كتابي الأول

Forum Démocratique
- Democratic Forum
صورة العضو الرمزية
ÑÇÔÏ ãÕØÝí ÈÎíÊ
مشاركات: 419
اشترك في: الخميس أكتوبر 04, 2007 11:54 pm

كتابي الأول

مشاركة بواسطة ÑÇÔÏ ãÕØÝí ÈÎíÊ »

صورة

وهو الكتاب الذي بدأ بمقالات متفرقة ضم هذا الموقع بعضها في كتابتها أول مرة ولا تزال موجودة بين سنواته العشر هاته، والكتاب أيضا ينتخب نفس السنوات ويفتحها على سنوات أخرى ضوئية، لربما. تحية للجميع. في سودان الجميع. الكتابة من الهاتف مزعجة. ولم انتظر قدوم اللابتوب الجديد، والكتاب بين يديكم، بمثابة احتفاء.
تحياتي.

:cry:
صورة العضو الرمزية
عادل القصاص
مشاركات: 1539
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 4:57 pm

مشاركة بواسطة عادل القصاص »

تهانيّ الحارة يا راشد. أتطلع الى قراءته.
صورة العضو الرمزية
نجاة محمد علي
مشاركات: 2809
اشترك في: الأربعاء مايو 04, 2005 1:38 am
مكان: باريس

مشاركة بواسطة نجاة محمد علي »

سلام يا راشد
حار التهاني بهذه الإضافة لمكتبة المسرح.
ومبروك مقدماً اللابتوب الجديد. يعني موعودين بمزيد من الكتابة.

نجاة

صورة العضو الرمزية
Elnour Hamad
مشاركات: 762
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:18 pm
مكان: ولاية نيويورك

مشاركة بواسطة Elnour Hamad »

مبروك يا راشد
عقبال كتب وكتب
((يجب مقاومة ما تفرضه الدولة من عقيدة دينية، أو ميتافيزيقيا، بحد السيف، إن لزم الأمر ... يجب أن نقاتل من أجل التنوع، إن كان علينا أن نقاتل ... إن التماثل النمطي، كئيب كآبة بيضة منحوتة.)) .. لورنس دوريل ـ رباعية الإسكندرية (الجزء الثاني ـ "بلتازار")
محمد سيد أحمد
مشاركات: 693
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 8:21 pm
مكان: الشارقة

مشاركة بواسطة محمد سيد أحمد »

مبروك
راشد الكتاب

فى انتظار نسختنا
صورة العضو الرمزية
إبراهيم جعفر
مشاركات: 1948
اشترك في: الاثنين نوفمبر 20, 2006 9:34 am

مشاركة بواسطة إبراهيم جعفر »

مبروك كتابك يا راشد- خذه بقوَّة!



[align=left]إبراهيم جعفر
صورة العضو الرمزية
الحسن بكري
مشاركات: 605
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:51 pm

مشاركة بواسطة الحسن بكري »

مبروك..واعترافا بالجميل اليك هذا الاقتباس لبورخيس:


I have always imagined that Paradise will be a kind of library.
صورة العضو الرمزية
ÑÇÔÏ ãÕØÝí ÈÎíÊ
مشاركات: 419
اشترك في: الخميس أكتوبر 04, 2007 11:54 pm

مشاركة بواسطة ÑÇÔÏ ãÕØÝí ÈÎíÊ »

عادل القصاص: يتطلع الكتاب لقراءتك.

نجاة محمد على: شكرا على الحفاوة. سأطل كل مرة ومرة عبر الموبايل، إلى حين وصول د. أحمد الصادق من بلاد آل سعود خلال أسبوعين.

إبراهيم جعفر: خذه بقوة.

النور حمد: مهارب المبدعين كتاب هيجلي بامتياز..

إبراهيم جعفر: خذه بقوة؛ بقوة أشد.

الحسن البكري: أي جميل؟ شكرا لإعادة كتابة التاريخ في الرواية. ذلك مشروع يحلو للبعض لصقه خلف كل ديباجة مؤتمر، لكنك فعلته.


تحياتي.
Ahmed Sid Ahmed
مشاركات: 900
اشترك في: الثلاثاء مايو 10, 2005 3:49 pm

مشاركة بواسطة Ahmed Sid Ahmed »

لك التهانى يا راشد والأمنيات بتواصل الكتابة المبدعة.
ÎØÇÈ ÍÓä ÃÍãÏ
مشاركات: 528
اشترك في: الخميس مايو 12, 2005 6:35 pm

مشاركة بواسطة ÎØÇÈ ÍÓä ÃÍãÏ »

نتطلع للقراءه .. بالذات

احوال رصدكم للخشبه

مبروك الكتاب الاول

و فى رجا التانيات

..
علي عجب
مشاركات: 470
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 5:48 pm

مشاركة بواسطة علي عجب »

الف مبروك يا راشد

وتحياتي علي صبرك علي مشاق الكتابة والنشر

علي عجب
صورة العضو الرمزية
ÑÇÔÏ ãÕØÝí ÈÎíÊ
مشاركات: 419
اشترك في: الخميس أكتوبر 04, 2007 11:54 pm

مشاركة بواسطة ÑÇÔÏ ãÕØÝí ÈÎíÊ »

أحمد سيد أحمد: شكرا على التهاني والتبريكات.

خطاب حسن أحمد: أحوال الخشبة، أحوال العالم، أحوالك كيف؟

علي عجب: مشاق مهلكة والله، لكنها مثمرة أيضا، وهنا العزاء.

تحياتي للجميع.
صلاح حسن عبد الله
مشاركات: 212
اشترك في: الثلاثاء مايو 10, 2005 11:40 am

طوبى للتأويليين

مشاركة بواسطة صلاح حسن عبد الله »

إذا كنت يا راشد قد أوَّلْتَ خشبة العالم ... فطوبى للتأويليين
صورة العضو الرمزية
ÑÇÔÏ ãÕØÝí ÈÎíÊ
مشاركات: 419
اشترك في: الخميس أكتوبر 04, 2007 11:54 pm

مشاركة بواسطة ÑÇÔÏ ãÕØÝí ÈÎíÊ »

صلاح حسن عبد الله: وهل من ذلك بد؟
تحياتي
صورة العضو الرمزية
ÑÇÔÏ ãÕØÝí ÈÎíÊ
مشاركات: 419
اشترك في: الخميس أكتوبر 04, 2007 11:54 pm

مشاركة بواسطة ÑÇÔÏ ãÕØÝí ÈÎíÊ »

حوار عيسى الحلو: الرأي العا2 يونيو 2015
راشد مصطفى بخيت، ناقد متخصِّص خريج شعبة النقد كليَّة الموسيقى والدراما 2006، حاصل على ماجستير النقد والدراسات الدراميَّة 2009. كتب بمعظم الملفات الثقافيَّة في الصحف السودانيَّة والدوريات – كتابات سودانيَّة ومجلة كرامة – وعمل كاتباً راتباً بصحيفة "الجريدة" وقبلها في صحيفة "الأحداث". وهو عضو فاعل باتحاد الكتاب السودانيين وعمل بلجنته التنفيذيَّة لثلاث دورات من 2009 إلى العام 2013، وانخرط بتدريس النقد متعاوناً بذات الشعبة التي تخرَّج منها. جلسنا إليه بمناسبة صدور كتابه الأوّل عن دار مدارك للنشر والتوزيع ودار بيننا الحوار التالي:



• قرأت لك مقالات نقديَّة عديدة ودراسات في مجلة (كرامة) الصادرة عن اتحاد الكتاب السودانيين، وأخذتني هذه الدراسات بعيداً بسبب نضوجها وحِرفيتها. في هذا الكتاب الجديد أراك "قلَبْت الطاولة". فهو عبارة عن جهود ومغامرة في الموضوع والمنهج: لماذا هذا التمرُّد؟


يمكنني أن أبدأ إجابتي متسائلاً: لماذا ليس التمرُّد بدايةً؟ وكيف نفهمه؟ ففي ظنِّي أن التمرُّد هو ما تحتاجه الكتابة لكي تكون فاعلة في وجود ما أو لكي تستحق اسمها قبل كل شيء. أنا هنا اتحدث عن كتابة الكُتب تحديداً. لا ينفي هذا وجود ضرورة تاريخيَّة لقبول مستوى أقل من الكتابة كتلك التي لا تتطلَّب جهد إضافي من القارئ للتواصل معها، لكنها تظلُّ ضرورة تحتاج لمثل هذا القلب في كل زمان. بهذا المعنى يقع التمرُّد موقع البحث عن جديد، بعد أن أصابنا سأم التكرار وبلادته المتجذِّرة في تاريخ الانحياز للسهل الذي لا يورث سوى الهزيمة الماثلة أمامنا. نحن ورثة هزيمة. لذا فأسلوبنا مختلف. أراك أسميته قلباً وأراه من جهتي استمراريَّة خاضعة لمنطق الديمومة البرجسوني، ذلك المنطق الذي قال غاستون باشلار بصدده مرَّة: أننا نقبل من برجسون كل شيء تقريباً إلَّا منطق الديمومة. أنا قبلت ما رفضه باشلار رقم محبتي المعلنة له. ولدى مبرراتي الكافية إذ أن فكرة الديمومة مثمرة أكثر من القطيعة الأبيستومولوجيَّة بالنسبة لي، لأنها من صلب الإنسانيات وليست بنت العلوم الطبيعية.
في الكتاب ليس هنالك قلب بالمعنى الجدلي للكلمة وهو لا يخلو منه أيضاً في مواضع مشار إليها بعناية؛ بل هنالك صيغ تقابلات مدروسة بين تصوُّرات مختلفة لمهمة المعرفة وجدوى الكتابة وفق أفق نظريَّة المعرفة وبانحياز معلن جهة الفن من البداية. لذا فالكتاب لا يقبل بأقلَّ من الوضوح ثمناً لاختلاف القارئ، ووسيلة لإجراء هذه الحركة عبر الكتابة بالتزامن مع أسلوب معيَّن، ربما هو مختلف فعلاً عن ما قرأته لي في الصحف والمجلات، ولكنه لا يتعارض معه إلا نتيجة اعتبار خاطئ لفكرة الكوجيتو الديكارتيَّ عن الذات أو الأنا. فتنوُّع الأساليب والحقول والأجناس ضرورة لازمة لأي مشروع كتابي يتوخى التعبير عن نفسه بكفاءة وفعالية. ربما تقصد بالتمرُّد أشياء كثيرة طبعاً، مثل أسلوب الانبثاث غير المركزي للمعاني التي لا تُمثِّل ذاتاً واحديَّة ولكنها المعاني التي ينتجها تنظيم الشبكة النصيَّة في النهاية. المهم من ناحيتي هو أنني أؤكِّد تمرُّد من هذا النوع ولا أنفيه. فالكتابة تكون بدونه كتابة خانعة وسريعة النسيان، وفي الكتاب تنتفي هذه الضرورة لأن المنهج والموضوع والأسلوب لهما الأولويَّة. والهدف ليس مجرَّد البحث العلمي في شكل الدراسة والمقال، ولكن انتاج تصوُّرات ومفاهيم توجه حقول الدراسة نفسها. في تلك السنوات كنت أتمرَّس على ما سأفعله في هذا الكتاب مثلما أتمرَّس الآن لتغيير آخر في كتابي القادم، الذي سيعيدك إلى شكل الكتابة الذي عرفته لي قبل سنوات.


• في عالمنا الثالث صعب جداً أن يكون النص تجريبياً لأنَّك ستخسر القارئ. ذاك الذي لا يريد أن يبذل أي مجهود. فلماذا المغامرة؟


نعم نعم. القارئ الكسول، ذو الميول السطحيَّة لا يقبل التعقيد: هذه واحدة من المقولات التي أرغب بتحطيمها لأنني منحاز لنظريَّات القراءة التي تلت موجة التفكيك وفلسفة الاختلاف. أظنُّ أن التجارب التي احتضنتها الجامعات الأمريكيَّة أثناء ذلك، دقَّقت مفهوم القارئ والقراءة بشكل جيِّد، لكن أهميتها لا تقتصر على ذلك فحسب، فهي تنهض من البداية على تقرير موت هذه المقولة باعتبارها مقولة مفخخة بتمركز عقلي ولا تخلو من شبهة النفي العدمي لا تأكيد الحياة: أُرجِّح رأي جيل دولوز في هذه النقطة، فهو ينتهي إلى أنَّ ما اكتشفه المثقفون أنفسهم مع نهاية القرن العشرين، هو أنَّ الجماهير لم تعد في حاجة إليهم لتعرف، لأنَّ الجماهير تعرف تماماً وبوضوح، وحتى أفضل منهم مرات عديدة وتقول ذلك بقوَّة وبلغات مختلفة يتقاصر عن إدراكها أفق نموذج المثقف السابق لمنعطف القرن العشرين. المشكلة المطروحة منذ ذاك الوقت هي كيف نتحاشى نظام من السلطة يعيق ويمنع ويُعرقل خطاب الجمهور من خلال ابتزاله أو قمعه من قِبَل سُلطة ما. أما العالم الثالث كمصطلح هو أحد هذه المصطلحات الواقعة في فخاخ تلك السلطة نفسها. في الكتابة ليس هنالك فارق بين عالم أوَّل وعالم ثانٍ وعالم ثالث، هذه أسطورة صنعتها آيدلوجيا النخبة النفعيَّة لتعتاش عبرها من خلال المتاجرة بقضايا الجماهير؛ هنالك فارق بين كاتب وآخر، نص ونص، وقد أرهقنا تواضع الكُتَّاب وسئمنا ركاكاتهم وانتحالهم لهذا الاسم بلا مشروعيَّة. العالم الأوَّل هو عالم الخلق وما يليه تكرار الحياة في شروط مختلفة. يمكننا أن ندلل على ذلك بآلاف الأمثلة، فالحضارة الإغريقيَّة مدينة ل(كوش) والإسكندريَّة، هذه نقطة أبرزها الناقد "عبد المنعم عجب الفيا" بشكل رصين في كتابه "في الأدب السوداني الحديث" مثلاً. على الكاتب الذي يستحق اسمه أن ينأى بنفسه عن سهولة التنميط، وهذه مشكلة تعرضنا لها أكثر من مرَّة في صفحات هذا الكتاب. ربما أفهم كلامك على كونه خاضع لمقولة جيل محدَّد وظروف مُحدَّدة هي الآن ليست كذلك في ظني، ولا مجال للتساهل في غير محله. فأنا مثلاً أعيش في هذا العالم الثالث، لكن هذا لم يمنعني من قراءة الفلسفة الألمانيَّة أو الفرنسيَّة أو الإنجليزيَّة، بل أكثر من ذلك لم يمنعني حتى من مشاهدة محاضرات جامعات "ييل" و"كولمبيا" عبر اليوتيوب، بعد أن اطلعت على كتب الكثير من أساتذتها الذين لا يزال بعضهم أحياء. ما الذي تحتاجه الكتابة الجيِّدة سوى القراءة الجيِّدة؟ هنا يمكنني أن أقول لك لا شيء سوى المسئوليَّة. هذا العالم الذي نحياه لم يعُد هو نفسه العالم الذي كان، لذا فتأويله وفق تصوُّرٍ معاصر للكتابة هو الذي حفَّزنا لتأليف هذا الكتاب، لأن المسافة التي تفصل القارئ عن العالم ليست أكثر من مسافة معرفة وتأويل. لماذا لا نتحاور بجديَّة؟ وأين يمكننا أن نفعل ذلك سوى عبر الكتابة؟ وإلى متى سننتظر؟ أن نبلغ حالة اليأس العدمي التي أورثتنا كل هذا التاريخ المثقوب؟ أنا لست عدمياً لذا فبدائلي مطروحة على الدوام. عندما انتقد أشير إلى نقاط الضوء الكثيفة التي لمعت أثناء كل هذا الخراب: "سن الغزال" مثلاً رواية بديعة في معالجة التاريخ السوداني، جمال محمد أحمد كاتب حبيب إلى النفس، إبراهيم اسحق يجب أن يُدرَّس في كليات الآداب، "مهارب المبدعين" أحبُّه وانتقده ككتاب جليل، "السيرة الهلاليَّة" هي الجينالوجيا بأمِّ عينها، الحسن البكري أنطولجيا حسيَّة للتاريخ، وهكذا. يجب أن نتحاور أثناء انتظارنا لغودو هذا! الحياة مرجئة مع حالة الانتظار الذي لا ينتهي.
أما عن النص التجريبي فيمكنني أن أؤكِّد لك كما تعلم سلفاً أنَّ النص الذي تسميه مستقراً هو نفسه نص تجريبي بمعنى ما. يمكننا التأكُّد من ذلك بدراسة ما يعرف في تاريخ النقد بالتيارات أو المذاهب أو المدارس الفكريَّة، حيث لا يجد أي مذهب حرجاً في أن يستخدم الحيلة نفسها ضد خصمه الجديد، لكن تاريخ النقد نفسه يخبرنا أن الجديد ذاته سيتحوَّل إلى قديم مع كل مرَّة.

• الكتاب يعرض فلسفات في الكتابة، وهي طرائق جديدة ترتبط بتطوُّر الفلسفة الأوروبيَّة، وهو في نفس الوقت يتعرَّض لتصوُّر أقرب إلى النص المستقر التقليدي، مما جعل المنهج التطبيقي هنا، غير قادر على اختراق هذه النصوص.


أسمح لي أن أخالفك الرأي هنا، فالفلسفات التي يحاورها الكتاب قديمة وجديدة في نفس الوقت. فهو يحاور أسماء في مواضع قضايا محدَّدة بعناية، يرجِّح رأي يعود كاتبه إلى القرن السابع عشر مرَّة، كما يرجِّح رأياً يعود كاتبه إلى القرن العشرين على سبيل الاستدلال لا الحصر. إنَّه يعرض للأسماء في سبيل تأكيد قوَّة الفكرة لا سياقها. يتحرَّكُ بين القرون البعيدة والقريبة. يسدُّ فجوات الابتسار بالإشارة والومضة، ويُنمذج على التصوُّرات بأحداث حيَّة في القرن الواحد والعشرين. أنا لم أفعل أكثر من تحليل خشبة المسرح مرَّة أولى، ثمَّ تأويل خشبة العالم مرَّة ثانية عبر طبقات حقول معرفيَّة عابرة للتخصص ومراعية لترابط الاختصاص. في الأولى لامست الكتابة سطوح الحياة الخشنة في عشر سنوات مضت، وفي الثانية وصل التحليل منتهاه الفلسفي وجاوزه جهة صناعة مستقبل ما. ولكي تكون هذه المفاهيم فاعلة، ينبغي للتحليل أن لا يكتفي باختراق فضاء النصوص/ العروض ويتوقف عنده، بل عليه أن يفتح هذا التأويل إلى أقصى حدود المعنى تمهيداً لفجائيِّة الانقلاب.


• هناك نقد ثقافي وآخر جمالي. في هذا الكتاب أنت تنحاز إلى التمرُّد وتغيير فضاء الكتابة بالكامل. فأنت "تُفكِّك" و"تهدم"، ولم تُعطنا البديل التطبيقي أي النص النموذج.


تقصد أنني أزاوج بينهما طبعاً. نعم أفعل وأزيد. وهنا لا بد من كلمة. فالكتاب يبتدئ بعد النظريَّة الأجناسيَّة التي تفصل بين الأنواع والحقول. فمنذ ستينيات القرن العشرين لم تعُد نظريَّة الأجناس هذه مقنعة بالنسبة لأي كتابة جادة. بعد علم الكتابة الديريدي لا يمكننا العودة إلى تلك النظريَّة دون أن نجاوب على سؤال الحدود بين العلوم الإنسانيَّة مثلاً. ذلك السؤال الذي أوصله التفكيك إلى نهاية معروفة وأثبت عبر نقد البنيويَّة أن الحد نفسه ليس معروفاً. لذا تجد في مقدمة الكتاب أنني أشرت إلى سؤال الفارق بين نظريَّة العلم ونظريَّة المعرفة كمصطلح صكَّه القرن التاسع عشر لأوَّل مرَّة، كما تسائلت أيضاً عن كيف نميِّز بين التاريخ والرواية؟ مات النوع نعم ولكن وُلِدت الكتابة وهذا هو البديل الذي نحتكم إليه عبر الكتاب. حوَّل ديريدا العالم إلى نص، وأعاد الكتاب تأويل هذا النص لإكسابه معنى بخلاف ديريدا. ديريدا لا يكترث لمشكلة المعنى برغم كفاءة وفعالية التفكيك كاستراتيجيَّة لنقد تمركزات العقل والميتافيزيقا. وهو فوق ذلك يمنحنا "الخطاب" كبديل. ففي ظل غياب المركز الذي يرومه التفكيك، يتحوَّل كل شيء إلى نص، وعندها لا فرق بين أن نخطئ عبر الإفراط في التمركُز أو نخطئ عبر فرط غيابه؛ ما نفتقده هو موقع ال "بين" وليس ال "مع" أو "الضد".


• أعتقد أنك تسعى مسعى التغيير، وفي هذا أنت تفترض أن الموقف تغيَّر إلى حركة التمرُّد هذه؟


نعم التغيير مركزي في متن الكتاب، نحتاج أن نبعثر المستقر قليلاً لكي تحدُث الحركة وتفشو قوَّتها الكهروميغناطيسيَّة في المستقبل الذي نروم. نحتاج التساؤل عن هذه المصائر الميتة التي يؤول إليها حالنا منذ نصف قرن وأكثر. نحتاج أن نتعرَّف على أخطاء الماضي وأن نتعلَّم الاعتذار بجديَّة. الفراغ ليس أكثر من فراغ فكري وكل ما نحتاجه هو أن ندرك صيرورة التغيير بمفاهيم جديدة، خارجة عن حبسنا داخل منطق التعارض التاريخي وصيغه المستنفذة في كليات هشَّة. فالنختبر معرفتنا العقليَّة بقليل من الثقة وكثير من الشك والإرجاء. هنالك قضايا لا يحقُّ لغير المتخصِّص الخوض فيها إلا إذا تحمَّل تبعة رغبته في فهم الأمور كما هي عليها في هذا الحقل أو ذلك. إذا كنا سنتحدَّث عن الحدود فعلينا مراعاتها إذن في كل موضع من حديثنا.
، هو صرختنا المسموعة رغماً عن ذرائع السياق. التغيير هو هذه الصيرورة التي تحصل على الدوام بمعيَّة أي حركة. فلكي نفهم شيئاً ما، علينا أن نتحرَّك جهته ونسائله ثم نكونه لننكره بعد حركة أخرى داخل حدود العقل وخارجه. أليس التغيير نفسه حركة باتجاه المستقبل؟ أليس التمرُّد بمعنى ما ثورة على وضع قائم؟ ثمَّ أليست الثورة هي التغيير نفسه؟
نعم أسعى مسعى التغيير ولا أعرف ما سأكونه غداً ولدى تصوُّري للوجود في هذا العالم. كل ما أعرفه أن الموقف فعلاً تغيَّر بين كان والآن.


• أنت تتحدَّث عن انقطاع بين الأجيال المبدعة للفكر. نجد نحن الأجيال الجديدة أجيال بلا آباء. هذا الانقطاع نفسه تجده داخل مسار السرديات الفكريَّة. ربما لهذا تتمرَّد أفكار الجيل الجديد ضد الثابت والمستقر وتسعى للتغيير. هل هكذا يبدو لك الأمر؟


أنا أرى الانقطاع كحالة سوء تفاهيم كبرى بين الأجيال. ربما تكون أسطورة الجد والحفيد صحيحة إلى حد كبير في حقل الكتابة، فدائماً ما تحتمى الأجيال الجديدة بقوَّة الجد لكي تواجه صلف الآباء الذين يحشرون الكون حشراً في تصوراتهم بشكل متصلِّب مستفيدين من ما وفرته لهم خبرتهم من معرفة محدودة بطبيعة الأمر. في حركة التاريخ يحدث هذا الأمر بصورة شبه منتظمة ويؤكِّدها الاستثناء. نستطيع أن نفسِّر خلافات كبيرة لا معنى لها عبر هذه المواجهة المصطنعة بين جيل وجيل. ما يهم الكتاب في هذا الأمر هو تأويل بعض الأشياء التي استغلقت على أجيال سابقة في حقل الكتابة لأن هذا الحقل بالتحديد هو الحقل الذي لا نستطيع معه سوى التساؤل. نحن نسأل لأننا لا نستطيع أن نكف عن ذلك. وتاريخنا مليء بمناطق العمى الناتجة عن غياب التساؤل الحي في الزمان المناسب، وكُل مهامنا مؤجلة إلى مستقبل لن يأتي إن لم نصنعه عبر الكتابة. لكن هناك نقطة مهمة في جانب الأسلوب ربما هي التي تصد الذائقة المتبلِّدة عن تقبُّل الجديد. هذه نقطة محوريَّة درسها رولان بارت باكراً أثناء دراسته للفارق بين أسلوب عصر وعصر، تيار وآخر، كتابة وكتابة. البنيويَّة لم تعُد جديدة طبعا، لكننا لا يمكننا أن نفكِّر وكأن بارت لم يكتب في درس السيملوجيا أن "لا قيمة لأي تاريخ للأدب، إذا ما اختصر، كما كان الشأن فيما ممضى، على الربط بين المدارس دون تسجيل القطيعة التي أبانت آنئذٍ عن قوَّة تنبؤية جديدة: هي قوَّة الكتابة. لقد اقترنت عبارة مالارمية "تحويل اللغة" بعبارة ماركس "تحويل العالم". وهنالك دلالة سياسيَّة لما كتبه مالارمية وكل من احتذى حذوه وما زال يحتذيه".


• كيف تتصوَّر الحلول الناجعة؟


أنجع الحلول هو طرح المشكلة بشكل صحيح: ففي تاريخنا الحديث، نجد أن العديد من المشاكل مصطنعة اصطناعاً أو مساء فهمها وترسَّخت بفعل التكرار وذرائع التاريخ العديدة التي لا علاقة لها بقوَّة الكتابة. اصطبغ الفكر بميول خارجة عن أسس الفكر والتفلسف، أورثنا قضايا لا محل لها في أسس المعرفة الصحيحة لذا نحاول هدمها بأسلوب رسمناه للكتاب بعناية لا تقبل بقارئ عجول. وإذا كنا نريد تغيير العالم فعلينا أن نفهمه، علينا أن نقرأ الكتب الجيِّدة وننتقدها أيضاً، لأنَّ ذلك يُعلِّمنا قبول الاختلاف: إنَّه بالتحديد ما ينقص هذا الزمان الذي نعيش.
مأمون التلب
مشاركات: 866
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 6:48 pm
مكان: السودان/ الخرطوم

مشاركة بواسطة مأمون التلب »

دي اسمها سنة الكتب ياخ، أخبار من أول السنة دي ومن نهايات العام المماضي لأسماء جديدة وكتب أولى كتيرة. غايتو يا راشد كتابك ده بالذات حمد الله على سلامتنا كلنا فيهو. وإنت بالذات: حمد الله على السلامة، وفي انتظار كتابك الثاني :)
عندما صرخت
لم أشأ أن أزعج الموتى
ولكن السياج عليَّ ضاق
ولم أجد أحداً يسميني سياجا
صورة العضو الرمزية
عادل القصاص
مشاركات: 1539
اشترك في: الاثنين مايو 09, 2005 4:57 pm

مشاركة بواسطة عادل القصاص »

يا جماعة، راشد تطرق في حوار الحلو معاه لقضايا قمينة بالتأمل والنقاش. ليتنا نزور بعض أفكاره. وهذا يزيد سعر حالة التشوق لقراءة الكتاب.
صورة العضو الرمزية
ÑÇÔÏ ãÕØÝí ÈÎíÊ
مشاركات: 419
اشترك في: الخميس أكتوبر 04, 2007 11:54 pm

مشاركة بواسطة ÑÇÔÏ ãÕØÝí ÈÎíÊ »

مأمون التلب: مافي أي سلامة والله، حمد ساي بس عاى قول أبوي.

صورة العضو الرمزية
ÚÕÇã ÃÈæ ÇáÞÇÓã
مشاركات: 814
اشترك في: الأحد أكتوبر 23, 2005 4:48 am
مكان: الخرطوم/ 0911150154

مشاركة بواسطة ÚÕÇã ÃÈæ ÇáÞÇÓã »

مبروك يا راشد بخيت صدور الكتاب، واسمى عبارات الشكر والتقدير لأستاذنا عيسى الحلو حفاوته بك وتقديمه حضورك الجديد،، وإلى الامام.
ياسر زمراوي
مشاركات: 1359
اشترك في: الاثنين فبراير 05, 2007 12:28 pm

مشاركة بواسطة ياسر زمراوي »

العزيز الاستاذ راشد

هاانت ذا مرة اخرى وكثيرا ماتحرك ساكنا فى اليقينيات المحلية , شكرا لهذا الكتاب
شكرا لك وفى انتظار كتب اخرى لك
[
أضف رد جديد