حوار البطل

Forum Démocratique
- Democratic Forum
أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
تاج السر الملك
مشاركات: 823
اشترك في: السبت أغسطس 12, 2006 10:12 pm
مكان: Alexandria , VA, USA
اتصال:

حوار البطل

مشاركة بواسطة تاج السر الملك »

حوار البطل

( قبيل دخولي المدرسة، تعرفت عن طريق مجلتي ابي المفضلتين، المصور وآخر ساعة، على محمد علي كلاي، ابي مثله مثل الملايين في العالم، كان واقعاً في اسر حب الرجل، لم يتوان عن امدادي بالصور حين استشف شغفي بالبطل، وسرعان ما ملأت صور "علي" الجدران، ملهمة، محفزة، واعدة، واثقة، مسلية، كانت من مواقعها علي الحوائط، تصف المشهد الكامل للحرابات التي خاضها، دون الحاجة للتلفزيون، وحديثه المترجم للعربية، يقول فيه.. في المعارك تحتاج للمهارة والعزيمة لتفوز، ولكن احتياجك للعزيمة يجب ان يزيد عن المهارة....
خلال القادمات من تصاريف الحياة، تبعنا الاسطورة وتبعتنا يوما بعد يوم، انتصرنا معه، وسقطنا على ارض الحلبة الصلبة بجانبه، عزينا انفسنا بان سننتصر في مانيلا، ثم انتصرنا في مانيلا، وفي كنشاسا، انعقد لنا النصر، وضحكنا مليا ونحن نشهده يقدم دعاية "تويوتا" لشركة عبد اللطيف جميل، بعربية متعثرة:
كل ما يتمناه المرء تويوتا تدركه...
واعجبنا بكفالته بنات المناضل الشهيد مالكولم اكس، حين سقط قتيلاً بالرصاص، والاطفال في افريقيا، وابناء السود الامريكيون، بهيا، ذرب اللسان ، لا تملك إلا ان تحبه وتتمنى له الفوز دائماً، فكانما فوزه يرتبط جدلاً بفوزك انت..
شارفت الثمانيات على نهايتها، واصيبت الخرطوم بجرح السيول في العام88، أشرفت توتي على الغرق، وناضلت ببسالة حتي قبت، في وسط كل هذه الوقائع السريالية، حط طائر البطل في مطار الخرطوم، جاء يشاطر الناس المصيبة، وفي الصبح الذي أعقب صبح وصوله، كنت قد تعمدت بلقاءه البطل في بهو فندق هلتون، صحفيا ناشئا اشق طريقي في صحيفة السوداني بله الصحافة السودانية، صافحت الاسطورة بيدي هاتين، صافحت طفولتي متضمنة في جوانح العملاق، صافحت لانغستون هيوز ومايلز ديفيس وريتشارد رايت، صافحت بولدوين واليجا محمد، صافحت حتى جورج فورمان وجو فريزر وحتي سوني ليستون، صافحت النساء الجميلات اللواتي مررن في حياته وحتي ايميلدا ماركوس، ابتسم في وجهي ولم يكن هناك غير اخاه وبعض من مرافقيه، قام باداء بعض الخدع السحرية التي كان مغرما بها في ذلك الزمن فتسلينا زمناً، لحظت رعدة الباركنسون في يديه، ولم تكن بالقوة التي شهدتها منذ فترة قصيرة حين زار واشنطن دي سي، غني بصوت جميل اغنية بيل ويذرس حين ذكرت له اعجابي بها،
Lean on me
فكانما كتبت لبطل في علو كعبه
واتفقنا على حوار..
...........
الخرطوم كانت تحتفي بانتفاضتها الابريلية، جذلة، طليقة مثل نسمة، عابثة مثل خاظرة معطونة في رحيق الجمال، برغم الخراب الذي خلفته السيول، إلا ان الماء الشفاف أخرج إلى الملأ ما خبأته الأيدي المجرمة من سكر وبقول.. ضواحي اللاماب وتعض مقاصد أخري، ضحكنا من شماتة وحنق، وغضب أهل توتي على "حمد" لأنه لم يكن هنالك ليترس معهم البحر خيراسان، صورته الشرق الأوسط بعد انحسارالماء، وهو يحمل طورية لابسا جلبابا قديما ممسكا بمشاعر هشة بين ضلوعه..فلم تنطل الخدعة على الناس.
عدت الي الحوار مع البطل مدجج بالقلم والاوراق.. ساعات قضيناها تحدث فيها حديثا انيقاً، مليئاً بالحب، امينا وصادقا وصريحاً، مثل صراحته المرعبة بوقوفه ضد اقوي آلة عسكرية في العالم، رافضاً الانخراظ في حرب الفيتنام، لك أن تجلس وتعجب وأن تسجل في ذاكرتك كل الوقائع، وأن تكون شاهداً وجزءاً مما تشهد.
..........
نشرت السوداني الحوار، وعليه رسم لصورة البطل بريشة عماد عبدالله، الحي وموجود ده، بورتريه في غاية الجمال، نفذه في ساعته بالحبر، رسمه رأساً علي الصفحة قبل أن تتحول الي الصفائح واخواتها، إزدانت الصحيفة ذاك اليوم وازدهت، كان ابي قد تنصل من قيود الحياة وعبئها ساعتئذ، فلم يلتق به، ولكن روحه عانقته إن لم أخف الرياء.
ذهبت اليه بنسخة من العدد.. ضحك قائلا لا اقرأ العربية، ثم طلب أن يترجم الحوار، وأصر على بقائي مهددا بقبضته، لو وجدتك نقلت عني كلاماً غير ما قلت، فجلست انتظر القاضية، انتهت الترجمة، فافتر فمه عن ابتسامة، دعك هامة راسي بقبضة يده، وعلمت انها علامة حب، وشهدت الناس حين اتيت الي هذه البلاد يودون بها ابناءهم وبناتهم.
طلب من مرافقيه أن توضع الصفحة بكاملها في إطار ليعلقها في منزله في اميريكا، فشعرت بزهو القرون يتمكلني.. ودعته، وانصرفت الى حياتي.. وانصرف هو الى حياته، حتي سمعت نعيه فبكيت.)

ياريت زول يمشي جريدة السوداني يطلع لي الحوار ده من الارشيف.
تاج السر حسن
مشاركات: 103
اشترك في: الثلاثاء نوفمبر 21, 2006 10:08 am

مشاركة بواسطة تاج السر حسن »

"الخرطوم كانت تحتفي بانتفاضتها الابريلية، جذلة، طليقة مثل نسمة، عابثة مثل خاطرة معطونة في رحيق الجمال، برغم الخراب الذي خلفته السيول....."

كتابة مغموسة بالجمال ولا أقول مدغمسة، وقد سعدت بها وبكل الخاطرة هذا الصباح، فتذكرت الكتابة السلسة البديعة لمعاوية نور " الوقت ليل . والكون ساج نائم . فما تسمع نأمة ولا ترى حركة.." تذكرت مبدعي بلادي ..نبوغهم وشجنهم وتفرقهم في البلاد..!
سعدت كذلك بكون أخونا الغميس الحكاي والرسام العماد قد نال شرف تخطيط وجه البطل.. فيا لها من زمالة ويالها من صحبة وذكريات..
فلتزهو بكم القرون.. ولعنة الله على الكافرين الذين سرقوا منا البلاد.. فأكثروا فيها الفساد.
وياليث نشوف قريبا صورة الحوار والبورتريه هنا وفي هذا المكان.
دمتم بخير.
صورة العضو الرمزية
تاج السر الملك
مشاركات: 823
اشترك في: السبت أغسطس 12, 2006 10:12 pm
مكان: Alexandria , VA, USA
اتصال:

مشاركة بواسطة تاج السر الملك »

السلام والاحترام أستاذ الجمال تاج السر، وياله من إسم له من الشروط والواجبات ماله
قبل فترة اسعدني اخي العزيز سعد الدين عبد الحميد، وهو من اخوة الرفقة الخيرة فقد عملنا معا، والعمدة في تلكم السنوات،
اتحفني بالملف الذي حوي سيرتكم الفنية، ولو نذراً يسيراً منها، فلا أظن أن الملف حوي كل شئ،
ولشد ما شعرت بضآلة ما نقدم مقارنة بما شهدته من أبداعاتك
فرحت وطربت وفتنت، وسعدت ايما سعادة، وتلمظت بالملف صفحة صفحة، وأشكر الله أن هذه القوي (السودانية) الخلاقة تنبض وتتنفس
وتعيش تحت اي ظرف وفي اي مكان... وتبدع تماماً. وتلهمنا القدرة على المسير قدماً.
لك التحية والتجلة ، وربنا يخضر ضراعك
وفي انتظار ان يصلني الحوار من ارشيف السوداني، سنتمثل الخرطوم وهي نسمة طليقة جذله كما عهدناها.
أضف رد جديد