
" أنا لحدي هسي ما متيقن من أن كلمة جيل تطابق كلمة كتابة أم لا..". وتعتذر عن مثل هذا الطرح بعذر القصور والنقصان في العلم، كما في قولك:
"وكل ما اتاحته فرصة التدبر أن نتكلم بصوت مسموع"، (و اظنك تقصد: أن نفكر بصوت مسموع)، " لكيما يأتي آخرون و يضيفوا علما، وهذا ديدن الصاح ابكر، لادراكه، في وقت ما، ان من قدر الفرد ان يكون قاصرا .." ,تقول مثل هذا الكلام وتتمسكن بلا سبب، و أنت أدرى الناس بكون واقع قصور الوعي(أو واقع تفتُّحه) هو صيرورة كفاح محكومة بالجدل المتشعب لفعل الكاتب في محيطة وانفعاله به.
وتقول مبررا اهمالك لتمحيص الكلام في مسألة الاجيال بأن " .. الصاح ابكر كان مزرور في المعايش، التي انتهت به الى زنقة الاكاديميات ، فعمل نايم ـ على أمل ان يتيح جدول الاولويات الفكرية مقاربة أخرى". أها يا ابكر في الحتة دي انا عندي قراية مغرضة مشروعة تانية فحواها انك تتذرّع بـ "زنقة الاكاديميات" لتسويغ الكلام في اشكالية الاجيال بالطريقة "الضبابية" التي أشار اليها صديقك الصدوق محمد كبّر (والصديق ساعة الضيق). و قرايتي المغرضة تحفزني على الاستنتاج بكونك تستسهل المفاكرة في اشكالية الاجيال وتعتبرها، من مشهد الاكاديمي المُزَاَنقْ، امر ثانوي في سلم اولوياتك المدرسية. أكاديميات شنو يا صاح؟ لو اصلها المسألة بقت مسألة اولويات اكاديمية فأنا افتكر انو مافي أولوية اكاديمية اكتر من أولوية ونستنا دي، يعني يا صاح أصحى من نومتك وراجع نصوصك وقعّد الكلام كويس عشان ونستنا ما تبقى طق حنك ساكت، ولا شنو؟

كل شاة معلقة من عصبتها
أما ما كان من امر اعتراضك على قولي بأن عرب القارة الافريقية هم افارقة مثلهم مثل غيرهم، واحتجاجك باسباب "المجال الأملس" (الجغرافي) و "الافق الخشن" ( التاريخي) لغاية ايرادك لخريطة العالم العربي، فأنا لا اوافقك على شيء منه.
تقول:
"أولا كون العرب في أفريقيا هم افارقة مثلهم مثل غيرهم من أهل القارة "، هذه بالطبع مسلّمة، ولكنها لا تتأهل لهذا الموضع الخطير في الجدل الا في الافق المسطح، أو قول المجال الاملس، أفق أو مجال الجغرافيا الطبيعية، الذي يؤهل "مثلهم مثل غيرهم" هذه لرتبة "مسلمة"، اذ يسمح بأن نموضع الاقوام بمعزل عن مجالات الصراع في الحيز المسمى أفريقيا، مثلما نموضع جبال الاطلس، أو جبل مرة وكلمنجارو على الخارطة بهذا المستوى، و لكن هل تملك هذه المقولة نفس المؤهلات حين نقوم بترحيلها الى الافق الخشن أو مجال الصراع ـ الثقافي "الحضاري" بأبعاده التاريخية، وما يحتويه من ابعاد عرقية، ما تفتأ تعرقن الواقع؟"
أفهم من ترجمتك لكلامي أنك تقبل العرب كأفارقة من حيث كونهم يتقاسمون المكان الجغرافي الافريقي مع غيرهم من الافارقة. لكن قبولك لشرعية وجود العرب ضمن المكان الجغرافي للقارة يفسد عليك مشروع "ترحيل" هذه الشرعية لما تسميه بـ "الافق الخشن"، افق التاريخ. وذلك ببساطة لأن العرب من لحظة اندماجهم في جغرافيا القارة فهم مندمجون بالضرورة في تاريخها. والجغرافيا يا صاح ليست مجالا "أملسا" الا في حالة عزلها من التاريخ. والجغرافيا لا تكون "طبيعية" وحسب و لكنها أجتماعية و اقتصادية و سياسية الخ. وهذا، يا صاح، أمر في مباديء علم الجيوبوليتيك الذي يدرس الظواهر الاجتماعية ضمن تداخلات الجغرافيا والتاريخ والاقتصاد والسياسة والاعتقاد وغير ذلك من الأبنية الرمزية والمادية التي تصوغ حياة المجتمعات ضمن تداخل الزمان والمكان. وهكذا يا صاح فالجغرافيا "خشنة" مثلها مثل بقية ابعاد الوجود الاجتماعي التناحري، و"تمليس" الجغرافيا يفتح الباب لتهريب مقولات تبسيطية بائدة من نوع حرب الاعراق او حرب الثقافات. وكون بعض الناس وجدوا انفسهم في جبال الاطلس أو في حوض النيل فهذه مجرد صدفة وجودية لا تستدعي الافتخار مثلما لا تستدعي الخجل، لكن موقف هولاء الناس وموقف غيرهم من عواقب هذه الصدفة الوجودية، ونوع المصالح التي يمكن لهؤلاء او لأولئك تحقيقها من تبعات الوجود المميز ضمن المكان والزمان، يفرض على منهجنا اعتبار تساند التاريخ والجغرافيا في اي تحليل لواقع العلاقات بين اطراف القوى الاجتماعية.
وقد أدهشني انك تحتج عليّ بتصاوير الآخرين وبعباراتهم بينما تصاويري وعباراتي امامك فماذا دهاك يا أخا العرب؟ (شفت "اخا العرب" دي؟)
حين اقول بأنك " تحتج علي بتصاوير الآخرين" فأنا اعني احالتك اياي لهذه الصورة العجيبة المسماة "خارطة الوطن العربي" والتي تصفها بعبارة "الخارطة الجاقمة" و تقول :" " هذه الخارطة " تجقم" قارات أسيا".."و تجقم افريقيا ـ التي تهمنا هنا ـ جقما ليس فيه أي لبس. "لكن اللبس يا صاح في العبارة نفسها: "تجقم". وما الـ "جقم"؟ (و أنا اسألك من باب تقعيد الونسة على كلام لا لبس فيه، كونك تكتب نصا يراوح بين ثلاث فضاءات لغوية متمايزة هي: العربية الفصحى والعربية السودانية والعربية الانجليزية بتاعة المثقفين السودانيين الذين لا يقاومون سحر الانجليزية الاكزوتي حتّى في عبارات ترجمتها ميسورة مثل:
Domestics,conclusion,generator, receptor,
something should be appreciated,domination/subordination etc
ولا جناح، يا صاح، طالما مكّنتك وسيلة اللغة من توصيل المعاني للقراء وللمحاورين ).
أقول: و"الجقم" عند بعض عربان السودان ـ و العهدة على عون الشريف ـ هو صوت الطبل، "قال العبدلابي: ناصر يا عريس التورا (نحاسها) يجـَّقّـمْ، وقالت العبدلابية: فوق شتم النحاس و الدّنقر اجَّقّم ". ولا اظنك تقصد هذا المعنى. فهل هو الـ "جغم"؟ والجغم سودانية،" وهي مقلوب غَمَج"، كأن تقول: غمج فلان الماء في معنى "جرعه جرعا متتابعا"، لكن خارطة الوطن العربي لا تجغم بل تجقم في تعبيرك، و اغلب الظن انك تقصد مقلوب الجقم بابدال القاف كافا كما في عبارة "الكجم". وهي سودانية في معنى "كزم و عضّ، و في العراق : قجم كسر او قطع جزءا من طرف الشيء"، و لعهد قريب كان الكردفانيون ينصبون كجّاماتهم ـ و الواحدة كجّامة و هي شرك حديدي ـ لاصطياد البعشوم و المرفعين و انواع الحيوان البري. (قاموس اللهجة العامية، عون الشريف). نهايتو، من المرجّح انك تقصد من "جقم"أن خارطة العالم العربي تتغول على قارات آسيا و افريقيا و تقتطع منها اجزاء تستحوذ عليها. واظنك تستنتج من صورة الخارطة اياها ان العرب يستحوذون ـ بوضع اليد ـ على أرض ليست لهم، او هم لا يستحقونها على الاقل. وأظن ـ آثما ـ ان وراء هذا الزعم قناعة فولكلورية استبعادية فحواها ان مكان العرب هو شبه الجزيرة العربية و أن عليهم ان يعودوا الى أرضهم و أن يخرجوا من الاراضي التي احتلوها في افريقيا. وانا ابني قراءتي المغرضة لكلامك على احتجاجك بكون خارطة العالم العربي انما تتمدد على قارات آسيا و أفريقيا وتتغول على أراضيها في "جقمة" كما تقول ، "ليس لها اي اسانيد في الجغرافيا الطبيعية او " السياسية" حتى.." وحجتك مردودة أولا لأن لا شيء في الكون يجبرعرب شبه الجزيرة العربية على البقاء في جغرافيتهم الطبيعية لمجرد انهم وجدوا انفسهم فيها في لحظة ما من تاريخهم، وثانيا، أعتقد ان" تغوّل" العرب على فضاءات القارات الآسيوية و الافريقية و الاوروبية واحتلالهم لها انما يصنع السند السياسي باسم "الامر الواقع" التاريخي الذي يسوّغ للعرب أن يرسموا خارطة العالم العربي على اساس معطيات واقع وجودهم في الزمان والمكان.
والخريطة ـ اي خريطة ـ هي، في نهاية التحليل، صورة المكان في من وجهة نظر سلطات الزمان. ولو نظرت في جهة علم الخرائط
Cartography
و قارنت بين الصورة الفتوغرافية الجوية للخارطة الطبيعية لسطح الأرض والصورة القرافيكية للخارطة السياسية لنفس الارض، كما رسمها تاريخ التناحر الاجتماعي فستجد صورتين لعالمين مختلفين لا يربط بينهما اي رابط سوى طموح هؤلاء او اولئك لتملك الأرض ضمن تناقضات الوجود الطبقي.
و الخارطة ـ مطلق خارطة ـ هي في الحقيقة صورة كاذبة للواقع بحكم اندراجها في منطق التصاوير. وفي منطق التصاوير، فان كل صورة ـ مطلق صورة ـ ما هي الا نسيج من الزيف الذي يسوّغ لأهله رؤية موضوع التصوير كما يتمنون رؤيته لا كما هو عليه. وقد انتبه اهل ديانات التوحيد منذ البداية لمخاطر الصورة وصانوا التوجّس والتحسّس تجاهها في خطاب التحذير المتواترعبر النصوص المقدسة في اليهودية والنصرانية والاسلام. و"شقاق التصاوير" باب جبّار في أدب حضارة التوحيد وسأعود اليه في براح منفصل، ويهمني منه هنا طرفه الذي يلقي بظله على مفهوم الصورة الخرائطية.
قلت ان الخارطة تمثيل زائف للواقع لأنها تختزل التراكب والتداخل اللاحق بعناصر الواقع لحدود كتابة بصرية آحادية الطابع، وهي كتابة تتسع او تضيق بحكم نوع القراءة الذي تنتظره من القراء السلطة التي رسمت الخارطة. والخارطة السياسية التي ترسم الحدود بين البلدان هي في الحقيقة صورة لعلاقة القوى بين الاطراف التي تتقاسم الارض موضوع الصورة الخرائطية. والصورة الخرائطية بهذا تبذل نفسها كصورة متحركة متحولة حسب التحولات في علاقة القوى التي تتصارع على ارض الواقع. ولو نظرت في الانمساخات التي طرأت على خريطة الولايات المتحدة الامريكية في القرن التاسع عشر او على خريطة روسيا في القرن العشرين او على خريطة اسرائيل في الخمسة عقود الماضية لفهمت ما اعني بقَـدَر الانمساخ الذي يتربص بالصورة الخرائطية ويعكر على البصر قابليتها كموضوع للمشاهدة.
وأنا لا اشتط حين أجد للخرائط السياسية علاقة قرابة وثيقة بالصور الفتوغرافية "البورنوغرافية" التي تنفي عن فعل الجنس كرامته الانسانية وتختزله لبعد الفحش التجاري المبتذل. ذلك ان الخارطة السياسية تنكر تركيب الواقع وتختزله لصورة السلطة التي تحتل المكان وتهيمن عليه بالقوة الغاشمة. وفي هذا المشهد أرى في الخارطة السياسية صورة أمينة لفحش الهيمنة. وفحش الخريطة السياسية هو في النهاية من فحش الواقع السياسي الذي طالما مسخ الناس، ومازال يمسخهم، لمجرد حشود هستيرية قادرة على قتل الآخرين بذريعة انهم اجتازوا خطا ما على خارطة ما رسمتها سلطة ما في زمان ما. وهل هناك فحش اكبر من فحش حرس الحدود المغربية الاسبانية الذين اطلقوا النار، قبل شهور، على المئات من المهاجرين الافارقة غير الشرعيين وقتلوا منهم العشرات؟ وهل هناك بذاءة حضارية اكبر من بذاءة المسئولين المصريين(الاشقاء ؟) الذين استباحوا قتل اللاجئين السودانيين وسجن الباقين لمجرد كونهم ينتمون لخريطة سياسية اخرى؟
أما هذه الخارطة، خارطة العالم العربي، التي تبذلها أمامي لتقنعني بأن العربان انما تجاوزوا حدودهم "الطبيعية" المفترض انهم يلزمونها، فهي في الحقيقة صورة لفحش تاريخ الهيمنة الذي ورثه أهل ما يسمى بالعالم العربي من ملابسات الهيمنة الكولونيالية العثمانية والهيمنة الكولونيالية الاوروبية. وخارطة العالم العربي لم يرسمها العرب، افارقة كانوا او آسيويين مثلما خريطة بلدان افريقيا لم يرسمها سكان افريقيا عربا كانوا او زنجا. و أنا لم افهم يا صاح لماذا تعتبر أنت ان خارطة العالم العربي تسوّغ لك "الشك في مسلمة الصاح حسنة موسى"؟ و مالي انا و تصاوير الآخرين من عرب وعجم حتى تحاكمني على هديها؟و أنا لا انطلق في مقولاتي من تصاوير الآخرين وانما انطلق من واقع الصدفة الوجودية التي جعلت العرب يقيمون في ارض القارة، ومن واقع العواقب التاريخية التي ترتبت على تجذّر حضور العرب في افريقيا واسهامهم في اكساب الأفرقة بعدا عربيا يزيدها ثراءا بقدر ما يسهمون في اكساب العروبة نفسها بعدا افريقيا يثريها و يزيدها تركيبا.


أبكر
قلت لك انني استغربت ان تحتج علي بعبارات الآخرين ونصي مبذول بين يديك. ذلك انك تتساءل:
"و لو كان " العرب " بالمعنى الاخير يمكن التعامل معهم كأفارقة ـ مثلهم مثل غيرهم ـ فكيف نفسر مصطلحات مثل "آفروعروبية" او"سودانو عروبية" بتاعة الصاح محمد جلال؟ أو نتفهم و نؤمّن على سداد مقولة الصاح عبد الله علي ابراهيم "أن يكف ابناء الشمال العربي المسلم عن خلع حضارتهم بدعوى الهجنة ". وأن "اهدى السبل الى السلام والنهضة الثقافية في السودان هو الاقرار بقوامين او أكثر للثقافة السودانية"؟ او مقولة "السودان جسر العروبة والاسلام الى افريقيا"؟" وتمضي في تساؤلاتك في خصوص "المسوّغ لتقسيم عربـ افارقة في افريقيا عموما و في السودان بالخصوص؟"
كل هذه المقولات التي اوردتها يا ابكر لا تعنيني كثيرا في مناقشتي معك هنا، وانا لا اتحمل وزر الآخرين لمجرد انك تضيف اسمي لقائمتك السوداء، وبما أن كل شاة معلقة من عصبتها، فأنا مسئول عن زعمي بكون العرب المقيمين في القارة هم افارقة مثلهم مثل غيرهم من سكان القارة، وأنا انتظرك في هذا المقام. ومصطلحات محمد جلال او عبدالله علي ابراهيم تسأل منها محمد جلال وعبد الله. أقول قولي هذا وانا واع بخلافاتي و باتفاقاتي مع محمد جلال ومع عبد الله. وكلام عبد الله عن اشكالية الهجنة في السودان كلام على قدر عال من التركيب المرهف حتى ان بعض خصومة ومحاوريه، حين تنبهم امامهم دروب تفاكيره يتهمونه بالسحر، وماهو بساحر وبالشعر وما هو بشاعر(عدا حالات الضرورة القصوى)، و أظنك قرأت تذمر بعض قراء عبد الله ومعارضيه الاسافيريين الذين اعترفوا، في براءة تامة، بان عبد الله يسحرهم (اقرأ : يغشّهم) ببراعته اللغوية فقط فتأمّل. وفي نهاية تحليل ما، اظن ان دعوة عبد الله ، لضرورة "ان يكف ابناء الشمال العربي المسلم عن خلع حضارتهم بدعوى الهجنة "، جاءت متأخرة، وقيمتها الوحيدة اليوم هي في كونها تقوم بالواجب في استكمال اوجه البنية المفهومية لاشكالية الهجنة في مشهد عبد الله. فأبناء الشمال العربي المسلم خلعوا حضارتهم بدعوى الهجنة وبدعاوى المصلحة المادية الاخرى الأقل نبلا من دعوى الهجنة (وبيزينيس ازبيزينيس). و"الخلع" الحاصل المزعوم لو تأنّينا عنده نجده لا يعدو مجرد فعل مسرحي متحقق كنوع من استجابة رمزية على خلفية الازمة السياسية السودانية التي جسدتها تراجيديا الحرب الطويلة في الجنوب. أقول ان فعل "الخلع" الحضاري الذي يحذّر منه عبد الله يبدو لي ادخل في نوع السلوك المسرحي منه في منطق القطيعة النهائية مع العروبة والاسلام. "و الناس على دين آبائهم" كما تقول حكمة البسطاء. وأنا ارى ان عبد الله في مقالته المشهودة: "تحالف الهاربين"، قد أمسك بالالتواء الحاصل في فعل "الخلع" الحضاري المنسوب لابناء الشمال العربي المسلم و وصفه بصفة "الغش" الثقافي، واولاد المسلمين المستعربين يقيمون اليوم على حضارة مخلوعة كحضارة عربية اسلامية، يعني "من دقنو و افتل لو" ، طالما كان ابناء الشمال العربي المسلم يباشرون فعل الخلع المسرحي بالعون الذاتي على اسلوب زيتنا في بيتنا، و لا حرج فـ "العاقل ما ببيع سرواله" كما تعبر حكمة الشعب، و لا شنو؟. سأعود لهذا الامر في براح لاحق كون التمعن في كلام عبد الله عن مفهوم "الخلع" الحضاري يقتضي حيلة و وقتا اوسع مما هو في يدي الآن. أما كلامه عن "قوامين او اكثر للثقافة السودانية" فأنا أقرأه في مقام المفاوضة الجارية بين القوى الاجتماعية المتصارعة في ساحة السياسة السودانية. وهو صراع يستثمر الابعاد الثقافية السودانية سياسيا لكنه غير معني حاليا ببناء اشكالية ثقافية سودانية حقيقية. وفي النهاية فانا لا املك الا ان احيلك لعبد الله وهو انفع لك مني في توصيل تفاكيره. اما قولك بأن ال "مينتال كونستركتس"، يعني بالعربي:
Mental constructs
قادرة على صنع الواقع ـ كما يقول "العلامة" فرويد.." فلا اعتراض لي عليه. رغم ان هذه المقولة لا تقدم و لا تِؤخر من أمر المناقشة الدائرة بيننا في صدد أفرقة العرب المقيمين في أفريقيا.
أبكر يا أخا العرب
كنت اتوقع ان تعفيني من آيات أدب الضحية السوداني من نوع "الطوبة" التي "تحاول ان تكون شيئا" أو من نوع "الصاح ابكر ما يزال على جهله القديم"، او كما في عبارة "حنا الصغير الشقي بتاع الفرشاية ده"، لغاية وصفك لشخصك بالعبارة العجيبة: "انتطاح العنز هذا يبدو مزعجا في ايحاءاته السالبة حتى بالنسبة لراعي غنم مثل الصاح ابكر اسماعيل، لكن اتحملوها". نتحملها بي وين يا دكتور؟ انت الغنم ديل آخر مرة شفتهم متين؟ وبعدين ياخي راعي الغنم دا مالو؟ والفرشاية زاتها مالها؟ أها يا أبكر، دا نوع الكلام البجيب النبي نوح. شفت كيف؟
أبكر
مازالت في الخاطر اشياء "من حتى" وسأعود لبعض الافكار التي تحتاج لمزيد من الفلفلة بسبيل دفع المناقشة.
سلام و كلام
محمد النور كبر
مشاركات: 33
اشترك في: الثلاثاء يونيو 07, 2005 9:16 am

مشاركة بواسطة محمد النور كبر »

السلام عليكم جميعا..و كل سنة و الجميع هنا بخير و عافية

برادع أبكر أدم:

حقيقة ، أبكر ادم .. ده .. وليد مشوطن ( كتر خير حبوباتنا – و اللغة أم في المقام الأول و الأخير ، بحسب أننا أول ما نتعلمها نتعلمها من الأم – في اٍبتداع تلك المفردة الدقيقة المنضبطة ، فاللغة العربية أعيتها الحيلة في ايجاد مثل تلك المفردة الوصافة .. لأن أقصي ما تجود به .. هي أن فلان/فلانة جاءه شيطان الكلام أو الشعر .. و الأم ، خصوصا الكردفانية ، حينما توصف وليدها بوصف من جنس مشوطن ، تعني التعجب و الإنبهار ، بخلاف وصف مجنون و التي تعني المس .. و المس مرض )..
أقول أبكر .. مشوطن ، في قدرته على الرمي بالبرادع ، لشئ في نفسه ، و يدرك تماما أن الغالبية منا تهوي الشعبطة في البردعة دون الزاملة .. و في ذلك عوجة كبيرة خلاص ..
و الشعبطة حصلت هنا .. و الأمثلة عديدة .. منها التوقف ( عند غلفة لسان أبكر أدم و لحنه اللغوي الذي لم يمكنه من الفرز بين شايقية و شاقية و شوايقة .. الخ ) .. أو المنافحة الطيبة و الدفاع المتكالب عن أستاذنا كمال الجزولي المحامي ( و هو حق مشروع لا نقاش فيه ).. و غيرها من الشعبطات .. و كلها مشروعة .. لأن للناس مزاج مختلف .. و تنوع في النظر و التأمل ..



و ما أدراك ما الإتحاد:

المسألة بدت كأنها نقد علاقات الهيمنة ، كعلاقات سلطة ، و بالتالي عرضها على طاولة التشريح و البحت (بالتاء) فيها بحتا مبررا و مشروعا ..
بعيدا عن مفاهيم المركز و الهامش ( الذي لم نرى له تعريفا – كمفهوم – بعد) .. نتسائل بضهاب (و الضهبان تلفان) هل هو اٍتحاد كتاب الخرطوم الرجال (فقط) أم هو اٍتحاد كتاب السودان (رجالا و نساءا – غض النظر عن عامل السن)؟ .. و هل هو اٍتحاد يراعي و يحترم مبدأ تمثيل الأقليات ( مرأة – شباب – كتاب و كاتبات الأقاليم) ؟

نعم قد يكون مثل ذلك الإتحاد منظمة طوعية أهلية غير حكومية .. و اٍذا كان الأمر كذلك .. فأمر الإدارة مسألة مهنية بحتة .. و يجوز للكل التنافس في نيلها و الظفر بها .. بما في ذلك حاجة حليمة ست الدكوة .. فهي تملك بعض من حيل الإدارة الفنانة التي تجعلها تصرف أمور اٍتحادات شــتى ، ناهيك عن اٍتحاد واحد ، مهمة أهله اٍنتاج الكلام ( بما فيه الكلام الخارم بارم) ..
و من بعض السؤال .. سؤال اخر : مثلا .. وين ناس جوبا.. عطبرة.. الأبيض .. سنار.. بورتسودان .. الدلنج .. و غيرها من مدن السودان؟ .. يعني عشان تكون عضو في الإتحاد المعني لازما تكون في الخرطوم و من الخرطوم ؟
و من بعضه سؤال اخر.. هل مثل ذلك الإتحاد ديوان رجال كبار .. وبالتالي على النساء الإختباء في الغرف الخلفية بعد اٍستعدال التوب و اٍحكامه .. اٍمعانا في السترة و عدم رفع الصوت ( العورة) في حضرة أهل الديوان.. و على صغار الكتاب الجري في الشوارع و اللعب بترتارات الكلام .. و سكج بكج الهوية و ما ادراك ما الهوية ..

غض النظر عن كون اللجنة المعنية لجنة تسيير .. و غض النظر عن الظروف و الملابسات التي تشكلت فيها .. اٍلا أن الواجب يقتضي ضرورة عدالة التمثيل فيها ..ترسيخا لمبدأ التمثيل مستقبلا في اللجنة المنتخبة..

ملحوظة:
أورد الأستاذ محمد جلال تعريفا لمفهوم الهامش ، و هو اٍجتهاد مقدر ، و لكنه أستخدم مفهوم الحرمان ، كمدخل مضئ لتعريف الهامش .. و الحرمان ( اٍصطلاحا وواقعا ) يقتضي ،فيما يقتضي ، وجود الحق و صاحب/ صاحبة الحق .. و لكن لسبب ما تم نزع ذلك الحق و حجبه .. و لكنا نرى أن الواقع في السودان لا يدعم مقولة الحرمان تلك .. لأنه مبني على مبدأ الإقصاء ..و الذي لا يعترف حتى بوجود الحق و سيد/ سيدة الحق .. ناهيك عن الإزاحة ( و لا نقول الإعدام حتى لا نوصف بالحدة) على مستوي الوجود و المضمون ..

محمد النور كبر
محمد النور كبر
مشاركات: 33
اشترك في: الثلاثاء يونيو 07, 2005 9:16 am

مشاركة بواسطة محمد النور كبر »


أستاذي حسن موسى ..
سلام عليك ..
كتر خيرك على صرامة المنهج التي تتبعها ، و التي تنبع من مبدأ ( الهدم النقاد) الذي تقول به و نظيره ( مباضع النقد الكاوية) التي يقول بها أستاذنا و صديقنا عبد الله بولا.. و التي فيها كثير من الفائدة و المساعدة على التشذيب و التهذيب المنهجي .. و هو ما ينقص بعضنا كجيل ( أسمع جيل دي خط تحتها تلاتة خطوط حمراء ، لأني أنا في ذات نفسي عندي فيها راي).. أراها باب من أبواب الدفع للأمام ، خلافا للبعض الذي يرى فيها سلاطة لسان و مساخة حديث..
و بعد..

أول بالتبادي .. ماذا تعني بمفهوم أو مفردة ( بحسب ما يكون ) الســوداء نية ؟
هل لمفهوم سواد النية ( الذي تعرفه و أعرفه و يعرفه اهلنا كافة ) علاقة بذلك ؟

مفاكرة: القراءة الكاتبة

قد نتفق بأن القراءة ، أي قراءة كانت و من أي زاوية كانت ، هي شوف و تواصل خصوصي مع النص المكتوب.. و لا احد يملك على اخر سلطة الحجر و التوجيه .. و لكن ..!
النص المكتوب ، شعرا أو غيره ، نتاج تفاعل و سياق و فضاء اجتماعي – سياسي – فكري – جمالي .. و مثل هذا الكلام ينطبق على قصيدة ابكر ادم : صوت الوتر السادس في قيثارة الوطن المشوه ، و التي تعارف عليها الناس بقصيدة : صوت الوتر السادس..
و أقول ماذا تفعل يا صديق ، حينما تصحو فجرا ، من دغش الرحمن ، على صوت الناعق الذي ينعق بأن تأريخ السودان يبدأ من فجر الثلاثين من حزيران 1989؟ .. هذا النعيق ، يا صديق ، نعق به مولانا على عثمان محمد طه ( و الذي لا أدري – بعد – هل هو شايقي قح من سلالة جدنا احمد شايق ، أم هو من شاكلة عبود سوداني أصيل؟)..
فماذا تتوقع ، من مشوطن لماح مثل ابكر ادم ؟ .. في الواقع خرج أبكر ادم مذهولا و متجولا في شوارع الخرطوم .. و هو يقول في نفسه بصوت باهت : يعني القصة كده .. كل تأريخ السودان .. اصبح فسوة مدنقر كما تقول المسيرية أو شمار في مرقة كما تقول أهل الحضر .. و منها نصير نحن اولاد الحرام ، مقطوعي الطاري و الأصل التأريخي و الحضاري .. و تصير مهيرة ما صارت اليه .. و المهدي .. و الخليل فرح .. و عبد الفضيل الماظ .. و حتى الذات العليا ( اٍن الله ، في هذه المدينة ، ضابط في الجيش) .. و يكون الشعب السودان ( حسب رؤية على عثمان و زمرته للعالم) عن بكرة أبيه في عداد السفهاء الضلاليين قليلي التدين و الدين و الأخلاق و الحيلة كمان ( و أظنك تدرك يا صديق أن قلة الحيلة فيها ما فيها من التسجم و الترمد و عدم ادراك ماهية المصلحة الحقيقية و بالتالى تستوجب حالتك قدر من الوصاية بما يطال شطب تأريخك بنعقة صباحية تصم اذانك ) .. ألمثل هذا الجنون حد؟

قبلنة العقل .. أم عقلنة القبيلة ؟

في الوعي الباطن لكل منا قبيلة .. تطل برأسها في المطبات الخطيرة .. و في مثل تلك المطبات ، تكون القبيلة ، عوضا عن كونها هوية ، معادل موضوعي للوجود ( مضمونا وواقعا ) .. و بالتالي تشكل بوصلة حضور في الظروف الحالكة .. و منها ، قد تكون مصدر مباهاة بعراقة الأصل و الفصل ( و الأحقية في خمشة كبيرة من كوم الحقوق) ... أو مصدر تندر و دعابة لماحة .. مثل التي قلت بها أنت.. شايقي نهودي فرنسي (أليس كذلك يا أخا الفرنجة؟) .. أو حتى شئيا اخر ( محير لا ندري جوهره بعد ) مثل الذي يفعله أستاذنا بروفسير يوسف فضل ، حينما يذيل اسمه بـ ( الجعلي) في فصلية ( السودان : رسـائل و مدونات) ..
الحقوق ،و ليس الواجبات ، يا حسن يا صديق ، في دولة السودان تبني و تفصل على مبدأ القبيلة .. نعم قد يكون عندنا دستور .. و قانون .. واضح و مضبوط .. يقر المساواة ( اٍجتماعيا – اٍقتصاديا – سياسيا ..الخ ).. و لكن يا خسارة..!
الدستور نصوص على ورق مصقول .. و لا يملك أن يمشي بين الناس .. فالذي يملك أن يمشي بين الناس هم الناس أنفسهم .. و للناس نفوس أمارات بالتجاوز و الظلم و الجشع ..
و مع ذلك نقول أن آفة ذهنية القبيلة ليست ببدعة اسلاموعروبية و لا حتي سودانية .. كيف؟
كل فتي معجب بقبيلته يا صديق .. كيف؟

ذهنية القبيلة آلية من أليات الهيمنة .. بمعنى السيطرة ..اٍجتماعيا – سياسيا – اٍقتصاديا – ثقافيا .. و بالتالي كونها أساس لفرض أيدولوجيا المسيطر .. و تفسير الواقع ( و رؤية العالم) و مفاهيمه على تلك الأيدولوجيا الوحيدة ، التي لا يأتيها الباطل من خلفها أو من بين كرعيها ..

في السودان ، كل قبيلة تحتقر القبيلة التي تليها جنوبا .. في الحقيقة كل قبيلة تحتقر القبيلة الأخرى .. مثلا .. المسيرية و الحوازمة ( و هم مناسيب العروبة) يسمون البديرية ( و هم كذلك من مناسيب العروبة) بأم بلينج نوبة القوز .. و هم بعاعييت .. و أظنك تذكر ( بحسن نية غير ذات غرض أفترض سماعك بها) النادرة التي دارت بين الشيخ الحمري و نظيره المسيري .. و التي تقول: سأل الشيخ الحمري نظيره المسيري .. ماذا تقول عن حمري راكب بشاري و عليه سرج جميل و أبهة؟ .. قال الشيخ المسيري أقول : حريف راكب حريف .. و لكن ماذا تقول أنت عن الحريف راكب التور؟ .. فرد الشيخ الحمري ..أقول: عيفة راكب عيفة .. و هكذا يا صديق.. فالعربان ترى أن كل من يتحدث لغة غير العربية ( نوبة – دينكا – مساليت –فور- داجو .. الخ ) فهم أناس من الدرجة التانية .. أو رطانة ( أظنك تعلم جيدا ما تحوية هذه المفردة من تحقير و حط للشأن)..

في منطقة جنوب كردفان ، و التي يحلو لإخوتنا النوبة بتسميتها مديرية الجبال ، كل قبيلة من قبائل النوبة .. عندها راي في التانية .. مثلا .. النمانج ( قبيلة الأب فليب عباس غبوش) .. تسمى أفراد القبائل الأخرى بالكشي .. و هي لفظة تحقير .. و تعني الغريب / الآخر ..
في الجنوب .. الدنيكا .. تقول بمبدأ : الدينكا ولدوا ليكونوا حكاما و ليس محكوميين .. فالدينكا ينظرون لما عداهم باٍستحقار و اٍستخفاف ..
في الغرب .. الفور .. يطلبون السيادة على المساليت و القمر و الميدوب و التنجر و الزغاوة و التاما و غيرهم ..
في الشرق .. البجا يطلبون السيادة على غيرهم .. و كلهم في نظر العربان ( أخس الناس البجا و الخاس ) ..و هكذا يا صديق ..
ناهيك عن سيادة مفاهيم مثل ود قبايل ..ود بلد .. و غيرها .. و التي تنعكس في توصيفات ، تجري تلقائيا ، على ألسنة غالبية أهل السودان .. منها ، على سبيل المثال .. ما تجود به علينا ( اٍذاعة هنا أمدرمان) عقب كل محاولة انقلابية فاشلة .. بوصفها محاولة انقلابية عنصرية جهوية فاشية فاشلة ( هل تذكرون محاولة فليب غبوش المفترض وقوعها في 27مايو1969 – محاولة حسن حسين عثمان5سبتمبر1975 – محاولة محمد نور سعد2يوليو1976 – لغاية محاولات عقد الثمانينات من القرن المنصرم ).. و لكن مثل تلك المحاولات ، عند نجاحها تصبح ثورة سودانية ، هي ملك لكل أهل السودان ( كن بالحسنة و كن بالرجالة) ..و مثل تلك التوصيفات ، عرقية جهوية فاشية ، تنطبق حتي في تصنيف تساؤل بعض أهل السودان ، أمثال أبكر أدم ، بأنها دفاع عن الكتلة السوداء، التي تعني فيما تعني عرقيتها البينة .. و جهويتها كمان..

ناهيك على الإصرار بأن الجلابية و العمة زي السودان القومي ، مع العلم أن عدد كبير من أهالي السودان لا تدخل الجلابية و العمة في مفهوم زيه ، و منظومته الجمالية .. و عساك تذكر ، و الجميع هنا ، بساطة أب عاج حينما ذهب الى دافونة المرحوم محمد أنور السادات .. حينما قال للصحافة : قررت أن ألبس أنا ووفدي ، الجلابية و العمة بما في ذلك جوزيف لاقو ..
حتى الغناء السوداني ، خصوصا منتوج المطربات و الذي أري أنه يعكس تصورات المجتمع لكثير من المفاهيم و الممارسات .. و اٍحتفاليته العالية بأفراد قبائل دون غيرهم ..
و هل اتحاد كتاب الخرطوم ، محل الحديث هنا ، يبعد كثيرا عن مثل تلك المرايا الإجتماعية؟

بيد أن بدعة القبيلة و سيادة ذهنيتها ، و بالتالي تطورها كأداة من أدوات الهيمنة ، .. ليست ببدعة سودانية .. فلننظر حولنا قليلا .. خذ الصراعات و حمامات الدم في أفريقيا .. في الصومال .. رواندا .. سيراليون.. السودان .. أثيوبيا ( قبل استقلال ارتريا) .. كلها تقوم على مبدأ قبيلتي أفضل من قبيلتك .. و بالتالي أنا سيدك ( و أنا سيدك تعني فيما تعني أن أنال كل الحقوق غير منقوصة .. و أفرض ثقافتي و رؤيتي للعالم ..و كن عجبك عجبك .. و كن ما عجبك اٍتلحس = لك الموت )..
زد على كل ذلك .. ما ورد في تأريخ الخلافة الإسلامية .. و تخريج قريش لكثير من الأحاديث ( التي يدعى نسبها الى الرسول محمد – صلعم- ) حول مبدأ أن الخلافة قرشية مية المية .. ناهيك عن واقعة اٍستبعاد سعد العبد الله الصباح عن أمارة الكويت بقانون " توارث" .. و التي حدثت قبل أيام..(و أنا أحترم أهل الكويت و أحييهم على شجاعتهم ووضوحهم و قوة عينهم في سن مثل ذلك القانون و عرضه على الملأ و الإحتجاج بنصوصه الملزمة لهم دون أن ترمش لهم عين)..

أنت تقول ، يا صديق ، : العرب في أفريقيا ، هم أفارقة مثلهم و مثل غيرهم ..
هذا كلام جيد يا صديق ، و لكن من الذي يقنع الديك ( الديك = عربان السودان قبل غيرهم)

و يبقى السؤال : هل الهيمنة ، خصوصا المؤسسة على أساس ذهنية القبيلة ، بالضرورة، تستدعي وجود هيمنة مضادة؟ و ماذا يقتضي بناء دولة المواطنة و الحقوق و المساواة: قبلنة العقل ، أم عقلنة القبيلة؟

الجاغومة و الجاقومة:

قبل الخروج من هنا .. أتفق معك أن اللغة ( بما فيها اللغة العربية) تعامل و تفاهم أكثر من كونها هوية في ذات نفسها .. غض النظر عن كونها أصيلة أو مكتسبة ( بحسب قول كاتب يا سين) .. فقبائل جبال النوبة التسع و تسعين جبل ، مثلا.. تشترك في عامل واحد .. و هو تخاطبها باللغة العربية .. أضف الى ذلك مواطني/مواطنات الدول المستعمرة (بريطانيا – فرنسيا – برتغاليا – ايطاليا .. الخ ) .. لم يحجر عليها أحد التعامل بلغة المستعمر .. ناهيك عن محاولة اٍلصاق هوية المستعمر بتلك الدول ( يعني لم نسمع بنجيريا يطالب بنجيريا البريطانية .. أو سنغالي بالسنغال الفرنسية ) .. و أين هي شاية الفرس هنا؟
محاولة تذكير أبكر ادم، باٍمتيازه الممنوح ، بأنه بتحدث اللغة العربية و لجمهور معظمه من بنات و أولاد الإسلاموعروبيين أو العربسلاميين ، مسألة لا تخدم تقدم المفاكرة كما أرى .. هذه واحدة
و التانية .. مفردتي الجغم و الجقم .. تختلفان في المعنى و التعامل.. كيف؟
أبكر ادم ، يا حسن يا صديق ، مثله و مثل الكثيرين غيره ، يحاول باٍستمرار التنبيه لقاموس لغوي يومي يتم تجاهله و تسفييه باٍصرار عجيب .. برغم كون مثل ذلك القاموس يستخدمه أناس كثر من أهل السودان .. و عليه ، في مجتمع كردفان ، خصوصا جنوب كردفان ، هناك تمييز بيّن بين الجغم ( و الذي يعني جرعة المشروب السائل- لبن – مريسة – موية .. اٍلخ ) و الجقم ( و الذي يعني اقتطاع الشئ ).. و بلاش اٍستهبال لغوي و ثقافي و مفهومي..

و نشوفكم في ساعة خير
محمد النور كبّر


صورة العضو الرمزية
Óáæì ÇáÓÚíÏ
مشاركات: 88
اشترك في: الاثنين مايو 30, 2005 5:06 am

مشاركة بواسطة Óáæì ÇáÓÚíÏ »

ابكر ادم اسماعيل
التحية لك...
" لا يفرقوا بين عربي او عجمي الا بالتقوي"
شوف التفريق دا!!!
ياابكر اليدو في النار ما ذي اليدو في المويا...
اتحاد الكتاب نادي خاص مقفول ككل النوادي الاخري ...
اما نحن النساء فبالعربي كيدا" فترنا منهم"...
سياسات المساواة في الضرر لا تناسب الحال الخرب يمكننا الاستفادة من تجارب الشعوب الاخري كجنوب افريقيا والمانيا مثلا...
لا يزال الالمان يدفعون ضريبة الناذية الي الان...
ولا يزال شمالي السودان من الرجال وشايقته يتملصون من الجريمة العرقيه وجرائم تهميش المرأة والانسان بل ويبررون لانتاج ثقافتهم المغلقة التي لا تتضمن احد...
اياتري لم يسمع هؤلاء بسياسات التمييز الايجابي !!!
فلقد حرمنا كما حرمتهم من المشاركة بدعاوي كثر, منها اليميني ومنها اليساري, والهدف واحد وهو الاستيلاء علي السلطات لتفريخ ثقافتهم الخربة لتحقبق مصالحهم الذاتية اذا كان ذلك في شكل دولة او في شكل منظمات مدنية او حتي في شكل وردة...
لو لاحظته شايقيت السودان ممثلين في القيادات لكل التنظيمات السياسية او المطلبية او غيرها مهما اختلفت الايدولوجيات قارن بين علي عثمان واخرين ...
وعند هؤلاء " المرأة مرأة والعبد عبد" فهل يعقل ان يأتي خير من هؤلاء؟؟؟
وكانت الحجة في احسن الفروض ان نتناسي الظلم والاستبعاد وان نتتنازل طواعية ودون حزن عن تمثيلنا لاخرين قادرين بالقيام بالواجب ؟؟؟
دا اسموا استعمار حديث...
فليتنحي هؤلاء من المناصب وليتركوا الفرصة للمهمشين ولو بدافع حسن السلوك وليس النوايا لانو النوايا دي لايعلم بها الا اللة وليس هنالك سابقة مشرقة يمكن الاعتماد عليها...
واصل في التساؤل فهو مشروع لهدم كل هذة المسلمات التي صارت تنخر في انسانيتنا جميعا...ولن يتنح هؤلاء "باخوي واخوك"...
لك التحية بالرغم من انني شايقية ولكن الكويس اني مرة ... :oops:
ÚÇÆÔÉ ÇáãÈÇÑß
مشاركات: 164
اشترك في: الثلاثاء مايو 10, 2005 6:43 pm

مشاركة بواسطة ÚÇÆÔÉ ÇáãÈÇÑß »

لك التحية بالرغم من انني شايقية ولكن الكويس اني مرة


عجبتني وضحكتني يا سلوى .
سلام بخصوص هذا الشأن

راعي البوست ابكر ادم سلام
الموضوع دا عايز مذاكرة وحفر ..
لي عودة
صورة العضو الرمزية
Óáæì ÇáÓÚíÏ
مشاركات: 88
اشترك في: الاثنين مايو 30, 2005 5:06 am

مشاركة بواسطة Óáæì ÇáÓÚíÏ »

الرفيقة عائشة المبارك
لك التحية والسلام من مدينة الضباب.
اتابع بشغف حملتك المكثفة ضد العنف.
وفي انتظار شواهد العنف ضد المرأة باسم الحب.
فباسم الحب ارتكبت ابشع الجرائم الانسانية وصيغ الكثير من المقولات والامثال والقصائد وغنيت الاغاني التي تسلم بدونية المرأة.
فلك التحية اينما كنتي...
وَتَعْرِفُونَ الْحَقَّ، وَالْحَقُّ يُحَرِّرُكُمْ
صورة العضو الرمزية
ÃÈßÑ ÂÏã ÅÓãÇÚíá
مشاركات: 17
اشترك في: السبت نوفمبر 26, 2005 1:37 am

مشاركة بواسطة ÃÈßÑ ÂÏã ÅÓãÇÚíá »



صديقنا حسن موسى
تحياتنا طيبات
واصل يا صاح نقدك وفلفلتك للأفكار
وسنعود لاحقا للمفاكرة حول الكلام الجاب الكلام.

سلامات كبّر
كويس إنك «إنعتقت» ولو مؤقتا ولقيت ليك فرقة للمفاكرات

الأخت الصديقة سلوى السعيد
تحياتي الطيبات
أيوة يا صديقة الحكاية فيها «إتحاد الكتاب الرجال» كمان - زي ما قال أخونا محمد كبّر.
وزي ما إنتي عارفة، القصة بتاعة علاقات الـDomination/subordination التي تشمل طبعا علاقات البطرياركية (البتجعل من اللمرأة هامشها التاريخي) البتم ترسيخها ماديا ورمزيا عبر سلوكيات التحركات الجمعية السودانية بما فيها سلوكيات «إتحاد الكتاب السودانيين» يا صديقة الشغلانة دي زي ما إنتي عارفة ما بتتحل بأخوي وأخوك.
يا زولة ما تسكتوا - وأظنك عارفة الإختراعات السودانية العجيبة زي "السكات رضا" و"الإجماع السكوتي" و.. و... الإتمررت عبرها المهالك المعروفة وما تزال.

الأخت الصديقة عائشة المبارك
سلامات
شوفي يا صديقة نحن مدنكسين كيف! حفيدات الكنداكة ومندي بقت الخانات المحجوزة ليهم بعد «التقدم» دة كله هي خانة سكرتيرات! عبر الجهاز الخطير الإسمه الـcommon sense الخلّقته البطرياركية الجديدة وأخواتها في الهيمنة!
يا صديقة ما تخلوا القصة دي تفوت ساي
عشان من هنا لقدام ما يجي أي زول يخمنا في حكاية «العدالة الاجتماعية» دي. وأظنك عارفة القيمة الرمزية (على الأقل) لتوجهات وممارسات الكيانات الجمعية الزي «إتحاد الكاتب السودانيين» في ترسيخ أو خلخلة مسلمات علاقات الـDomination/subordination في السودان. وحتى في الإسم ذاتو عايني لـ«كتاب» و«سودانيين» دي! لو كانت المسألة بالإنجليزي كان ممكن نقول أوكي مفيش تحيزات جندرية هنا. لكن بالعربي والفرنساوي؟ ما ياهوندة ذاتو القاعد يجيب حكاية وعي الناس بسيدي سيدك! والبجيب قصة عبد الكبابيش الحنتكلم عنها لاحقا.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إلي الصديقة نجاة المشرفة على البورد:
يا صديقة في مشكلة متعلقة بمطالعة المواضيع الطويلة زي الموضوع دة. اللي هي إنو (وأنا بستعمل جهاز ماكنتوش) المداخلات التحت بتظهر لي في شكل خطوط (ــــــــــ) ما فيها أي كلام! الواحد إلا يصغّر الخط لدرجة تزغلل العيون! القصة دي في سودانيزأونلاين بتتحل بالأمر بتاع «أقرأ المشاركات فى شكل سلسلة». في أي طريقة تحلونا من المشكلة دي؟ نكون شاكرين لو ممكن.
-----------------------------
وتصبحون على وطن

أبكر آدم إسماعيل


صورة العضو الرمزية
ÃÈßÑ ÂÏã ÅÓãÇÚíá
مشاركات: 17
اشترك في: السبت نوفمبر 26, 2005 1:37 am

مشاركة بواسطة ÃÈßÑ ÂÏã ÅÓãÇÚíá »

المتابعون الكرام
تحياتنا الطيبات
كما قلنا سابقا أن ثيمة هذا البوست الأساسية هي علاقات الـdomination/subordination في السودان وعلاقة توجهات وممارسات «إتحاد الكتاب السودانيين» كشكل من أشكال التحركات الجمعية بذلك. للتسهيل حنختصر Domination/subordination دي لـD/S. إتفقنا؟
الغرض من هذه المفاكرة هو التطرق لبعض المسائل المتعلقة بمقولات صراع الطبقات وصراع الهويات وأبعادهما الفردية والجمعية القاعدة تطل بشكل أو آخر كمرجعيات للإختلاف وتوضيح وجهة نظرنا حولها وحول تداخلها مع ثيمة البوست الأساسية.


لو أدينا طلة لكلام لوكاش الفي اللينك أدناه (الأوردناه في آخر مداخلاتنا الطويلة الفوق):

https://www.marxists.org/archive/lukacs/ ... thodox.htm

بنلقى إنو الثيمة الأساسية لكلام لوكاش هي إشكالية النظر للواقع، واقع الصراع الاجتماعي؛ فالبرجوازية، أو الأرثوذكسية الماركسية (ومن باب الإستنباط ممكن نقول جهات أخرى - الدينية مثلا) تتعامل مع الواقع (واقع الصراع الاجتماعي) بطرائق فيها إشكالية: فبدلا من تشخيص الواقع وفقا لشروطه أو معاينته أو بشكل أكثر دقة بتمديد أضواء المنهج ليشمل شروط هذا الواقع - كما هو - تقوم تتعامل مع الواقع دة وكأنه موصوف جاهز أو تكرفسه عشان يتناسب مع منظورها، ومن ثم القفز إلي المنفستوهات. ففي مثال الجماعات الدينية، توصيف الواقع عندها يقوم على أساس أنه صراع بين «طبقات» إيمانية: طبقتين رئيسيتين: المؤمنين والكفار، وبينهما أهل الكتاب ثم بعد داك في تقسيمات داخلية في الطبقات دي، زي فاسقين ومؤلفة قلوبهم داخل «المؤمنين»، وغير محاربين داخل «الكفار» وهكذا. وبعد داك ليه في ناس فوق وفي ناس تحت تحال المسألة لـ«الأرزاق» وتعتبر العناصر زي سادة وعبيد وحرائر وإماء - مثلا - حاجات ثانوية تتعالج بالإحسان أو بـ«عتق رقبة مؤمنة»... إلخ. أما البرجوازية، وحسب فهمنا لكلام لوكش حول «التأريخ والوعي الطبقي» في اللينك أعلاه، فممكن نقول إنها بتركز على توصيف الواقع الاجتماعي للصراع على أساس أنه صراع بين ناس (أفراد) تفاتيح "موهوبين" وناس داقسين "مش موهوبين"، وتتعامل مع التفاوتات ذات الجذور التاريخية والتفاوتات البنيوية (Structural inequalities) البتصاحب "عمليات" الرأسمالية كأنها حاجات ثانوية! أما الأرثوذكسية الماركسية، حسب فهمنا لكلام لوكاش، أيضاً، فإنها تتعامل مع الواقع، واقع الصراع الإجتماعي، بشكل إجمالي على أساس أنه موصوف جاهز!
لوكاش ما وقف في الحتة دي في محاججاته حول التأريخ والوعي الطبقي، بل قام بمد هذه المحاججات إلى ما أسماه بـ«المجتمعات ماقبل الرأسمالية» عشان يشرح الإشكالات البتصاحب منظور الأرثوذكسية الماركسية للواقع. هذا المنظور البعاين للصراع الإجتماعي على أساس التقسيمة الطبقية المستمدة من تحليل ماركس للمجتمع البرجوازي الرأسمالي، الذي هو في هذا المنظور صراع طبقي بين طبقتين رئسيتين: برجوازية، وبروليتاريا، وأحيانا يزيد البعض طبقات فرعية، مثل: الأرستقراطية، البرجوازية الصغيرة، والبروليتاريا الرثة - من باب التفصيل المفيد الذي يقرّب من الواقع. لكن لوكاش يرى أن هذا التقسيم/التوصيف، المبني على مواقع الأفراد في الخارطة الإقتصادية لعلاقات الإنتاج، فيه إشكالية عندما نأتي لنطبقه على المجتمعات ما قبل الرأسمالية.
يقول لوكاش هنا:

https://www.marxists.org/archive/lukacs/ ... ukacs3.htm
class interests in pre-capitalist society never achieve full (economic) articulation. Hence the structuring of society into castes and estates means that economic elements are inextricably joined to political and religious factors. In contrast to this, the rule of the bourgeoisie means the abolition of the estates-system and this leads to the organisation of society along class lines. (In many countries vestiges of the feudal system still survive, but this does not detract from the validity of this observation). (chapter 2 par. 2)


نلاحظ أن لوكاش يشدد على كلمة inextricably ليؤكد اللاخلاص واللامفر الأمر الذي يجعل من مقولات الطبقية - المبنية على أساس مواقع الأفراد في الخارطة الإقتصادية لعلاقات الإنتاج وتجاهل أو إعتبار العناصر الأخرى مجرد عوامل ثانوية - مقولات مضللة (دة تفسيرنا نحن النابع من فهمنا لكلام لوكاش ككل والمدعّم بمقولات أخرى مثل مقولات بورديو المتعلقة برأس المال الرمزي ودور نظام الاستعدادات والتصورات Habitus في تخليق الأنظمة الاجتماعية وتحديد وعي الناس بالمصالح وبالصراع).
واضح - على الأقل بالنسبة لنا - إنو لوكاش بتكلم عن المجتمعات البتسودها علاقات القرابة كما يعرفها ناس الأنثروبولوجيا وعلم الإجتماع. ودة مؤشر أول مهم جدا فيما نحن بصدده؛ فلإنو قوانين القرابة بتسود المجتمعات دي، فبالضرورة بتلعب دور مهم للغاية إن لم يكن الدور الأكبر في بناء علاقات الـD/S التي تحتوي التراتبيات الإجتماعية (ممكن نسميها الطبقات بتحفظ - تحفظ لإنو طبقات دي بقت مصطلح شبه محتكر للأرثوذكسية الماركسية - علي الأقل على مستوى ما خلقته من إستعدادات للتلقّي.

طيب المجتمعات ما قبل الرأسمالية دي فيها طبقات (بالمعني العام) ولا ما فيها؟ طبعا فيها، بس السؤال مش في وجودها، وإنما في طبيعة هذه الطبقات ومدخلات إنتاجها. ودي في تقديرنا حاجة مهمة ما ممكن نجليّها (عشان نكون حريصين على التشخيص الدقيق (أو الأقرب للدقة) للواقع ومن ثم اقتراح معالجاته). وإحنا حين نستعمل «طبقة/طبقات» - بغير المعنى المحدد في الماركسية، نضعها بين قوسين لتشير إلى المعني العام: «تراتبية إجتماعية» عشان نتجنب الإلتباس البتجيبو إستعدادات التلقي الخلقتها الأرثوذكسية الماركسية لمعني طبقة. أوكي، طيب المجتمعات ما قبل الرأسمالية دي مشكلتها شنو مع الهوية وعلاقة الهوية دي شنو بإنتاج التراتبيات الإجتماعية (الطبقات)؟


الهوية الفردية والهوية الجمعية!
من الملاحظات المهمة في الجدال الدائر حول قضايا الهوية في السودان إنو في ناس كتار بخلطوا غفلة أو عمداً بين الهوية بمعناها الفردي والهوية بمعاناها الجمعي. ودة واحد من مدخلات إنتاج المغالطات أو علي الأقل سوء التفاهم.

ملاحظة تانية إنو في ناس بتعاملوا مع سؤال الهوية على أساس أنه سؤال مش مهم أو زائف. طيب ليه نحن بنعتبره سؤال مهم وحقيقي؟

الهوية identity دي - حسب علمنا - جاية من فعل (أو عملية) الـidentification والفعل دة ليهو أهمية كبيرة في خلق وتسليك عمل أي نظام لإنو بحتوي على شروط مسبقة وبحدد وعي الناس بالنظام ونوع التصرفات تجاه الواقع البفرضه هذا النظام وممكن في مراحل معينة بخلق الشروط المسبقة لعلاقات الإنتاج. ومن الأمثلة البسيطة مثال العساكر، فالشروط المسبقة هي الرتب وعلاقات السلطة التي تحتويها، والزي والعلامات الملزّقة عليه هي البتحدد إدراك وطريقة تعامل الفرد المعين أو المجموعة المعينة لموقع الفرد أو مجموعة الأفراد اللابسين للزي والحاملين للعلامات إياها. ممكن كمان نفهم المسألة دي بشكل أعمق لما نقرأ أو نسمع قصص أو نشاهد مسرحيات الـ(mistaken identity)، اللي بدون إدراك هوية الفرد أو الجهة المعينة بتختل علاقات التراتب. والنظام الإجتماعي، من باب التشبيه، ممكن نقول بعمل بطريقة مشابهة، فهو بخلق الهويات دي كتعبير عن شروطه وعشان تساعده (من ناحية وظيفية) على تسليك أموره والمحافظة على نفسه واستمراريتها. والنظام الاجتماعي يعني فيما يعني قوانين توزيع السلطة والثروة - بمعانيها المادية والرمزية (تشمل قوانين الملكية، تقسيم العمل الإجتماعي، حيازة المواقع المادية والرمزية في علاقات الـD/S - علاقات التراتبية الإجتماعية وإلخ من المسائل). ومسألة الهوية دي بتكتسب أهميتها لأننا بنتكلم عن المجتمعات ما قبل الرأسمالية، الممكن تكون رؤوس الأموال الرمزية فيها بتلعب دور أكبر مما يًعتقد بشأنه مقارنة بدور رؤوس الأموال المادية (ما ننسى إنو رؤوس الأموال المادية دي وجودها ليس مرهونا بوجود النظام الرأسمالي - فهي موجودة في أثينا أو مكة قبل قرون من ظهور النظام الرأسمالي الحلله ماركس وما يزال يحلل فيه أخرون).

الهوية الفردية:
على حسب رأي Erich Fromm - السايكولوجيست المشهور - إنو الهوية الفردية - بمعناها الواضح الذي يتعامل به الناس اليوم - ظهرت لأول مرة في التاريخ بعد ظهور المجتمع البرجوازي الرأسمالي! كلام عجيب، مش كدة! وعلى حسب رأي إريك فروم، إنو دة الجاب قصة «الكوجيتو» بتاعة ديكارت: "أنا أفكر إذن أنا موجود" البتأسس (أو تبرهن) الوجود إنطلاقا من الذات الفردية كإنعكاس للواقع الفرضتو هيمنة البرجوازية الرأسمالية، القامت بتحطيم علاقات القرابة القديمة (زي ما قال لوكاش) - طبعا مش عشان الرقي والتقدم وباقي الريتوريكا، وإنما (بشكل أكثر أهمية) عشان تسلّك أمورها البتعوقها علاقات القرابة بشكلها السابق لظهورها (أي البرجوازية الرأسمالية)، البتقدم ليها كتل يصعب التعامل معها لإنجاز ما تريد إنجازه، لتضع محلها علاقات قرابة جديدة ممكن نفهم إنو من ضمنها الطبقات بالمعنى الماركسي. لكن ما ننسى برضو إنو الانتقال دة «استصحب» معه بعض أشكال الوجود السابقة في صنع الطبقات اللاحقة - يعني يمكن القول إنو الناس الكانوا حايزين على المواقع الفوق وجدوا الطريق سالكا لاحتلال الطبقات الفوق بعد ما تم التحول والعكس صحيح.
أها فروم دة بفتكر إنو في المجتمعات "البدائية" (بدائية دي حقتو هو) لا توجد هويات فردية (بالمعنى المتداول اليوم)، فـ«أنا» في هذه المجتمعات تعني «نحن»، أو علي الأقل تُفهم على أساس أنها تعني «نحن». يعني لما تلقى ليك زول/زولة من من «الجماعة أ» يقول/تقول ليك: "أعتقد"، هذه تُفهم على أساس أنها تعني: "نحن «الجماعة أ» نعتقد." وينسحب ذلك أيضا على «أنت» و«أنتم»، و«هو» و«هم» - الجات منها الهوية. والمسألة دي في رأينا بتنطبق بقدر كبير ومهم على مجتمعاتنا ما قبل الرأسمالية.

والكلام دة بقودنا لحاجة في غاية الأهمية، وهي أننا عندما نتكلم عن الهوية في السودان، نعني بها الهوية الجمعية، ونبني محاججاتنا على هذا الأساس. لأننا بنعتبر إنو المجتمعات الموجودة في السودان، علي ما فيها من تفاوتات، هي مجتمعات ماقبل رأسمالية، تسودها علاقات القرابة - بالمعني الأنثروبولوجي للمصطلح وتسودها الإقتصاديات الإكتفائية على مستوى الاقتصاد الجزئي والريعية على المستوى الكلي، وإن كانت تساق (بشكل أو آخر) للإندماج في سلك الرأسمالية - خاصة في مرحلتها الحالية (وما ننسى إمكانية استصحاب الإمتيازات القائمة لما يحصل التحول). نحن نسلم بإمكانية «سل اليد» من قبل الأفراد والإنتقال من موقع لموقع في خارطة العلاقات الإجتماعية، وسلالم التراتبية، لكن «سل اليد» هذا لا يكتسب أهمية كبيرة وحاسمة في تشخيصنا لواقع الصراع الاجتماعي طالما بقي النظام الإجتماعي المعين قائما أو البنيات الاجتماعية المعينة السائدة فيه قائمة.

في نقطة تانية بنفس القدر من الأهمية، وهي لإنو عملية الـidentification في المجتمعات ماقبل الرأسمالية بتتم بشكل أكثر أهمية على أسس جمعية - لإنو إي نظام إجتماعي بعمل وفق معطياته، وهي هنا علاقات القرابة (شوف وانت ماشي تطلع جنسية وشايل شهادة ميلادك وجنسية أبوك وأمك وممكن يكون عندك شلوخ في وشك برضو الفورم يقول ليك «القبيلة» والضابط لازم يتحقق معاك فيها!)، فدة الكلام البجيب الإثنية (وجواها طبعا توجد الأعراق والقبائل والعشائر والثقافات ويمكن الجهات كمان) كمُدخل من أهم مدخلات إنتاج علاقات الـD/S في السودان وأهم نتائج فعلها هو ما يطال الجماعات ذاك المسمى بالـstructural barriers، ذات الطبيعة الإثنية، اللي بتخلّق الـ structural inequalities، اللي دورها في تقديرنا أهم من دور الـindividual variations - مما يجعل (الطبقات) تتمفصل مع مكونات الإثنية دي (العرق، القبيلة، العشيرة، والثقافة ويمكن الجهة). ودة حسب تقديرنا برجع للتعاضد بين رؤس الأموال المادية والرمزية (رمزية دي حسب مفهوم بورديو) في صنع التراتبيات الإجتماعية «الطبقات»، ولو مفيش مصانع مادية - زي ما هو حاصل في الأنظمة الإجتماعية البرجوازية الرأسمالية - عشان تتولى عمليات الفرز بمساندة أختها الرمزية، المصانع الرمزية ممكن تقوم بالعملية دي بمساندة أختها المادية في المجتماعات ما قبل الرأسمالية/ما قبل البرجوازية - والكلام الأخير دة - حسب تقديرنا - هو الحاصل في السودان. ونحسب إنو أهمية الحواجز البنيوية دي بتتفهم أكتر لما نفكر في مثال وضعية المرأة كهامش اجتماعي تاريخي في البطرياركية (لما نخلص من «إتحاد الكتاب الشاقية» ممكن نجي لحكاية «إتحاد الكتاب الرجال» بتاعة أخونا كبّر ونعاين لدور الحواجز البنيوية في أنظمتنا البطرياركية وظلالها الجندرية في التوجهات والممارسات الجمعية السودانية من خلال معاينة نموذج «اتحاد الكتاب السودانيين»، هذه التوجهات والممارسات البتسلك هيمنة الرجال والـgender inequalities كشكل من أشكال الـStructural inequlities القائمة في المجتمعات السودانية).

أوكي، بعد كدة نجي نعاين لتفاصيل واقع الصراع الاجتماعي في السودان. الهويات الإثنية دي جات من وين ووظيفتها شنو في مجال الصراع الإجتماعي في السودان؟ كدة نقلّب دفاتر الصراع.
الهويات الإثنية دي أصلا كانت وما تزال موجودة (وكانت في يوم ما مستقلة ولو نسبيا عن بعضها البعض) وبتعرّف نفسها بنفسها إن ما بالشلوخ، فبالحزازات والحروب، كما تتعرض لتعريفات الآخرين بالطبع. بعد ظهور الدولة المركزية في السودان، أصبح بالضرورة طبعا بناء نظام إجتماعي شامل أو قول كلي (دة الكلام البجيب الجدل = الديالكتيك) يتطلب ترتيب العلاقات وخاصة علاقات السلطة وتقسيم العمل البتقوم على الـ D/S والبتنتج التراتبيات الإجتماعية (الطبقات). وكانت أهم نتيجة من نتائج التفاعلات الإجتماعية الصاحبت نشأة وتطور الدولة المركزية في السودان هي «التراتبية الإثنية» - ما ننسى دور رؤوس الأموال الرمزية. ودة برجع - في تقديرنا - لسببين: السبب الأول هو الأغراض المباشرة الصاحبت نشأة الدولة المركزية وأولوياتها المتعلقة بجلب الرقيق مصحوبة بعلاقات القرابة الثقافية والإيديولوجيا بين صانع الدولة المركزية وبعض الكيانات (الإسلاموعربية) الموجودة في السودان في ذلك الوقت. والسبب الثاني هو طبيعة الأنظمة القرابية السائدة في المجتمعات السودانية (عربية كانت أم أفريقية) اللي ما بتسمح لأليات تخليق النظام الكلي والمحافظة عليه بتراتبياته بإنها تفلّي الناس فردا فردا زي ما هو ممكن نسبيا للأنظمة الرأسمالية البرجوازية (دة طبعا لو افترضنا أن هذا النظام كان يريد أن يتوجه مثل هذه التوجهات)، عشان كدة بتلجأ لتصنيفهم جمعيا. أها دة البفرض علينا أن نحاول أن تشخيص واقع الصراع كما نصفه - قبل للجوء للمنفستوهات (العلاج). وبنفتكر إنو الناس المهمومين بقضايا العدالة الاجتماعية الشاملة مفروض يتفحصوا المسألة دي بدقة ويحاولوا يسموا الأشياء بأسمائها.

من هنا، ممكن نخش على نقطة تانية بنفس القدر من الأهمية (مقارنة بالنقاط السابقة) تخص لب ما نحن بصدده ألا وهي تقسيمة عرب - أفارقة أو عروبة - أفرقة (أفريقانية).
نحن نفهم إنو دي تقسيمات تصارع بعضها وأهم ما فيها هو إنها ذات طبيعة إثنية (عرقية/ثقافية) وإيديولوجية تحوز أقدار متفاوتة في سلالم التراتبية الإجتماعية أو قول علاقات الـD/S وتساهم في نفس الوقت في إنتاجها.
عرب وعروبة وأفارقة أفرقة دي في السودان هي كما نفهم عبارة عن Social constructs عندها تاريخها ووظائفها في حلبة الصراع.
كدة نعاين للإختراعات دي ونشوف إنها إتخلّقت كيف.

عرب وعروبة دي - في فهمنا - بتشير لي كيانات (إثنية = عرقية /عشائرية/ثقافية) سائدة بتميز نفسها بنفسها في السودان وتؤكد سيادتها في كل خطوة تخطوها وأي ممارسة تمارسها. أما أفارقة، أفرقة، أفريقانية، فدي - لو عاينّا ليها كويس بنلقى إنها - مصطلحات subordinate - بمعنى إنها مشتقة بالمقابلة، زي قصة Man/Woman بتاعة اللغة الإنجليزية - أو على الأقل من الوجاهة فهمها كذلك - وبتشير لكيانات Subordinates. وأفارقة وأفرقة وأفريقانية دي طبعا واضح - على الأقل بالنسبة لينا - أنها ملتبسة بالمكان، ولكنها لما توضع في في خارطة الصراع في مقابل عرب وعروبة وإسلاموعروبة، ببدأ تميزها كمقابل للكائن الذي تقابله، وهو هنا مجال إثني ثقافي (ذو بعد ٌإيديولوجي وخلفيات إمبريالية) يقع موقعا معينا في سلالم التراتبيات الإجتماعية وعلاقات السلطة البتسودها. أوكي. السؤال الآن: الشغلانة بتاعة المقابلة دي جات من وين وإتعملت كيف؟
كدة نرجع لتاريخها.
المقابلة في التقسيمة عرب/عروبة - أفارقة/أفرقة (أو أفريقانية) دي في السودان جاية - حسب علمنا - من التقسيمة الكانت قائمة من زمان؛ سنار كمثال (وسنار دي، حسب فهمنا، تمت إعادة إنتاجها في أم درمان كلافتات للإيديولوجيا الإسلاموعر(و)بية في السودان ـ شوف بالله أكبر معملين للقهر العرقي والثقافي المؤسسين علي التقسيم العبودي يبقوا رموز لـ«القومية» يتغنى بيهم كبار الشعراء!). ولما ظهرت الدولة المركزية الحديثة، في عهد التركية، إتعممت: التقسيمة دي كان إسمها عرب - عبيد! أيوة كدة. في زمن التركية، وعلى حد تعبير ونجت (باشا) مقتبسا بواسطة أحمد أحمد سيدأحمد (رسالة دكتوراه منشورة في كتاب) في وصف التكوين البشري لمدينة الخرطوم في ذلك العهد، وهو وصف له دلالته العميقة ويمكن تعميمه:

فإلى جانب هذا التقسيم [التقسيم المبني على الألوان بالتحايل السوداني الذي يسمي الأدهم أزرق والأشهب أخضر] تقسيم آخر للأجناس - وخاصة سكان المدن منهم [اللي هم ورثوا الدولة برمتها بعد ذلك وفرضوا القومية المبنية على أساس سيادة الإثنية الإسلاموعربية]- يتميز بأنه أكثر شمولا وسهولة: فأهل البلاد يدعون أنفسهم - مهما كانت ألوانهم - عربا. والزنوج عندهم عبيد. وكل مسلم أبيض مهما كانت جنسيته تركي، وكل مسيحي أبيض نصراني.... فأهل البلاد إما عرب وهم سكان شمال السودان، وإما عبيد وهم الزنوج سكان الجنوب -عبيدا كانو أم أحرارا" (سيد أحمد، 2000:244)


كدة نخش لجوة ونشوف تفاصيل الشغلانة دي. يقول نفس المصدر:
والعرب من سكان الخرطوم - على هذا الأساس - هم السودانيون الشماليون. كما يضم إليهم المولدون من أم سودانية وأب غير سوداني، وسكان البلاد من ممن تشبه ألوانهم األوان السودانيين، والمغاربة الذين استقروا في السودان منذ مدة طويلة قبل الفتح المصري ...
وهذا الصنف من سكان الخرطوم يتكون من خليط من كافة قبائل السودان، وإن كان معظهمه من الدناقلة والجعليين والشايقية والمحس والمغاربة. ويضاف إلي ذلك عدد كبير من الدراويش أصحاب الطرق الصوفية والمشائخ المعروفين بالفقراء أو (الفقرا) عند السودانيين. (نفسه،244)


وحسب نفس المصدر إنو العبيد كانوا يشكلون نصف السكان علي الأقل، وفي عام 1883م (حسب تقرير الكلولونيل استيوارت) كانوا يمثلون ثلثي سكان الخرطوم.
ونحسب أن مثل هذا الواقع الاجتماعي التأريخي في الخرطوم هو ما دعا القدال لتعميمه في مقولته:
وأدى إنحصار مصادر الرقيق في المناطق التي تسكنها القبائل الزنجية إلى تعميق الفارق بين الشمال والجنوب، حتي أصبحت كلمة رقيق أو عبد تعني أفراد تلك القبائل سواء وقعوا في أسر الرق أم لم يقعوا." (القدال، ص 70).


مع ملاحظة إنو القصة مش مجرد شمال وجنوب، وإنما لكل جهة إمتداداتها.

أها يا جماعة، أهوندة طلع إنو استعمال إفريقي أفرقة أفريقانية دة طلع فيهو
Euphemism
يعني الكثيرين مننا متواطئين بالتحايل علي المعني السائد إجتماعيا بالألفاظ؛ يتواطأ الكثيرين، البفتكروا نفسهم سادة بالتنازل عن عبيد لأفارقة ويتواطأ الكثيرين من البتقع عليهم الواقعة - العبيد - باللجوء لأفارقة دي، يمكن لتجنب تعريف «الذات» تعريفا سلبيا: «نحن مش عرب»، البوقّع صاحبه في داخل الدايرة الما دايرها، وكل على ذيله متستر من إطلالة التأريخ! يا ربي يكون دة السبب ورا الرغبة المحمومة تجاه القفز إلى المنفستوهات والتستر ورا «المهمشين الإسلاموعرب» البقوا زي مصحف عمرو ابن العاص، والبتم لخبتتهم غفلة أو عمدا في الحاجة الإسمها «مهمشين الشمال الجغرافي»؟ حنجي للقصة دي لاحقا.
ومسألة
الـ Euphemism
دي لو حفرنا فيها بنلقى إنو فرضتها ظروف معينة، أول ظرف هو إلغاء مؤسسة الرق في السودان، وبالتالي لم يعد من المسموح به «رسميا» إستعمال «عبيد» في الرسمي والعلن، ولكنها طبعا ظلت مستعملة إلي يومنا هذا في غير الرسمي وغير العلني، وأحيانا غير العلني بمرق للعلن، زي ما حصل في حادثة سودانيزأونلاين الطالت ناس الغرب كلهم بمن فيهم شيخ عرب البقارة ود أبونا الذي يلقب نفسه بـ(كانتونا) في واحد من بوستاتنا المشهورة. الظرف التانى إنو الجماعة المسيطرة، بعد أن دانت لها السيطرة، لابد أن تعدل خطابها كسلوك إيديولوجي مفهوم لتباصر به أمورها لتأمن سيادتها واستمراريتها وضمن ذلك طبعا تجنب الإستفزاز الذي قد يؤدي إلى الهلاك (يمكن مراجعة ليفي ستراوس حول كيف يعمل تمدد البنيات). والظرف التالت ممكن نقول إنو الناس الكانوا إسمهم عبيد بدأو يعوا بقيمة أنفسهم كأفارقة كفاحا ضد (الملازم أول عبيد) البترصدهم في الشارع وفي الحياة اليومية، والظرف الرابع ممكن يكون حسن النوايا، الممكن نقول ولو افتراضا إنه نابع من تقدم وعي بعض الناس أو طموحهم تجاه العدالة والمساواة ومن ثم تجاوز معطيات تواريخ يعتبرونها شائنة بتظهر- مرة بعد مرة - في شرايط الشاويش عبيد (الكان إسمه الملازم أول عبيد).
طيب، الدناقلة والمحس ديل (على سبيل المثال) دناقلة ومحس ولا عرب؟ طبعا دي من الإرتباكات البتخلقها عمليات التشميل والتبعيض في عرب/عروبة دي، لكن لو إتفحصنا المسألة، القصة كما يبدو إنها زي قصة قريش/عرب/موالي (عشان دة مثال أكثر قابلية للفهم من قبل إستعدادات التلقي الخلقتها الهيمنة الإسلاموعروبية في السودان)؛ الدناقلة دناقلة في دنقلا، والمحس محس في بلاد المحس، لكن من يخرج ويتوجه إلي مجالات الدولة المركزية المحددة سلفا، المدينة كأوضح مثال، يدخل في سلك العروبة عبر عملية الإستعراب كخيار بتفرضه التقسيمة «المرعبة» السائدة: عرب/عبيد. وطبعا مفيش «مخيّر» - ولو جزئيا - بضيع الوكت في خيارات بينية ممكن تحيله في ظل الإرهاب إياه للتانية أو ما يقربه منها «قيد أنملة» - دة قانون الحراك الفرضته مواعين الدولة المركزية، امتداداتها، وإرتباط النشأة بمصر (أم العروبة كما تعرّف نفسها). أها لما تتحسم مسألة السيادة لـ(عرب) دي، القصة ما بتقيف هنا، بتظهر قريش طبعا في مقابل جهينة في إطار التقسيمة الداخلية، زي ما حصل في زمن المهدية الأظهرت التقسيمات الفرعية لـ(عرب) دي، وبقت القصة «أولاد البلد» و«أولاد الغرب» وفي الركن طبعا عبيد ديك قاعدة في ركنها. ولما فاتو «أولاد الغرب» أو إتفوّتوا في الفوات المعروف، بعد داك قريش طبعا عندها «أولاد العباس» و«أولاد أمية» و«العلويين» - ديل ناس المهدي، و«آل البيت» - ديل ناس الميرغني. وبرضو عبيد الإتحولت لـ«أفارقة» قاعدة في ركنها داك.

النتيجة الوصلت ليها الدولة المركزية في السودان هي هيمنة عرب وعروبة على أفارقة أفرقة أفريقانية أي بعبارة أخرى السادة على من كانوا (أو من كانوا يعتبرونهم) عبيدهم كأمتداد - مفهوم - للتقسيمة بإسمها الأصلي داك، وكانت النتيجة البعديها أو المترتبة عليها هي إلحاق السودان بعربه/عروبته (سادته) وأفارقته/إفريقيته/أفريقانيته (عبيده أو من يعتبرهم السادة عبيده) بالمجال العربي الكبير، كمجال إمبريالي، كشكل مفهوم من أشكال التماهي، والمجال دة، كما هو مفهوم أيضا، إنو بميز نفسه بنفسه في حلبات الصراع (الإثني الثقافي بالتحديد، كعنصر له أهميته الخاصة فيما نحن بصدده). وبالإضافة للأبعاد المادية للسيطرة الإسلاموعربية (وإيديولوجيتها الإسلاموعر(و)بية) في السودان، ومن ثم الإلحاق بالمجال العربي الكبير، فهناك الأبعاد الرمزية. ودة البجيب الكلام عن توجهات وممارسات «إتحاد الكتاب السودانيين».

الأبعاد المادية لسيطرة الكيان الإسلاموعربي وإيديولوجيته الإسلاموعر(و)بية في السودان ظاهرة في حيازة السلطة والثروة والخطاب الرسمي. أما الرمزية، فهي تكمن في إتخاذ الكائن الإسلاموعربي (العارب والمستعرب البكبّر في نفسه بـالمعورب/المعربن، والمتعورب حين تقتضي الضرورة وبلجأ للتقسيمات الداخلية حين تقتضي ضرورات داخلية أخرى) ككائن معياري، يتم ترسيخ معياريته (في عملية إعادة الإنتاج العرقي والثقافي وفق شروطه البتأمن سيادته) عبر فرض لغته، وثقافته، وتاريخه، وتصوراته للقرابة مع الأخرين - خارج السودان - وتصوراته للمستقبل علي مجمل أهل السودان. ووضعية هذا الكائن ككائن معياري هي التي ترصف له الطريق وتؤمن له السيادة وما يترتب عليها من مواقع في التراتبية الإجتماعية في مجال مجتمعات ما قبل رأسمالية في مقابل الحواجز البنوية أمام الآخرين. طبعا التسليم لشخص أو لمجموعة ما بالسيادة دي مسألة معقدة خالص، لكن ممكن نفهم إنو علاقات الـD/S ما بتتبني فقط بالبونية والشلوت أو البندقية -حديثا - وإنما عبر ما يسميه غرامشي بـ"الهجمنة" (دي ترجمة الصديق صدقي كبلو لـ Hegemony) وهي تعني الـdomination by consent، يعني - زي ما في ناس كتير عارفين إنو - العبيد البيولدو في كنف العبودية ما بتصوروا أنفسهم كناس يمكن أن يكونوا أحرار، بل يأخذوا كمسلمات سيادة أسيادهم عليهم (يعني العبودية بالقبول)، مش كدة وبس، بل ويستصحبوا تحاملات أسيادهم علي الأخرين؛ مثال لذلك ما ورد في ورقة عبدالله علي إبراهيم الموجودة في كتابه «الصراع بين المهدي والعلماء» إنو عبيد الكبابيش يأنفون من رعي الأبقار ويعتبرون ذلك تحقيرا لهم تماشيا مع إحتقار أسيادهم للبقارة! ومثال العداء المفرط ضد أعداء العرب (في الماضي وفي الحاضر) الذي تمارسه الدولة السودانية وكثير من الكيانات ذات التكوين الجمعي! وقياسا عليه، لما يتربى الزول في وضعية ويشوف إنو الرئيس دائما من الجماعة «أ» والضباط غالبيتهم من الجماعة دي ذاتا، والبتكلموا في الإذاعة أو التلفزيون هم ذاتم واللغة المفروضة عليهو في المدرسة (البتساهم في تخريجه مبكرا إلى الشارع) هي لغة الجماعة دي ذاتا، والتأريخ والبطولات هي بتاعة الجماعة دي ذاتا، ورئيس إتحاد الكتاب من الجماعة دي ذاتا والكتاب البجيبهم «إتحاد الكتاب السودانيين» هم إمتداد (أو قول أقرباء بشكل ما من أشكال القرابة) للجماعة دي ذاتا - الزول دة في أغلب الإحتمالات بيعي نفسه مش كجزء فحسب وإنما - وهو الأهم
كـSubordinate
للجماعة دي وممكن كمان يبقى زي صاحبنا عبد الكبابيش - إلا من رحم ربي طبعا- وأظنكم عارفين ما يترتب على ذلك من ممكنات في صنع «الطبقات» في الزمن المعين القائم وأيضا لما تحصل التحولات باتجاه البرجزة والرأسمالية البتساق ليها الناس سوقا، وحتى في الإشتراكية زي بتاعت الإتحاد السوفيتي - الذي ذهب في ذمة التاريخ وترك لنا العبر.

أها «إتحاد الكتاب السودانيين» دة - زي ما وضحنا فوق - بتماهى في المجال العربي/العروبي مثلما تتماهى الدولة، الدولة دي قالوا ديكتاتورية، ناس «إتحاد الكتاب السودانيين» ديل مالهم؟

وإلى حين عودة، سلام

--------------------------------------------
أحمد أحمد سيد أحمد؛ تاريخ مدينة الخرطوم تحت الحكم المصري 1820-1885، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 2000.
محمد سعيد القدال؛ تأريخ السودان الحديث 1820-1955، الأمل للطباعة، بدون تاريخ.
Fromm, Erich. The sane society. (pages between 60 and 70 - as I remember).

----------------------
صورة العضو الرمزية
نجاة محمد علي
مشاركات: 2809
اشترك في: الأربعاء مايو 04, 2005 1:38 am
مكان: باريس

مشاركة بواسطة نجاة محمد علي »

سلام للجميع

العزيز أبكر
المشاكل التقنية دي حلها والنصح في أمرها في إيد إيمان وأحمد. فلننتظر نصيحتهم إن سمح وقتهم مع مشغولياتهم الكثيرة في هذه الأيام. لكن، يبدو لي، حسب حدود معرفتي في هذه المسائل، أن المشكلة في "ماكنتوشك".
النظام الذي يعمل به هذا المنبر لا يسمح بقراءة المداخلات سوى بالشكل التي هي عليه الآن. فمعذرة يا صديقي إن لم يكن في جرابي الآن ما يحل مشكلتك.
نجاة
صورة العضو الرمزية
نجاة محمد علي
مشاركات: 2809
اشترك في: الأربعاء مايو 04, 2005 1:38 am
مكان: باريس

مشاركة بواسطة نجاة محمد علي »


الصديق أبكر
يرى إيمان وأحمد أن الحل هو في تقليل عدد المداخلات في الصفحة إلى 30 مداخلة بدلاً من خمسين. وها هو عدد المداخلات قد نقص الآن إلى 30 تسهيلاً لأصحاب الماكنتوش.

سلامي للجميع
نجاة

Muhammad Jalaal Haashim
مشاركات: 131
اشترك في: الخميس سبتمبر 08, 2005 6:06 am

مشاركة بواسطة Muhammad Jalaal Haashim »

الأخ العزيز أبّكر وبقيّة المشاركين: لكم جميعا التحية.

عزيزي أبّكر أراك تستند على كلام لوكاش كثيرا وكيف أن مجتمعات ما قبل الرأسمالية ذات وعي جمعي مقابل الوعي الفرداني لدي المجتمعات الرأسمالية. وأراك تورد في ذلك العديد من الاقتباسات. لكن يا صديقي دعنا ننظر في مصطلح "ما قبل رأسمالية" نفسه لنرى إن كان قادرا على التعبير عن المجتمعات التي وجدها لوكاش ولفيف الماركسيين المحدثين خارج جغرافية الرأسمالية. فهذا المصطلح يجوز استخدامه من قبيل استخدامنا لمصطلح "الأيديولوجيا" على ما تشتمله من تزييف للواقع. أي أنه - في رأيي طبعا - يجوز استخدامه عبر دلالات سياقية تختلف الواحدة عن الأخرى لا أن نستخدمه وكأنه نظرية فيثاغورية تنطبق حدودها مع حدود الواقع المتعيّن تطابقا تمامّا. أي كأنها طريق للسكّة حديد لا مناص للقطار من أن يسلكها لو أراد أن يصل إلى نهاية رحلته. بمعني أنها طريق مكتوب للإنسانية أن تمرّ بها وكلّ الذي علينا هو أن ننتظر هذا القطار والذي ربما لا يأتي أبدا بنفس الطريقة الحالمة التي انتظر بها التطوّريون الأورثودوكس اللحظة (الحتمية) التي يطفُرُ فيها قردٌ ما إلى مرحلة الهوموسبيان. فهذه المصطلحات وغيرها كثير أصبحت ذات دلالات خطابية متجدّدة ومتنوّعة حسب السياق الذي تُستخدم فيه. وغاية ما تبلغه في دلالاتها هو تقريب أو تثبيت صورة لا تني تتراقص أمام أعيننا؛ فما إن تثبت للحظات حتّى تعاود التراقص من جديد. وهذه سمة الخطاب ومناط الديناميكية فيه وإلاّ كان مثل خُطب صلاة الجمعة التي يُذكر فيها السلطان عبد الحميد أمير المؤمنين داعية له بالسداد والتوفيق بينما السلطان قد مات قبل نصف قرنٍ من الزمان ودالت دولتُه.

الآن سأحاول أن أشرح كلامي أعلاه متناولا ظاهرة الديموقراطية في تحوّلاتها الثقافية من المجتمعات الرأسمالية إلى المجتمعات غير الرأسمالية (وليس قبل الرأسمالية). وسيكون مرتكز المناقشة هو هذا الوعي الفرداني في الأولى مقابل الوعي الجمعي في الثانية.

في مرحلة ما قبل الرأسمالية في أوربما لم يكن هناك أفراد؛ فالطبقة الأروستقراطية كانت تسيطر على المجتمع عبر نظام الأقنان. بمعنى إذا كنتَ تنتمي إلى طبقة النبلاء الأروستقراطية فإنك لا تتصرّف كفرد بل تبعا لنظام قيمي جمعي صارم. أمّا إن كنتَ تنتمي إلى الطبقة الدنيا وهي طبقة الأقنان فإنك لا تملك شخصية خاصّة بك بل ما أنت إلاّ فرد من أسرة هي بدورها جزء من مجموعة أكبر منها وجميعها مملوك أو في أحسن الأحوال يعيشون في كنف أحد النبلاء والذي يتصرّف وكأنه يمتلك المجموعة. فمثلا في العصر الأموي والعبّاسي عندما برز مجتمع الموالي كان المولى لا يستطيع أن يزوّج ابنته إلاّ بإذن الوليّ (مع ملاحظة تضاد كلمة "مولى" و"ولي" أي paradoxical term). في العديد من بلاد أوربّا تتكرّر الحكايات عن كيف أن القن كان لا يستطيع أن يزوّج ابنته أو أن يتزوّج هو نفسه إلا بعد أن ينام النبيل مع العروس.

مع تزايد الكشوفات الجغرافية نمت الحاجة إلى مهارات تقنية مثل الحدادة وفتل الحبال وفنّي السفن ... إلخ وهي ذات المهارات التي كان الناس يمارسونها ولكن فيما يحدّده لهم النبيل وذلك حال مكوثهم في أرضه (ولتقارن ذلك مع حالة "الحداحيد" في الممالك السودانية الوسيطة). وبالطبع لم يكن للناس خيار إذ لم يكن هناك مهرب من هذه الحياة. ولكن الكشوفات الجغرافية أتاحت شيئا جديدا إذ أصبح في مقدور الإنسان (الفرد) أن ينعتق من ربقة نظام الأقنان وذلك بأن يعيش في المدن والموانيء النامية بسرعة بعيدا عن النبلاء وهو يملك أمر نفسه أي دون أن يعيش في كنف أي نبيل ودون أن يكون ملزما بتقديم كشف حساب لكل ما يكسب. مع تزايد الكشوفات الجغرافية واتّساع الممالك بالفتوحات في فاتحة العصور الاستعمارية تزايد عدد الأقنان الذين أصبحوا يهربون من القيتوهات (لو جاز هذا التعبير) الاجتماعية التي ضربها حولهم نظام الأقنان.

هنا توّلدت جرثومة الحركة الليبرالية (وليس بالضرورة الديموقراطية ) كخصيصة عزيزة من خصائص هذا المجتمع الجديد والذي لمّا يتشكّل بعد. وقد كانت بذرة هذه الليبرالية هي الحريّة الفردية مقابل الربقة الجمعية (Collective Subordination) التي اتّسم بها نظام الأقنان. فيما بعد تطوّرت هذه الجيوب من مرحلة ما بعد نظام الأقنان إلى نواة الطبقة البرجوازية والتي ولّدت معها طبقة البروليتاريا بالمعايير الحدّية المتعارفة عليها. ثم عمدت هذه الطبقة إلى تراث الديموقراطية الرومانية فشكّلت لها ديموقراطية تختصّ بأهمّ خصائصها الثقافية (ولنقل: الطبقية) وهي الليبرالية والتي تبلورت على يد فلاسفة عديدين أشهرهم جون لوك وجون ميل. في فكر هؤلاء لم تعْدُ الليبرالية كونها الحرية الفردية في مواجهة سلطة المؤسسة (الدولة أو المجتمع).

إذن هذا هو مردّ التباس الفردانية - بمتعلّقاتها من ليبرالية وبرجوازية - مع الرأسمالية. وهو ما فهمه الماركسيون (أصوليين ومحدثين) أحسن فهمٍ. إلاّ أنهم لم يُحسنوا عندما اتّخذوا ذلك المجتمع قياسا لباقي مجتمعات الله في أرضه الواسعة فعمدوا (هل نقول: بستالينية؟!) إلى تعميمات حتمية تقضي بأن يمر تطوّر البشرية بجسر مجتمعهم الطبقي وبرجوازيتهم الفردانية مُسقطين خصائص الوعي الجمعي في مجتمعات أخرى (لم تعرف نظام الأقنان كما أخذت الكشوف الجغرافية وتطوّر العلم كمعطى) على أنه ذات المرحلة التي مرّت بها مجتمعاتهم قبل الرأسمالية. فالوعي الجمعي في أفريقيا (والسودان واحدٌ منها) لا يقوم على الإلغاء القسري للفردانية كما في نظام الأقنان إذ يأتي كخيار وليس كقدر مفروض بالقوّة الغاشمة. فمثلا في مصر الفرعونية كان نظام الأقنان قائما ولم يُلغ نهائيا إلاّ في عهد عبد الناصر. في السودان الفرعوني لم يكن ذلك النظام قائما كنظام اجتماعي بل كجيوب أقرب منها إلى الرق (راجع مسألة الحداحيد باعتبارهم صانعي أسلحة الحرب). ولتنظر إلى الأهرامات في البلدين كيف أتاح نظام الأقنان في مصر لحكّامها أن يبنوها بذلك الحجم المهول في الوقت الذي لم يتمكّن فيه فراعنة السودان من فعل ذلك ببساطة لأن نظام الأقنان لم يكون موجودا وأي محاولة لإكراه الناس بعمل شيءٍ لا يريدونه كان ينجم عنه هروب الأفراد والجماعات بعيدا عن دائرة تسلّط الحاكم.

إذن إلى ماذا نخلص وفق هذا الفهم؟ إن الأطوار التي مرّ بها المجتمع الغربي من حيث البرجوازية ثمّ الرأسمالية ثم الليبرالية ليس من الضروري أن تمرّ بها المجتمعات الأخرى. ليس لأن الظروف تتغيّر والملابسات تشتبك بطريقة تختلف - فهذا ممّا لا يختلف فيه إثنان ولكنّه مع ذلك لم يُجدِ فتيلا في أن يذهب أناسٌ ما ذهب إليه أخونا أبّكر - بل لأن هناك دائما استقلالية بين كلّ مجتمع وآخر. هذه الاستقلالية هي جماع هذه العوامل التي يمكن أن نسترسل فيها إلى ما لا نهاية.

بالعودة إلى الديموقراطية نلاحظ أنها لا يمكن أن تكون ليبرالية إلاّ في مجتمع يختصّ في شخصيته الفردية والجمعية بخصائص الحرية الفردية كما هو الحال في المجتمع الغربي الرأسمالي. عليه يمكن أن نقول إن الديموقراطية التي يمكن أن تصلح في السودان هي الديموقراطية التعدّدية. والتعدّدية هنا ليست للإشارة إلى تعدّد التنظيمات السياسية بل هي راجعة إلى التعدّد الثقافي والإثني في معنى أن يكون لأي جماعة ثقافية الحق في أن تحافظ على ثقافتها ولغتها دون أن يكون ذلك مدخلا لفرض هذه الأشياء والقيم على الآخرين وأن تتنزّه مؤسسة الدولة من الانحياز لأيّ مجموعة ..... إلخ.

بعد هذا إذا أردنا أن نتناول ما تُطلق عليه مصطلح (Domination/Subordination) في واقع السودان المتعيّن فإن أضلّ المداخل لتحليل هذه الظاهرة هو الأخذ بمسلّماتها ومن ثمّ الانطلاق منها. أشهر هذه المسلّمات هو أن أجناس السودان تتباين عرقيا من حيث العروبة والأفريقية. فقد عشتُ في جنوب السودان يا صديقي ورأيتُ وسمعتُ كيف يصف الجنوبي الأسود كسواد الفحم أخاه الجنوبي الأسود كسواد الفحم أيضا بأنه عبد لمجرّد أنه لا يتكلّم اللغة العربية أو لمجرّد أن الأول يستصحب في ذاكرته نسبا عربيا بعيدا لم يترك أثرا يجعله يختلف إثنيا عن أخيه الذي يصفه بأنه عبد.

ولكن هل هذا ينفي أن هناك فعلا (Domination/Subordination)؟ لا طبعا! فهذا موجود ولكن نحن لسنا بصدد إثبات وجوده من عدمه؛ بل نحن بصدد تحليله واستكناه أسباب وعوامل وجوده. في هذا لا أرى مدخلا أفضل من الأيديولوجيا باعتبارها وعيا زائفا لدراسة هذه الظاهرة. فكلّما اشتدّ الاستقطاب الأيديولوجي زادت حدّة خطاب وسياسات الربقة حتّى تحوّلت إلى عمليات استرقاق ثم إبادة منظّمة من الدولة. هذا بالطبع سيقودنا إلى معمعة من المعارك المنهجية حول الهويّة كخيار وهل يجوز لنا أن نتجادل مع الناس حول ما اختاروا من هويّة؟ وطبعا كلّكم تعلمون بمآلات حوار كهذا وما رفد به الأستاذ عبد الله علي إبراهيم.

في مذهبي يجوز أن نتغالط مع الناس حول هويّاتهم طالما كان الناس يستخدمون أنسابهم للإزراء بأعراق الآخرين. أي أنّنا لا ينبغي أن نلتحف ونتدثّر بروب الأكاديمي الذي لا ينتمي للصراع ومن ثمّ لا نتجادل مع إخباريينا على ما في شهادات نسبتهم من أغلاط تاريخية. نعم يجوز لنا أن نتغالط وأن نتجادل معهم وأن نبادلهم إزراء بإزراء حتّى يتبيّن لهم الخيط الأبيض من الخيط الأسود. كما يحقّ لنا أن نستفيد من إزراء عرب الجزيرة العربية بعرب السودان؛ ومن خطاب الإزراء هذا أن نُطلق على عرب السودان مسمّى "المستعربين" كما نُطلق على عرب الجزيرة العربية مسمّى "العرب العاربة". وفي النهاية لا يفلّ الحديد إلاّ الحديد.

ولكن هل هذه خطّة نقدح بها من بنات أفكارنا؟ لا شيء أبعد من هذا! إذ إن الواقع اليومي في الشارع العام هو الذي يطرح هذا الخطاب في أحدّ أشكاله. أمّا نحن الطبقة المتعلّمة أو المثقّفة فقصارى ما نقوم به هو التنظير مع أو ضد الظاهرة متسلّحين بسلاح النظريات العلمية والأنثربولوجية ما بليَ منها وما جدّ.

عزيزي أبّكر؛ كنتُ قد شاركتُ في هذه البوست الرائع والمشوب بالمرارة من جانبك (وهي مرارة لا أدري لها سببا؛ فنسمةُ فجرِنا بدأت تُهيبُ) بمداخلة حول مفهوم الهامش والمركز خلصتُ فيها إلى أن من يمارسون في السودان ما تُسمّيه (Domination/Subordination) هم نفسُهم مهمّشون مع فرق واحد هو أنهم لم يكتشفوا تهميشهم بعد. وهذه رؤيا لا تستند على مسلّمات خطاب الربقة عرقيّا أو جغرافيّا. وهذا فهم يتعارض ويتقاطع مع ما تطرحه إذ أراك تتّكيء على مسلّمات خطاب الربقة. من ذلك إشاراتُك البكائية المتكرّرة إلى حقيقة سواد لونك الفاحم مقرونا مع مسلّمة أنّك في هذه الحالة عبد حسب خطاب الربقة كما هو معهود. ولكن ماذا سيكون موقفُك إزاء خطاب آخر لم يتشكّل بعد وإن كان في طريقه إلى هذا وهو أن جميع السودانيين سود وأن هذه البلاد ظلّ اسمُها عبر التاريخ يدور حول معنىالسواد: كرمة (طين البحر الأسود)؛ كوش (الأسود)؛ إثيوبيا (محروقي الوجوه كناية عن السواد)؛ نوبيا (السواد وليس كما يشاع الذهب)؛ السلطنة الزرقا (بدون الهمزة وليس "الزرقاء" بمعنى "blue" بل تعني "السوداء")؛ ثمّ السودان ... إلخ هذا الخطاب والذي لا أظنّ أنّني في موضع من يشرح عناصره لك.

على أيّ حال استمتعتُ كثيرا بقراءة ومعاودة قراءة هذا البوست الذي افترعتَه لإثارة النقاش ونجحتَ فيه فلك الشكر والتقدير موصولا لبقيّة المشاركين ؛؛؛؛؛

؛؛؛؛؛ ودمتم ؛؛؛؛؛؛

محمد جلال أحمد هاشم
MJH
ايمان شقاق
مشاركات: 1027
اشترك في: الأحد مايو 08, 2005 8:09 pm

مشاركة بواسطة ايمان شقاق »

سلام للجميع،
تابعت ما في هذا الخيط من أفكار وتعليقات قيمة، و رأيت أن أشارك بهذه الرؤية للكاتبة والقانونية الامريكية باتريشا وليمز في واحدة من مقالاتها
The Emperor's new clothes
هي واحدة من خمس مقالات في كتابها Seeing A Color-Blind Future
حكت وليمز كيف انه خلال سنة واحدة ثلاث مدرسات في مدرسة إبنها(لتعليم الاطفال الصغار) قمن بإخطارها أن إبنها يعاني من عمى الالوان، ذهبت به الى الطبيب المختص فأعلن الطبيب أن نظر إبنها سليم . فأخذت تسأل إبنها عن الالوان فقال "أن اللون لا يهم" " It makes no difference!"
إكتشفت أخيراً أن إبنها يردد ما قالته مُدرساته، فقد كن يأكدن (له ولأنفسهن!) إذا كنت أبيض أو أسود لايهم، اللون لا يهم؛!!
وليامز ترى أن التأكيد على أن اللون لا يهم لهو أكبر دليل على "ideological confusion at best, and denial at it's very worst."
وقالت وليامز أن محاولات المُدرسات لتلقين الاطفال او تعريفهم بمبدأ المساواة فات عليهن أن إلغاء او إعطاء "ليبل"، "أن اللون لا يهم" جعل طفل في مكان إبنها في حيرة، بين تجربته كأسود وبين احاسيس الغربة التي جعلته يبحث عن طرق لقبوله إجتماعياً.
قالت إنها تعتقد في مبدأ الـ color-blindness لكن كأمل للمستقبل، وتظن ان المجتمع غير مهيئا لهذه اليوتوبيا "ليس بعد"، كما ترى أنه من المحتمل أن تتلاشى هذه اليوتوبيا بعفوية البعض في التفكير.
كما في هذه المقولة "I don't think about color there for your problems don't exist."

خلاصة القول هي تعتقد أن المشكلة هي التركيز على إخفاء أو مُداراة الاختلاف حيث ويكون ذلك على حساب قبول الاختلاف ثم التعايش معه.


شكراً على المناقشة الثرة
وتحياتي للجميع
ايمان
صدقي كبلو
مشاركات: 408
اشترك في: الأربعاء مايو 11, 2005 9:02 pm

مشاركة بواسطة صدقي كبلو »

الصديق أبكر
شكرا لمساهمتك الأخيرة لإتسامها بالوضوح النظري، مما يجعل الحوار مفيدا وثريا.
هناك نقاط إختلاف ونقاط إتفاق. دعنا نتناول بعضها هنا:
تقول:
"لأننا بنعتبر إنو المجتمعات الموجودة في السودان، علي ما فيها من تفاوتات، هي مجتمعات ماقبل رأسمالية، تسودها علاقات القرابة - بالمعني الأنثروبولوجي للمصطلح وتسودها الإقتصاديات الإكتفائية على مستوى الاقتصاد الجزئي والريعية على المستوى الكلي"
وأعتقد أن هذا أساس كل المناقشة التي مهدت لها بحديث لوكاش عن المجتمعات ما قبل الرأسمالية
لقد أوردت أنت جزء من الفقرة الثانية:
This is true above all because class interests in pre-capitalist society never achieve full (economic) articulation. Hence the structuring of society into castes and estates means that economic elements are inextricably joined to political and religious factors. In contrast to this, the rule of the bourgeoisie means the abolition of the estates-system and this leads to the organisation of society along class lines. (In many countries vestiges of the feudal system still survive, but this does not detract from the validity of this observation.)
ولكن دعنا نقرأ تلك الفقرة مع الفقرة التي تليها:
This situation has its roots in the profound difference between capitalist and pre-capitalist economics. The most striking distinction, and the one that directly concerns us, is that pre-capitalist societies are much less cohesive than capitalism. The various parts are much more self-sufficient and less closely interrelated than in capitalism. Commerce plays a smaller role in society, the various sectors were more autonomous (as in the case of village communes) or else plays no part at all in the economic life of the community and in the process of production (as was true of large numbers of citizens in Greece and Rome). In such circumstances the state, i.e. the organised unity, remains insecurely anchored in the real life of society. One sector of society simply lives out its ‘natural’ existence in what amounts to a total independence of the fate of the state. “The simplicity of the organisation for production in these self-sufficient communities that constantly reproduce themselves in the same form, and when accidentally destroyed, spring up again on the spot and with the same name – this simplicity supplies the key to the secret of the immutability of Asiatic societies, an immutability in such striking contrast with the constant dissolution and resounding of Asiatic states, and the never-ceasing changes of dynasty. The structure of the economic elements of society remains untouched by the storm-clouds of the political sky.” [16]
ويقول لوكاش:
Yet another sector of society is – economically – completely parasitic. For this sector the state with its power apparatus is not, as it is for the ruling classes under capitalism, a means whereby to put into practice the principles of its economic power – if need be with the aid of force. Nor is it the instrument it uses to create the conditions for its economic dominance (as with modern colonialism). That is to say, the state is not a mediation of the economic control of society: it is that unmediated dominance itself. This is true not merely in cases of the straightforward theft of land or slaves, but also in so-called peaceful economic relations. Thus in connection with labour-rent Marx says: “Under such circumstances the surplus labour can be extorted from them for the benefit of the nominal landowner only by other than economic pressure.” In Asia “rent and taxes coincide, or rather there is no tax other than this form of ground-rent”. [17]
هذا يقودني لنقطة خلافنا الأولى حول تطابق ما يقوله لوكاش مع الواقع السوداني. هل السودان مجتمع ما قبل رأسمالي؟ يبدو أن صديقي أبكر يقع فيما يحذر منه والذي يتهم ما أسماه الماركسية الأرثوذكسية بالوقوع فيه، الإنطلاق من نموذج نظري جامد بينما المطلوب هو ببساطة ما دعى له لينين من دراسة الواقع الملموس وذلك في تقديري تقليد ماركسي قديم يكمن في منهج ماركس.
أولا دعنا نتفق على أن لوكاش يتحدث عن المجتمعات غير الرأسمالية وفي ذهنه المجتمعات القديمة في أثينا وروما والمجتمعات الآسيوية التي تحدث عنها ماركس تحت ما أسماه أسلوب الإنتاج الآسيوي المكون من وحدات معزولة تعيد إنتاج نفسها.
هل ينتمي السودان لتلك المجموعات؟ هل يمكن وصف أو تصنيف المجتمع السوداني رغم كل التغييرات الرأسمالية وعمليات المفصلة والإلحاق للتشكيلات غير الرأسمالية، أنه الآن يشكل تشكيلة قبل رأسمالية في مجمله؟ هل يمكننا وصفه كما يقول لوكاش:
The various parts are much more self-sufficient and less closely interrelated than in capitalism. Commerce plays a smaller role in society, the various sectors were more autonomous (as in the case of village communes) or else plays no part at all in the economic life of the community and in the process of production (as was true of large numbers of citizens in Greece and Rome).
إن المسالة ليست مجرد تنظير هي دراسة للوااقع الملموس، واقع تسرب الإنتاج السلعي في خلايا المجتمع السوداني بحيث لا يمكن الحديث عن إقتصاد معيشي (يقوم على أساس إنتاج من أجل إستهلاك المنتجين وعائلاتهم) أو يقوم على تسويق الفائض عن حاجة الإستهلاك العائلي، وليس ذلك فقط نسبة لتغيير نمط الإستهلاك ودخول سلع صناعية تتطلب التبادل السلعي النقدي للحصول عليها، أو لمتطلبات دفع الضرائب المحلية او رسوم الخدمات او تعليم الأولاد والبنات، بل لأنه فرض فرضا من خلال المشاريع المروية والزراعة الآلية وإدخال زراعة القطن في جبال النوبة وتشجيع زراعة الحبوب الزيتية خاصة بعد وصول حلف الأرستقراطية الدينية والقبلية والرأسمالية للسلطة بعد الإستقلال حيث أزيلت القيود التي كانت مفروضة على دخول التجار مجال الزراعة في أراضي الفبائل والحدود القصوى التي كان يسمح بها للتنافس بين التجار ووكلاء الشركات المصدرة رفع أسعار الماشية والمحاصيل في السوق المحلية. كل هذا أدى أن تعترف الحكومة المركوية عندما أنهارت المشاريع المروية وصادراتها من القطن أن الزراعة المطرية وما كان يسمى بالقطاع التقليدي (والذي يفترض الناس أنه معيشي) كان يحمل الإقتصاد الوطني على ظهره وكان هو المصدر الأساسي للعملات الصعبة. حدث هذا مرتين في النصف الثاني من السبعينات وفي تسعينات الفرن الماضي!
هكذا لا يمكننا الحديث غن إقتصاد معيشي مغلق قبل رأسمالي، بل نتحدث عن إقتصاد رأسمالي يقود ويلحق كل الإنتاج السلعي الصغير، وعن رأسمالية تستعمل أدوات للعمل متخلفة (كان ينبغي أن تكون في متحف بلإنتاج القومي)، لا نتحدث عن إقصاء تشكيلة إقتصادية، بل عن إلحاقها ودمجها في سوق عالمي ومحلي لإستغلالها إستغلالا يقوم أساسا على التبادل غير المتكافئ حتى في سلعة هامة كقوة العمل، هذا التبادل غير المتكافئ هو الذي يحدث التراكم على أضلاع مثلث سنار كوستي الخرطوم وتنتج عنه ظاهرة النمو غير المتوازن وعدم التمثيل المتكافئ في السلطة و التوزيع العادل في الثورة.
اواصل
آخر تعديل بواسطة صدقي كبلو في الثلاثاء ديسمبر 19, 2006 1:24 am، تم التعديل مرة واحدة.
أضف رد جديد